قد يكون أنفع شيء لك هذه الليلة الحياء...
في هذه الليالي المباركة يتساءل كثير من الناس ما أحسن ما أفعل وكيف أنال الثواب العظيم وأستثمر في هذه الليالي التي قد تكون ليلة منها خير من ألف شهر.
وقد بدا لي هذه الليلة معنى كنت غافلاً عنه في شأن هذه الليلة.
كلنا نعرف حديث: «الحياء شعبة من الإيمان».
فهل خطر لك معنى الحياء في ليلة القدر؟
قال البخاري في صحيحه: "66- حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا مرة، مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي، أن رسول الله ﷺ بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله ﷺ وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله ﷺ، فأما أحدهما: فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما الثالث: فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله ﷺ قال: «ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه»".
والحديث في موطأ مالك وصحيح مسلم.
فاجعل هذه الليلة وغيرها مما تبقى من ليالي الشهر مثل هذا المجلس النبوي الطيب.
هناك المقبل، وهو الذي يُقبل بمختلف أنواع الطاعات، فهذا يُقبل الله عليه، وله حظ من حديث: «ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول».
وهناك المعرض، وهو الذي ما بالى بهذه الأيام المباركة، وكان مسرفاً على نفسه أو مهملاً.
وهناك المستحيي، وهو الذي استحيا من الله فترك بعض معاصيه أو كلها حياءً من أن يفعل ذلك في الليالي المباركة.
أو من قدم قليلاً (وكل طاعاتنا في حق الله قليل، ولكنه يكثرها بكرمه) واستحيا منه وسأل الله القبول ورجا عفوه.
أو تذكَّر تقصيره طوال العام أو الشهر، فأصابه الحياء، فسأل الله عز وجل أن يتجاوز عنه ويغفر له.
فهذا عسى الله أن يستحيي منه، فيغفر له.