08.05.202504:49
من استطاع نفع غيره فليسعَ إلى ذلك متلهفًا؛ فإنه باب من أبواب الرحمة العظمى، وربما سعى إنسان في قضاء حاجة أخيه، وهو لا يعلم أنه يسعى في عمله الموجب لدخول الجنة، وعتق رقبته هو!
فسبحان من خبأ رحمته لعبده في رحمة العبد لغيره!
فسبحان من خبأ رحمته لعبده في رحمة العبد لغيره!
06.05.202503:12
وَقِيلَ: الْعَارِفُ ابْنُ وَقْتِهِ، وَهَذَا مِنْ أَحْسَنِ الْكَلَامِ وَأَخْصَرِهِ، فَهُوَ مَشْغُولٌ بِوَظِيفَةِ وَقْتِهِ عَمَّا مَضَى، وَصَارَ فِي الْعَدَمِ، وَعَمَّا لَمْ يَدْخُلْ بَعْدُ فِي الْوُجُودِ، فَهَمُّهُ عِمَارَةُ وَقْتِهِ الَّذِي هُوَ مَادَّةُ حَيَاتِهِ الْبَاقِيَةِ.
أبو عبد الله ابن قيم الجوزية رضي الله عنه
أبو عبد الله ابن قيم الجوزية رضي الله عنه
04.05.202500:16
•| أعتذرُ منك، وأعتذر إليك |•
إذا أردتَّ أن تسترضيَ إنسانًا له عليك حقٌّ قصَّرتَ فيه، أو عقدٌ أخلَلتَ به، وجعَلتَ الاعتذارَ طريقَك إلى ذلك، فقل له: أعتذرُ إليك مِن التّخلُّفِ، مثلًا، ولا تقل: أعتذرُ منك، فإنّك متى قلتَ ذلك جعلتَ المخاطَبَ هو الذَّنبَ المعتذَرَ عنه! وهذا إتباعُ ذنبٍ ذنبًا! وإنّما كان مرادُك أن تنهي إليه عذرَك، فعدِّ فعلَك إليه بالحرفِ الموضوعِ لانتهاءِ الغاية "إلى"، فقل: أعتذرُ إليك، كما في القرآن: (يعتذرون إليكم).
وإذا أردتَّ أن تذكرَ مبدأَ الحفيظةِ والخلَل، وتأتيَ بالذّنبِ المحتمَل، فأَدخِلْ عليه الحرفَ الموضوعَ لابتداء الغاية "مِن"، فقل: أعتذرُ إليك مِن التّخلُّف، كما قال أنسُ بنُ النّضر يومَ أحدٍ: "اللهمّ إنّي أعتذرُ إليك ممّا صنَع هؤلاء"، وقال أبو ذؤيبٍ الهذليُّ:
فإن أعتذرْ منها فإنّي مكذَّبٌ
وإن تعتذرْ يُردَدْ عليها اعتذارُها
وقال كثيّر:
وإنّي لمُنقادٌ لها اليومَ بالرِّضا
ومعتذرٌ مِن سُخطِها متنصِّلُ
وإذا أردتَّ أن تذكرَ ما هو عذرُكَ هناك، فأدخل عليه الباء، فقل: أعتذرُ بالنّسيان، كما قال الحُطَيئة:
وما لُمتُ نفسي في قَضاءِ حقوقِكم
وقد كان لي في ما اعتذَرتُ به عُذْرُ
وقال الطِّرِمّاح:
أبدت فضائحَها للأزدِ واعتذرتْ
بعد الفضيحةِ بالبهتانِ والفَنَدِ
وقال ذو الرُّمّة:
وإن تعتذرْ بالمَحلِ مِن ذي ضُروعِها
على الضّيفِ يَجرحْ في عراقيبِها نَصْلي
يريد بذي الضّروع: اللَّبن، أي: تعتذر مِن عدمِ اللّبنِ.
فقد رأيتَ أنّ الجادّةَ في هذا الكلامِ: أن يقال: أعتذرُ إليك مِن التّخلُّفِ بالنِّسيانِ والشّغلِ.
فاسلُكْ هذا المسلكَ في الكلام، تكن مصيبًا.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
إذا أردتَّ أن تسترضيَ إنسانًا له عليك حقٌّ قصَّرتَ فيه، أو عقدٌ أخلَلتَ به، وجعَلتَ الاعتذارَ طريقَك إلى ذلك، فقل له: أعتذرُ إليك مِن التّخلُّفِ، مثلًا، ولا تقل: أعتذرُ منك، فإنّك متى قلتَ ذلك جعلتَ المخاطَبَ هو الذَّنبَ المعتذَرَ عنه! وهذا إتباعُ ذنبٍ ذنبًا! وإنّما كان مرادُك أن تنهي إليه عذرَك، فعدِّ فعلَك إليه بالحرفِ الموضوعِ لانتهاءِ الغاية "إلى"، فقل: أعتذرُ إليك، كما في القرآن: (يعتذرون إليكم).
وإذا أردتَّ أن تذكرَ مبدأَ الحفيظةِ والخلَل، وتأتيَ بالذّنبِ المحتمَل، فأَدخِلْ عليه الحرفَ الموضوعَ لابتداء الغاية "مِن"، فقل: أعتذرُ إليك مِن التّخلُّف، كما قال أنسُ بنُ النّضر يومَ أحدٍ: "اللهمّ إنّي أعتذرُ إليك ممّا صنَع هؤلاء"، وقال أبو ذؤيبٍ الهذليُّ:
فإن أعتذرْ منها فإنّي مكذَّبٌ
وإن تعتذرْ يُردَدْ عليها اعتذارُها
وقال كثيّر:
وإنّي لمُنقادٌ لها اليومَ بالرِّضا
ومعتذرٌ مِن سُخطِها متنصِّلُ
وإذا أردتَّ أن تذكرَ ما هو عذرُكَ هناك، فأدخل عليه الباء، فقل: أعتذرُ بالنّسيان، كما قال الحُطَيئة:
وما لُمتُ نفسي في قَضاءِ حقوقِكم
وقد كان لي في ما اعتذَرتُ به عُذْرُ
وقال الطِّرِمّاح:
أبدت فضائحَها للأزدِ واعتذرتْ
بعد الفضيحةِ بالبهتانِ والفَنَدِ
وقال ذو الرُّمّة:
وإن تعتذرْ بالمَحلِ مِن ذي ضُروعِها
على الضّيفِ يَجرحْ في عراقيبِها نَصْلي
يريد بذي الضّروع: اللَّبن، أي: تعتذر مِن عدمِ اللّبنِ.
فقد رأيتَ أنّ الجادّةَ في هذا الكلامِ: أن يقال: أعتذرُ إليك مِن التّخلُّفِ بالنِّسيانِ والشّغلِ.
فاسلُكْ هذا المسلكَ في الكلام، تكن مصيبًا.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
转发自:
الأنابيش



02.05.202503:41
•••
قال الشيخ محمد عالي ولد عدود الشنقيطي رحمه الله:
وكلُّ أجر حاصلٍ للشُّهَدا •• أو غيرِهم كالعُلما والزُّهَدَا
حصلَ للنبـيِّ مثلُه على •• أُجورِ ما كــــــانَ النبيُّ فَعَلا
معَ مزيدِ عددٍ ليسَ يُحدّْ •• وليس يُحصي عدَّه إلاّ الأحَدْ
إذ كلُّ مهـتدٍ وعاملٍ إلى •• يومِ الجزاءِ شيخُه قد حَصَلا
لهُ منَ الأجرِ كأجرِ العاملِ •• ومثلُ ذا من ناقصٍ أو كاملِ
وشيخُ شيــــخِه لهُ مِثلاهُ •• وأربعٌ لثـــــــــــــــالثٍ تلاهُ
وهكذا تضعيفُ كلِّ مَرتَبهْ •• إلى رسولِ اللهِ عالي المرتَبهْ
ومِنْ هنا يُعلمُ تفضيلُ السَّلَفْ •• وسبقُهم في فضلِهم على الخَلَفْ
أفادَهُ الحائزُ للسِّباق •• على "الموطَّأ" ابنُ عبدِ الباقي
"الصوارم والأسِنَّة" (ص١٥٦).
اللهم صلِّ على محمد النبي، وعلى أزواجه أمَّهات المؤمنين، وعلى ذريته وآل بيته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي، وعلى أزواجه أمَّهات المؤمنين، وعلى ذريته وآل بيته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد!
اللهم اجزهِ عنَّا خيرَ ما جزيتَ نبيًّا عن أمَّته، ورسولًا عن دعوته ورسالته!
قال الشيخ محمد عالي ولد عدود الشنقيطي رحمه الله:
وكلُّ أجر حاصلٍ للشُّهَدا •• أو غيرِهم كالعُلما والزُّهَدَا
حصلَ للنبـيِّ مثلُه على •• أُجورِ ما كــــــانَ النبيُّ فَعَلا
معَ مزيدِ عددٍ ليسَ يُحدّْ •• وليس يُحصي عدَّه إلاّ الأحَدْ
إذ كلُّ مهـتدٍ وعاملٍ إلى •• يومِ الجزاءِ شيخُه قد حَصَلا
لهُ منَ الأجرِ كأجرِ العاملِ •• ومثلُ ذا من ناقصٍ أو كاملِ
وشيخُ شيــــخِه لهُ مِثلاهُ •• وأربعٌ لثـــــــــــــــالثٍ تلاهُ
وهكذا تضعيفُ كلِّ مَرتَبهْ •• إلى رسولِ اللهِ عالي المرتَبهْ
ومِنْ هنا يُعلمُ تفضيلُ السَّلَفْ •• وسبقُهم في فضلِهم على الخَلَفْ
أفادَهُ الحائزُ للسِّباق •• على "الموطَّأ" ابنُ عبدِ الباقي
"الصوارم والأسِنَّة" (ص١٥٦).
اللهم صلِّ على محمد النبي، وعلى أزواجه أمَّهات المؤمنين، وعلى ذريته وآل بيته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي، وعلى أزواجه أمَّهات المؤمنين، وعلى ذريته وآل بيته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد!
اللهم اجزهِ عنَّا خيرَ ما جزيتَ نبيًّا عن أمَّته، ورسولًا عن دعوته ورسالته!
18.04.202517:33
معرفة أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم التي يحمل عليها قوله أو فعله أمر واجب على المتفقه في الشريعة، وقد حاول العلماء تتبع هذه الأحوال وممن تتبعها القرافي، وكذلك الطاهر ابن عاشور في كتابه الذي وضعه في مقاصد الشريعة،
وفيما يلي تلخيص لما ذكره ابن عاشور مع شيء من التصرف اليسير الذي تقتضيه ضرورة الصياغة:
١- حال التشريع وهو الأغلب؛ مثل خطبة حجة الوداع.
٢- حال الإفتاء، كقوله (افعل ولا حرج)، والفتوى تفارق التشريع بأنها قد لا تكون عامة في جميع البلدان كالنهي عن الانتباذ في الدباء؛ لأنه في القطر الحار كالحجاز يسرع إليه التخمر بخلاف القطر البارد.
٣- حال القضاء؛ نحو (اسق يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر) وعلامته حضور خصمين، أما إذا حضر أحدهما كخبر هند بنت عتبة فليس من القضاء، ويفارق التشريع بأن له تعلق بالصورة المحكوم فيها.
٤- حال الإمارة؛ كالأوامر والنواهي التي تصدر في الحرب؛ كالنهي عن أكل الحمر الأهلية في غزوة خيبر، فقد حصل الخلاف فيه هل هو نهي تشريع أو نهي لمصلحة الجيش؟ لأنهم كانوا يحملون على الحمير.
٥- حال الهدي والإرشاد؛ وهو أعم من حال التشريع؛ فتدخل فيه الأوامر والنواهي التي لم يقصد بها الإلزام، مثاله أمر السيد بإلباس عبيده مما يلبس.
٦- حال الإصلاح؛ ويختلف عن القضاء بأنه غير ملزم، كأمره عليه الصلاة والسلام لكعب بن مالك بأن يضع شطر دينه.
٧- حال الإشارة على المستشير، كإشارته على عمر بأن لا يشتري الفرس الذي حمل عليه في سبيل الله وضاع من صاحبه، ولهذا حمل الجمهور هذا النهي على أنه نهي تنزيه، وعلى هذا المحمل حمل زيد بن ثابت حديث النهي عن بيع الثمر قبل بدو صلاحه، قال زيد: (كالمشورة يشير بها عليهم لكثرة خصومتهم).
٨- حال النصيحة؛ كنهية لنعمان بن بشير أن يحل بعض أولاده دون بعض، ولذلك حمله أبو حنيفة ومالك والشافعي على البر والصلة، لا أن عطية بعض الأولاد دون بعض باطلة محرمة، وهكذا نصيحته لفاطمة بنت قيس عن نكاح معاوية لأنه فقير لا مال له؛ فلا دلالة فيه على عدم جواز نكاح الرجل الفقير.
٩- حال طلب حمل النفوس على الكمال؛ كحديث (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، وأمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهنا عن خواتيم أو تختم بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المياثر الحمر، وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج) ففي النهي عن القسي والمياثر الحمر تنزيه لأصحابه عن مظاهر البذخ والفخفخة، وكقوله عليه الصلاة والسلام (لا يمنعن أحدكم جارة خشبة يغرزها في جداره).
١٠- حال تعليم الحقائق العالية؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (أتبصر أُحُدا، ما أحب أن لي مثل أُحُدٍ ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير) فظن أبو ذر أن ذلك أمر عام للأمة فأنكر عليه عثمان رضي الله عنهما.
١١- حال التأديب؛ كهمّه عليه الصلاة والسلام أن يحرق على المنافقين بيوتهم، مع أنه لا يشتبه في أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان ليحرق بيوت المسلمين لأجل شهود الجماعة لاسيما أنه عليه الصلاة والسلام كان يخشى أقل من ذلك وهو أن يقال بأن محمدا يقتل أصحابه، لكن كلامه كان في سياق التهويل في التأديب.
١٢- حال التجرد عن الإرشاد وهو ما يرجع إلى العمل الجبلي والحياتي الاعتيادي، وعلامته عدم الحرص على فعله، كالمشي في الطريق والركوب في السفر، ونزوله في بطحاء المحصب الذي قالت فيه عائشة رضي الله عنها: (ليس التحصب بشيء وإنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح في خروجه إلى المدينة).
وفيما يلي تلخيص لما ذكره ابن عاشور مع شيء من التصرف اليسير الذي تقتضيه ضرورة الصياغة:
١- حال التشريع وهو الأغلب؛ مثل خطبة حجة الوداع.
٢- حال الإفتاء، كقوله (افعل ولا حرج)، والفتوى تفارق التشريع بأنها قد لا تكون عامة في جميع البلدان كالنهي عن الانتباذ في الدباء؛ لأنه في القطر الحار كالحجاز يسرع إليه التخمر بخلاف القطر البارد.
٣- حال القضاء؛ نحو (اسق يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر) وعلامته حضور خصمين، أما إذا حضر أحدهما كخبر هند بنت عتبة فليس من القضاء، ويفارق التشريع بأن له تعلق بالصورة المحكوم فيها.
٤- حال الإمارة؛ كالأوامر والنواهي التي تصدر في الحرب؛ كالنهي عن أكل الحمر الأهلية في غزوة خيبر، فقد حصل الخلاف فيه هل هو نهي تشريع أو نهي لمصلحة الجيش؟ لأنهم كانوا يحملون على الحمير.
٥- حال الهدي والإرشاد؛ وهو أعم من حال التشريع؛ فتدخل فيه الأوامر والنواهي التي لم يقصد بها الإلزام، مثاله أمر السيد بإلباس عبيده مما يلبس.
٦- حال الإصلاح؛ ويختلف عن القضاء بأنه غير ملزم، كأمره عليه الصلاة والسلام لكعب بن مالك بأن يضع شطر دينه.
٧- حال الإشارة على المستشير، كإشارته على عمر بأن لا يشتري الفرس الذي حمل عليه في سبيل الله وضاع من صاحبه، ولهذا حمل الجمهور هذا النهي على أنه نهي تنزيه، وعلى هذا المحمل حمل زيد بن ثابت حديث النهي عن بيع الثمر قبل بدو صلاحه، قال زيد: (كالمشورة يشير بها عليهم لكثرة خصومتهم).
٨- حال النصيحة؛ كنهية لنعمان بن بشير أن يحل بعض أولاده دون بعض، ولذلك حمله أبو حنيفة ومالك والشافعي على البر والصلة، لا أن عطية بعض الأولاد دون بعض باطلة محرمة، وهكذا نصيحته لفاطمة بنت قيس عن نكاح معاوية لأنه فقير لا مال له؛ فلا دلالة فيه على عدم جواز نكاح الرجل الفقير.
٩- حال طلب حمل النفوس على الكمال؛ كحديث (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، وأمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهنا عن خواتيم أو تختم بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المياثر الحمر، وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج) ففي النهي عن القسي والمياثر الحمر تنزيه لأصحابه عن مظاهر البذخ والفخفخة، وكقوله عليه الصلاة والسلام (لا يمنعن أحدكم جارة خشبة يغرزها في جداره).
١٠- حال تعليم الحقائق العالية؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (أتبصر أُحُدا، ما أحب أن لي مثل أُحُدٍ ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير) فظن أبو ذر أن ذلك أمر عام للأمة فأنكر عليه عثمان رضي الله عنهما.
١١- حال التأديب؛ كهمّه عليه الصلاة والسلام أن يحرق على المنافقين بيوتهم، مع أنه لا يشتبه في أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان ليحرق بيوت المسلمين لأجل شهود الجماعة لاسيما أنه عليه الصلاة والسلام كان يخشى أقل من ذلك وهو أن يقال بأن محمدا يقتل أصحابه، لكن كلامه كان في سياق التهويل في التأديب.
١٢- حال التجرد عن الإرشاد وهو ما يرجع إلى العمل الجبلي والحياتي الاعتيادي، وعلامته عدم الحرص على فعله، كالمشي في الطريق والركوب في السفر، ونزوله في بطحاء المحصب الذي قالت فيه عائشة رضي الله عنها: (ليس التحصب بشيء وإنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح في خروجه إلى المدينة).
08.04.202518:03
تأصيلاتٌ وخاطراتٌ حول اتصال طالب العلم بالقرآن
https://youtu.be/_wQfn1hp1ms?si=ore47WPvhSuU6S2m
https://youtu.be/_wQfn1hp1ms?si=ore47WPvhSuU6S2m
07.05.202512:41
05.05.202507:45
من أعظم ما ابتُلي به كثير من الناس الآن "تسليع السعي"، بالبحث اللاهث خلف " كيف" التي تُبطل عمل المجاهدة الشريف وهو باب معرفة الإنسان بربه، وبنفسه، وبدربه وآفات الطريق وعثراته، التي فيها ابتلاء الإنسان لتهيئته لتلقي هدايات الوحي الشريف: (والذين " جاهدوا فينا" لنهدينهم سُبلنا")..
ولذلك لا تجد في الشرع المبارك بيان " خطواتك نحو الخشوع، التدبر، الإخلاص"، إلى آخر تلك العنوانات..
وإنما تناثر ذلك كحبات اللؤلؤ يجدها السائر تلمع في طريقه، مخبآت مطويات في يد التوفيق، مبذولة لمن لزم الطريق، وصدق، وحاول ثم حاول ثم حاول، وكابد وجاهد، فُهدِي سبيله، ومفتاح وصوله!
فحمد في الآخرة صدق تعبه وصبره ومعاندته نفسه وشيطانه مستعينا مستغيثا!
ولا حول ولا قوة ولا وصول إلا بالله وحده!
ولذلك لا تجد في الشرع المبارك بيان " خطواتك نحو الخشوع، التدبر، الإخلاص"، إلى آخر تلك العنوانات..
وإنما تناثر ذلك كحبات اللؤلؤ يجدها السائر تلمع في طريقه، مخبآت مطويات في يد التوفيق، مبذولة لمن لزم الطريق، وصدق، وحاول ثم حاول ثم حاول، وكابد وجاهد، فُهدِي سبيله، ومفتاح وصوله!
فحمد في الآخرة صدق تعبه وصبره ومعاندته نفسه وشيطانه مستعينا مستغيثا!
ولا حول ولا قوة ولا وصول إلا بالله وحده!
03.05.202504:25
انغمس في الذكر؛ فإن الشيطان يُدفع بالذكر لا بالفِكر!
يقول الناظم:
والنفس والشيطانُ يُقمعانِ
بالذِّكر؛ فاذكر يُهزمِ الجمعانِ!
يقول الناظم:
والنفس والشيطانُ يُقمعانِ
بالذِّكر؛ فاذكر يُهزمِ الجمعانِ!
27.04.202515:24
في المسند وصحيح مسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرَضٍ من الدنيا ".
قال في شرح الترمذي: والمعنى كقطع من الليل المظلم *لفرط سوادها وظلمتها وعدم تبين الصلاح والفساد فيها* .
وحاصل المعنى: تعجلوا بالأعمال الصالحة قبل مجيء الفتن المظلمة من القتل والنهب والاختلاف بين المسلمين في أمر الدنيا والدين؛ فإنكم لا تطيقون الأعمال على وجه الكمال فيها .
والمراد من التشبيه بيان حال الفتن من حيث إنه بشيع فظيع ، ولا يُعرف سببها ولا طريق الخلاص منها ، فالمبادرة المسارعة بإدراك الشيء قبل فواته أو بدفعه قبل وقوعه .
قال في شرح الترمذي: والمعنى كقطع من الليل المظلم *لفرط سوادها وظلمتها وعدم تبين الصلاح والفساد فيها* .
وحاصل المعنى: تعجلوا بالأعمال الصالحة قبل مجيء الفتن المظلمة من القتل والنهب والاختلاف بين المسلمين في أمر الدنيا والدين؛ فإنكم لا تطيقون الأعمال على وجه الكمال فيها .
والمراد من التشبيه بيان حال الفتن من حيث إنه بشيع فظيع ، ولا يُعرف سببها ولا طريق الخلاص منها ، فالمبادرة المسارعة بإدراك الشيء قبل فواته أو بدفعه قبل وقوعه .
18.04.202503:37
لا نهوض لهذه الأمة إلا بتجديد ميثاق العبودية والانشغال بالله تعالى قصدا وإرادة وعملا، وامتلاء القلب بمحبته تعالى فلا التفات له إلى غيره رغبا ورهبا، ولا طمع إلا فيما عنده! مع تحقيق الشهادة بأنوارها وتجريد القلب من علائق النفس والانصراف عن حجب الدنيا وقطاع الطريق، من شياطين الإنس والجن، وأعوانهم ..وهذا كله بالتحقق بالصلاة قياما بها وبأركانها وما فيها من أنوار التلقي للوحي والترقي بالروح، والانطراح ذلة لله وخضوعا له، واقترابا منه، وانصرافا بالخاطر والسر والضمير والنظر والسمع والفؤاد والتوجه لله وحده ..لا شريك له، لا إله إلا هو، وهنالك ترتفع النفس في معراج لا يركن إلى التراب أبدا!
02.04.202521:27
العيش في الحياة الحديثة يُشبه الركض على جهاز المشي Treadmill
في جهاز المشي، أنت تركض ولكنك لا تتقدّم للأمام
وتستمر بالركض كي تبقى مكانك
ولا ينبغي أن تتوقّف عن الركض وإلا سترتطم بالأرض!
هذا التشبيه الذكي يستخدمه الفيلسوف ميشيل سار كي يصف علاقتنا كأفراد في عالم اليوم. عالم شديد التغيّر، كثير التقلّب، يتطلّب حركة مستمرة، يستنزفك باستمرار ويُدخلك دوامة الاحتراق النفسي بين الحين والآخر.
في نهاية كل سنة، يجد الإنسان نفسه مُحاصرًا أمام كل تلك المنشورات والمقاطع التي تملأ منصات التواصل الاجتماعيّ، وتخبره عمّا ينبغي فعله في العام الجديد، وعرض كل تلك الإنجازات العظيمة التي قام بها الأصدقاء في العام الفائت.
هناك العديد من المبالغات بطبيعة الحال، فمن المفترض أنك قد كبرت ونضجت وصرت تعرف أنّ:
عدم مشاهدتك لهذه الـ 5 أفلام، لم تتسبّب في خسارتك لنصف عمرك، كما قيل لك!
وقراءتك لهذه العشر كتب لم تجعلك إنسانًا أفضل بالضرورة!
وهذه الثلاث خطوات التي وجدتها في أحد المنشورات لم تغير حياتك 180 درجة!
وقد يخبرك البعض أنّها ستغيّر حياتك 360 درجة، وهذه أكثرها مصداقية، لأنك ستعود حيث بدأت.
هذا السيل العارم من التعليمات والنصائح يجعلنا ندرك تمامًا ما الذي يعنيه المفكّرون حين يصفون الإنسان المعاصر بأنّه:
ذات مُحاصَرة
Self Under Siege
إنك تشعر في نهاية كل عام بأنك إنسان محاصر، بجميع هذه الخطابات.
مُتأخّر، ولديك الكثير لتنجزه والكثير كي تسعى له في عامك الجديد، أليس كذلك؟
يسوءك أن تفوتك جميع هذه المسلسلات التي يتحدثون عنها، ويزعجك ألا تعرف تلك الرواية التي يشير إليها الجميع. وثمة حمية غذائية جديدة دارجة، يكتب الجميع عن مدى روعتها!
تصير المشكلة مضاعفة، إن كنت من قبل تعيش حياتك تائهًا، تمشي مُكبًّا على وجهك، تحيا بلا أي هدف. حينها وعندما تقرأ أحد هذه المنشورات، تأتيك رغبة مُلحّة بالبدء والمسارعة، وتشعر كما لو أنّ عليك الركض في جميع الاتّجاهات بالوقت نفسه!
من المعروف عالميًا أنّ رأس السنة هو الشهر الذي يحصد أعلى نسبة من الاشتراكات في النوادي الرياضية. إنّها نتيجة طبيعية لخطابات عديدة، تجعلك تشعر بالتقصير حيال نفسك، وتشعر بالذنب حيال نمط حياتك الذي لم تكن تجد فيه أي مشكلة بالأساس قبل قرائتك لتلك المنشورات.
لحظة!
هل التغيير للأفضل شيء خاطئ؟
ولماذا كل هذا النقد لمنشورات حسنة النوايا، تهدف لتوجيه الناس لتحسين حياتهم؟
بالطبع التغيير للأفضل مطلوب، ونصح النّاس من المعروف الذي لا يُعدَم.
لكن.. هناك خيط رفيع يفصل بين (نُصح الناس) و "ادّعاء معرفة" ما هو أصوب لهم!
وهناك خيط رفيع بين (النصائح المثبتة علميًا) و بين "التباهي" بمنجزاتك الشخصية
وهناك خيط رفيع بين (النصيحة القابلة للتعميم) و (التجارب الشخصية الناجحة) التي لا يمكن تعميمها
وثمّة خيط رفيع بين أهمّية (التغيير للأفضل) وبين "عبادة التغيير" من أجل التغيير
هذا ليس تسخيفًا من توصيات الكتب والنصائح الجيدة أو من منشورات العام الجديد
هذا تنبيه لطيف لكي تهوّن على نفسك، أنتَ إنسان، وهناك حدود لبشريتك!
وأريد أن أشير سريعًا لبعض النقاط:
1. ما يهمّ غيرك، لا يهمّك بالضرورة
ولهذا ميّز بين ما تريده، وبين ما تمّ إيهامك بأنّكَ تريده.
2. ظروفك الجيّدة ليست متاحة لجميع النّاس
ولادتك في عائلة متماسكة، وعدم إصابة شقيقتك بالسرطان، وعدم اضطرارك للعمل لساعات طويلة، وكفاية الله لك من سؤال النّاس بسبب الفقر والحاجة، كلّ هذه معطيات لم تخترها لنفسك، وإنما هي من فضل الرحيم الكريم. لذلك لا تكن لئيمًا يفرض نجاحاته الشخصية كتعليمات على الآخرين.
3. أنتَ لستَ إلهًا: لا يمكنك أن تصير كلّ ما تريده
لا يمكنك أن تسلك كل تلك المسارات التي سار بها الآخرون، لا يمكنك أن تصير الأقوى والأسرع والأجمل والأكثر سفرًا والأكثر قراءةً والأكثر تخصصًا. اختيارك لأي مسار في هذه الحياة، يقابله ثمن تدفعه في خسارة مسارات أخرى.
4. كثرة الحركة لا تعني أنّك تحرز تقدّمًا
بفعل خطابات زائفة، شاع أن يُساء النظر للاستقرار بوصفه تخلّفًا (التوقف عن الركض) لكن من المهم أن تتعلّم فنّ (الاكتفاء) أن أحدّد ما يكفيني ويهمّني في هذه الحياة، وأن تدرك أنّ الركض والتغيّر الدائم ليسا مطلوبَين لذاتهما.
5. لا تنسَ ما هي وجهتك الرئيسية
القرآن لم يقل لك: لا تنسَ نصيبك من (الآخرة)! القرآن يقول لك أن الدار الآخرة هي الهدف الرئيسي في هذه الحياة، إذا قمتَ بتثبيت هذا الهدف، حينها لا تنسَ نصيبَك من الدنيا وليس العكس! ولذلك كل خطة تضعها لنفسك لا تضع فيها الآخرة في (المركز) ولا تحسن فيها اعتبار (التقوى) فهي خطة منحرفة وإن أعجبتك.
وأدعو لك بما دعى به الكنديّ في رسالته الحيلة لدفع الأحزان:
كفاكَ الله المُهم من أمرِ دُنياك وآخرتك
كفايةً تبلُغ بها: أكمل راحة وأطيب عَيش!
في جهاز المشي، أنت تركض ولكنك لا تتقدّم للأمام
وتستمر بالركض كي تبقى مكانك
ولا ينبغي أن تتوقّف عن الركض وإلا سترتطم بالأرض!
هذا التشبيه الذكي يستخدمه الفيلسوف ميشيل سار كي يصف علاقتنا كأفراد في عالم اليوم. عالم شديد التغيّر، كثير التقلّب، يتطلّب حركة مستمرة، يستنزفك باستمرار ويُدخلك دوامة الاحتراق النفسي بين الحين والآخر.
في نهاية كل سنة، يجد الإنسان نفسه مُحاصرًا أمام كل تلك المنشورات والمقاطع التي تملأ منصات التواصل الاجتماعيّ، وتخبره عمّا ينبغي فعله في العام الجديد، وعرض كل تلك الإنجازات العظيمة التي قام بها الأصدقاء في العام الفائت.
هناك العديد من المبالغات بطبيعة الحال، فمن المفترض أنك قد كبرت ونضجت وصرت تعرف أنّ:
عدم مشاهدتك لهذه الـ 5 أفلام، لم تتسبّب في خسارتك لنصف عمرك، كما قيل لك!
وقراءتك لهذه العشر كتب لم تجعلك إنسانًا أفضل بالضرورة!
وهذه الثلاث خطوات التي وجدتها في أحد المنشورات لم تغير حياتك 180 درجة!
وقد يخبرك البعض أنّها ستغيّر حياتك 360 درجة، وهذه أكثرها مصداقية، لأنك ستعود حيث بدأت.
هذا السيل العارم من التعليمات والنصائح يجعلنا ندرك تمامًا ما الذي يعنيه المفكّرون حين يصفون الإنسان المعاصر بأنّه:
ذات مُحاصَرة
Self Under Siege
إنك تشعر في نهاية كل عام بأنك إنسان محاصر، بجميع هذه الخطابات.
مُتأخّر، ولديك الكثير لتنجزه والكثير كي تسعى له في عامك الجديد، أليس كذلك؟
يسوءك أن تفوتك جميع هذه المسلسلات التي يتحدثون عنها، ويزعجك ألا تعرف تلك الرواية التي يشير إليها الجميع. وثمة حمية غذائية جديدة دارجة، يكتب الجميع عن مدى روعتها!
تصير المشكلة مضاعفة، إن كنت من قبل تعيش حياتك تائهًا، تمشي مُكبًّا على وجهك، تحيا بلا أي هدف. حينها وعندما تقرأ أحد هذه المنشورات، تأتيك رغبة مُلحّة بالبدء والمسارعة، وتشعر كما لو أنّ عليك الركض في جميع الاتّجاهات بالوقت نفسه!
من المعروف عالميًا أنّ رأس السنة هو الشهر الذي يحصد أعلى نسبة من الاشتراكات في النوادي الرياضية. إنّها نتيجة طبيعية لخطابات عديدة، تجعلك تشعر بالتقصير حيال نفسك، وتشعر بالذنب حيال نمط حياتك الذي لم تكن تجد فيه أي مشكلة بالأساس قبل قرائتك لتلك المنشورات.
لحظة!
هل التغيير للأفضل شيء خاطئ؟
ولماذا كل هذا النقد لمنشورات حسنة النوايا، تهدف لتوجيه الناس لتحسين حياتهم؟
بالطبع التغيير للأفضل مطلوب، ونصح النّاس من المعروف الذي لا يُعدَم.
لكن.. هناك خيط رفيع يفصل بين (نُصح الناس) و "ادّعاء معرفة" ما هو أصوب لهم!
وهناك خيط رفيع بين (النصائح المثبتة علميًا) و بين "التباهي" بمنجزاتك الشخصية
وهناك خيط رفيع بين (النصيحة القابلة للتعميم) و (التجارب الشخصية الناجحة) التي لا يمكن تعميمها
وثمّة خيط رفيع بين أهمّية (التغيير للأفضل) وبين "عبادة التغيير" من أجل التغيير
هذا ليس تسخيفًا من توصيات الكتب والنصائح الجيدة أو من منشورات العام الجديد
هذا تنبيه لطيف لكي تهوّن على نفسك، أنتَ إنسان، وهناك حدود لبشريتك!
وأريد أن أشير سريعًا لبعض النقاط:
1. ما يهمّ غيرك، لا يهمّك بالضرورة
ولهذا ميّز بين ما تريده، وبين ما تمّ إيهامك بأنّكَ تريده.
2. ظروفك الجيّدة ليست متاحة لجميع النّاس
ولادتك في عائلة متماسكة، وعدم إصابة شقيقتك بالسرطان، وعدم اضطرارك للعمل لساعات طويلة، وكفاية الله لك من سؤال النّاس بسبب الفقر والحاجة، كلّ هذه معطيات لم تخترها لنفسك، وإنما هي من فضل الرحيم الكريم. لذلك لا تكن لئيمًا يفرض نجاحاته الشخصية كتعليمات على الآخرين.
3. أنتَ لستَ إلهًا: لا يمكنك أن تصير كلّ ما تريده
لا يمكنك أن تسلك كل تلك المسارات التي سار بها الآخرون، لا يمكنك أن تصير الأقوى والأسرع والأجمل والأكثر سفرًا والأكثر قراءةً والأكثر تخصصًا. اختيارك لأي مسار في هذه الحياة، يقابله ثمن تدفعه في خسارة مسارات أخرى.
4. كثرة الحركة لا تعني أنّك تحرز تقدّمًا
بفعل خطابات زائفة، شاع أن يُساء النظر للاستقرار بوصفه تخلّفًا (التوقف عن الركض) لكن من المهم أن تتعلّم فنّ (الاكتفاء) أن أحدّد ما يكفيني ويهمّني في هذه الحياة، وأن تدرك أنّ الركض والتغيّر الدائم ليسا مطلوبَين لذاتهما.
5. لا تنسَ ما هي وجهتك الرئيسية
القرآن لم يقل لك: لا تنسَ نصيبك من (الآخرة)! القرآن يقول لك أن الدار الآخرة هي الهدف الرئيسي في هذه الحياة، إذا قمتَ بتثبيت هذا الهدف، حينها لا تنسَ نصيبَك من الدنيا وليس العكس! ولذلك كل خطة تضعها لنفسك لا تضع فيها الآخرة في (المركز) ولا تحسن فيها اعتبار (التقوى) فهي خطة منحرفة وإن أعجبتك.
وأدعو لك بما دعى به الكنديّ في رسالته الحيلة لدفع الأحزان:
كفاكَ الله المُهم من أمرِ دُنياك وآخرتك
كفايةً تبلُغ بها: أكمل راحة وأطيب عَيش!
06.05.202514:22
🔸مما لا يصلح في مجالس طلبة العلم:
تبادل الثناء والمدح فإذا استحسن الإنسان ما ظهر من أخيه من الإقبال على العلم أو العمل فليدع له في ظهر الغيب بالتوفيق والإخلاص والقبول فإن الإنسان أحوج إلى الدعاء منه إلى الثناء والنفس ضعيفة تنخدع بالثناء.
🔹 ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم : إحراج أخيك بإشاعة أعماله الصالحة التي يتقرب بها إلى الله وذكرها أمامه على الملأ فتقول: هذا مجاز في كذا ويحفظ الكتاب الفلاني ودرس كذا =بحيث تتحول أعمال القرب إلى وسائل للتعريف بالإنسان وأدوات للتجمل في المجالس.
🔸ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم: التجمل في المجالس بنوادر المسائل وغرائبها بحيث تنتقل طبيعة المجلس من العفوية والأنس إلى التنافس في الإغراب .
🔹 ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم: السكوت أحياناً عن غيبة أخيك المسلم والمجاملة في سماعها.
🔸 ومن تلبيس الشيطان على بعض الناس: استعلاؤه بعلمه على غيره من العوام وغيرهم والاستطالة عليهم والنظر إليهم بعين الاحتقار وظنه أن له حقوقاً زائدة على غيره
والعلم النافع هو المقرب إلى الله المنتج للعمل الصالح الحامل على هضم النفس فإنه كلما تعلم علم مقدار تقصيره في جنب الله.
كتبه/ د. حسين الأنصاري
تبادل الثناء والمدح فإذا استحسن الإنسان ما ظهر من أخيه من الإقبال على العلم أو العمل فليدع له في ظهر الغيب بالتوفيق والإخلاص والقبول فإن الإنسان أحوج إلى الدعاء منه إلى الثناء والنفس ضعيفة تنخدع بالثناء.
🔹 ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم : إحراج أخيك بإشاعة أعماله الصالحة التي يتقرب بها إلى الله وذكرها أمامه على الملأ فتقول: هذا مجاز في كذا ويحفظ الكتاب الفلاني ودرس كذا =بحيث تتحول أعمال القرب إلى وسائل للتعريف بالإنسان وأدوات للتجمل في المجالس.
🔸ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم: التجمل في المجالس بنوادر المسائل وغرائبها بحيث تنتقل طبيعة المجلس من العفوية والأنس إلى التنافس في الإغراب .
🔹 ومما لا يصلح في مجالس طلبة العلم: السكوت أحياناً عن غيبة أخيك المسلم والمجاملة في سماعها.
🔸 ومن تلبيس الشيطان على بعض الناس: استعلاؤه بعلمه على غيره من العوام وغيرهم والاستطالة عليهم والنظر إليهم بعين الاحتقار وظنه أن له حقوقاً زائدة على غيره
والعلم النافع هو المقرب إلى الله المنتج للعمل الصالح الحامل على هضم النفس فإنه كلما تعلم علم مقدار تقصيره في جنب الله.
كتبه/ د. حسين الأنصاري
05.05.202506:41
قاعدة السير إلى ربك:
كلما ثقل قلبك من الذكر والرِّيِّ من الوحي خفَّ فطار إلى العرش!
وكلما نقص زاده وقل وِرده هبط فنزل إلى الأرض!
كلما ثقل قلبك من الذكر والرِّيِّ من الوحي خفَّ فطار إلى العرش!
وكلما نقص زاده وقل وِرده هبط فنزل إلى الأرض!
03.05.202504:18
وَلا تَهِنوا فِي ابتِغاءِ القَومِ إِن تَكونوا تَألَمونَ فَإِنَّهُم يَألَمونَ كَما تَألَمونَ وَتَرجونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرجونَ وَكانَ اللَّهُ عَليمًا حَكيمًا﴾
شعار المؤمن في مكابدة ومجاهدة النفس والشيطان وكل عدو!
وحداء السير إلى الله تعالى، بعثًا للهمة وارتفاعا عن الإخلاد إلى الأرض والهوى!
شعار المؤمن في مكابدة ومجاهدة النفس والشيطان وكل عدو!
وحداء السير إلى الله تعالى، بعثًا للهمة وارتفاعا عن الإخلاد إلى الأرض والهوى!
25.04.202503:09
يصف شيخ الإسلام لذة التضرع بالدعاء عند وقوع الابتلاء: (فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين ويرجونه لا يرجون أحدا سواه وتتعلق قلوبهم به لا بغيره فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه وحلاوة الإيمان وذوق طعمه والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف أو حصول اليسر فإن ذلك لذات بدنية ونعم دنيوية قد يحصل للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن. وأما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال أو يستحضر تفصيله بال ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانه.. وقال بعض الشيوخ: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك؛ لأن النفس لا تريد إلا حظها فإذا قضي انصرفت. وفي بعض الإسرائيليات يا ابن آدم البلاء يجمع بيني وبينك والعافية تجمع بينك وبين نفسك).
الفتاوى: (٣٠٣/١٠).
الفتاوى: (٣٠٣/١٠).
12.04.202514:42
"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ":
إنما وُصِف خُلقه بالعِظَم مع أنَّ الغالب في وصفِ الخُلق أن يكون بالكرَم؛ لأنَّ كرَم الخُلق يُراد به: السماحة والأمانة والدَّمَاثة، ولم يكن خُلقه - صلى الله عليه وسلم- مقصورا على ذلك، بل كان رحيما بالمؤمنين رؤوفا بهم، شديدا على الكافرين غليظا عليهم، مَهِيبا في صدور الأعداء، منصورا بالرعب على مسيرة شهر، فكان وصفُ خُلقه بالعِظَم أَولى؛ ليشمل الإنعام والانتقام.
- أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي ( ت403 هـ) -
إنما وُصِف خُلقه بالعِظَم مع أنَّ الغالب في وصفِ الخُلق أن يكون بالكرَم؛ لأنَّ كرَم الخُلق يُراد به: السماحة والأمانة والدَّمَاثة، ولم يكن خُلقه - صلى الله عليه وسلم- مقصورا على ذلك، بل كان رحيما بالمؤمنين رؤوفا بهم، شديدا على الكافرين غليظا عليهم، مَهِيبا في صدور الأعداء، منصورا بالرعب على مسيرة شهر، فكان وصفُ خُلقه بالعِظَم أَولى؛ ليشمل الإنعام والانتقام.
- أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي ( ت403 هـ) -
02.04.202512:35
هذا كتابٌ مباركٌ، وفيه من أصول تزكية النفس والترقي في معارج الإيمان ما يحتاج إليه كل مسلم عامة، وطالب علم خاصة.
وهو من الكتب التي يمكن أن تقرأ في المجالس العامة في المساجد.
ويمكن أن يتدارسها طلبةُ العلم لتزكية نفوسهم.
وقد اطلعت على أكثر من تهذيب لأصله، فوجدت هذا أنفعها وأدقها، مع عناية بضبط المشكِل، وبيان الغريب.
مع زيادات لا يستغني عنها مُطَالِع الكتاب.
ومن البركات أنهم نشروه في العيد، ولعل منتفعًا به يبدأ في الترقي في شعبه إلى رمضان القادم.
جزى الله شيخنا أبا المنذر، وأخانا أبا معاذ (أحمد ياسين) على نشر الكتاب، وسائر من عمل فيه من الإخوة الكرام.
وهو من الكتب التي يمكن أن تقرأ في المجالس العامة في المساجد.
ويمكن أن يتدارسها طلبةُ العلم لتزكية نفوسهم.
وقد اطلعت على أكثر من تهذيب لأصله، فوجدت هذا أنفعها وأدقها، مع عناية بضبط المشكِل، وبيان الغريب.
مع زيادات لا يستغني عنها مُطَالِع الكتاب.
ومن البركات أنهم نشروه في العيد، ولعل منتفعًا به يبدأ في الترقي في شعبه إلى رمضان القادم.
جزى الله شيخنا أبا المنذر، وأخانا أبا معاذ (أحمد ياسين) على نشر الكتاب، وسائر من عمل فيه من الإخوة الكرام.
06.05.202513:34
إن ربي قريب مجيب
قريب، فيها ما فيها مما لا يحسن البيان الإحاطة به!
وأما اقترانه بالإجابة فأكبر من الدنيا وما فيها!
قريب، فيها ما فيها مما لا يحسن البيان الإحاطة به!
وأما اقترانه بالإجابة فأكبر من الدنيا وما فيها!
04.05.202504:52
وفي الأذكار معنى شريف جدا، وهو إظهار شرف الانتساب إلى المذكور، والاستعلان بذلك!
ومن فقه هذا المعنى علم أحد أسرار بهجة الذاكر ربه، سبحانه وبحمده، فتحمله تلك البهجة الباطنية على اللهج بذِكر الله تعالى، والاستكثار من ذلك فيكون عمله نعيم قلبه وقرة عينه!
وانظر جلال هذا المعنى في الأذان وإقامة الصلاة حيث كان الإنسان، والاستكثار من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ!
وانظر سر ارتباط العيد وهو موطن الفرح والابتهاج، بإعلان ذكر الله تعالى في البقاع كلها.
فاللهم لك الحمد على شرف النسبة لك وعز الاكتفاء بك، ونعيم العبودية لك، ولك الحمد على شرف الانتساب لسيد السادات، وإمام الأنبياء، سيدنا رسول الله ﷺ .
ومن فقه هذا المعنى علم أحد أسرار بهجة الذاكر ربه، سبحانه وبحمده، فتحمله تلك البهجة الباطنية على اللهج بذِكر الله تعالى، والاستكثار من ذلك فيكون عمله نعيم قلبه وقرة عينه!
وانظر جلال هذا المعنى في الأذان وإقامة الصلاة حيث كان الإنسان، والاستكثار من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ!
وانظر سر ارتباط العيد وهو موطن الفرح والابتهاج، بإعلان ذكر الله تعالى في البقاع كلها.
فاللهم لك الحمد على شرف النسبة لك وعز الاكتفاء بك، ونعيم العبودية لك، ولك الحمد على شرف الانتساب لسيد السادات، وإمام الأنبياء، سيدنا رسول الله ﷺ .
02.05.202509:54
وإذا نبعت الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من مشكاة الحب، متوهجة بمشاهدة ما كان عليه من الإشفاق على أمته، ورحمتها، وحبه الخير لها، ومكابدته ألوان العناء وصنوف المشقة في هاجرةٍ تتلظى بمعاداته، وتنصب كل جهدها للنيل منه، وهو سامٍ على صراط السمو، لا يلتفت عن إبلاغ الرحمة، وحمل الهداية، صابرًا على جفاء النفوس يرجو أوبتها إلى محضن الهداية، وما كان يكسو قلبه الشريف من الحزن على تفلت نفس من يده إلى جاحمة النار، وما كان يتهادى من وجهه الأنور ضياءً فَرِحًا يسطع بِشْرُه عندما تأتيه البشرى بالتيسير على الناس من ربهم تبارك اسمه، واتساع خُلقه الشريف لكل كمال وجمال،
فما تبصره إلا كاملا في خلقه وسؤدده وشرف نفسه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وعلى آله وسلم..وغير ذلك من مشاهدات القلب لرحمة الله للعالمين صلى الله عليه وسلم=تكون صلاتك عليه غيثا يقطر بالشوق الذي يغسل الفؤاد بأنواره غسلا!
فما تبصره إلا كاملا في خلقه وسؤدده وشرف نفسه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وعلى آله وسلم..وغير ذلك من مشاهدات القلب لرحمة الله للعالمين صلى الله عليه وسلم=تكون صلاتك عليه غيثا يقطر بالشوق الذي يغسل الفؤاد بأنواره غسلا!
24.04.202503:21
حاجة الأمة العظيمة للجباه الساجدة والقلوب الضارعة في محاريب الذل، والضراعة والفقر والاستغاثة والابتهال إلى الله تبارك اسمه، كشفًا للضر، ومحقًا للباطل، وصدًّا لصولات المجرمين ممن يعيثون في الأمة قتلا وعدوانًا=أمر لا يعلم قدره إلا الله تعالى!
وسبحان الذي اصطفى عباده، واصطفى لهم رُبُطَ الصدق في الميدان وفي المحاريب وفي الخلوات وفي السجدات!
وسبحان الذي يدفع صولة العدو بسجدة الفقر ودمعة الذل!
وهذا شأن المؤمن في الدنيا والآخرة، يحمل هم غيره، وتتداعى الرحمات من قلبه حبا لإخوانه!
وما زلت أقف طويلًا عند قوله ﷺ عن المؤمنين وقد اطمأنت بهم منازلهم في الجنة، لا يشغلهم ما هم فيه من النعيم عن مصائر إخوانهم، ولو كانوا في النار!
فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون : ربَّنا! إخوانَنا! كانوا يُصلُّون معنا! ويصومون معنا! ويعملون معنا! فيقول الله تعالى : اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخْرِجوه.
ويُحرِّم الله صورَهم على النار، فيأتونهم، وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا"
سبحان الله! ما شغلهم النعيم عن إخوانهم! بل ذهبوا إلى ربنا ليشفعوا فيهم ويلحوا في ضراعتهم على ربهم! ويحب ربنا سبحانه وبحمده هذا منهم! ويأذن لهم أن يذهبوا بأنفسهم لاستخراجهم من جاحمة النار!
سبحان الذي اصطفى لنا هذا الدين العظيم، واصطفى لبيانه والدلالة عليه والهداية إليه خير خلقه وأعظمهم وأرحمهم ﷺ!
وسبحان الذي اصطفى عباده، واصطفى لهم رُبُطَ الصدق في الميدان وفي المحاريب وفي الخلوات وفي السجدات!
وسبحان الذي يدفع صولة العدو بسجدة الفقر ودمعة الذل!
وهذا شأن المؤمن في الدنيا والآخرة، يحمل هم غيره، وتتداعى الرحمات من قلبه حبا لإخوانه!
وما زلت أقف طويلًا عند قوله ﷺ عن المؤمنين وقد اطمأنت بهم منازلهم في الجنة، لا يشغلهم ما هم فيه من النعيم عن مصائر إخوانهم، ولو كانوا في النار!
فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون : ربَّنا! إخوانَنا! كانوا يُصلُّون معنا! ويصومون معنا! ويعملون معنا! فيقول الله تعالى : اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخْرِجوه.
ويُحرِّم الله صورَهم على النار، فيأتونهم، وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيخرجون من عرفوا"
سبحان الله! ما شغلهم النعيم عن إخوانهم! بل ذهبوا إلى ربنا ليشفعوا فيهم ويلحوا في ضراعتهم على ربهم! ويحب ربنا سبحانه وبحمده هذا منهم! ويأذن لهم أن يذهبوا بأنفسهم لاستخراجهم من جاحمة النار!
سبحان الذي اصطفى لنا هذا الدين العظيم، واصطفى لبيانه والدلالة عليه والهداية إليه خير خلقه وأعظمهم وأرحمهم ﷺ!
09.04.202510:26
#فتاوى_السيرة
327) هل صحّت قصة أم حبيبة مع أبيها أبي سفيان على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب جاءت في روايتين:
الأولى: عند ابن سعد، من طريق الواقدي عن ابن أخي الزهري عن الزهري مرسلًا.
ومع علة الإرسال ففي رواية الواقدي عن ابن أخي الزهري مناكير، وهذا منها.
الثانية: عند ابن جرير، عن ابن إسحاق، معضلًا.
قلت: ليس الشأن أنها مرسلة، وإنما نكارة لفظها وعدم ائتلافها مع الحجج الصحيحة، ويتبين ذلك من وجهين:
الأول: أن الله تعالى أمر بالإحسان إلي الوالدين، وإن جاهداه على الشرك بالله أن يصاحبهما في الدنيا معروفًا.
فهل يُظن بأم حبيبة أن تمنع أياها من معروف الجلوس على الفراش، وتنهره، وتخاطبه بهذا الخطاب الخشن؟!
حاشاها من هذه الأخلاق وهي في بيت النبوة تستنشق عبق الأخلاق الرسولية على صاحبها الصلاة والسلام.
وقد كان اليهود يدخلون حجراته الكريمة وهو في غاية السكون والحلم، كما في قصة سلام اليهود عليه بلفظ: (السام عليك …)
ودخول عدي بن حاتم وهو نصراني وإلقائه صلى الله عليه وسلم الوسادة ليجلس عليها، وجلس صلى الله وعليه وسلم على الأرض!
بل كان المشركون يدخلون المسجد النبوي الشريف، كما في قصة ثمامة.
وكان صلى الله عليه وسلم يستقبل في المسجد وفود العرب من النصارى والمشركين.
الثاني: أن نجاسة المشرك نجاسة معنوية وليست حسية، وقد كان المسلمون يعاملون المشركين في البيع والشراء والزرع والحرث بل والضيافة.
وفي «الصحيحين» عن أسماء بنت أبي بكر قالت: «قدمت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفأصل أمي قال: نعم صلي أمك.
وقد بوَّب له البخاري باب: صلة الوالد المشرك…
الخلاصة: أن القصة ضعيفة رواية، منكرة دراية والله الموفق.
كتبه: أحمد بن غانم الأسدي، عصر الثلاثاء (10/شوال/1446).
https://t.me/alghanm20
327) هل صحّت قصة أم حبيبة مع أبيها أبي سفيان على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب جاءت في روايتين:
الأولى: عند ابن سعد، من طريق الواقدي عن ابن أخي الزهري عن الزهري مرسلًا.
ومع علة الإرسال ففي رواية الواقدي عن ابن أخي الزهري مناكير، وهذا منها.
الثانية: عند ابن جرير، عن ابن إسحاق، معضلًا.
قلت: ليس الشأن أنها مرسلة، وإنما نكارة لفظها وعدم ائتلافها مع الحجج الصحيحة، ويتبين ذلك من وجهين:
الأول: أن الله تعالى أمر بالإحسان إلي الوالدين، وإن جاهداه على الشرك بالله أن يصاحبهما في الدنيا معروفًا.
فهل يُظن بأم حبيبة أن تمنع أياها من معروف الجلوس على الفراش، وتنهره، وتخاطبه بهذا الخطاب الخشن؟!
حاشاها من هذه الأخلاق وهي في بيت النبوة تستنشق عبق الأخلاق الرسولية على صاحبها الصلاة والسلام.
وقد كان اليهود يدخلون حجراته الكريمة وهو في غاية السكون والحلم، كما في قصة سلام اليهود عليه بلفظ: (السام عليك …)
ودخول عدي بن حاتم وهو نصراني وإلقائه صلى الله عليه وسلم الوسادة ليجلس عليها، وجلس صلى الله وعليه وسلم على الأرض!
بل كان المشركون يدخلون المسجد النبوي الشريف، كما في قصة ثمامة.
وكان صلى الله عليه وسلم يستقبل في المسجد وفود العرب من النصارى والمشركين.
الثاني: أن نجاسة المشرك نجاسة معنوية وليست حسية، وقد كان المسلمون يعاملون المشركين في البيع والشراء والزرع والحرث بل والضيافة.
وفي «الصحيحين» عن أسماء بنت أبي بكر قالت: «قدمت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفأصل أمي قال: نعم صلي أمك.
وقد بوَّب له البخاري باب: صلة الوالد المشرك…
الخلاصة: أن القصة ضعيفة رواية، منكرة دراية والله الموفق.
كتبه: أحمد بن غانم الأسدي، عصر الثلاثاء (10/شوال/1446).
https://t.me/alghanm20
02.04.202512:35
الحمد لله وحده..
نسخة مِن كتاب: (تقريب الجامع لشعب الإيمان) للإمام البيهقي، ط3، 1446، مفهرسة إلكترونيًّا، مهداة مِن مركز معارج للبحوث والدراسات.
نفع الله به، وكتب له القبول.
نسخة مِن كتاب: (تقريب الجامع لشعب الإيمان) للإمام البيهقي، ط3، 1446، مفهرسة إلكترونيًّا، مهداة مِن مركز معارج للبحوث والدراسات.
نفع الله به، وكتب له القبول.
显示 1 - 24 共 104
登录以解锁更多功能。