20.04.202515:15
•| همّ تجريد النّيّة |•
(لئن كان هٰذا الدّمعُ يجري صَبابةً
علىٰ غيرِ ليلىٰ لَهْو دمعٌ مضيَّعُ)
هو الغَبنُ ـ ويحَ المرءِ ـ لا غبنَ مثلُه
يروحُ ويغدو ثمّ لا شيءَ ينفعُ
ويركبُ أهوالَ الأمانيِّ جاهدًا
ليرضيَ عبدًا مثلَه فيه يَطمَعُ!
يؤدِّي ضَياعًا للّذي ليس جازيًا
بحُسنىٰ ويَنسىٰ مَن يجودُ ويَصنَعُ
أيَترُكُ رَبَّ العرشِ عمًّا نوالُه
ويَقصِدُ بالأعمالِ مَن هو أقطعُ
أيَشقَىٰ به سعيًا ويلقاهُ ضِلّةً
ويَجعَلُه في غيرِ مَن هو أَوسَعُ
سعىٰ ثمّ أَكْدَىٰ ثمّ خاب رجاؤُه
ودنَّسه رِئاؤُه والتَّصنُّعُ
وأَفسَده قصدُ الدَّنايا به لِما
يُزيِّنه للنّاظرين ويُسمِعُ
وأقبحُ سعيِ المَرءِ يومَ جزائِه
بأن نال منه العارَ والأجرُ يُمنَعُ
إذا لم يكن سعيُ الفتىٰ في إلــٰهِه
فلا المَالُ محفوظٌ ولا الرِّبحُ يُتبَعُ
أيَبذُلُه جَهدًا ويطلُبُه سدًى
إذًا ضلّ سعيًا وهْو أخسرُ أضيعُ
ألا ليتَ تَذرافَ الدّموعِ يرُدُّه
إذا الزَّفَراتُ الباقياتُ تُرجَّعُ
لقد زان سعيَ المَرءِ إخلاصُه به
ووَفقُ الّذي سنّ النّبيُّ المُشفَّعُ
سبيلٌ له في الصّالحاتِ سوابقٌ
عليه رجالٌ أَخبَتوا وتَضرَّعوا
ألا ربِّ إنّي موقنٌ أنّك المُنىٰ
ولا ينبغي إلّا لك الأمرُ أجمعُ
فهب ليَ سعيًا منك ربِّ مباركًا
تَلَقّاه إكرامًا يداكَ وتَرفَعُ
وهب ليَ إخلاصًا وصدقًا أكن به
عن الخلقِ مصروفًا ولله أخشعُ
وكن ليَ عونًا في المَسيرِ مسدِّدًا
علىٰ أنّني عبدٌ أَزِلُّ وأَظلَعُ
رضيتُ بك اللهمّ ربًّا وغايةً
علىٰ أنّني بالٍ لِباسي مُرقَّعُ
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
(لئن كان هٰذا الدّمعُ يجري صَبابةً
علىٰ غيرِ ليلىٰ لَهْو دمعٌ مضيَّعُ)
هو الغَبنُ ـ ويحَ المرءِ ـ لا غبنَ مثلُه
يروحُ ويغدو ثمّ لا شيءَ ينفعُ
ويركبُ أهوالَ الأمانيِّ جاهدًا
ليرضيَ عبدًا مثلَه فيه يَطمَعُ!
يؤدِّي ضَياعًا للّذي ليس جازيًا
بحُسنىٰ ويَنسىٰ مَن يجودُ ويَصنَعُ
أيَترُكُ رَبَّ العرشِ عمًّا نوالُه
ويَقصِدُ بالأعمالِ مَن هو أقطعُ
أيَشقَىٰ به سعيًا ويلقاهُ ضِلّةً
ويَجعَلُه في غيرِ مَن هو أَوسَعُ
سعىٰ ثمّ أَكْدَىٰ ثمّ خاب رجاؤُه
ودنَّسه رِئاؤُه والتَّصنُّعُ
وأَفسَده قصدُ الدَّنايا به لِما
يُزيِّنه للنّاظرين ويُسمِعُ
وأقبحُ سعيِ المَرءِ يومَ جزائِه
بأن نال منه العارَ والأجرُ يُمنَعُ
إذا لم يكن سعيُ الفتىٰ في إلــٰهِه
فلا المَالُ محفوظٌ ولا الرِّبحُ يُتبَعُ
أيَبذُلُه جَهدًا ويطلُبُه سدًى
إذًا ضلّ سعيًا وهْو أخسرُ أضيعُ
ألا ليتَ تَذرافَ الدّموعِ يرُدُّه
إذا الزَّفَراتُ الباقياتُ تُرجَّعُ
لقد زان سعيَ المَرءِ إخلاصُه به
ووَفقُ الّذي سنّ النّبيُّ المُشفَّعُ
سبيلٌ له في الصّالحاتِ سوابقٌ
عليه رجالٌ أَخبَتوا وتَضرَّعوا
ألا ربِّ إنّي موقنٌ أنّك المُنىٰ
ولا ينبغي إلّا لك الأمرُ أجمعُ
فهب ليَ سعيًا منك ربِّ مباركًا
تَلَقّاه إكرامًا يداكَ وتَرفَعُ
وهب ليَ إخلاصًا وصدقًا أكن به
عن الخلقِ مصروفًا ولله أخشعُ
وكن ليَ عونًا في المَسيرِ مسدِّدًا
علىٰ أنّني عبدٌ أَزِلُّ وأَظلَعُ
رضيتُ بك اللهمّ ربًّا وغايةً
علىٰ أنّني بالٍ لِباسي مُرقَّعُ
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
17.04.202508:53
لك اللهُ يا أقصى مِن دنَس اليهود، وعَماية المسلمين!
16.04.202515:17
•| «إحدىٰ عشِرة» (2 / 2) |•
مِن الحكايات في بلاد موريتانيا ...
فلمّا شخَصتُ إلىٰ تلك البلادِ الطّيّبةِ، دخَلتُها وقد احتَقَبتُ مِن هٰذه المعاني، فكانوا يجدون منّي وأجدُ منهم.
وممّا وقَعت فيه المراجعةُ مِن ذٰلك: شينُ العددِ «عَشْر» إذا رُكِّب إلىٰ غيرِه واستُعمِل مع المؤنَّثِ، فلزمتْه التّاءُ، وفيه لغتان فصيحتان متداوَلتان في كتب اللّغة وكتب النّحو جميعًا: إسكانُ الشّين، لغة أهل الحجاز، وكسرُها، لغةُ بني تميمٍ، وقد عقَد ابنُ مالكٍ ذٰلك في «الخلاصة» فقال:
وقل لدى التّأنيثِ «إحدىٰ عشْرَهْ»
والشِّينُ فيها عن تميمٍ كسْرَهْ
وكلٌّ مِن الفريقين عكَس مقتضىٰ لغتِه، كما هو مبيّنٌ في محلِّه.
وكنتُ أجدُ بعضَ شيوخي إذا أَحوَجه الوزنُ قال: «إحدىٰ عشَرة»، بفتحِ الشّين، اعتمادًا علىٰ ما في «طرّة ابن بونا» في النّحوِ مِن أنّ الأعمشَ رُوي عنه أنّه كان يقرأ كذٰلك: ﴿اثنتا عشَرة﴾ بالفتحِ، وكان الشّيخُ يستحسنُ ذٰلك مِن قِبَلِ أنّ الفتحَ أسهلُ مِن الكسرِ.
وقرأتُه عليه بالكسرِ، فردّني إلى الفتحِ، فراجعتُه فيه، فنزَع بنقلِ «الطُّرّة»، وتعجَّب مِن مراجعتي وأن لم يقع منّي النّقلُ بالمحلِّ، فقلتُ: هٰذا الفتحُ شيءٌ شاذٌّ نادرٌ جدًّا، لم يذكُرْه مثلُ سيبويه، والمبرّد، وابن السّرّاج، وكثيرٌ مِن المتقدِّمين، وكلُّهم ذكَروا لغةَ تميمٍ، وهي ممكنةٌ بلا كراهةٍ، فلا وجهَ للعدولِ عن اللّغةِ الفصيحةِ المعروفةِ إلىٰ ما هو نادرٌ، ونحن لا ندري هل صحّ؟ وليس في المقارئ المتواترة اليومَ إلّا الإسكانُ في: ﴿فانفجرتْ منه اثنتا عشْرة﴾ وأختيها، وعلىٰ هٰذا اجتمع العشَرَةُ القرّاءُ.
فلمّا بحثتُ إذا في بعضِ الشّاذِّ المرويِّ عند أربابِ القراءة: الكسرُ، علىٰ مذهبِ تميمٍ، وهو روايةُ المُطَّوِّعيّ عن الأعمشِ، ذكَرها سِبطُ الخيّاطِ في «المُبهِج»، والقَباقِبيُّ في «إيضاح الرُّموز»، ونظمها المتولّي في «الفوائد المعتبرة» بقولِه:
وحيثُ «يَفسِقون» بالكسرِ اتَّصَفْ
«عَشْرَة عينًا» طِبْ وفي الأخرى اختُلِف
يعني أنّ الّذي رمَز له بالطّاء مِن «طِب» ــ وهو المُطَّوّعيُّ في روايتِه عن الأعمش ــ قرأ: ﴿فانفجرت منه اثنتا عَشِرَةَ عينًا﴾ في البقرة بالكسرِ، وقرأ في الموضعين الآخَرين بالوجهين، الكسرِ والإسكانِ، وهو: ﴿وقطّعناهم اثنتي عشرة أسباطًا﴾، ﴿فانبجستْ منه اثنتا عشرة﴾ في سورة الأعراف. فهٰذا كلامُ المتولّي كما ترىٰ، وتبعه الشّيخُ عبدُ الفتّاح القاضي في كتابه «القراءات الشّواذّ»، وأمّا الفتحُ فليس بموجودٍ في شيءٍ منها.
وقال أبو حيّان في «تفسيره»: «الفتحُ فيها شاذٌّ غيرُ معروفٍ»، وقال مرّةً: «قرَأ ابنُ الفضلِ الأنصاريُّ والأعمشُ بفتح الشّين، وروي عن الأعمش الإسكان، والكسر أيضًا، قال الزّمخشريُّ: الفتحُ لغةٌ، وقال ابن عطيّة: هي لغةٌ ضعيفةٌ، وقال المهدويُّ: فتحُ الشّين غيرُ معروفٍ، ويَحتمِلُ أن تكون لغةً، وقد نصّ بعض النّحويّين علىٰ أنّ فتح الشّين شاذٌّ» انتهىٰ.
وأخَذ كلامَ أبي حيّان القَسْطلّانيُّ في «لطائفِ الإشارات»، ولخّصه منه صاحبُ «إتحافِ فضلاء البشر»، فأنا في رَيبٍ مِن الفتحِ المنسوبِ إلى الأعمشِ، فإن يكن ففي شيءٍ مِن الشّاذِّ غيرِ متّصلِ النّقلِ.
فهٰذا حاصلُ ما قالوا، فعلامَ نتكثَّرُ به، ولنا في الفصيحِ مندوحةٌ؟!
ثمّ صرتُ أنطقُ الكلمةَ بالكسرِ في ما أقرأُ على الشّيخِ مِن نظمِه، في جميعِ المواضعِ المحتمِلة، ولا يردُّ عليّ، بل صرتُ أراه يستعمله، والحمد لله.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
مِن الحكايات في بلاد موريتانيا ...
فلمّا شخَصتُ إلىٰ تلك البلادِ الطّيّبةِ، دخَلتُها وقد احتَقَبتُ مِن هٰذه المعاني، فكانوا يجدون منّي وأجدُ منهم.
وممّا وقَعت فيه المراجعةُ مِن ذٰلك: شينُ العددِ «عَشْر» إذا رُكِّب إلىٰ غيرِه واستُعمِل مع المؤنَّثِ، فلزمتْه التّاءُ، وفيه لغتان فصيحتان متداوَلتان في كتب اللّغة وكتب النّحو جميعًا: إسكانُ الشّين، لغة أهل الحجاز، وكسرُها، لغةُ بني تميمٍ، وقد عقَد ابنُ مالكٍ ذٰلك في «الخلاصة» فقال:
وقل لدى التّأنيثِ «إحدىٰ عشْرَهْ»
والشِّينُ فيها عن تميمٍ كسْرَهْ
وكلٌّ مِن الفريقين عكَس مقتضىٰ لغتِه، كما هو مبيّنٌ في محلِّه.
وكنتُ أجدُ بعضَ شيوخي إذا أَحوَجه الوزنُ قال: «إحدىٰ عشَرة»، بفتحِ الشّين، اعتمادًا علىٰ ما في «طرّة ابن بونا» في النّحوِ مِن أنّ الأعمشَ رُوي عنه أنّه كان يقرأ كذٰلك: ﴿اثنتا عشَرة﴾ بالفتحِ، وكان الشّيخُ يستحسنُ ذٰلك مِن قِبَلِ أنّ الفتحَ أسهلُ مِن الكسرِ.
وقرأتُه عليه بالكسرِ، فردّني إلى الفتحِ، فراجعتُه فيه، فنزَع بنقلِ «الطُّرّة»، وتعجَّب مِن مراجعتي وأن لم يقع منّي النّقلُ بالمحلِّ، فقلتُ: هٰذا الفتحُ شيءٌ شاذٌّ نادرٌ جدًّا، لم يذكُرْه مثلُ سيبويه، والمبرّد، وابن السّرّاج، وكثيرٌ مِن المتقدِّمين، وكلُّهم ذكَروا لغةَ تميمٍ، وهي ممكنةٌ بلا كراهةٍ، فلا وجهَ للعدولِ عن اللّغةِ الفصيحةِ المعروفةِ إلىٰ ما هو نادرٌ، ونحن لا ندري هل صحّ؟ وليس في المقارئ المتواترة اليومَ إلّا الإسكانُ في: ﴿فانفجرتْ منه اثنتا عشْرة﴾ وأختيها، وعلىٰ هٰذا اجتمع العشَرَةُ القرّاءُ.
فلمّا بحثتُ إذا في بعضِ الشّاذِّ المرويِّ عند أربابِ القراءة: الكسرُ، علىٰ مذهبِ تميمٍ، وهو روايةُ المُطَّوِّعيّ عن الأعمشِ، ذكَرها سِبطُ الخيّاطِ في «المُبهِج»، والقَباقِبيُّ في «إيضاح الرُّموز»، ونظمها المتولّي في «الفوائد المعتبرة» بقولِه:
وحيثُ «يَفسِقون» بالكسرِ اتَّصَفْ
«عَشْرَة عينًا» طِبْ وفي الأخرى اختُلِف
يعني أنّ الّذي رمَز له بالطّاء مِن «طِب» ــ وهو المُطَّوّعيُّ في روايتِه عن الأعمش ــ قرأ: ﴿فانفجرت منه اثنتا عَشِرَةَ عينًا﴾ في البقرة بالكسرِ، وقرأ في الموضعين الآخَرين بالوجهين، الكسرِ والإسكانِ، وهو: ﴿وقطّعناهم اثنتي عشرة أسباطًا﴾، ﴿فانبجستْ منه اثنتا عشرة﴾ في سورة الأعراف. فهٰذا كلامُ المتولّي كما ترىٰ، وتبعه الشّيخُ عبدُ الفتّاح القاضي في كتابه «القراءات الشّواذّ»، وأمّا الفتحُ فليس بموجودٍ في شيءٍ منها.
وقال أبو حيّان في «تفسيره»: «الفتحُ فيها شاذٌّ غيرُ معروفٍ»، وقال مرّةً: «قرَأ ابنُ الفضلِ الأنصاريُّ والأعمشُ بفتح الشّين، وروي عن الأعمش الإسكان، والكسر أيضًا، قال الزّمخشريُّ: الفتحُ لغةٌ، وقال ابن عطيّة: هي لغةٌ ضعيفةٌ، وقال المهدويُّ: فتحُ الشّين غيرُ معروفٍ، ويَحتمِلُ أن تكون لغةً، وقد نصّ بعض النّحويّين علىٰ أنّ فتح الشّين شاذٌّ» انتهىٰ.
وأخَذ كلامَ أبي حيّان القَسْطلّانيُّ في «لطائفِ الإشارات»، ولخّصه منه صاحبُ «إتحافِ فضلاء البشر»، فأنا في رَيبٍ مِن الفتحِ المنسوبِ إلى الأعمشِ، فإن يكن ففي شيءٍ مِن الشّاذِّ غيرِ متّصلِ النّقلِ.
فهٰذا حاصلُ ما قالوا، فعلامَ نتكثَّرُ به، ولنا في الفصيحِ مندوحةٌ؟!
ثمّ صرتُ أنطقُ الكلمةَ بالكسرِ في ما أقرأُ على الشّيخِ مِن نظمِه، في جميعِ المواضعِ المحتمِلة، ولا يردُّ عليّ، بل صرتُ أراه يستعمله، والحمد لله.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
post.reposted:
الدُّرّ النَّثِير

15.04.202512:17
ثم إياك أن تركَن إلى راحةِ اليأس، فتقعدَ عن استجلاء تلك الأسرار قائلا: أين أنا من فلان وفلان؟! كلا .. فرُبَّ صغيرٍ مفضولٍ قد فَطِن إلى ما لم يفطَن له الكبير الفاضل، ألا ترى إلى قصة ابن عُمر في الأُحجِية المشهورة(١)
فَجِدَّ في الطلب، وقل: رب زدني علما، فعسى أن يَفتح لك بابا من الفهم تَكشِف به شيئا مما عَمِيَ على غيرك، والله وليُّ الذين آمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النور.
- العلامة الشيخ محمد بن عبد الله دراز -
(١) يقصد حديثَ النخلة الذي ضرَبه النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للمؤمن، وكان ابن عمر يعرف الجواب ولكنه سكتَ لأن الحاضرين كانوا من كبار الصحابة، فاستحيى.
فَجِدَّ في الطلب، وقل: رب زدني علما، فعسى أن يَفتح لك بابا من الفهم تَكشِف به شيئا مما عَمِيَ على غيرك، والله وليُّ الذين آمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النور.
- العلامة الشيخ محمد بن عبد الله دراز -
(١) يقصد حديثَ النخلة الذي ضرَبه النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للمؤمن، وكان ابن عمر يعرف الجواب ولكنه سكتَ لأن الحاضرين كانوا من كبار الصحابة، فاستحيى.
post.reposted:
الكَافِيَةُ المُغْنِيَةُ 📖

14.04.202517:57
فَقُلْ لِلَّذِي ظَنَّ الْمَعَالِي قَرِيبَةً
رُوَيْدَاً فَلَيْسَ الْجِدُّ يُدْرَكُ بِالْهَزْلِ
فَمَا تَصْدُقُ الآمَالُ إِلَّا لِفَاتِكٍ
إِذَا هَمَّ لَمْ تَعْطِفْهُ قَارِعَةُ الْعَذْلِ
لَهُ بِالْفَلا شُغْلٌ عَنِ الْمُدْنِ وَالْقُرَى
وَفِي رَائِدَاتِ الْخَيْلِ شُغْلٌ عَنِ الأَهْلِ
إِذَا ارْتَابَ أَمْرَاً أَلْهَبَتْهُ حَفِيظَةٌ
تُمِيتُ الرِّضَا بِالسُّخْطِ وَالحِلْمَ بِالْجَهْلِ
فَلا تَعْتَرِفْ بِالذُّلِّ خَوْفَ مَنِيَّةٍ
فَإِنَّ احْتِمَالَ الذُّلِّ شَرٌّ مِنَ الْقَتْلِ
وَلا تَلْتَمِسْ نَيْلَ الْمُنَى مِنْ خَلِيقَةٍ
فَتَجْنِي ثِمَارَ الْيَأْسِ مِنْ شَجَرِ الْبُخْلِ
فَمَا النَّاسُ إِلَّا حَاسِدٌ ذُو مَكِيدَةٍ
وَآخَرُ مَحْنِيُّ الضُّلُوعِ عَلَى دَخْلِ
تِبَاعُ هَوَىً يَمْشُونَ فِيهِ كَمَا مَشَى
وَسُمَّاعُ لَغْوٍ يَكْتُبُونَ كَمَا يُمْلِي
الباروديّ
رُوَيْدَاً فَلَيْسَ الْجِدُّ يُدْرَكُ بِالْهَزْلِ
فَمَا تَصْدُقُ الآمَالُ إِلَّا لِفَاتِكٍ
إِذَا هَمَّ لَمْ تَعْطِفْهُ قَارِعَةُ الْعَذْلِ
لَهُ بِالْفَلا شُغْلٌ عَنِ الْمُدْنِ وَالْقُرَى
وَفِي رَائِدَاتِ الْخَيْلِ شُغْلٌ عَنِ الأَهْلِ
إِذَا ارْتَابَ أَمْرَاً أَلْهَبَتْهُ حَفِيظَةٌ
تُمِيتُ الرِّضَا بِالسُّخْطِ وَالحِلْمَ بِالْجَهْلِ
فَلا تَعْتَرِفْ بِالذُّلِّ خَوْفَ مَنِيَّةٍ
فَإِنَّ احْتِمَالَ الذُّلِّ شَرٌّ مِنَ الْقَتْلِ
وَلا تَلْتَمِسْ نَيْلَ الْمُنَى مِنْ خَلِيقَةٍ
فَتَجْنِي ثِمَارَ الْيَأْسِ مِنْ شَجَرِ الْبُخْلِ
فَمَا النَّاسُ إِلَّا حَاسِدٌ ذُو مَكِيدَةٍ
وَآخَرُ مَحْنِيُّ الضُّلُوعِ عَلَى دَخْلِ
تِبَاعُ هَوَىً يَمْشُونَ فِيهِ كَمَا مَشَى
وَسُمَّاعُ لَغْوٍ يَكْتُبُونَ كَمَا يُمْلِي
الباروديّ
13.04.202512:59
نعود إلى مجلسنا اللّيلة إن شاء الله، بعد صلاةِ المغربِ عندنا في الجزائر، ويوافق من التّوقيت قبل الثّامنة، وهو قبل العاشرة ليلًا بتوقيتِ مكّة المكرّمة.
اللهم أعن ويسّر وأتمم وبارك.
اللهم أعن ويسّر وأتمم وبارك.


20.04.202511:57
إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
تفقد الجزائرُ وأمّةُ الإسلام، اليومَ الأحد الحادي والعشرين مِن شوّال 1446، الأستاذ الدّكتور الفاضل الكريم، صاحب الخلق الرّفيع، والسّمت الصّالح، المقرئ الجامع للقراءات العشر الكبرى، صاحب الرّحلة في الطّلب، والجهد في الدّعوة والتّعليم والإقراء، المتلقي للقراءاتِ إفرادًا وجمعًا للعشرِ الصّغرى والكبرى ... الشّيخ عبد الهادي بن حسن بن أحمد لَعْقاب، رحمه الله، وغفَر له، رحَل عن إحدى وخمسين سنةً، بعد أن هجَم عليه الدّاء المستحكم، في شهر رمضان المنصرم ...
لا حولَ ولا قوّة إلّا بالله!
نعزّي أنفسَنا والعلمَ والدّعوة والرّحلة والطّلب والقراءات والمروءة والنّبل!
ما أَسرَع ما يُتخطَّف مِن بيننا الأخيارُ، ثمّ لا نفيقُ مِن السَّكرة إلّا وقد فات الأوان!
رحمك الله يا عبد الهادي، وطهَّرك بما أصابك، وفسَح لك في قبرك، وجعَلك مِن أهلِ جنّاتِ النّعيم، وأخلف الأمّةَ الجزائريّةَ فيك خيرًا!
تفقد الجزائرُ وأمّةُ الإسلام، اليومَ الأحد الحادي والعشرين مِن شوّال 1446، الأستاذ الدّكتور الفاضل الكريم، صاحب الخلق الرّفيع، والسّمت الصّالح، المقرئ الجامع للقراءات العشر الكبرى، صاحب الرّحلة في الطّلب، والجهد في الدّعوة والتّعليم والإقراء، المتلقي للقراءاتِ إفرادًا وجمعًا للعشرِ الصّغرى والكبرى ... الشّيخ عبد الهادي بن حسن بن أحمد لَعْقاب، رحمه الله، وغفَر له، رحَل عن إحدى وخمسين سنةً، بعد أن هجَم عليه الدّاء المستحكم، في شهر رمضان المنصرم ...
لا حولَ ولا قوّة إلّا بالله!
نعزّي أنفسَنا والعلمَ والدّعوة والرّحلة والطّلب والقراءات والمروءة والنّبل!
ما أَسرَع ما يُتخطَّف مِن بيننا الأخيارُ، ثمّ لا نفيقُ مِن السَّكرة إلّا وقد فات الأوان!
رحمك الله يا عبد الهادي، وطهَّرك بما أصابك، وفسَح لك في قبرك، وجعَلك مِن أهلِ جنّاتِ النّعيم، وأخلف الأمّةَ الجزائريّةَ فيك خيرًا!
16.04.202521:57
يؤيّده مِن القرآن قولُ الله سبحانه: ﴿وما ظَنُّ الّذين يفترون على اللهِ الكذبَ يومَ القيامةِ﴾.
post.reposted:
د. أبو محمود نائل

16.04.202513:33
صــدِّق أو لا تُصـــدِّق ..
الآن غــزة تعيش مجــاعةً من أسوأ المجـاعات التي عرفها التاريخ المعاصر!
مخازن الأونروا فرغت من المـعونة؛ وما بقي في الأسواق لا يُطلبُ إلا بأسعار فلكية !
جريمة غـزة الوحيدة، أنها جاءت في بيئة ألِفت معاني العبودية للعدوِّ، فرفعت بالإسلام رأساً، وحملت لنشر دعوته بأساً.
فحاولوا كسرها بالحديد والنار؛ فلما أعجزتهم بثباتها، سلكوا لإخضاعها سبل الخسة والعار.
جوّعوا بطون الأطفال الرضع، والشيوخ الرُّكَّع، ليحملوا ليوث الأمة المهضومة، على تقديس كلاب العدوِّ المهـزومة !!
فأيَّ دركات القاع وصل حال أمتنا ؟؟
الآن غــزة تعيش مجــاعةً من أسوأ المجـاعات التي عرفها التاريخ المعاصر!
مخازن الأونروا فرغت من المـعونة؛ وما بقي في الأسواق لا يُطلبُ إلا بأسعار فلكية !
جريمة غـزة الوحيدة، أنها جاءت في بيئة ألِفت معاني العبودية للعدوِّ، فرفعت بالإسلام رأساً، وحملت لنشر دعوته بأساً.
فحاولوا كسرها بالحديد والنار؛ فلما أعجزتهم بثباتها، سلكوا لإخضاعها سبل الخسة والعار.
جوّعوا بطون الأطفال الرضع، والشيوخ الرُّكَّع، ليحملوا ليوث الأمة المهضومة، على تقديس كلاب العدوِّ المهـزومة !!
فأيَّ دركات القاع وصل حال أمتنا ؟؟
post.reposted:
الصفحة الرّسمية للشيخ العابدين بن حنفية

14.04.202522:40
الخاطرة 621
قال أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي الظاهري رحمه الله في كتابه (الأخلاق والسير): "لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل: في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم، وبائع نفسه في عرض دنيا كبائع الياقوت بالحصا".
ليلة 16 شوال 1446
14 أفريل 2025
بن حنفية العابدين
قال أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي الظاهري رحمه الله في كتابه (الأخلاق والسير): "لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل: في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم، وبائع نفسه في عرض دنيا كبائع الياقوت بالحصا".
ليلة 16 شوال 1446
14 أفريل 2025
بن حنفية العابدين
post.reposted:
قناة | مؤمن المشتاوي

14.04.202508:07
• قال: أراك بعد وفاة الشيخ أبي إسحاق الحويني -رحمه الله ورضي عنه- ازددتَ اجتهادًا في الدعوة، وهِمَّةً في بَثِّ العلم وتعليمِه، وأكثرتَ الوصيةَ بالثبات على طلب العلم.
• قلتُ: المسلمون صفوف، والعلماء في أَوَّلها، فإذا مات أحدهم خرج مِن الصف، وبقي مكانه فارغًا حتى يتقدَّمَ مِن بعده مَن يقوم مقامَه ويسدُّ الخَلل.
فالعاقل مِن طلاب العلم ينبغي أنْ يزيده موتُ العلماء حِرصًا على التحصيل والعطاء، وأن يجتهد في سَدِّ مكان العالِم وحماية الثَّغر، وأن يذكِّر نفسه وغيره بهذه المسؤولية العظيمة، فإنْ لم يَفعل اتَّخَذَ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا؛ كما قال النبي ﷺ في حديث قبض العلم بقبض العلماء: «حتى إذا لم يُبقِ عالِمًا اتَّخَذ الناس رُؤوسًا جُهَّالًا، فسُئِلُوا فأفتَوْا بغير عِلم، فضَلُّوا وأضَلُّوا».
وما أحسنَ جواب أبي العالية -رحمه الله- حين قال: «سألتُ ابن عباس رضي الله عنهما عن شيءٍ، فقال: يا أبا العالية، أتريد أنْ تكون مُفتِيًا؟ فقلتُ: لا، ولكن لا آمَنُ أنْ تَذهَبُوا ونبقى. فقال: صَدَقَ أبو العالية!».
• قلتُ: المسلمون صفوف، والعلماء في أَوَّلها، فإذا مات أحدهم خرج مِن الصف، وبقي مكانه فارغًا حتى يتقدَّمَ مِن بعده مَن يقوم مقامَه ويسدُّ الخَلل.
فالعاقل مِن طلاب العلم ينبغي أنْ يزيده موتُ العلماء حِرصًا على التحصيل والعطاء، وأن يجتهد في سَدِّ مكان العالِم وحماية الثَّغر، وأن يذكِّر نفسه وغيره بهذه المسؤولية العظيمة، فإنْ لم يَفعل اتَّخَذَ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا؛ كما قال النبي ﷺ في حديث قبض العلم بقبض العلماء: «حتى إذا لم يُبقِ عالِمًا اتَّخَذ الناس رُؤوسًا جُهَّالًا، فسُئِلُوا فأفتَوْا بغير عِلم، فضَلُّوا وأضَلُّوا».
وما أحسنَ جواب أبي العالية -رحمه الله- حين قال: «سألتُ ابن عباس رضي الله عنهما عن شيءٍ، فقال: يا أبا العالية، أتريد أنْ تكون مُفتِيًا؟ فقلتُ: لا، ولكن لا آمَنُ أنْ تَذهَبُوا ونبقى. فقال: صَدَقَ أبو العالية!».
13.04.202509:08
post.reposted:
سعد

19.04.202507:11
● وإذا كان ما نختلف فيه أكبر في صدرك مما نجتمع عليه، فأنت تغضب لنفسك، ولست تغضب لله، فإن ما نجتمع عليه من الإيمان، ومن فرائض الإسلام، هو أحب إلي الله، وأكبر عند الله مما نختلف فيه، وما نختلف فيه أكثره يسعنا عند الله أن نختلف فيه.*
د. صالح محمد علي
د. صالح محمد علي
post.reposted:
الأترجة || كناشة أبي الحسن

16.04.202520:38
الفِرقة النّاجية
كتب الأخ الكريم الدّكتور صلاح الدّين الشّامي، وفّقه الله:
"وقفتُ على مقولة تُنسب للشّيخ محمّد إلياس الكاندهلويّ، رحمه الله تعالى، ذَكَرَ فيها أن الفرقَة النّاجية هيَ الّتي تُفكِّر في نَجاةِ جميعِ الفِرَق.
وقد رأيتُ مَن يزعم أن قوله هذا مخالفٌ لجواب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّ،م حين وصف الفِرقة النّاجية بقوله: «ما أنا عليه وأصحابي». وهذا ردٌّ غريب، وتكلُّف عجيب؛ فهل كان النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابُه إلَّا على تمام الشّفقة على الخلق، والحرص على هدايتهم؟
فمقولة الكاندهلويّ في نظري ما هي إلَّا صورة من صور تطبيق قول النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم."
انتهى.
قلتُ: والمعنى الّذي ذكره الشّيخ الكاندهلويّ معنًى جامع؛ وذلك أنّ الشّفقة على الخلق ومحبّةَ النّجاة لهم تقتضي الإحسانَ إليهم ودعوتَهم إلى الخير، والدّعوة تقتضي التّمسّكَ بأخلاق هذا الدّين والعملَ به، والعمل يقتضي العِلمَ والبصيرة، وهذا كلُّه وِراثةٌ محمّديّة؛ فانظر دقّةَ فقهِ الشّيخ ولُطفَ إشارتِه، رحمه الله رحمةً واسعة!
#معالم
#تعاليق
كتب الأخ الكريم الدّكتور صلاح الدّين الشّامي، وفّقه الله:
"وقفتُ على مقولة تُنسب للشّيخ محمّد إلياس الكاندهلويّ، رحمه الله تعالى، ذَكَرَ فيها أن الفرقَة النّاجية هيَ الّتي تُفكِّر في نَجاةِ جميعِ الفِرَق.
وقد رأيتُ مَن يزعم أن قوله هذا مخالفٌ لجواب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّ،م حين وصف الفِرقة النّاجية بقوله: «ما أنا عليه وأصحابي». وهذا ردٌّ غريب، وتكلُّف عجيب؛ فهل كان النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابُه إلَّا على تمام الشّفقة على الخلق، والحرص على هدايتهم؟
فمقولة الكاندهلويّ في نظري ما هي إلَّا صورة من صور تطبيق قول النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم."
انتهى.
قلتُ: والمعنى الّذي ذكره الشّيخ الكاندهلويّ معنًى جامع؛ وذلك أنّ الشّفقة على الخلق ومحبّةَ النّجاة لهم تقتضي الإحسانَ إليهم ودعوتَهم إلى الخير، والدّعوة تقتضي التّمسّكَ بأخلاق هذا الدّين والعملَ به، والعمل يقتضي العِلمَ والبصيرة، وهذا كلُّه وِراثةٌ محمّديّة؛ فانظر دقّةَ فقهِ الشّيخ ولُطفَ إشارتِه، رحمه الله رحمةً واسعة!
#معالم
#تعاليق
post.reposted:
كناش الأنظار والفوائد

15.04.202517:44
من جعل نفسه شيخا لطائفة فهو في الحقيقة صار كالعبد القن لكل واحد منهم ، لا يلتذ إلا بالإقبال عليهم ، ولا يغتم إلا بإعراضهم وأما أولئك المريدون فإن كل واحد منهم ليس إلا في قيد ذلك الرجل الواحد ، فهذا المريد ليس إلا عبدا لرجل وأما ذاك المراد فهو عبد لكل واحد من أولئك المريدين ، فهكذا صاحب الجاه حاول ملك القلوب وهو في الحقيقة بلغ في المملوكية إلى أقصى الغايات وفي العبودية إلى أبلغ النهايات.
الفخر الرازي.
الفخر الرازي.
post.reposted:
د. صلاح الدين الشامي

14.04.202522:23
المتأمل في كتب تراجم العلماء سيجد أن مدار التحصيل العلمي قائمٌ على أمور أربعة:
- حفظ القرآن الكريم، ثم حفظ بعض المتون الأصلية في العلوم، وعرضُها على شيوخ العصر.
- التَّفقُّه على الشيوخ في العلوم لغةً وفقهًا وأصولًا وحديثًا… إلخ.
- التلقي عنهم رواية (سماعًا، وعرضًا، وأجازة) في فنون العلم.
- السُّلوك على يد شيخٍ يُهذِّب نفسه، ويُقوِّم أخلاقه.
- حفظ القرآن الكريم، ثم حفظ بعض المتون الأصلية في العلوم، وعرضُها على شيوخ العصر.
- التَّفقُّه على الشيوخ في العلوم لغةً وفقهًا وأصولًا وحديثًا… إلخ.
- التلقي عنهم رواية (سماعًا، وعرضًا، وأجازة) في فنون العلم.
- السُّلوك على يد شيخٍ يُهذِّب نفسه، ويُقوِّم أخلاقه.
13.04.202521:32
❁ النُّتف
post.reposted:
الدُّرّ النَّثِير

12.04.202514:16
"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ":
إنما وُصِف خُلقه بالعِظَم مع أنَّ الغالب في وصفِ الخُلق أن يكون بالكرَم؛ لأنَّ كرَم الخُلق يُراد به: السماحة والأمانة والدَّمَاثة، ولم يكن خُلقه - صلى الله عليه وسلم- مقصورا على ذلك، بل كان رحيما بالمؤمنين رؤوفا بهم، شديدا على الكافرين غليظا عليهم، مَهِيبا في صدور الأعداء، منصورا بالرعب على مسيرة شهر، فكان وصفُ خُلقه بالعِظَم أَولى؛ ليشمل الإنعام والانتقام.
- أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي ( ت403 هـ) -
إنما وُصِف خُلقه بالعِظَم مع أنَّ الغالب في وصفِ الخُلق أن يكون بالكرَم؛ لأنَّ كرَم الخُلق يُراد به: السماحة والأمانة والدَّمَاثة، ولم يكن خُلقه - صلى الله عليه وسلم- مقصورا على ذلك، بل كان رحيما بالمؤمنين رؤوفا بهم، شديدا على الكافرين غليظا عليهم، مَهِيبا في صدور الأعداء، منصورا بالرعب على مسيرة شهر، فكان وصفُ خُلقه بالعِظَم أَولى؛ ليشمل الإنعام والانتقام.
- أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي ( ت403 هـ) -
post.reposted:
أمالي أصولية على مرتقى الوصول

18.04.202516:32
معرفة أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم التي يحمل عليها قوله أو فعله أمر واجب على المتفقه في الشريعة، وقد حاول العلماء تتبع هذه الأحوال وممن تتبعها القرافي، وكذلك الطاهر ابن عاشور في كتابه الذي وضعه في مقاصد الشريعة،
وفيما يلي تلخيص لما ذكره ابن عاشور مع شيء من التصرف اليسير الذي تقتضيه ضرورة الصياغة:
١- حال التشريع وهو الأغلب؛ مثل خطبة حجة الوداع.
٢- حال الإفتاء، كقوله (افعل ولا حرج)، والفتوى تفارق التشريع بأنها قد لا تكون عامة في جميع البلدان كالنهي عن الانتباذ في الدباء؛ لأنه في القطر الحار كالحجاز يسرع إليه التخمر بخلاف القطر البارد.
٣- حال القضاء؛ نحو (اسق يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر) وعلامته حضور خصمين، أما إذا حضر أحدهما كخبر هند بنت عتبة فليس من القضاء، ويفارق التشريع بأن له تعلق بالصورة المحكوم فيها.
٤- حال الإمارة؛ كالأوامر والنواهي التي تصدر في الحرب؛ كالنهي عن أكل الحمر الأهلية في غزوة خيبر، فقد حصل الخلاف فيه هل هو نهي تشريع أو نهي لمصلحة الجيش؟ لأنهم كانوا يحملون على الحمير.
٥- حال الهدي والإرشاد؛ وهو أعم من حال التشريع؛ فتدخل فيه الأوامر والنواهي التي لم يقصد بها الإلزام، مثاله أمر السيد بإلباس عبيده مما يلبس.
٦- حال الإصلاح؛ ويختلف عن القضاء بأنه غير ملزم، كأمره عليه الصلاة والسلام لكعب بن مالك بأن يضع شطر دينه.
٧- حال الإشارة على المستشير، كإشارته على عمر بأن لا يشتري الفرس الذي حمل عليه في سبيل الله وضاع من صاحبه، ولهذا حمل الجمهور هذا النهي على أنه نهي تنزيه، وعلى هذا المحمل حمل زيد بن ثابت حديث النهي عن بيع الثمر قبل بدو صلاحه، قال زيد: (كالمشورة يشير بها عليهم لكثرة خصومتهم).
٨- حال النصيحة؛ كنهية لنعمان بن بشير أن يحل بعض أولاده دون بعض، ولذلك حمله أبو حنيفة ومالك والشافعي على البر والصلة، لا أن عطية بعض الأولاد دون بعض باطلة محرمة، وهكذا نصيحته لفاطمة بنت قيس عن نكاح معاوية لأنه فقير لا مال له؛ فلا دلالة فيه على عدم جواز نكاح الرجل الفقير.
٩- حال طلب حمل النفوس على الكمال؛ كحديث (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، وأمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهنا عن خواتيم أو تختم بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المياثر الحمر، وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج) ففي النهي عن القسي والمياثر الحمر تنزيه لأصحابه عن مظاهر البذخ والفخفخة، وكقوله عليه الصلاة والسلام (لا يمنعن أحدكم جارة خشبة يغرزها في جداره).
١٠- حال تعليم الحقائق العالية؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (أتبصر أُحُدا، ما أحب أن لي مثل أُحُدٍ ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير) فظن أبو ذر أن ذلك أمر عام للأمة فأنكر عليه عثمان رضي الله عنهما.
١١- حال التأديب؛ كهمّه عليه الصلاة والسلام أن يحرق على المنافقين بيوتهم، مع أنه لا يشتبه في أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان ليحرق بيوت المسلمين لأجل شهود الجماعة لاسيما أنه عليه الصلاة والسلام كان يخشى أقل من ذلك وهو أن يقال بأن محمدا يقتل أصحابه، لكن كلامه كان في سياق التهويل في التأديب.
١٢- حال التجرد عن الإرشاد وهو ما يرجع إلى العمل الجبلي والحياتي الاعتيادي، وعلامته عدم الحرص على فعله، كالمشي في الطريق والركوب في السفر، ونزوله في بطحاء المحصب الذي قالت فيه عائشة رضي الله عنها: (ليس التحصب بشيء وإنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح في خروجه إلى المدينة).
وفيما يلي تلخيص لما ذكره ابن عاشور مع شيء من التصرف اليسير الذي تقتضيه ضرورة الصياغة:
١- حال التشريع وهو الأغلب؛ مثل خطبة حجة الوداع.
٢- حال الإفتاء، كقوله (افعل ولا حرج)، والفتوى تفارق التشريع بأنها قد لا تكون عامة في جميع البلدان كالنهي عن الانتباذ في الدباء؛ لأنه في القطر الحار كالحجاز يسرع إليه التخمر بخلاف القطر البارد.
٣- حال القضاء؛ نحو (اسق يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر) وعلامته حضور خصمين، أما إذا حضر أحدهما كخبر هند بنت عتبة فليس من القضاء، ويفارق التشريع بأن له تعلق بالصورة المحكوم فيها.
٤- حال الإمارة؛ كالأوامر والنواهي التي تصدر في الحرب؛ كالنهي عن أكل الحمر الأهلية في غزوة خيبر، فقد حصل الخلاف فيه هل هو نهي تشريع أو نهي لمصلحة الجيش؟ لأنهم كانوا يحملون على الحمير.
٥- حال الهدي والإرشاد؛ وهو أعم من حال التشريع؛ فتدخل فيه الأوامر والنواهي التي لم يقصد بها الإلزام، مثاله أمر السيد بإلباس عبيده مما يلبس.
٦- حال الإصلاح؛ ويختلف عن القضاء بأنه غير ملزم، كأمره عليه الصلاة والسلام لكعب بن مالك بأن يضع شطر دينه.
٧- حال الإشارة على المستشير، كإشارته على عمر بأن لا يشتري الفرس الذي حمل عليه في سبيل الله وضاع من صاحبه، ولهذا حمل الجمهور هذا النهي على أنه نهي تنزيه، وعلى هذا المحمل حمل زيد بن ثابت حديث النهي عن بيع الثمر قبل بدو صلاحه، قال زيد: (كالمشورة يشير بها عليهم لكثرة خصومتهم).
٨- حال النصيحة؛ كنهية لنعمان بن بشير أن يحل بعض أولاده دون بعض، ولذلك حمله أبو حنيفة ومالك والشافعي على البر والصلة، لا أن عطية بعض الأولاد دون بعض باطلة محرمة، وهكذا نصيحته لفاطمة بنت قيس عن نكاح معاوية لأنه فقير لا مال له؛ فلا دلالة فيه على عدم جواز نكاح الرجل الفقير.
٩- حال طلب حمل النفوس على الكمال؛ كحديث (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، وأمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهنا عن خواتيم أو تختم بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المياثر الحمر، وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج) ففي النهي عن القسي والمياثر الحمر تنزيه لأصحابه عن مظاهر البذخ والفخفخة، وكقوله عليه الصلاة والسلام (لا يمنعن أحدكم جارة خشبة يغرزها في جداره).
١٠- حال تعليم الحقائق العالية؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (أتبصر أُحُدا، ما أحب أن لي مثل أُحُدٍ ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير) فظن أبو ذر أن ذلك أمر عام للأمة فأنكر عليه عثمان رضي الله عنهما.
١١- حال التأديب؛ كهمّه عليه الصلاة والسلام أن يحرق على المنافقين بيوتهم، مع أنه لا يشتبه في أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان ليحرق بيوت المسلمين لأجل شهود الجماعة لاسيما أنه عليه الصلاة والسلام كان يخشى أقل من ذلك وهو أن يقال بأن محمدا يقتل أصحابه، لكن كلامه كان في سياق التهويل في التأديب.
١٢- حال التجرد عن الإرشاد وهو ما يرجع إلى العمل الجبلي والحياتي الاعتيادي، وعلامته عدم الحرص على فعله، كالمشي في الطريق والركوب في السفر، ونزوله في بطحاء المحصب الذي قالت فيه عائشة رضي الله عنها: (ليس التحصب بشيء وإنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح في خروجه إلى المدينة).
16.04.202515:17
•| «إحدىٰ عشِرة» (1 / 2) |•
مِن الحكايات في بلاد موريتانيا ...
يشيعُ في شيوخِنا الموريتانيّين ــ وخاصّةً منهم أهلَ الجنوبِ، وأرضِ (القبلة) ــ العنايةُ بالعربيّة نحوًا ولغةً وشعرًا، إلى الغايةِ الّتي ليستْ وراءَها غايةٌ، يحفظون المتونَ الطّويلةَ، ويضمّون إليها الشّواهدَ الكثيرةَ، ويستظهرون شواذَّ النّقلِ، ويتحجَّرون اللّغاتِ ــ كما يعبِّر أبو الفتحِ ــ أيَّما تحجُّرٍ، ومعوَّلُهم على الاستقصاءِ في النّقلِ، وتقصّي النّوادرِ، على الخُطّةِ الّتي استقرّتْ بمصنّفاتِ المتأخّرين مِن علماءِ العربيّةِ، كابنِ مالكٍ، وأبي حيّان، ومَن أخَذ إِخذَهما، كابنِ هشامٍ الأنصاريّ، والفيروزآباديّ، والسّيوطيّ، رحمهم الله جميعًا. ويتلقَّىٰ شيوخُنا ذٰلك بواسطةِ ما لخّصه علماؤُهم مِن النُّظُمِ والطُّرَرِ الشّائعةِ في الإقراءِ عندهم، فهم يتزوَّدون بها أتمَّ تزوُّدٍ، ثمّ يعكفون عليها بعدَ أزمانِ الدّراسةِ، ويلازمونها في أوقاتِ الاستعمالِ، ولا يعودون علىٰ ما حصَّلوا ببيانِ مَراتبِه، وتحريرِ منازعِه، وتنقيحِ أحكامِه، والكشفِ عن الفصيحِ منه والقبيح، والمأنوسِ والحوشيّ، والصّحيحِ والمدخولِ، والشّائع والقليلِ، فلا يراعون ذٰلك في مُنشآتهم، ولا تكادُ تجدُ للتّمييزِ بينه أثرًا.
فـ«فَنُّ الفصيحِ» ليس مِن فنونِ الموريتانيّين، إلّا ما ندَر. وإذا ابتغيتَ التّعلّةَ لذٰلك وجَدتَّ مِن أظهرِها عمَلَ السّابقِ إلى القلبِ، وأنّ ابتغاءَ الفصيحِ دربٌ منافٍ لدربِ استظهارِ اللّغةِ الّذي له فيهم المنزلةُ المنيفةُ، فهم لا يبغون عنه حِولًا. وقد دخَلهم نظامُ «موطّأة الفصيح» لابن المرحَّل، ولم يُنزِلوه مُنزَلَ كتبِ التّحصيلِ، ولم يَشِعْ في المحاضرِ شيوعَ غيرِه، ومَن يستعملْه منهم فإنّما يلتقطُ شواهدَ يدُسُّها في أغراضِ تحجُّرِ اللّغةِ، أو تفسيرِها، ولو أنّهم فتَّشوه علىٰ مرادِه لكان لهم فيه النّصيحُ بفنِّ الفصيح.
وكنتُ حفظتُ في بلادي «الموطّأةَ»، وتبيَّنتُ أغراضَها الّتي استهدفها ثعلبٌ بما صدَّر الكتابَ مِن جملةٍ عقَدتُّها يومئذٍ إذ لم أجدها معقودةً، فقلتُ:
هٰذا اختيارُ أفصحِ الكَلامِ
في مَسرَحِ الألسُنِ والقِلامِ
فمنه ما فيه لِسانٌ واحدُ
وخالفته النّاسُ فهْو وافدُ
ومنه ما فيه لُغًا مُختلِفَهْ
فجاءت الفُصحىٰ رِوًى مُزدَلِفَهْ
أمّا الّذي لم تتفاوتْ كثرتُهْ
لأنّه مستعمَلٌ فأنعَتُهْ
وجلّىٰ لي بحوثَها أمثالُ ابنِ دُرُستَوَيه في «تصحيحِ الفصيحِ»، وما اتّصل به مِن كتبِ لحنِ العامّة، بل ما عاد إلىٰ كتب اللّغةِ القديمةِ مِن التّشديدِ في المرويّ، والتّمييزِ للمَراتبِ، وكان في «تهذيبِ اللّغة» و«صحاح الجوهريّ» مِن ذٰلك ما ثبَّت قدمي، وبيّن لي المحجّةَ، إلىٰ ما تعلّمتُه في مقدّماتِ البلاغةِ مِن اشتراطِ الفصاحةِ، وبيانِ أوصافِها، وما تفقَّدتُّه مِن تصديقِ ذٰلك في كلامِ عِليةِ الأدباءِ ومنشَآتِهم. وكان هٰذا كلُّه قد استنَد إلىٰ كلمةٍ عارضةٍ حفظتُها عن ابنِ هشامٍ الأنصاريّ في «شرحِ شذور الذّهب»، يومَ قرأناه علىٰ شيخِنا بالجزائر، وذٰلك أنّه قال: «واللّغاتُ الشّاذّةُ لا تنحصرُ، وإنّما يُعمَلُ علىٰ ما عليه الفُصَحاءُ الموثوقُ بلغتِهم»، ففتحتْ هٰذه الكلمةُ عيني علىٰ آفاقٍ مِن العلمِ ينقلبُ عنها البصرُ وهو حسيرٌ، ثمّ وجَدتُّ لها أخواتٍ عن رجالٍ هم أرسخُ قدمًا في اللّغةِ، وأبصرُ بالعربيّة، مثلِ أبي زكريّا الفرّاء، وابن الجَوَاليقيّ، وأيقنتُها جادّةً بيّنةً.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
مِن الحكايات في بلاد موريتانيا ...
يشيعُ في شيوخِنا الموريتانيّين ــ وخاصّةً منهم أهلَ الجنوبِ، وأرضِ (القبلة) ــ العنايةُ بالعربيّة نحوًا ولغةً وشعرًا، إلى الغايةِ الّتي ليستْ وراءَها غايةٌ، يحفظون المتونَ الطّويلةَ، ويضمّون إليها الشّواهدَ الكثيرةَ، ويستظهرون شواذَّ النّقلِ، ويتحجَّرون اللّغاتِ ــ كما يعبِّر أبو الفتحِ ــ أيَّما تحجُّرٍ، ومعوَّلُهم على الاستقصاءِ في النّقلِ، وتقصّي النّوادرِ، على الخُطّةِ الّتي استقرّتْ بمصنّفاتِ المتأخّرين مِن علماءِ العربيّةِ، كابنِ مالكٍ، وأبي حيّان، ومَن أخَذ إِخذَهما، كابنِ هشامٍ الأنصاريّ، والفيروزآباديّ، والسّيوطيّ، رحمهم الله جميعًا. ويتلقَّىٰ شيوخُنا ذٰلك بواسطةِ ما لخّصه علماؤُهم مِن النُّظُمِ والطُّرَرِ الشّائعةِ في الإقراءِ عندهم، فهم يتزوَّدون بها أتمَّ تزوُّدٍ، ثمّ يعكفون عليها بعدَ أزمانِ الدّراسةِ، ويلازمونها في أوقاتِ الاستعمالِ، ولا يعودون علىٰ ما حصَّلوا ببيانِ مَراتبِه، وتحريرِ منازعِه، وتنقيحِ أحكامِه، والكشفِ عن الفصيحِ منه والقبيح، والمأنوسِ والحوشيّ، والصّحيحِ والمدخولِ، والشّائع والقليلِ، فلا يراعون ذٰلك في مُنشآتهم، ولا تكادُ تجدُ للتّمييزِ بينه أثرًا.
فـ«فَنُّ الفصيحِ» ليس مِن فنونِ الموريتانيّين، إلّا ما ندَر. وإذا ابتغيتَ التّعلّةَ لذٰلك وجَدتَّ مِن أظهرِها عمَلَ السّابقِ إلى القلبِ، وأنّ ابتغاءَ الفصيحِ دربٌ منافٍ لدربِ استظهارِ اللّغةِ الّذي له فيهم المنزلةُ المنيفةُ، فهم لا يبغون عنه حِولًا. وقد دخَلهم نظامُ «موطّأة الفصيح» لابن المرحَّل، ولم يُنزِلوه مُنزَلَ كتبِ التّحصيلِ، ولم يَشِعْ في المحاضرِ شيوعَ غيرِه، ومَن يستعملْه منهم فإنّما يلتقطُ شواهدَ يدُسُّها في أغراضِ تحجُّرِ اللّغةِ، أو تفسيرِها، ولو أنّهم فتَّشوه علىٰ مرادِه لكان لهم فيه النّصيحُ بفنِّ الفصيح.
وكنتُ حفظتُ في بلادي «الموطّأةَ»، وتبيَّنتُ أغراضَها الّتي استهدفها ثعلبٌ بما صدَّر الكتابَ مِن جملةٍ عقَدتُّها يومئذٍ إذ لم أجدها معقودةً، فقلتُ:
هٰذا اختيارُ أفصحِ الكَلامِ
في مَسرَحِ الألسُنِ والقِلامِ
فمنه ما فيه لِسانٌ واحدُ
وخالفته النّاسُ فهْو وافدُ
ومنه ما فيه لُغًا مُختلِفَهْ
فجاءت الفُصحىٰ رِوًى مُزدَلِفَهْ
أمّا الّذي لم تتفاوتْ كثرتُهْ
لأنّه مستعمَلٌ فأنعَتُهْ
وجلّىٰ لي بحوثَها أمثالُ ابنِ دُرُستَوَيه في «تصحيحِ الفصيحِ»، وما اتّصل به مِن كتبِ لحنِ العامّة، بل ما عاد إلىٰ كتب اللّغةِ القديمةِ مِن التّشديدِ في المرويّ، والتّمييزِ للمَراتبِ، وكان في «تهذيبِ اللّغة» و«صحاح الجوهريّ» مِن ذٰلك ما ثبَّت قدمي، وبيّن لي المحجّةَ، إلىٰ ما تعلّمتُه في مقدّماتِ البلاغةِ مِن اشتراطِ الفصاحةِ، وبيانِ أوصافِها، وما تفقَّدتُّه مِن تصديقِ ذٰلك في كلامِ عِليةِ الأدباءِ ومنشَآتِهم. وكان هٰذا كلُّه قد استنَد إلىٰ كلمةٍ عارضةٍ حفظتُها عن ابنِ هشامٍ الأنصاريّ في «شرحِ شذور الذّهب»، يومَ قرأناه علىٰ شيخِنا بالجزائر، وذٰلك أنّه قال: «واللّغاتُ الشّاذّةُ لا تنحصرُ، وإنّما يُعمَلُ علىٰ ما عليه الفُصَحاءُ الموثوقُ بلغتِهم»، ففتحتْ هٰذه الكلمةُ عيني علىٰ آفاقٍ مِن العلمِ ينقلبُ عنها البصرُ وهو حسيرٌ، ثمّ وجَدتُّ لها أخواتٍ عن رجالٍ هم أرسخُ قدمًا في اللّغةِ، وأبصرُ بالعربيّة، مثلِ أبي زكريّا الفرّاء، وابن الجَوَاليقيّ، وأيقنتُها جادّةً بيّنةً.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
post.reposted:
إبراهيم المنوفي

15.04.202516:34
هناك مرحلة في طريق طالب العلم تضعه على المحك، إما يرتقي أو يهوي، وهي مرحلة "نِصف العلم"، فيها ينطق بألفاظ العلم وحدوده، ويتمثل شيئا من آدابه ورسومه، لكن ليس له ملَكة ولا دربة فيه وطول مصاحبة، وخطورة هذه المرحلة في أنها تُشعر صاحبها بنقلة علمية، مِن جهلٍ مُعمٍ إلى إشراف على أشعة العلم، فيظن أنه بلغ الكُدية وليس وراء ما عَلِمه عِلمٌ آخر، وهلكته في الكِبر والعجب، ونجاته في الحلم والتواضع.
14.04.202519:51
عالمٌ قَذِر، بقوانين الغابِ الوحشيّةِ الهَمِجة ...
يريدون مِن صاحبِ البيتِ الأبرّ أن يلقيَ ما بيدِه ويكونَ أعزلَ، ويتلقّاهم بالقفا العريضِ، ليذيقوه مِن مُرِّ العتادِ الأفتكِ ما جُمِّع لهم مِن الشّرق والغرب، ثمّ يُدَسُّ مَن ينوبُ عنهم في المساومةِ مِن بني جِلدتِنا، فيتولَّى تدبيرَ خطّتِهم، بكلّ وقاحةٍ وشَنَآنٍ!
ألا لهم الخزيُ والنّار، والخَيبةُ والشّنار، والنَّكالُ والدّمار. وإنّ اللهَ لهو العزيز الجبّار.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
يريدون مِن صاحبِ البيتِ الأبرّ أن يلقيَ ما بيدِه ويكونَ أعزلَ، ويتلقّاهم بالقفا العريضِ، ليذيقوه مِن مُرِّ العتادِ الأفتكِ ما جُمِّع لهم مِن الشّرق والغرب، ثمّ يُدَسُّ مَن ينوبُ عنهم في المساومةِ مِن بني جِلدتِنا، فيتولَّى تدبيرَ خطّتِهم، بكلّ وقاحةٍ وشَنَآنٍ!
ألا لهم الخزيُ والنّار، والخَيبةُ والشّنار، والنَّكالُ والدّمار. وإنّ اللهَ لهو العزيز الجبّار.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
13.04.202518:46
بعد لحظاتٍ إن شاء الله.
10.04.202507:59
•| الخلاص من الفتور |•
كنتَ شكَوتَ إليّ فتورًا أصابك في غيرِ وقتِ الفتورِ، وأنّك تجاهدُه ما استطعتَ، وسألتَ كيف ترفعُه عن نفسِك؟
فقلتُ لك يومئذٍ:
الجوابُ ما في السّؤالِ مِن المجاهدةِ، مع الاستعانةِ باللهِ سبحانه، وتجديد العهد به، وهو الواهبُ الهِمَمَ، المنجزُ الحوائجَ، القاضي الأمورَ.
وقد قدّر اللهُ تعالى أن لا يتمّ لابنِ آدمَ سعيٌ له فيه شِرّةٌ إلّا أن يَجتاحَه فتورٌ يأخذُ منه، ويخالجَه نقصٌ في عملِه يأتي علىٰ همّتِه وصنعِه، بلوىٰ مِن الله وتنبيهًا. ولو أنّ الإنسانَ كلّما أراد شيئًا فعَله، وكلّما عزَم علىٰ شيءٍ بلَغ منه آخرَه، لنسي اللهَ الّذي يرُبُّه بنعمتِه، ولطغىٰ بنفسِه وتجبَّر. ولكنّ اللهَ سبحانه وبحمده جعَل مشيئةَ العبدِ تابعةً لمشيئتِه ليدومَ تعلُّق العبدِ بمولاه، ويبتغيَ نجازَ حاجتِه عنده أبدًا.
فأنت وهمّتُك للهِ سبحانه يحكُمُ فيك بما يريدُ، وفي انصرافِك عمّا تحبُّ وانفساخِ عزيمتِك دليلٌ علىٰ أنّ لك رَبًّا يتصرَّفُ فيك، ويفعلُ بك ما يشاءُ، وأنّك له مِلكًا ومُلكًا، وأنّ ما شاء اللهُ كان وما لم يشأْ لم يكن ... كما قيل لبعضِ الغابرين: بم عرَفتَ ربَّك؟ قال: «بفسخِ العزمِ، ومنعِ الهمّ».
فأْتِ المطلبَ مِن بابِه، فعُدْ إلى اللهِ، واطّرحْ بين يديه، واعترفْ له بعجزِك وقدرتِه، وضعفِك وقوّتِه، وذلّتِك وعزّتِه، وفقرِك وغناه، وحاجتِك وصَمْدِه، وأَيقِن أنّ مَخلَصَك عندَه وحدَه، وأنّ حاجتَك منجزُها هو سبحانه وحده، وأن لا ملجَاْ لك ولا منجَىٰ منه إلّا إليه، وحَرِّك بذٰلك قلبَك تحريكَ التّوجُّه والتّعلُّق، فادخُلْ في حضرتِه، واجعَلْ مُرادَك تابعًا لمرادِه، ومَحِّضْ قلبَك لرضاه، وسَلْه أن يزيلَ عنك القاطعَ، ويرفعَ عنك المانعَ، وأن يجمعَ منك الشّملَ، ويَعزِمَ لك على الرُّشدِ، وأن يرزقَك الهمّةَ الماضيةَ، والعزيمةَ القعساء، وأن يقضيَ لك الأرَبَ كما يحبُّ، وأن يبارك لك في ما يؤتيك، واعقِدْ أن تَصرِفَ ما آتاك في ما يرضيه، ليباركَ لك فيه ويجعلَه ميمونًا، وأن تتبلّغَ بما فيه ابتلاك أن تكونَ في جوارِه وحمايتِه، ليُحِلَّ عليك رضاه، وتعلَّقْ بجنابِه أنّه ما مِن شيءٍ إلّا عنده سبحانه خزائنُه، وادعُه أنّه لا قابضَ لما بسَط، ولا باسطَ لما قبَض، ولا هاديَ لمَن أضلّ، ولا مضلّ لمَن هدىٰ، ولا مقرِّبَ لما باعد، ولا مباعدَ لما قرَّب، ولا خاذلَ لمَن وفَّق، ولا موفِّق لمَن خذَل، ولا محرِّك لما وقَف، ولا واقفَ لما حرَّك، وأنّه يخرجُ الحيَّ مِن الميِّت، ويخرجُ الميِّتَ مِن الحيِّ، وادعُ بدعوةِ النّبيِّ ﷺ: «اللهم إنّي أعوذُ بك مِن العجزِ، والكسَل، والجُبْنِ، والبَخَلِ، والهرَم، وضَلَعِ الدَّينِ وغلَبةِ الرّجالِ».
افعَلْ هٰذا، وستجدُ بَرْدَ الطّاعةِ بين جنبيك، وحِسَّ اليقينِ يعلوك، وخِفَّتك إلى الخيرِ، ونقاءَ روحِك، بل تنفتحُ لك أبوابٌ تُغنيك عن الذّهابِ في ظاهرِ العلمِ الّذي لا عملَ فيه، وتشغلُك مَلَذّاتُها عن الجمادِ الّذي تظنُّ به السَّداد!
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
كنتَ شكَوتَ إليّ فتورًا أصابك في غيرِ وقتِ الفتورِ، وأنّك تجاهدُه ما استطعتَ، وسألتَ كيف ترفعُه عن نفسِك؟
فقلتُ لك يومئذٍ:
الجوابُ ما في السّؤالِ مِن المجاهدةِ، مع الاستعانةِ باللهِ سبحانه، وتجديد العهد به، وهو الواهبُ الهِمَمَ، المنجزُ الحوائجَ، القاضي الأمورَ.
وقد قدّر اللهُ تعالى أن لا يتمّ لابنِ آدمَ سعيٌ له فيه شِرّةٌ إلّا أن يَجتاحَه فتورٌ يأخذُ منه، ويخالجَه نقصٌ في عملِه يأتي علىٰ همّتِه وصنعِه، بلوىٰ مِن الله وتنبيهًا. ولو أنّ الإنسانَ كلّما أراد شيئًا فعَله، وكلّما عزَم علىٰ شيءٍ بلَغ منه آخرَه، لنسي اللهَ الّذي يرُبُّه بنعمتِه، ولطغىٰ بنفسِه وتجبَّر. ولكنّ اللهَ سبحانه وبحمده جعَل مشيئةَ العبدِ تابعةً لمشيئتِه ليدومَ تعلُّق العبدِ بمولاه، ويبتغيَ نجازَ حاجتِه عنده أبدًا.
فأنت وهمّتُك للهِ سبحانه يحكُمُ فيك بما يريدُ، وفي انصرافِك عمّا تحبُّ وانفساخِ عزيمتِك دليلٌ علىٰ أنّ لك رَبًّا يتصرَّفُ فيك، ويفعلُ بك ما يشاءُ، وأنّك له مِلكًا ومُلكًا، وأنّ ما شاء اللهُ كان وما لم يشأْ لم يكن ... كما قيل لبعضِ الغابرين: بم عرَفتَ ربَّك؟ قال: «بفسخِ العزمِ، ومنعِ الهمّ».
فأْتِ المطلبَ مِن بابِه، فعُدْ إلى اللهِ، واطّرحْ بين يديه، واعترفْ له بعجزِك وقدرتِه، وضعفِك وقوّتِه، وذلّتِك وعزّتِه، وفقرِك وغناه، وحاجتِك وصَمْدِه، وأَيقِن أنّ مَخلَصَك عندَه وحدَه، وأنّ حاجتَك منجزُها هو سبحانه وحده، وأن لا ملجَاْ لك ولا منجَىٰ منه إلّا إليه، وحَرِّك بذٰلك قلبَك تحريكَ التّوجُّه والتّعلُّق، فادخُلْ في حضرتِه، واجعَلْ مُرادَك تابعًا لمرادِه، ومَحِّضْ قلبَك لرضاه، وسَلْه أن يزيلَ عنك القاطعَ، ويرفعَ عنك المانعَ، وأن يجمعَ منك الشّملَ، ويَعزِمَ لك على الرُّشدِ، وأن يرزقَك الهمّةَ الماضيةَ، والعزيمةَ القعساء، وأن يقضيَ لك الأرَبَ كما يحبُّ، وأن يبارك لك في ما يؤتيك، واعقِدْ أن تَصرِفَ ما آتاك في ما يرضيه، ليباركَ لك فيه ويجعلَه ميمونًا، وأن تتبلّغَ بما فيه ابتلاك أن تكونَ في جوارِه وحمايتِه، ليُحِلَّ عليك رضاه، وتعلَّقْ بجنابِه أنّه ما مِن شيءٍ إلّا عنده سبحانه خزائنُه، وادعُه أنّه لا قابضَ لما بسَط، ولا باسطَ لما قبَض، ولا هاديَ لمَن أضلّ، ولا مضلّ لمَن هدىٰ، ولا مقرِّبَ لما باعد، ولا مباعدَ لما قرَّب، ولا خاذلَ لمَن وفَّق، ولا موفِّق لمَن خذَل، ولا محرِّك لما وقَف، ولا واقفَ لما حرَّك، وأنّه يخرجُ الحيَّ مِن الميِّت، ويخرجُ الميِّتَ مِن الحيِّ، وادعُ بدعوةِ النّبيِّ ﷺ: «اللهم إنّي أعوذُ بك مِن العجزِ، والكسَل، والجُبْنِ، والبَخَلِ، والهرَم، وضَلَعِ الدَّينِ وغلَبةِ الرّجالِ».
افعَلْ هٰذا، وستجدُ بَرْدَ الطّاعةِ بين جنبيك، وحِسَّ اليقينِ يعلوك، وخِفَّتك إلى الخيرِ، ونقاءَ روحِك، بل تنفتحُ لك أبوابٌ تُغنيك عن الذّهابِ في ظاهرِ العلمِ الّذي لا عملَ فيه، وتشغلُك مَلَذّاتُها عن الجمادِ الّذي تظنُّ به السَّداد!
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
Показано 1 - 24 из 116
Войдите, чтобы разблокировать больше функциональности.