في إحدى محاضراته قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم وفقه الله: لقد تورطت في الثناء على هذا الكتاب —يعني كتاب العظماء مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم لمايكل هارت— ثم قدم الشيخ على عادته دراسة نقدية ضافية للكتاب نسيت أكثرها، لكن الذي علق بذهني وانتفعت به هو تلك الكلمة في أول المحاضرة، كان ذلك في أول رحلتي في التحصيل فنفعني الله بهذا كثيرا، أن تمتلك الشجاعة الأدبية لتعتذر عن كلام قلته أو موقف اتخذته أو قرار أنفذته فذلك خلق الكبار وشيمة الكرام، ليس شرطا أن تكون مصيبا على طول الخط بل ليس ذلك طبيعيا أصلا ولا واقعا، فماذا علينا لو راجعنا مواقفنا وقراراتنا وآراءنا بين الحين والآخر ثم راجعنا الحق إذا ظهر لنا فاستصوبنا الصواب ورجعنا عن الخطأ؟ والله إن هذا لا ينقصنا شيئا بل يزيدنا رفعة وعلو قدر، ومهما كان المرء أقدر على مراجعة مواقفه ونقد ذاته وتقبل النقد النافع من الآخرين فذلك دليل على شرف نفسه وتجرده لطلب الحق والعكس بالعكس، أمثلة ذلك في تاريخنا عدد رمل عالج وإنما ذكرت موقفا نفعني الله تعالى به ولكون هذه الخلة يقل المتصف بها كلما تأخر بالناس الزمن.
اللهم بصيرة من عندك ندرك بها الحق ونراجع بها الصواب ولا نستنكف عن قالة: لقد أخطأنا، إذا أخطأنا.