وإذا كانت المناسبةُ سببَ التَّحابّ؛ فالمناسبة قد تكون في معنى ظاهر، وقد تكون في معنى خفيٍّ لا يُطَّلع عليه، كما ترى من الاتحاد الذي يتّفق بين شخصينِ من غير ملاحظةِ جمالٍ أو طمَعٍ في مالٍ أو غيره، كما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال:" الأرواح جنودة مجندة، فما تعارَف منها ائتلف، وما تناكَر منها اختلَف".
- الإمام الغزالي-
Өчүрүлгөн30.03.202501:01
29.03.202518:07
رجّع الحشيش وهات الزبادي 🙂
22.04.202520:22
أزياء من عصر النبوة :
26.04.202511:33
إنَّ نفسَك إن لم تُجَرِّبْ تركَ القبائح عند القُدرة عليها فلا تَثِقْ بِقُدرَتِها على التركِ عندها.
قال الإمام الغزالي:
فَكَم مِن ظانٍّ بنفسه كراهةَ الذنوب عند تعذُّرِها، فلما تيسَّرتْ له أسبابُها من غير مُكَدِّر، ولا خوفٍ من الخلق وَقَع فيها .. وإذا كان هذا غرورَ النفس في المحظورات فإياك أن تثق بوعدها في المباحات.
والميثاقُ الغليظُ الذي تأخُذه عليها أن تُجَرِّبها مَرَّةً بعد مرة في حال القدرة .. فإذا وفَتْ بما وعَدَتْ على الدوام مع انتفاء الصوارف والأعذار ظاهرا وباطنا فلا بأس أن تَثِقَ فيها وثوقًا مَّا .. ولكن تكونُ من تَغَيُّرِها أيضا على حذَر .. فإنها سريعة النقضِ للعهد.. قريبةُ الرجوع إلى مقتضَى الطبع.اه.
20.04.202512:28
دُعيت إلى مأدبة في إحدى قرى حلب، وكان من المدعويين شيخ وقور اسمه أحمد نعسان، كان كبير الحاضرين ولما قُدم لنا الطعام، مد الشيخ يده وقال: بسم الله على نية أن هذا الطعام من نصيبكم من الميراث، وليس من نصيب أخواتكم فتلونت وجوه القوم فقال: ما لكم!؟ كل الناس يعلم أن هذه القرية يأكل رجالها ميراث النساء، والخطباء منذ عشرين عام ينصحونكم فلا تتعظون؟ فقال بعضهم: يا شيخ إنا نراضيهن فقال: قولوا هذا لله!
من أجرأ المواقف التي شهدتها في حياتي
23.04.202522:11
أعدى أعداء الشجاعة: كثرة العلائق، فكلما زادت ارتباطات الإنسان واتسعت دائرة مسؤولياته الأدبية صار مُكبَّلا وأصابه التردد ودخل في دوامة الحسابات الكثيرة التي لا تنتهي تجاه الأمور السهلة العارضة فضلا عن المواقف المصيرية التي تحتاج إلى الإقدام والعزيمة.
ولهذا كان التخفُّف من هذه العلائق على اختلاف صُورها والاقتصار على ما لابد منه من شأن أولي العزم من الرجال، وهذا التخفف وحده كفيل بتحقيق ملكة الشجاعة في نفس الإنسان بمفهومها العامّ الشامل؛ لأن الإنسان مع تلك المُقيِّدات قابعٌ في صورة من صور العبودية وفي إطار من أُطُر العَجز، والحُرية المطلقة شرطُ الشجاعة.
قيل للإمام الشافعي : مالك تُدمن إمساكَ العصا، ولستَ بضعيف ؟ فقال : لِأذكُر أني مسافر.
وأخرج البخاري من حديث سيدنا عبد الله بن عمر: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
أربع صفات أُحبّها في حديث أمّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها:
1. ما ذكره الشيخ سامي، من إقرارها السهل بالطبائع الآدمية، وذكرها لها بلا ادعاء للضدّ منها، وهذا هو التبتّل الحقّ، وقد ذُكِر من صومها وصلاتها وصدقتها ما هو معلوم، ومع ذلك كانت تذكر بسماحة واضحة جوانبها الإنسانية الغريزية التي قد يزعم بعض الناس التجرّد منها بالكلية.
2. حسّها الأدبي العالي، كما يظهر مثلاً في روايتها لحديث الإفك، وتخيّرها لمفرداتها وصورها الفنية بلا تكلّف. وقد ذكر ابن عبد البر أنها روت للبيد اثني عشر ألف بيت.
3. ما يسميه الفقهاء: "فقه النفس"، وهو ما يتضح في استدراكها على الصحابة في بعض القضايا الفقهية، وهذا بقطع النظر عن الصواب في نفس الأمر، وهذا أصل الفقه، قال عنها عطاء: "كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا"، ونقل هشام بن عروة عن أبيه: "ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم والشعر والطب، من عائشة"، وذكر ابن عبد البر أنها كانت وحيدة عصرها في هذه العلوم.
4. سماحة نفسها وإنصافها، كما في روايتها لحديث الإفك حين ذكرها لمسطح وزينب وسعد بن عبادة، ونهيها عروة بن الزبير أنّ يسبّ حسان بن ثابت، وقولها: "إنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
المتأمل في كتب تراجم العلماء سيجد أن مدار التحصيل العلمي قائمٌ على أمور أربعة: - حفظ القرآن الكريم، ثم حفظ بعض المتون الأصلية في العلوم، وعرضُها على شيوخ العصر. - التَّفقُّه على الشيوخ في العلوم لغةً وفقهًا وأصولًا وحديثًا… إلخ. - التلقي عنهم رواية (سماعًا، وعرضًا، وأجازة) في فنون العلم. - السُّلوك على يد شيخٍ يُهذِّب نفسه، ويُقوِّم أخلاقه.
فإن قلتَ : هل كان حُزْنُها لفقدِ الطعام والشراب حتى تُسَلَّى بالسَّرِيّ والرُّطَب ؟
قلت : لم تقع التسلية بهما من حيث إنهما طعام وشراب ؛ ولكن من حيث إنهما كرامتان تُرِيَانِ الناسَ أنها من أهل الصيانةِ والبعدِ من الرِّيبة ، وأنَّ مِثلها مما رموها به بمعزِل ، وأن لها أمورا إلهية خارجةً عن العادات خارقةً لِمَا ألفوا واعتادوا ، حتى يتبيَّن لهم أنَّ وِلادتَها من غير ذَكَرٍ ليس ببدعٍ من شأنها .
- الزمخشري -
27.03.202503:18
مَن اعتقَد في نفسه أنه صار مُستحِقًّا للكرامة بسبب عمله حصَل لعمله وقعٌ عظيمٌ في قلبه، ومن كان لعمله وقعٌ عنده كان جاهلا، ولو عرَف ربَّه لَعَلِم أن كل طاعات الخلق في جنب جلال الله تقصير، وكل شكرهم في جنب آلائه ونعمائه قصور، وكل معارفهم وعلومهم فهي في مقابلة عِزّته حَيرةٌ وجهلٌ.
رأيت في بعض الكتب أنه قرأ المُقرئ في مجلس الأستاذ أبي عليٍّ الدَّقَّاق قوله تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فقال : علامةُ أن الحق رفَع عمَلك أن لا يبقَى ذِكرُه عندك، فإن بقيَ عملُك في نظرك فهو مدفوع، وإن لم يبقَ معك فهو مقبولٌ مرفوع.
وإذا كانت المناسبةُ سببَ التَّحابّ؛ فالمناسبة قد تكون في معنى ظاهر، وقد تكون في معنى خفيٍّ لا يُطَّلع عليه، كما ترى من الاتحاد الذي يتّفق بين شخصينِ من غير ملاحظةِ جمالٍ أو طمَعٍ في مالٍ أو غيره، كما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال:" الأرواح جنودة مجندة، فما تعارَف منها ائتلف، وما تناكَر منها اختلَف".
فإن قلتَ : هل كان حُزْنُها لفقدِ الطعام والشراب حتى تُسَلَّى بالسَّرِيّ والرُّطَب ؟
قلت : لم تقع التسلية بهما من حيث إنهما طعام وشراب ؛ ولكن من حيث إنهما كرامتان تُرِيَانِ الناسَ أنها من أهل الصيانةِ والبعدِ من الرِّيبة ، وأنَّ مِثلها مما رموها به بمعزِل ، وأن لها أمورا إلهية خارجةً عن العادات خارقةً لِمَا ألفوا واعتادوا ، حتى يتبيَّن لهم أنَّ وِلادتَها من غير ذَكَرٍ ليس ببدعٍ من شأنها .
- الزمخشري -
26.04.202511:49
ومَن يَسترِيبُ في انخراقِ العادةِ على يده - صلى الله عليه وسلم- ويَزعُم أنَّ آحادَ الوقائعِ التي جَرَتْ له لم تُنقَل تواتُرًا، بل المتواتِر هو القرآن فقط - فهو كمن يَسترِيب في شجاعة علي رضي الله عنه، وسخاوة " حاتم الطائي "، ومعلومٌ أنَّ آحادَ وقائعِهم غيرُ متواترة، ولكنَّ مجموعَ الوقائع يُورِث علِمًا ضروريا.
ثم لا يُتَمَارَى في تواتر القرآن، وهو المعجزة الكبرى الباقية بين الخَلق ، وليس لنبيٍّ معجزةٌ باقيةٌ سواه - صلى الله عليه وسلم - إذ تحدَّى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُلغَاءَ الخَلق وفُصحاءَ العرب ، وجزيرةُ العرب حينئذٍ مملوءةٌ بآلافٍ منهم ، والفصاحةُ صَنعتُهم، وبها مُنافَستُهم ومباهاتهم ، وكان يُنادي بين أظهُرِهم أنْ يأتوا بمثله، أو بِعَشْرِ سُوَرٍ مثله، أو بسورةٍ من مثله إن شَكُّوا فيه ، وقال لهم : " قل لئن اجتمَعتِ الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " قال ذلك تعجيزا لهم فعجَزُوا عن ذلك، حتى عَرَّضُوا أنفسَهم للقتل، ونساءهم وذَرَارِيهم للسَّبْي، وما استطاعوا أن يُعارِضوا، ولا أن يَقدَحوا في جزالته وحُسنه.
ثم انتشر ذلك بعده في أقطار العالَم شرقا وغربا ، قرنا بعد قرن ،وعصرا بعد عصر، إلى زماننا هذا، فلم يَقدِر أحد على معارضته .
فأعظِم بغباوةِ مَن يَنظُر في أحواله، ثم في أقواله، ثم في أفعاله، ثم في أخلاقه، ثم في معجزاته، ثم في استمرار شَرعِه إلى الآن، ثم في انتشاره في أقطار العالَم، ثم في إذعان ملوك الأرض له في عصره وبعد عصره، مع ضَعفِه ويُتمِه، ثم يَتمَارَى بعد ذلك في صدقه.
فما أعظَمَ توفيقَ مَن آمن به، وصَدَّقه واتَّبعَه في كلِّ وِرْدٍ وصَدرٍ !
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا للاقتداء به في الأخلاق والأفعال والأحوال بِمنّه وسَعة جُوده .. آمين .
_ الإمام الغزالي _
26.04.202511:44
في " الطبقات السنية في تراجم الحنفية : "
وقد سمعتُ مَرّةً أناسًا من جَهلة الأعراب، لا من خواصِّ العَرب ذوي الأحساب والأنساب، يتكلَّمون في حَقِّ الزمخشري رحمه الله، ويَزعُمون أنه من أهل جهنم لا محالة، ويقولون ما ليس لهم به علم ... فقلت رادًّا عليهم :
ألا قل لأعرابٍ يقولون إنَّ من غدا فخرَ خارزمٍ(١) ومَن حلَّ دارَهُ
إلى مالكٍ(٢) قد آلَ - مذ ماتَ - أَمْرُهُ وأدخَلَه من ذلك العهدِ دَارَهُ
كَذَبتُمْ وحَجَّرتُم على الله واسعًا وفي جنةِ الفردوس نرجو قرارَهُ
ومَن خَلَقَ الأعرابَ يَحْمُون جَارَهُمْ جديرٌ بأن يَحمِي من النار جارَهُ ( ٣) " انتهى.
ثم أورد أشعارا لمعاصريه وتلاميذه في مدحه والثناء عليه.
_______
( ١ ) خارزم: هي خوارزم، مدينة الزمخشري التي نشأ بها.
( ٢ ) مالك: خازن النار.
( ٣ ) فيه تلميح للزمخشري، لأنه كان يعرف ب" جار الله ".
26.04.202511:33
إنَّ نفسَك إن لم تُجَرِّبْ تركَ القبائح عند القُدرة عليها فلا تَثِقْ بِقُدرَتِها على التركِ عندها.
قال الإمام الغزالي:
فَكَم مِن ظانٍّ بنفسه كراهةَ الذنوب عند تعذُّرِها، فلما تيسَّرتْ له أسبابُها من غير مُكَدِّر، ولا خوفٍ من الخلق وَقَع فيها .. وإذا كان هذا غرورَ النفس في المحظورات فإياك أن تثق بوعدها في المباحات.
والميثاقُ الغليظُ الذي تأخُذه عليها أن تُجَرِّبها مَرَّةً بعد مرة في حال القدرة .. فإذا وفَتْ بما وعَدَتْ على الدوام مع انتفاء الصوارف والأعذار ظاهرا وباطنا فلا بأس أن تَثِقَ فيها وثوقًا مَّا .. ولكن تكونُ من تَغَيُّرِها أيضا على حذَر .. فإنها سريعة النقضِ للعهد.. قريبةُ الرجوع إلى مقتضَى الطبع.اه.
24.04.202523:05
كان أبو عيسى ابن الرشيد يقول لعمِّه إبراهيم بن المهدي: السُّكْر على صوتك شهادةٌ يا عَمّ.
وفي الحديث: "إنَّ أغبطَ أوليائي عندي لمؤمنٌ خفيفُ الحاذِ "
هو هذا بالضبط، خفيف الحِمل قليل العلائق.
23.04.202522:11
أعدى أعداء الشجاعة: كثرة العلائق، فكلما زادت ارتباطات الإنسان واتسعت دائرة مسؤولياته الأدبية صار مُكبَّلا وأصابه التردد ودخل في دوامة الحسابات الكثيرة التي لا تنتهي تجاه الأمور السهلة العارضة فضلا عن المواقف المصيرية التي تحتاج إلى الإقدام والعزيمة.
ولهذا كان التخفُّف من هذه العلائق على اختلاف صُورها والاقتصار على ما لابد منه من شأن أولي العزم من الرجال، وهذا التخفف وحده كفيل بتحقيق ملكة الشجاعة في نفس الإنسان بمفهومها العامّ الشامل؛ لأن الإنسان مع تلك المُقيِّدات قابعٌ في صورة من صور العبودية وفي إطار من أُطُر العَجز، والحُرية المطلقة شرطُ الشجاعة.
قيل للإمام الشافعي : مالك تُدمن إمساكَ العصا، ولستَ بضعيف ؟ فقال : لِأذكُر أني مسافر.
وأخرج البخاري من حديث سيدنا عبد الله بن عمر: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
22.04.202520:22
أزياء من عصر النبوة :
Өчүрүлгөн25.04.202513:07
22.04.202520:20
لا أدري والله أن في القناة ملحدين يضحكون من كلامه صلى الله عليه وسلم.
وفي روايةٍ :" مَنْ كَظَم غيْظَهُ -ولو شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أمْضاهُ-؛ ملأَ الله قلْبَهُ يومَ القيامَةِ رِضًا".
- سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم-
20.04.202521:26
٨ أسابيع كاملة لم يدخل للقطاع مكون واحد من مكونات الطعام. القطاع بالكامل جوعـ.ـان.
٨ أسابيع كاملة لم يدخل للقطاع عنصر واحد للدواء، أو أي من مسلتزمات النظافة الضرورية للبشر.
٨ أسابيع كاملة منذ قرار كيان الاحتـ.ـلال بمنع دخول أي شيء للقطاع، بمباركة أقـ.ـذز امبراطوريات التاريخ وأدناها أخلاقا.
٨ أسابيع والقصـ.ـف هيستيري وأعنف مما سبق حتى شعر به سكان العريش ودمياط، الأمر الذي لم يحدث من بداية الحـ.ــرب.
ومع شدة ابتلاء أهالينا هناك ألِفنا ما يجري وتحول التايملاين مع الوقت لتناول أمور أقل ما يقال عليها أنها غارقة في التفاهة. ما يجري عظيم جدا جدا وانفصالنا الذهني عنه هو مصيبة أعظم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
منقول.
20.04.202520:59
سلّموا على الشيخ مصطفى إسماعيل 💖
20.04.202512:28
دُعيت إلى مأدبة في إحدى قرى حلب، وكان من المدعويين شيخ وقور اسمه أحمد نعسان، كان كبير الحاضرين ولما قُدم لنا الطعام، مد الشيخ يده وقال: بسم الله على نية أن هذا الطعام من نصيبكم من الميراث، وليس من نصيب أخواتكم فتلونت وجوه القوم فقال: ما لكم!؟ كل الناس يعلم أن هذه القرية يأكل رجالها ميراث النساء، والخطباء منذ عشرين عام ينصحونكم فلا تتعظون؟ فقال بعضهم: يا شيخ إنا نراضيهن فقال: قولوا هذا لله!
من أجرأ المواقف التي شهدتها في حياتي
20.04.202512:16
في مجتمعٍ المفروض أنه متديّن ومحافظ، أو يحب أن يُعرِّف نفسه بذلك تجد فيه أحكام الميراث مقلوبة رأسا على عقب، خصوصا ما يتعلق فيه بحقوق النساء، ومن كان له اختلاط بمجتمعات الصعيد والأرياف التي هي أكثر محافظةً من مجتمع المدينة يُدرك ذلك بوضوح.
وبالطبع لا نُعمم القول بأن كل امرأة في هذه المجتمعات حقها مأكول ونصيبها مهضوم، لكن هذه الظاهرة منتشرة جدا ومشهورة ومتعارف عليها في هذه الأماكن، حتى شاع بينهم أن الأنثى - سواء كانت بنتا أو أختا أو أما - لا نصيب لها أصلا، وإنما يعطونها ما يسمونه ويصطلحون عليه ب" المُراضية" يعني شيء زهيد سخيف يُرضونها به، منعًا لحساب الضمير وتعذيبه الذي يأتيهم قبل النوم بخمس دقائق.
ولا تظُنّ أن ظلم البنات في هذه المسألة مخصوصٌ بالأبعدين أو بالقرابة غير المباشرة، بل هو واقع - أحيانا - من الآباء أنفسهم، ولا حاجة للتفصيل.
في مجتمع ينضَح بمثل هذه الظواهر فهو يحتاج إلى تبصيره بضرورة العدل في هذه الأمور، وتذكيره بمغبّة الظلم الذي يرزَح فيه، بعيدًا عن رفاهية الجدَل العلماني الحداثي حول المساواة وبعض المسائل الأخرى التي لا تمَسّ الواقع ولا يعرفها من قريب ولا بعيد.