tapswap community
tapswap community
Notcoin Community
Notcoin Community
Whale Chanel
Whale Chanel
tapswap community
tapswap community
Notcoin Community
Notcoin Community
Whale Chanel
Whale Chanel
فتاوى وإجابات الشيخ أ.د. حاكم المطيري avatar

فتاوى وإجابات الشيخ أ.د. حاكم المطيري

قناة تختص بنشر فتاوى وإجابات فضيلة الشيخ أ.د.حاكم العبيسان المطيري-حفظه الله-
TGlist 评分
0
0
类型公开
验证
未验证
可信度
不可靠
位置
语言其他
频道创建日期Квіт 08, 2022
添加到 TGlist 的日期
Бер 29, 2025

"فتاوى وإجابات الشيخ أ.د. حاكم المطيري" 群组最新帖子

📩 س/ ما هي الأسباب التي أدت إلى سقوط الخلافة الراشدة (من زمن أمير المؤمنين أبي بكر إلى الحسن بن علي) وتحولها للملك؟

▫️ج/ لم تسقط الخلافة الراشدة التي جعلها النبيﷺ النموذج للرشد السياسي بعده، والمعيار الذي يجب الالتزام بنهجها، كما قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين)، وقال: (خلافة النبوة ثلاثون سنة)، وقال: (تكون النبوة ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)، بل انتهت كمدة زمانية محددة شرعا كنموذج، لا كمنهج، ثم بدأت الخلافة العامة التي تتفاوت في رشدها بحسب اتباعها لسنن الخلفاء الراشدين ومنهجهم، فتارة تبعد عن نهجهم، وتارة تقارب سننهم حتى توصف بالرشد، كما وصفت بذلك خلافة عبد الله بن الزبير، وخلافة عمر بن عبد العزيز، وخلافة سليمان بن عبدالملك، الذي لقب بالمهدي لعدله وهو الذي استخلف عمر بن عبدالعزيز، وخلافة يزيد بن الوليد بن عبدالملك، وكذا وصف هشام بن عبدالملك بالعدل والصلاح، وكذا اشتهر المهدي العباسي بالعدل والصلاح، وكذا هارون الرشيد، وحفيده المتوكل على الله، والمهتدي بالله، والمعتضد بالله، والمتقي لله، والقادر بالله، والقائم بأمر الله، والمقتدي بأمر الله، والمستظهر بالله، والمسترشد، والراشد، والمقتفي، والمستنجد بالله، والمستضيء، والظاهر، فهؤلاء وغيرهم من الخلفاء -وهم الأكثر عددا، والأطول مددا- الذين ذكر المؤرخون كابن جرير والذهبي وابن كثير عنهم اشتهارهم بالعلم والعدل والصلاح، والأقل هم من وصفوا بالجور والظلم، وهؤلاء خلفاء الخلافة العامة في الإسلام، الذين قال عنهم النبي ﷺ كما في الصحيحين: (يكون خلفاء فيكثرون فأوفوا بيعة الأول فالأول)، وقال كما في صحيح مسلم: (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش)، وقال: (ثم تكون خلافة رحمة)، فسماهم النبيﷺ خلفاء كما في الأحاديث الصحيحة، وخلافة، ولم يسمهم ملوكا ولا ملكا، وإنما شابوا الخلافة الإسلامية كنظام سياسي بأبهة الملك، لا أن الخلافة خرجت عن طبيعتها إلى مملكة وملوك كالأكاسرة والقياصرة، يتوارثون الملك ويستعبدون الرعية، بل ظلت الخلافة لطابعها الإسلامي تمنع من ذلك كله، فالخليفة مسلم من المسلمين ليس ملكا عليهم بل خليفة لهم، وهو وهم سواء تحت حكم الشرع، وأجمع المسلمون على أن الخلافة إمامة شرعية لا يدخلها التوارث، وأنها لا تنعقد إلا ببيعة أهل الحل والعقد لمن توافرت فيه شروط الإمامة، حتى لمن عهد له بولاية العهد، لا بالاستحقاق الوراثي!
ولم يعرف المسلمون الملوك والملكيات والتوريث بالاستحقاق الجيني الأسري إلا بعد سقوط الخلافة، واستنساخ النموذج الملكي البريطاني الذي احتل المنطقة وأقام ملكيات وأنظمة حكم وراثية على نمطه في محمياته ومستعمراته، التي جعلت منها دولا وطنية قطرية تحت نفوذها وفرضت عليها نُظمها وقوانينها، فكان الشريف حسين بن علي أول ملك على الحجاز، وفؤاد أول ملك على مصر، وفيصل أول ملك على العراق، وعبدالله أول ملك على الأردن، وابن سعود أول ملك على نجد والحجاز معا بعد تسميتها بالسعودية، ومحمد الخامس أول ملك على المغرب، والسنوسي أول ملك على ليبيا، وهذا الواقع لا علاقة له بخلافة الإسلام ونظامه السياسي، بل هو واقع تشكل في ظل الاحتلال الغربي للعالم العربي والإسلامي، وجاءت معها أيضا الأنظمة الجمهورية الدكتاتورية بالانقلابات العسكرية، والأنظمة الشمولية الطاغوتية الشيوعية والناصرية والبعثية، وهو الواقع الذي يصدق عليه حديث: (ثم تكون ملكا وجبرية)، وحديث أنس: (يكون الملوك، ثم الجبابرة، ثم الطواغيت)، فمعرفة ذلك مهم لمن أراد دراسة تاريخ الإسلام ،وتاريخ الأمة السياسي، ولهذا جاء في الصحيحين الدعوة إلى وحدة الأمة ولزوم الخلافة الواحدة، كمخرج من هذه الفتن العامة، فقالﷺ: (دعاة على أبواب جهنم .. الزم جماعة المسلمين وإمامهم).
…..

📚للاستزادة:

📔 انظر كتاب الحرية والطوفان

📘 تحرير الإنسان وتجريد الطغيان

📓 نهاية الاستبداد .. الأنظمة الملكية والسنن الجاهلية

📕 كتاب عودة الخلافة ج١

📕 عودة الخلافة ج٢

📕 عودة الخلافة ج٣

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
📩 س/ هل يجوز أن ندعو الله ألا يهدي الطغاة المجرمين وأن يقبض أرواحهم على ما هم عليه؟ وهل يجوز السخرية منهم ورسمهم بصور قبيحة؟

▫️ج/ نعم، وهذا دعاء موسى على فرعون، كما في قوله تعالى: ﴿ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم﴾، والسخرية بالظالمين والمعتدين إن كانت من باب الانتصاف منهم، والهجاء لهم، كما كان يهجو حسان المشركين، سواء بالقول كالشعر، أو بالكتابة وبرسوم الكاركاتير، فلا حرج.
وإن تجاوز ذلك للاعتداء عليهم، وبهتهم فيما ليس فيهم، والافتراء عليهم، فلا يجوز.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
📩 س/ هل يجوز قول: "سمع الله لمن أحبه، ربنا ولك الحب"؟ سمعتها من أحدهم، ولم يطب لها قلبي، فأجبني جزيت خيرا.

▫️ج/ لا، فالمعنى غير صحيح! فالله إنما يجيب ويسمع لمن حمده وشكره بتوحيده وطاعته، ومن ذلك حبه، وأما من لم يحمده ويوحده فإن الله لا يجيب له، ولا يحبه، حتى لو أحب هو الله، ثم إن الحب ليس كالحمد، فقد أمر الله عباده بأن يحمدوه حمد العبادة، وأن يوحده به، كما يقتضيه الاستغراق لكل معاني الحمد في قوله تعالى: ‏﴿الحمد لله رب العالمين﴾ أي ليس لغيره حق في شيء من الحمد أصلا، بل له وحده الحمد كله، فما من نعمة في الوجود إلا منه، فهو المحمود وحده عليها، ولهذا يقول المصلي: (سمع الله لمن حمده) ثم يردفه بإعلان التوحيد له بالحمد: (ربنا ولك الحمد).
أما الحب فقد يحب الإنسان الله، ولا يحبه الله لشركه وظلمه وفساده، ولم يوجب الله على عباده إفراده بالحب وتوحيده به، كما الحمد، وإنما أمرهم بتوحيده وإفراده بأعلى معاني الحب وأكملها، فلا يحب المؤمن أحدا أشد من حبه لله، مع إباحة أن يحب غير الله دون حب الله: سواء الحب الطبيعي الفطري كحب الوالدين والولد والزوجة والصديق، أو الحب الإيماني كحب المؤمنين في الله ‏﴿والذين آمنوا أشد حبا لله﴾ وفي الصحيحين: (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما).

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
📩 س/ هل النية الصحيحة للأعمال أن تكون خالصة لله أو لوجه الله سبحانه؟ لقوله تعالى: ﴿إنما نطعمكم لوجه الله﴾؛ علما أن العمل لوجه الله هو عمل مصلحة وحظ نفس؛ للنظر إلى وجهه سبحانه، أما الأعمال بنية أنها لله فهي خالصه له دون مقابل أو مصلحة أو حظ النفس. فما هي النية الصحيحة التي يختارها المسلم؟ هل هي لله أو لوجهه الكريم؟

▫️ج/ العمل لوجه الله المراد به هنا الإخلاص به لله وحده، كما في قوله تعالى‏: ‏﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾، وقال:‏ ‏﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدُ عيناك عنهم﴾..
فقد أمر الله رسوله ﷺ بأن يكون مع هؤلاء الذين يريدون وجهه، والمعنى يريدون الله وحده، لا شيئا آخر غيره..
وأما التفريق بين الأمرين فهو تكلف يعارض ظواهر القرآن، وتصوير أن هناك عبادة لله لا يريد منها العابد الفوز بالجنة ولا النجاة من النار ولا حظ نفسه بالنجاة إلا الحب لله فقط! فعلى فرض إمكانه فليس هذا ما يريده الله من عباده بل أثنى الله على أنبيائه بأنهم كما قال عنهم:‏ ‏﴿يدعوننا رغبا ورهبا﴾ وأثنى على الأنبياء وعلى المؤمنين بالخشية من الله ‏﴿يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله﴾‏ ‏﴿ولم يخش إلا الله﴾.
فمقام الخشية قد يكون أعظم من مقام الحب إذ يجب إفراد الله وحده بالخشية كلها ‏﴿ولم يخش إلا الله﴾.
بينما يجب إفراد الله بأعلى الحب مع محبة غيره كمحبة المؤمنين بعضهم بعضا ومحبة الإنسان زوجته‏ ‏﴿والذين آمنوا أشد حبا لله﴾ وفي الحديث: (وأن يكون الله ورسوله أحب مما سواهما)، فأوجب توحيد الله جل جلاله بأعلى الحب، وأجاز محبة غيره بما لا يخل بمحبته؛ بينما لم يقبل في الخشية والرهبة الإشراك معه غيره فيها ‏ ‏﴿وإياي فارهبون﴾ ‏﴿إياك نعبد﴾.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
📩 س/ هناك من يستدل بحديث الأعمى على جواز التوسل بذات النبي ﷺ فما الفرق بين التوسل بذاته وبدعائه؟

▫️ج/ هذه مسألة التوسل إلى الله بدعاء النبي ﷺ في حياته، وفيها حديث الأعمى عند الترمذي وابن ماجه وأحمد من حديث عثمان بن حنيف: (أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في).

وقد اختلف أهل العلم في صحته وضعفه، ولا خلاف بين الأئمة على المنع من التوسل بذاته ﷺ، فقد نصوا على أنه لا يُسأل الله بمخلوق، لا نبي ولا غيره.
ولهذا توسل عمر والصحابة بدعاء العباس في الاستسقاء لوفاة النبي ﷺ، وعدم القدرة على سؤاله ومخاطبته، ولو جاز التوسل والاستسقاء به ﷺ بعد وفاته ﷺ لما أجمع الصحابة على الاستسقاء بدعاء عمه العباس.
ففرقوا بين التوسل والاستشفاع والتوجه به الممنوع بعد وفاته ﷺ ، والتوسل به المشروع في حياته، كما في حديث الأعمى حيث علمه النبي ﷺ الدعاء وفيه (فشفعه فيَّ) يعني اقبل استشفاعي به في دعائي كما علمني وأمرني ﷺ.
فالأعمى يدعو الله ويسأله مباشرة، ولا يسأل النبي ﷺ، وإنما يستشفع به في دعائه ويدعو الله أن يشفعه فيه، فكأنه والنبي ﷺ مشتركان في الدعاء، فالمسئول على كل حال هو الله وحده، والسائل على كل حال الأعمى ومعه النبي ﷺ شفيعا له في أن يقبل الله دعاءه.
فالحديث على فرض صحته مخصوص من جهتين:
- من جهة أنه في حياة النبي ﷺ، لا بعد وفاته.
- ومن جهة أنه كان بأمره ﷺ وبإرادته ﷺ الاستشفاع للأعمى فعلا في الدعاء، ولهذا علمه وطلب منه أن يدعو الله أن يقبل شفاعة النبي ﷺ فيه، لأنه ﷺ يريد ذلك له، وهو الذي أمره به.
ولهذا استجاب الله دعاء الأعمى.
وكلاهما متعذر وقوعه ومعرفته بعد وفاته ﷺ، ولهذا توسل عمر بدعاء العباس عم النبي ﷺ، كما في صحيح البخاري أنهم قحطوا فدعا عمر العباس، وقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإن نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)، ثم أمر العباس أن يدعو فدعا فأمطروا.
وكذا توسل معاوية والضحاك بن قيس بدعاء العابد الزاهد يزيد بن الأسود الجرشي، فقد خرج معاوية يستسقي، فلما قعد على المنبر، قال : (أين يزيد بن الأسود؟ فناداه الناس، فأقبل يتخطاهم، فأمره معاوية، فصعد المنبر، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا يزيد بن الأسود، يا يزيد ارفع يديك إلى الله.. فرفع يديه ورفع الناس).
فلم يعرف الصحابة التوسل والاستشفاع بأحد إلا بدعائه، لا بذاته ولا بجاهه، والدعاء هو العبادة، فلا يُدعى إلا الله، ولا يتوجه إليه بذات أحد ولا جاهه، فالله أجل وأعظم أن يسأل بجاه مخلوق، وإنما يتوسل إليه بدعاء الشافع والمشفوع له، لأن دعاءهما توحيد لله وإخلاص له، وهو مما يحبه الله ويرضاه، وأن يدعو المؤمن لأخيه ‏وللمؤمنين ‏﴿ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
📩 س/ أحسن الله إليكم شيخنا .أنا رجل عامي، الرجاء التوضيح بتفصيل ما هو التوسل المباح وغير المباح والاستغاثه أيضا، فقد اختلط عليّ الأمر. وهل يجوز قول: (مدد يا محمد)؟

▫️ج/ وأحسن الله إليكم..
كل توسل، وتزلف إلى الله، وتقرب إليه بعمل صالح مشروع مسنون عن النبي ﷺ؛ فهو جائز، وكل توسل غير مشروع ولا مسنون عن النبي ﷺ؛ فغير جائز، ثم قد يكون بدعة صغيرة أو كبيرة، وقد يكون شركا أصغر، وقد يكون شركا أكبر، بحسب مضادته للسنة النبوية من جهة، ومصادمته لحقيقة الإسلام والتوحيد من جهة أخرى..
وقول: (مدد يا محمد) غير مسنون ولا مشروع، ولم يثبت عن النبي ﷺ أنه علّم أصحابه مثل هذا الدعاء، ولا أحد من الصحابة دعا به، ولا أحد أجازه من الأئمة وسلف الأمة؛ فهو ابتداع بلا شك، فهذا من جهة معارضته للسنة والشريعة..
ومن جهة معارضته لحقيقة الإسلام والتوحيد؛ فهو دعاء صريح لجلب نفع أو دفع ضر، والدعاء كما في الحديث هو العبادة، وهو أشرف مقاماتها ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾، فأمر بإفراده بالدعاء وحده لا شريك له، ووعد بالإجابة، وتوعد على الاستكبار عن دعائه وجعله استكبارا عن عبادته؛ إذ الغاية من كل العبادات أصلا هو دعاء الله ليغفر ويرحم، أو يرزق ويسلّم، كما أمر بذلك ﴿وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين﴾..
وكذا أمر بدعائه رغبا ورهبا، كما قال عن الأنبياء وهو يثني على دعائهم الله واستجابة الله لهم ﴿وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا .. فاستجبنا له .. إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا﴾، ﴿وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ۝ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر﴾..
فالأنبياء أنفسهم يدعون الله وحده لدفع ضر وجلب النفع في أمراضهم وأسقامهم وحاجاتهم..
فيجب الإخلاص في الدعاء لله ﴿فادعوه مخلصين له الدين﴾ يعني مخلصين له الدعاء، وهو الذي يخلص المشركون فيه إذا مسهم الضر في البحر؛ كما قال تعالى: ﴿وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين﴾ يعني الدعاء فيستغيثون بالله وحده، فإذا نجاهم أشركوا معه غيره في الدعاء والعبادة ﴿فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون﴾، ومعلوم أنه لا يحصل منهم إذا هاج الموج واضطربت السفينة إلا الاستغاثة والدعاء بأن ينجيهم الله من الكرب، فسمى الله ذلك إخلاصا للدين، ثم إذا نجاهم أشركوا بدعاء غيره!
فدعاء العباد أو الأنبياء كالمسيح أو محمد ﷺ أو الملائكة لدفع الضر وجلب النفع شرك أكبر؛ كما قال تعالى: ﴿إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين﴾..
ومحمد ﷺ عبد لله يدعو الله ويتوسل إليه ﴿وأنه لما قام عبد الله يدعوه﴾، ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ﴿قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله﴾، فكيف يُدعى ﷺ من دون الله؟ أو يستغاث به لدفع الضر؟ وهو نفسه عبد يدعو ربه ويستغيث به، وإنما بعثه الله ليدعو الخلق كلهم إلى توحيد الله بالدعاء!
وهذه هي ملة إبراهيم وحقيقة الحنيفية حيث عرف قومه بربه ووجوب دعوته وحده ﴿الذي خلقني فهو يهدين... وإذا مرضت فهو يشفين﴾..
وهذه حقيقة إسلام الوجه والقلب لله؛ كما أمر الله بذلك محمدا ﷺ ﴿فقل أسلمت وجهي لله﴾، وكما أمر بذلك إبراهيم ﴿إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين﴾ فلا يشرك معه أحدا فيصرف وجهه إليه يدعوه ويرجوه ﴿وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي﴾، ﴿إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ من الشرك والكفر.
فمن صرف وجهه في الدعاء لغير الله؛ فما أسلم وجهه له، ولا سلم قلبه إليه.
وقد علّم النبي ﷺ أمته كيف تدعو الله في كل موطن، وصنف الطبراني كتاب "الدعاء" فيه أكثر من ألفي حديث، كلها تمجيد لله، وتوحيد وإفراد له بالدعاء، ليس فيها حديث واحد يُشرك فيه مع الله أحد بالدعاء، فضلا عن دعوته وحده من دون الله!

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
❂ الفرق بين علاج الشهوات والشبهات..


📩 س/ كنتُ وأنا صغير في السن أستحي أن أنظر إلى أي امرأة، أما الآن فلا أستطيع أن أقلع عن النظر للنساء حتى وإن كانت تبدي ما حرم الله عليها إبداءه، فهل الحل طلب العلم والعمل به أم ماذا؟ واسألك الدعاء بأن يهديني الله صراطه المستقيم وأن يثبتني عليه حتى ألقاه.

▫️ج/ تقوى الله هي الحل! فاخش الله على قدر قدرته عليك، واستح من الله على قدر قربه منك؛ يصلح لك قلبك، ويصلح عملك، فصلاح القلوب والباطن صلاح للجوارح والظاهر، كما في الصحيح: "ألا وإن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"، وفي الحديث أيضا قال ﷺ: "التقوى ههنا وأشار إلى قلبه"، فتقوى القلب وصلاحه هي علاج مثل هذه الآفات، التي يبتلى بها العبد بسبب الشهوات، كما قال تعالى: ﴿فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات﴾، فالشهوات سببها ضعف الإرادة والعزيمة القلبية؛ ولهذا قرن بينها وبين إضاعة الصلوات، بسبب ضعف التقوى والخشية، بخلاف الشبهات فسببها قلة العلم.
والتقوى تتحقق بمداومة الذكر لله وعبادته أكثر مما تتحقق بالعلم والمعرفة؛ ولذا قال الله في شأن الذكر كسبب للتقوى ﴿واذكروا ما فيه لعلكم تتقون﴾، وقال عن العبادة كوسيلة لتقوى الله، والوقاية من سخطه وعقابه: ﴿اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾، وقال في الغاية من فرض الصوم: ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾، والتقوى حال مراقبة واستشعار دائم بمعية الله تحول بين العبد والمعاصي، وكلما أكثر المؤمن من ذكر الله ازدادت محبته لله، وخشيته منه، وإنابته إليه، وتقواه له، فالذكر الدائم لله هو حياة القلب، وكما في الصحيح: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، فإذا صلحت القلوب، وعمرت بالذكر؛ تحلت بالتقوى فصلحت الأعمال، ولهذا لم ينفع أكثر أهل العلم علمهم لما فسدت ضمائرهم، وخبثت سرائرهم، كما جاء في الحديث: "أكثر منافقي أمتي قراؤها"، والقراء: هم العلماء، فالعلم مع شرفه وفضله لا يغني شيئا إذا لم يكن معه خشية لله وتقوى وهي ثمرته وغايته ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾، فالعلماء بالله هم أهل خشيته، وهم العلماء به حقا، فمن لم يخشه فليس بعالم، فالعلم وسيلة والتقوى غاية، فالانشغال بالوسيلة عن الغاية نقص في العقل، وخطل في الرأي!
وبهذا شرفت أمة محمد ﷺ الأمية -بإيمانها وتقواها وخشيتها لله- على أمم أهل الكتاب والعلم قبلها، فلم ينفعهم ما عندهم من العلم، كاليهود لما قست قلوبهم ﴿فهي كالحجارة أو أشد قسوة﴾، ولهذا يوجد في عامة المسلمين من الأميين من هو أكثر تقوى وخشية وورعا من أهل العلم فيها، وكان هؤلاء أكثر ركونا للظالمين، وتبريرا للمجرمين، وتأويلا لظلمهم!
ولم يمدح القرآن من أهل العلم إلا الربانيين، وهم العلماء المتقون الذين يسوسون الخلق بما أمر به الرب، وجاء في تفسير القرطبي: "الرباني العالم بدين الرب الذي يعمل بعلمه .. وقال ابن جبير: ربانيين : حكماء أتقياء... والربانيّ الذي يجمع إلى العلم البصر بالسياسة"، ولهذا قام الربانيون بما قام به النبيون كما في الصحيحين: "إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء"، فالعلماء الربانيون كانوا يسوسون ويعبّدون الخلق للرب وحده، بينما القراء يعبّدونهم للملوك والرؤساء!
فاجتهد على صلاح قلبك وتحليه بالتقوى والخشية لله، فإن يسر الله لك طلب العلم فهو نور على نور، وإلا فالنجاة يوم القيامة لن تكون إلا للنبيين ﴿والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾، ومن لم يكن من أهل هذه الصفات: الصديقية، أو الشهادة، أو الصلاح، فلن ينفعه يوم القيامة وصف عالم ولا متعلم، فأسأل الله لي ولك تقوى يحيي الله بها سرائرنا، وخشية تصلح ضمائرنا، ومعرفة تنير بصائرنا، فكلنا ضال إلا من هداه الله، وكلنا هالك إلا من أنجاه واجتباه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
📩 س/ شيخنا الحبيب، هل سبق أحد شيخ الإسلام في تقسيم التوحيد الثلاثي؟ وما وجه إنكار بعض العلماء في جعل الحاكمية قسما رابعا بل اعتباره بدعة وضلالا؟ وكيف يدعى الاستقراء في تقسيمه؟ أليست الآيات القرآنية والسنة النبوية في تقرير الحاكمية أكثر وضوحا من توحيد الأسماء والصفات؟

▫️ج/ نعم هذا التقسيم الثلاثي لمفهوم التوحيد هو تقسيم علمي بحسب استقراء أنواعه في القرآن، وهو مبثوث في كلام ابن جرير الطبري، وغيره من أئمة التفسير، وفي كلام البخاري في صحيحه، وهذا ظاهر كما في قوله تعالى: ﴿رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا﴾ فذكر توحيد ربوبيته وأفعاله وهو إفراده وحده بالخلق والملك والرزق والتصريف في الوجود إيجادا وإمدادا وإعداما فهو رب السموات والأرض وما بينهما، ثم أوجب ما يستحقه وما يستلزمه ذلك وهو توحيده في عبادته وإفراده بألوهيته ﴿فاعبده﴾ أي وحده لا شريك له وهذا فعل العبد تجاه ربه بأداء حقه بإخلاص الطاعة له، ثم أخبر بأنه ليس له سمي وهذا توحيده بأسمائه وصفاته، وقد ذكر هذا التقسيم الثلاثي بشكل صريح ابن بطة الحنبلي (٣٠٤ - ٣٨٧) في كتابة "الإبانة" في عقيدة أهل السنة، وليس الإشكال هنا بل المشكل هو أن بعض المتأخرين تهاونوا في شأن توحيد الحاكمية الذي أوجب الله إفراده به وجعله من توحيده ﴿إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه﴾، وحرم الإشراك به في حكمه ﴿ولا يشرك في حكمه أحدا﴾، بدعوى أنه ليس من التوحيد أو هو من الفروع لا الأصول! مع أنه من توحيد الربوبية في كونه من أفعال الله فهو الذي يشرع وحده لعباده ويأمر وينهى، ومن توحيد العبادة من حيث وجوب إفراده وحده بالتحاكم إلى كتابه والتزام الحكم بما أنزل على عباده، ومن توحيد الأسماء والصفات من حيث أنه هو الحكم وإليه الحكم وهو الحاكم قدرا وشرعا وجزاءً.
والمنع من إفراد توحيد الحاكمية بالتصنيف كقسم مستقل لا معنى له إلا الوقوف على الرسوم الاصطلاحية، وإلا فهناك تقسيم ثنائي للتوحيد وهو التقسيم الخبري ويشمل توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وتوحيد طلبي وهو توحيد العبادة، ولو قسم التوحيد بحسب أفراده الواردة في القرآن تقسيما علميا أكثرا تفصيلا لكل أنواع التقسيم الثنائي أو الثلاثي فلا حرج في ذلك، ولا مشاحة في الاصطلاح، فالعبرة بحقائق التوحيد نفسها وإفراد الله بكل ما يجب له، دون أن تصبح الاصطلاحات العلمية مانعا من تصور حقيقة التوحيد بكل معانيه القرآنية، وهذا ما حصل قديما حين غلبت الرسوم الاصطلاحية؛ فصار التوحيد علما على توحيد الصفات، فوقع وشاع بين المسلمين شرك العبادة دون أن يتنبهوا لكونه منافيا للتوحيد، لأنهم لم يتصوروا التوحيد إلا بمعناه الاصطلاحي عند المتكلمين لا بمفهومه القرآني! وحتى صار التوحيد عند المعتزلة هو نفي الصفات، وعند مخالفيهم هو إثبات الصفات، واشتهر تعريف المتكلمين للتوحيد بأنه "نفي الأبعاض والأعراض والأغراض"، ونُسي مع مرور الزمن توحيد الألوهية والعبادة مع وضوحه!
إذ كان الالتزام به قديما بدهيا لم يقع فيه أصلا نزاع بين أهل الإسلام لا هو ولا توحيد الحاكمية؛ لأنهما عمليان وليسا علميين نظريين، فكان المسلمون يعبدون الله وحده، ويحتكمون إلى حكمه وشرعه وحده، وهذا هو الإسلام بأوضح صورة، وإنما وقع النزاع في القرن الثاني في توحيد الصفات حتى غلب الاصطلاح عليه، وتناسى المسلمون مع مرور الزمن حقيقة توحيد الله في عبادته وألوهيته ثم توحيده في حاكميته؛ لأنهما لا ذكر لهما في كتب المتكلمين قديما حيث كل الجدل كله يكاد يكون في توحيد الأسماء والصفات، وكذلك تكررت الأزمة المعرفية في هذا العصر حين تم تعطيل حكم الله، فلم يره كثير من أهل العلم ممن غلبت عليه الرسوم الاصطلاحية مشكلة كبرى، فالمهم عندهم هو توحيد العبادة والألوهية أما توحيد الحكم والطاعة فمرجأ! مع أنه هو أصل توحيد العبادة فهي لا تعرف إلا به ولا يعرف التوحيد من الشرك إلا بحكم الله وأمره ونهيه!

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
📩 س/ هل تقسيم التوحيد إلى: توحيد الذات وتوحيد الأفعال وتوحيد الصفات صحيح؟

▫️ج/ هذا التقسيم اقتصر على القسم الأول من أقسام التوحيد وهو التوحيد الخبري -بحسب التقسيم الثنائي لعلم التوحيد- وبقي القسم الثاني وهو التوحيد الطلبي وهو توحيد العبادة والطاعة أي ما يجب على العباد تجاه ربهم من أفراده بأعمالهم وعباداتهم وطاعتهم.
واقتصر على قسمين من أقسام التوحيد -بحسب التقسيم الثلاثي- وهما توحيد الربوبية ويشمل توحيد الذات والأفعال، وتوحيد الأسماء والصفات، وبقي القسم الثالث وهو توحيد الألوهية وهو توحيد العبادة والطاعة.
وراجع ما سبق إجابته عن حقيقة التوحيد والموقف من التقسيمات الاصطلاحية.
https://t.me/askDrHakem/588

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
📩 س/ هل هناك فرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟ عندنا أستاذ يقول لا فرق بينهما والدليل أنه في القبر لا نُسأل من ربك ومن إلٰهك، فقط من ربك، وبماذا أرد عليه؟

▫️ج/ الرب هو الله، كما قال تعالى: ﴿إن ربكم الله﴾، إلا أن كلمة رب وكلمة إله لهما في لغة العرب معنى يخص كلا منهما، إذا اجتمعتا في السياق الواحد، كما قال تعالى: ﴿رب الناس . ملك الناس . إله الناس﴾، فالرب هنا السيد الذي له التصرف في الخلق والتدبير والتربية لهم، والمَلِك هو الذي له المُلك والأمر والنهي والحكم، والإله هو الذي له العبادة والطاعة.
فالربوبية هي اتصاف الله وحده لا شريك له بمعاني الخلق والرزق والإحياء والإماتة وكل خصائص واجب الوجود أزلا وأبدا، والألوهية استحقاقه للعبادة وحده لا شريك له.
وفي القبر يُسأل الميت من ربك؟ لأنه بالموت انتهى الاختبار في العبادة والطاعة، وعاد الإنسان إلى ربه الملك الحق الذي بيده ملكوت كل شيء، كما يقول الله يوم القيامة ﴿لمن الملك اليوم﴾، وفي الصحيح: (من الملك؟ أين ملوك الأرض؟).


•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
📩 س/ جاء في كشاف القناع: (ونص أحمد في المبتدع الداعية يحبس حتى يكف عنها ومن عرف بأذى الناس وأذى مالهم حتى بعينه ولم يكف حبس حتى يموت أو يتوب، قال في الأحكام السلطانية للوالي فعله لا القاضي). ما رأيكم يا دكتور، ألا يعارض ما ذكرتم؟

▫️ج/ هذه أحد أكبر مشكلات الفقه في مرحلة التأويل، حيث تحولت اجتهادات الأئمة الفقهاء عند مقلديهم إلى نصوص كنصوص الشارع مطلقة عن قيدي الزمان والمكان والظرف الذي قيلت فيه!
فالمعلوم أن الإمام أحمد رفض التعرض للمعتزلة والجهمية بعد رفع الفتنة، وكانوا أكثر قضاة الدولة وفقهائها آنذاك، ولم يثبت عنه ولو في حادثة واحدة أنه دعا إلى سجن أحد منهم، وهم كانوا في نظره من أشد طوائف أهل البدع!
فالاحتجاج بعبارة مرسلة تروى عن الإمام أحمد قد تكون حادثة عين في شأن مبتدع له ظرف خاص، واتخاذها أصلا فقهيا لسجن كل داعية لبدعته، لتصبح هي المذهب عنه، ثم توظيفها سياسيا لتمتلئ السجون بالأبرياء بمثل هذه الآراء الضعيفة المرجوحة، وترك المعلوم عن الإمام أحمد نفسه -في موقفه مع أهل البدع في عصره الذين سجنوه وآذوه، وعفوه عنهم بعد خروجه من السجن- هو من أبرز مظاهر الفقه المؤول، خاصة في باب التعزيرات!
ثم لضعف هذا الرأي المروي عن الإمام أحمد الذي يخالف النصوص من الكتاب والسنة المتواترة وسنن الخلفاء الراشدين الذين لم يعرف عنهم أنهم سجنوا دعاة أهل البدع، مع ظهورهم في عصرهم، ولا فعله الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز -فغاية ما فعله الصحابة والتابعون معهم هجرهم وتحذير الناس من بدعتهم- نص القاضي أبو يعلى على أن هذا من اختصاص الولاة لا القضاة! لعدم وجود نص عن الشارع يعاقب بمثل هذه العقوبة!
وهذا الرأي المروي عن الإمام أحمد يخالف مذهب جمهور الفقهاء، كما قال الإمام الشافعي في الأم ٤/ ٢٣٠: (أن عديا كتب لعمر بن عبدالعزيز أن الخوارج عندنا يسبونك! فكتب إليه عمر بن عبد العزيز : إن سبوني فسبوهم أو اعفوا عنهم، وإن أشهروا السلاح فأشهروا عليهم وإن ضربوا فاضربوهم.
قال الشافعي: وبهذا كله نقول، ولا يحل للمسلمين بطعنهم دماؤهم، ولا أن يمنعوا الفيء ما جرى عليهم حكم الإسلام وكانوا أسوتهم في جهاد عدوهم، ولا يحال بينهم وبين المساجد والأسواق، قال ولو شهدوا شهادة الحق وهم مظهرون لهذا قبل الاعتقاد أو بعده وكانت حالهم في العفاف والعقول حسنة.. جازت شهادتهم وهكذا من بغى من أهل الأهواء، ولا يفرق بينهم وبين غيرهم فيما يجب لهم وعليهم من أخذ الحق والحدود والأحكام).
فالشافعي يرى أنه لا فرق بين أهل العدل وأهل الأهواء في الأحكام والقضاء!
وقال الشافعي أيضا في وجوب العدل مع أهل البغي عموما وأهل الذمة وأهل الحرب: (ولو امتنع قاضي أهل البغي من أخذ الحق منهم لمن خالفهم كان بذلك عندنا ظالما، ولم يكن لقاضي أهل العدل أن يمنع أهل البغي حقوقهم قِبل أهل العدل بمنع قاضيهم الحق منهم، قال: وكذلك أيضا يأخذ من أهل العدل الحق لأهل الحرب والذمة، وإن منع أهل الحرب الحق يقع عليهم وأحق الناس بالصبر للحق أهل السنة من أهل دين الله تعالى، وليس منع رئيس المشركين حقا قِبل من بحضرته لمسلم بالذي يحل لمسلم أن يمنع حربيا مستأمنا حقه لأنه ليس بالذي ظلمه.
فيحبس له مثل ما أخذ منه، ولا يمنع رجلا حقا بظلم غيره).
فما ذكره الشافعي هنا في عدم التعرض للخوارج -إذا لم يسلوا السيف على الأمة- وهم أشد الفرق انحرافا وخطرا هو الحق الذي دلت عليه النصوص المتظاهرة والسنن الراشدة المتواترة، وهو المقطوع به من سيرة الإمام أحمد!

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
من السنة أن يصوم المسلم مع أهل بلده، ويفطر معهم يوم العيد، ولا يخالفهم؛ لحديث: (الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون)، سواء كانوا يأخذون بالرؤية أو بالحساب الفلكي، وحتى لو تيقن بنفسه كمال الشهر عن رؤية مباشرة منه للهلال فإنه يفطر معهم ويشهد العيد ودعوة المسلمين، ولا يتخلف عنها، ويقضي وحده يوما بعد العيد.
‏فإن اختلف أهل البلد الواحد والدولة الواحدة، ولا إمام شرعيا لهم، ولا جهة للفتوى جامعة، ولا أكثرية؛ كان حكم أهل مدينته أو قريته حكم البلد، فإن اختلفوا أيضا؛ كان مع الأكثر من أهل مدينته أو قريته، فإن تساووا؛ فله أن يفطر إذا ثبتت الرؤية للهلال من ثقة في بلده أو في أي بلد إسلامي مجاور مشترك مع بلده في المطلع؛ لأن الأصل أن رؤية أهل المطلع الواحد واحدة لقوله ﷺ: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته).

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
📩 أسئلة وإجابات حول أحكام زكاة الفطر


📖 من كتاب

"فريضة الصيام .. آداب وأحكام"

https://t.me/DrHakem_books/68
﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾


📩 س/ هل معنى النعمة في قوله تعالى: ﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾ هي الأعمال الصالحة؟ وكيف لا يكون الحديث بها رياء وسمعة؟ أو معنى النعمة هنا هي زينة الحياة الدنيا من مال وعيال ومسكن إلى آخره؟

▫️ج/ المراد بالنعمة هنا الهداية بالوحي والقرآن والإسلام، فهداه إليه بعد أن كان ضالا عنه لا يدري شيئا عن حقائقه ﴿ووجدك ضالا فهدى﴾، ولأنه قابل ثلاثا بثلاث:
١- فقابل الإيواء له بعد اليتم بوجوب الرحمة باليتيم وعدم قهره {ألم يجدك يتيما فآوى .. فأما اليتيم فلا تقهر}.
٢- وقابل الإغناء بعد العيلة والفاقة والفقر بوجوب الإحسان للمحتاج وعدم رده وطرده {ووجدك عائلا فأغنى .. وأما السائل فلا تنهر}.
٣- وقابل الهداية بعد أن كان ضالا حائرا بوجوب التحديث بالنعمة ودعوة الناس إليها {ووجدك ضالا فهدى .. وأما بنعمة ربك فحدث}.
كما في قوله تعالى عن نعمته على قوم موسى: ﴿كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب﴾ يعني يبدل الهداية والشريعة والكتاب الذي جاء به.
وكقوله تعالى: ﴿ن ۝ والقلم وما يسطرون ۝ ما أنت بنعمة ربك بمجنون﴾.
والتحديث بالهداية والوحي والقرآن هو التذكير بالبلاغ والبيان؛ كقوله: ﴿فذكر بالقرآن﴾.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem

记录

10.05.202523:59
1.5K订阅者
16.12.202423:59
0引用指数
21.12.202423:59
1.4K每帖平均覆盖率
21.12.202423:59
1.4K广告帖子的平均覆盖率
18.05.202500:41
2.02%ER
29.03.202523:59
7.75%ERR
订阅者
引用指数
每篇帖子的浏览量
每个广告帖子的浏览量
ER
ERR
СІЧ '25ЛЮТ '25БЕР '25КВІТ '25ТРАВ '25

فتاوى وإجابات الشيخ أ.د. حاكم المطيري 热门帖子

15.05.202505:25
📩 س/ هل يجوز أن ندعو الله ألا يهدي الطغاة المجرمين وأن يقبض أرواحهم على ما هم عليه؟ وهل يجوز السخرية منهم ورسمهم بصور قبيحة؟

▫️ج/ نعم، وهذا دعاء موسى على فرعون، كما في قوله تعالى: ﴿ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم﴾، والسخرية بالظالمين والمعتدين إن كانت من باب الانتصاف منهم، والهجاء لهم، كما كان يهجو حسان المشركين، سواء بالقول كالشعر، أو بالكتابة وبرسوم الكاركاتير، فلا حرج.
وإن تجاوز ذلك للاعتداء عليهم، وبهتهم فيما ليس فيهم، والافتراء عليهم، فلا يجوز.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
07.05.202518:01
❂ الفرق بين علاج الشهوات والشبهات..


📩 س/ كنتُ وأنا صغير في السن أستحي أن أنظر إلى أي امرأة، أما الآن فلا أستطيع أن أقلع عن النظر للنساء حتى وإن كانت تبدي ما حرم الله عليها إبداءه، فهل الحل طلب العلم والعمل به أم ماذا؟ واسألك الدعاء بأن يهديني الله صراطه المستقيم وأن يثبتني عليه حتى ألقاه.

▫️ج/ تقوى الله هي الحل! فاخش الله على قدر قدرته عليك، واستح من الله على قدر قربه منك؛ يصلح لك قلبك، ويصلح عملك، فصلاح القلوب والباطن صلاح للجوارح والظاهر، كما في الصحيح: "ألا وإن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"، وفي الحديث أيضا قال ﷺ: "التقوى ههنا وأشار إلى قلبه"، فتقوى القلب وصلاحه هي علاج مثل هذه الآفات، التي يبتلى بها العبد بسبب الشهوات، كما قال تعالى: ﴿فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات﴾، فالشهوات سببها ضعف الإرادة والعزيمة القلبية؛ ولهذا قرن بينها وبين إضاعة الصلوات، بسبب ضعف التقوى والخشية، بخلاف الشبهات فسببها قلة العلم.
والتقوى تتحقق بمداومة الذكر لله وعبادته أكثر مما تتحقق بالعلم والمعرفة؛ ولذا قال الله في شأن الذكر كسبب للتقوى ﴿واذكروا ما فيه لعلكم تتقون﴾، وقال عن العبادة كوسيلة لتقوى الله، والوقاية من سخطه وعقابه: ﴿اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾، وقال في الغاية من فرض الصوم: ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾، والتقوى حال مراقبة واستشعار دائم بمعية الله تحول بين العبد والمعاصي، وكلما أكثر المؤمن من ذكر الله ازدادت محبته لله، وخشيته منه، وإنابته إليه، وتقواه له، فالذكر الدائم لله هو حياة القلب، وكما في الصحيح: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، فإذا صلحت القلوب، وعمرت بالذكر؛ تحلت بالتقوى فصلحت الأعمال، ولهذا لم ينفع أكثر أهل العلم علمهم لما فسدت ضمائرهم، وخبثت سرائرهم، كما جاء في الحديث: "أكثر منافقي أمتي قراؤها"، والقراء: هم العلماء، فالعلم مع شرفه وفضله لا يغني شيئا إذا لم يكن معه خشية لله وتقوى وهي ثمرته وغايته ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾، فالعلماء بالله هم أهل خشيته، وهم العلماء به حقا، فمن لم يخشه فليس بعالم، فالعلم وسيلة والتقوى غاية، فالانشغال بالوسيلة عن الغاية نقص في العقل، وخطل في الرأي!
وبهذا شرفت أمة محمد ﷺ الأمية -بإيمانها وتقواها وخشيتها لله- على أمم أهل الكتاب والعلم قبلها، فلم ينفعهم ما عندهم من العلم، كاليهود لما قست قلوبهم ﴿فهي كالحجارة أو أشد قسوة﴾، ولهذا يوجد في عامة المسلمين من الأميين من هو أكثر تقوى وخشية وورعا من أهل العلم فيها، وكان هؤلاء أكثر ركونا للظالمين، وتبريرا للمجرمين، وتأويلا لظلمهم!
ولم يمدح القرآن من أهل العلم إلا الربانيين، وهم العلماء المتقون الذين يسوسون الخلق بما أمر به الرب، وجاء في تفسير القرطبي: "الرباني العالم بدين الرب الذي يعمل بعلمه .. وقال ابن جبير: ربانيين : حكماء أتقياء... والربانيّ الذي يجمع إلى العلم البصر بالسياسة"، ولهذا قام الربانيون بما قام به النبيون كما في الصحيحين: "إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء"، فالعلماء الربانيون كانوا يسوسون ويعبّدون الخلق للرب وحده، بينما القراء يعبّدونهم للملوك والرؤساء!
فاجتهد على صلاح قلبك وتحليه بالتقوى والخشية لله، فإن يسر الله لك طلب العلم فهو نور على نور، وإلا فالنجاة يوم القيامة لن تكون إلا للنبيين ﴿والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾، ومن لم يكن من أهل هذه الصفات: الصديقية، أو الشهادة، أو الصلاح، فلن ينفعه يوم القيامة وصف عالم ولا متعلم، فأسأل الله لي ولك تقوى يحيي الله بها سرائرنا، وخشية تصلح ضمائرنا، ومعرفة تنير بصائرنا، فكلنا ضال إلا من هداه الله، وكلنا هالك إلا من أنجاه واجتباه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
05.05.202519:55
📩 س/ جاء في كشاف القناع: (ونص أحمد في المبتدع الداعية يحبس حتى يكف عنها ومن عرف بأذى الناس وأذى مالهم حتى بعينه ولم يكف حبس حتى يموت أو يتوب، قال في الأحكام السلطانية للوالي فعله لا القاضي). ما رأيكم يا دكتور، ألا يعارض ما ذكرتم؟

▫️ج/ هذه أحد أكبر مشكلات الفقه في مرحلة التأويل، حيث تحولت اجتهادات الأئمة الفقهاء عند مقلديهم إلى نصوص كنصوص الشارع مطلقة عن قيدي الزمان والمكان والظرف الذي قيلت فيه!
فالمعلوم أن الإمام أحمد رفض التعرض للمعتزلة والجهمية بعد رفع الفتنة، وكانوا أكثر قضاة الدولة وفقهائها آنذاك، ولم يثبت عنه ولو في حادثة واحدة أنه دعا إلى سجن أحد منهم، وهم كانوا في نظره من أشد طوائف أهل البدع!
فالاحتجاج بعبارة مرسلة تروى عن الإمام أحمد قد تكون حادثة عين في شأن مبتدع له ظرف خاص، واتخاذها أصلا فقهيا لسجن كل داعية لبدعته، لتصبح هي المذهب عنه، ثم توظيفها سياسيا لتمتلئ السجون بالأبرياء بمثل هذه الآراء الضعيفة المرجوحة، وترك المعلوم عن الإمام أحمد نفسه -في موقفه مع أهل البدع في عصره الذين سجنوه وآذوه، وعفوه عنهم بعد خروجه من السجن- هو من أبرز مظاهر الفقه المؤول، خاصة في باب التعزيرات!
ثم لضعف هذا الرأي المروي عن الإمام أحمد الذي يخالف النصوص من الكتاب والسنة المتواترة وسنن الخلفاء الراشدين الذين لم يعرف عنهم أنهم سجنوا دعاة أهل البدع، مع ظهورهم في عصرهم، ولا فعله الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز -فغاية ما فعله الصحابة والتابعون معهم هجرهم وتحذير الناس من بدعتهم- نص القاضي أبو يعلى على أن هذا من اختصاص الولاة لا القضاة! لعدم وجود نص عن الشارع يعاقب بمثل هذه العقوبة!
وهذا الرأي المروي عن الإمام أحمد يخالف مذهب جمهور الفقهاء، كما قال الإمام الشافعي في الأم ٤/ ٢٣٠: (أن عديا كتب لعمر بن عبدالعزيز أن الخوارج عندنا يسبونك! فكتب إليه عمر بن عبد العزيز : إن سبوني فسبوهم أو اعفوا عنهم، وإن أشهروا السلاح فأشهروا عليهم وإن ضربوا فاضربوهم.
قال الشافعي: وبهذا كله نقول، ولا يحل للمسلمين بطعنهم دماؤهم، ولا أن يمنعوا الفيء ما جرى عليهم حكم الإسلام وكانوا أسوتهم في جهاد عدوهم، ولا يحال بينهم وبين المساجد والأسواق، قال ولو شهدوا شهادة الحق وهم مظهرون لهذا قبل الاعتقاد أو بعده وكانت حالهم في العفاف والعقول حسنة.. جازت شهادتهم وهكذا من بغى من أهل الأهواء، ولا يفرق بينهم وبين غيرهم فيما يجب لهم وعليهم من أخذ الحق والحدود والأحكام).
فالشافعي يرى أنه لا فرق بين أهل العدل وأهل الأهواء في الأحكام والقضاء!
وقال الشافعي أيضا في وجوب العدل مع أهل البغي عموما وأهل الذمة وأهل الحرب: (ولو امتنع قاضي أهل البغي من أخذ الحق منهم لمن خالفهم كان بذلك عندنا ظالما، ولم يكن لقاضي أهل العدل أن يمنع أهل البغي حقوقهم قِبل أهل العدل بمنع قاضيهم الحق منهم، قال: وكذلك أيضا يأخذ من أهل العدل الحق لأهل الحرب والذمة، وإن منع أهل الحرب الحق يقع عليهم وأحق الناس بالصبر للحق أهل السنة من أهل دين الله تعالى، وليس منع رئيس المشركين حقا قِبل من بحضرته لمسلم بالذي يحل لمسلم أن يمنع حربيا مستأمنا حقه لأنه ليس بالذي ظلمه.
فيحبس له مثل ما أخذ منه، ولا يمنع رجلا حقا بظلم غيره).
فما ذكره الشافعي هنا في عدم التعرض للخوارج -إذا لم يسلوا السيف على الأمة- وهم أشد الفرق انحرافا وخطرا هو الحق الذي دلت عليه النصوص المتظاهرة والسنن الراشدة المتواترة، وهو المقطوع به من سيرة الإمام أحمد!

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
16.05.202504:32
📩 س/ ما هي الأسباب التي أدت إلى سقوط الخلافة الراشدة (من زمن أمير المؤمنين أبي بكر إلى الحسن بن علي) وتحولها للملك؟

▫️ج/ لم تسقط الخلافة الراشدة التي جعلها النبيﷺ النموذج للرشد السياسي بعده، والمعيار الذي يجب الالتزام بنهجها، كما قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين)، وقال: (خلافة النبوة ثلاثون سنة)، وقال: (تكون النبوة ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)، بل انتهت كمدة زمانية محددة شرعا كنموذج، لا كمنهج، ثم بدأت الخلافة العامة التي تتفاوت في رشدها بحسب اتباعها لسنن الخلفاء الراشدين ومنهجهم، فتارة تبعد عن نهجهم، وتارة تقارب سننهم حتى توصف بالرشد، كما وصفت بذلك خلافة عبد الله بن الزبير، وخلافة عمر بن عبد العزيز، وخلافة سليمان بن عبدالملك، الذي لقب بالمهدي لعدله وهو الذي استخلف عمر بن عبدالعزيز، وخلافة يزيد بن الوليد بن عبدالملك، وكذا وصف هشام بن عبدالملك بالعدل والصلاح، وكذا اشتهر المهدي العباسي بالعدل والصلاح، وكذا هارون الرشيد، وحفيده المتوكل على الله، والمهتدي بالله، والمعتضد بالله، والمتقي لله، والقادر بالله، والقائم بأمر الله، والمقتدي بأمر الله، والمستظهر بالله، والمسترشد، والراشد، والمقتفي، والمستنجد بالله، والمستضيء، والظاهر، فهؤلاء وغيرهم من الخلفاء -وهم الأكثر عددا، والأطول مددا- الذين ذكر المؤرخون كابن جرير والذهبي وابن كثير عنهم اشتهارهم بالعلم والعدل والصلاح، والأقل هم من وصفوا بالجور والظلم، وهؤلاء خلفاء الخلافة العامة في الإسلام، الذين قال عنهم النبي ﷺ كما في الصحيحين: (يكون خلفاء فيكثرون فأوفوا بيعة الأول فالأول)، وقال كما في صحيح مسلم: (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش)، وقال: (ثم تكون خلافة رحمة)، فسماهم النبيﷺ خلفاء كما في الأحاديث الصحيحة، وخلافة، ولم يسمهم ملوكا ولا ملكا، وإنما شابوا الخلافة الإسلامية كنظام سياسي بأبهة الملك، لا أن الخلافة خرجت عن طبيعتها إلى مملكة وملوك كالأكاسرة والقياصرة، يتوارثون الملك ويستعبدون الرعية، بل ظلت الخلافة لطابعها الإسلامي تمنع من ذلك كله، فالخليفة مسلم من المسلمين ليس ملكا عليهم بل خليفة لهم، وهو وهم سواء تحت حكم الشرع، وأجمع المسلمون على أن الخلافة إمامة شرعية لا يدخلها التوارث، وأنها لا تنعقد إلا ببيعة أهل الحل والعقد لمن توافرت فيه شروط الإمامة، حتى لمن عهد له بولاية العهد، لا بالاستحقاق الوراثي!
ولم يعرف المسلمون الملوك والملكيات والتوريث بالاستحقاق الجيني الأسري إلا بعد سقوط الخلافة، واستنساخ النموذج الملكي البريطاني الذي احتل المنطقة وأقام ملكيات وأنظمة حكم وراثية على نمطه في محمياته ومستعمراته، التي جعلت منها دولا وطنية قطرية تحت نفوذها وفرضت عليها نُظمها وقوانينها، فكان الشريف حسين بن علي أول ملك على الحجاز، وفؤاد أول ملك على مصر، وفيصل أول ملك على العراق، وعبدالله أول ملك على الأردن، وابن سعود أول ملك على نجد والحجاز معا بعد تسميتها بالسعودية، ومحمد الخامس أول ملك على المغرب، والسنوسي أول ملك على ليبيا، وهذا الواقع لا علاقة له بخلافة الإسلام ونظامه السياسي، بل هو واقع تشكل في ظل الاحتلال الغربي للعالم العربي والإسلامي، وجاءت معها أيضا الأنظمة الجمهورية الدكتاتورية بالانقلابات العسكرية، والأنظمة الشمولية الطاغوتية الشيوعية والناصرية والبعثية، وهو الواقع الذي يصدق عليه حديث: (ثم تكون ملكا وجبرية)، وحديث أنس: (يكون الملوك، ثم الجبابرة، ثم الطواغيت)، فمعرفة ذلك مهم لمن أراد دراسة تاريخ الإسلام ،وتاريخ الأمة السياسي، ولهذا جاء في الصحيحين الدعوة إلى وحدة الأمة ولزوم الخلافة الواحدة، كمخرج من هذه الفتن العامة، فقالﷺ: (دعاة على أبواب جهنم .. الزم جماعة المسلمين وإمامهم).
…..

📚للاستزادة:

📔 انظر كتاب الحرية والطوفان

📘 تحرير الإنسان وتجريد الطغيان

📓 نهاية الاستبداد .. الأنظمة الملكية والسنن الجاهلية

📕 كتاب عودة الخلافة ج١

📕 عودة الخلافة ج٢

📕 عودة الخلافة ج٣

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
08.05.202516:15
📩 س/ هناك من يستدل بحديث الأعمى على جواز التوسل بذات النبي ﷺ فما الفرق بين التوسل بذاته وبدعائه؟

▫️ج/ هذه مسألة التوسل إلى الله بدعاء النبي ﷺ في حياته، وفيها حديث الأعمى عند الترمذي وابن ماجه وأحمد من حديث عثمان بن حنيف: (أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في).

وقد اختلف أهل العلم في صحته وضعفه، ولا خلاف بين الأئمة على المنع من التوسل بذاته ﷺ، فقد نصوا على أنه لا يُسأل الله بمخلوق، لا نبي ولا غيره.
ولهذا توسل عمر والصحابة بدعاء العباس في الاستسقاء لوفاة النبي ﷺ، وعدم القدرة على سؤاله ومخاطبته، ولو جاز التوسل والاستسقاء به ﷺ بعد وفاته ﷺ لما أجمع الصحابة على الاستسقاء بدعاء عمه العباس.
ففرقوا بين التوسل والاستشفاع والتوجه به الممنوع بعد وفاته ﷺ ، والتوسل به المشروع في حياته، كما في حديث الأعمى حيث علمه النبي ﷺ الدعاء وفيه (فشفعه فيَّ) يعني اقبل استشفاعي به في دعائي كما علمني وأمرني ﷺ.
فالأعمى يدعو الله ويسأله مباشرة، ولا يسأل النبي ﷺ، وإنما يستشفع به في دعائه ويدعو الله أن يشفعه فيه، فكأنه والنبي ﷺ مشتركان في الدعاء، فالمسئول على كل حال هو الله وحده، والسائل على كل حال الأعمى ومعه النبي ﷺ شفيعا له في أن يقبل الله دعاءه.
فالحديث على فرض صحته مخصوص من جهتين:
- من جهة أنه في حياة النبي ﷺ، لا بعد وفاته.
- ومن جهة أنه كان بأمره ﷺ وبإرادته ﷺ الاستشفاع للأعمى فعلا في الدعاء، ولهذا علمه وطلب منه أن يدعو الله أن يقبل شفاعة النبي ﷺ فيه، لأنه ﷺ يريد ذلك له، وهو الذي أمره به.
ولهذا استجاب الله دعاء الأعمى.
وكلاهما متعذر وقوعه ومعرفته بعد وفاته ﷺ، ولهذا توسل عمر بدعاء العباس عم النبي ﷺ، كما في صحيح البخاري أنهم قحطوا فدعا عمر العباس، وقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإن نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)، ثم أمر العباس أن يدعو فدعا فأمطروا.
وكذا توسل معاوية والضحاك بن قيس بدعاء العابد الزاهد يزيد بن الأسود الجرشي، فقد خرج معاوية يستسقي، فلما قعد على المنبر، قال : (أين يزيد بن الأسود؟ فناداه الناس، فأقبل يتخطاهم، فأمره معاوية، فصعد المنبر، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا يزيد بن الأسود، يا يزيد ارفع يديك إلى الله.. فرفع يديه ورفع الناس).
فلم يعرف الصحابة التوسل والاستشفاع بأحد إلا بدعائه، لا بذاته ولا بجاهه، والدعاء هو العبادة، فلا يُدعى إلا الله، ولا يتوجه إليه بذات أحد ولا جاهه، فالله أجل وأعظم أن يسأل بجاه مخلوق، وإنما يتوسل إليه بدعاء الشافع والمشفوع له، لأن دعاءهما توحيد لله وإخلاص له، وهو مما يحبه الله ويرضاه، وأن يدعو المؤمن لأخيه ‏وللمؤمنين ‏﴿ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
12.05.202505:21
📩 س/ هل يجوز قول: "سمع الله لمن أحبه، ربنا ولك الحب"؟ سمعتها من أحدهم، ولم يطب لها قلبي، فأجبني جزيت خيرا.

▫️ج/ لا، فالمعنى غير صحيح! فالله إنما يجيب ويسمع لمن حمده وشكره بتوحيده وطاعته، ومن ذلك حبه، وأما من لم يحمده ويوحده فإن الله لا يجيب له، ولا يحبه، حتى لو أحب هو الله، ثم إن الحب ليس كالحمد، فقد أمر الله عباده بأن يحمدوه حمد العبادة، وأن يوحده به، كما يقتضيه الاستغراق لكل معاني الحمد في قوله تعالى: ‏﴿الحمد لله رب العالمين﴾ أي ليس لغيره حق في شيء من الحمد أصلا، بل له وحده الحمد كله، فما من نعمة في الوجود إلا منه، فهو المحمود وحده عليها، ولهذا يقول المصلي: (سمع الله لمن حمده) ثم يردفه بإعلان التوحيد له بالحمد: (ربنا ولك الحمد).
أما الحب فقد يحب الإنسان الله، ولا يحبه الله لشركه وظلمه وفساده، ولم يوجب الله على عباده إفراده بالحب وتوحيده به، كما الحمد، وإنما أمرهم بتوحيده وإفراده بأعلى معاني الحب وأكملها، فلا يحب المؤمن أحدا أشد من حبه لله، مع إباحة أن يحب غير الله دون حب الله: سواء الحب الطبيعي الفطري كحب الوالدين والولد والزوجة والصديق، أو الحب الإيماني كحب المؤمنين في الله ‏﴿والذين آمنوا أشد حبا لله﴾ وفي الصحيحين: (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما).

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
12.05.202503:30
📩 س/ هل النية الصحيحة للأعمال أن تكون خالصة لله أو لوجه الله سبحانه؟ لقوله تعالى: ﴿إنما نطعمكم لوجه الله﴾؛ علما أن العمل لوجه الله هو عمل مصلحة وحظ نفس؛ للنظر إلى وجهه سبحانه، أما الأعمال بنية أنها لله فهي خالصه له دون مقابل أو مصلحة أو حظ النفس. فما هي النية الصحيحة التي يختارها المسلم؟ هل هي لله أو لوجهه الكريم؟

▫️ج/ العمل لوجه الله المراد به هنا الإخلاص به لله وحده، كما في قوله تعالى‏: ‏﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾، وقال:‏ ‏﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدُ عيناك عنهم﴾..
فقد أمر الله رسوله ﷺ بأن يكون مع هؤلاء الذين يريدون وجهه، والمعنى يريدون الله وحده، لا شيئا آخر غيره..
وأما التفريق بين الأمرين فهو تكلف يعارض ظواهر القرآن، وتصوير أن هناك عبادة لله لا يريد منها العابد الفوز بالجنة ولا النجاة من النار ولا حظ نفسه بالنجاة إلا الحب لله فقط! فعلى فرض إمكانه فليس هذا ما يريده الله من عباده بل أثنى الله على أنبيائه بأنهم كما قال عنهم:‏ ‏﴿يدعوننا رغبا ورهبا﴾ وأثنى على الأنبياء وعلى المؤمنين بالخشية من الله ‏﴿يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله﴾‏ ‏﴿ولم يخش إلا الله﴾.
فمقام الخشية قد يكون أعظم من مقام الحب إذ يجب إفراد الله وحده بالخشية كلها ‏﴿ولم يخش إلا الله﴾.
بينما يجب إفراد الله بأعلى الحب مع محبة غيره كمحبة المؤمنين بعضهم بعضا ومحبة الإنسان زوجته‏ ‏﴿والذين آمنوا أشد حبا لله﴾ وفي الحديث: (وأن يكون الله ورسوله أحب مما سواهما)، فأوجب توحيد الله جل جلاله بأعلى الحب، وأجاز محبة غيره بما لا يخل بمحبته؛ بينما لم يقبل في الخشية والرهبة الإشراك معه غيره فيها ‏ ‏﴿وإياي فارهبون﴾ ‏﴿إياك نعبد﴾.

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
08.05.202515:47
📩 س/ أحسن الله إليكم شيخنا .أنا رجل عامي، الرجاء التوضيح بتفصيل ما هو التوسل المباح وغير المباح والاستغاثه أيضا، فقد اختلط عليّ الأمر. وهل يجوز قول: (مدد يا محمد)؟

▫️ج/ وأحسن الله إليكم..
كل توسل، وتزلف إلى الله، وتقرب إليه بعمل صالح مشروع مسنون عن النبي ﷺ؛ فهو جائز، وكل توسل غير مشروع ولا مسنون عن النبي ﷺ؛ فغير جائز، ثم قد يكون بدعة صغيرة أو كبيرة، وقد يكون شركا أصغر، وقد يكون شركا أكبر، بحسب مضادته للسنة النبوية من جهة، ومصادمته لحقيقة الإسلام والتوحيد من جهة أخرى..
وقول: (مدد يا محمد) غير مسنون ولا مشروع، ولم يثبت عن النبي ﷺ أنه علّم أصحابه مثل هذا الدعاء، ولا أحد من الصحابة دعا به، ولا أحد أجازه من الأئمة وسلف الأمة؛ فهو ابتداع بلا شك، فهذا من جهة معارضته للسنة والشريعة..
ومن جهة معارضته لحقيقة الإسلام والتوحيد؛ فهو دعاء صريح لجلب نفع أو دفع ضر، والدعاء كما في الحديث هو العبادة، وهو أشرف مقاماتها ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾، فأمر بإفراده بالدعاء وحده لا شريك له، ووعد بالإجابة، وتوعد على الاستكبار عن دعائه وجعله استكبارا عن عبادته؛ إذ الغاية من كل العبادات أصلا هو دعاء الله ليغفر ويرحم، أو يرزق ويسلّم، كما أمر بذلك ﴿وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين﴾..
وكذا أمر بدعائه رغبا ورهبا، كما قال عن الأنبياء وهو يثني على دعائهم الله واستجابة الله لهم ﴿وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا .. فاستجبنا له .. إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا﴾، ﴿وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ۝ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر﴾..
فالأنبياء أنفسهم يدعون الله وحده لدفع ضر وجلب النفع في أمراضهم وأسقامهم وحاجاتهم..
فيجب الإخلاص في الدعاء لله ﴿فادعوه مخلصين له الدين﴾ يعني مخلصين له الدعاء، وهو الذي يخلص المشركون فيه إذا مسهم الضر في البحر؛ كما قال تعالى: ﴿وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين﴾ يعني الدعاء فيستغيثون بالله وحده، فإذا نجاهم أشركوا معه غيره في الدعاء والعبادة ﴿فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون﴾، ومعلوم أنه لا يحصل منهم إذا هاج الموج واضطربت السفينة إلا الاستغاثة والدعاء بأن ينجيهم الله من الكرب، فسمى الله ذلك إخلاصا للدين، ثم إذا نجاهم أشركوا بدعاء غيره!
فدعاء العباد أو الأنبياء كالمسيح أو محمد ﷺ أو الملائكة لدفع الضر وجلب النفع شرك أكبر؛ كما قال تعالى: ﴿إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين﴾..
ومحمد ﷺ عبد لله يدعو الله ويتوسل إليه ﴿وأنه لما قام عبد الله يدعوه﴾، ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ﴿قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله﴾، فكيف يُدعى ﷺ من دون الله؟ أو يستغاث به لدفع الضر؟ وهو نفسه عبد يدعو ربه ويستغيث به، وإنما بعثه الله ليدعو الخلق كلهم إلى توحيد الله بالدعاء!
وهذه هي ملة إبراهيم وحقيقة الحنيفية حيث عرف قومه بربه ووجوب دعوته وحده ﴿الذي خلقني فهو يهدين... وإذا مرضت فهو يشفين﴾..
وهذه حقيقة إسلام الوجه والقلب لله؛ كما أمر الله بذلك محمدا ﷺ ﴿فقل أسلمت وجهي لله﴾، وكما أمر بذلك إبراهيم ﴿إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين﴾ فلا يشرك معه أحدا فيصرف وجهه إليه يدعوه ويرجوه ﴿وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي﴾، ﴿إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ من الشرك والكفر.
فمن صرف وجهه في الدعاء لغير الله؛ فما أسلم وجهه له، ولا سلم قلبه إليه.
وقد علّم النبي ﷺ أمته كيف تدعو الله في كل موطن، وصنف الطبراني كتاب "الدعاء" فيه أكثر من ألفي حديث، كلها تمجيد لله، وتوحيد وإفراد له بالدعاء، ليس فيها حديث واحد يُشرك فيه مع الله أحد بالدعاء، فضلا عن دعوته وحده من دون الله!

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
08.05.202515:47
06.05.202516:37
📩 س/ شيخنا الحبيب، هل سبق أحد شيخ الإسلام في تقسيم التوحيد الثلاثي؟ وما وجه إنكار بعض العلماء في جعل الحاكمية قسما رابعا بل اعتباره بدعة وضلالا؟ وكيف يدعى الاستقراء في تقسيمه؟ أليست الآيات القرآنية والسنة النبوية في تقرير الحاكمية أكثر وضوحا من توحيد الأسماء والصفات؟

▫️ج/ نعم هذا التقسيم الثلاثي لمفهوم التوحيد هو تقسيم علمي بحسب استقراء أنواعه في القرآن، وهو مبثوث في كلام ابن جرير الطبري، وغيره من أئمة التفسير، وفي كلام البخاري في صحيحه، وهذا ظاهر كما في قوله تعالى: ﴿رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا﴾ فذكر توحيد ربوبيته وأفعاله وهو إفراده وحده بالخلق والملك والرزق والتصريف في الوجود إيجادا وإمدادا وإعداما فهو رب السموات والأرض وما بينهما، ثم أوجب ما يستحقه وما يستلزمه ذلك وهو توحيده في عبادته وإفراده بألوهيته ﴿فاعبده﴾ أي وحده لا شريك له وهذا فعل العبد تجاه ربه بأداء حقه بإخلاص الطاعة له، ثم أخبر بأنه ليس له سمي وهذا توحيده بأسمائه وصفاته، وقد ذكر هذا التقسيم الثلاثي بشكل صريح ابن بطة الحنبلي (٣٠٤ - ٣٨٧) في كتابة "الإبانة" في عقيدة أهل السنة، وليس الإشكال هنا بل المشكل هو أن بعض المتأخرين تهاونوا في شأن توحيد الحاكمية الذي أوجب الله إفراده به وجعله من توحيده ﴿إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه﴾، وحرم الإشراك به في حكمه ﴿ولا يشرك في حكمه أحدا﴾، بدعوى أنه ليس من التوحيد أو هو من الفروع لا الأصول! مع أنه من توحيد الربوبية في كونه من أفعال الله فهو الذي يشرع وحده لعباده ويأمر وينهى، ومن توحيد العبادة من حيث وجوب إفراده وحده بالتحاكم إلى كتابه والتزام الحكم بما أنزل على عباده، ومن توحيد الأسماء والصفات من حيث أنه هو الحكم وإليه الحكم وهو الحاكم قدرا وشرعا وجزاءً.
والمنع من إفراد توحيد الحاكمية بالتصنيف كقسم مستقل لا معنى له إلا الوقوف على الرسوم الاصطلاحية، وإلا فهناك تقسيم ثنائي للتوحيد وهو التقسيم الخبري ويشمل توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وتوحيد طلبي وهو توحيد العبادة، ولو قسم التوحيد بحسب أفراده الواردة في القرآن تقسيما علميا أكثرا تفصيلا لكل أنواع التقسيم الثنائي أو الثلاثي فلا حرج في ذلك، ولا مشاحة في الاصطلاح، فالعبرة بحقائق التوحيد نفسها وإفراد الله بكل ما يجب له، دون أن تصبح الاصطلاحات العلمية مانعا من تصور حقيقة التوحيد بكل معانيه القرآنية، وهذا ما حصل قديما حين غلبت الرسوم الاصطلاحية؛ فصار التوحيد علما على توحيد الصفات، فوقع وشاع بين المسلمين شرك العبادة دون أن يتنبهوا لكونه منافيا للتوحيد، لأنهم لم يتصوروا التوحيد إلا بمعناه الاصطلاحي عند المتكلمين لا بمفهومه القرآني! وحتى صار التوحيد عند المعتزلة هو نفي الصفات، وعند مخالفيهم هو إثبات الصفات، واشتهر تعريف المتكلمين للتوحيد بأنه "نفي الأبعاض والأعراض والأغراض"، ونُسي مع مرور الزمن توحيد الألوهية والعبادة مع وضوحه!
إذ كان الالتزام به قديما بدهيا لم يقع فيه أصلا نزاع بين أهل الإسلام لا هو ولا توحيد الحاكمية؛ لأنهما عمليان وليسا علميين نظريين، فكان المسلمون يعبدون الله وحده، ويحتكمون إلى حكمه وشرعه وحده، وهذا هو الإسلام بأوضح صورة، وإنما وقع النزاع في القرن الثاني في توحيد الصفات حتى غلب الاصطلاح عليه، وتناسى المسلمون مع مرور الزمن حقيقة توحيد الله في عبادته وألوهيته ثم توحيده في حاكميته؛ لأنهما لا ذكر لهما في كتب المتكلمين قديما حيث كل الجدل كله يكاد يكون في توحيد الأسماء والصفات، وكذلك تكررت الأزمة المعرفية في هذا العصر حين تم تعطيل حكم الله، فلم يره كثير من أهل العلم ممن غلبت عليه الرسوم الاصطلاحية مشكلة كبرى، فالمهم عندهم هو توحيد العبادة والألوهية أما توحيد الحكم والطاعة فمرجأ! مع أنه هو أصل توحيد العبادة فهي لا تعرف إلا به ولا يعرف التوحيد من الشرك إلا بحكم الله وأمره ونهيه!

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
06.05.202505:39
📩 س/ هل تقسيم التوحيد إلى: توحيد الذات وتوحيد الأفعال وتوحيد الصفات صحيح؟

▫️ج/ هذا التقسيم اقتصر على القسم الأول من أقسام التوحيد وهو التوحيد الخبري -بحسب التقسيم الثنائي لعلم التوحيد- وبقي القسم الثاني وهو التوحيد الطلبي وهو توحيد العبادة والطاعة أي ما يجب على العباد تجاه ربهم من أفراده بأعمالهم وعباداتهم وطاعتهم.
واقتصر على قسمين من أقسام التوحيد -بحسب التقسيم الثلاثي- وهما توحيد الربوبية ويشمل توحيد الذات والأفعال، وتوحيد الأسماء والصفات، وبقي القسم الثالث وهو توحيد الألوهية وهو توحيد العبادة والطاعة.
وراجع ما سبق إجابته عن حقيقة التوحيد والموقف من التقسيمات الاصطلاحية.
https://t.me/askDrHakem/588

•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
06.05.202504:13
📩 س/ هل هناك فرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟ عندنا أستاذ يقول لا فرق بينهما والدليل أنه في القبر لا نُسأل من ربك ومن إلٰهك، فقط من ربك، وبماذا أرد عليه؟

▫️ج/ الرب هو الله، كما قال تعالى: ﴿إن ربكم الله﴾، إلا أن كلمة رب وكلمة إله لهما في لغة العرب معنى يخص كلا منهما، إذا اجتمعتا في السياق الواحد، كما قال تعالى: ﴿رب الناس . ملك الناس . إله الناس﴾، فالرب هنا السيد الذي له التصرف في الخلق والتدبير والتربية لهم، والمَلِك هو الذي له المُلك والأمر والنهي والحكم، والإله هو الذي له العبادة والطاعة.
فالربوبية هي اتصاف الله وحده لا شريك له بمعاني الخلق والرزق والإحياء والإماتة وكل خصائص واجب الوجود أزلا وأبدا، والألوهية استحقاقه للعبادة وحده لا شريك له.
وفي القبر يُسأل الميت من ربك؟ لأنه بالموت انتهى الاختبار في العبادة والطاعة، وعاد الإنسان إلى ربه الملك الحق الذي بيده ملكوت كل شيء، كما يقول الله يوم القيامة ﴿لمن الملك اليوم﴾، وفي الصحيح: (من الملك؟ أين ملوك الأرض؟).


•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://t.me/askDrHakem
登录以解锁更多功能。