Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Инсайдер UA
Инсайдер UA
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Инсайдер UA
Инсайдер UA
🌿 حديث اليمامة 🌿 avatar

🌿 حديث اليمامة 🌿

TGlist 评分
0
0
类型公开
验证
未验证
可信度
不可靠
位置
语言其他
频道创建日期Жовт 21, 2021
添加到 TGlist 的日期
Бер 12, 2025
关联群组

"🌿 حديث اليمامة 🌿" 群组最新帖子

اصطفاء اسمه (العليم) في سياق التشريع هادٍ إلى أن ما شرعه هو أثر من آثار واسع علمه ومحيطه، مما يعين النفس على أن تنصرف عن كل ما عداه من التشريعات الأُخَر التي يصطنعها الناس لأنفسهم، وعلى أن يقبلوا إقبال يقين ومحبة على ما شرع لهم، فهو الذي أنبأهم في أول كتابه بأنه المستحق الحمد لذاته، وهو الذي يربي العالمين، وهو الرحمن وهو الرحيم، فكل ما يكون منه للعالمين هو من فيض ربوبيته ورحمانيته ورحيميته، وهو مما يستوجب حمده عليه كما استوجب الحمد لذاته سبحانه وبحمده، وهو مالك يوم الدين، من رضي بما كان منه ـ عز وعلاـ له فهو المحسن إليه الجزاء يوم الدينونة والحساب، ومن حاك في صدره شيء من ذلك فهو المعاقبه ـ إن شاء جل جلاله ـ يوم الدينونة والخضوع الأعظم، والحساب الدقيق المحيط.

د.محمود توفيق سعد ـ رحمه الله| كتاب (الرجال قوامون على النساء)
كل إنسان يحمل في داخله رغبة فطرية في المجد الشخصي، رغبة عميقة تدفعه لأن يكون شيئًا مميزًا، مؤثرًا، لا يُستبدل ولا يُهمَّش
هذه الرغبة ليست خطأ، بل هي جزء من تكوينه ووقود لفطرته في السعي والإنجاز. لكن الخطر يبدأ حين تُهمَل أو تُوجَّه بشكل خاطئ
فعندما يعيش الإنسان دون أن يجد لهذا النداء الداخلي منفذًا حقيقيًا ومشروعًا، يتحول إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في صورة عنف أو تمرد أو إدمان أو هوس بالظهور، أو حتى انتحار معنوي لا يُرى، لكنه يأكل صاحبه من الداخل، يسرق منه المعنى، ويجرّده من الشعور بالقيمة، حتى وإن بدا للناس بخير.
الحياة المدنية الحديثة، رغم ما تقدمه من راحة وتنظيم، تكبت هذه الفطرة وتطحنها في دوامة التكرار والوظيفة والاستهلاك. تطلب من الإنسان أن يكون مجرد شيء قابل للاستبدال، يُقاس بقيمته الإنتاجية فقط، لا بروحه ولا بأثره
وهنا يبدأ الإنسان يفقد إحساسه بذاته، فيذوب وسط التكرار، ويعيش كنسخة باهتة من نفسه، بلا أثر يميّزه، ولا حضور يُشعره أنه حقيقي
يصبح موجودًا بالجسد فقط، بينما تغيب عنه الحياة بمعناها الأعمق.
لكن الذين عرفوا الله حق المعرفة وآمنوا بلقاء الآخرة، وجدوا لهذا التوق مخرجًا عظيمًا
لم يقتلوا الرغبة، بل روّضوها ووجّهوها لما يليق بها
سعوا إلى مجد لا تُدركه الأيدي في الدنيا، مجد أبدي اسمه الجنة، لا توازيه منزلة ولا يبلغه إلا من زكّى نفسه وتقرّب إلى ربه وصدق بالميعاد
ولهذا ترى المؤمنين الحقيقيين وقد سكنت نفوسهم، وتشبعت أرواحهم طمأنينة، لأنهم انشغلوا بمجد يبقى لا بزينة تزول، وعملوا لما لا يُقاس بتصفيق أو أضواء أو شهرة، بل يُكتب في صحائفهم ويُخبّأ لهم في رضوان الله.
هؤلاء لم تُغْرِهم أمجاد العابرين، ولم يستهلكوا فطرتهم في اللهث خلف وهم الأضواء، بل وجهوها نحو ما يليق بكرامتهم، نحو أن يكونوا عند الله شيئًا عظيمًا
ولهذا امتلأت قلوبهم سكينة، وساروا في الأرض بثبات، لأنهم يعلمون أن مجدهم الحقيقي لا يُعلَّق على جدار، بل ينتظرهم عند باب الجنة.
لو أمطرتْ ذهباً منْ بعدِ ما ذهبا
لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا !!

(بإلقاء صاحبها)
转发自:
فِطرَة avatar
فِطرَة
عجيب، لا يُمَل!

تأمل عندما قرأ: (ألم أنهكما عن تلكما الشجر) كأنّه يشعر بالعتاب ويعيش تفاصيله!

رحمة الله عليه.
إخوة الإيمان وأولو العزائم🍃🤍

يوماً بعد يوم، نقتبس من العلوم ما خفي، ونتأمّل اللحظات، ونقتفي آثار التاريخ حتى نبلغ مركز الرحى، تلك النقطة التي يزهق فيها الحق كل باطل!

نلتقيكم اليوم في اللقاء الختامي بعنوان: «محطات في تاريخ فلسطين، العدو والمقاومة» مع الأستاذ طارق خميس، وذلك في تمام الساعة 9:45 مساءً بتوقيت مكَّة المكرمة 🕋


مكّن الله لأمته وأعزها بدينه وقهر عدوه✨

#ملتقى_ألم_وأمل2
#الأقصى_ينتظرك
🌟 هذا يوم الجمعة:

🌿 سورة الكهف نور وسكينة

🌿 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاية من الهم ومغفرة للذنب

🌿 ساعة الإجابة رجاؤنا الذي لا ينقطع والله نعم المولى ونعم النصير

ادعوا لأنفسكم أن يجعلنا الله من عباده المخلصين ومن جنده الغالبين، وادعوا لإخوانكم في غزة وكل فلسطين وسوريا والسودان وفي كل مكان أن ينصرهم الله على الجبارين المستكبرين وأن يلطف بهم ويهون عليهم ويفرج عنهم
وادعوا للمجاهدين في غزة وسوريا أن ينصرهم الله ويسدد رميهم ويثبت أقدامهم وينزل السكينة في قلوبهم
وادعوا للأسرى والمعتقلين أن يهون الله عليهم وأن يردهم سالمين لأهلهم

يارب آمين آمين

#طوفان_الأقصى
«ما رأيتُ أحدًا أرحمَ بالعِيال من رسُول الله صلى الله عليه وسلم».
..
سيدنا أنس بن مالك، رضي الله عنه.
📝 انتظـــــــرونا في لقـــاء ماتع مـع
الدكتور: أحمد عبد المنعم


بعنــــــــــــــــــــوان:
التناول القرآني للمال والدنيا.

⏱الساعــــــــــــــة:
العاشرة مساءً بتوقيت مكة المكرمة ومصر إن شاء الله تعالى.

📍 اللقاء سيكون على قناة التيليجرام لمعهد المالية الإسلامية، دونكم رابط القناة:
https://t.me/IFAcadbahrain


بلغكم الله خير العلم وأحسنه.
﴿قَالَ وَمَن یَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦۤ إِلَّا ٱلضَّاۤلُّونَ﴾ [الحجر ٥٦]

فأجابهم إبراهيم بقوله: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ الذين لا علم لهم بربهم، وكمال اقتداره وأما من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم، فلا سبيل إلى القنوط إليه لأنه يعرف من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئا كثيرا.

تفسير الشيخ السعدي
https://youtu.be/W18akFipdMg?si=3ZVTnj7Zb7mi9E8h

هذه حلقة ممتعة وعظيمة تبين لنا كيف اعتنى المسلمون بكل كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف حفظوها وتناقلوها جيلا بعد جيل بنظام غاية في الضبط والإحكام والإبداع، ولا يمكن وأنت تسمع وتشاهد كل هذا إلا أنت توقن أن الله قيض لدينه من يحمله ويبلغ رسالاته عبر الأزمان من أنبل الناس وأشرفهم وأذكاهم وأعقلهم، وأن توقن كذلك أنه لأمر جليل كان هذا العلم، ولحاجة عظيمة حفظ الله كلمات رسوله صلى الله عليه وسلم بيانا وهدى للأمة كلها
[يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها . فقال قائلٌ : ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ . فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ]

في الوقت الذي يشعر فيه الإنسان بالبؤس كونه يعيش في زمن استثنائي كزمننا هذا، إلا أنه في ذات الوقت يشعر كيف تبينت له الآيات وانكشفت أمامه الحجب وأقيمت عليه الحجة كما لم يحدث من قبل، كأن آيات الكتاب تتنزل علينا الآن، كأن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تخاطبنا نحن لا غيرنا، هذا الامتداد الزمني الهائل الذي يفصل بيننا وبين عصر النبوة يبدو مجسورا بالكلمات، هل سمعتم من قبل عن كلمات استطاعت أن تعبر هذه الأزمنة المديدة بكل ما فيها من تغيرات وانقلابات، لا لتصير أمثالا يستشهد بها أو حكما تتردد على الألسنة فقط، بل لتحذر وتواسي وتعد وتتوعد وتهدي وتشفي وترسم الطريق وتعد العدة وتقرر منهج النجاة لأمة كاملة تمتد عبر جغرافيا عظيمة ومعقدة، وتتوغل في ثقافات متنوعة، ويندرج تحت لوائها غير المنشور مئات الملايين من البشر.
منذ اللحظة الأولى، منذ الكلمة الأولى (اقرأ) كان واضحا أن هذه الأمة ستقوم بالكلمات، وستُبنى عليها، وبها ستخرج من الظلمات إلى النور، وعلى مر الزمان لن يكون انبعاث للأمة ولا خروج من الظلمات إلى النور إلا من خلال هذه الكلمات، وبدون فهم عميق وعملي لهذه الحقيقة لن يتغير شيء ولن تقوم لنا قائمة، مهما بدت هذه الحقيقة للبعض عجيبة وغير كافية بالمرة، إلا أنها الحقيقة الوحيدة التي تستحق أن ننطلق منها ونؤسس عليها، ليس فقط لأن إيماننا يلزمنا بذلك وديننا يحثنا عليه، ولكن لأن التجربة أيضا أثبتت صدقها وفاعليتها وعواقب التخلي عنها.

﴿الۤرۚ كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ إِلَیۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ﴾ [إبراهيم ١]

﴿هُوَ ٱلَّذِی یُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦۤ ءَایَـٰتِۭ بَیِّنَـٰتࣲ لِّیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمۡ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [الحديد ٩]

﴿رَّسُولࣰا یَتۡلُوا۟ عَلَیۡكُمۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ مُبَیِّنَـٰتࣲ لِّیُخۡرِجَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَمَن یُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَیَعۡمَلۡ صَـٰلِحࣰا یُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا﴾ [الطلاق ١١]

#طوفان_الأقصى
🌟 للتذكير ببرنامج اليوم 🌟

🕯الأسرة: من التأسيس إلىٰ التحصين
[1] مفتتح دبلوم الأسرة: ”واجعلوا بيوتكم قبلة“

يصحبكم فضيلة الدكتور/ محمد النوباني.

⏱️ في تمام السَّاعة التاسعة مساءً بتوقيتِ مكة المكرمة.

🔗 رابط اللقاء:
https://www.youtube.com/live/1iKbX_2_J9o?feature=shared

🖇للمشاركة، يرجىٰ الانضمام لقناةِ التليجرام:
https://t.me/isaonlinenet

#دبلوم_الأسرة
#أكاديمية_علوم_الدولية
15 تفسير سورة الرحمن (1) فبأي آلاء ربكما تكذبان د. أحمد عبد المنعم
#هدى_للناس

记录

06.04.202523:59
882订阅者
07.02.202523:59
0引用指数
06.03.202513:15
5.4K每帖平均覆盖率
08.05.202517:33
90广告帖子的平均覆盖率
12.05.202523:59
6.94%ER
13.02.202513:15
863.67%ERR
订阅者
引用指数
每篇帖子的浏览量
每个广告帖子的浏览量
ER
ERR
БЕР '25КВІТ '25ТРАВ '25

🌿 حديث اليمامة 🌿 热门帖子

26.04.202517:38
11.05.202519:55
لو أمطرتْ ذهباً منْ بعدِ ما ذهبا
لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا !!

(بإلقاء صاحبها)
12.05.202514:36
كل إنسان يحمل في داخله رغبة فطرية في المجد الشخصي، رغبة عميقة تدفعه لأن يكون شيئًا مميزًا، مؤثرًا، لا يُستبدل ولا يُهمَّش
هذه الرغبة ليست خطأ، بل هي جزء من تكوينه ووقود لفطرته في السعي والإنجاز. لكن الخطر يبدأ حين تُهمَل أو تُوجَّه بشكل خاطئ
فعندما يعيش الإنسان دون أن يجد لهذا النداء الداخلي منفذًا حقيقيًا ومشروعًا، يتحول إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في صورة عنف أو تمرد أو إدمان أو هوس بالظهور، أو حتى انتحار معنوي لا يُرى، لكنه يأكل صاحبه من الداخل، يسرق منه المعنى، ويجرّده من الشعور بالقيمة، حتى وإن بدا للناس بخير.
الحياة المدنية الحديثة، رغم ما تقدمه من راحة وتنظيم، تكبت هذه الفطرة وتطحنها في دوامة التكرار والوظيفة والاستهلاك. تطلب من الإنسان أن يكون مجرد شيء قابل للاستبدال، يُقاس بقيمته الإنتاجية فقط، لا بروحه ولا بأثره
وهنا يبدأ الإنسان يفقد إحساسه بذاته، فيذوب وسط التكرار، ويعيش كنسخة باهتة من نفسه، بلا أثر يميّزه، ولا حضور يُشعره أنه حقيقي
يصبح موجودًا بالجسد فقط، بينما تغيب عنه الحياة بمعناها الأعمق.
لكن الذين عرفوا الله حق المعرفة وآمنوا بلقاء الآخرة، وجدوا لهذا التوق مخرجًا عظيمًا
لم يقتلوا الرغبة، بل روّضوها ووجّهوها لما يليق بها
سعوا إلى مجد لا تُدركه الأيدي في الدنيا، مجد أبدي اسمه الجنة، لا توازيه منزلة ولا يبلغه إلا من زكّى نفسه وتقرّب إلى ربه وصدق بالميعاد
ولهذا ترى المؤمنين الحقيقيين وقد سكنت نفوسهم، وتشبعت أرواحهم طمأنينة، لأنهم انشغلوا بمجد يبقى لا بزينة تزول، وعملوا لما لا يُقاس بتصفيق أو أضواء أو شهرة، بل يُكتب في صحائفهم ويُخبّأ لهم في رضوان الله.
هؤلاء لم تُغْرِهم أمجاد العابرين، ولم يستهلكوا فطرتهم في اللهث خلف وهم الأضواء، بل وجهوها نحو ما يليق بكرامتهم، نحو أن يكونوا عند الله شيئًا عظيمًا
ولهذا امتلأت قلوبهم سكينة، وساروا في الأرض بثبات، لأنهم يعلمون أن مجدهم الحقيقي لا يُعلَّق على جدار، بل ينتظرهم عند باب الجنة.
转发自:
فِطرَة avatar
فِطرَة
10.05.202504:42
عجيب، لا يُمَل!

تأمل عندما قرأ: (ألم أنهكما عن تلكما الشجر) كأنّه يشعر بالعتاب ويعيش تفاصيله!

رحمة الله عليه.
15.04.202522:52
تأتي لحظات صادمة للعقل المسلم -مثل أحداث 11 سبتمبر- تجعله يشعر بأهمية فهم الأحداث الواقعية والعالمية من حوله؛ لما يترتب عليها من تغييرات مختلفة وعلى مستويات متعددة.

ثم انتشرت بعد أحداث الربيع العربي أهمية القراءة في الكتب الفكرية والعلوم الإنسانية لمحاولة فهم الواقع الذي كان غامضا وخافيا على كثير من الشباب، وكانت الرؤى الموجودة عند أغلب الإسلاميين جزئية وسطحية، ولكن بعد سقوط الجُدر الفاصلة بين كثير من المجتمعات وانتشار وسائل التواصل= شعر كثير من الشباب بأهمية القراءة في الكتب الفكرية لفهم الواقع والعالم من حولنا، ومحاولة فهم موازين القوى وموقع الإسلام من العالم وقدرة العاملين للدين على التغيير وفرص العمل لنشر الدين وطبيعة المجتمعات وإعادة اختبار المقولات القديمة وتوزيع الخريطة الدينية وتنوعها وغير ذلك.

كانت هذه القراءة تزيد في الوعي وتزيد في الآلام في نفس الوقت؛ لأنها تبصرك بحقيقة الواقع وحجم التحديات وضعف الكوادر والأدوات
.

ولكن بعد كثير من الأزمات السياسية والاقتصادية عاد الأغلب للتفكير الفردي الضيق الذي لا يرى أبعد من انشغالاته أو مجموعة عمله، وحاول أن يتناسى المعارف ويمحو الذاكرة.

ونشأ جيل لم يعاصر كثيرا من الأحداث، نشأ مشتتا مشغولا (مَدْووشا) بعروض الحياة وخلافات وسائل التواصل، ليس لديه مساحة نفسية لفهم الواقع والعالم من حوله، نعم، هو أكثر انغماسا ومعرفة بالجزئيات من الجيل السابق ولكنه أكثر تشتتا وجريا.

جاءت لحظة الطوفان وتوقف الزمان وظهر اللون الأحمر المسلم الطاهر بكثافة على كل الشاشات، وصعدت الأرواح والتكبيرات والدعوات إلى السماء، وأفاق كثير من الشباب من غفوته واستيقظ من نومته، وكنا نظنها أياما فكانت شهورا وربما سنوات.

لم يعد يحتاج الشباب إلى القراءة في الكتب الفكرية ليعلم نجاسة الحداثة، ووحشية الغرب، وتخاذل العرب، وتفرق المسلمين، وطغيان الفردانية، وضعف المصلحين، وخسة المنافقين.

لم تعد بحاجة لقراءة كتاب عن آثار الدولة الحديثة في تغير مفاهيم الولاء والبراء، وعن مظاهر تأخر المسلمين وتفرقهم، وعن أثر توظيف الدين للمصالح الشخصية، وعن غياب الأولويات عند بعض الدعاة وطلبة العلم، وعن تغير المبادئ تبعا لتغير موازين القوى، وغير ذلك.

أصبح الواقع عاريا بدمائه وخزيه وعاره.
ولكن ماذا بعد هذا الوضوح؟

(ومن الناس من يعبد الله على حرف)

من الناس من عاد إلى نومته وغفلته وانشغاله بلقمة عيشه ولم يتحمل رؤية هذه الحقائق، ومنهم من أنكرها وجحدها بعدما استيقنتها نفسه، ومنهم من أصابته الحقيقة بالإحباط واليأس فألقى سلاحه وأخلد إلى الأرض، ومنهم من تعجّل التغيير وناطح السُّنَن وجاء بأفكار ساذجة ومتهورة، ومنهم ومنهم.

فإن سألتني: وما الحل؟
أقول لك: لا أعلم، ولكن الذي أعلمه أننا ينبغي أن نموت على الطريق نرفع إحدى أيدينا بالدعاء، ونسعى بالأخرى لبذل ما نستطيعه من نشر هذا الدين، نسعى لإيقاظ الغافلين وتعليم المسلمين وتحريض المؤمنين، نسعى لرفع الوعي بالفساد المحيط بنا وبالتفاهات التي غزت بيوتنا، نسعى لجمع كلمة المسلمين وعدم التفريق بينهم وتقليل حدة الخلاف وهوة الشقاق، نسعى لبث روح الأمل والبشرى والعزة والتطلع للسماء ونزع لباس الذل والمهانة والركون إلى الأرض، نسعى لأن نزيد من أعداد أولو البقية الذين ينهون عن السوء ويجانبون أهل الظلم والترف.
افعل ما استطعت من ذلك حتى تقضي نحبك أو تعيش منتظرا غير مُبدّل ولا مُغيّر.

لا أقول أن هذا سيغير الواقع ويأتي بالتمكين الذي تحلم به، ولكنه قد ينجيك أمام ربك إذا سألك: فيم كنت؟
اللهم استعملنا فيما يرضيك وبصّرنا بما تحب.
12.05.202516:39
اصطفاء اسمه (العليم) في سياق التشريع هادٍ إلى أن ما شرعه هو أثر من آثار واسع علمه ومحيطه، مما يعين النفس على أن تنصرف عن كل ما عداه من التشريعات الأُخَر التي يصطنعها الناس لأنفسهم، وعلى أن يقبلوا إقبال يقين ومحبة على ما شرع لهم، فهو الذي أنبأهم في أول كتابه بأنه المستحق الحمد لذاته، وهو الذي يربي العالمين، وهو الرحمن وهو الرحيم، فكل ما يكون منه للعالمين هو من فيض ربوبيته ورحمانيته ورحيميته، وهو مما يستوجب حمده عليه كما استوجب الحمد لذاته سبحانه وبحمده، وهو مالك يوم الدين، من رضي بما كان منه ـ عز وعلاـ له فهو المحسن إليه الجزاء يوم الدينونة والحساب، ومن حاك في صدره شيء من ذلك فهو المعاقبه ـ إن شاء جل جلاله ـ يوم الدينونة والخضوع الأعظم، والحساب الدقيق المحيط.

د.محمود توفيق سعد ـ رحمه الله| كتاب (الرجال قوامون على النساء)
25.04.202505:33
#أحمد_كاسب
21.04.202514:43
هل تُزكي نفسك؟! | د.أحمد عبد المنعم


🎬 مقطع من مجلس:
بصائر في أحداث غزة ٣ | إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَ

#إنه_القرآن
07.05.202506:23
https://youtu.be/W18akFipdMg?si=3ZVTnj7Zb7mi9E8h

هذه حلقة ممتعة وعظيمة تبين لنا كيف اعتنى المسلمون بكل كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف حفظوها وتناقلوها جيلا بعد جيل بنظام غاية في الضبط والإحكام والإبداع، ولا يمكن وأنت تسمع وتشاهد كل هذا إلا أنت توقن أن الله قيض لدينه من يحمله ويبلغ رسالاته عبر الأزمان من أنبل الناس وأشرفهم وأذكاهم وأعقلهم، وأن توقن كذلك أنه لأمر جليل كان هذا العلم، ولحاجة عظيمة حفظ الله كلمات رسوله صلى الله عليه وسلم بيانا وهدى للأمة كلها
30.04.202513:19
التعبد بالقرآن العظيم
转发自:
أحمد سيف avatar
أحمد سيف
17.04.202519:25
الحمد لله .. وبعد،
من أعظم المعاني الشرعية التي أعتقدها في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: معنى الأمان.
نعم الأمان من جذوة الألم النفسي وتلك الوحشة في الصدور ..

فإن أعظم ما ينغص على الإنسان سيره إلى الله عز وجل في هذه الدنيا: الذنوب والهموم.
والصلاة على النبي كما الكهف الآمن الذي يأوي إليه المكروب بذنبه وهمه؛ فإن للذنب كربة في النفس المؤمنة يستشعرها من كان في قلبه شيء من الحياة.
والمبتلى بالذنب يعلم حقيقة هذه الكربة الشديدة التي تصيبه حال ذنبه لأثرة من حياة وومضة من إحساس باقية في قلبه ولو كان مذنبًا.
أما الهموم والأحزان فتفسد على الإنسان لحظات حياته وتقعده عن العمل وتنزل به العجز واليأس، بل وتنزل به صنوف المرض والأوجاع.

فإذا أقبل المبتلى بهما أو بأحدهما بقلبه على الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم؛ أبصر فؤاده شيئًا من الأمان والفرجة من بعد الهم بوحي أوحاه الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في الزمان الأول أن قل لعبادي المكثرين من الصلاة عليك يا محمد: إذن تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك.
22.04.202519:35

🤎 الشِّكاية إلى الله

الشِّكاية إلى الله باب من أبواب الوصول إلى الله تعالى وعطائه وإمداده، الشِّكاية إلى الله أخصُّ من مطلق السؤال والطلب، هو نوعٌ من الحديث الخاصِّ بين العبد ومولاه؛ يُظْهِر فيه العبد لربِّه -وهو أعلم به- ما نَزَل به من المصيبة أو الحزن، ويقصُّ لربِّه -وهو أعلم- ما يجده من مشكلات وتحديات، ويعترف في شكواه بعجزه وفقره وفاقته لربِّه، ويُفوِّض في ذلك كلِّه الأمر لله، فأصلُ الشِّكاية: إخبار الشَّاكي لمن يشكو إليه ما وقع به من المكروه، ولو لم يسأل شيئًا معيَّنًا، فالدعاء في الأصل طلب الحاجة من الله تعالى، والشِّكاية إليه إظهار الحال إلى الله، وهذا النوع من الدعاء يُحبِّه الله تعالى، ويعطي عليه ما لا يعطي على مجرد السؤال، ولهذا قصَّ الله تعالى علينا في القرآن شكاية عباده وأوليائه له؛ ليُعلِّمنا كيف ندعوه، وكيف نطلبه.

تأمَّل شكاية نوح عليه السلام لربِّه: ﴿قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ۝ فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ۝ وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ۝ ثم إني دعوتهم جهارا ۝ ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا﴾، إلى أنْ قال: ﴿قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ۝ ومكروا مكرا كبارا ۝ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا﴾.
فهل تجدُ في هذا كلِّه طلبًا معيَّنًا، أم أنَّه حديث العبد لمولاه، وشكواه لخالقه، وإخباره بما يعلمه سبحانه وتعالى من حاله. ولم يمنع نوحًا ’ مقامُ الدعاء من "تفصيل" هذه الأحوال التي وجدها من قومها.

وتأمَّل في قول يعقوب عليه السلام: ﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾، سيشكو إلى الله: بثَّه وحُزنه، سيخبر الله بحاله وشعوره.

وقول الله تعالى عن المرأة الصالحة: ﴿قَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها وَتَشتَكي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ﴾، وكان من شكواها إلى الله تعالى أنَّها كانت تقول: ((يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سنِّي، وانقطع ولدي؛ ظاهر منِّي، اللهم إنِّي أشكو إليك))، لم تطلب شيئًا معيَّنًا، فقط أخبرت بما نزل بها، فقضى الله حاجتها، وأنزل فيها وفي زوجها وحيًا يُتلى إلى يوم القيامة، وكانت -بشكواها هذه- سببًا للفرج عن كلِّ من كان في مثل حالها إلى يوم القيامة!

وتأمَّل شكاية أيوب عليه السلام: ﴿وَأَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾، وقوله: ﴿وَاذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الشَّيطانُ بِنُصبٍ وَعَذابٍ﴾ [ص: ٤١].

وتأمَّل شكاية زكريا عليه السلام لربِّه: ﴿إذ نادى ربه نداء خفيا ۝ قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ۝ وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ۝ يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا﴾.

وتأمَّل شكاية النبي ﷺ: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾، قال قتادة: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه"، وقال ابن عاشور: "وهذا القول واقع في الدنيا، والرسول هو محمد ﷺ. وهو خبر مستعمل في الشكاية، والمقصود من حكاية قول الرسول: إنذار قريش بأنَّ الرسول توجَّه إلى ربه في هذا الشأن، فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره، وتأكيده بـ (إن) للاهتمام به؛ ليكون التشكي أقوى".

وقوله: ﴿وَقيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنونَ﴾، قال قتادة في هذه الآية أيضًا: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه".

الشِّكاية تشبه ما يسميه الناس اليوم بـ (الفضفضة) والحديث عمَّا يلاقيه الإنسان من شؤون حياته، لكنَّهم كثيرًا ما يبذلونه للخلق، وقليل هم الذين يبذلونه لخالقهم ومولاهم، الذي بيده مقاليد كلِّ شيء، وهو أقرب إليهم من كلِّ أحد، وأقدر على تفريج ما هم فيه من كلِّ أحد.

الشِّكاية إلى الله تفتح للعبد بابًا عظيمًا من أبواب مناجاة الله تعالى، والقرب منه، والأنس به، والافتقار إليه، وتفويض الأمر له، ويحصِّل به العبد ما لا يحصِّله بمجرد السؤال والطلب -مع عظمته-؛ لِمَا يحتفُّ به من الانكسار بين يدي الله والتذلُّلِ له.
02.05.202519:54
قارن هذا بموقف موسى عليه السلام قبل التأويل ليتبين لك المعنى ﴿فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَیَاۤ أَهۡلَ قَرۡیَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَاۤ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡا۟ أَن یُضَیِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِیهَا جِدَارࣰا یُرِیدُ أَن یَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖقَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَیۡهِ أَجۡرࣰا﴾ [الكهف ٧٧]

هذا المعنى تجده كذلك في دعاء الاستخارة الذي تستفتحه بقولك: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب) أنت هنا لا تستسلم لإرادة الله فقط بل تختارها وتريدها، فتدع اختيارك لاختيار الله لك، وتتخلى عن إرادتك من أجل إرادة الله لك، وتتوسل في سبيل ذلك بعلم الله وقدرته وفضله العظيم، وتعترف بجهلك وعجزك (فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب) فتتجاوز علمك المنقوص إلى علم الله المحيط بكل شيء، وتتجاوز قدرتك المحدودة إلى قدرة الله المطلقة، جبر مدهش لنقصك البشري، وخروج عجيب من ضيق نفسك إلى سعة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى

في قصة صاحب الجنتين نجده بالإضافة إلى إعجابه بحاله واستكباره بما معه، يلج بابا من علم الغيب لا ينبغي له (ما أظن أن تبيد هذه أبدا) (وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا) وهو ما يمثل متلازمة متكررة مع الطغاة أفرادا وأمما، فهذا قارون مع تكبره بماله يرتكن إلى علم واهٍ (قال إنما أوتيته على علم عندي) وهذه الأمم المكذبة يعرضون عن دين الله بما فيه من بينات وحجج وبراهين فرحا بما عندهم من العلم ﴿فَلَمَّا جَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ فَرِحُوا۟ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ﴾ [غافر ٨٣]، في المقابل نجد نموذجا فريدا في الجمع بين العلم والقوة والإيمان وطاعة الله يتمثل في ذي القرنين هنا في سورة الكهف، وفي داود وسليمان عليهما السلام ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـٰنَ عِلۡمࣰاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [النمل ١٥]
هاهنا يتجلى الإيمان بعلم الله المحيط في التواضع له والتسليم لشرعه سبحانه وتعالى (كما التسليم لقدره من قبل) دون فرح بما أوتي الإنسان من علم ولا اكتفاء به، إن العالم اليوم يفخر أشد ما يفخر بعلمه المتعاظم وتقدمه المادي المؤسس عليه، وهو في خلال ذلك ينسى ربه العليم الحكيم الذي علم الإنسان ما لم يعلم، وشرفه بهذا العلم وأكرمه، فيظن أنه يمكنه الركون الى هذا العلم البشري والاكتفاء به دون علوم الوحي والشريعة، ودون التسليم لعلام الغيوب في ما لم يفهمه من أقداره، وهذا ما يفسر لنا حالة التخبط والاضطراب والانحطاط التي يعيشها أغلب الناس اليوم، إذ أن كل علم بشري انفصل عن مرجعيته الإلهية وأخلاقه الدينية فلابد أن يؤدي إلى طغيان واستكبار وإفساد في الأرض.

وبعد،
فكما افتتحنا كلامنا نختمه، فمنذ لحظة الخلق الأولى بل ومنذ ما قبلها كان أول ما يجب التسليم به هو أنه لا علم لك كمخلوق إلا ما علمك إياه خالقك (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) وهو ما تجد صداه متكررا في تعليم آدم عليه السلام (وعلم آدم الأسماء كلها) وتعليم العبد الصالح في سورة الكهف (وعلمناه من لدنا علما) وتعليم الإنسان ما لم يعلم في أول ما نزل من القرآن (علم الإنسان ما لم يعلم)، هذا التسليم يتبعه تسليم آخر لقدر الله وشرعه وحكمته ورحمته في كل ذلك مستصحبا قوله تعالى للملائكة في بداية قصة البشرية كلها (قال إني أعلم ما لا تعلمون)

قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: إِنَّ مَثَلَ عِلْمِ الْعِبَادِ كُلِّهِمْ فِي عِلْمِ اللَّهِ كَقَطْرَةٍ مِنْ مَاءِ الْبُحُورِ كُلِّهَا، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾



#سورة_الكهف
#طوفان_الأقصى
17.04.202515:15
من ليس له محراب وأوراد وذلة وانكسار بين يدي الجبار في ظل هذه الفتن؛ كيف يثبت؟

ومن ليس له أصحاب صدق يؤازرونه ويتعاهدونه في ظل عجلة المعيشة الطاحنة؛ كيف يصبر؟

ومن ليس عنده مشروع للأمة يتقرب به إلى الله في ظل هذه الظروف الصعبة؛ كيف يعيش؟

ويا تُرى، من كان يعيش اليوم غافلاً لاهياً لا علاقة له بهموم أمته، في الوقت الذي يُحرَّق فيه إخوانه وهم أحياء، والمسجد الأقصى يُدنّسه أراذل الخلق؛ هل يُدرك حقيقة العقوبة التي أصاب الله بها قلبه؟ وهل سيثبت إن جاءته الفتن العظام وابتليت داره بما ابتليت به دور إخوانه؟

وأمّا من عرف الطريق فاستقام، واتقى الله ما استطاع، وصدق مع ربه، وأحسن ظنه به فلم يقنط من رحمته، وحسَّن نيته، ولزم رفقاء الخير، وأحسن إلى عباد الله، وتجنب مواطن الشر، ولم يركن إلى الذين ظلموا،
وحمل همّ الإسلام، وحمّل غيره هذا الهم، واجتهد في العمل، ولزم الصبر واليقين؛ فما ظنكم برب العالمين كيف يجازيه على صبره وثباته في هذا الزمن الصعب؟! فكيف بمن ابتلي فصبر؟ أم كيف بمن كان حاملاً للواء الإسلام وقد فداه بنفسه وعرضه وماله في قلّة وخوف وغربة؟


ألا فليدرك من فاته شرف الطريق ما فاته قبل أن يبزغ نور الفجر الذي يفوت ببزوغه شرف وسام "السابقين"
26.04.202505:40
لاحظت الجمعة قبل الماضية لأول مرة تكرر مشاهد البناء في قصص سورة الكهف، بدأت بمشهد في ختام قصة أصحاب الكهف بعد اطلاع القوم عليهم وتنازعهم في أمرهم فيقررون أن يبنوا عليهم بنيانا ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ أَعۡثَرۡنَا عَلَیۡهِمۡ لِیَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَیۡبَ فِیهَاۤ إِذۡ یَتَنَـٰزَعُونَ بَیۡنَهُمۡ أَمۡرَهُمۡۖ فَقَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ عَلَیۡهِم بُنۡیَـٰنࣰاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِینَ غَلَبُوا۟ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَیۡهِم مَّسۡجِدࣰا﴾، ثم مشهد العبد الصالح وهو يقيم جدار اليتيمين الذي أوشك على السقوط فيعيد بناءه﴿فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَیَاۤ أَهۡلَ قَرۡیَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَاۤ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡا۟ أَن یُضَیِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِیهَا جِدَارࣰا یُرِیدُ أَن یَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَیۡهِ أَجۡرࣰا﴾ثم مشهد ذي القرنين في ختام السورة وهو يبني سدا يحجز يأجوج ومأجوج فلا يستطيعون أن يظهروه ولا يستطيعون له نقبا﴿ءَاتُونِی زُبَرَ ٱلۡحَدِیدِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا سَاوَىٰ بَیۡنَ ٱلصَّدَفَیۡنِ قَالَ ٱنفُخُوا۟ۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارࣰا قَالَ ءَاتُونِیۤ أُفۡرِغۡ عَلَیۡهِ قِطۡرࣰا﴾

في كل مشهد من هذه المشاهد كانت الغاية من إقامة البنيان مختلفة، بل إن العمر المقدر له، ومن ثم مآله ومصيره كذلك كان مختلفا، ففي قصة أصحاب الكهف يحاول هؤلاء القوم استبقاء هذه الآية العظيمة التي شهدوها ببناء فوقهم بنيانا يحفظهم، لكن الحاصل أنهم اتخذوا عليه مسجدا مع ما في ذلك من عواقب خطرة، وفي قصة العبد الصالح مع موسى عليه السلام نجده في خطوة غير منطقية حسب الظاهر يقيم جدارا في قرية بلغ أهلها من اللؤم وانعدام المروءة حد عدم القيام بحق الضيف، مما يدهش موسى عليه السلام ويدفعه إلى سؤال خفي وتعليق أخير يفرق بينهما، لكن العبد الصالح في تأويله للأحداث يبين لموسى عليه السلام أن إقامة الجدار لم تكن عبثا ولا جهدا مهدورا، لأنه لغلامين يتيمين أراد الله أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما الذي تركه تحت الجدار أب صالح، لقد كانت إقامة الجدار في قرية لئيمة رحمة من ربك، على مدى الزمان سيتبين ذلك حتى لو لم تدركه أبدا الآن ولم تطب نفسك بما وقع.
أما ذو القرنين فقد سخر علمه وقوته وكل الأسباب التي أوتيها من أجل بناء هذا السد الذي لم ينقذ فقط هؤلاء الضعفاء من يأجوج ومأجوج، بل أنقذ الناس جميعا، لقد أقام بنيانا متينا لا يؤثر فيه نقب ولا يمكن أن يظهروه، ولن ينهدم أبدا قبل ظهور علامات الساعة ومنها خروج يأجوج ومأجوج.

مشاهد البناء المتكررة في سورة الكهف غلب عليها إرادة الخير والسعي في نفع الناس، بل كانت آيات ونعما ورحمات بطريقة ما، بعضها كان فكرة جيدة انتهت بمآل مذموم، وبعضها كان خطوة مستغربة انتهت بمآل محمود، وبعضها كان في أول أمره ومنتهاه رحمة، وهي متفاوتة الأعمار غير معلوم لنا مكانها ولا زمانها، لكن هذه المشاهد ذكرتني بمشاهد أخرى على النقيض منها، كان البناء فيها للعبث واللهو والاستكبار في الأرض وتعذيب المؤمنين، كما فعل عاد وثمود وفرعون وقوم إبراهيم عليه السلام، هاهي أبنية متطاولة ومتينة ومحكمة تُبنى لمحاربة دين الله وفتنة الناس وقتل الأنبياء وتعذيب أتباعهم، أفكر في إبراهيم عليه السلام إذ يبني له قومه بنيانا ليحرقوه في ناره﴿قَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ﴾ [الصافات ٩٧]، أفكر في إبراهيم عليه السلام إذ ينجو ويهاجر إلى ربه ثم يرفع القواعد من البيت﴿وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَـٰعِیلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة ١٢٧]
بنوا له بنيانا ليحرقوه، فلما نجا بنى هو بيتا لله مباركا وهدى للعالمين، ما أوسع الشقة بين بنيان وبنيان!

لاحظت أن بعض الناس يبدأ شهر رمضان بحماس زائد ثم لا يلبث أن يفتر حماسه وتضعف عزيمته، بينما لا ينشط آخرون إلا في العشر الأواخر، فكرت إن كان المسلك الأمثل هو مسلك بينهما؟!، مسلك بنائي بالدرجة الأولى، فالإيمان يُبنى بداخلنا صلاة إثر صلاة، وصيام اليوم بعد اليوم، وسورة تلو السورة، كأن معانيه وحقائقه تُبنى لبنة لبنة حتى يقام بناء الإيمان داخلنا ويشتد في العشر الأواخر، وكأننا نتأهل لبلوغ ليلة القدر.
登录以解锁更多功能。