من أهم المعاني التربوية التي ينبغي العمل عليها من قِبَل المربين هي تربية فئات #الجيل_الصاعد على معاني العزّة والكرامة، فإن تعبئة المتربين بهذه المعاني تحصّنهم من كثير من الشبهات التي تطرح عليهم وتعصمهم من كثير من الأخطاء والزلّات، البعض قد يقع في المعاصي من باب المجاملة والخجل، فيذنب الذنب ويقع فيه خجلًا ومجاملةً، ولو كان معتزًّا بدينه لما وقع بمثل هذه الذنوب.
والإسلام قد أعزّ أتباعه وأبعدهم عن مواطن الذّل والمهانة، فالله يأمر المسلمين بأن يكونوا أعزّاء، وأن يطلبوا هذه العزة في رضاه- سبحانه-، وهي ليست تكبرًا أو تفاخرًا أو بغيًا أو عدوانًا، بل أن يستشعر الإنسان أن قيمته تكمن في طاعته لربه، وإذلاله لخالقه، وعبوديته لسيده؛ لأن العزة لله، والكبرياء له وحده -جل جلاله وعز كماله-.
إن نبينا ﷺ أمر أصحابه الكرام أن يردوا على أبي سُفْيَانَ يوم بدر حين قال: أُعْلُ هُبَلْ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَجِيبُوهُ" قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: "اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ" قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى، وَلاَ عُزَّى لَكُمْ, فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَجِيبُوهُ" قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ" [البخاري].
اليوم -للأسف الشديد- نرى كثيراً من أبناء المسلمين يخجلون من ذكر بعض مبادئ الإسلام ولا يعتزون بها، ويظهرون الخجل من ذكرها، ويتقهقرون ذات اليمين وذات الشمال عند سماعها، ويشعرون بالعار من التصريح بها فضلاً عن الدفاع عنها، وما هذا إلا لأنهم فقدوا معنى العزة بالله، وضيعوا الاعتزاز بدينه، وغابت عنهم العزة بالإسلام وشرائعه العظيمة، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [المنافقون: 8]. يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بِالإِسْلاَمِ فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ" [الحاكم].
فإن أردنا الاستقامة لأبنائنا وبناتنا فعلينا أن نربيهم على معاني العزة والكرامة.