20.04.202520:30
-
"كتب جدي الدكتور سيد أحمد المسير عليه رحمة الله (السنة المطهرة بين أصول الأئمة وشبهات صاحب فجر الإسلام وضحاه) دفاعا عن السنة النبوية ضد شبهات القاضي الأزهري أحمد أمين صاحب كتاب فجر الإسلام وكتاب ضحى الإسلام، وقد نشر والدي الدكتور محمد المسير عليه رحمة الله كتاب جدي وطبع عدة مرات...
ثم فوجئت وأنا أقرأ للباحث إبراهيم السكران نقله عن جلال أمين ابن أحمد أمين قوله: (إني لا أتذكر مثلا أني رأيت أبي وهو يصلي)، فقلت: لو علم جدي عليه رحمة الله بذلك لربما لم يكتب رده، لأنه بذلك تبين أن الخلاف ليس خلافا مع طالب حق دخلته شبهة بل مع صاحب هوى.
معرفة سلوك المخالف ومقدار التزامه مفيد في معرفة نوع الخلاف."
"كتب جدي الدكتور سيد أحمد المسير عليه رحمة الله (السنة المطهرة بين أصول الأئمة وشبهات صاحب فجر الإسلام وضحاه) دفاعا عن السنة النبوية ضد شبهات القاضي الأزهري أحمد أمين صاحب كتاب فجر الإسلام وكتاب ضحى الإسلام، وقد نشر والدي الدكتور محمد المسير عليه رحمة الله كتاب جدي وطبع عدة مرات...
ثم فوجئت وأنا أقرأ للباحث إبراهيم السكران نقله عن جلال أمين ابن أحمد أمين قوله: (إني لا أتذكر مثلا أني رأيت أبي وهو يصلي)، فقلت: لو علم جدي عليه رحمة الله بذلك لربما لم يكتب رده، لأنه بذلك تبين أن الخلاف ليس خلافا مع طالب حق دخلته شبهة بل مع صاحب هوى.
معرفة سلوك المخالف ومقدار التزامه مفيد في معرفة نوع الخلاف."
- أبو شعيب طلحة المسير -فرّج الله عنه-
转发自:
تباريح معرفية



18.04.202515:07
لَقَدْ دُسْنا عَلَى طَبَقِ الكَرامَةْ
وَطَأْطَأْنا ابْتِغَاءً لِلسَّلَامَةْ
وَأكْرَمْنَا كِلَابَ الرَّفْضِ ذُلَّاً
وَسَابَقْنَا الثَّعَالِبَ وَالنَّعَامَةْ
وَجَافَيْنا شَريعَتَنا جَهارًا
وَقَلَّدْنَا قَنَاذِعَنا الإِمَامَةْ!
*: في الصورة وزير الثقافة السوري الجديد برفقة معمم رافضي في المعبد المنسوب لزينب بنت علي بن أبي طالب عليها وعلى أبيها السلام، بعد أن "قرأ الفاتحة على روح المعمم الرافضي محسن الأمين العاملي"!!
وَطَأْطَأْنا ابْتِغَاءً لِلسَّلَامَةْ
وَأكْرَمْنَا كِلَابَ الرَّفْضِ ذُلَّاً
وَسَابَقْنَا الثَّعَالِبَ وَالنَّعَامَةْ
وَجَافَيْنا شَريعَتَنا جَهارًا
وَقَلَّدْنَا قَنَاذِعَنا الإِمَامَةْ!
*: في الصورة وزير الثقافة السوري الجديد برفقة معمم رافضي في المعبد المنسوب لزينب بنت علي بن أبي طالب عليها وعلى أبيها السلام، بعد أن "قرأ الفاتحة على روح المعمم الرافضي محسن الأمين العاملي"!!


16.04.202523:13
..
15.04.202515:18
-
ليس الترفُ مالًا يُجمع، ولا لباسًا يُلبس، بل فتنةٌ تمشي على قدمين! يبدأ من متعةٍ عابرة، ثم يتسلل إلى النفس، حتى يُفسد فطرتها، ويطمس نورها، ويقلب موازينها!
فالإنسان إذا أُخذ من عالم الحاجة، حيث يُناجي ربه في السَّحر، ويتقلب على فراش القلة بين شكر وصبر، ثم أُلقي في عالم الترف فجأةً، دون تزكيةٍ تُحصنه، ودون أنوارٍ تُرشد خطاه؛ فإنه لا يلبث أن يُصاب بالعُجب الخفي! يرى نفسه مكتفيًا! غنيًا عن الدعاء! غنيًا عن الخلق! بل حتى عن ذاته الأولى!
وهنا تكون النكسة! نكسةٌ في القيم، نكسةٌ في المروءة، نكسةٌ في الإيمان! قد يرى نفسه قد "ترقّى"، لكنه عند الله قد "تردّى" فما أشدَّها من خسارة حين يتوهمُ الإنسان العلوَّ، وهو في الحضيض!
ومن تَرَفَتْ نفسه حتى استثقل جلساءَ البركة، والمُرضين من عباد الله، وراح يُصغي لأهل اللهو، ويستنشق عبير الترف كأنه روح الجنة، فقد أُصِيبَ في قلبه.. في روحه.. في بصيرته!
صار ينظر إلى من كان بالأمس معهم نظرةَ ازدراءٍ واستعلاء، يراهم جهلاء، دراويش، لا يفقهون من الحياة شيئًا! وقد نسي أن أولئك هم الباقون على الفطرة، الحافظون للمعنى، الراضون عن الله، المطمئنون به، وأنه هو الساقط من عين الله، ولو رآه الناسُ في أبهى حلّة!
الترف هو أولُ طريقِ السقوط، وإذا استوحش العبدُ من البساطة، فقد استوحش من طريق الأنبياء! ذلك الطريق المضيء بالقناعة، الذي لا يعرف التفاخر ولا المباهاة، الطريق الذي كان عليه الصادقون، وفيه تكمن القيم الحقيقية!
كم من قلب سرقه الترف وأطفأ جذوة الإيمان فيه وأعمى بصيرته! وإن كان الطريق إليه مفروشًا بالذهب، لكن نهايته ظُلمةٌ لا يُبصرها إلا من ثبت على النور.
ليس الترفُ مالًا يُجمع، ولا لباسًا يُلبس، بل فتنةٌ تمشي على قدمين! يبدأ من متعةٍ عابرة، ثم يتسلل إلى النفس، حتى يُفسد فطرتها، ويطمس نورها، ويقلب موازينها!
فالإنسان إذا أُخذ من عالم الحاجة، حيث يُناجي ربه في السَّحر، ويتقلب على فراش القلة بين شكر وصبر، ثم أُلقي في عالم الترف فجأةً، دون تزكيةٍ تُحصنه، ودون أنوارٍ تُرشد خطاه؛ فإنه لا يلبث أن يُصاب بالعُجب الخفي! يرى نفسه مكتفيًا! غنيًا عن الدعاء! غنيًا عن الخلق! بل حتى عن ذاته الأولى!
وهنا تكون النكسة! نكسةٌ في القيم، نكسةٌ في المروءة، نكسةٌ في الإيمان! قد يرى نفسه قد "ترقّى"، لكنه عند الله قد "تردّى" فما أشدَّها من خسارة حين يتوهمُ الإنسان العلوَّ، وهو في الحضيض!
ومن تَرَفَتْ نفسه حتى استثقل جلساءَ البركة، والمُرضين من عباد الله، وراح يُصغي لأهل اللهو، ويستنشق عبير الترف كأنه روح الجنة، فقد أُصِيبَ في قلبه.. في روحه.. في بصيرته!
صار ينظر إلى من كان بالأمس معهم نظرةَ ازدراءٍ واستعلاء، يراهم جهلاء، دراويش، لا يفقهون من الحياة شيئًا! وقد نسي أن أولئك هم الباقون على الفطرة، الحافظون للمعنى، الراضون عن الله، المطمئنون به، وأنه هو الساقط من عين الله، ولو رآه الناسُ في أبهى حلّة!
الترف هو أولُ طريقِ السقوط، وإذا استوحش العبدُ من البساطة، فقد استوحش من طريق الأنبياء! ذلك الطريق المضيء بالقناعة، الذي لا يعرف التفاخر ولا المباهاة، الطريق الذي كان عليه الصادقون، وفيه تكمن القيم الحقيقية!
كم من قلب سرقه الترف وأطفأ جذوة الإيمان فيه وأعمى بصيرته! وإن كان الطريق إليه مفروشًا بالذهب، لكن نهايته ظُلمةٌ لا يُبصرها إلا من ثبت على النور.
14.04.202518:23
-
جُلّ محاضرات الشيخ فريد الأنصاري -رحمه الله- يُذيّلها بدعاءٍ يفوحُ بشذى صدق التوجّه، وعمق الفقه بالله جلّ جلاله. ومن أبهى ما كان يلهج به رحمه الله، دعوة يسيرة الألفاظ، عميقة الأغوار، تقطر فِقهًا بالله، وتفيض فَقرًا بين يديه: "اللهم أدخلنا في رحمتك برحمتك."
دعوةٌ موجزة في لفظها، عميقة في معناها، تدلّ على معرفته بربّه، وعلى عظيم فقره إليه. فهو يعلم أن الرحمة لا تُنال بالعمل فقط، ولا تُدرك بالاستحقاق، وإنما تُدرك برحمة من الله، تفتح أبواب رحمته.
اللهم اجعل له من رحمتك أوفى الحظ والنصيب، واغمره في واسع عفوك ورضوانك، وارفع درجته في عليين، واجزه عنّا وعن المسلمين خير الجزاء.
جُلّ محاضرات الشيخ فريد الأنصاري -رحمه الله- يُذيّلها بدعاءٍ يفوحُ بشذى صدق التوجّه، وعمق الفقه بالله جلّ جلاله. ومن أبهى ما كان يلهج به رحمه الله، دعوة يسيرة الألفاظ، عميقة الأغوار، تقطر فِقهًا بالله، وتفيض فَقرًا بين يديه: "اللهم أدخلنا في رحمتك برحمتك."
دعوةٌ موجزة في لفظها، عميقة في معناها، تدلّ على معرفته بربّه، وعلى عظيم فقره إليه. فهو يعلم أن الرحمة لا تُنال بالعمل فقط، ولا تُدرك بالاستحقاق، وإنما تُدرك برحمة من الله، تفتح أبواب رحمته.
اللهم اجعل له من رحمتك أوفى الحظ والنصيب، واغمره في واسع عفوك ورضوانك، وارفع درجته في عليين، واجزه عنّا وعن المسلمين خير الجزاء.
18.04.202500:56
14.04.202512:43
-
ومن حكاياتهم في الوفاء، وحسن الاعتذار والقيام بحق الإخاء: أن الوزير الوليد بن عبد الرحمن بن غانم كان صديقاً للوزير هاشم بن عبد العزيز، ثابتاً على مودته.
ولما قضى الله تعالى على هاشم بالأسر أجرى السلطان محمد بن عبد الرحمن الأموي ذكره في جماعةٍ من خدامه، والوليد حاضر، فاستقصره، ونسبه للطيش والعجلة والاستبداد برأيه، فلم يكن فيهم من اعتذر عنه غير الوليد، فقال:
أصلح الله تعالى الأمير، إنه لم يكن على هاشم التخير في الأمور، ولا الخروج عن المقدور، بل قد استعمل جهده، واستفرغ نصحه، وقضى حق الإقدام، ولم يكن ملاك النصر بيده، فخذله من وثق به، ونكل عنه من كان معه، فلم يزحزح قدمه عن موطن حفاظه، حتى ملك مقبلاً غير مدبر، مبلياً غير فشل، فجوزي خيراً عن نفسه وسلطانه، فإنه لا طريق للملام عليه، وليس عليه ما جنته الحرب الغشوم، وأيضاً فإنه ما قصد أن يجود بنفسه إلا رضىً للأمير، واجتناباً لسخطه، فإذا كان ما اعتمد فيه الرضى جالب التقصير فذلك معدود في سوء الحظ.
فأعجب الأمير كلامه، وشكر له وفاءه، وأقصر فيما بعد على تفنيد هاشم، وسعى في تخليصه.
واتصل الخبر بهاشم، فكتب إليه:
الصديق من صدقك في الشدة لا في الرخاء، والأخ من ذب عنك في الغيب لا في المشهد، والوفي من وفى لك إذا خانك زمان، وقد أتاني من كلامك بين يدي سيدنا - جعل الله تعالى نعمته سرمداً - ما زادني بمودتك اغتباطاً، وبصداقتك ارتباطاً، ولذلك ما كنت أسد يدي على وصلك، وأخصك بإخائي، وأنا الآن بموضع لا أقدر فيه على جزاء غير الثناء، وأنت أقدر مني على أن تزيد ما بدأت به بأن تتم ما شرعت فيه، حتى تتكمل لك المنة، ويستوثق عقد الصداقة، إن شاء الله تعالى.
وكتب إليه بشعر منه:
أيا ذاكري بالغيب في محفلٍ به
تصامت جمعٌ عن جوابٍ به نصري
أتتني والبيداء بيني وبينها
رقى كلماتٍ خلّصتني من الأسر
لئن قرّب الله اللّقاء فإنّني
سأجزيك ما لا ينقضي غابر الدهر
فأجابه الوليد:
خلصك الله أيها البدر من سرارك، وعجل بطلوعك في أكمل تمامك وإبدارك، وصلني شكرك على أن قلت ما علمت، ولم أخرج عن النصح للسلطان بما زكنته من ذلك، والله تعالى شاهد، على أن ذلك في مجالس غير المجلس المنقول لسيدي إن خفيت عن المخلوق فما تخفى عن الخالق، ما أردت بها إلا أن أداء بعض ما أعتقده لك، وكم سهرت وأنا نائم، وقمت في حقي وأنا قاعد، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. ثم ذكر أبياتاً لم تحضرني الآن.
ومن حكاياتهم في الوفاء، وحسن الاعتذار والقيام بحق الإخاء: أن الوزير الوليد بن عبد الرحمن بن غانم كان صديقاً للوزير هاشم بن عبد العزيز، ثابتاً على مودته.
ولما قضى الله تعالى على هاشم بالأسر أجرى السلطان محمد بن عبد الرحمن الأموي ذكره في جماعةٍ من خدامه، والوليد حاضر، فاستقصره، ونسبه للطيش والعجلة والاستبداد برأيه، فلم يكن فيهم من اعتذر عنه غير الوليد، فقال:
أصلح الله تعالى الأمير، إنه لم يكن على هاشم التخير في الأمور، ولا الخروج عن المقدور، بل قد استعمل جهده، واستفرغ نصحه، وقضى حق الإقدام، ولم يكن ملاك النصر بيده، فخذله من وثق به، ونكل عنه من كان معه، فلم يزحزح قدمه عن موطن حفاظه، حتى ملك مقبلاً غير مدبر، مبلياً غير فشل، فجوزي خيراً عن نفسه وسلطانه، فإنه لا طريق للملام عليه، وليس عليه ما جنته الحرب الغشوم، وأيضاً فإنه ما قصد أن يجود بنفسه إلا رضىً للأمير، واجتناباً لسخطه، فإذا كان ما اعتمد فيه الرضى جالب التقصير فذلك معدود في سوء الحظ.
فأعجب الأمير كلامه، وشكر له وفاءه، وأقصر فيما بعد على تفنيد هاشم، وسعى في تخليصه.
واتصل الخبر بهاشم، فكتب إليه:
الصديق من صدقك في الشدة لا في الرخاء، والأخ من ذب عنك في الغيب لا في المشهد، والوفي من وفى لك إذا خانك زمان، وقد أتاني من كلامك بين يدي سيدنا - جعل الله تعالى نعمته سرمداً - ما زادني بمودتك اغتباطاً، وبصداقتك ارتباطاً، ولذلك ما كنت أسد يدي على وصلك، وأخصك بإخائي، وأنا الآن بموضع لا أقدر فيه على جزاء غير الثناء، وأنت أقدر مني على أن تزيد ما بدأت به بأن تتم ما شرعت فيه، حتى تتكمل لك المنة، ويستوثق عقد الصداقة، إن شاء الله تعالى.
وكتب إليه بشعر منه:
أيا ذاكري بالغيب في محفلٍ به
تصامت جمعٌ عن جوابٍ به نصري
أتتني والبيداء بيني وبينها
رقى كلماتٍ خلّصتني من الأسر
لئن قرّب الله اللّقاء فإنّني
سأجزيك ما لا ينقضي غابر الدهر
فأجابه الوليد:
خلصك الله أيها البدر من سرارك، وعجل بطلوعك في أكمل تمامك وإبدارك، وصلني شكرك على أن قلت ما علمت، ولم أخرج عن النصح للسلطان بما زكنته من ذلك، والله تعالى شاهد، على أن ذلك في مجالس غير المجلس المنقول لسيدي إن خفيت عن المخلوق فما تخفى عن الخالق، ما أردت بها إلا أن أداء بعض ما أعتقده لك، وكم سهرت وأنا نائم، وقمت في حقي وأنا قاعد، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. ثم ذكر أبياتاً لم تحضرني الآن.
— نفح الطيب – المقري التلمساني (٣٧٣/٣)
13.04.202511:00
-
"في اتخاذِ صديقٍ حميمٍ لذةٌ روحية يدركها من يَسَّر الله له أن انعقدت بينه وبين رجل من ذوي الأخلاق النبيلة، والآداب العالية مودة، ولا منشأ لهذه اللذة الروحية إلا الشعور بما بينه وبين ذلك الرجل النبيل المهذب من صداقة.
وصديق الفضيلة هو الذي يجد في لقاء صديقه ارتياحاً وابتهاجاً، ويعد الوقت الذي يقضيه في الأنس به من أطيب الأوقات التي لا تسمح بها الأيام إلا قليلاً.
ثم إن الصداقة - وإن قامت على أساس الفضيلة، ولم يكن للمنفعة أثر في تكوين رابطتها - تستدعي بطبيعتها جلب المنفعة أو دفع الضرر؛ فإنها تبعث الصديق على أن يدفع عن صديقه الأذى بما عنده من قوة، وتهزه لأن يسعده في الشدائد بما أوتي من جاه أو سطوة.
ولمثل هذا أوصى بعض الحكماء باتخاذ الأصدقاء فقال: "أعجز الناس من فرط في طلب الأخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم".
وقال الشاعر الحكيم:
"لعمرك ما مال الفتى بذخيرة
ولكن إخوان الثقات الذخائر"
"في اتخاذِ صديقٍ حميمٍ لذةٌ روحية يدركها من يَسَّر الله له أن انعقدت بينه وبين رجل من ذوي الأخلاق النبيلة، والآداب العالية مودة، ولا منشأ لهذه اللذة الروحية إلا الشعور بما بينه وبين ذلك الرجل النبيل المهذب من صداقة.
وصديق الفضيلة هو الذي يجد في لقاء صديقه ارتياحاً وابتهاجاً، ويعد الوقت الذي يقضيه في الأنس به من أطيب الأوقات التي لا تسمح بها الأيام إلا قليلاً.
ثم إن الصداقة - وإن قامت على أساس الفضيلة، ولم يكن للمنفعة أثر في تكوين رابطتها - تستدعي بطبيعتها جلب المنفعة أو دفع الضرر؛ فإنها تبعث الصديق على أن يدفع عن صديقه الأذى بما عنده من قوة، وتهزه لأن يسعده في الشدائد بما أوتي من جاه أو سطوة.
ولمثل هذا أوصى بعض الحكماء باتخاذ الأصدقاء فقال: "أعجز الناس من فرط في طلب الأخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم".
وقال الشاعر الحكيم:
"لعمرك ما مال الفتى بذخيرة
ولكن إخوان الثقات الذخائر"
— محمد الخضر حسين


19.04.202500:55
18.04.202500:32
-
اجتمع على طبق الكرامة خلق كثير.. جلسوا حوله متزاحمين، يمدّون الأيدي إلى ما لم يتعبوا فيه، ويملؤون الأطباق من خيرٍ لم يزرعوه.. وحده السّاعي إليه ببذله، واللّاهث خلفه بدمعه وخطاه، وقف خلف الباب.. يرمق الثمرة التي سقاها بأنفاسه كيف تُنتزع من يده، وتُقدَّم لغيره على طبقٍ من ذهب، باسمه الذي لم يُكتب، وصوته الذي لم يُسمع، وتعبه الذي ضاع كما يضيع الندى في وهج الرمضاء!
اجتمع على طبق الكرامة خلق كثير.. جلسوا حوله متزاحمين، يمدّون الأيدي إلى ما لم يتعبوا فيه، ويملؤون الأطباق من خيرٍ لم يزرعوه.. وحده السّاعي إليه ببذله، واللّاهث خلفه بدمعه وخطاه، وقف خلف الباب.. يرمق الثمرة التي سقاها بأنفاسه كيف تُنتزع من يده، وتُقدَّم لغيره على طبقٍ من ذهب، باسمه الذي لم يُكتب، وصوته الذي لم يُسمع، وتعبه الذي ضاع كما يضيع الندى في وهج الرمضاء!
15.04.202521:29
-
إنّ من أعظم ما ابتُلي به التدين المعاصر، أن يُفرَّغ الدين من روحه، وتُسلَخ مفاهيمه من معناها الرباني، ثم تُلبَس لبوسًا حداثيًا مهجّنًا يروّج في أسواق الفتنة. ومن ذلك ما جرى على مفهوم التسامح؛ حيث جُرِّد من أصلِه الإيماني، وغُيّب عن مَعينه الرباني، حتى غدا في أذهان كثيرٍ من الناس مرادفًا للانهزام، ومسوّغًا للمداهنة، وذريعةً للتنازل عن الحق باسم الأخلاق!
ولكن التسامح -كما جاء به وحي السماء- ليس ضعفًا ولا طأطأة، بل هو مقام من مقامات القوة، لا يبلغه إلا من ذاق حلاوة العبودية، وسجد لله سجدة الصدق، حتى امتلأ قلبه سكينة، ونفسه عزة. فذاك الذي يعفو، يعفو بعين الله، ويسامح بسلطان اليقين، لا طلبًا لرضى الناس، ولكن لأنه عبدٌ امتلأ قلبه بالله، فما عادت تؤذيه صغائر الخلق.
أما إذا نُزع التسامح من هذا السياق التعبدي، وصار سلوكًا مصلحيًا أو قناعًا اجتماعيًا، فقد انقلب إلى ضعفٍ مموّه، يبيع صاحبه هيبة الدين في سوق المجاملات!
فالتسامح في الإسلام عزة، نعم! ولكنه عزةٌ من طين السجود، لا من تُراب التملق!
إنّ من أعظم ما ابتُلي به التدين المعاصر، أن يُفرَّغ الدين من روحه، وتُسلَخ مفاهيمه من معناها الرباني، ثم تُلبَس لبوسًا حداثيًا مهجّنًا يروّج في أسواق الفتنة. ومن ذلك ما جرى على مفهوم التسامح؛ حيث جُرِّد من أصلِه الإيماني، وغُيّب عن مَعينه الرباني، حتى غدا في أذهان كثيرٍ من الناس مرادفًا للانهزام، ومسوّغًا للمداهنة، وذريعةً للتنازل عن الحق باسم الأخلاق!
ولكن التسامح -كما جاء به وحي السماء- ليس ضعفًا ولا طأطأة، بل هو مقام من مقامات القوة، لا يبلغه إلا من ذاق حلاوة العبودية، وسجد لله سجدة الصدق، حتى امتلأ قلبه سكينة، ونفسه عزة. فذاك الذي يعفو، يعفو بعين الله، ويسامح بسلطان اليقين، لا طلبًا لرضى الناس، ولكن لأنه عبدٌ امتلأ قلبه بالله، فما عادت تؤذيه صغائر الخلق.
أما إذا نُزع التسامح من هذا السياق التعبدي، وصار سلوكًا مصلحيًا أو قناعًا اجتماعيًا، فقد انقلب إلى ضعفٍ مموّه، يبيع صاحبه هيبة الدين في سوق المجاملات!
فالتسامح في الإسلام عزة، نعم! ولكنه عزةٌ من طين السجود، لا من تُراب التملق!
14.04.202521:06
واشتركوا 👀
14.04.202512:14
‹‹فَكَم يَومٍ رَأينَا فِيهِ صَحوًا
وأُسمِعنَا بِآخِرِهِ الرُّعُودَا
وعَادَ الصَّحوُ بَعدُ كَمَا عَلِمنَا
وأنتَ كَذَاكَ نَرجُو أن تَعُودَا››
وأُسمِعنَا بِآخِرِهِ الرُّعُودَا
وعَادَ الصَّحوُ بَعدُ كَمَا عَلِمنَا
وأنتَ كَذَاكَ نَرجُو أن تَعُودَا››
— ابن حزم -رحمه الله-
12.04.202511:36
-
"الزّوجة ستر، والرّجولة أن يصون الرّجل أهلَه عن أعين النّاس، لا أن يدفعها لمواطن التّبرج أو يرضى بأن تكون محطَّ أنظارِ الآخرين.. إنّ المروءة تأبى ذلك، والدّين ينهى عنه، والنّفوس السّليمة تستقبحه."
"الزّوجة ستر، والرّجولة أن يصون الرّجل أهلَه عن أعين النّاس، لا أن يدفعها لمواطن التّبرج أو يرضى بأن تكون محطَّ أنظارِ الآخرين.. إنّ المروءة تأبى ذلك، والدّين ينهى عنه، والنّفوس السّليمة تستقبحه."
18.04.202516:33
"قبّح الله خبزة أبيع بها ديني، وأعقّ بها سلفي، وأُهينُ بها نفسي، وأهدمُ بها شرفي وأكونُ بها حُجّة على قومي وتاريخي."
- محمد البشير الإبراهيمي.
17.04.202513:16
"وكلُّ لَذاذةٍ ستُمَلُّ إلّا
محادثة الرّجال ذوي العقولِ
وقد كنّا نَعدّهُمُ قليلًا
فقد صاروا اقلَّ من القليلِ"
محادثة الرّجال ذوي العقولِ
وقد كنّا نَعدّهُمُ قليلًا
فقد صاروا اقلَّ من القليلِ"


15.04.202521:28
الوطن قلبه كبير يا محمد السيد
الوطن تيسع لك
ويتسع للقاضي المجرم عمار بلال
وللشبيح فادي صقر
ولكل مجرم سفاك للدماء
لا ندري هل سيخرج معلمك بشار أيضا بفيديو مشابه يدعو للوقوف مع الإدارة الجديدة ثم نقول له: اذهبوا فأنتم الطلقاء ؟؟؟
الوطن تيسع لك
ويتسع للقاضي المجرم عمار بلال
وللشبيح فادي صقر
ولكل مجرم سفاك للدماء
لا ندري هل سيخرج معلمك بشار أيضا بفيديو مشابه يدعو للوقوف مع الإدارة الجديدة ثم نقول له: اذهبوا فأنتم الطلقاء ؟؟؟
14.04.202521:06
أيها الكرام.. فضلًا انشروا هذه القناة الجميلة:
https://t.me/ta3alil90
https://t.me/ta3alil90
14.04.202512:01
«قال أبو سليمان الدّاراني: ومن صدق في ترك شهوة ذهب الله بها من قلبه، والله تعالى أكرم من أن يعذِّب قلبًا بشهوة تُركت له.»
12.04.202511:27
﴿فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦۤ ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَارࣰاۖ قَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوۤا۟ إِنِّیۤ ءَانَسۡتُ نَارࣰا لَّعَلِّیۤ ءَاتِیكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ جَذۡوَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ﴾
نُبل الزوج في أجمل صُوَره:
قال: ﴿امكثوا﴾، فتحمّل المخاطرة بنفسه وحده إلى نيران مجهولة ليبقيها بعيدة عن الخطر، مع حاجته في الوحشة للأنس.
﴿تصطلون﴾، ما ذهب من أجل نفسه، بل من أجلها، ولم يقل "لنصطلي".
﴿لعلّي آتيكم﴾، طمأنها عن سبب ذهابه وتفاءل بالأخبار السارة، ولم يقلقها بالاحتمالات الأخرى.
﴿لعلّي﴾، خشي عليها من خيبة الأمل لو لم يعثر على شيء، فجعل الأمر على الرجاء.
﴿آتيكم﴾، ﴿لعلّكم﴾، ﴿تصطلون﴾، تعابير المحبة الدافئة المُعلَنة التي تُسعد أهله بعمق محبتهم في قلبه.
نُبل الزوج في أجمل صُوَره:
قال: ﴿امكثوا﴾، فتحمّل المخاطرة بنفسه وحده إلى نيران مجهولة ليبقيها بعيدة عن الخطر، مع حاجته في الوحشة للأنس.
﴿تصطلون﴾، ما ذهب من أجل نفسه، بل من أجلها، ولم يقل "لنصطلي".
﴿لعلّي آتيكم﴾، طمأنها عن سبب ذهابه وتفاءل بالأخبار السارة، ولم يقلقها بالاحتمالات الأخرى.
﴿لعلّي﴾، خشي عليها من خيبة الأمل لو لم يعثر على شيء، فجعل الأمر على الرجاء.
﴿آتيكم﴾، ﴿لعلّكم﴾، ﴿تصطلون﴾، تعابير المحبة الدافئة المُعلَنة التي تُسعد أهله بعمق محبتهم في قلبه.
— د. عبدالله بلقاسم الشّهري
显示 1 - 24 共 77
登录以解锁更多功能。