
الكُنَّاش في الفَوائد
قال رسول الله ﷺ: { الكلمة الطيبة صدقة } .
关联群组
"الكُنَّاش في الفَوائد" 群组最新帖子
21.04.202514:01
في الغالب، لا يخفى على أحد أن الذنوب عامة، وذنوب الخلوات خاصة، والممارسات الشركية، وترك الأذكار والتحصينات، كلها من أعظم أسباب تثبيت الإصابة بالأذى الروحي، بل وقد تستدعي وجودها حتى وإن لم يكن الإنسان مصابًا من قبل.
لكن ما ينبغي الحديث عنه اليوم، هو جملة من الممارسات الخفية، التي يغفل عنها كثير من الناس، لكنها تُعد من مثبّتات الإصابة وممكِّنات الأذى في الجسد والنفس.
وكما ان الحزن والغضب من مداخل الشيطان، فثمّة أبواب أخرى خفيّة، قد تكون كافية لتثبيت الإصابة أو حتى استدعاء للإصابة بالأذى.
… حين يُفتح الباب من القلب…
1-من أبرز ما يُثبّت العين، ويُهيّج الحسد: حب واستدعاء المدح، سواء بالقول، أو بالفعل، أو بكثرة الظهور الملفت بلا حاجة.
2-التعلّق بالإعجاب وانتظار الثناء باب لا يراه صاحبه، لكنه مفتوح على مصراعيه للشياطين والأنفس المريضة.
وقد يقول قائل: “أنا أقرأ أذكاري وأتحصّن، فكيف يُصيبني أذى؟”
فنقول: نعم، قد لا ينفذ الأذى إلى الجسد مباشرة، لكنه يتسلّل إلى حياتك من الخارج:
• تعثّر مفاجئ،نفور في العلاقات،ضيق في الرزق، همّ لا يُعرف له سبب…
أثر ظاهر، وإن لم يُلمس
3-التحدث بالنعم
ليس مذموماً، بل من الشكر،لكنّه يتحوّل إلى خطر إذا كان أمام من لا يُؤتمن قلبه، أو من يحمل غلاً أو حسداً.
ليس كل من رأى النعمة حمد، بعضهم حقد وتمنّى زوالها
4-القلب إذا امتلأ بالحسد أو الغيظ أو الحقد
• صار مغذّياً للأذى، داعماً لتثبيت الإصابة، معطّلاً للشفاء، وممهدًا لاقتران الشياطين بالجسد.
حينها يُصبح أداة أذى لغيره:
عينه قاتلة، كلمته مُفسدة، وجوده مُشوش على من حوله.
فاحذر أن يُصبح قلبك باباً للبلاء، دون أن تدري
ممارسات أخرى تُثبّت الإصابة:
• المبالغة في الحديث عن الإصابة
تكرار الشكوى والتحدث عن تفاصيل الإصابة أحيانًا يجلب تثبيتًا للأذى
• التعامل المفرط مع الممسوسين أو المسحورين (خاصة دون تحصين) قد ينقل الأذى،فبعضهم يؤذي من يقف معهم دون قصد
فتنبهوا، جزاكم الله خيرًا.
لكن ما ينبغي الحديث عنه اليوم، هو جملة من الممارسات الخفية، التي يغفل عنها كثير من الناس، لكنها تُعد من مثبّتات الإصابة وممكِّنات الأذى في الجسد والنفس.
وكما ان الحزن والغضب من مداخل الشيطان، فثمّة أبواب أخرى خفيّة، قد تكون كافية لتثبيت الإصابة أو حتى استدعاء للإصابة بالأذى.
… حين يُفتح الباب من القلب…
1-من أبرز ما يُثبّت العين، ويُهيّج الحسد: حب واستدعاء المدح، سواء بالقول، أو بالفعل، أو بكثرة الظهور الملفت بلا حاجة.
2-التعلّق بالإعجاب وانتظار الثناء باب لا يراه صاحبه، لكنه مفتوح على مصراعيه للشياطين والأنفس المريضة.
وقد يقول قائل: “أنا أقرأ أذكاري وأتحصّن، فكيف يُصيبني أذى؟”
فنقول: نعم، قد لا ينفذ الأذى إلى الجسد مباشرة، لكنه يتسلّل إلى حياتك من الخارج:
• تعثّر مفاجئ،نفور في العلاقات،ضيق في الرزق، همّ لا يُعرف له سبب…
أثر ظاهر، وإن لم يُلمس
3-التحدث بالنعم
ليس مذموماً، بل من الشكر،لكنّه يتحوّل إلى خطر إذا كان أمام من لا يُؤتمن قلبه، أو من يحمل غلاً أو حسداً.
ليس كل من رأى النعمة حمد، بعضهم حقد وتمنّى زوالها
4-القلب إذا امتلأ بالحسد أو الغيظ أو الحقد
• صار مغذّياً للأذى، داعماً لتثبيت الإصابة، معطّلاً للشفاء، وممهدًا لاقتران الشياطين بالجسد.
حينها يُصبح أداة أذى لغيره:
عينه قاتلة، كلمته مُفسدة، وجوده مُشوش على من حوله.
فاحذر أن يُصبح قلبك باباً للبلاء، دون أن تدري
ممارسات أخرى تُثبّت الإصابة:
• المبالغة في الحديث عن الإصابة
تكرار الشكوى والتحدث عن تفاصيل الإصابة أحيانًا يجلب تثبيتًا للأذى
• التعامل المفرط مع الممسوسين أو المسحورين (خاصة دون تحصين) قد ينقل الأذى،فبعضهم يؤذي من يقف معهم دون قصد
فتنبهوا، جزاكم الله خيرًا.
18.04.202518:39
أنصح من يواجه صعوبة في الاستيقاظ للفجر بأن يغير نبرة المنبه إلى تكبيرة او تلاوة مثل هذه:
https://youtube.com/shorts/GH12LNrvQ2k?si=Qfuq3EutKGZ5uFR8
بدلا من النغمة او الموسيقى فمرات هي اصلا تزيد الثقل.
https://youtube.com/shorts/GH12LNrvQ2k?si=Qfuq3EutKGZ5uFR8
بدلا من النغمة او الموسيقى فمرات هي اصلا تزيد الثقل.
17.04.202510:09
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَكانَتِ الجِبالُ كَثِيبًا مَهِيلًا﴾ .
لا يُعارِضُ قَوْلَهُ: ﴿وَتَكُونُ الجِبالُ كالعِهْنِ المَنفُوشِ﴾ [القارعة: ٥]، لِأنَّ قَوْلَهُ: ﴿وَكانَتِ الجِبالُ كَثِيبًا مَهِيلًا﴾ تَشْبِيهٌ بَلِيغٌ، والجِبالُ بَعْدَ طَحْنِها المَنصُوصِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَبُسَّتِ الجِبالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ١٥] تُشْبِهُ الرَّمْلَ المُتَهايِلَ وتُشْبِهُ أيْضًا الصُّوفَ المَنفُوشَ.
أضواء البيان
لا يُعارِضُ قَوْلَهُ: ﴿وَتَكُونُ الجِبالُ كالعِهْنِ المَنفُوشِ﴾ [القارعة: ٥]، لِأنَّ قَوْلَهُ: ﴿وَكانَتِ الجِبالُ كَثِيبًا مَهِيلًا﴾ تَشْبِيهٌ بَلِيغٌ، والجِبالُ بَعْدَ طَحْنِها المَنصُوصِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَبُسَّتِ الجِبالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ١٥] تُشْبِهُ الرَّمْلَ المُتَهايِلَ وتُشْبِهُ أيْضًا الصُّوفَ المَنفُوشَ.
أضواء البيان
17.04.202510:06
وَقَدْ جاءَ في الآثارِ أنَّ بَعْضَ السَّلَفِ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ بِسُورَةٍ مِن سُوَرِ القُرْآنِ تَلَذُّذًا وارْتِياحًا، كَما قالَ تَعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ [القمر: ١٧]، فَهو ثَقِيلٌ في وزْنِهِ ثَقِيلٌ في تَكالِيفِهِ، ولَكِنْ يُخَفِّفُهُ اللَّهُ ويُيَسِّرُهُ لِمَن هَداهُ ووَفَّقَهُ إلَيْهِ.
أضواء البيان
أضواء البيان
17.04.202510:01
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَأنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلى الطَّرِيقَةِ لَأسْقَيْناهم ماءً غَدَقًا﴾ وهَذا كَما قالَ تَعالى: ﴿وَلَوْ أنَّهم أقامُوا التَّوْراةَ والإنْجِيلَ وما أُنْزِلَ إلَيْهِمْ مِن رَبِّهِمْ لَأكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ ومِن تَحْتِ أرْجُلِهِمْ﴾ [المائدة: ٦٦]، وقَوْلُهُ: ﴿وَلَوْ أنَّ أهْلَ القُرى آمَنُوا واتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ والأرْضِ﴾ [الأعراف: ٩٦] فَكُلُّها نُصُوصٌ عَلى أنَّ الأُمَّةَ إذا اسْتَقامَتْ عَلى الطَّرِيقَةِ القَوِيمَةِ شِرْعَةِ اللَّهِ لَفَتَحَ عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ والأرْضِ.
وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكم إنَّهُ كانَ غَفّارًا﴾ ﴿يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكم مِدْرارًا﴾ ﴿وَيُمْدِدْكم بِأمْوالٍ وبَنِينَ ويَجْعَلْ لَكم جَنّاتٍ ويَجْعَلْ لَكم أنْهارًا﴾ [نوح: ١٠ - ١٢] .
وَمَفْهُومُ ذَلِكَ: أنَّ مَن لَمْ يَسْتَقِمْ عَلى الطَّرِيقَةِ فَقَدْ يَكُونُ انْحِرافُهُ أوْ شِرْكُهُ مُوجِبًا لِحِرْمانِهِ مِن نِعْمَةِ اللَّهِ تَعالى عَلَيْهِ، كَما جاءَ صَرِيحًا في قَوْلِهِ: ﴿واضْرِبْ لَهم مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِن أعْنابٍ وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعًا﴾ ﴿كِلْتا الجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ولَمْ تَظْلِمْ مِنهُ شَيْئًا وفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَرًا﴾ ﴿وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ﴾ [الكهف: ١٠ - ٣٤] .
فَهَذِهِ نِعْمَةٌ كامِلَةٌ، كَما وصَفَ اللَّهُ تَعالى ﴿فَقالَ لِصاحِبِهِ وهو يُحاوِرُهُ أنا أكْثَرُ مِنكَ مالًا وأعَزُّ نَفَرًا﴾ ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وهو ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أظُنُّ أنْ تَبِيدَ هَذِهِ أبَدًا﴾ ﴿وَما أظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً ولَئِنْ رُدِدْتُ إلى رَبِّي لَأجِدَنَّ خَيْرًا مِنها مُنْقَلَبًا﴾ ﴿قالَ لَهُ صاحِبُهُ وهو يُحاوِرُهُ أكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أنْفَقَ فِيها وهي خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ويَقُولُ يالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أحَدًا﴾ ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وما كانَ مُنْتَصِرًا﴾ [الكهف: ٣٤ - ٤٣] .
وَما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبارِحَةِ فِيما يَعِيشُهُ العالَمُ الإسْلامِيُّ اليَوْمَ بَيْنَ الِاتِّجاهَيْنِ المُتَناقِضَيْنِ الشُّيُوعِيِّ والرَّأْسِمالِيِّ. وما أثْبَتَهُ الواقِعُ مِن أنَّ المُعَسْكَرَ الشُّيُوعِيَّ الَّذِي أنْكَرَ وُجُودَ اللَّهِ، وكَفَرَ بِالَّذِي خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاهُ رَجُلًا، فَإنَّهُ وكُلُّ مَن يَسِيرُ في فَلَكِهِ مَعَ مَدى تَقَدُّمِهِ الصِّناعِيِّ، فَإنَّهُ مُفْتَقِرٌ لِكافَّةِ الأُمَمِ الأُخْرى في اسْتِيرادِ القَمْحِ، وإنَّ رُوسْيا بِنَفْسِها لَتُفْرِجُ عَنْ بَعْضِ احْتِياطِها مِنَ الذَّهَبِ لِتَشْتَرِيَ قَمْحًا. ولا زالَتْ تَشْتَرِيهِ مِنَ المُعَسْكَرِ الرَّأْسِمالِيِّ.
وَهَكَذا الدُّوَلُ الإسْلامِيَّةُ الَّتِي تَأْخُذُ في اقْتِصادِيّاتِها بِالمَذْهَبِ الِاشْتِراكِيِّ المُتَفَرِّعِ مِنَ المَذْهَبِ الشُّيُوعِيِّ؛ فَإنَّها بَعْدَ أنْ كانَتْ تَفِيضُ بِإنْتاجِها الزِّراعِيِّ عَلى غَيْرِها، أصْبَحَتْ تَسْتَوْرِدُ لَوازِمَها الغِذائِيَّةَ مِن خارِجِها، وتِلْكَ سُنَّةُ اللَّهِ في خَلْقِهِ، ولَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ كَما قَصَّ اللَّهُ تَعالى عَلَيْنا قِصَّةَ أصْحابِ الجَنَّةِ: ﴿إذْ أقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ﴾ ﴿وَلا يَسْتَثْنُونَ﴾ ﴿فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِن رَبِّكَ وهم نائِمُونَ﴾، إلى قَوْلِهِ ﴿فَأصْبَحَتْ كالصَّرِيمِ﴾، إلى قَوْلِهِ ﴿قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إنّا كُنّا ظالِمِينَ﴾ [القلم: ١٧ - ٢٩] .
وَلِذا كانَتِ الزَّكاةُ طُهْرَةً لِلْمالِ ونَماءً لَهُ.
وَقَوْلُهُ ﴿لِنَفْتِنَهم فِيهِ﴾ [الجن: ١٧]، أيْ: نَخْتَبِرَهم فِيما هم فاعِلُونَ مِن شُكْرِ النِّعْمَةِ وصَرْفِها فِيما يُرْضِي اللَّهَ، أمِ الطُّغْيانِ بِها ومَنعِ حَقِّها ؟ إنَّ ﴿الإنْسانَ لَيَطْغى﴾ ﴿أنْ رَآهُ اسْتَغْنى﴾ [العلق: ٦ - ٧]، ﴿إنّا جَعَلْنا ما عَلى الأرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهم أيُّهم أحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف: ٧]، ﴿إنَّما أمْوالُكم وأوْلادُكم فِتْنَةٌ واللَّهُ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ﴾ ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ ما اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: ١٥ - ١٦] .
أضواء البيان
وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكم إنَّهُ كانَ غَفّارًا﴾ ﴿يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكم مِدْرارًا﴾ ﴿وَيُمْدِدْكم بِأمْوالٍ وبَنِينَ ويَجْعَلْ لَكم جَنّاتٍ ويَجْعَلْ لَكم أنْهارًا﴾ [نوح: ١٠ - ١٢] .
وَمَفْهُومُ ذَلِكَ: أنَّ مَن لَمْ يَسْتَقِمْ عَلى الطَّرِيقَةِ فَقَدْ يَكُونُ انْحِرافُهُ أوْ شِرْكُهُ مُوجِبًا لِحِرْمانِهِ مِن نِعْمَةِ اللَّهِ تَعالى عَلَيْهِ، كَما جاءَ صَرِيحًا في قَوْلِهِ: ﴿واضْرِبْ لَهم مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِن أعْنابٍ وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعًا﴾ ﴿كِلْتا الجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ولَمْ تَظْلِمْ مِنهُ شَيْئًا وفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَرًا﴾ ﴿وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ﴾ [الكهف: ١٠ - ٣٤] .
فَهَذِهِ نِعْمَةٌ كامِلَةٌ، كَما وصَفَ اللَّهُ تَعالى ﴿فَقالَ لِصاحِبِهِ وهو يُحاوِرُهُ أنا أكْثَرُ مِنكَ مالًا وأعَزُّ نَفَرًا﴾ ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وهو ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أظُنُّ أنْ تَبِيدَ هَذِهِ أبَدًا﴾ ﴿وَما أظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً ولَئِنْ رُدِدْتُ إلى رَبِّي لَأجِدَنَّ خَيْرًا مِنها مُنْقَلَبًا﴾ ﴿قالَ لَهُ صاحِبُهُ وهو يُحاوِرُهُ أكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أنْفَقَ فِيها وهي خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ويَقُولُ يالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أحَدًا﴾ ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وما كانَ مُنْتَصِرًا﴾ [الكهف: ٣٤ - ٤٣] .
وَما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبارِحَةِ فِيما يَعِيشُهُ العالَمُ الإسْلامِيُّ اليَوْمَ بَيْنَ الِاتِّجاهَيْنِ المُتَناقِضَيْنِ الشُّيُوعِيِّ والرَّأْسِمالِيِّ. وما أثْبَتَهُ الواقِعُ مِن أنَّ المُعَسْكَرَ الشُّيُوعِيَّ الَّذِي أنْكَرَ وُجُودَ اللَّهِ، وكَفَرَ بِالَّذِي خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاهُ رَجُلًا، فَإنَّهُ وكُلُّ مَن يَسِيرُ في فَلَكِهِ مَعَ مَدى تَقَدُّمِهِ الصِّناعِيِّ، فَإنَّهُ مُفْتَقِرٌ لِكافَّةِ الأُمَمِ الأُخْرى في اسْتِيرادِ القَمْحِ، وإنَّ رُوسْيا بِنَفْسِها لَتُفْرِجُ عَنْ بَعْضِ احْتِياطِها مِنَ الذَّهَبِ لِتَشْتَرِيَ قَمْحًا. ولا زالَتْ تَشْتَرِيهِ مِنَ المُعَسْكَرِ الرَّأْسِمالِيِّ.
وَهَكَذا الدُّوَلُ الإسْلامِيَّةُ الَّتِي تَأْخُذُ في اقْتِصادِيّاتِها بِالمَذْهَبِ الِاشْتِراكِيِّ المُتَفَرِّعِ مِنَ المَذْهَبِ الشُّيُوعِيِّ؛ فَإنَّها بَعْدَ أنْ كانَتْ تَفِيضُ بِإنْتاجِها الزِّراعِيِّ عَلى غَيْرِها، أصْبَحَتْ تَسْتَوْرِدُ لَوازِمَها الغِذائِيَّةَ مِن خارِجِها، وتِلْكَ سُنَّةُ اللَّهِ في خَلْقِهِ، ولَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ كَما قَصَّ اللَّهُ تَعالى عَلَيْنا قِصَّةَ أصْحابِ الجَنَّةِ: ﴿إذْ أقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ﴾ ﴿وَلا يَسْتَثْنُونَ﴾ ﴿فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِن رَبِّكَ وهم نائِمُونَ﴾، إلى قَوْلِهِ ﴿فَأصْبَحَتْ كالصَّرِيمِ﴾، إلى قَوْلِهِ ﴿قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إنّا كُنّا ظالِمِينَ﴾ [القلم: ١٧ - ٢٩] .
وَلِذا كانَتِ الزَّكاةُ طُهْرَةً لِلْمالِ ونَماءً لَهُ.
وَقَوْلُهُ ﴿لِنَفْتِنَهم فِيهِ﴾ [الجن: ١٧]، أيْ: نَخْتَبِرَهم فِيما هم فاعِلُونَ مِن شُكْرِ النِّعْمَةِ وصَرْفِها فِيما يُرْضِي اللَّهَ، أمِ الطُّغْيانِ بِها ومَنعِ حَقِّها ؟ إنَّ ﴿الإنْسانَ لَيَطْغى﴾ ﴿أنْ رَآهُ اسْتَغْنى﴾ [العلق: ٦ - ٧]، ﴿إنّا جَعَلْنا ما عَلى الأرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهم أيُّهم أحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف: ٧]، ﴿إنَّما أمْوالُكم وأوْلادُكم فِتْنَةٌ واللَّهُ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ﴾ ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ ما اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: ١٥ - ١٦] .
أضواء البيان
17.04.202509:58
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَأمّا القاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ .
لا يُعارِضُ قَوْلَهُ: ﴿إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ﴾ [المائدة: ٤٢] .
لِأنَّ القاسِطَ هو الجائِرُ، والمُقْسِطُ هو العادِلُ، فَهُما ضِدّانِ.
أضواء البيان
لا يُعارِضُ قَوْلَهُ: ﴿إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ﴾ [المائدة: ٤٢] .
لِأنَّ القاسِطَ هو الجائِرُ، والمُقْسِطُ هو العادِلُ، فَهُما ضِدّانِ.
أضواء البيان
17.04.202509:53
وَمِمّا في الآيَةِ مِن لُطْفِ التَّعْبِيرِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أنْ رَآهُ اسْتَغْنى﴾، أيْ أنَّ الطُّغْيانَ الَّذِي وقَعَ فِيهِ عَنْ وهْمٍ، تَراءى لَهُ أنَّهُ اسْتَغْنى سَواءٌ بِمالِهِ أوْ بِقُوَّتِهِ؛ لِأنَّ حَقِيقَةَ المالِ ولَوْ كانَ جِبالًا، لَيْسَ لَهُ مِنهُ إلّا ما أكَلَ ولَبِسَ وأنْفَقَ.
وَهَلْ يَسْتَطِيعُ أنْ يَأْكُلَ لُقْمَةً واحِدَةً إلّا بِنِعْمَةِ العافِيَةِ، فَإذا مَرِضَ فَماذا يَنْفَعُهُ مالُهُ، وإذا أكَلَها وهَلْ يَسْتَفِيدُ مِنها إلّا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ.
وَمِن هَذِهِ الآيَةِ أخَذَ بَعْضُ النّاسِ، أنَّ الغَنِيَّ الشّاكِرَ أعْظَمُ مِنَ الفَقِيرِ الصّابِرِ؛ لِأنَّ الغِنى مُوجِبٌ لِلطُّغْيانِ.
وَقَدْ قالَ بَعْضُ النّاسِ: الصَّبْرُ عَلى العافِيَةِ، أشَدُّ مِنَ الصَّبْرِ عَلى الحاجَةِ.
أضواء البيان
وَهَلْ يَسْتَطِيعُ أنْ يَأْكُلَ لُقْمَةً واحِدَةً إلّا بِنِعْمَةِ العافِيَةِ، فَإذا مَرِضَ فَماذا يَنْفَعُهُ مالُهُ، وإذا أكَلَها وهَلْ يَسْتَفِيدُ مِنها إلّا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ.
وَمِن هَذِهِ الآيَةِ أخَذَ بَعْضُ النّاسِ، أنَّ الغَنِيَّ الشّاكِرَ أعْظَمُ مِنَ الفَقِيرِ الصّابِرِ؛ لِأنَّ الغِنى مُوجِبٌ لِلطُّغْيانِ.
وَقَدْ قالَ بَعْضُ النّاسِ: الصَّبْرُ عَلى العافِيَةِ، أشَدُّ مِنَ الصَّبْرِ عَلى الحاجَةِ.
أضواء البيان
17.04.202503:45
وإن العبد ليغفل عن ربه حتى ينساه، فيشتاق له ربه فيرسل له بلاء يذكره به حتى يعود العبد لذكر ربه فيرفع ربه عنه البلاء و يرزقه رزقا طيبا.
ابن تيمية رحمه الله
مجموع الفتاوى.
ابن تيمية رحمه الله
مجموع الفتاوى.
16.04.202521:48
ويقول رحمه الله: "وفي الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما يستحقه وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل سفهاء الإنس".
ويقول:" فأحوالهم ( أي الجن ) شبيهة بأحوال الإنس ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد.
-مجموع الفتاوى.
الجن عموما ذكاؤهم أقل من البشر، ومنهم الذكي ومنهم الغبي.
والله أعلم
#فوائد_الرقى
ويقول:" فأحوالهم ( أي الجن ) شبيهة بأحوال الإنس ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد.
-مجموع الفتاوى.
الجن عموما ذكاؤهم أقل من البشر، ومنهم الذكي ومنهم الغبي.
والله أعلم
#فوائد_الرقى
16.04.202521:34
خطر الخدم باستعمال السحر
يجب على من لديه خدم أن يحذر لا على سبيل التخوين إن كان مسلما بل على سبيل الحذر فيكون محسناً إليهم في المعاملة مراقباً لله عز وجل في تعامله معهم، ومن أعظم المراقبة الله عز وجل في التعامل معهم دعوتهم إلى الحق وبيان ما يتوجب عليه في دينهم، لأن أعظم ما يردع المرء عن أعمال السوء هو الدين، كون كثير منهم لا يعرفون ولا يعلمون من الدين إلا اسمه فيتعاملون بالسحر على أنه أمر مشروع غير محرم وأن ما يقومون به من التسخير لهم أو الانتقام لهم هو من باب كرامة الولي الذي يذهبون إليه الذي هو في حقيقة أمره ساحر.
وعليه أن يحتاط فيبعد خدمه عن خصوصياته ويبعد عنهم الآثار التي قد يطلبها السحرة لعمل السحر مما يلي:
١.الشعر: للنص في هذا الحديث «مشط ومشاطة»
٢.والأظافر: قياساً على ما سبق.
٣.والملابس: كون السحرة يطلبونها.
٤.وأي أثر يمكن أن يعين الساحر على السحر.
كما أن على من ابتلي بهم أن يراقب الخدم والعاملين لديهم من حيث إن لا يعلقوا على أنفسهم أو أن يدخلوا في بيوته ما يجلب الشياطين ما يلي:
١.التمائم والاستغاثات الشركية والرقى المحرمة.
٢.لأعمال التي لا تفهم والطلاسم التي لا تعرف.
فقد ذكر الإمام القرطبي- رحمه الله - أن القشيري ذكر في تفسيره: ( أنه ورد في الصحاح : أن غلاماً من اليهود كان يخدم النبي ﷺ ، فدست إليه اليهود، ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها - أن جارية لها سحرتها، وأن سندياً دخل عليها وهي مريضة، فقال: إنك سحرت، قالت: ومن سحرني؟، قال: جارية في حجرها صبي قد بال عليها، فدعت جاريتها، فقالت: حتى أغسل بولاً في ثوبي، فقالت لها: أسحرتني ؟ قالت: نعم. قالت : وما دعاك إلى ذلك؟ قالت: أردت تعجيل العتق فأمرت أخاها أن يبيعها من الأعراب ممن يسيء ملكها، قباعها، ثم إن عائشة رأت في منامها أن اغتسلي من ثلاثة آبار يمد بعضها بعضاً، فاستسقي لها فاغتسلت فبرأت).
وأخرج الإمام أحمد عن عمرة قالت:( اشتكت عائشة - رضي الله عنها - فطال شكواها فقدم إنسان المدينة يتطبب فذهب بنو أخيها يسألونه عن وجعها فقال: والله إنكم تنعتون نعت امرأة مطبوبة، قال هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها، قالت : نعم أردت إن تموتي فاعتق قال: وكانت مدبرة قالت: بيعوها في أشد العرب ملكة واجعلوا ثمنها في مثلها.
ومن ذلك عن نافع :(أن جارية لحفصة - رضي الله عنها - سحرتها واعترفت بذلك، فأمرت بها عبد الرحمن بن زيد فقتلها ، فأنكر ذلك عثمان رضي الله عنه ، فقال ابن عمر : ما تنكر على أم المؤمنين من امرأة سحرت واعترفت، فسکت عثمان).
-شرح أحاديث السحر والرقى للفيفي.
#فوائد_الرقى
يجب على من لديه خدم أن يحذر لا على سبيل التخوين إن كان مسلما بل على سبيل الحذر فيكون محسناً إليهم في المعاملة مراقباً لله عز وجل في تعامله معهم، ومن أعظم المراقبة الله عز وجل في التعامل معهم دعوتهم إلى الحق وبيان ما يتوجب عليه في دينهم، لأن أعظم ما يردع المرء عن أعمال السوء هو الدين، كون كثير منهم لا يعرفون ولا يعلمون من الدين إلا اسمه فيتعاملون بالسحر على أنه أمر مشروع غير محرم وأن ما يقومون به من التسخير لهم أو الانتقام لهم هو من باب كرامة الولي الذي يذهبون إليه الذي هو في حقيقة أمره ساحر.
وعليه أن يحتاط فيبعد خدمه عن خصوصياته ويبعد عنهم الآثار التي قد يطلبها السحرة لعمل السحر مما يلي:
١.الشعر: للنص في هذا الحديث «مشط ومشاطة»
٢.والأظافر: قياساً على ما سبق.
٣.والملابس: كون السحرة يطلبونها.
٤.وأي أثر يمكن أن يعين الساحر على السحر.
كما أن على من ابتلي بهم أن يراقب الخدم والعاملين لديهم من حيث إن لا يعلقوا على أنفسهم أو أن يدخلوا في بيوته ما يجلب الشياطين ما يلي:
١.التمائم والاستغاثات الشركية والرقى المحرمة.
٢.لأعمال التي لا تفهم والطلاسم التي لا تعرف.
فقد ذكر الإمام القرطبي- رحمه الله - أن القشيري ذكر في تفسيره: ( أنه ورد في الصحاح : أن غلاماً من اليهود كان يخدم النبي ﷺ ، فدست إليه اليهود، ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها - أن جارية لها سحرتها، وأن سندياً دخل عليها وهي مريضة، فقال: إنك سحرت، قالت: ومن سحرني؟، قال: جارية في حجرها صبي قد بال عليها، فدعت جاريتها، فقالت: حتى أغسل بولاً في ثوبي، فقالت لها: أسحرتني ؟ قالت: نعم. قالت : وما دعاك إلى ذلك؟ قالت: أردت تعجيل العتق فأمرت أخاها أن يبيعها من الأعراب ممن يسيء ملكها، قباعها، ثم إن عائشة رأت في منامها أن اغتسلي من ثلاثة آبار يمد بعضها بعضاً، فاستسقي لها فاغتسلت فبرأت).
وأخرج الإمام أحمد عن عمرة قالت:( اشتكت عائشة - رضي الله عنها - فطال شكواها فقدم إنسان المدينة يتطبب فذهب بنو أخيها يسألونه عن وجعها فقال: والله إنكم تنعتون نعت امرأة مطبوبة، قال هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها، قالت : نعم أردت إن تموتي فاعتق قال: وكانت مدبرة قالت: بيعوها في أشد العرب ملكة واجعلوا ثمنها في مثلها.
ومن ذلك عن نافع :(أن جارية لحفصة - رضي الله عنها - سحرتها واعترفت بذلك، فأمرت بها عبد الرحمن بن زيد فقتلها ، فأنكر ذلك عثمان رضي الله عنه ، فقال ابن عمر : ما تنكر على أم المؤمنين من امرأة سحرت واعترفت، فسکت عثمان).
-شرح أحاديث السحر والرقى للفيفي.
#فوائد_الرقى
16.04.202521:14
هل يستطيع السحرة تسخير الجن طاعة لهم مطلقًا؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
"والذي أعطاه الله تعالى لسليمان خارج عن قدرة الجن والإنس؛ فإنه لا يستطيع أحد أن يسخر الجن مطلقاً لطاعته ولا يستخدم أحدا منهم إلا بمعاوضة إما عمل مذموم تحبه الجن وإما قوم تخضع له الشياطين كالأقسام والعزائم، فإن كل جني فوقه من هو أعلى منه فقد يخدمون بعض الناس طاعة لمن فوقهم كما يخدم بعض الإنس لمن أمرهم سلطانهم بخدمته لكتاب معه منه وهم كارهون طاعته، وقد يأخذون منه ذلك الكتاب ولا يطيعونه وقد يقتلونه أو يمرضونه، فكثير من الناس قتلته الجن، كما يصرعونهم، والصرع لأجل الزنا، وتارة يقولون إنه أذاهم إما بصب نجاسة عليهم وإما بغير ذلك فيصرعون صرع عقوبة وانتقام، وتارة يفعلون ذلك عبثاً كما يعبث شياطين الإنس بالناس والجن أعظم شيطنة وأقل عقلاً وأكثر جهلاً، والجني قد يحب الإنسي كما يحب الإنسي وكما يحب الرجل المرأة والمرأة الرجل ويغار عليه ويخدمه بأشياء، وإذا صار مع غيره فقد يعاقبه بالقتل وغيره، كل هذا واقع، ثم الذي يخدمونه تارة يسرقون له شيئاً من أموال الناس مما لم يذكر اسم الله عليه، ويأتونه إما بطعام وإما شراب وإما لباس وإما نقد وإما غير ذلك...،إلى أن قال: فإن ذلك إنما يفعلونه بسبب شرك وظلم وفاحشة وهو لو كان مباحاً لم يجز أن يفعل بهذا السبب فكيف إذا كان في نفسه ظلماً محرماً لكونه من الظلم والفواحش ونحو ذلك، وقد يخبرون بأمور غائبة مما رأوه وسمعوه ويدخلون في جوف الإنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم»، لكن إنّما سلطانهم كما قال الله: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكونَ}.
ولما قال الشيطان: {قال رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُم في الأرضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنهُم المُخْلصِين}، قال الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَان} ، ثم قال: {إِلاَّ [أي: لكن]: مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبوَاب لِكُلِّ بَابٍ منهم جُزءٌ مَقْسُوم}.
الشياطين لا سلطان لهم على أهل الإخلاص وأسباب اندحارهم، فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم. ولهذا يهربون من البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة، ويهربون من قراءة آية الكرسي وآخر سورة البقرة، وغير ذلك من قوارع القرآن.
-النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
#فوائد_الرقى
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
"والذي أعطاه الله تعالى لسليمان خارج عن قدرة الجن والإنس؛ فإنه لا يستطيع أحد أن يسخر الجن مطلقاً لطاعته ولا يستخدم أحدا منهم إلا بمعاوضة إما عمل مذموم تحبه الجن وإما قوم تخضع له الشياطين كالأقسام والعزائم، فإن كل جني فوقه من هو أعلى منه فقد يخدمون بعض الناس طاعة لمن فوقهم كما يخدم بعض الإنس لمن أمرهم سلطانهم بخدمته لكتاب معه منه وهم كارهون طاعته، وقد يأخذون منه ذلك الكتاب ولا يطيعونه وقد يقتلونه أو يمرضونه، فكثير من الناس قتلته الجن، كما يصرعونهم، والصرع لأجل الزنا، وتارة يقولون إنه أذاهم إما بصب نجاسة عليهم وإما بغير ذلك فيصرعون صرع عقوبة وانتقام، وتارة يفعلون ذلك عبثاً كما يعبث شياطين الإنس بالناس والجن أعظم شيطنة وأقل عقلاً وأكثر جهلاً، والجني قد يحب الإنسي كما يحب الإنسي وكما يحب الرجل المرأة والمرأة الرجل ويغار عليه ويخدمه بأشياء، وإذا صار مع غيره فقد يعاقبه بالقتل وغيره، كل هذا واقع، ثم الذي يخدمونه تارة يسرقون له شيئاً من أموال الناس مما لم يذكر اسم الله عليه، ويأتونه إما بطعام وإما شراب وإما لباس وإما نقد وإما غير ذلك...،إلى أن قال: فإن ذلك إنما يفعلونه بسبب شرك وظلم وفاحشة وهو لو كان مباحاً لم يجز أن يفعل بهذا السبب فكيف إذا كان في نفسه ظلماً محرماً لكونه من الظلم والفواحش ونحو ذلك، وقد يخبرون بأمور غائبة مما رأوه وسمعوه ويدخلون في جوف الإنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم»، لكن إنّما سلطانهم كما قال الله: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكونَ}.
ولما قال الشيطان: {قال رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُم في الأرضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنهُم المُخْلصِين}، قال الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَان} ، ثم قال: {إِلاَّ [أي: لكن]: مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبوَاب لِكُلِّ بَابٍ منهم جُزءٌ مَقْسُوم}.
الشياطين لا سلطان لهم على أهل الإخلاص وأسباب اندحارهم، فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم. ولهذا يهربون من البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة، ويهربون من قراءة آية الكرسي وآخر سورة البقرة، وغير ذلك من قوارع القرآن.
-النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
#فوائد_الرقى
16.04.202520:35
أهل النار أطلقوا العنان لشهواتهم فكان مصيرهم: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾ واهل الجنة ألجموا شهواتهم فكانت الجائزة : ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ )
(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ) فسرها بعض السلف: بأنهم اشتهوا التوبة ساعة الرحيل، قال الحسن البصري: «اتق الله يا ابن آدم، لا يجتمع عليك خصلتان: سكرة الموت، وحسرة الفوت».
(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ) فسرها بعض السلف: بأنهم اشتهوا التوبة ساعة الرحيل، قال الحسن البصري: «اتق الله يا ابن آدم، لا يجتمع عليك خصلتان: سكرة الموت، وحسرة الفوت».
16.04.202519:01
(قُرئ عليه القرآن كاملًا)
الأخ ثقة ، للتواصل :
@lnmcil
الأخ ثقة ، للتواصل :
@lnmcil


转发自:
الباز الأشهب

16.04.202512:50
رجلٌ متمادٍ في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل! فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب
مدارج السالكين/ ابن القيم
记录
21.04.202523:59
1.1K订阅者20.02.202523:59
0引用指数17.04.202519:14
1.2K每帖平均覆盖率17.04.202519:14
2.3K广告帖子的平均覆盖率20.04.202516:21
12.50%ER17.04.202519:14
118.62%ERR登录以解锁更多功能。