هذا منشور نشره جراح مصري، ثم حذفه.
انظر طريقة كلامه.
رأيت من يسأل عن سبب نشر هذا المنشور وأنه منشور يهدُّ بنية المجتمع ويترك الرجال يشكُّون في زوجاتهم المشتغلات في هذا المجال..
ورأيت من يقول -بتحسر- أن الأمر سيُسعد أصحاب دعوات قرار النساء في بيوتهن.
وقد رأيت سابقا من نشرت عن إشكاليات في عملها فجاءت النساء يطالبنها بحذف المنشور حتى لا يصير الموضوع ذريعة لمن يرفض خروج زوجته للعمل!
تأمل سياسة الهرب إلى الأمام بدل وقفة جادة مع النفس ومصارحتها في موضوع الاختلاط.
الصورة التي قدَّمها الجراح هي الأعمُّ في الواقع في غالب المجالات المختلطة، بل ما يحكيه لعله هو نموذج ’’المتورع“ في مثل هذه السياقات!
أبو جعفر له كلمة خالدة يقول فيها: ”المعركة اليوم ليست بين الرجل والمرأة بل بين رجل كريم و رجل لئيم“
مثل هذا الجراح -وأمثاله كثيرون- بخطابه هذا لو خُيِّر بين قرار المرأة في بيتها وبين أن تخرج للعمل، ما كان سيختار؟
هو -وأمثاله كثيرون- لن يصرِّح لك بأنه يريد من يسميها ”قمر الليالي“ بكل تأكيد ولكن سيقول لك: ”ليس كل الرجال شهوانيين“
”ولا تتشدد“، ”والاختلاط بضوابط لا بأس به“ وقد يذهب بعيدا ويأتيك بفتاوى بعض المشايخ ممن لا يدرك الأمور ولا مآلاتها، ويتلاعب به المستفتون -خاصة النساء-.
لو يتأمل الإنسان مواقف السلف وشديد حرصهم في باب النساء، حتى أن بعضهم كان لا يجلس في مكان جلوس المرأة يخاف أن يتحسس حرارة مجلسها، وبعضهم بلغ الثمانين، ظهره محدودب وعينه عمياء ويقول ما أخاف كفتنة النساء، ويُخيَّر بعضهم بين حراسة بيت المال وحراسة أمة سوداء قبيحة الشكل فيختار حراسة بيت المال ولا أن يبقى ثانية مع من وصفت لك، النبي ﷺ يقول: ”ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء“ ثم تنظر الصورة التي يتكلم بها الناس اليوم وتعاطيهم مع الموضوع تستشعر وكأنهم في أمان من الفتنة، أمان تام.
هذه المفارقة التي ذكرت لك كافية لتُنبيك عن الخبر.
في القناة الكثير من الكتابات في هذا الباب والتي تشرح الأمر بطريقة محترمة للناس لعلها تعقل.
ولكن بعض الناس لا يفهمون حتى يروا كأسلوب هذا الجراح، ومع ذلك بعضهم يُكابر ويُماحك.
وما رؤي مثل الكِبر صارفا عن الحق.