[عجائب القرآن]
وصحِبَ رجلٌ رجلًا شهرين، فلم يَرَهُ نائمًا، فقال: "ما لي لا أراك نائمًا؟ قال: إنَّ عجائبَ القرآنِ أطرْنَ نومِي؛ ما أخرُجُ مِن أعجُوبةٍ إلَّا وقعْتُ في أُخرى".
قال أحمدُ بنُ أبي الحَوَارى: "إنِّي لأقرأ القرآنَ وأنظُرُ في آيةٍ آيةٍ، فيحير عقلي بها، وأَعجَبُ مِن حُفَّاظِ القرآن كيفَ يُهنيهم النومُ، ويسَعُهُم أن يشتغِلوا بشيءٍ من الدنيا، وهم يتلون كلامَ الله؟ أَمَا إنَّهم لو فهِموا ما يتلون وعرفوا حقَّه، وتلذَّذوا به، واستَحْلُوا المناجاة به، لذَهَبَ عنهم النومُ فرحًا بما قد رُزقوا". [أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (ج١٠/ص٢٢)]
وأنشد ذو النون المصري:
منع القرانُ بوعدِهِ ووعيدِهِ … مُقَلَ العُيُونِ بليلِها لا تهجعُ
فَهِمُوا عن الملِكِ العظيم كلامَه … فهمًا تذِلُّ له الرقابُ وتَخْضَعُ
[لطائف المعارف لابن رجب (ص٣٢١) - تحقيق ياسين السواس]