
Україна Online: Новини | Політика

Телеграмна служба новин - Україна

Резидент

Мир сегодня с "Юрий Подоляка"

Труха⚡️Україна

Николаевский Ванёк

Лачен пише

Реальний Київ | Украина

Реальна Війна

Україна Online: Новини | Політика

Телеграмна служба новин - Україна

Резидент

Мир сегодня с "Юрий Подоляка"

Труха⚡️Україна

Николаевский Ванёк

Лачен пише

Реальний Київ | Украина

Реальна Війна

Україна Online: Новини | Політика

Телеграмна служба новин - Україна

Резидент

تفسير القرآن للخليفي
记录
22.04.202523:59
1.7K订阅者09.04.202510:43
167引用指数07.04.202519:10
1.5K每帖平均覆盖率14.03.202500:01
833广告帖子的平均覆盖率08.03.202519:10
11.18%ER01.04.202523:19
288.56%ERR07.04.202512:22
التعليق على تفسير مقاتل
الدرس ١
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين أخبرنا القاضي أَبُو بَكْر محمد بن عقيل بن زَيْد الشّهْرَزُوريّ- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- قَالَ: حدثنا القاضي أَبو عَبْد اللَّه محمد بْن علي بن زادلج، قال: حدثنا عبد الخالق ابن الْحَسَن، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن ثَابِت بن يعقوب الثوري المقري ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ بن حبيب أَبُو صَالِح الزيداني عن مُقَاتِلٍ بن سُلَيْمَان عن ثلاثين رَجُلا منهم اثني عشر رَجُلا من التابعين منهم من زاد عَلَى صاحبه الحرف ومنهم من وافق صاحبه فِي التفسير فَمن الاثني عشر عَطَاء بن أَبِي رباح، والضحاك بن مُزَاحِم، ونافع مَوْلَى ابن عُمَر، والزُّبَيْر وابن شهاب الزُّهْرِيّ، ومُحَمَّد بن سِيرِينَ، وابن أَبِي مَلِيكة، وشهر بن حَوْشَب، وعكرمة، وعطية الكوفي، وأَبُو إسحاق الشَّعْبِيّ، ومُحَمَّد بن على ابن الحسين بن علي، ومن بعد هَؤُلاءِ قَتَادَة ونظراؤه حَتَّى ألفت هَذَا الكتاب. قَالَ عَبْد الخالق بن الْحَسَن: وجدت عَلَى ظهر كتاب عُبَيْدُ اللَّهِ بن ثَابِت عن أَبِيهِ تمام الثلاثين الَّذِين رَوَى عَنْهُمْ مُقَاتِلٌ . قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ، قَالَ: رجال مُقَاتِلٍ الَّذِين أَخَذَ التفسير عَنْهُمْ سوى من سمينا قَتَادَة بن دعامة، وسليمان بن مهران الأعمش، وحماد ابن أَبِي سُلَيْمَان، وإسماعيل بن أَبِي خَالِد، وابن طاوس اليماني، وعبد الكريم وعبد القدوس صاحبي الْحَسَن، وأَبُو روق، وابن أَبِي نجيح، وليث بن سُلَيْم، وأيوب وعَمْرو بن دينار ، وداود بن أَبِي هند، والقاسم بن محمد، وعَمْرو بن شُعَيْب، والحكم بن عُتْبَة، وهشام بن حَسَّان، وسفيان الثَّوْرِي. ثُمّ قَالَ أَبُو محمد:
قَالَ أَبِي. فقلت لأبي صَالِح: لم كتب عن سُفْيَان وَهُوَ أكبر منه؟ فَقَالَ: إن مُقَاتِلٍ عُمِّر فكتب عن الصغار والكبار.
قَالَ أَبُو محمد: قَالَ أَبِي: قَالَ أَبُو صَالِح: بِذَلِك أَخْبَرَنِي مُقَاتِلُ.
قَالَ: حدثنا عَبْد اللَّه، قَالَ: وحَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ عن مُقَاتِلٍ، قَالَ: أنزل القرآن عَلَى خمسة أوجه أمره، ونهيه، ووعده، ووعيده، وخبر الأولين. قَالَ: حدثنا عبيد الله قال: وحدثني أبي قال: حَدَّثَنِي الْهُذَيْلُ عَنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: تَعَلَّمُوا التَّأْوِيلَ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أَقْوَامٌ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا الْهُذَيْلُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- كِتَابًا إِلا أَحَبَّ أَنْ يُعْلَمَ تَأْوِيلُهُ، قَالَ: حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الْهُذَيْلُ عن إسماعيل بن عَيَّاش الحِمْصِيّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي مُعَاذ بن رِفَاعة عن إِبْرَاهِيم العُذْريّ قَالَ: يحمل هَذَا العلم من كُلّ خلف عدو له ينفون عَنْهُ تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، قال:
حدثنا عبيد الله، قال: وحدثني أبي، قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ عن سُفْيَان الواسطي، قَالَ: إن مثل من قرأ القرآن وَلَم يعلم تفسيره كمثل رَجُل جاءه كتاب أعز الناس عَلَيْه ففرح به فطلب من يقرؤه (لَهُ) فلم يجده وَهُوَ أمي. فهكذا من قرأ القرآن وَلَم يدر ما فِيهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله، قال: وحدثني أبي عن الهذيل عن على ابن عَاصِمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْعَشْرَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ نُجَاوِزْهُنَّ إِلَى غَيْرِهِنَّ حَتَّى نَعْلَمَ مَا فِيهِنَّ.
الدرس ١
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين أخبرنا القاضي أَبُو بَكْر محمد بن عقيل بن زَيْد الشّهْرَزُوريّ- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- قَالَ: حدثنا القاضي أَبو عَبْد اللَّه محمد بْن علي بن زادلج، قال: حدثنا عبد الخالق ابن الْحَسَن، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن ثَابِت بن يعقوب الثوري المقري ، قَالَ: حدثنا أَبِي، قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ بن حبيب أَبُو صَالِح الزيداني عن مُقَاتِلٍ بن سُلَيْمَان عن ثلاثين رَجُلا منهم اثني عشر رَجُلا من التابعين منهم من زاد عَلَى صاحبه الحرف ومنهم من وافق صاحبه فِي التفسير فَمن الاثني عشر عَطَاء بن أَبِي رباح، والضحاك بن مُزَاحِم، ونافع مَوْلَى ابن عُمَر، والزُّبَيْر وابن شهاب الزُّهْرِيّ، ومُحَمَّد بن سِيرِينَ، وابن أَبِي مَلِيكة، وشهر بن حَوْشَب، وعكرمة، وعطية الكوفي، وأَبُو إسحاق الشَّعْبِيّ، ومُحَمَّد بن على ابن الحسين بن علي، ومن بعد هَؤُلاءِ قَتَادَة ونظراؤه حَتَّى ألفت هَذَا الكتاب. قَالَ عَبْد الخالق بن الْحَسَن: وجدت عَلَى ظهر كتاب عُبَيْدُ اللَّهِ بن ثَابِت عن أَبِيهِ تمام الثلاثين الَّذِين رَوَى عَنْهُمْ مُقَاتِلٌ . قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ، قَالَ: رجال مُقَاتِلٍ الَّذِين أَخَذَ التفسير عَنْهُمْ سوى من سمينا قَتَادَة بن دعامة، وسليمان بن مهران الأعمش، وحماد ابن أَبِي سُلَيْمَان، وإسماعيل بن أَبِي خَالِد، وابن طاوس اليماني، وعبد الكريم وعبد القدوس صاحبي الْحَسَن، وأَبُو روق، وابن أَبِي نجيح، وليث بن سُلَيْم، وأيوب وعَمْرو بن دينار ، وداود بن أَبِي هند، والقاسم بن محمد، وعَمْرو بن شُعَيْب، والحكم بن عُتْبَة، وهشام بن حَسَّان، وسفيان الثَّوْرِي. ثُمّ قَالَ أَبُو محمد:
قَالَ أَبِي. فقلت لأبي صَالِح: لم كتب عن سُفْيَان وَهُوَ أكبر منه؟ فَقَالَ: إن مُقَاتِلٍ عُمِّر فكتب عن الصغار والكبار.
قَالَ أَبُو محمد: قَالَ أَبِي: قَالَ أَبُو صَالِح: بِذَلِك أَخْبَرَنِي مُقَاتِلُ.
قَالَ: حدثنا عَبْد اللَّه، قَالَ: وحَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ عن مُقَاتِلٍ، قَالَ: أنزل القرآن عَلَى خمسة أوجه أمره، ونهيه، ووعده، ووعيده، وخبر الأولين. قَالَ: حدثنا عبيد الله قال: وحدثني أبي قال: حَدَّثَنِي الْهُذَيْلُ عَنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: تَعَلَّمُوا التَّأْوِيلَ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أَقْوَامٌ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا الْهُذَيْلُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- كِتَابًا إِلا أَحَبَّ أَنْ يُعْلَمَ تَأْوِيلُهُ، قَالَ: حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الْهُذَيْلُ عن إسماعيل بن عَيَّاش الحِمْصِيّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي مُعَاذ بن رِفَاعة عن إِبْرَاهِيم العُذْريّ قَالَ: يحمل هَذَا العلم من كُلّ خلف عدو له ينفون عَنْهُ تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، قال:
حدثنا عبيد الله، قال: وحدثني أبي، قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ عن سُفْيَان الواسطي، قَالَ: إن مثل من قرأ القرآن وَلَم يعلم تفسيره كمثل رَجُل جاءه كتاب أعز الناس عَلَيْه ففرح به فطلب من يقرؤه (لَهُ) فلم يجده وَهُوَ أمي. فهكذا من قرأ القرآن وَلَم يدر ما فِيهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله، قال: وحدثني أبي عن الهذيل عن على ابن عَاصِمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْعَشْرَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ نُجَاوِزْهُنَّ إِلَى غَيْرِهِنَّ حَتَّى نَعْلَمَ مَا فِيهِنَّ.
07.04.202507:20
بشرى سارة لطلاب العلم، سيبدأ الشيخ عبد الله بن فهد الخليفي حفظه الله التعليق على تفسير مقاتل بن سليمان رحمه الله، انشروا القناة واحتسبوا الأجر، وفق الله الجميع.
21.04.202516:24
الدرس ١٥
18.04.202511:44
09.04.202509:34
الدرس ٣
ثُمّ ذكر مؤمني أَهْل التوراة عَبْد اللَّه بن سلام وأصحابه منهم أُسَيْد بن زَيْد، وأسد بن كَعْب، وسلام بن قَيْس، وثعلبة بن عُمَر، وابن يامين واسمه سلام فَقَالَ:
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ يعني يصدقون بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ يا محمد من القرآن أَنَّهُ من اللَّه مقصود السورة إجمالا) مدح مؤمنى أهل الكتاب، وذم كفار مكة ومنافقي المدينة والرد على منكري النبوة، وقصة التخليق والتعليم وتلقين آدم وملامة علماء اليهود فى مواضع عدة وقصة موسى، واستسقائه ومواعدته ربه ومنته على بنى إسرائيل، وشكواه منهم، وحديث البقرة، وقصة سليمان، وهاروت وماروت والسحرة، والرد على النصارى، وابتلاء إبراهيم- عليه السلام، وبناء الكعبة، ووصية يعقوب لأولاده وتحويل القبلة، وبيان الصبر على المصيبة وثوابه، ووجوب السعى بين الصفا والمروة، وبيان حجة التوحيد، وطلب الحلال وإباحة الميتة حال الضرورة، وحكم القصاص والأمر بصيام رمضان، والأمر باجتناب الحرام والأمر بقتال الكفار والأمر بالحج والعمرة وتعديد النعم على بنى إسرائيل، وحكم القتال فى الأشهر الحرم.
والسؤال عن الخمر والميسر ومال الأيتام والحيض والطلاق والمناكحات وذكر العدة والمحافظة على الصلاة وذكر الصدقات والنفقات، وملك طالوت وقتل جالوت، ومناظرة الخليل عليه السلام ونمروذ وإحياء الموتى بدعاء إبراهيم وإثبات إيمان الرسول والمؤمنين بربهم.
وعدد كلمات سورة البقرة: ستة آلاف كلمة ومائة وإحدى وعشرون كلمة (٦١٢١) .
نزل وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ عَلَى الْأَنْبِيَاء يعني التوراة والإنجيل والزبور وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ- ٤- يعني يصدقون بالبعث الَّذِي فِيهِ جزاء الأعمال بأنه كائن.
ثُمّ جمعهم جميعًا فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- ٥-.
فَلَمَّا سَمِع أَبُو ياسر بن أخطب اليهودي بهؤلاء الآيات، قَالَ لأخيه جدي بن أخطب: لقَدْ سَمِعْتُ من محمد كلمات أنزلهن اللَّه عَلَى مُوسَى بن عِمْرَانَ. فَقَالَ جدي لأخيه: لا تعجل حَتَّى تتثبت فِي أمره. فعمد أبو ياسر وجدي ابنا أخطب، وكعب ابن الأشرف، وكعب بن أسيد، ومالك بن الضيف، وحيي بن أخطب، وسعيد بن عمرو الشاعر، وأَبُو لبابة بن عمرو، ورؤساء اليهود، فأتوا النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال جدي للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا أبا الْقَاسِم ، أَخْبَرَنِي أَبُو ياسر بكلمات تقولهن آنفا، فقرأهن النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ جدي: صدقتم أما الم، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فنحن هم وأما الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ فهو كتابك وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ فهو كتابنا وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فأنتم هُمْ قَدْ آمنتم بما أنزل إليكم وإلينا وآمنتم بالجنة والنار فآيتان فينا وآيتان فيكم. ثُمّ قَالُوا للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:
ننشدك بِاللَّه أنها نزلت عليك من السماء. فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
أشهد بِاللَّه أنها نزلت عليّ من السماء. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ- فِي يُونُس وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي يعني ويستخبرونك أحق هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي ويعني بلى وربي إنَّه لحق.
فَقَالَ جدي: لئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون إحدى وسبعين سنة، ولقد بعث اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فِي بني إِسْرَائِيل ألف نَبِيّ كلهم يخبرون عن أمتك وَلَم يخبرونا كم تملكون حَتَّى أخبرتنا أَنْت الآن. ثُمّ قَالَ جدي لليهود: كيف ندخل فِي دين رَجُل منتهى ملك أمته إحدى وسبعون سنة. فَقَالَ عُمَر بن الخَطَّاب- رضوان اللَّه عَلَيْه: وما يدريك أنها إحدى وسبعون سنة؟ فَقَالَ جدي: أما ألف فِي الحساب فواحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون سنة. فضحك رسول اللَّه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَقَالَ جدي: هَلْ غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- صلى اللَّه عَلَيْه وسلم: نعم المص، كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ . فَقَالَ جدي: هَذِهِ أكبر من الأولى ولئن كنت صادقا فإنكم تملكون مائتي سنة واثنتين وثلاثين سنة. ثُمّ قَالَ : هَلْ غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الر، كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ فَقَالَ جدي: هَذِهِ أكبر من الأولى والثانية وَقَدْ حكم وفصل ولئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون أربعمائة سنة وثلاثا وستين سنة، فاتق اللَّه وَلا تقولن إِلَّا حقا. فهل غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: المر، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ .
ثُمّ ذكر مؤمني أَهْل التوراة عَبْد اللَّه بن سلام وأصحابه منهم أُسَيْد بن زَيْد، وأسد بن كَعْب، وسلام بن قَيْس، وثعلبة بن عُمَر، وابن يامين واسمه سلام فَقَالَ:
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ يعني يصدقون بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ يا محمد من القرآن أَنَّهُ من اللَّه مقصود السورة إجمالا) مدح مؤمنى أهل الكتاب، وذم كفار مكة ومنافقي المدينة والرد على منكري النبوة، وقصة التخليق والتعليم وتلقين آدم وملامة علماء اليهود فى مواضع عدة وقصة موسى، واستسقائه ومواعدته ربه ومنته على بنى إسرائيل، وشكواه منهم، وحديث البقرة، وقصة سليمان، وهاروت وماروت والسحرة، والرد على النصارى، وابتلاء إبراهيم- عليه السلام، وبناء الكعبة، ووصية يعقوب لأولاده وتحويل القبلة، وبيان الصبر على المصيبة وثوابه، ووجوب السعى بين الصفا والمروة، وبيان حجة التوحيد، وطلب الحلال وإباحة الميتة حال الضرورة، وحكم القصاص والأمر بصيام رمضان، والأمر باجتناب الحرام والأمر بقتال الكفار والأمر بالحج والعمرة وتعديد النعم على بنى إسرائيل، وحكم القتال فى الأشهر الحرم.
والسؤال عن الخمر والميسر ومال الأيتام والحيض والطلاق والمناكحات وذكر العدة والمحافظة على الصلاة وذكر الصدقات والنفقات، وملك طالوت وقتل جالوت، ومناظرة الخليل عليه السلام ونمروذ وإحياء الموتى بدعاء إبراهيم وإثبات إيمان الرسول والمؤمنين بربهم.
وعدد كلمات سورة البقرة: ستة آلاف كلمة ومائة وإحدى وعشرون كلمة (٦١٢١) .
نزل وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ عَلَى الْأَنْبِيَاء يعني التوراة والإنجيل والزبور وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ- ٤- يعني يصدقون بالبعث الَّذِي فِيهِ جزاء الأعمال بأنه كائن.
ثُمّ جمعهم جميعًا فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- ٥-.
فَلَمَّا سَمِع أَبُو ياسر بن أخطب اليهودي بهؤلاء الآيات، قَالَ لأخيه جدي بن أخطب: لقَدْ سَمِعْتُ من محمد كلمات أنزلهن اللَّه عَلَى مُوسَى بن عِمْرَانَ. فَقَالَ جدي لأخيه: لا تعجل حَتَّى تتثبت فِي أمره. فعمد أبو ياسر وجدي ابنا أخطب، وكعب ابن الأشرف، وكعب بن أسيد، ومالك بن الضيف، وحيي بن أخطب، وسعيد بن عمرو الشاعر، وأَبُو لبابة بن عمرو، ورؤساء اليهود، فأتوا النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال جدي للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا أبا الْقَاسِم ، أَخْبَرَنِي أَبُو ياسر بكلمات تقولهن آنفا، فقرأهن النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ جدي: صدقتم أما الم، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فنحن هم وأما الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ فهو كتابك وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ فهو كتابنا وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فأنتم هُمْ قَدْ آمنتم بما أنزل إليكم وإلينا وآمنتم بالجنة والنار فآيتان فينا وآيتان فيكم. ثُمّ قَالُوا للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-:
ننشدك بِاللَّه أنها نزلت عليك من السماء. فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
أشهد بِاللَّه أنها نزلت عليّ من السماء. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ- فِي يُونُس وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي يعني ويستخبرونك أحق هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي ويعني بلى وربي إنَّه لحق.
فَقَالَ جدي: لئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون إحدى وسبعين سنة، ولقد بعث اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فِي بني إِسْرَائِيل ألف نَبِيّ كلهم يخبرون عن أمتك وَلَم يخبرونا كم تملكون حَتَّى أخبرتنا أَنْت الآن. ثُمّ قَالَ جدي لليهود: كيف ندخل فِي دين رَجُل منتهى ملك أمته إحدى وسبعون سنة. فَقَالَ عُمَر بن الخَطَّاب- رضوان اللَّه عَلَيْه: وما يدريك أنها إحدى وسبعون سنة؟ فَقَالَ جدي: أما ألف فِي الحساب فواحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون سنة. فضحك رسول اللَّه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَقَالَ جدي: هَلْ غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- صلى اللَّه عَلَيْه وسلم: نعم المص، كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ . فَقَالَ جدي: هَذِهِ أكبر من الأولى ولئن كنت صادقا فإنكم تملكون مائتي سنة واثنتين وثلاثين سنة. ثُمّ قَالَ : هَلْ غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الر، كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ فَقَالَ جدي: هَذِهِ أكبر من الأولى والثانية وَقَدْ حكم وفصل ولئن كُنْت صادقا فإنكم تملكون أربعمائة سنة وثلاثا وستين سنة، فاتق اللَّه وَلا تقولن إِلَّا حقا. فهل غَيْر هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: المر، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ .
17.04.202514:35
كراهية لما سمعوا من
النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قوله إنكم كذبتم فريقا من الْأَنْبِيَاء وفريقا قتلتم فَإِن كُنْت صادقا فأفهمنا ما تَقُولُ.
يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وجل-: بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فطبع على قلوبهم فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ- ٨٨- يعني بالقليل بأنهم لا يصدقون بأنه من اللَّه وكفروا بما سواه مما جاء به محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذلك قوله- عَزَّ وَجَلّ-: فِي النّساء: فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا «١» وإنما سمي اليهود من قبل يهوذا بن يَعْقُوب وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يعني قرآن محمد- صلى الله عليه وسلم- مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ فِي التوراة بتصديق محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقرآنه فِي التوراة نزلت فِي اليهود منهم أَبُو رافع، وابن أَبِي الحقيق، وأبو نافع وغرار، وَكانُوا مِنْ قَبْلُ أن يبعث محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رسولا يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا نظيرها فِي الأنفال إِنْ تَسْتَفْتِحُوا «٢» يعني إن تستنصروا بخروج محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على مشركي العرب «٣» [١٧ ب] جهينة، ومزينة، وبني عذره، وأسد وغطفان، ومن يليهم كَانَت اليهود إذا قاتلوهم قَالُوا: اللَّهُمَّ إنا نسألك باسم النَّبِيّ الَّذِي نجده فِي كتابنا تبعثه فِي آخر الزمان أن تنصرنا فينصرون عليهم. فَلَمَّا بعث اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- محمدا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من غَيْر بني إِسْرَائِيل كفروا به وهم يعرفونه فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: فَلَمَّا جاءَهُمْ محمد ما عَرَفُوا أَي بما عرفوا من أمره فِي التوراة كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ- ٨٩- يعنى اليهود بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ يَقُولُ بئسما باعوا أنفسهم بعرض يسير من الدُّنْيَا مما كانوا يصيبون من سفلة اليهود من المأكل فِي كُلّ عام ثُمّ قَالَ: أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ من القرآن عَلَى محمد- صلى اللَّه عَلَيْه وسلم- بَغْياً يعني حسدا لمحمد إذ كان من العرب يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ النُّبُوَّة والكتاب عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ يعني محمدا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمّ قال- سبحانه-: فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ يَقُولُ استوجبوا بغضب من اللَّه حين كفروا بعيسى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى غضب بكفرهم بمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبما جاء به وَلِلْكافِرِينَ من اليهود عَذابٌ مُهِينٌ- ٩٠- يعنى الهوان.
النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قوله إنكم كذبتم فريقا من الْأَنْبِيَاء وفريقا قتلتم فَإِن كُنْت صادقا فأفهمنا ما تَقُولُ.
يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وجل-: بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فطبع على قلوبهم فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ- ٨٨- يعني بالقليل بأنهم لا يصدقون بأنه من اللَّه وكفروا بما سواه مما جاء به محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذلك قوله- عَزَّ وَجَلّ-: فِي النّساء: فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا «١» وإنما سمي اليهود من قبل يهوذا بن يَعْقُوب وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يعني قرآن محمد- صلى الله عليه وسلم- مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ فِي التوراة بتصديق محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقرآنه فِي التوراة نزلت فِي اليهود منهم أَبُو رافع، وابن أَبِي الحقيق، وأبو نافع وغرار، وَكانُوا مِنْ قَبْلُ أن يبعث محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رسولا يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا نظيرها فِي الأنفال إِنْ تَسْتَفْتِحُوا «٢» يعني إن تستنصروا بخروج محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على مشركي العرب «٣» [١٧ ب] جهينة، ومزينة، وبني عذره، وأسد وغطفان، ومن يليهم كَانَت اليهود إذا قاتلوهم قَالُوا: اللَّهُمَّ إنا نسألك باسم النَّبِيّ الَّذِي نجده فِي كتابنا تبعثه فِي آخر الزمان أن تنصرنا فينصرون عليهم. فَلَمَّا بعث اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- محمدا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من غَيْر بني إِسْرَائِيل كفروا به وهم يعرفونه فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: فَلَمَّا جاءَهُمْ محمد ما عَرَفُوا أَي بما عرفوا من أمره فِي التوراة كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ- ٨٩- يعنى اليهود بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ يَقُولُ بئسما باعوا أنفسهم بعرض يسير من الدُّنْيَا مما كانوا يصيبون من سفلة اليهود من المأكل فِي كُلّ عام ثُمّ قَالَ: أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ من القرآن عَلَى محمد- صلى اللَّه عَلَيْه وسلم- بَغْياً يعني حسدا لمحمد إذ كان من العرب يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ النُّبُوَّة والكتاب عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ يعني محمدا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمّ قال- سبحانه-: فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ يَقُولُ استوجبوا بغضب من اللَّه حين كفروا بعيسى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى غضب بكفرهم بمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبما جاء به وَلِلْكافِرِينَ من اليهود عَذابٌ مُهِينٌ- ٩٠- يعنى الهوان.
18.04.202509:43
الدرس ١٢
ثم قال: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ يعني اليهود منهم أَبُو ياسر، والنعمان بن أوفي آمِنُوا يعني صدقوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ من القرآن عَلَى محمد قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا يعنى التوراة وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ يعني بما بعد التوراة الإنجيل والفرقان وَهُوَ الْحَقُّ يعني قرآن محمد مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ يَقُولُ تصديقا لمحمد بما أنزل اللَّه عَلَيْه من القرآن مكتوبا عندهم فِي التوراة قُلْ لهم يا محمد: فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دعا اليهود إلى الْإِيمَان فقالوا للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: آتنا بالآيات والقربان كَمَا كانت الأنبياء تجيء بها إلى قومهم يقول اللَّه- سُبْحَانَهُ- فقد كَانَت الأنبياء تجيء إلى آبائهم فكانوا يقتلونهم فقال الله- عز وجل- قُلْ يا محمد فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ يَقُولُ فلم قتلتم أنبياء اللَّه مِنْ قَبْلُ يعني آباءهم وَقَدْ جاءوا بالآيات والقربان إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ- ٩١- يعني إن كنتم صادقين بأن اللَّه عهد إليكم فِي التوراة ألا تؤمنوا بالرسول حَتَّى يأتيكم بقربان تأكله النار فقد جاءوا بالقربان فلم قتلتموهم يعنى آباءهم «١» . ثُمّ قَالَ لمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قل لليهود: وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ يعنى بالآيات التسع ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ إلها مِنْ بَعْدِهِ يعني من بعد انطلاق مُوسَى إلى الجبل وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ- ٩٢- لأنفسكم وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ يعني وَقَدْ أخذنا ميثاقكم فِي التوراة يعني اليهود يعنى على أن تعبدوا اللَّه «١» وَلا تشركوا به شيئًا [١٨ أ] وأن تؤمنوا بالكتاب والنبيين وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ حين لَمْ يقبلوا التوراة قَالَ مُوسَى: يا رب إن عبادك لَمْ يقبلوا كتابك وعصوا أمرك «٢» . فأمر- اللَّه عَزَّ وَجَلّ- الملائكة «٣» وجبريل فرفعوا من الأرض المقدسة جبلا فوق رءوسهم فحال الجبل بينهم وبَيْنَ السماء فَقَالَ مُوسَى- عَلَيْه السَّلام- لبني إِسْرَائِيل: إن لَمْ تقبلوا التوراة طرح هَذَا الجبل فيرضخ به رءوسكم وكان الجبل منهم قدر ميل فَلَمَّا رأوا ذَلِكَ قبلوها فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ «٤» خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ يعني ما آتيناكم من التوراة بالجد والمواظبة عَلَيْه فرجع الجبل إلى مكانه فَقَالَ مُوسَى لبني إِسْرَائِيل:
وَاسْمَعُوا يَقُولُ اسمعوا ما فِي التوراة من الحدود والأحكام والشدة قالُوا سَمِعْنا بِذَلِك الَّذِي تخوفنا به من أمر الجبل وَعَصَيْنا أمرك فلا نتبع ما جئتنا به من الشدة فِي التوراة والعجل كان أرفق بنا وأهون علينا مما جئتنا به من الشدة يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قَالَ لهم مُوسَى أن تحبوا شيئًا دونه يعدل حبه فِي قلوبكم كحب اللَّه خالقكم قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ- ٩٣- كما تزعمون ثُمّ أخبر أَنَّهُ حين رفع الجبل عليهم والبحر من ورائهم خافوا الهلكة فقبلوا التوراة قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً يعني الجنة وذلك أن اليهود قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وأن الله لن يعذبنا «٥» فقال الله- عز وجل- للنبي- صلى الله عليه وسلم- قل لهم إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ٩٤- يَقُولُ فأحبوا الموت إن كنتم أولياء اللَّه وأحباؤه وأنكم فِي الجنة «١» قَالَ اللَّه- عَزَّ وجل- للنبي- صلى الله عليه وسلم-: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ «٢» ألم أمسخهم قردة بمعصيتهم ثم أخبر عنهم بمعصيتهم «٣» ، فقال: وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً يعني ولن يحبوه أبدا يعني الموت بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ من ذنوبهم وتكذيبهم بِاللَّه ورسوله وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ- ٩٥- يعني اليهود فأبوا أن يتمنوه
ثم قال: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ يعني اليهود منهم أَبُو ياسر، والنعمان بن أوفي آمِنُوا يعني صدقوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ من القرآن عَلَى محمد قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا يعنى التوراة وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ يعني بما بعد التوراة الإنجيل والفرقان وَهُوَ الْحَقُّ يعني قرآن محمد مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ يَقُولُ تصديقا لمحمد بما أنزل اللَّه عَلَيْه من القرآن مكتوبا عندهم فِي التوراة قُلْ لهم يا محمد: فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دعا اليهود إلى الْإِيمَان فقالوا للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: آتنا بالآيات والقربان كَمَا كانت الأنبياء تجيء بها إلى قومهم يقول اللَّه- سُبْحَانَهُ- فقد كَانَت الأنبياء تجيء إلى آبائهم فكانوا يقتلونهم فقال الله- عز وجل- قُلْ يا محمد فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ يَقُولُ فلم قتلتم أنبياء اللَّه مِنْ قَبْلُ يعني آباءهم وَقَدْ جاءوا بالآيات والقربان إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ- ٩١- يعني إن كنتم صادقين بأن اللَّه عهد إليكم فِي التوراة ألا تؤمنوا بالرسول حَتَّى يأتيكم بقربان تأكله النار فقد جاءوا بالقربان فلم قتلتموهم يعنى آباءهم «١» . ثُمّ قَالَ لمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قل لليهود: وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ يعنى بالآيات التسع ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ إلها مِنْ بَعْدِهِ يعني من بعد انطلاق مُوسَى إلى الجبل وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ- ٩٢- لأنفسكم وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ يعني وَقَدْ أخذنا ميثاقكم فِي التوراة يعني اليهود يعنى على أن تعبدوا اللَّه «١» وَلا تشركوا به شيئًا [١٨ أ] وأن تؤمنوا بالكتاب والنبيين وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ حين لَمْ يقبلوا التوراة قَالَ مُوسَى: يا رب إن عبادك لَمْ يقبلوا كتابك وعصوا أمرك «٢» . فأمر- اللَّه عَزَّ وَجَلّ- الملائكة «٣» وجبريل فرفعوا من الأرض المقدسة جبلا فوق رءوسهم فحال الجبل بينهم وبَيْنَ السماء فَقَالَ مُوسَى- عَلَيْه السَّلام- لبني إِسْرَائِيل: إن لَمْ تقبلوا التوراة طرح هَذَا الجبل فيرضخ به رءوسكم وكان الجبل منهم قدر ميل فَلَمَّا رأوا ذَلِكَ قبلوها فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ «٤» خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ يعني ما آتيناكم من التوراة بالجد والمواظبة عَلَيْه فرجع الجبل إلى مكانه فَقَالَ مُوسَى لبني إِسْرَائِيل:
وَاسْمَعُوا يَقُولُ اسمعوا ما فِي التوراة من الحدود والأحكام والشدة قالُوا سَمِعْنا بِذَلِك الَّذِي تخوفنا به من أمر الجبل وَعَصَيْنا أمرك فلا نتبع ما جئتنا به من الشدة فِي التوراة والعجل كان أرفق بنا وأهون علينا مما جئتنا به من الشدة يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قَالَ لهم مُوسَى أن تحبوا شيئًا دونه يعدل حبه فِي قلوبكم كحب اللَّه خالقكم قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ- ٩٣- كما تزعمون ثُمّ أخبر أَنَّهُ حين رفع الجبل عليهم والبحر من ورائهم خافوا الهلكة فقبلوا التوراة قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً يعني الجنة وذلك أن اليهود قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وأن الله لن يعذبنا «٥» فقال الله- عز وجل- للنبي- صلى الله عليه وسلم- قل لهم إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ٩٤- يَقُولُ فأحبوا الموت إن كنتم أولياء اللَّه وأحباؤه وأنكم فِي الجنة «١» قَالَ اللَّه- عَزَّ وجل- للنبي- صلى الله عليه وسلم-: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ «٢» ألم أمسخهم قردة بمعصيتهم ثم أخبر عنهم بمعصيتهم «٣» ، فقال: وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً يعني ولن يحبوه أبدا يعني الموت بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ من ذنوبهم وتكذيبهم بِاللَّه ورسوله وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ- ٩٥- يعني اليهود فأبوا أن يتمنوه
08.04.202507:33
الدرس ٢
قال: حدثنا عبيد الله، قال: وحدثني أبي، قَالَ: حَدَّثَني الْهُذَيْلُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الْقُرْآنُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: تَفْسِيرٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ، وَعَرِبِيَّةٌ تَعْرِفُهَا الْعَرَبُ، وَحَلالٌ وَحَرَامٌ لا يَسَعُ النَّاسَ جَهْلُهُ، وَتَأْوِيلٌ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ. قُلْتُ: وَمَا التَّأْوِيلُ؟ قَالَ:
مَا هُوَ كَائِنٌ. قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: وَحدثنا أَبِي عن الْهُذَيْلِ عن مُقَاتِلٍ أَنَّهُ قَالَ: فِي القرآن خاص وعام، خاص للمسلمين وخاص في المشركين وعام لجميع الناس ومتشابه ومحكم ومفسر ومبهم وإضمار وتمام وصلات فِي الكلام مَعَ ناسخ ومنسوخ وتقديم وتأخير وأشباه مَعَ وجوه كثيرة وجواب فِي سورة أخرى وأمثال ضربها اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- لنفسه وأمثال ضربها للكافر والصنم وأمثال ضربها للدنيا والبعث والآخرة وخبر الأولين وخبر ما في الْجَنَّةِ والنار وخاص لمشرك واحد وفرائض وأحكام وحدود وخبر ما في قلوب الْمُؤْمِنِين وخبر ما في قلوب الكافرين وخصومة مشركي العرب وتفسير وللتفسير تفسير. قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ:
حدثنا أَبِي عن الْهُذَيْلِ بن حبيب عن مُقَاتِلٍ قَالَ: من قرأ القرآن فلم يعلم تأويله فهو فِيهِ أمي. قَالَ: حدثنا عبيد اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْهُذَيْلِ عَنْ مقاتل عن عبد الكريم الجزوى قَالَ: ما أجد أعظم أجرا يوم الْقِيَامَة ممن علّم القرآن وعلّمه.
وذَكَر مُقَاتِلٌ حساب الجمل فَقَالَ: يبدأ بحروف أبى جاد فألحقها بها ألف واحد ب اثنين ج ثلاثة د أربعة هـ خمسة وستة ز سبعة ح ثمانية ط تسعة ي عشرة ك عشرون ل ثلاثون م أربعون ن خمسون ص ستون ع سبعون ف ثمانون س تسعون ق مائة ر مائتين ش ثلثمائة ت أربعمائة باقى المعجم: ث خمسمائة خ ستمائة ذ سبعمائة ض ثمانمائة ظ تسعمائة غ ألف.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْهُذَيْلِ عَنْ مُقَاتِلٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- فِي الْقُرْآنِ سُورَةً مِثْلَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَلا نَزَلَ فِي كُتُبِ الأَنْبِيَاءِ مِثْلُهَا.
قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُعْطِيتُ بِالتَّوْرَاةِ السَّبْعُ الطِّوَالُ وَهُنَّ الْقُرْآنُ، وَأُعْطِيتُ بِالإِنْجِيلِ الْمَثَانِي وَهُنَّ هُدَى الْقُرْآنِ، وَأُعْطِيتُ بِالزَّبُورِ الْمِئِينَ وَهُنَّ رَيْحَانُ الْقُرْآنِ وفضلني بالمفصل .
قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثني الْهُذَيْلُ عن الْمُسَيِّب بن شريك عن أَبِي روق عن الضَّحَّاك فِي قول اللَّه- سُبْحَانَهُ وتعالى-: الم، قَالَ: أَنَا اللَّه أَعْلَم.
قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ عن أَبِي جَعْفَر الرَّازيّ عن أَبِي العالية فِي قوله- سُبْحَانَهُ- الم. قَالَ: هَذِهِ من الثمانية وعشرين حرفا التي دارت الألسن كلها بها وليس منها حرف إِلَّا وَهُوَ مفتاح اسم من أسماء اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وليس منها اسم إِلَّا وَهُوَ في الآية وبلا آية وليس منها حرف إِلَّا وَهُوَ فِي مدة قوم وآجالهم فالألف مفتاح اسم اللَّه- جلَّ جلاله-. واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد.
الألف آلاؤه واللام لطفه والميم مجده. قَالَ: حدثنا عبيد الله، قال:
وحدثني أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ عَنْ أَبِي بَكْر الهذلي عن عِكْرمَة فِي قوله- عَزَّ وَجَلّ-: ذلِكَ الْكِتابُ يعني التوراة والإنجيل، قَالَ أَبُو روق: فِي قوله- سبحانه-: لا رَيْبَ فِيهِ لا شك فِيهِ وهُدىً لِلْمُتَّقِينَ قَالَ: كرامة لهم هداهم إليه. وأما قوله- سبحانه-: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ يعني بالغيب لا إله إِلَّا اللَّه وبما جاء به محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ يعني الصَّلاة المكتوبة وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ يعنى المفروضة وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ قَالَ روق: هَذِهِ للعرب خاصة، قَالَ: وقَالَ أَبُو صَالِح، قَالَ الكلبي:
قَالَت: اليهود جُديّ وحُييّ ومن معهما نَحْنُ المتقون الَّذِين يؤمنون بالغيب آمنا بمحمد قبل أن يبعث. قَالَ الكلبي: هاتان الآيتان نزلتا فى اليهود.
سورة الفاتحة
سورة الفاتحة مكية وهي سبع آيات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
بسم الله الرحمن الرحيم قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ الله، قال: وحدثني أبى عن الْهُذَيْلِ عن سُفْيَان عن مَنْصُور عن مُجَاهِد، قال: قَالَ : فاتحة الكتاب مدنية.
قال: حدثنا عبيد الله، قال: وحدثني أبي، قَالَ: حَدَّثَني الْهُذَيْلُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الْقُرْآنُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: تَفْسِيرٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ، وَعَرِبِيَّةٌ تَعْرِفُهَا الْعَرَبُ، وَحَلالٌ وَحَرَامٌ لا يَسَعُ النَّاسَ جَهْلُهُ، وَتَأْوِيلٌ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ. قُلْتُ: وَمَا التَّأْوِيلُ؟ قَالَ:
مَا هُوَ كَائِنٌ. قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: وَحدثنا أَبِي عن الْهُذَيْلِ عن مُقَاتِلٍ أَنَّهُ قَالَ: فِي القرآن خاص وعام، خاص للمسلمين وخاص في المشركين وعام لجميع الناس ومتشابه ومحكم ومفسر ومبهم وإضمار وتمام وصلات فِي الكلام مَعَ ناسخ ومنسوخ وتقديم وتأخير وأشباه مَعَ وجوه كثيرة وجواب فِي سورة أخرى وأمثال ضربها اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- لنفسه وأمثال ضربها للكافر والصنم وأمثال ضربها للدنيا والبعث والآخرة وخبر الأولين وخبر ما في الْجَنَّةِ والنار وخاص لمشرك واحد وفرائض وأحكام وحدود وخبر ما في قلوب الْمُؤْمِنِين وخبر ما في قلوب الكافرين وخصومة مشركي العرب وتفسير وللتفسير تفسير. قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ:
حدثنا أَبِي عن الْهُذَيْلِ بن حبيب عن مُقَاتِلٍ قَالَ: من قرأ القرآن فلم يعلم تأويله فهو فِيهِ أمي. قَالَ: حدثنا عبيد اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْهُذَيْلِ عَنْ مقاتل عن عبد الكريم الجزوى قَالَ: ما أجد أعظم أجرا يوم الْقِيَامَة ممن علّم القرآن وعلّمه.
وذَكَر مُقَاتِلٌ حساب الجمل فَقَالَ: يبدأ بحروف أبى جاد فألحقها بها ألف واحد ب اثنين ج ثلاثة د أربعة هـ خمسة وستة ز سبعة ح ثمانية ط تسعة ي عشرة ك عشرون ل ثلاثون م أربعون ن خمسون ص ستون ع سبعون ف ثمانون س تسعون ق مائة ر مائتين ش ثلثمائة ت أربعمائة باقى المعجم: ث خمسمائة خ ستمائة ذ سبعمائة ض ثمانمائة ظ تسعمائة غ ألف.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْهُذَيْلِ عَنْ مُقَاتِلٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- فِي الْقُرْآنِ سُورَةً مِثْلَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَلا نَزَلَ فِي كُتُبِ الأَنْبِيَاءِ مِثْلُهَا.
قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُعْطِيتُ بِالتَّوْرَاةِ السَّبْعُ الطِّوَالُ وَهُنَّ الْقُرْآنُ، وَأُعْطِيتُ بِالإِنْجِيلِ الْمَثَانِي وَهُنَّ هُدَى الْقُرْآنِ، وَأُعْطِيتُ بِالزَّبُورِ الْمِئِينَ وَهُنَّ رَيْحَانُ الْقُرْآنِ وفضلني بالمفصل .
قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثني الْهُذَيْلُ عن الْمُسَيِّب بن شريك عن أَبِي روق عن الضَّحَّاك فِي قول اللَّه- سُبْحَانَهُ وتعالى-: الم، قَالَ: أَنَا اللَّه أَعْلَم.
قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، قَالَ: حدثنا الْهُذَيْلُ عن أَبِي جَعْفَر الرَّازيّ عن أَبِي العالية فِي قوله- سُبْحَانَهُ- الم. قَالَ: هَذِهِ من الثمانية وعشرين حرفا التي دارت الألسن كلها بها وليس منها حرف إِلَّا وَهُوَ مفتاح اسم من أسماء اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وليس منها اسم إِلَّا وَهُوَ في الآية وبلا آية وليس منها حرف إِلَّا وَهُوَ فِي مدة قوم وآجالهم فالألف مفتاح اسم اللَّه- جلَّ جلاله-. واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد.
الألف آلاؤه واللام لطفه والميم مجده. قَالَ: حدثنا عبيد الله، قال:
وحدثني أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ عَنْ أَبِي بَكْر الهذلي عن عِكْرمَة فِي قوله- عَزَّ وَجَلّ-: ذلِكَ الْكِتابُ يعني التوراة والإنجيل، قَالَ أَبُو روق: فِي قوله- سبحانه-: لا رَيْبَ فِيهِ لا شك فِيهِ وهُدىً لِلْمُتَّقِينَ قَالَ: كرامة لهم هداهم إليه. وأما قوله- سبحانه-: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ يعني بالغيب لا إله إِلَّا اللَّه وبما جاء به محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ يعني الصَّلاة المكتوبة وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ يعنى المفروضة وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ قَالَ روق: هَذِهِ للعرب خاصة، قَالَ: وقَالَ أَبُو صَالِح، قَالَ الكلبي:
قَالَت: اليهود جُديّ وحُييّ ومن معهما نَحْنُ المتقون الَّذِين يؤمنون بالغيب آمنا بمحمد قبل أن يبعث. قَالَ الكلبي: هاتان الآيتان نزلتا فى اليهود.
سورة الفاتحة
سورة الفاتحة مكية وهي سبع آيات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
بسم الله الرحمن الرحيم قَالَ: حدثنا عُبَيْدُ الله، قال: وحدثني أبى عن الْهُذَيْلِ عن سُفْيَان عن مَنْصُور عن مُجَاهِد، قال: قَالَ : فاتحة الكتاب مدنية.
11.04.202509:22
اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ من إيمان بمحمد- صلى الله عليه وسلم- وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار .
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ بأنه واحد لا شريك لَهُ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً يعني نطفا فَأَحْياكُمْ يعني فخلقكم وذلك قوله- سبحانه-: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ عِنْد إحيائكم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ من بعد الموت يوم الْقِيَامَة ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ- ٢٨- فيجزيكم بأعمالكم فأما اليهود فعرفوا وسكتوا وأمّا المشركون فقالوا أإذا كُنَّا ترابا من يقدر أن يبعثنا من بعد الموت فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً من شيء ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فبدأ بخلقهن وخلق الأرض فَسَوَّاهُنَّ يعني فخلقهن سَبْعَ سَماواتٍ فهذا أعظم من خلق الْإِنْسَان وذلك قوله- سبحانه-:
لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ من الخلق عَلِيمٌ- ٢٩- بالبعث وغيره وَإِذْ يعني وَقَدْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً وذلك أن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- خلق الملائكة والجن قبل خلق الشياطين والإنس. وَهُوَ آدم- عَلَيْه السلام- فجعلهم سكان الأرض وَجَعَل الملائكة سكان السماوات فوقع فِي الجن الفتن والحسد فاقتتلوا فبعث اللَّه جندا من أَهْل سماء الدُّنْيَا- يُقَالُ لهم الجن، إبليس عدو اللَّه منهم، خلقوا جميعًا من نار وهم خزان الجنة رأسهم إبليس- فهبطوا إلى الأرض فلم يكلفوا من العبادة فِي الأرض ما كلفوا فِي السماء فأحبوا القيام فِي الأرض فأوحى الله- عَزَّ وَجَلّ- إليهم إني جاعل فِي الأرض خليفة سواكم ورافعكم إليّ فكرهوا ذَلِكَ لأنهم كانوا أهون الملائكة أعمالا قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها يَقُولُ أتجعل فِي الأرض مَنْ يُفْسِدُ فِيها يعنى من يعمل فيها بالمعاصي وَيَسْفِكُ الدِّماءَ بغير حق كفعل الجن وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ يَقُولُ نَحْنُ نذكرك بأمرك كقوله- سُبْحَانَهُ-: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ يعني يذكره بأمره ونقدس لك ونصلي لك ونعظم أمرك قالَ اللَّه- سُبْحَانَهُ-: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ- ٣٠- إن فِي علمي أنكم سكان السماء ويكون آدم وذريته سكان الأرض ويكون منهم من يسبح بحمدي ويعبدني فخلق آدم- عَلَيْه السَّلام- من طين أحمر وأبيض من السبخة والعذبة فَمنْ ثَمّ نسله أبيض وأحمر وأسود مؤمن وكافر، فحسد إبليس تِلْكَ الصورة فَقَالَ للملائكة الَّذِين هُمْ معه أرأيتم هَذَا الَّذِي لَمْ تروا شيئًا من الخلق عَلَى خلقته إن فضل عَلَيّ ماذا تصنعون؟ قَالوا: نسمع ونطيع لأمر اللَّه، وأسر عدو اللَّه إبليس فِي نفسه لئن فضل آدم عليه لا يطيعه وليستفزنه. فترك آدم طينا أربعين سنة مصورا فجعل إبليس يدخل من دبره ويخرج من فِيهِ، وَيَقُولُ أَنَا نار وهذا طين أجوف والنار تغلب الطين ولأغلبنه فذلك قوله- عَزَّ وَجَلّ-: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يعنى قوله يومئذ لأغلبنه وقوله لأحتنكن يعني لأحتوين عَلَى ذريته إِلَّا قليلا. فَقَالَ للروح: ادخلي هَذَا الجسد. فقالت:
أَي رب أَيْنَ تدخلني هذا الجسد المظلم؟ فَقَالَ اللَّه- تبارك وتعالى-: ادخليه كرها فدخلته كرها وهي لا تخرج منه إِلَّا كرها ثُمّ نفخ فِيهِ الروح من قبل رأسه، فترددت الروح فِيهِ حَتَّى بلغت نصف جسده موضع السرة فجعل للقعود فذلك قوله- تَعَالَى-: وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا فجعلت الروح تتردد فِيهِ حَتَّى بلغت أصابع الرجلين، فأرادت أن تخرج منها فلم تجد منفذا، فرجعت إلى الرأس فخرجت من المنخرين، فعطس عِنْد ذَلِكَ لخروجها من منخريه فَقَالَ: الحمد لله.
فكان أول كلامه فرد ربه- عَزَّ وَجَلّ-: يرحمك اللَّه لهذا خلقتك تسبح بحمدي وتقدس لي. فسبقت رحمته لآدم- عَلَيْه السَّلام-
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ بأنه واحد لا شريك لَهُ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً يعني نطفا فَأَحْياكُمْ يعني فخلقكم وذلك قوله- سبحانه-: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ عِنْد إحيائكم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ من بعد الموت يوم الْقِيَامَة ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ- ٢٨- فيجزيكم بأعمالكم فأما اليهود فعرفوا وسكتوا وأمّا المشركون فقالوا أإذا كُنَّا ترابا من يقدر أن يبعثنا من بعد الموت فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً من شيء ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فبدأ بخلقهن وخلق الأرض فَسَوَّاهُنَّ يعني فخلقهن سَبْعَ سَماواتٍ فهذا أعظم من خلق الْإِنْسَان وذلك قوله- سبحانه-:
لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ من الخلق عَلِيمٌ- ٢٩- بالبعث وغيره وَإِذْ يعني وَقَدْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً وذلك أن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- خلق الملائكة والجن قبل خلق الشياطين والإنس. وَهُوَ آدم- عَلَيْه السلام- فجعلهم سكان الأرض وَجَعَل الملائكة سكان السماوات فوقع فِي الجن الفتن والحسد فاقتتلوا فبعث اللَّه جندا من أَهْل سماء الدُّنْيَا- يُقَالُ لهم الجن، إبليس عدو اللَّه منهم، خلقوا جميعًا من نار وهم خزان الجنة رأسهم إبليس- فهبطوا إلى الأرض فلم يكلفوا من العبادة فِي الأرض ما كلفوا فِي السماء فأحبوا القيام فِي الأرض فأوحى الله- عَزَّ وَجَلّ- إليهم إني جاعل فِي الأرض خليفة سواكم ورافعكم إليّ فكرهوا ذَلِكَ لأنهم كانوا أهون الملائكة أعمالا قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها يَقُولُ أتجعل فِي الأرض مَنْ يُفْسِدُ فِيها يعنى من يعمل فيها بالمعاصي وَيَسْفِكُ الدِّماءَ بغير حق كفعل الجن وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ يَقُولُ نَحْنُ نذكرك بأمرك كقوله- سُبْحَانَهُ-: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ يعني يذكره بأمره ونقدس لك ونصلي لك ونعظم أمرك قالَ اللَّه- سُبْحَانَهُ-: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ- ٣٠- إن فِي علمي أنكم سكان السماء ويكون آدم وذريته سكان الأرض ويكون منهم من يسبح بحمدي ويعبدني فخلق آدم- عَلَيْه السَّلام- من طين أحمر وأبيض من السبخة والعذبة فَمنْ ثَمّ نسله أبيض وأحمر وأسود مؤمن وكافر، فحسد إبليس تِلْكَ الصورة فَقَالَ للملائكة الَّذِين هُمْ معه أرأيتم هَذَا الَّذِي لَمْ تروا شيئًا من الخلق عَلَى خلقته إن فضل عَلَيّ ماذا تصنعون؟ قَالوا: نسمع ونطيع لأمر اللَّه، وأسر عدو اللَّه إبليس فِي نفسه لئن فضل آدم عليه لا يطيعه وليستفزنه. فترك آدم طينا أربعين سنة مصورا فجعل إبليس يدخل من دبره ويخرج من فِيهِ، وَيَقُولُ أَنَا نار وهذا طين أجوف والنار تغلب الطين ولأغلبنه فذلك قوله- عَزَّ وَجَلّ-: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يعنى قوله يومئذ لأغلبنه وقوله لأحتنكن يعني لأحتوين عَلَى ذريته إِلَّا قليلا. فَقَالَ للروح: ادخلي هَذَا الجسد. فقالت:
أَي رب أَيْنَ تدخلني هذا الجسد المظلم؟ فَقَالَ اللَّه- تبارك وتعالى-: ادخليه كرها فدخلته كرها وهي لا تخرج منه إِلَّا كرها ثُمّ نفخ فِيهِ الروح من قبل رأسه، فترددت الروح فِيهِ حَتَّى بلغت نصف جسده موضع السرة فجعل للقعود فذلك قوله- تَعَالَى-: وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا فجعلت الروح تتردد فِيهِ حَتَّى بلغت أصابع الرجلين، فأرادت أن تخرج منها فلم تجد منفذا، فرجعت إلى الرأس فخرجت من المنخرين، فعطس عِنْد ذَلِكَ لخروجها من منخريه فَقَالَ: الحمد لله.
فكان أول كلامه فرد ربه- عَزَّ وَجَلّ-: يرحمك اللَّه لهذا خلقتك تسبح بحمدي وتقدس لي. فسبقت رحمته لآدم- عَلَيْه السَّلام-
10.04.202509:59
يَقُولُ- سُبْحَانَهُ مثل الْإِيمَان إذا تكلم به المنافق مثل نور البرق الذي يكاد أن يذهب بأبصارهم كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ البرق مَشَوْا فِيهِ يقول كلما تكلموا بالإيمان مضوا فيه يَقُولُ: ويضيء لهم نورا يهتدون به وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ البرق أَي ذهب ضوءه قامُوا فِي ظلمة لا يبصرون الهدى وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ فلا يسمعون وَأَبْصارِهِمْ فلا يرون أبدا عقوبة لهم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- ٢٠- من ذلك وغيره.
19.04.202513:50
نَحْنُ عَلَيْه وددنا أنكم عَلَى هدى وأنه كَمَا تقولون فكذبهم اللَّه- سُبْحَانَهُ- فَقَالَ: مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ يعني دينه الْإِسْلام مَنْ يَشاءُ نظيرها فِي- هَلْ أتى يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ «١» يعني فِي دينه الْإِسْلام فاختص الْمُؤْمِنِين وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ- ١٠٥- فاختصهم لدينه.
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها «٢» يعني نبدل من آية فنحولها فيها تقديم يقول نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها يَقُولُ نأت من الوحي مكانها أفضل منها لَكُمْ وأنفع لَكُمْ ثُمّ قَالَ:
أَوْ مِثْلِها يَقُولُ أَوْ نأت بمثل ما نسخنا أَوْ ننسها يَقُولُ أَوْ نتركها كَمَا هِيَ فلا ننسخها وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم-: إنما تقولت أَنْت يا محمد هَذَا القرآن من تلقاء نفسك قُلْتُ كذا وكذا ثُمّ غيرت فقلت كذا وكذا فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- يعظم نفسه تبارك اسمه أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- ١٠٦- من الناسخ والمنسوخ قدير.
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يحكم فيهما ما يشاء ويأمر بأمر ثُمّ يأمر بغيره: ثُمّ قَالَ سُبْحَانَهُ: وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ يعني قريب ينفعكم وَلا نَصِيرٍ- ١٠٧- يعني وَلا مانع يمنعكم من اللَّه لقولهم إن القرآن لَيْسَ من اللَّه وإنما تقوله محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من تلقاء نفسه نظيرها فِي براءة قوله- سُبْحَانَهُ-: وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ «١» وقَالَ- عَزَّ وَجَلّ- فِي النحل: وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ «٢» أنَّكَ لن تَقُولُ إِلَّا ما قِيلَ لك. أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ [٢٠ أ] يعني يَقُولُ تريدون أن تسألوا محمدا أن يريكم ربكم جهرة كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ محمد يعني كَمَا قَالتْ بنو إِسْرَائِيل لموسى أرنا الله جهرة وَمَنْ يَتَبَدَّلِ يعني من يشتر الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ يعنى اليهود فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ- ١٠٨- يعني قَدْ أخطأ قصد طريق الهدى كقوله- سُبْحَانَهُ- فِي القصص: عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ «٣» يعني قصد الطريق وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وذلك أن نفرا من اليهود منهم فنحاص، وزيد بن قَيْس- بعد قتال أحد- دعوا حُذَيْفة، وعمارا إلى دينهم وقالوا لهما: إنكما لن تصيبا خيرًا للذي أصابهم يوم أحد من البلاء. وقالوا لهما : ديننا أفضل من دينكم ونحن أهدى منكم سبيلا. قَالَ لهم عمار: كيف نقض العهد فيكم؟ قَالُوا: شديد. قال عمار:
فإنى عاهدت ربي أن لا أكفر بمحمد أبدا، وَلا أتبع دينا غَيْر دينه فقالت اليهود: أما عمار فقد ضل، وصبأ عن الهدى، بعد إذ بصره اللَّه، فكيف أَنْت يا حُذَيْفة، ألا تبايعنا. قَالَ حُذَيْفة: اللَّه ربي ومُحَمَّد نبيي والقرآن إمامي أطيع ربي، وأقتدي برسولي، وأعمل بكتاب اللَّه ربي، حَتَّى يأتيني اليقين على الإسلام واللَّه السَّلام ومنه السَّلام. فقالوا: وإله مُوسَى لقَدْ أشربت قلوبكم حب محمد.
فَقَالَ عمار: ربي أحمده، وربي أكرم محمدا، ومنه اشتق الجلالة، إن محمدا أَحْمَد هُوَ محمد.
ثُمّ آتيا النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبراه، فَقَالَ: ما رددتما عليهما. فَقَالا: قُلْنَا اللَّه ربنا، ومُحَمَّد رسولنا، والقرآن إمامنا، اللَّه نطيع، وبمحمد نقتدي، وبكتاب اللَّه نعمل. فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصبتما أخا الخير، وأفلحتما فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- يحذر الْمُؤْمِنِين: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ
فِي التوراة أن محمدا نَبِيّ ودينه الْإِسْلام ثُمّ قَالَ سُبْحَانَهُ:
فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا يَقُولُ اتركوهم واصفحوا يَقُولُ وأعرضوا عن اليهود حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ فأتى اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- بأمره فِي أَهْل قريظة: القتل والسبي وَفِي أَهْل النضير الجلاء والنفي من منازلهم وجناتهم التي بالمدينة إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- ١٠٩- من القتل والجلاء قدير وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ يَقُولُ وأتموها لمواقيتها وَآتُوا الزَّكاةَ يَقُولُ آتوا زكاة أموالكم وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ فِي الصدقة، ثُمّ قَالَ: تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ - ١١٠-
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها «٢» يعني نبدل من آية فنحولها فيها تقديم يقول نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها يَقُولُ نأت من الوحي مكانها أفضل منها لَكُمْ وأنفع لَكُمْ ثُمّ قَالَ:
أَوْ مِثْلِها يَقُولُ أَوْ نأت بمثل ما نسخنا أَوْ ننسها يَقُولُ أَوْ نتركها كَمَا هِيَ فلا ننسخها وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم-: إنما تقولت أَنْت يا محمد هَذَا القرآن من تلقاء نفسك قُلْتُ كذا وكذا ثُمّ غيرت فقلت كذا وكذا فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- يعظم نفسه تبارك اسمه أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- ١٠٦- من الناسخ والمنسوخ قدير.
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يحكم فيهما ما يشاء ويأمر بأمر ثُمّ يأمر بغيره: ثُمّ قَالَ سُبْحَانَهُ: وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ يعني قريب ينفعكم وَلا نَصِيرٍ- ١٠٧- يعني وَلا مانع يمنعكم من اللَّه لقولهم إن القرآن لَيْسَ من اللَّه وإنما تقوله محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من تلقاء نفسه نظيرها فِي براءة قوله- سُبْحَانَهُ-: وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ «١» وقَالَ- عَزَّ وَجَلّ- فِي النحل: وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ «٢» أنَّكَ لن تَقُولُ إِلَّا ما قِيلَ لك. أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ [٢٠ أ] يعني يَقُولُ تريدون أن تسألوا محمدا أن يريكم ربكم جهرة كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ محمد يعني كَمَا قَالتْ بنو إِسْرَائِيل لموسى أرنا الله جهرة وَمَنْ يَتَبَدَّلِ يعني من يشتر الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ يعنى اليهود فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ- ١٠٨- يعني قَدْ أخطأ قصد طريق الهدى كقوله- سُبْحَانَهُ- فِي القصص: عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ «٣» يعني قصد الطريق وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وذلك أن نفرا من اليهود منهم فنحاص، وزيد بن قَيْس- بعد قتال أحد- دعوا حُذَيْفة، وعمارا إلى دينهم وقالوا لهما: إنكما لن تصيبا خيرًا للذي أصابهم يوم أحد من البلاء. وقالوا لهما : ديننا أفضل من دينكم ونحن أهدى منكم سبيلا. قَالَ لهم عمار: كيف نقض العهد فيكم؟ قَالُوا: شديد. قال عمار:
فإنى عاهدت ربي أن لا أكفر بمحمد أبدا، وَلا أتبع دينا غَيْر دينه فقالت اليهود: أما عمار فقد ضل، وصبأ عن الهدى، بعد إذ بصره اللَّه، فكيف أَنْت يا حُذَيْفة، ألا تبايعنا. قَالَ حُذَيْفة: اللَّه ربي ومُحَمَّد نبيي والقرآن إمامي أطيع ربي، وأقتدي برسولي، وأعمل بكتاب اللَّه ربي، حَتَّى يأتيني اليقين على الإسلام واللَّه السَّلام ومنه السَّلام. فقالوا: وإله مُوسَى لقَدْ أشربت قلوبكم حب محمد.
فَقَالَ عمار: ربي أحمده، وربي أكرم محمدا، ومنه اشتق الجلالة، إن محمدا أَحْمَد هُوَ محمد.
ثُمّ آتيا النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبراه، فَقَالَ: ما رددتما عليهما. فَقَالا: قُلْنَا اللَّه ربنا، ومُحَمَّد رسولنا، والقرآن إمامنا، اللَّه نطيع، وبمحمد نقتدي، وبكتاب اللَّه نعمل. فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصبتما أخا الخير، وأفلحتما فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- يحذر الْمُؤْمِنِين: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ
فِي التوراة أن محمدا نَبِيّ ودينه الْإِسْلام ثُمّ قَالَ سُبْحَانَهُ:
فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا يَقُولُ اتركوهم واصفحوا يَقُولُ وأعرضوا عن اليهود حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ فأتى اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- بأمره فِي أَهْل قريظة: القتل والسبي وَفِي أَهْل النضير الجلاء والنفي من منازلهم وجناتهم التي بالمدينة إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- ١٠٩- من القتل والجلاء قدير وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ يَقُولُ وأتموها لمواقيتها وَآتُوا الزَّكاةَ يَقُولُ آتوا زكاة أموالكم وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ فِي الصدقة، ثُمّ قَالَ: تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ - ١١٠-
20.04.202515:56
الدرس ١٤
وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ عَلَى ديننا هُوداً أَوْ نَصارى يَقُولُ اللَّه- سُبْحَانَهُ-: تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ يَقُولُ تمنوا عَلَى اللَّه فقال الله- عز وجل- لنبيه- صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ يعني حجتكم من التوراة والإنجيل إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ- ١١١- بما تقولون فأكذبهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فَقَالَ: بَلى لكن يدخلها مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ يعني أخلص دينه للَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ فِي عمله
فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- ١١٢- عِنْد الموت وَقالَتِ الْيَهُودُ يعني ابْن صوريا وأصحابه لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ من الدّين فمالك يا محمد والنصارى اتبع ديننا وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ من الدين فمالك يا محمد واليهود اتبع ديننا يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-:
وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ يَقُولُ وهم يقرءون التوراة والإنجيل يعني يهود المدينة ونصارى نجران كَذلِكَ يعني هكذا قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ بتوحيد ربهم يعني مشركي العرب أن محمدا وأصحابه ليسوا عَلَى شيء من الدّين. يقول الله:
مِثْلَ قَوْلِهِمْ يعني مثل ما قالت اليهود والنصارى بعضهم لبعض فذلك قوله سُبْحَانَهُ فِي المائدة: فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ «١» يقول:
فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يعني بين مشركي العرب وبَيْنَ أَهْل الكتاب فِيما كانُوا فِيهِ من الدّين يَخْتَلِفُونَ- ١١٣- وَمَنْ أَظْلَمُ نزلت فى أنطياخوس ابن ببليس الرومي ومن معه من أَهْل الروم يَقُولُ فلا أحد أظلم مِمَّنْ مَنَعَ يعني نصارى الروم مَساجِدَ اللَّهِ يعنى بيت المقدس أن يصلى فيه أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يعني التوحيد وَسَعى فِي خَرابِها وذلك أن الروم ظهروا عَلَى اليهود فقتلوهم وسبوهم وخربوا بيت المَقْدِس وألقوا فِيهِ الجيف وذبحوا فِيهِ الخنازير ثُمّ كان عَلَى عهد الروم الثانية ططسر بن سناباتوس ويُقَالُ اصطفانوس فقتلهم وخرب بيت المَقْدِس فلم يعمر حَتَّى بناه المسلمون فِي زمان عُمَر بن الخَطَّاب- رضوان اللَّه عَلَيْه. يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: أُولئِكَ يعني أَهْل الروم ما كانَ ينبغي لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها يعني الأرض المقدسة إذ بعث محمد- صلى الله عليه وسلم-: إِلَّا خائِفِينَ فلا يدخل بيت المقدس اليوم الرومي إلا خائفا متنكرا فَمنْ قدر عَلَيْه منهم فَإنَّهُ يعاقب ثُمّ أخبر عن أَهْل الروم فَقَالَ: لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ يعني الهوان إن لَمْ تقتل مُقَاتِلتهم وتسب ذراريهم بأيدي الْمُسْلِمِين فِي ثلاث مدائن قُسْطَنْطِينيَّة والرومية ومدينة أخرى وهي عمورية فهذا خزيهم فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ [٢١ أ]- ١١٤- من النار وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ وذلك أن ناسا من الْمُؤْمِنِين كانوا فِي سفر فحضرت الصَّلاة فِي يوم غيم فتحيروا فمنهم من صلى قبل المشرق ومنهم من صلى قبل المغرب وذلك قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة فَلَمَّا
وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ عَلَى ديننا هُوداً أَوْ نَصارى يَقُولُ اللَّه- سُبْحَانَهُ-: تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ يَقُولُ تمنوا عَلَى اللَّه فقال الله- عز وجل- لنبيه- صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ يعني حجتكم من التوراة والإنجيل إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ- ١١١- بما تقولون فأكذبهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فَقَالَ: بَلى لكن يدخلها مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ يعني أخلص دينه للَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ فِي عمله
فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- ١١٢- عِنْد الموت وَقالَتِ الْيَهُودُ يعني ابْن صوريا وأصحابه لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ من الدّين فمالك يا محمد والنصارى اتبع ديننا وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ من الدين فمالك يا محمد واليهود اتبع ديننا يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-:
وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ يَقُولُ وهم يقرءون التوراة والإنجيل يعني يهود المدينة ونصارى نجران كَذلِكَ يعني هكذا قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ بتوحيد ربهم يعني مشركي العرب أن محمدا وأصحابه ليسوا عَلَى شيء من الدّين. يقول الله:
مِثْلَ قَوْلِهِمْ يعني مثل ما قالت اليهود والنصارى بعضهم لبعض فذلك قوله سُبْحَانَهُ فِي المائدة: فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ «١» يقول:
فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يعني بين مشركي العرب وبَيْنَ أَهْل الكتاب فِيما كانُوا فِيهِ من الدّين يَخْتَلِفُونَ- ١١٣- وَمَنْ أَظْلَمُ نزلت فى أنطياخوس ابن ببليس الرومي ومن معه من أَهْل الروم يَقُولُ فلا أحد أظلم مِمَّنْ مَنَعَ يعني نصارى الروم مَساجِدَ اللَّهِ يعنى بيت المقدس أن يصلى فيه أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يعني التوحيد وَسَعى فِي خَرابِها وذلك أن الروم ظهروا عَلَى اليهود فقتلوهم وسبوهم وخربوا بيت المَقْدِس وألقوا فِيهِ الجيف وذبحوا فِيهِ الخنازير ثُمّ كان عَلَى عهد الروم الثانية ططسر بن سناباتوس ويُقَالُ اصطفانوس فقتلهم وخرب بيت المَقْدِس فلم يعمر حَتَّى بناه المسلمون فِي زمان عُمَر بن الخَطَّاب- رضوان اللَّه عَلَيْه. يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: أُولئِكَ يعني أَهْل الروم ما كانَ ينبغي لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها يعني الأرض المقدسة إذ بعث محمد- صلى الله عليه وسلم-: إِلَّا خائِفِينَ فلا يدخل بيت المقدس اليوم الرومي إلا خائفا متنكرا فَمنْ قدر عَلَيْه منهم فَإنَّهُ يعاقب ثُمّ أخبر عن أَهْل الروم فَقَالَ: لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ يعني الهوان إن لَمْ تقتل مُقَاتِلتهم وتسب ذراريهم بأيدي الْمُسْلِمِين فِي ثلاث مدائن قُسْطَنْطِينيَّة والرومية ومدينة أخرى وهي عمورية فهذا خزيهم فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ [٢١ أ]- ١١٤- من النار وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ وذلك أن ناسا من الْمُؤْمِنِين كانوا فِي سفر فحضرت الصَّلاة فِي يوم غيم فتحيروا فمنهم من صلى قبل المشرق ومنهم من صلى قبل المغرب وذلك قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة فَلَمَّا
21.04.202516:28
ثُمّ ذكر مؤمني أَهْل التوراة عَبْد اللَّه بن سلام وأصحابه فَقَالَ- عَزَّ وَجَلّ-: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يعني أعطيناهم التوراة يَتْلُونَهُ يعني نعت محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي التوراة حَقَّ تِلاوَتِهِ فِي التوراة وَلا يحرفون نعته أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ يقول أولئك يصدقون بمحمد يعني عَبْد اللَّه بن سلام وأصحابه ثُمّ قَالَ: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ يعني بمحمد من أَهْل التوراة فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ- ١٢١- فِي العقوبة يَا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ- ١٢٢- يعني عالمي ذَلِكَ الزمان يعني عالمي أجدادهم يعني بالمن والسلوى والحجر والغمام وَاتَّقُوا يَوْماً يعني اخشوا يومًا يوم الْقِيَامَة لا تَجْزِي نَفْسٌ كافرة عَنْ نَفْسٍ كافرة شَيْئاً من المنفعة وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ يعني فداء وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ يعني شفاعة نَبِيّ وَلا شهيد وَلا صديق وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ- ١٢٣- يعني يمتنعون من العذاب.
وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ يعني بِذَلِك كُلّ مسألة فِي القرآن مما سأل إبراهيم من قوله: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ» .
ومن قوله: رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ «٢» .
وحين قَالَ: رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ «٣» .
وحين قَالَ لقومه حين حاجوه: إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ «٤» .
وحين قَالَ: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً «٥» .
وحين ألقى فِي النار، وحين أراد ذبح ابنه، وحين قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصالحين، وحين سَأَلَ الولد «٦» .
وحين قَالَ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ «٧» .
وحين قَالَ: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ «٨» .
وحين قَالَ: رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ «٩» .
وما كان نحو هَذَا فِي القرآن وما سَأَلَ إِبْرَاهِيم فاستجاب لَهُ فَأَتَمَّهُنَّ ثُمّ زاده اللَّه مما لَمْ يَكُنْ فِي مسألته قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً فى الدين يقتدى بسنتك «١» قالَ إِبْرَاهِيم: يا رب، وَمِنْ ذُرِّيَّتِي فاجعلهم أئمة قالَ اللَّه: إن فِي ذريتك الظلمة يعني اليهود والنصارى لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ- ١٢٤- يعني المشركين من ذريتك قَالَ لا ينال طاعتي الظلمة من ذريتك وَلا أجعلهم أئمة : أنحلها «٣» أوليائي وأجنبها أعدائي وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ يقولون يثوبون إليه فِي كُلّ عام ليقضوا منه وطرا ثُمّ قَالَ: وَأَمْناً لمن دخله وعاذ به فِي الْجَاهِلِيَّة ومن أصاب اليوم حدا ثُمّ لجأ إِلَيْهِ أمن فِيهِ حَتَّى يَخْرُج من الحرم ثُمّ يقام عَلَيْه ما أحل بنفسه ثُمّ قال: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى يعني صلاة وَلَم يؤمروا بمسحه وَلا تقبيله وذلك أَنَّهُ كان ثلاثمائة وستون صنما فِي الكعبة فكسرها النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمّ قَالَ: وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ من الأوثان فلا تذرا حوله صنما وَلا وثنا يعني حول البيت لِلطَّائِفِينَ بالبيت من غَيْر أَهْل مكة وَالْعاكِفِينَ يعني أَهْل مكة مقيمين بها وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ- ١٢٥- فِي الصلوات وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً يعني مكة فَقَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- نعم فحرمه من الخوف .
وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ يعني بِذَلِك كُلّ مسألة فِي القرآن مما سأل إبراهيم من قوله: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ» .
ومن قوله: رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ «٢» .
وحين قَالَ: رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ «٣» .
وحين قَالَ لقومه حين حاجوه: إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ «٤» .
وحين قَالَ: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً «٥» .
وحين ألقى فِي النار، وحين أراد ذبح ابنه، وحين قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصالحين، وحين سَأَلَ الولد «٦» .
وحين قَالَ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ «٧» .
وحين قَالَ: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ «٨» .
وحين قَالَ: رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ «٩» .
وما كان نحو هَذَا فِي القرآن وما سَأَلَ إِبْرَاهِيم فاستجاب لَهُ فَأَتَمَّهُنَّ ثُمّ زاده اللَّه مما لَمْ يَكُنْ فِي مسألته قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً فى الدين يقتدى بسنتك «١» قالَ إِبْرَاهِيم: يا رب، وَمِنْ ذُرِّيَّتِي فاجعلهم أئمة قالَ اللَّه: إن فِي ذريتك الظلمة يعني اليهود والنصارى لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ- ١٢٤- يعني المشركين من ذريتك قَالَ لا ينال طاعتي الظلمة من ذريتك وَلا أجعلهم أئمة : أنحلها «٣» أوليائي وأجنبها أعدائي وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ يقولون يثوبون إليه فِي كُلّ عام ليقضوا منه وطرا ثُمّ قَالَ: وَأَمْناً لمن دخله وعاذ به فِي الْجَاهِلِيَّة ومن أصاب اليوم حدا ثُمّ لجأ إِلَيْهِ أمن فِيهِ حَتَّى يَخْرُج من الحرم ثُمّ يقام عَلَيْه ما أحل بنفسه ثُمّ قال: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى يعني صلاة وَلَم يؤمروا بمسحه وَلا تقبيله وذلك أَنَّهُ كان ثلاثمائة وستون صنما فِي الكعبة فكسرها النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمّ قَالَ: وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ من الأوثان فلا تذرا حوله صنما وَلا وثنا يعني حول البيت لِلطَّائِفِينَ بالبيت من غَيْر أَهْل مكة وَالْعاكِفِينَ يعني أَهْل مكة مقيمين بها وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ- ١٢٥- فِي الصلوات وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً يعني مكة فَقَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- نعم فحرمه من الخوف .
09.04.202509:36
أبى بن سلول، وجد بن قيس، والحارث ابن عمرو، ومغيث بن قشير، وعَمْرو بن زَيْد، فخدعهم اللَّه فِي الآخرة حين يَقُولُ فِي سورة الحديد: ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً . فَقَالَ لهم استهزاء بِهِمْ كَمَا استهزءوا فِي الدُّنْيَا بالمؤمنين حين قَالُوا: آمنا وليسوا بمؤمنين، وذلك قوله- عَزَّ وَجَلّ-: إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ
: أيضا عَلَى الصراط حين يُقَالُ لهم ارْجِعُوا وراءكم فالتمسوا نورا.
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يعنى الشك بالله وبمحمد نظيرها فى سورة محمد أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يعنى الشك .
فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً يعني شكا فِي قلوبهم وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ يعني وجيع فِي الآخرة بِما كانُوا يَكْذِبُونَ- ١٠- لقولهم آمنا بالله وباليوم الآخر وذلك أن عَبْد اللَّه بن أُبَيٍّ المنافق قَالَ لأصحابه: انظروا إليّ وإلى ما أصنع فتعلموا مني وانظروا دفعي فِي هَؤُلاءِ القوم كيف أدفعهم عن نفسي وعنكم. فَقَالَ أصحابه:
أَنْت سيدنا ومعلمنا، ولولا أَنْت لَمْ نستطع أن نجتمع مَعَ هَؤُلاءِ. فَقَالَ عَبْد اللَّه ابن أُبَيٍّ لأبي بَكْر الصِّدِّيق وأخذ بيده: مرحبا بسيد بني تميم بن مرة، ثاني اثنين، وصاحبه فِي الغار، وصفيه من أمته الباذل نفسه وماله. ثُمّ أَخَذَ بيد عُمَر بن الخَطَّاب فَقَالَ: مرحبا بسيد بني عَدِيّ بن كَعْب، القوي فِي أمر اللَّه الباذل نفسه وماله. ثُمّ أَخَذَ بيد عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب فَقَالَ: مرحبا بسيد بني هَاشِم، غَيْر رَجُل واحد اختصه اللَّه بالنبوة لما علم من صدق نيته ويقينه. فَقَالَ عُمَر بن الخطاب- رضي الله عنه-: ويحك يا ابن أُبَي اتق اللَّه، وَلا تنافق وأصلح، وَلا تفسد، فَإِن المنافق شر خليقة اللَّه، وأخبثهم خبثا، وأكثرهم غشا. فَقَالَ عَبْد اللَّه بن أبى بن سلول: يا عُمَر، مهلا فواللَّهِ، لقَدْ آمنت كإيمانكم، وشهدت كشهادتكم، فافترقوا عَلَى ذَلِكَ. فانطلق أَبُو بَكْر وعمر وعلي- رحمة اللَّه عليهم- إلى رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبروه بالذي قاله عَبْد اللَّه فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- عَلَى نبيه- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ
: أيضا عَلَى الصراط حين يُقَالُ لهم ارْجِعُوا وراءكم فالتمسوا نورا.
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يعنى الشك بالله وبمحمد نظيرها فى سورة محمد أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يعنى الشك .
فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً يعني شكا فِي قلوبهم وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ يعني وجيع فِي الآخرة بِما كانُوا يَكْذِبُونَ- ١٠- لقولهم آمنا بالله وباليوم الآخر وذلك أن عَبْد اللَّه بن أُبَيٍّ المنافق قَالَ لأصحابه: انظروا إليّ وإلى ما أصنع فتعلموا مني وانظروا دفعي فِي هَؤُلاءِ القوم كيف أدفعهم عن نفسي وعنكم. فَقَالَ أصحابه:
أَنْت سيدنا ومعلمنا، ولولا أَنْت لَمْ نستطع أن نجتمع مَعَ هَؤُلاءِ. فَقَالَ عَبْد اللَّه ابن أُبَيٍّ لأبي بَكْر الصِّدِّيق وأخذ بيده: مرحبا بسيد بني تميم بن مرة، ثاني اثنين، وصاحبه فِي الغار، وصفيه من أمته الباذل نفسه وماله. ثُمّ أَخَذَ بيد عُمَر بن الخَطَّاب فَقَالَ: مرحبا بسيد بني عَدِيّ بن كَعْب، القوي فِي أمر اللَّه الباذل نفسه وماله. ثُمّ أَخَذَ بيد عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب فَقَالَ: مرحبا بسيد بني هَاشِم، غَيْر رَجُل واحد اختصه اللَّه بالنبوة لما علم من صدق نيته ويقينه. فَقَالَ عُمَر بن الخطاب- رضي الله عنه-: ويحك يا ابن أُبَي اتق اللَّه، وَلا تنافق وأصلح، وَلا تفسد، فَإِن المنافق شر خليقة اللَّه، وأخبثهم خبثا، وأكثرهم غشا. فَقَالَ عَبْد اللَّه بن أبى بن سلول: يا عُمَر، مهلا فواللَّهِ، لقَدْ آمنت كإيمانكم، وشهدت كشهادتكم، فافترقوا عَلَى ذَلِكَ. فانطلق أَبُو بَكْر وعمر وعلي- رحمة اللَّه عليهم- إلى رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبروه بالذي قاله عَبْد اللَّه فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- عَلَى نبيه- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ
14.04.202510:46
登录以解锁更多功能。