👆👆👆👆👆
رأي د.عبد الرحمن بدوي رحمه الله في ضرورة المزاوجة بين الطريقتين التراثية والحديثة، وهو كلامٌ في غاية الوجاهة، وهذه وظيفة من يريد أن يكون باحثا أو عالما بحقّ.
وذلك أن غالب من نشأ على أساليب الأكاديميا المعاصرة ولم يَرْتَضْ بلغة المتون والشروح والحواشي ولم يمارس تفكيكَ عباراتها الدقيقة = تجِدْ عندهم عُقْمًا شديدا في فهم النصوص يصل أحيانا لحدِّ "العِنَّة" و"العجز"، وإذا تعاطوا تحقيق هذه النصوص ونشْرَها جاؤوا بما يضحك منه الثكلى، وفضحوا أنفسهم على رؤوس الأشهاد، ولا أحتاج لضرب أمثلةٍ فهي كثيرة جدا.
وكذلك من يقتصر على الكتب القديمة وأساليبها، ولا ينفتحُ على ما استجدّ في الحقول العلمية والبحثية من طرائقَ ومناهج = تجِدْه منغلقا جامدا في تفكيره، وقد سمعتُ بأذني بعضَ من يشرح المتون العلمية ويستشهد في دروسه بأمثلةٍ عفا عليها الدهرُ وطواها النسيان، كحكم الزواج بإنسانة الماء، والعناصر الأربعة التي يُسمُّونها الأسطقسات، وأن إبصار العين يكون باتصال الشعاع المخروطي، ونحوها من النظريات القديمة التي ذكرها السابقون في كتبهم، وهم معذورون في التمثيل بها لأنها ثقافة عصورهم، وأمَّا من يعيش في القرن الحادي والعشرين فأيّ عذرٍ له في هذا؟! وإنما العالِمُ من يعيش زمانَه لا زمانَ غيره الذي ولّى وأدْبَرَ !!.