07.05.202521:10
••
كانَ عروةُ بن الزُّبير رحمه الله يقولُ في وَصاتِهِ لبنِيهِ:
إذا رأيتُمْ خَلَّةً رائعةً* من شرٍّ من رجلٍ فاحذَرُوه، وإنْ كانَ عندَ الناسِ رجلَ صِدقٍ؛ فإنَّ لها عندَه أخَوات.
وإذا رأيتُمْ خَلَّةً رائعةً من خَيرٍ من رجلٍ فلا تَقطَعُوا إناتَكُم** منهُ، وإن كانَ عند الناسِ رجلَ سُوء؛ فإنَّ لها عندَه أخَوات.
* يعني: خَصلةً تَرُوعُكم لشناعَتها.
** يعني: رجاءكم.
كانَ عروةُ بن الزُّبير رحمه الله يقولُ في وَصاتِهِ لبنِيهِ:
إذا رأيتُمْ خَلَّةً رائعةً* من شرٍّ من رجلٍ فاحذَرُوه، وإنْ كانَ عندَ الناسِ رجلَ صِدقٍ؛ فإنَّ لها عندَه أخَوات.
وإذا رأيتُمْ خَلَّةً رائعةً من خَيرٍ من رجلٍ فلا تَقطَعُوا إناتَكُم** منهُ، وإن كانَ عند الناسِ رجلَ سُوء؛ فإنَّ لها عندَه أخَوات.
"الأمالي" لأبي عليٍّ القالي رحمه الله (١/ ٢٤٠)
* يعني: خَصلةً تَرُوعُكم لشناعَتها.
** يعني: رجاءكم.
转发自:
الأنابيش

06.05.202520:28
••
"سِفر الخروج"
إنَّ الشَّجَى يَبُعَثُ الشَّجَى
أبكتني هذه الرواية بكاء مرًّا، وعشتُ عبر صفحاتها أجواءَ حقبةٍ مظلمة استُبيحت فيها دماءُ المسلمين في الهند وأعراضهم وأموالهم، ونهشت لحومَهم ضباعُ الأرض وغربانُها، وهم على حال بئيسٍ من الضعف والذلِّ والهوان...
رحم الله من قضى مستمسكًا بدينه عاضًّا عليه، ولقَّاهم نضرة وسرورًا، ومكَّن الصادقين أولى العزمات من الثأر لعذابات المسلمين في كل صُقع، ونصرهم على عدوِّهم، ونصر بهم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان...
"سِفر الخروج"
إنَّ الشَّجَى يَبُعَثُ الشَّجَى
أبكتني هذه الرواية بكاء مرًّا، وعشتُ عبر صفحاتها أجواءَ حقبةٍ مظلمة استُبيحت فيها دماءُ المسلمين في الهند وأعراضهم وأموالهم، ونهشت لحومَهم ضباعُ الأرض وغربانُها، وهم على حال بئيسٍ من الضعف والذلِّ والهوان...
رحم الله من قضى مستمسكًا بدينه عاضًّا عليه، ولقَّاهم نضرة وسرورًا، ومكَّن الصادقين أولى العزمات من الثأر لعذابات المسلمين في كل صُقع، ونصرهم على عدوِّهم، ونصر بهم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان...


05.05.202510:53
03.05.202507:40
•••
يا ناقِدًا لِكَلامٍ لَيْسَ يَفْهمُهُ •• مَنْ لَيْسَ يَفْهَمُ قُلْ لي: كَيْفَ يَنْتَقِدُ؟
يا صَاعِدًا في وُعُورٍ ضَاقَ مَسْلَكُها •• أَيَصْعَدُ الوَعرَ مَنْ في السَّهْلِ يَرْتَعِدُ؟
يا ماشِيًا في فَلاةٍ لا أَنِيسَ بها •• كَيْفَ السَّبيلُ إذا ما اغْتَالَكَ الأَسَدُ؟
يا خائِضَ البَحْرِ لا تَدْرِي سِباحَتَهُ •• وَيْلي عَلَيْكَ أَتنْجُو إنْ عَلاَ الزَّبَدُ؟
يا ناقِدًا لِكَلامٍ لَيْسَ يَفْهمُهُ •• مَنْ لَيْسَ يَفْهَمُ قُلْ لي: كَيْفَ يَنْتَقِدُ؟
يا صَاعِدًا في وُعُورٍ ضَاقَ مَسْلَكُها •• أَيَصْعَدُ الوَعرَ مَنْ في السَّهْلِ يَرْتَعِدُ؟
يا ماشِيًا في فَلاةٍ لا أَنِيسَ بها •• كَيْفَ السَّبيلُ إذا ما اغْتَالَكَ الأَسَدُ؟
يا خائِضَ البَحْرِ لا تَدْرِي سِباحَتَهُ •• وَيْلي عَلَيْكَ أَتنْجُو إنْ عَلاَ الزَّبَدُ؟
محمد بن علي الشوكاني العلامة اليماني (ت١٢٥٠) رحمه الله
01.05.202503:51
«في الأسباب الجالبة للمحبّة والموجبة لها، وهي عشرةٌ:
أحدها: قراءة القرآن بالتّدبُّر والتّفهُّم لمعانيه وما أُريد به، كتدبُّر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهَّم مُراد صاحبه منه.
الثّاني: التّقرُّب إلى الله بالنّوافل بعد الفرائض، فإنّها تُوصِله إلى درجة المحبوبيّة بعد المحبّة.
الثّالث: دوام ذكره على كلِّ حالٍ؛ باللِّسان والقلب، والعمل والحال. فنصيبُه من المحبّة على قدر نصيبه من هذا الذِّكر.
الرّابع: إيثار مَحابِّه على مَحابِّك عند غلَبات الهوىٰ، والتّسنُّم إلى مَحابِّه وإن صعُبَ المُرتقىٰ.
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلُّبه في رياض هذه المعرفة وميادينها. فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبَّه لا محالةَ. ولهذا كانت المعطِّلة والفرعونيّة والجهميّة قُطّاعَ الطّريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السّادس: مشاهدة بِرِّه وإحسانه وآلائه ونِعَمِه الباطنة والظّاهرة، فإنّها داعيةٌ إلى محبّته.
السّابع: وهو من أعجبها، انكسار القلب بكلِّيّته بين يديه، وليس في التّعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.
الثّامن: الخلوة به وقتَ النُّزول الإلهيِّ، لمناجاتِه وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب والتّأدُّب بين يديه. ثمّ خَتْم ذلك بالاستغفار والتّوبة.
التّاسع: مجالسة المحبِّين الصّادقين، والتقاط أطايبِ ثمراتِ كلماتهم كما تنتقي أطايبَ الثّمر، ولا تتكلَّم إلّا إذا ترجّحتْ مصلحة الكلام، وعلمتَ أنّ فيه مزيدًا لحالك ومنفعةً لغيرك.
العاشر: مباعدة كلِّ سببٍ يحول بين القلب وبين الله عزّ وجلّ.
فمن هذه الأسباب العشرة وصَلَ المحبُّون إلى منازل المحبّة، ودخلوا على الحبيب.
ومِلاكُ ذلك كلِّه أمران:
• استعداد الرُّوح لهذا الشّأن.
• وانفتاح عينِ البصيرة.
وبالله التّوفيق».
أحدها: قراءة القرآن بالتّدبُّر والتّفهُّم لمعانيه وما أُريد به، كتدبُّر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهَّم مُراد صاحبه منه.
الثّاني: التّقرُّب إلى الله بالنّوافل بعد الفرائض، فإنّها تُوصِله إلى درجة المحبوبيّة بعد المحبّة.
الثّالث: دوام ذكره على كلِّ حالٍ؛ باللِّسان والقلب، والعمل والحال. فنصيبُه من المحبّة على قدر نصيبه من هذا الذِّكر.
الرّابع: إيثار مَحابِّه على مَحابِّك عند غلَبات الهوىٰ، والتّسنُّم إلى مَحابِّه وإن صعُبَ المُرتقىٰ.
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلُّبه في رياض هذه المعرفة وميادينها. فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبَّه لا محالةَ. ولهذا كانت المعطِّلة والفرعونيّة والجهميّة قُطّاعَ الطّريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السّادس: مشاهدة بِرِّه وإحسانه وآلائه ونِعَمِه الباطنة والظّاهرة، فإنّها داعيةٌ إلى محبّته.
السّابع: وهو من أعجبها، انكسار القلب بكلِّيّته بين يديه، وليس في التّعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.
الثّامن: الخلوة به وقتَ النُّزول الإلهيِّ، لمناجاتِه وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب والتّأدُّب بين يديه. ثمّ خَتْم ذلك بالاستغفار والتّوبة.
التّاسع: مجالسة المحبِّين الصّادقين، والتقاط أطايبِ ثمراتِ كلماتهم كما تنتقي أطايبَ الثّمر، ولا تتكلَّم إلّا إذا ترجّحتْ مصلحة الكلام، وعلمتَ أنّ فيه مزيدًا لحالك ومنفعةً لغيرك.
العاشر: مباعدة كلِّ سببٍ يحول بين القلب وبين الله عزّ وجلّ.
فمن هذه الأسباب العشرة وصَلَ المحبُّون إلى منازل المحبّة، ودخلوا على الحبيب.
ومِلاكُ ذلك كلِّه أمران:
• استعداد الرُّوح لهذا الشّأن.
• وانفتاح عينِ البصيرة.
وبالله التّوفيق».
"مدارج السالكين" (٣/ ٣٨٢-٣٨٣)


30.04.202513:13
••
ما هَالَني صَعبُ المَرامِ، ولا الذي •• تَستبعِدُ الأيَّامُ عِنديَ يَبعُدُ
أستَقرِبُ الهَدفَ البعيدَ بهِمَّةٍ •• أدنَى مَنازلِها السُّها والفَرقَدُ
أَسْري إذا اعْتَكَرَ الظلامُ وقادَني •• أمَلٌ مَطالِبُهُ العُلا والسُّؤددُ
أبو الوليد الباجي رحمه الله
ما هَالَني صَعبُ المَرامِ، ولا الذي •• تَستبعِدُ الأيَّامُ عِنديَ يَبعُدُ
أستَقرِبُ الهَدفَ البعيدَ بهِمَّةٍ •• أدنَى مَنازلِها السُّها والفَرقَدُ
أَسْري إذا اعْتَكَرَ الظلامُ وقادَني •• أمَلٌ مَطالِبُهُ العُلا والسُّؤددُ
أبو الوليد الباجي رحمه الله
"الذخيرة، في محاسن أهل الجزيرة" لابن بسَّام (١/ ١٠٠/ القسم الثاني)
07.05.202511:29
••
قال أبو الهيثم: الصَّريمَة والعَزيمَة واحد، وهي: الحاجَةُ التي عزمتَ علَيها؛ وأنشَد:
وطَوَى الفُؤادَ على قَضاءِ صَرِيمةٍ •• حَذَّاءَ، واتَّخذَ الزَِّماعَ خَلِيلا
وقَضاء الشيء: إحكامُه والفَراغُ منه.
وفيه أيضًا:
(الزَِّمَاعُ) بفتح الزاي وكسرِها: المَضاءُ في الأمر والعَزمُ عليه.
و(صَرِيمَةٌ حَذَّاءُ): ماضِيَة.
والبيتُ من قصيدةٍ مُطربة من مُختار شعر الراعي النُّميري تجدُها في "أمالي المرزوقي" (ص٤٦٩).
قال أبو الهيثم: الصَّريمَة والعَزيمَة واحد، وهي: الحاجَةُ التي عزمتَ علَيها؛ وأنشَد:
وطَوَى الفُؤادَ على قَضاءِ صَرِيمةٍ •• حَذَّاءَ، واتَّخذَ الزَِّماعَ خَلِيلا
وقَضاء الشيء: إحكامُه والفَراغُ منه.
"لسان العرب" لابن منظور (ص ر م)
وفيه أيضًا:
(الزَِّمَاعُ) بفتح الزاي وكسرِها: المَضاءُ في الأمر والعَزمُ عليه.
و(صَرِيمَةٌ حَذَّاءُ): ماضِيَة.
والبيتُ من قصيدةٍ مُطربة من مُختار شعر الراعي النُّميري تجدُها في "أمالي المرزوقي" (ص٤٦٩).
06.05.202512:24
•
رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنهُ.. فَلَمَّا •• صِرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيهِ!
رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنهُ.. فَلَمَّا •• صِرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيهِ!


05.05.202502:06


02.05.202515:46
••
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله:
《وقوله ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ﴾؛
يقول: أنجعل الذين صدَّقوا اللهَ ورسولَه وعمِلوا بما أمرَ اللهُ به، وانتهَوا عمَّا نهاهُم عنه ﴿كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ﴾؛ يقول: كالذين يُشركون بالله ويعصُونه ويُخالفون أمرَه ونهيَه.
﴿أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ﴾؛ يقول: الذين اتَّقَوا اللهَ بطاعتِه وراقَبُوه، فحَذِرُوا مَعاصِيَه ﴿كَالْفُجَّارِ﴾ يعني: كالكفَّار المُنتهِكينَ حُرماتِ الله》.
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله:
《وقوله ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ﴾؛
يقول: أنجعل الذين صدَّقوا اللهَ ورسولَه وعمِلوا بما أمرَ اللهُ به، وانتهَوا عمَّا نهاهُم عنه ﴿كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ﴾؛ يقول: كالذين يُشركون بالله ويعصُونه ويُخالفون أمرَه ونهيَه.
﴿أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ﴾؛ يقول: الذين اتَّقَوا اللهَ بطاعتِه وراقَبُوه، فحَذِرُوا مَعاصِيَه ﴿كَالْفُجَّارِ﴾ يعني: كالكفَّار المُنتهِكينَ حُرماتِ الله》.
30.04.202522:32
•••
من أجمع ما قيل في المحبة
قال أبو بكرٍ الكتَّانيُّ - رحمه الله -: جَرَتْ مسألةٌ في المحبّة بمكّة ــ أعزَّها الله ــ أيّامَ الموسم، فتكلَّم الشُّيوخ فيها، وكان الجُنيد أصغرَهم سنًّا. فقالوا: هاتِ ما عندَك يا عراقيُّ!
فأطرقَ رأسَه، ودَمَعتْ عيناه، ثمّ قال:
عبدٌ ذاهبٌ عن نفسه، متّصلٌ بذكر ربِّه، قائمٌ بأداء حقوقه، ناظرٌ إليه بقلبِه، أحرقَ قلبَه أنوارُ هَيبتِه، وصفا شِرْبُه من كأس وُدِّه، وانكشفَ له الجبّار من أستارِ غَيبِه؛ فإن تكلَّم فبالله، وإن نطقَ فعنِ الله، وإن تحرَّكَ فبأمر الله، وإن سكَنَ فمعَ الله، فهو بالله ولله ومع الله.
فبكى الشُّيوخ وقالوا: ما على هذا مزيدٌ. جَبَرَك الله يا تاجَ العارفين..
من أجمع ما قيل في المحبة
قال أبو بكرٍ الكتَّانيُّ - رحمه الله -: جَرَتْ مسألةٌ في المحبّة بمكّة ــ أعزَّها الله ــ أيّامَ الموسم، فتكلَّم الشُّيوخ فيها، وكان الجُنيد أصغرَهم سنًّا. فقالوا: هاتِ ما عندَك يا عراقيُّ!
فأطرقَ رأسَه، ودَمَعتْ عيناه، ثمّ قال:
عبدٌ ذاهبٌ عن نفسه، متّصلٌ بذكر ربِّه، قائمٌ بأداء حقوقه، ناظرٌ إليه بقلبِه، أحرقَ قلبَه أنوارُ هَيبتِه، وصفا شِرْبُه من كأس وُدِّه، وانكشفَ له الجبّار من أستارِ غَيبِه؛ فإن تكلَّم فبالله، وإن نطقَ فعنِ الله، وإن تحرَّكَ فبأمر الله، وإن سكَنَ فمعَ الله، فهو بالله ولله ومع الله.
فبكى الشُّيوخ وقالوا: ما على هذا مزيدٌ. جَبَرَك الله يا تاجَ العارفين..
"مدارج السالكين" لابن القيم (٣/ ٣٨١)


30.04.202512:18
ديفيد فرومكين؛ "سلام ما بعده سلام" (ص٥٩)


07.05.202503:58
转发自:
تباريح معرفية

06.05.202512:23
"ما من زمان إلا بكينا فيه منه، ثم بكينا بعده عليه"
أديب الفقهاء علي الطنطاوي (تـ1420هـ)
أديب الفقهاء علي الطنطاوي (تـ1420هـ)


04.05.202515:20
••
لأبي الحسن الأطروش المصري من أبيات:
ما زلتُ أدفَعُ شِدَّتي بتَصَبُّري •• حتَّى استَرحْتُ منَ الأيادِي والمِنَنْ
فاصْبِرْ على نُوَبِ الزَّمانِ تَكَرُّمًا •• فكأنَّ ما قد كانَ مِنها لمْ يكُنْ
لأبي الحسن الأطروش المصري من أبيات:
ما زلتُ أدفَعُ شِدَّتي بتَصَبُّري •• حتَّى استَرحْتُ منَ الأيادِي والمِنَنْ
فاصْبِرْ على نُوَبِ الزَّمانِ تَكَرُّمًا •• فكأنَّ ما قد كانَ مِنها لمْ يكُنْ
02.05.202509:39
•••
قال الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت ١١٢٢) رحمه الله في "شرح الموطأ" عند حديث《مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَى هُدًى إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنِ اتَّبَعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَى ضَلَالَةٍ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِهِمْ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا》:
《وأُخِذَ من الحديثِ أنَّ كلَّ أجرٍ حصلَ للشَّهيدِ أو لغيرِهِ حصلَ للنبيِّ، صلى الله عليه وسلم، مثلُه، زيادةً على ما لهُ من الأجرِ الخاصِّ من الأعمال، والمعارف والأحوال، التي لا تصلُ جميعُ الأمَّة إلى عَرْفِ نَشرِها، ولا تَبلغُ مِعشارَ عُشرِها.
فجميعُ حسناتِ المسلمين وأعمالِهم الصالحةِ في صحائفِه، زيادةً على ما لهُ من الأجر، مع مُضاعَفةٍ لا يُحصيها إلا الله؛ لأنًّ كلَّ مهتدٍ وعاملٍ إلى يوم القيامة له أجر، ولشَيخِه في الهداية مثلُه، وشيخِ شيخِه مِثْلَاه، وللشيخِ الثالثِ أربعة، وللرابعِ ثمانية.
وهكذا تضعَّفُ كلُّ مَرتبةٍ بعددِ الأُجورِ الحاصلةِ بعدَه إلى النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وبه يُعرَف فضلُ السَّلف على الخَلف، فإذا فرضتَ المراتبَ عشرةً بعدَه، صلى الله عليه وسلم، كان لهُ من الأجر ألفٌ وأربعةٌ وعشرون، فإذا اهتدىٰ بالعاشرِ الحادي عشر صارَ له، صلى الله عليه وسلم، ألفانِ وثمانيةٌ وأربعون، وهكذا كلَّما زادَ واحدٌ تضاعَفَ ما كانَ قبلَه أبدًا》.
قال الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت ١١٢٢) رحمه الله في "شرح الموطأ" عند حديث《مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَى هُدًى إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنِ اتَّبَعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَى ضَلَالَةٍ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِهِمْ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا》:
《وأُخِذَ من الحديثِ أنَّ كلَّ أجرٍ حصلَ للشَّهيدِ أو لغيرِهِ حصلَ للنبيِّ، صلى الله عليه وسلم، مثلُه، زيادةً على ما لهُ من الأجرِ الخاصِّ من الأعمال، والمعارف والأحوال، التي لا تصلُ جميعُ الأمَّة إلى عَرْفِ نَشرِها، ولا تَبلغُ مِعشارَ عُشرِها.
فجميعُ حسناتِ المسلمين وأعمالِهم الصالحةِ في صحائفِه، زيادةً على ما لهُ من الأجر، مع مُضاعَفةٍ لا يُحصيها إلا الله؛ لأنًّ كلَّ مهتدٍ وعاملٍ إلى يوم القيامة له أجر، ولشَيخِه في الهداية مثلُه، وشيخِ شيخِه مِثْلَاه، وللشيخِ الثالثِ أربعة، وللرابعِ ثمانية.
وهكذا تضعَّفُ كلُّ مَرتبةٍ بعددِ الأُجورِ الحاصلةِ بعدَه إلى النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وبه يُعرَف فضلُ السَّلف على الخَلف، فإذا فرضتَ المراتبَ عشرةً بعدَه، صلى الله عليه وسلم، كان لهُ من الأجر ألفٌ وأربعةٌ وعشرون، فإذا اهتدىٰ بالعاشرِ الحادي عشر صارَ له، صلى الله عليه وسلم، ألفانِ وثمانيةٌ وأربعون، وهكذا كلَّما زادَ واحدٌ تضاعَفَ ما كانَ قبلَه أبدًا》.
30.04.202521:54
•••
رَوَى البُخاريُّ (٤١١١) من حَديثِ أميرِ المُؤمنِينَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ:
《مَلَأَ اللهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ》.
اللهمَّ املأْ بُيوتَ يهودَ وقُبورًهم نارًا بما أفسدُوا في أرضِكَ وقتًّلوا عبادَك، اللهمَّ إنَّ النارَ جُندٌ من جُندِك وخَلقٌ من خَلقِك، اللهمَّ دمِّرْ بها ما صنعَ نتنياهو وقومُه وما كانوا يَعرِشُون، وأورِثْ عبادَك المؤمنين المستضعفَين مشارقَ الأرضِ ومغاربَها التي باركتَ فيها، يا مَن هو أحضرُ جُندا، وأعزُّ نصرا، يا ذا الجلال والإكرام..
رَوَى البُخاريُّ (٤١١١) من حَديثِ أميرِ المُؤمنِينَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ:
《مَلَأَ اللهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ》.
اللهمَّ املأْ بُيوتَ يهودَ وقُبورًهم نارًا بما أفسدُوا في أرضِكَ وقتًّلوا عبادَك، اللهمَّ إنَّ النارَ جُندٌ من جُندِك وخَلقٌ من خَلقِك، اللهمَّ دمِّرْ بها ما صنعَ نتنياهو وقومُه وما كانوا يَعرِشُون، وأورِثْ عبادَك المؤمنين المستضعفَين مشارقَ الأرضِ ومغاربَها التي باركتَ فيها، يا مَن هو أحضرُ جُندا، وأعزُّ نصرا، يا ذا الجلال والإكرام..
转发自:
محمد خليل الزروق

29.04.202519:39
وأحب زوجه البكر الصغيرة المدللة عائشة، وقد تزوج صلى الله عليه الصغيرة والكبيرة، والتي تكبره بسنين كثيرة، والتي يكبرها بسنين كثيرة، وبنى بعائشة في المدينة وهي بنت تسع سنين، وهو في نحو الثالثة والخمسين، وحفظ العهد، ورعى الود، ولم يقل إلا حقًّا، ولم يحكم إلا عدلا، فكان محبًّا مثاليًّا بتعبيرنا، وأسوة في كل شيء، في حبه وحزنه وبكائه، فحزن ودمعت عينه وحزبته الأمور، وآلمته الجراح، بنفسي هو وأهلي ومالي، صلى الله عليه، ولما سئل: أي الناس أحب إليك؟ لم يخطر بباله إلا عائشة، فقال: عائشة، وكان السائل يريد الرجال، فلما سأله قال: أبوها، سماها باسمها في مجمع من الرجال، فلم يكونوا يتكلفون تكلفنا، ولا يتزمتون تزمتنا، ولا يكدرون الصافي، ولا يعسرون اليسير. ثم ابتلاه الله وابتلاها بحديث الإفك، فكان هذا البلاء الناصب لأطهر زوجين وأخلص علاقة وأنبل محبة، ابتلوا شهرًا من الحزن، لا ترقأ دمعة، ولا تهجع عين، حتى جاء الفرج والمخرج من الله، وبرأ الحصان الرزان العفيفة، وسُري عن رسول الله وحبيبه، بعد بلاء جهيد، وألم أليم في أحب أزواجه وأعز أهله.
إننا في الحب نصل المحبوب بنفوسنا حتى يلتحم بها، ويصير بعضًا منها، فيشق علينا كل المشقة أن نفصل بعض نفوسنا عنا، وأن يبين بعضنا منا، يؤلمنا اليأس بعد الرجاء، والوحشة بعد الأنس، والفراغ بعد الامتلاء، والغياب بعد الحضور، والفقد بعد الوجدان، إنه كالبتر في الأجساد، نجعل هذا المحبوب بعضًا منا فتأتي الأقدار تفصله عنا، وتبعدنا عنه، لتقول لنا: إن هذه الدار هي دار الآلام والفقدان والنقص، فاستغنوا بالله، واسألوه من فضله.
أكثر ما جاء الحزن في القرآن منفيًّا أو منهيًّا عنه أو مسلًّى عنه. نموذح الحزن في القرآن نبي الله يعقوب، حزن حتى عميت عيناه، وقال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، كان الأنبياء أشد الناس بلاء في دار البلاء، فلم ييأس من روح الله، ولم يقنط من رحمة الله، وبعد سنين من الحزن فرج الله كربته، وآنس وحشته، وجمع شمله، وأقر عينه، على سنته سبحانه في الفرج بعد الشدة، وفي اليسر بعد العسر.
كل حزن جديد يذكر بالقديم، يجمع الأحزان القديمة في وعاء معتقة خاثرة أشد ما تكون مرارة، وأوقع ما تكون ألـمًا، يتجرعها الحزين جرعة بعد جرعة، ويقول هذه كتلك، بل أشد من تلك، ألم تر إلى يعقوب لما أُخذ ابنه الثاني قال: يا أسفا على يوسف! فالشجا يبعث الشجا، والبكى يجر البكى، والأحزان تجدد الأحزان.
كتبت مقالة في رثاء والدي، كلما قرأتها بكيت، وإذا شرعت في قراءتها قلت قد طال الزمن ولن يحدث شيء هذه المرة، فيخيب ظني وتدمع عيني.
فاللهم أذهب عنا الحزن، وآنس وحشتنا بك، واحفظ أحبتنا بحفظك، وسلِّ نفوسنا بذكرك، وسُدَّ خلتنا بفضلك، وأقر أعيننا برزقك، واجبر خواطرنا برحمتك، واكتب لنا الخير حيث كان، وأرضنا بقسمتك، واجمع أنفسنا المفرقة، واشف جراحنا المشققة، والأم قلوبنا الممزقة، لا إله إلا أنت.
إننا في الحب نصل المحبوب بنفوسنا حتى يلتحم بها، ويصير بعضًا منها، فيشق علينا كل المشقة أن نفصل بعض نفوسنا عنا، وأن يبين بعضنا منا، يؤلمنا اليأس بعد الرجاء، والوحشة بعد الأنس، والفراغ بعد الامتلاء، والغياب بعد الحضور، والفقد بعد الوجدان، إنه كالبتر في الأجساد، نجعل هذا المحبوب بعضًا منا فتأتي الأقدار تفصله عنا، وتبعدنا عنه، لتقول لنا: إن هذه الدار هي دار الآلام والفقدان والنقص، فاستغنوا بالله، واسألوه من فضله.
أكثر ما جاء الحزن في القرآن منفيًّا أو منهيًّا عنه أو مسلًّى عنه. نموذح الحزن في القرآن نبي الله يعقوب، حزن حتى عميت عيناه، وقال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، كان الأنبياء أشد الناس بلاء في دار البلاء، فلم ييأس من روح الله، ولم يقنط من رحمة الله، وبعد سنين من الحزن فرج الله كربته، وآنس وحشته، وجمع شمله، وأقر عينه، على سنته سبحانه في الفرج بعد الشدة، وفي اليسر بعد العسر.
كل حزن جديد يذكر بالقديم، يجمع الأحزان القديمة في وعاء معتقة خاثرة أشد ما تكون مرارة، وأوقع ما تكون ألـمًا، يتجرعها الحزين جرعة بعد جرعة، ويقول هذه كتلك، بل أشد من تلك، ألم تر إلى يعقوب لما أُخذ ابنه الثاني قال: يا أسفا على يوسف! فالشجا يبعث الشجا، والبكى يجر البكى، والأحزان تجدد الأحزان.
كتبت مقالة في رثاء والدي، كلما قرأتها بكيت، وإذا شرعت في قراءتها قلت قد طال الزمن ولن يحدث شيء هذه المرة، فيخيب ظني وتدمع عيني.
فاللهم أذهب عنا الحزن، وآنس وحشتنا بك، واحفظ أحبتنا بحفظك، وسلِّ نفوسنا بذكرك، وسُدَّ خلتنا بفضلك، وأقر أعيننا برزقك، واجبر خواطرنا برحمتك، واكتب لنا الخير حيث كان، وأرضنا بقسمتك، واجمع أنفسنا المفرقة، واشف جراحنا المشققة، والأم قلوبنا الممزقة، لا إله إلا أنت.
06.05.202522:09
لقد سبقَ العالمانيون المصريون في صراحتهم إخوانَهم في بقيَّة ديار المسلمين المُبتلاة بهم؛ وآيةُ ذلك هذه المقالة الافتتاحية لمجلة "الثقافة" المصرية الصادرةِ قبل أكثرَ من سبعين عامًا، وفيها يصرح محمد عبد الله عنان بكل وضوح أن لا محلَّ للتحاكم للشريعة في الشأن العام للأمة، وأن العدول عن ذلك رجوعٌ للوراء.
ومحمد عبد الله عنان - لمن لا يعرفه - كاتب ومؤرِّخ مصري، كتب الكثير من الكتب والمقالات على امتداد عمره الطويل، غير أن كتابه "دولة الإسلام في الأندلس" هو أسيَرها وأشهرُها، وأقربها إلى نفسه كما يذكر، وقد اقتنيتُ الكتاب قديمًا ونظرت فيه مرارًا، وكان يَريبُني منه أن مؤلفه لم يحتفل كثيرًا بالإسلام من حيث هو منهاج ربانيٌّ للحياة كلها، متى ما استمسك به أهلُه عزوا وغلبوا وسادوا، ومتى ما تنكَّبوه غُلبوا وأُديل عليهم عدوُّهم، والأندلس خير شاهد لذلك.
ثم لما وقفت على "مذكراته" علمت أن الإسلام في نظره لا يعدو أن يكون كجدٍّ عظيم من أجدادك، تعتزُّ به وربما تنصب له صورةً في صدر مجلسك، وتحدِّث الناس بمٱثره وتاريخه، وأنت في كلِّ ذلك على يقين أنه قد ماتَ وانقضى أمرُه ولا سبيل لعودته إلى الحياة مرَّة أخرى.
ومحمد عبد الله عنان - لمن لا يعرفه - كاتب ومؤرِّخ مصري، كتب الكثير من الكتب والمقالات على امتداد عمره الطويل، غير أن كتابه "دولة الإسلام في الأندلس" هو أسيَرها وأشهرُها، وأقربها إلى نفسه كما يذكر، وقد اقتنيتُ الكتاب قديمًا ونظرت فيه مرارًا، وكان يَريبُني منه أن مؤلفه لم يحتفل كثيرًا بالإسلام من حيث هو منهاج ربانيٌّ للحياة كلها، متى ما استمسك به أهلُه عزوا وغلبوا وسادوا، ومتى ما تنكَّبوه غُلبوا وأُديل عليهم عدوُّهم، والأندلس خير شاهد لذلك.
ثم لما وقفت على "مذكراته" علمت أن الإسلام في نظره لا يعدو أن يكون كجدٍّ عظيم من أجدادك، تعتزُّ به وربما تنصب له صورةً في صدر مجلسك، وتحدِّث الناس بمٱثره وتاريخه، وأنت في كلِّ ذلك على يقين أنه قد ماتَ وانقضى أمرُه ولا سبيل لعودته إلى الحياة مرَّة أخرى.
05.05.202522:07
•••
الحارث بن مسكين، الإمام الفقيه العلم، قاضي مصر، (توفي بعد ٢٤٨) رحمه الله!
• حكى القاضي يونس: ولَّىٰ جعفرٌ المتوكِّلُ، الحارثَ، قضاءَ مصر بعد أن سجنه على إبائه ذلك زمانًا.
• قال محمد بن عبد الوارث: كنا عند الحارث، فأتاه عليُّ بن القاسم، فقال له:
رأيتُ في النوم الناسَ مُجتمعِين في المسجد الحرام، فقلت: ما اجتماعُكم؟
فقالوا: عمر بن الخطَّاب جاءَ يُقعِد الحارث بن مسكين للقضاء.
فرأيتُه أقعدَه وانصرَف، فتَبِعتُه، فلمَّا أحسَّ بي قال: ما تُريد؟
قلت: أنظُر إليك.
قال: اذهَب إلى الحارث، فأقرئه منِّى السلامَ، وقُل له: تقضى بين الناس، بأمارةِ أنَّك كنتَ في الحبس بالعِراق، فقمتَ من الليل فعَثرْتَ، فنُكبَتْ أصبعُك، ودعوتَ بذاك الدعاء.
فقالَ له الحارثُ: صدقتَ، هذا شيءٌ ما اطَّلعَ علَيه أحدٌ إلا الله.
فسألتُه عن الدعاء، فقال: قلتُ: يا صاحبي عندَ كلِّ شدَّة، ويا غياثي عند كلِّ كُربة، ويا مُؤنسى في كلِّ وحشة، صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، واجعَلْ لي من أمرى فرجًا ومخرجًا.
• قال: ودُعي إلىٰ لباس السواد [لباس بني العباس ورجالات دولتهم] فأبىٰ من ذلك، فخاطب الوالي المتوكِّل، فوردَ كتابُه: إن لم يلبس السوادَ فاخلَع وَرِكَيه.
فوجَّه الوالي وراءه رسلًا، فأسلمَه القريب والبعيد.
قال الطحاوى عن محمد بن سعيد: فلقيتُه والرُّسُل تُزعجُه، وقد وَلِهَ، فعلمتُ أنه قصدَ وجهًا من الحقِّ خالفَ فيه هوى السُّلطان، فدنَوتُ منه، وقلتُ له سرًّا: يا شيخ! لا يَهولَنَّك ما ترى، فإنَّ إبراهيم أسلمَه أهلُ الأرض فلم يضرَّه، لمَّا كان اللهُ له.
فاعتنقَنى وقال: أحييتَني - والله - يا أخى بهذا الكلام، فأحياك الله سعيدًا.
فلمَّا أتي به إلى الوالي، أمر بكتاب المتوكل فقُرئ عليه، فامتنعَ من لباس السواد، فقال رجلٌ من ناحية المسجد: إن الشيخ رأيتُه يلبس هذه الثياب العرجية، التي تعمل باليمن.
فقال الحارث: بلى! أني ربما لبستُها.
فقال له الوالى: فالبَسْها.
الحارث بن مسكين، الإمام الفقيه العلم، قاضي مصر، (توفي بعد ٢٤٨) رحمه الله!
• حكى القاضي يونس: ولَّىٰ جعفرٌ المتوكِّلُ، الحارثَ، قضاءَ مصر بعد أن سجنه على إبائه ذلك زمانًا.
• قال محمد بن عبد الوارث: كنا عند الحارث، فأتاه عليُّ بن القاسم، فقال له:
رأيتُ في النوم الناسَ مُجتمعِين في المسجد الحرام، فقلت: ما اجتماعُكم؟
فقالوا: عمر بن الخطَّاب جاءَ يُقعِد الحارث بن مسكين للقضاء.
فرأيتُه أقعدَه وانصرَف، فتَبِعتُه، فلمَّا أحسَّ بي قال: ما تُريد؟
قلت: أنظُر إليك.
قال: اذهَب إلى الحارث، فأقرئه منِّى السلامَ، وقُل له: تقضى بين الناس، بأمارةِ أنَّك كنتَ في الحبس بالعِراق، فقمتَ من الليل فعَثرْتَ، فنُكبَتْ أصبعُك، ودعوتَ بذاك الدعاء.
فقالَ له الحارثُ: صدقتَ، هذا شيءٌ ما اطَّلعَ علَيه أحدٌ إلا الله.
فسألتُه عن الدعاء، فقال: قلتُ: يا صاحبي عندَ كلِّ شدَّة، ويا غياثي عند كلِّ كُربة، ويا مُؤنسى في كلِّ وحشة، صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد، واجعَلْ لي من أمرى فرجًا ومخرجًا.
• قال: ودُعي إلىٰ لباس السواد [لباس بني العباس ورجالات دولتهم] فأبىٰ من ذلك، فخاطب الوالي المتوكِّل، فوردَ كتابُه: إن لم يلبس السوادَ فاخلَع وَرِكَيه.
فوجَّه الوالي وراءه رسلًا، فأسلمَه القريب والبعيد.
قال الطحاوى عن محمد بن سعيد: فلقيتُه والرُّسُل تُزعجُه، وقد وَلِهَ، فعلمتُ أنه قصدَ وجهًا من الحقِّ خالفَ فيه هوى السُّلطان، فدنَوتُ منه، وقلتُ له سرًّا: يا شيخ! لا يَهولَنَّك ما ترى، فإنَّ إبراهيم أسلمَه أهلُ الأرض فلم يضرَّه، لمَّا كان اللهُ له.
فاعتنقَنى وقال: أحييتَني - والله - يا أخى بهذا الكلام، فأحياك الله سعيدًا.
فلمَّا أتي به إلى الوالي، أمر بكتاب المتوكل فقُرئ عليه، فامتنعَ من لباس السواد، فقال رجلٌ من ناحية المسجد: إن الشيخ رأيتُه يلبس هذه الثياب العرجية، التي تعمل باليمن.
فقال الحارث: بلى! أني ربما لبستُها.
فقال له الوالى: فالبَسْها.
"ترتيب المدارك، وتقريب المسالك" للقاضي عياض، ومختصره لابن علوان التونسي الشهير بالمصري.


04.05.202515:13
转发自:
الأنابيش



02.05.202502:30
•••
قال الشيخ محمد عالي ولد عدود الشنقيطي رحمه الله:
وكلُّ أجر حاصلٍ للشُّهَدا •• أو غيرِهم كالعُلما والزُّهَدَا
حصلَ للنبـيِّ مثلُه على •• أُجورِ ما كــــــانَ النبيُّ فَعَلا
معَ مزيدِ عددٍ ليسَ يُحدّْ •• وليس يُحصي عدَّه إلاّ الأحَدْ
إذ كلُّ مهـتدٍ وعاملٍ إلى •• يومِ الجزاءِ شيخُه قد حَصَلا
لهُ منَ الأجرِ كأجرِ العاملِ •• ومثلُ ذا من ناقصٍ أو كاملِ
وشيخُ شيــــخِه لهُ مِثلاهُ •• وأربعٌ لثـــــــــــــــالثٍ تلاهُ
وهكذا تضعيفُ كلِّ مَرتَبهْ •• إلى رسولِ اللهِ عالي المرتَبهْ
ومِنْ هنا يُعلمُ تفضيلُ السَّلَفْ •• وسبقُهم في فضلِهم على الخَلَفْ
أفادَهُ الحائزُ للسِّباق •• على "الموطَّأ" ابنُ عبدِ الباقي
"الصوارم والأسِنَّة" (ص١٥٦).
اللهم صلِّ على محمد النبي، وعلى أزواجه أمَّهات المؤمنين، وعلى ذريته وآل بيته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي، وعلى أزواجه أمَّهات المؤمنين، وعلى ذريته وآل بيته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد!
اللهم اجزهِ عنَّا خيرَ ما جزيتَ نبيًّا عن أمَّته، ورسولًا عن دعوته ورسالته!
قال الشيخ محمد عالي ولد عدود الشنقيطي رحمه الله:
وكلُّ أجر حاصلٍ للشُّهَدا •• أو غيرِهم كالعُلما والزُّهَدَا
حصلَ للنبـيِّ مثلُه على •• أُجورِ ما كــــــانَ النبيُّ فَعَلا
معَ مزيدِ عددٍ ليسَ يُحدّْ •• وليس يُحصي عدَّه إلاّ الأحَدْ
إذ كلُّ مهـتدٍ وعاملٍ إلى •• يومِ الجزاءِ شيخُه قد حَصَلا
لهُ منَ الأجرِ كأجرِ العاملِ •• ومثلُ ذا من ناقصٍ أو كاملِ
وشيخُ شيــــخِه لهُ مِثلاهُ •• وأربعٌ لثـــــــــــــــالثٍ تلاهُ
وهكذا تضعيفُ كلِّ مَرتَبهْ •• إلى رسولِ اللهِ عالي المرتَبهْ
ومِنْ هنا يُعلمُ تفضيلُ السَّلَفْ •• وسبقُهم في فضلِهم على الخَلَفْ
أفادَهُ الحائزُ للسِّباق •• على "الموطَّأ" ابنُ عبدِ الباقي
"الصوارم والأسِنَّة" (ص١٥٦).
اللهم صلِّ على محمد النبي، وعلى أزواجه أمَّهات المؤمنين، وعلى ذريته وآل بيته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي، وعلى أزواجه أمَّهات المؤمنين، وعلى ذريته وآل بيته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد!
اللهم اجزهِ عنَّا خيرَ ما جزيتَ نبيًّا عن أمَّته، ورسولًا عن دعوته ورسالته!


30.04.202519:37
••
ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: منزلة المحبّة.
وهي المنزلة التي فيها يتنافَسُ المتنافسون، وإليها شَخَصَ العاملون، وإلى عَلَمها شَمَّر السّابقون، وعليها تفانَى المُحِبُّون، وبرَوْحِ نَسيمها تروَّح العابدون.
فهي قُوتُ القلوب، وغذاء الأرواح، وقُرَّة العيون.
وهي الحياة التي مَن حُرِمَها فهو من جملة الأموات، والنُّور الذي مَن فَقَدَه ففي بحار الظُّلمات، والشِّفاء الذي مَن عَدِمَه حلَّتْ بقلبه جميعُ الأسقام، واللّذَّة التي من لم يظفَر بها فعيشُه كلُّه همومٌ وآلام.
وهي رُوح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال، التي متى خلَتْ منها فهي كالجسد الذي لا رُوح فيه، تَحمِلُ أثقالَ السّائرين إلى بلادٍ لم يكونوا إلّا بشِقِّ الأنفس بَالِغِيها، وتُوصِلهم إلى منازلَ لم يكونوا بدونها أبدًا واصلِيها، وتُبوِّئهم من مقاعد الصِّدق مقاماتٍ لم يكونوا لولا هي داخلِيها.
وهي مطايا القوم التي مَسْراهم في ظهورها دائمًا إلى الحبيب، وطريقُهم الأقوم الذي يُبلِّغهم إلى منازلهم الأولى من قريب.
ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: منزلة المحبّة.
وهي المنزلة التي فيها يتنافَسُ المتنافسون، وإليها شَخَصَ العاملون، وإلى عَلَمها شَمَّر السّابقون، وعليها تفانَى المُحِبُّون، وبرَوْحِ نَسيمها تروَّح العابدون.
فهي قُوتُ القلوب، وغذاء الأرواح، وقُرَّة العيون.
وهي الحياة التي مَن حُرِمَها فهو من جملة الأموات، والنُّور الذي مَن فَقَدَه ففي بحار الظُّلمات، والشِّفاء الذي مَن عَدِمَه حلَّتْ بقلبه جميعُ الأسقام، واللّذَّة التي من لم يظفَر بها فعيشُه كلُّه همومٌ وآلام.
وهي رُوح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال، التي متى خلَتْ منها فهي كالجسد الذي لا رُوح فيه، تَحمِلُ أثقالَ السّائرين إلى بلادٍ لم يكونوا إلّا بشِقِّ الأنفس بَالِغِيها، وتُوصِلهم إلى منازلَ لم يكونوا بدونها أبدًا واصلِيها، وتُبوِّئهم من مقاعد الصِّدق مقاماتٍ لم يكونوا لولا هي داخلِيها.
وهي مطايا القوم التي مَسْراهم في ظهورها دائمًا إلى الحبيب، وطريقُهم الأقوم الذي يُبلِّغهم إلى منازلهم الأولى من قريب.
"مدارج السالكين" لأبي عبد الله بن قيِّم الجوزية رحمه الله (٣/ ٣٦٥)
转发自:
محمد خليل الزروق

29.04.202519:39
حديث الأحزان
طالما قلت: كثير من الحب كثير من الحزن، أي على قدر كثرة الحب تكون كثرة الحزن، لكأنما الحزن هو المجازاة القدرية على صبوة النفس إلى المحبوبات. نعم إن محبوبنا الأول هو الله. وإذا كان الأمر كذلك فإننا نحب كل شيء فيه وله، لأننا نظن أن هذا المحبوب قريب منه أو يقرب إليه أو يعين على طاعته أو وسيلة إلى مرضاته، فنحب العالم والمتعلم والداعية والمجاهد، ونحب الأخ في الله، والزوجة الصالحة، والابن البار، ونحب العلم والتعلم، ونحب الكتب والمساجد ومجالس الذكر، ونحب اللغة والأدب، ونحب النصر والظفر، ونحب العزة والقوة.
ولكنها الدنيا الدنية، دار البلاء والتنغيص والفقد، لا تترك شيئًا محبوبًا إلا نقصته أو نغصته أو أذهبته، نحزن على النقص والفقد والقلة، ونحزن على أننا لم ندرك كل مطلوباتنا.
نعم نعم، لأننا مخلوقون للآخرة، مخلوقون للأبد، لعيش ليس فيه نصب ولا وصب، هناك حيث لا خوف ولا حزن ولا ألم، وعدنا به، ونتطلع إليه.
ولكننا الآن في هذه الدار، وقد جبلنا على حب خيرها ونفعها، وقد ذقنا حلاوتها ولذتها، وابتلينا بها، فنجاهد ألا تفتننا عن غايتنا، وأن نستمتع بالحلال الطيب فيها، وهيهات أن تدوم على حال، أو أن تنيل طالبًا كل ما يطلب.
وما الحزن؟ إنه ألم في النفس، حيث لا جلْد ولا عظم ولا عضو، هو يدرك ولا يوصف، ويوجد ولا يرى، ويحس ولا يمس، له أمارات من غصة تخنق، وعبرة تسكب، وشرود في الذهن، وزهد في الكلام والأكل والناس، ووخز في الصدر كأنه الإبر.
أحب نبينا صلى الله عليه مكة بلده وفارقها، وقال: إنك أحب بلاد الله إلي، وأحب خديجة زوجه، وقال: رزقت حبها، فجعل الحب رزقًا مسوقًا، وكتابًا مكتوبًا، وماتت رضي الله عنها، ولم يزل يذكرها ويكرم صاحباتها، وأحب عمه وقد حماه ودفع عنه، فمات لم يؤمن بدعوته ولم يسلم كما حرص وأحب، وأحب عمه حمزة أسد الله، فاختاره الله شهيدًا في أحد، وكأني به يقول حزينًا لما سمع بكاء نساء الأنصار: ولكن حمزة لا بواكي له، وأحب ابنه إبراهيم فكان قدر الله أن يموت صبيًّا، وكل أبنائه صلى الله عليه ماتوا صغارا، وقال فيه قولته المشهورة إسوة المحزونين وتعزية المكلومين: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولما جاءه خبر مقتل حِبه زيد وابن عمه جعفر وشاعره ابن رواحة في مؤتة جلس يعرف فيه الحزن.
طالما قلت: كثير من الحب كثير من الحزن، أي على قدر كثرة الحب تكون كثرة الحزن، لكأنما الحزن هو المجازاة القدرية على صبوة النفس إلى المحبوبات. نعم إن محبوبنا الأول هو الله. وإذا كان الأمر كذلك فإننا نحب كل شيء فيه وله، لأننا نظن أن هذا المحبوب قريب منه أو يقرب إليه أو يعين على طاعته أو وسيلة إلى مرضاته، فنحب العالم والمتعلم والداعية والمجاهد، ونحب الأخ في الله، والزوجة الصالحة، والابن البار، ونحب العلم والتعلم، ونحب الكتب والمساجد ومجالس الذكر، ونحب اللغة والأدب، ونحب النصر والظفر، ونحب العزة والقوة.
ولكنها الدنيا الدنية، دار البلاء والتنغيص والفقد، لا تترك شيئًا محبوبًا إلا نقصته أو نغصته أو أذهبته، نحزن على النقص والفقد والقلة، ونحزن على أننا لم ندرك كل مطلوباتنا.
نعم نعم، لأننا مخلوقون للآخرة، مخلوقون للأبد، لعيش ليس فيه نصب ولا وصب، هناك حيث لا خوف ولا حزن ولا ألم، وعدنا به، ونتطلع إليه.
ولكننا الآن في هذه الدار، وقد جبلنا على حب خيرها ونفعها، وقد ذقنا حلاوتها ولذتها، وابتلينا بها، فنجاهد ألا تفتننا عن غايتنا، وأن نستمتع بالحلال الطيب فيها، وهيهات أن تدوم على حال، أو أن تنيل طالبًا كل ما يطلب.
وما الحزن؟ إنه ألم في النفس، حيث لا جلْد ولا عظم ولا عضو، هو يدرك ولا يوصف، ويوجد ولا يرى، ويحس ولا يمس، له أمارات من غصة تخنق، وعبرة تسكب، وشرود في الذهن، وزهد في الكلام والأكل والناس، ووخز في الصدر كأنه الإبر.
أحب نبينا صلى الله عليه مكة بلده وفارقها، وقال: إنك أحب بلاد الله إلي، وأحب خديجة زوجه، وقال: رزقت حبها، فجعل الحب رزقًا مسوقًا، وكتابًا مكتوبًا، وماتت رضي الله عنها، ولم يزل يذكرها ويكرم صاحباتها، وأحب عمه وقد حماه ودفع عنه، فمات لم يؤمن بدعوته ولم يسلم كما حرص وأحب، وأحب عمه حمزة أسد الله، فاختاره الله شهيدًا في أحد، وكأني به يقول حزينًا لما سمع بكاء نساء الأنصار: ولكن حمزة لا بواكي له، وأحب ابنه إبراهيم فكان قدر الله أن يموت صبيًّا، وكل أبنائه صلى الله عليه ماتوا صغارا، وقال فيه قولته المشهورة إسوة المحزونين وتعزية المكلومين: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولما جاءه خبر مقتل حِبه زيد وابن عمه جعفر وشاعره ابن رواحة في مؤتة جلس يعرف فيه الحزن.
显示 1 - 24 共 172
登录以解锁更多功能。