Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
🌿 حديث اليمامة 🌿 avatar

🌿 حديث اليمامة 🌿

TGlist 评分
0
0
类型公开
验证
未验证
可信度
不可靠
位置
语言其他
频道创建日期Oct 21, 2021
添加到 TGlist 的日期
Mar 12, 2025
关联群组

记录

06.04.202523:59
882订阅者
07.02.202523:59
0引用指数
06.03.202513:15
5.4K每帖平均覆盖率
15.04.202502:56
72广告帖子的平均覆盖率
20.03.202523:59
6.06%ER
12.03.202513:15
863.67%ERR
订阅者
引用指数
每篇帖子的浏览量
每个广告帖子的浏览量
ER
ERR
MAR '25APR '25

🌿 حديث اليمامة 🌿 热门帖子

26.04.202517:38
15.04.202522:52
تأتي لحظات صادمة للعقل المسلم -مثل أحداث 11 سبتمبر- تجعله يشعر بأهمية فهم الأحداث الواقعية والعالمية من حوله؛ لما يترتب عليها من تغييرات مختلفة وعلى مستويات متعددة.

ثم انتشرت بعد أحداث الربيع العربي أهمية القراءة في الكتب الفكرية والعلوم الإنسانية لمحاولة فهم الواقع الذي كان غامضا وخافيا على كثير من الشباب، وكانت الرؤى الموجودة عند أغلب الإسلاميين جزئية وسطحية، ولكن بعد سقوط الجُدر الفاصلة بين كثير من المجتمعات وانتشار وسائل التواصل= شعر كثير من الشباب بأهمية القراءة في الكتب الفكرية لفهم الواقع والعالم من حولنا، ومحاولة فهم موازين القوى وموقع الإسلام من العالم وقدرة العاملين للدين على التغيير وفرص العمل لنشر الدين وطبيعة المجتمعات وإعادة اختبار المقولات القديمة وتوزيع الخريطة الدينية وتنوعها وغير ذلك.

كانت هذه القراءة تزيد في الوعي وتزيد في الآلام في نفس الوقت؛ لأنها تبصرك بحقيقة الواقع وحجم التحديات وضعف الكوادر والأدوات
.

ولكن بعد كثير من الأزمات السياسية والاقتصادية عاد الأغلب للتفكير الفردي الضيق الذي لا يرى أبعد من انشغالاته أو مجموعة عمله، وحاول أن يتناسى المعارف ويمحو الذاكرة.

ونشأ جيل لم يعاصر كثيرا من الأحداث، نشأ مشتتا مشغولا (مَدْووشا) بعروض الحياة وخلافات وسائل التواصل، ليس لديه مساحة نفسية لفهم الواقع والعالم من حوله، نعم، هو أكثر انغماسا ومعرفة بالجزئيات من الجيل السابق ولكنه أكثر تشتتا وجريا.

جاءت لحظة الطوفان وتوقف الزمان وظهر اللون الأحمر المسلم الطاهر بكثافة على كل الشاشات، وصعدت الأرواح والتكبيرات والدعوات إلى السماء، وأفاق كثير من الشباب من غفوته واستيقظ من نومته، وكنا نظنها أياما فكانت شهورا وربما سنوات.

لم يعد يحتاج الشباب إلى القراءة في الكتب الفكرية ليعلم نجاسة الحداثة، ووحشية الغرب، وتخاذل العرب، وتفرق المسلمين، وطغيان الفردانية، وضعف المصلحين، وخسة المنافقين.

لم تعد بحاجة لقراءة كتاب عن آثار الدولة الحديثة في تغير مفاهيم الولاء والبراء، وعن مظاهر تأخر المسلمين وتفرقهم، وعن أثر توظيف الدين للمصالح الشخصية، وعن غياب الأولويات عند بعض الدعاة وطلبة العلم، وعن تغير المبادئ تبعا لتغير موازين القوى، وغير ذلك.

أصبح الواقع عاريا بدمائه وخزيه وعاره.
ولكن ماذا بعد هذا الوضوح؟

(ومن الناس من يعبد الله على حرف)

من الناس من عاد إلى نومته وغفلته وانشغاله بلقمة عيشه ولم يتحمل رؤية هذه الحقائق، ومنهم من أنكرها وجحدها بعدما استيقنتها نفسه، ومنهم من أصابته الحقيقة بالإحباط واليأس فألقى سلاحه وأخلد إلى الأرض، ومنهم من تعجّل التغيير وناطح السُّنَن وجاء بأفكار ساذجة ومتهورة، ومنهم ومنهم.

فإن سألتني: وما الحل؟
أقول لك: لا أعلم، ولكن الذي أعلمه أننا ينبغي أن نموت على الطريق نرفع إحدى أيدينا بالدعاء، ونسعى بالأخرى لبذل ما نستطيعه من نشر هذا الدين، نسعى لإيقاظ الغافلين وتعليم المسلمين وتحريض المؤمنين، نسعى لرفع الوعي بالفساد المحيط بنا وبالتفاهات التي غزت بيوتنا، نسعى لجمع كلمة المسلمين وعدم التفريق بينهم وتقليل حدة الخلاف وهوة الشقاق، نسعى لبث روح الأمل والبشرى والعزة والتطلع للسماء ونزع لباس الذل والمهانة والركون إلى الأرض، نسعى لأن نزيد من أعداد أولو البقية الذين ينهون عن السوء ويجانبون أهل الظلم والترف.
افعل ما استطعت من ذلك حتى تقضي نحبك أو تعيش منتظرا غير مُبدّل ولا مُغيّر.

لا أقول أن هذا سيغير الواقع ويأتي بالتمكين الذي تحلم به، ولكنه قد ينجيك أمام ربك إذا سألك: فيم كنت؟
اللهم استعملنا فيما يرضيك وبصّرنا بما تحب.
06.04.202505:00
تلاوة ليلة ١٠ - الشيخ محمد أحمد حسن

ما تيسر من سورة التوبة - برواية ابن وردان عن أبي جعفر المدني
09.04.202522:57
قام البروفيسور الإسباني غاسبر مايرال، ببذل جُهد علمي عظيم وتنقيب تاريخي طويل بحثًا عن الجذر الّلغوي لكلمة "المُخاطرة" Risk بالإنجليزية، ليجد أنّها ترجع إلى كلمة "الرزق" Rizq عند المسلمين والعرب.

حيث تمّ تمرير الكلمة من العربية إلى الّلاتينية في القرن الثالث عشر ومن ثمّ إلى الّلغات الرومانسية الخمس كالفرنسية risque والإسبانية riesgo والإيطالية ونحوها.

تطرح هذه الخلاصة التاريخية العجيبة، سؤالًا جوهريًا:

ما العلاقة بين (المُخاطرة) وبين مفهوم (الرزق) لدى المسلمين؟

يفسّر الباحثون هذه العلاقة، بالإشارة إلى أنّ مفهوم الرزق عند المسلمين يُؤسّس بطبعه للمُجازفة والمخاطرة والتحرّر من قيود الخوف والقلق من المستقبل.

يقوم التصوّر العقدي بأن الله عزّ وجلّ وحده الرازق، وأن مَن سواه وإن كان مُديرك بالعمل أو مسؤولك المباشر في الوظيفة أو الزبون الذي تحتاجه وتتوسّله لشراء بضاعتك، هؤلاء جميعًا في نهاية المطاف.. ليسوا سوى "أكلة رزق" من أناس مرزوقين بالأساس، رَزَقهم الرزّاق وحده الذي يرزق جميع الخلق والمخلوقات والدواب فردًا فردًا وكيانًا كيانًا.

هذا التصوّر العميق للكسب والاكتفاء المالي والسعي للرزق بذهنية منعتقة من مخاوف الإنسان البدائي، قد دفع بتُجار المسلمين إلى المُجازفة لخوض مجاهل الصحارى وما وراء البحار وأطلق العنان لحركة سعي وتجارة عالمية، ظنًّا منهم أن رزقهم لن يفوتهم بالمخاطرة.

الخسارة والربح عمليتان غير مضمونتان بطبيعة الحال، لكن الرزاق جلّ في علاه.. مضمون دائمًا وأبدًا، يتكفّل بعبيده وعباده، مؤمنهم وكافرهم، مُقصّرهم ومجتهدهم، مُسيئهم ومُحسنهم.

بهذا المعنى، لم يكن تسرّب مفردة (الرزق) إلى اللغات الأخرى استنساخ صوتي محايد، لكنه انقلاب مفاهيمي لدى البشر يرمز إلى أن السعي لكسب المال وتأمين لقمة العيش بطبعه محفوف بالمخاطر.

ما المشكلة بالمخاطرة أو الخسارة، إن كان الله سيعوّض كلّ نقص بطبيعة الحال؟

وممّ يخاف المرء إن كان متوكّلًا على الرزّاق؟ فرزقته مقسومة بالأساس لن يحرمَهُ إيّاها أحد (اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعت) وقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ جبريل عليه السلام نَفَثَ في رَوعه الشريف: إنَّه لا تَموت نفسٌ حتى تستكمل رزقَها!

لكن، بأي معنى يُؤمن المسلمون اليوم بمفهوم (الرزق)؟

يُربّي الناس أبناءهم على أسس تتعارض تمامًا مع مفهوم (الرزق) بصيغته التوحيدية.

تعيش في مجتمعات تسألك منذ صغر سنّك: ماذا تريد أن تصبح حين تكبر؟ وهي أسئلة تحصر اهتمامك وتعريفك لنفسك في "مُسمّاك الوظيفي" وكأنه غاية الحياة، ومأمولها، عن طريق إخبارك عن مدى روعة العمل لدى الشركات الكبرى: جوجل، ومايكروسوفت، وأمازون!

وهذه التنشئة الاجتماعية التي تمتدح الوظيفة لذاتها، تتحول في لاوعي الأفراد لتصورات عميقة عن أنفسهم وأهدافهم وطموحاتهم وهي طموحات ستصير لاحقًا هاجسًا عُصابيًا وأغلالًا ضدّ النزاهة الأخلاقية.

غني عن الذكر أن الوظيفة مهمة، والسعي لكسب المال مَسعى بشري أصيل ومشروع، لكن اختزال الإنسان لقيمته وغايته وحصر أثره في حياته بالعمل والوظيفة، ما هي إلا وصفة مضمونة لترويض الإنسان وتدجينه كدجاجة وبناء إنسان منزوع القيمة الأخلاقية، لا يدافع عن مظلوم، ولا ينتصر لزميل تواطأ باقي الموظفين ضدّه، خشيةً منه على خسارة مصدر رزقه.

هذا تحديدًا جوهر النقاش الذي أحاول عقده هنا، فعلاقة الإنسان مع مفهوم الرزق والمال، ليست مسألة هامشية. فالمال والطريقة التي تتصور بها طريقة كسبه، يشكّل موقفك الأخلاقي والوجودي من العالم ومن ذاتك ومن الآخرين.

في عام 2011 كتب الفيلسوف الإيطالي لزاراتو (Lazzarato) كتابًا مثيرًا بعنوان (صناعة الإنسان المَديون) يشرح فيه كيف يقوم النظام النيوليبرالي للعالم اليوم، على تحويل الناس إلى أشخاص مديونين بالضرورة، وهو ترويض تلقائي يحدّده شكل نظام العيش المعاصر، يجعلك على الدوام تركض في دوائر مفرغة من الاستدانة وسدّ الدّين، لتحقيق متطلّبات العيش المفروضة على الأفراد كمعايير أساسية للنجاح والتميّز.

ويمكن توصيف التحوّل الأساسي من الرأسمالية الكلاسيكية إلى النيوليبرالية بأنّ الإنسان لم يعد يعمل ليعيش، بل يقترض ليعيش، ثم يعمل ليُسدّد ديونه.

وهذا الوعي لا يقلب فقط منظور الإنسان عن نفسه وإنّما يقلب حتّى مفهوم الزمان لديه، ليصير الخط الزمني لحياة الفرد عبارة عن تواريخ استحقاقات الديون والأزمنة المُحدّدة لدفع الأقساط وسداد القروض.

وهي تحوّلات تؤول بالضرورة إلى اعتناق عقيدة الخلاص الفردي، وتكريس العجز وزيادة الجُبُن، وإشغال ذهن الفرد عن الاهتمام بقضايا أمّته وجماعته التي تتحوّل لشعور عميق بالذنب لا يزيد الفرد إلّا شلَلًا.

وخلاصة ما أريد قوله أنّ:

الرزق ليس مفهومًا عقديًا فحسب، لكنه منطق سلوكي يُحصّن التماسك الأخلاقي للمُسلم ويحمي فاعليته.

الرزق في أصله، ليس وعدًا بالغنى، بل انعتاقًا من الخوف الذي يجعلُكَ كائنًا وضيعًا وإنسانًا جبانًا.
04.04.202515:11
الدماء المسفوكة بلا حساب ولا خشية عقاب، والأرض المحروقة، والديار المهدمة، والبيوت الأنيسة التي تحولت بين عشية وضحاها إلى ركام وأنقاض، الحياة التي توقفت بغتة والزمن الذي جمد على مشهد واحد متكرر وطويل كله دماء وخراب، أي شيء أشد بؤسا من ذلك؟!

يفهم الإنسان اليوم أكثر من أي وقت مضى كم كانت المرارة كامنة في هذا السؤال الذي أبداه هذا الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال: {أنَّى يُحيي هذه الله بعد موتها}
إجابة السؤال كانت عجبا: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه)
ليفهم هذا الرجل كيف يحيي الله هذه الأرض الخربة بعد موتها كان لابد أن يشهد موته هو نفسه ثم بعثه، مع التأكيد على عامل الزمن في المشهد حيث بلغ الفاصل الزمني بين الموت والبعث مائة عام تحول فيها حماره إلى كومة من العظام، بينما بقي طعامه على حاله كأن الزمن لم يمسه

في يوم الجمعة وهو يوم خلق الله فيه آدم وفيه تقوم الساعة، حيث بدأ الخلق وحيث سوف ينتهي، نحن على موعد مع سور ثلاثة تتكرر كل جمعة؛ سور السجدة والإنسان والكهف، ضمن معانٍ كثيرة مشتركة بينها فإن هذه السور تعتني اعتناء ملحوظا بإبراز أصل الخليقة وغايتها ومصيرها، وتجلية حقائق الحياة والموت، وعرض مشاهد أخروية متنوعة بين الثواب والعقاب وحال أهل الجنة وحال أهل النار

في افتتاحية سورة الكهف ثمة مشهد لخراب عام وموات قاطع لابد أن يعتري الأرض كلها في نهاية الزمان، رغم كل الزينة ستصير هذه الأرض صعيدا جرزا {وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا}
تلك حقيقة لا تقبل الشك لابد أن تكون منها على بال فلا تغفل عنها أبدا، وفي القصة الأولى والمحورية في السورة يأوي الفتية المؤمنون إلى الكهف فرارا بدينهم، كانوا يختارون أدنى درجات الحياة مع الإيمان بدلا من أعلى درجاتها مع الكفر، لكن المفاجأة أنهم ناموا أكثر من ثلاثمائة سنة، تجمدت حياتهم في كهف موحش طوال أكثر من ثلاثة قرون، والمشهد الذي يصف حالهم داخل الكهف مشهد مرعب فيه الحياة ملتبسة بالموت ومترددة بين اليقظة والنوم {وتحسبهم أيقاظا وهم رقود}.
ـ عقب قصة صاحب الجنتين يُضرب مثل للحياة الدنيا يوضح حقيقتها فتجد أن كل الحياة الممتليء بها ماء السماء ونبات الأرض تتحول بغتة إلى هشيم تذروه الرياح ﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا كَمَاۤءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِیمࣰا تَذۡرُوهُ ٱلرِّیَـٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ مُّقۡتَدِرًا﴾

ـ قبل قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح هناك تذكير بهلاك القرى الظالمة، وفي أثناء قصتهما سفينة للمساكين تُخرق، وغلام لأبوين مؤمنين يُقتل، وجدار في قرية لئيمة يُقام، ثم يأتي التأويل {رحمة من ربك}
ـ في ختام قصة ذي القرنين كذلك نرى مشهد السد الذي بناه وقد جُعل في آخر الزمان دكاء، ليكون علامة على اضطراب عظيم وفساد في الأرض وخراب.

🔶 وهكذا نجد عبر سورة الكهف وحدها ترسيخ لأهم الحقائق والمشاهد المتعلقة بالحياة والموت وبداية الخلق ونهايته، فمصير الحياة كلها إلى زوال ونهاية الأرض كلها الخواء، والهلاك عقاب إلهي للظالمين، لكن في نفس الوقت في مصائب المؤمنين رحمة بهم وخير ولو لم يظهر لهم ذلك، فربما من جمود الحياة زمانا طويلا ينبعث الإيمان نقيا من الفتنة، وربما بسبب تخريب السفينة تحصل لها النجاة، وربما من قتل الحياة نفسها تنبت حياة أخرى خير زكاة وأقرب رحما، وربما بناء الظالمين المقام تطاولا عليك هو في الحقيقة غطاء يستر كنزك المدخر لك، وحتى السد الذي يُدكُّ ليخرج منه أفسد الخلق وأكثرهم شرا ودناءة يعقبه فصل تام وتمييز بين الخبيث والطيب حيث النعيم الخالد للمؤمنين والعذاب الخالد للكافرين

🔶 إن المؤمن الذي يقرأ سورة الكهف كل جمعة مستحضرا لهذه الحقائق، ومعايشا لهذه المشاهد، واقفا على مبدأ الأمر ومنتهاه، يجد نفسه صابرا على طول البلاء وإحاطة الموت وكثرة الدمار مهما طال الزمن، قد تجاوز مرارة السؤال ولوعة الدهشة في: {أنى يُحيي هذه الله بعد موتها} ليردد في يقين: {أعلم أن الله على كل شيء قدير}


#سورة_الكهف
#طوفان_الأقصى
#إعادة_نشر
26.04.202517:40
كل من هذه الكتب يتضمن سيرة حياة ملهمة وقصة بطولة من نوع خاص
07.04.202504:33
‏لا يصبر المؤمن على مثل هذه الابتلاءات التي نراها إلا بيقينه باليوم الآخر وحقارة هذه الدنيا وأنها لا تساوي عند الله شيئا ليجعلها جزاء للمؤمن.

فالمؤمن يعيش في الدنيا كعابر سبيل ينتظر وصوله إلى دار السلام مشتاقا لرؤية وجه مولاه سبحانه وتعالى، موقنا بوعود الوحي الأخروية له ولأعداء سيده ومولاه.

وهل ينزعُ الوهنَ من القلب مثلُ اليقين بالآخرة والشوق إليها.

وهل يُصبّر الإنسانَ عند المصيبة مثل تذكّره أنه لله وأنه إليه راجع.

اللهم أنزل الصبر واليقين على قلوب أهلنا في غزة، والطف بهم.
22.04.202519:35

🤎 الشِّكاية إلى الله

الشِّكاية إلى الله باب من أبواب الوصول إلى الله تعالى وعطائه وإمداده، الشِّكاية إلى الله أخصُّ من مطلق السؤال والطلب، هو نوعٌ من الحديث الخاصِّ بين العبد ومولاه؛ يُظْهِر فيه العبد لربِّه -وهو أعلم به- ما نَزَل به من المصيبة أو الحزن، ويقصُّ لربِّه -وهو أعلم- ما يجده من مشكلات وتحديات، ويعترف في شكواه بعجزه وفقره وفاقته لربِّه، ويُفوِّض في ذلك كلِّه الأمر لله، فأصلُ الشِّكاية: إخبار الشَّاكي لمن يشكو إليه ما وقع به من المكروه، ولو لم يسأل شيئًا معيَّنًا، فالدعاء في الأصل طلب الحاجة من الله تعالى، والشِّكاية إليه إظهار الحال إلى الله، وهذا النوع من الدعاء يُحبِّه الله تعالى، ويعطي عليه ما لا يعطي على مجرد السؤال، ولهذا قصَّ الله تعالى علينا في القرآن شكاية عباده وأوليائه له؛ ليُعلِّمنا كيف ندعوه، وكيف نطلبه.

تأمَّل شكاية نوح عليه السلام لربِّه: ﴿قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ۝ فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ۝ وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ۝ ثم إني دعوتهم جهارا ۝ ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا﴾، إلى أنْ قال: ﴿قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ۝ ومكروا مكرا كبارا ۝ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا﴾.
فهل تجدُ في هذا كلِّه طلبًا معيَّنًا، أم أنَّه حديث العبد لمولاه، وشكواه لخالقه، وإخباره بما يعلمه سبحانه وتعالى من حاله. ولم يمنع نوحًا ’ مقامُ الدعاء من "تفصيل" هذه الأحوال التي وجدها من قومها.

وتأمَّل في قول يعقوب عليه السلام: ﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾، سيشكو إلى الله: بثَّه وحُزنه، سيخبر الله بحاله وشعوره.

وقول الله تعالى عن المرأة الصالحة: ﴿قَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها وَتَشتَكي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ﴾، وكان من شكواها إلى الله تعالى أنَّها كانت تقول: ((يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سنِّي، وانقطع ولدي؛ ظاهر منِّي، اللهم إنِّي أشكو إليك))، لم تطلب شيئًا معيَّنًا، فقط أخبرت بما نزل بها، فقضى الله حاجتها، وأنزل فيها وفي زوجها وحيًا يُتلى إلى يوم القيامة، وكانت -بشكواها هذه- سببًا للفرج عن كلِّ من كان في مثل حالها إلى يوم القيامة!

وتأمَّل شكاية أيوب عليه السلام: ﴿وَأَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾، وقوله: ﴿وَاذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الشَّيطانُ بِنُصبٍ وَعَذابٍ﴾ [ص: ٤١].

وتأمَّل شكاية زكريا عليه السلام لربِّه: ﴿إذ نادى ربه نداء خفيا ۝ قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ۝ وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ۝ يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا﴾.

وتأمَّل شكاية النبي ﷺ: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾، قال قتادة: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه"، وقال ابن عاشور: "وهذا القول واقع في الدنيا، والرسول هو محمد ﷺ. وهو خبر مستعمل في الشكاية، والمقصود من حكاية قول الرسول: إنذار قريش بأنَّ الرسول توجَّه إلى ربه في هذا الشأن، فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره، وتأكيده بـ (إن) للاهتمام به؛ ليكون التشكي أقوى".

وقوله: ﴿وَقيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنونَ﴾، قال قتادة في هذه الآية أيضًا: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه".

الشِّكاية تشبه ما يسميه الناس اليوم بـ (الفضفضة) والحديث عمَّا يلاقيه الإنسان من شؤون حياته، لكنَّهم كثيرًا ما يبذلونه للخلق، وقليل هم الذين يبذلونه لخالقهم ومولاهم، الذي بيده مقاليد كلِّ شيء، وهو أقرب إليهم من كلِّ أحد، وأقدر على تفريج ما هم فيه من كلِّ أحد.

الشِّكاية إلى الله تفتح للعبد بابًا عظيمًا من أبواب مناجاة الله تعالى، والقرب منه، والأنس به، والافتقار إليه، وتفويض الأمر له، ويحصِّل به العبد ما لا يحصِّله بمجرد السؤال والطلب -مع عظمته-؛ لِمَا يحتفُّ به من الانكسار بين يدي الله والتذلُّلِ له.
18.04.202506:30
سورة " الكهف " كاملة || الشيخ أحمد السيد

قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ وفي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَسَلَّمَ، فَإِذَا ضَبَابَةٌ -أوْ سَحَابَةٌ- غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: اقْرَأْ فُلَانُ؛ فإنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ (أوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ).
25.04.202505:33
#أحمد_كاسب
21.04.202514:43
هل تُزكي نفسك؟! | د.أحمد عبد المنعم


🎬 مقطع من مجلس:
بصائر في أحداث غزة ٣ | إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَ

#إنه_القرآن
转发自:
أحمد سيف avatar
أحمد سيف
17.04.202519:25
الحمد لله .. وبعد،
من أعظم المعاني الشرعية التي أعتقدها في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: معنى الأمان.
نعم الأمان من جذوة الألم النفسي وتلك الوحشة في الصدور ..

فإن أعظم ما ينغص على الإنسان سيره إلى الله عز وجل في هذه الدنيا: الذنوب والهموم.
والصلاة على النبي كما الكهف الآمن الذي يأوي إليه المكروب بذنبه وهمه؛ فإن للذنب كربة في النفس المؤمنة يستشعرها من كان في قلبه شيء من الحياة.
والمبتلى بالذنب يعلم حقيقة هذه الكربة الشديدة التي تصيبه حال ذنبه لأثرة من حياة وومضة من إحساس باقية في قلبه ولو كان مذنبًا.
أما الهموم والأحزان فتفسد على الإنسان لحظات حياته وتقعده عن العمل وتنزل به العجز واليأس، بل وتنزل به صنوف المرض والأوجاع.

فإذا أقبل المبتلى بهما أو بأحدهما بقلبه على الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم؛ أبصر فؤاده شيئًا من الأمان والفرجة من بعد الهم بوحي أوحاه الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في الزمان الأول أن قل لعبادي المكثرين من الصلاة عليك يا محمد: إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك.
17.04.202515:15
من ليس له محراب وأوراد وذلة وانكسار بين يدي الجبار في ظل هذه الفتن؛ كيف يثبت؟

ومن ليس له أصحاب صدق يؤازرونه ويتعاهدونه في ظل عجلة المعيشة الطاحنة؛ كيف يصبر؟

ومن ليس عنده مشروع للأمة يتقرب به إلى الله في ظل هذه الظروف الصعبة؛ كيف يعيش؟

ويا تُرى، من كان يعيش اليوم غافلاً لاهياً لا علاقة له بهموم أمته، في الوقت الذي يُحرَّق فيه إخوانه وهم أحياء، والمسجد الأقصى يُدنّسه أراذل الخلق؛ هل يُدرك حقيقة العقوبة التي أصاب الله بها قلبه؟ وهل سيثبت إن جاءته الفتن العظام وابتليت داره بما ابتليت به دور إخوانه؟

وأمّا من عرف الطريق فاستقام، واتقى الله ما استطاع، وصدق مع ربه، وأحسن ظنه به فلم يقنط من رحمته، وحسَّن نيته، ولزم رفقاء الخير، وأحسن إلى عباد الله، وتجنب مواطن الشر، ولم يركن إلى الذين ظلموا،
وحمل همّ الإسلام، وحمّل غيره هذا الهم، واجتهد في العمل، ولزم الصبر واليقين؛ فما ظنكم برب العالمين كيف يجازيه على صبره وثباته في هذا الزمن الصعب؟! فكيف بمن ابتلي فصبر؟ أم كيف بمن كان حاملاً للواء الإسلام وقد فداه بنفسه وعرضه وماله في قلّة وخوف وغربة؟


ألا فليدرك من فاته شرف الطريق ما فاته قبل أن يبزغ نور الفجر الذي يفوت ببزوغه شرف وسام "السابقين"
26.04.202505:40
لاحظت الجمعة قبل الماضية لأول مرة تكرر مشاهد البناء في قصص سورة الكهف، بدأت بمشهد في ختام قصة أصحاب الكهف بعد اطلاع القوم عليهم وتنازعهم في أمرهم فيقررون أن يبنوا عليهم بنيانا ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ أَعۡثَرۡنَا عَلَیۡهِمۡ لِیَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَیۡبَ فِیهَاۤ إِذۡ یَتَنَـٰزَعُونَ بَیۡنَهُمۡ أَمۡرَهُمۡۖ فَقَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ عَلَیۡهِم بُنۡیَـٰنࣰاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِینَ غَلَبُوا۟ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَیۡهِم مَّسۡجِدࣰا﴾، ثم مشهد العبد الصالح وهو يقيم جدار اليتيمين الذي أوشك على السقوط فيعيد بناءه﴿فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَیَاۤ أَهۡلَ قَرۡیَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَاۤ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡا۟ أَن یُضَیِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِیهَا جِدَارࣰا یُرِیدُ أَن یَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَیۡهِ أَجۡرࣰا﴾ثم مشهد ذي القرنين في ختام السورة وهو يبني سدا يحجز يأجوج ومأجوج فلا يستطيعون أن يظهروه ولا يستطيعون له نقبا﴿ءَاتُونِی زُبَرَ ٱلۡحَدِیدِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا سَاوَىٰ بَیۡنَ ٱلصَّدَفَیۡنِ قَالَ ٱنفُخُوا۟ۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارࣰا قَالَ ءَاتُونِیۤ أُفۡرِغۡ عَلَیۡهِ قِطۡرࣰا﴾

في كل مشهد من هذه المشاهد كانت الغاية من إقامة البنيان مختلفة، بل إن العمر المقدر له، ومن ثم مآله ومصيره كذلك كان مختلفا، ففي قصة أصحاب الكهف يحاول هؤلاء القوم استبقاء هذه الآية العظيمة التي شهدوها ببناء فوقهم بنيانا يحفظهم، لكن الحاصل أنهم اتخذوا عليه مسجدا مع ما في ذلك من عواقب خطرة، وفي قصة العبد الصالح مع موسى عليه السلام نجده في خطوة غير منطقية حسب الظاهر يقيم جدارا في قرية بلغ أهلها من اللؤم وانعدام المروءة حد عدم القيام بحق الضيف، مما يدهش موسى عليه السلام ويدفعه إلى سؤال خفي وتعليق أخير يفرق بينهما، لكن العبد الصالح في تأويله للأحداث يبين لموسى عليه السلام أن إقامة الجدار لم تكن عبثا ولا جهدا مهدورا، لأنه لغلامين يتيمين أراد الله أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما الذي تركه تحت الجدار أب صالح، لقد كانت إقامة الجدار في قرية لئيمة رحمة من ربك، على مدى الزمان سيتبين ذلك حتى لو لم تدركه أبدا الآن ولم تطب نفسك بما وقع.
أما ذو القرنين فقد سخر علمه وقوته وكل الأسباب التي أوتيها من أجل بناء هذا السد الذي لم ينقذ فقط هؤلاء الضعفاء من يأجوج ومأجوج، بل أنقذ الناس جميعا، لقد أقام بنيانا متينا لا يؤثر فيه نقب ولا يمكن أن يظهروه، ولن ينهدم أبدا قبل ظهور علامات الساعة ومنها خروج يأجوج ومأجوج.

مشاهد البناء المتكررة في سورة الكهف غلب عليها إرادة الخير والسعي في نفع الناس، بل كانت آيات ونعما ورحمات بطريقة ما، بعضها كان فكرة جيدة انتهت بمآل مذموم، وبعضها كان خطوة مستغربة انتهت بمآل محمود، وبعضها كان في أول أمره ومنتهاه رحمة، وهي متفاوتة الأعمار غير معلوم لنا مكانها ولا زمانها، لكن هذه المشاهد ذكرتني بمشاهد أخرى على النقيض منها، كان البناء فيها للعبث واللهو والاستكبار في الأرض وتعذيب المؤمنين، كما فعل عاد وثمود وفرعون وقوم إبراهيم عليه السلام، هاهي أبنية متطاولة ومتينة ومحكمة تُبنى لمحاربة دين الله وفتنة الناس وقتل الأنبياء وتعذيب أتباعهم، أفكر في إبراهيم عليه السلام إذ يبني له قومه بنيانا ليحرقوه في ناره﴿قَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ﴾ [الصافات ٩٧]، أفكر في إبراهيم عليه السلام إذ ينجو ويهاجر إلى ربه ثم يرفع القواعد من البيت﴿وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَـٰعِیلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة ١٢٧]
بنوا له بنيانا ليحرقوه، فلما نجا بنى هو بيتا لله مباركا وهدى للعالمين، ما أوسع الشقة بين بنيان وبنيان!

لاحظت أن بعض الناس يبدأ شهر رمضان بحماس زائد ثم لا يلبث أن يفتر حماسه وتضعف عزيمته، بينما لا ينشط آخرون إلا في العشر الأواخر، فكرت إن كان المسلك الأمثل هو مسلك بينهما؟!، مسلك بنائي بالدرجة الأولى، فالإيمان يُبنى بداخلنا صلاة إثر صلاة، وصيام اليوم بعد اليوم، وسورة تلو السورة، كأن معانيه وحقائقه تُبنى لبنة لبنة حتى يقام بناء الإيمان داخلنا ويشتد في العشر الأواخر، وكأننا نتأهل لبلوغ ليلة القدر.
09.04.202523:26
يتكرر في كتاب الله هذا التركيب (يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) مع بعض الزيادات أحيانا وتنوع الأسلوب، بحثت عنه فوجدت أنه ورد في تسعة مواضع من ثماني سور، هذا غير آيات كثيرة أخرى تؤكد معنى أن الله وحده هو الرزاق وخير الرازقين سبحانه وتعالى، من بين هذه الآيات توقفت في رمضان الماضي عند آية سورة الزمر ﴿أَوَلَمۡ یَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ وَیَقۡدِرُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ﴾ [الزمر ٥٢]
عند الخاتمة تحديدا (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) واكتشفت أن الآية في سورة الروم تختم بنفس الطريقة ﴿أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ وَیَقۡدِرُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ﴾ [الروم ٣٧]
كنت أفكر كيف يكون في بسط الرزق وقدره آيات لقوم يؤمنون، وما دلالة هذا الارتباط بين هذا المفهوم المتعلق بالرزق وبين الإيمان! وهل ندرك كمسلمين حقا ما آثار ذلك في حياتنا وعلى اختياراتنا؟! وأعتقد أن هذا المنشور أجاب عن بعض هذه الأسئلة.
يقول الإمام الطبري في تفسير آية سورة الزمر:
﴿أَوَلَمۡ یَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ وَیَقۡدِرُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ﴾ [الزمر ٥٢]
[يقول تعالى ذكره: أولم يعلم يا محمد هؤلاء الذين كشفنا عنهم ضرهم، فقالوا: إنما أوتيناه على علم منا، أن الشدة والرخاء والسعة والضيق والبلاء بيد الله، دون كل من سواه، يبسط الرزق لمن يشاء، فيوسعه عليه، ويقدر ذلك على من يشاء من عباده، فيضيقه، وأن ذلك من حجج الله على عباده، ليعتبروا به ويتذكروا، ويعلموا أن الرغبة إليه والرهبة دون الآلهة والأنداد. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ﴾ يقول: إن في بسط الله الرزق لمن يشاء، وتقتيره على من أراد لآيات، يعني: دلالات وعلامات ﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ يعني: يصدقون بالحقّ، فيقرّون به إذا تبينوه وعلموا حقيقته أن الذي يفعل ذلك هو الله دون كل ما سواه]

الرزق مفهوم عقدي أساسه توحيد الله عز وجل فلا رازق إلا هو سبحانه وتعالى، ومؤداه الرغبة إليه دون سواه في طلب الرزق، والانعتاق من كل خوف على هذا الرزق، فلا يملك بشر منعه أو التحكم فيه من دون الله ﴿أَمَّن یَبۡدَؤُا۟ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ یُعِیدُهُۥ وَمَن یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَـٰهࣱ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَـٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [النمل ٦٤]، إنها شجاعة الإيمان إذا صح التعبير، أو كما قال إريك فروم في أحد كتبه: "الإيمان يقتضي الشجاعة، والقدرة على المخاطرة، والاستعداد حتى لتقبل الألم وخيبة الأمل، ومن يتمسك بالأمان والسلام كشرطيين أوليين للحياة ليس لديه إيمان"



#طوفان_الأقصى
登录以解锁更多功能。