إنّ مما يحيي القلوب ملاحظة أنّ الله قدّم اسم “الرحمن” في قوله: {الرحمن على العرش استوى}، لما في بنائه من دلالة على الامتلاء والفيض، إذ هو على وزن “فَعْلان”، وهو بناء يدلّ على الامتلاء والسعة، ومجيئه في موضع ذكر العرش الذي هو أعظم المخلوقات تنبيه على سعة رحمة الرب جلّ وعلا.
فلو كان الكرسيّ الذي وسع السماوات والأرض موضع قدمي الرحمن، والعرش أعظم منه.. فكيف بعظمة وسعة رحمة الله!
فتأمّل كيف قرن اللهُ اسم “الرحمن” بذكر استوائه على العرش، وهو أعظم مخلوقاته، لتعلم أن علوّه مقرون برحمة واسعة. فإذا تبين لك ذلك، فارفع قلبك إليه، واسأله ما شئت، فلعلّ نفحة من رحمته تُدركك، أو سهمٌ من سهامها يصيب موضع رجائك.