إذا نبغ طالب وظهر بين الناس بحسن صوته وأدائه وضبطه وإتقانه، أو فاز في مسابقة ما وحقّق مستوى، أو غير ذلك = وجدتَّ جهاتٍ متعددة تتنازع فيه، وكلُّ جهة تنسبه وتنسب الفضل لها، فهذا يقول: طالبي، وذاك يقول: ابننا وتربّى على أيدينا... إلخ.
والذي أراه في ذلك:
أن هذا الطالب ليس خالصًا لأحدٍ غالبًا؛ بل شارك في تخريجه شركاء متعاونون، فكلُّ مَن ساهم في تربيته وتحفيظه وتعليمه حتى وصل به إلى مستوى الضبط والإتقان = هو شريك في صناعته، بدءًا من الوالدين، ثم ممن حفّظه القرآن الكريم إلى من هيّأه ووصل به إلى التمكّن روايةً ودرايةً.
إذًا، فالفضل يكون: لله أوّلًا، ثم للوالدين، ثم لمن كان سببًا في تحفيظه القرآنَ الكريم، ثم لمن علّمه التجويد والأحكام، ثم لمن قرأ عليه ختمة سند وأجازه بها.
ملحوظتان:
- قد يكون أحد المذكورين -سابقًا- له نصيب كبير فيما وصل إليه الطالب.
- للأسف، كثيرٌ يَقصرون نسبة الفضل على الشيخ المقرِئ الذي أجاز فقط- وقد أتى إليه هذا الطالب جاهزًا مُهيّأً - دون إرجاع الفضل لمن ذكرناهم ممن تعب في تحفيظه وتأسيسه، والله أعلم.
كتبه
حسن مصطفى الورّاقي
الثلاثاء: ١١ رمضان ١٤٤٦هـ