
Україна Online: Новини | Політика

Телеграмна служба новин - Україна

Резидент

Мир сегодня с "Юрий Подоляка"

Труха⚡️Україна

Николаевский Ванёк

Лачен пише

Реальний Київ | Украина

Реальна Війна

Україна Online: Новини | Політика

Телеграмна служба новин - Україна

Резидент

Мир сегодня с "Юрий Подоляка"

Труха⚡️Україна

Николаевский Ванёк

Лачен пише

Реальний Київ | Украина

Реальна Війна

Україна Online: Новини | Політика

Телеграмна служба новин - Україна

Резидент

النُّتف | خبيب الواضحي
قِمَطرٌ لتفاريق المذاكرات، وبوادر الخواطر، يصونها، ويدلّ عليها، ويرجو بالمثاقفة فيها التّمام والدّوام.
TGlist रेटिंग
0
0
प्रकारसार्वजनिक
सत्यापन
असत्यापितविश्वसनीयता
अविश्वसनीयस्थान
भाषाअन्य
चैनल निर्माण की तिथिБер 09, 2023
TGlist में जोड़ा गया
Груд 29, 2024संलग्न समूह

مناقشات النتف
221
रिकॉर्ड
23.04.202523:59
4.1Kसदस्य08.04.202523:59
100उद्धरण सूचकांक24.03.202523:59
3.1Kप्रति पोस्ट औसत दृश्य09.02.202503:21
461प्रति विज्ञापन पोस्ट औसत दृश्य20.03.202521:43
18.69%ER24.03.202523:59
79.82%ERRसे पुनः पोस्ट किया:
سعد

19.04.202507:11
● وإذا كان ما نختلف فيه أكبر في صدرك مما نجتمع عليه، فأنت تغضب لنفسك، ولست تغضب لله، فإن ما نجتمع عليه من الإيمان، ومن فرائض الإسلام، هو أحب إلي الله، وأكبر عند الله مما نختلف فيه، وما نختلف فيه أكثره يسعنا عند الله أن نختلف فيه.*
د. صالح محمد علي
د. صالح محمد علي
20.04.202515:15
•| همّ تجريد النّيّة |•
(لئن كان هٰذا الدّمعُ يجري صَبابةً
علىٰ غيرِ ليلىٰ لَهْو دمعٌ مضيَّعُ)
هو الغَبنُ ـ ويحَ المرءِ ـ لا غبنَ مثلُه
يروحُ ويغدو ثمّ لا شيءَ ينفعُ
ويركبُ أهوالَ الأمانيِّ جاهدًا
ليرضيَ عبدًا مثلَه فيه يَطمَعُ!
يؤدِّي ضَياعًا للّذي ليس جازيًا
بحُسنىٰ ويَنسىٰ مَن يجودُ ويَصنَعُ
أيَترُكُ رَبَّ العرشِ عمًّا نوالُه
ويَقصِدُ بالأعمالِ مَن هو أقطعُ
أيَشقَىٰ به سعيًا ويلقاهُ ضِلّةً
ويَجعَلُه في غيرِ مَن هو أَوسَعُ
سعىٰ ثمّ أَكْدَىٰ ثمّ خاب رجاؤُه
ودنَّسه رِئاؤُه والتَّصنُّعُ
وأَفسَده قصدُ الدَّنايا به لِما
يُزيِّنه للنّاظرين ويُسمِعُ
وأقبحُ سعيِ المَرءِ يومَ جزائِه
بأن نال منه العارَ والأجرُ يُمنَعُ
إذا لم يكن سعيُ الفتىٰ في إلــٰهِه
فلا المَالُ محفوظٌ ولا الرِّبحُ يُتبَعُ
أيَبذُلُه جَهدًا ويطلُبُه سدًى
إذًا ضلّ سعيًا وهْو أخسرُ أضيعُ
ألا ليتَ تَذرافَ الدّموعِ يرُدُّه
إذا الزَّفَراتُ الباقياتُ تُرجَّعُ
لقد زان سعيَ المَرءِ إخلاصُه به
ووَفقُ الّذي سنّ النّبيُّ المُشفَّعُ
سبيلٌ له في الصّالحاتِ سوابقٌ
عليه رجالٌ أَخبَتوا وتَضرَّعوا
ألا ربِّ إنّي موقنٌ أنّك المُنىٰ
ولا ينبغي إلّا لك الأمرُ أجمعُ
فهب ليَ سعيًا منك ربِّ مباركًا
تَلَقّاه إكرامًا يداكَ وتَرفَعُ
وهب ليَ إخلاصًا وصدقًا أكن به
عن الخلقِ مصروفًا ولله أخشعُ
وكن ليَ عونًا في المَسيرِ مسدِّدًا
علىٰ أنّني عبدٌ أَزِلُّ وأَظلَعُ
رضيتُ بك اللهمّ ربًّا وغايةً
علىٰ أنّني بالٍ لِباسي مُرقَّعُ
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
(لئن كان هٰذا الدّمعُ يجري صَبابةً
علىٰ غيرِ ليلىٰ لَهْو دمعٌ مضيَّعُ)
هو الغَبنُ ـ ويحَ المرءِ ـ لا غبنَ مثلُه
يروحُ ويغدو ثمّ لا شيءَ ينفعُ
ويركبُ أهوالَ الأمانيِّ جاهدًا
ليرضيَ عبدًا مثلَه فيه يَطمَعُ!
يؤدِّي ضَياعًا للّذي ليس جازيًا
بحُسنىٰ ويَنسىٰ مَن يجودُ ويَصنَعُ
أيَترُكُ رَبَّ العرشِ عمًّا نوالُه
ويَقصِدُ بالأعمالِ مَن هو أقطعُ
أيَشقَىٰ به سعيًا ويلقاهُ ضِلّةً
ويَجعَلُه في غيرِ مَن هو أَوسَعُ
سعىٰ ثمّ أَكْدَىٰ ثمّ خاب رجاؤُه
ودنَّسه رِئاؤُه والتَّصنُّعُ
وأَفسَده قصدُ الدَّنايا به لِما
يُزيِّنه للنّاظرين ويُسمِعُ
وأقبحُ سعيِ المَرءِ يومَ جزائِه
بأن نال منه العارَ والأجرُ يُمنَعُ
إذا لم يكن سعيُ الفتىٰ في إلــٰهِه
فلا المَالُ محفوظٌ ولا الرِّبحُ يُتبَعُ
أيَبذُلُه جَهدًا ويطلُبُه سدًى
إذًا ضلّ سعيًا وهْو أخسرُ أضيعُ
ألا ليتَ تَذرافَ الدّموعِ يرُدُّه
إذا الزَّفَراتُ الباقياتُ تُرجَّعُ
لقد زان سعيَ المَرءِ إخلاصُه به
ووَفقُ الّذي سنّ النّبيُّ المُشفَّعُ
سبيلٌ له في الصّالحاتِ سوابقٌ
عليه رجالٌ أَخبَتوا وتَضرَّعوا
ألا ربِّ إنّي موقنٌ أنّك المُنىٰ
ولا ينبغي إلّا لك الأمرُ أجمعُ
فهب ليَ سعيًا منك ربِّ مباركًا
تَلَقّاه إكرامًا يداكَ وتَرفَعُ
وهب ليَ إخلاصًا وصدقًا أكن به
عن الخلقِ مصروفًا ولله أخشعُ
وكن ليَ عونًا في المَسيرِ مسدِّدًا
علىٰ أنّني عبدٌ أَزِلُّ وأَظلَعُ
رضيتُ بك اللهمّ ربًّا وغايةً
علىٰ أنّني بالٍ لِباسي مُرقَّعُ
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
से पुनः पोस्ट किया:
أمالي أصولية على مرتقى الوصول

18.04.202516:32
معرفة أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم التي يحمل عليها قوله أو فعله أمر واجب على المتفقه في الشريعة، وقد حاول العلماء تتبع هذه الأحوال وممن تتبعها القرافي، وكذلك الطاهر ابن عاشور في كتابه الذي وضعه في مقاصد الشريعة،
وفيما يلي تلخيص لما ذكره ابن عاشور مع شيء من التصرف اليسير الذي تقتضيه ضرورة الصياغة:
١- حال التشريع وهو الأغلب؛ مثل خطبة حجة الوداع.
٢- حال الإفتاء، كقوله (افعل ولا حرج)، والفتوى تفارق التشريع بأنها قد لا تكون عامة في جميع البلدان كالنهي عن الانتباذ في الدباء؛ لأنه في القطر الحار كالحجاز يسرع إليه التخمر بخلاف القطر البارد.
٣- حال القضاء؛ نحو (اسق يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر) وعلامته حضور خصمين، أما إذا حضر أحدهما كخبر هند بنت عتبة فليس من القضاء، ويفارق التشريع بأن له تعلق بالصورة المحكوم فيها.
٤- حال الإمارة؛ كالأوامر والنواهي التي تصدر في الحرب؛ كالنهي عن أكل الحمر الأهلية في غزوة خيبر، فقد حصل الخلاف فيه هل هو نهي تشريع أو نهي لمصلحة الجيش؟ لأنهم كانوا يحملون على الحمير.
٥- حال الهدي والإرشاد؛ وهو أعم من حال التشريع؛ فتدخل فيه الأوامر والنواهي التي لم يقصد بها الإلزام، مثاله أمر السيد بإلباس عبيده مما يلبس.
٦- حال الإصلاح؛ ويختلف عن القضاء بأنه غير ملزم، كأمره عليه الصلاة والسلام لكعب بن مالك بأن يضع شطر دينه.
٧- حال الإشارة على المستشير، كإشارته على عمر بأن لا يشتري الفرس الذي حمل عليه في سبيل الله وضاع من صاحبه، ولهذا حمل الجمهور هذا النهي على أنه نهي تنزيه، وعلى هذا المحمل حمل زيد بن ثابت حديث النهي عن بيع الثمر قبل بدو صلاحه، قال زيد: (كالمشورة يشير بها عليهم لكثرة خصومتهم).
٨- حال النصيحة؛ كنهية لنعمان بن بشير أن يحل بعض أولاده دون بعض، ولذلك حمله أبو حنيفة ومالك والشافعي على البر والصلة، لا أن عطية بعض الأولاد دون بعض باطلة محرمة، وهكذا نصيحته لفاطمة بنت قيس عن نكاح معاوية لأنه فقير لا مال له؛ فلا دلالة فيه على عدم جواز نكاح الرجل الفقير.
٩- حال طلب حمل النفوس على الكمال؛ كحديث (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، وأمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهنا عن خواتيم أو تختم بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المياثر الحمر، وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج) ففي النهي عن القسي والمياثر الحمر تنزيه لأصحابه عن مظاهر البذخ والفخفخة، وكقوله عليه الصلاة والسلام (لا يمنعن أحدكم جارة خشبة يغرزها في جداره).
١٠- حال تعليم الحقائق العالية؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (أتبصر أُحُدا، ما أحب أن لي مثل أُحُدٍ ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير) فظن أبو ذر أن ذلك أمر عام للأمة فأنكر عليه عثمان رضي الله عنهما.
١١- حال التأديب؛ كهمّه عليه الصلاة والسلام أن يحرق على المنافقين بيوتهم، مع أنه لا يشتبه في أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان ليحرق بيوت المسلمين لأجل شهود الجماعة لاسيما أنه عليه الصلاة والسلام كان يخشى أقل من ذلك وهو أن يقال بأن محمدا يقتل أصحابه، لكن كلامه كان في سياق التهويل في التأديب.
١٢- حال التجرد عن الإرشاد وهو ما يرجع إلى العمل الجبلي والحياتي الاعتيادي، وعلامته عدم الحرص على فعله، كالمشي في الطريق والركوب في السفر، ونزوله في بطحاء المحصب الذي قالت فيه عائشة رضي الله عنها: (ليس التحصب بشيء وإنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح في خروجه إلى المدينة).
وفيما يلي تلخيص لما ذكره ابن عاشور مع شيء من التصرف اليسير الذي تقتضيه ضرورة الصياغة:
١- حال التشريع وهو الأغلب؛ مثل خطبة حجة الوداع.
٢- حال الإفتاء، كقوله (افعل ولا حرج)، والفتوى تفارق التشريع بأنها قد لا تكون عامة في جميع البلدان كالنهي عن الانتباذ في الدباء؛ لأنه في القطر الحار كالحجاز يسرع إليه التخمر بخلاف القطر البارد.
٣- حال القضاء؛ نحو (اسق يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر) وعلامته حضور خصمين، أما إذا حضر أحدهما كخبر هند بنت عتبة فليس من القضاء، ويفارق التشريع بأن له تعلق بالصورة المحكوم فيها.
٤- حال الإمارة؛ كالأوامر والنواهي التي تصدر في الحرب؛ كالنهي عن أكل الحمر الأهلية في غزوة خيبر، فقد حصل الخلاف فيه هل هو نهي تشريع أو نهي لمصلحة الجيش؟ لأنهم كانوا يحملون على الحمير.
٥- حال الهدي والإرشاد؛ وهو أعم من حال التشريع؛ فتدخل فيه الأوامر والنواهي التي لم يقصد بها الإلزام، مثاله أمر السيد بإلباس عبيده مما يلبس.
٦- حال الإصلاح؛ ويختلف عن القضاء بأنه غير ملزم، كأمره عليه الصلاة والسلام لكعب بن مالك بأن يضع شطر دينه.
٧- حال الإشارة على المستشير، كإشارته على عمر بأن لا يشتري الفرس الذي حمل عليه في سبيل الله وضاع من صاحبه، ولهذا حمل الجمهور هذا النهي على أنه نهي تنزيه، وعلى هذا المحمل حمل زيد بن ثابت حديث النهي عن بيع الثمر قبل بدو صلاحه، قال زيد: (كالمشورة يشير بها عليهم لكثرة خصومتهم).
٨- حال النصيحة؛ كنهية لنعمان بن بشير أن يحل بعض أولاده دون بعض، ولذلك حمله أبو حنيفة ومالك والشافعي على البر والصلة، لا أن عطية بعض الأولاد دون بعض باطلة محرمة، وهكذا نصيحته لفاطمة بنت قيس عن نكاح معاوية لأنه فقير لا مال له؛ فلا دلالة فيه على عدم جواز نكاح الرجل الفقير.
٩- حال طلب حمل النفوس على الكمال؛ كحديث (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، وأمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهنا عن خواتيم أو تختم بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المياثر الحمر، وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج) ففي النهي عن القسي والمياثر الحمر تنزيه لأصحابه عن مظاهر البذخ والفخفخة، وكقوله عليه الصلاة والسلام (لا يمنعن أحدكم جارة خشبة يغرزها في جداره).
١٠- حال تعليم الحقائق العالية؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (أتبصر أُحُدا، ما أحب أن لي مثل أُحُدٍ ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير) فظن أبو ذر أن ذلك أمر عام للأمة فأنكر عليه عثمان رضي الله عنهما.
١١- حال التأديب؛ كهمّه عليه الصلاة والسلام أن يحرق على المنافقين بيوتهم، مع أنه لا يشتبه في أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان ليحرق بيوت المسلمين لأجل شهود الجماعة لاسيما أنه عليه الصلاة والسلام كان يخشى أقل من ذلك وهو أن يقال بأن محمدا يقتل أصحابه، لكن كلامه كان في سياق التهويل في التأديب.
١٢- حال التجرد عن الإرشاد وهو ما يرجع إلى العمل الجبلي والحياتي الاعتيادي، وعلامته عدم الحرص على فعله، كالمشي في الطريق والركوب في السفر، ونزوله في بطحاء المحصب الذي قالت فيه عائشة رضي الله عنها: (ليس التحصب بشيء وإنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح في خروجه إلى المدينة).
21.04.202506:36
•| أدبٌ بين شيخٍ وتلميذٍ |•
قال أبو بكرِ بنُ أصبغَ: قال أبي: «أخَذ ابنُ القاسمِ بيدي يومًا، فقال لي: يا أصبغُ، أنا وأنت اليومَ في هٰذا الأمرِ سواءٌ، فلا تسألْني عن هٰذه المسائلِ الصَّعبةِ بحضرةِ النّاسِ، ولكن بيني وبينك، حتّىٰ أَنظُرَ وتَنظُرَ».
أصبغُ بنُ الفَرَجِ تلميذُ ابنِ القاسمِ وأشهبَ وابنِ وهبٍ، وهو أنجبُ تلامذةِ ابنِ وهبٍ، ومِن أعلمِ خلقِ اللهِ بقولِ مالكٍ، وابنُ القاسمِ هو عبد الرّحمٰن بن القاسم العُتَقيُّ، تلميذُ مالكٍ المشهورُ، وكلاهما مصريٌّ.
في هٰذه الكلمةِ آدابٌ جمّة، ثوَّرتْها في نفسي!
منها:
- الاعترافُ لمَن تأهَّل مِن الطّلّاب، ومعاملتُه بما يليقُ به.
- وأنّ مَن انتهىٰ في الطّلَب إلىٰ رتبةِ المشيخةِ ينبغي أن يُعلَّم ذٰلك ويُنبَّهَ علىٰ منزلتِه، ليأخذَها بحقِّه، ويعلمَ ما عليه فيها.
- وأنّ الصّغيرَ لا يبقىٰ أبدًا صغيرًا، كما أنّ الكبيرَ لم يكن مِن قبلُ كبيرًا، فلا بدَّ أن يأتيَ على الصّغيرِ يومٌ يزاحمُ الكبيرَ، وربَّما أَذعَن له الكبيرُ. فعلى الصّغيرِ أن يوطِّن نفسَه علىٰ ذٰلك والكبيرِ.
- وأنّ التّلميذَ قد يبلُغُ رتبةَ شيخِه في العلمِ الّذي يأخُذُه عنه، وأنّ ذٰلك مِن مقاصدِ التّعليمِ، وربّما فاقه في علمٍ غيرِ ما أخَذ عنه.
- وأنّ المرءَ قد يَنبُلُ في المدّةِ اليسيرة، فإنّ أصبَغَ وُلِد سنة إحدىٰ وخمسين ومئةٍ، ووُلِد ابنُ القاسمِ سنة اثنتين وثلاثين ومئةٍ، فكان بينهما نحوُ عشرين سنةً، وتوفِّي سنةَ إحدىٰ وتسعين ومئةٍ، وبدَأ أصبغُ الطّلبَ وهو ابنُ ثمانٍ وعشرين سنةً، أو نحوِها، وهو شابٌّ كبيرٌ، ففاته مالكٌ واللّيثُ، ورحَل إلىٰ مالكٍ ليَسمَع منه فما وافى المدينةَ إلّا يومَ قُبِض سنة تسعٍ وسبعين، وكان بين وفاةِ مالكٍ وابنِ القاسمِ اثنتا عشْرة سنةً، وعلىٰ أبعدِ تقديرٍ يكونُ ابنُ القاسمِ قد قال ذٰلك سنةَ الوفاةِ، فقد بلَغ بأصبغَ أن يساويَ شيخَه بعد اثنتيْ عشْرةَ سنةً مِن طلَبه، وهو ابنُ الأربعين، وربّما كان ذٰلك قبلُ.
- وأنّ الكبيرَ إذا شرَع في الطّلب ــ وإن تأخَّر عمُرُه، وفاته الحفظُ والعلوُّ ــ يستدركُ بما يُرزَقُ مِن مَضاءِ الهمّةِ والحرصِ والعقلِ، ويكونُ أرشدَ وأبصرَ، فيطوي عن نفسِه المراحلَ، ويبلُغُ الغايةَ في المدّةِ الوجيزةِ الّتي تتطاوَلُ على الصّغير، ويتّقي العَثَرات، وتُسرِعُ فَيئتُه. وهٰذا مجرَّبٌ معروفٌ.
- وأنّ المجالسَ لا بدَّ أن يكونَ فيها الخاصُّ والعامُّ، فيتّسعُ مجلسُ الخاصّةِ للصّراحةِ والأخذِ والتّفتيشِ الّذي تذهبُه في مجلسِ العامّةِ الهَيبةُ والأدبُ ورعايةُ النّفوسِ وإبقاءُ التَّجِلّة.
- وأنّ بعضَ المواضعِ لا يصلحُ للمراجعةِ والمناقشة.
- وأنّ مَن سُدّ بابٌ دونَه فليتلطَّف في الوصولِ إلىٰ غايتِه مِن بابٍ غيرِه.
- وأنّ مَن تأهَّل مِن التّلامذةِ ينبغي أن يُخَصَّ بالمجالسِ الّتي لا يكونُ فيها غيرُه، وأن يُستعانَ على المشكلاتِ.
- وأنّ مراجعةَ التّلميذِ ونظَرَه بخلافِ نظرِ الشّيخِ: مِن نعمةِ اللهِ على الشّيخِ وتلميذِه، وفيها تمامٌ في النّظرِ، وجدارةٌ بالصّوابِ.
- وأنّ تأهُّلَ التّلميذِ لا يَقطَعُه عن عوائدِ شيخِه وفوائدِه ودوامِ سؤالِه.
- وأنّ مذاكرةَ العلمِ والمراجعةَ فيه والمناقشةَ لا تنافي الأدبَ.
- وصيانةُ العلمِ مِن فتنةِ التّابعِ وفتنةِ المتبوع.
- والاستعانةُ علىٰ قَبولِ الحقِّ ممّن جاء به، بإخفاءِ النّصيحةِ.
- وأنّ في العلمِ والفقهِ عويصًا لا ينفعُ معه النّظرُ البادئُ والحكمُ العاجلُ، وإنّما يوفّي به التّأمُّلُ والمثاقفةُ.
- وأنّ الحيلةَ في عويصِ العلمِ دوامُ النّظرِ، وتقليبُه، والتّلطُّفُ، ومذاكرةُ الرّجالِ، وابتغاءُ ما عندهم.
- وأنّ النّظَرَ في العلمِ والبحثَ فيه مِن أجلِّ وظائفِه، وأولىٰ حقوقِه علىٰ أهلِه، وهو وظيفةُ المتقدِّمِ مِن حملةِ العلمِ، لا يليقُ به الانتهابُ والابتدار.
- وأنّ المرءَ لا بدَّ أن يفوتَه مِن العلمِ ما لا قِبَل له به.
- وأنّ مِن العلمِ ما حقُّه أن يُكتَمَ عن غيرِ أهلِه ولا يُذاعَ.
- وأنّ المجالسَ العامّةَ لا تتهيَّأُ للبَوحِ بالعجزِ ومصافاةِ النّفسِ.
- وأنّ الحقَّ قد يظهرُ علىٰ لسانِك، وقد يظهرُ علىٰ لسانِ أخيك.
- وأنّ عجَلةَ العلمِ في دَوَرانٍ، لا تقبلُ السّكونَ، ولا تنتهي عند أمدٍ.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
قال أبو بكرِ بنُ أصبغَ: قال أبي: «أخَذ ابنُ القاسمِ بيدي يومًا، فقال لي: يا أصبغُ، أنا وأنت اليومَ في هٰذا الأمرِ سواءٌ، فلا تسألْني عن هٰذه المسائلِ الصَّعبةِ بحضرةِ النّاسِ، ولكن بيني وبينك، حتّىٰ أَنظُرَ وتَنظُرَ».
«ترتيب المدارك» للقاضي عِياض (4: 20).
أصبغُ بنُ الفَرَجِ تلميذُ ابنِ القاسمِ وأشهبَ وابنِ وهبٍ، وهو أنجبُ تلامذةِ ابنِ وهبٍ، ومِن أعلمِ خلقِ اللهِ بقولِ مالكٍ، وابنُ القاسمِ هو عبد الرّحمٰن بن القاسم العُتَقيُّ، تلميذُ مالكٍ المشهورُ، وكلاهما مصريٌّ.
في هٰذه الكلمةِ آدابٌ جمّة، ثوَّرتْها في نفسي!
منها:
- الاعترافُ لمَن تأهَّل مِن الطّلّاب، ومعاملتُه بما يليقُ به.
- وأنّ مَن انتهىٰ في الطّلَب إلىٰ رتبةِ المشيخةِ ينبغي أن يُعلَّم ذٰلك ويُنبَّهَ علىٰ منزلتِه، ليأخذَها بحقِّه، ويعلمَ ما عليه فيها.
- وأنّ الصّغيرَ لا يبقىٰ أبدًا صغيرًا، كما أنّ الكبيرَ لم يكن مِن قبلُ كبيرًا، فلا بدَّ أن يأتيَ على الصّغيرِ يومٌ يزاحمُ الكبيرَ، وربَّما أَذعَن له الكبيرُ. فعلى الصّغيرِ أن يوطِّن نفسَه علىٰ ذٰلك والكبيرِ.
- وأنّ التّلميذَ قد يبلُغُ رتبةَ شيخِه في العلمِ الّذي يأخُذُه عنه، وأنّ ذٰلك مِن مقاصدِ التّعليمِ، وربّما فاقه في علمٍ غيرِ ما أخَذ عنه.
- وأنّ المرءَ قد يَنبُلُ في المدّةِ اليسيرة، فإنّ أصبَغَ وُلِد سنة إحدىٰ وخمسين ومئةٍ، ووُلِد ابنُ القاسمِ سنة اثنتين وثلاثين ومئةٍ، فكان بينهما نحوُ عشرين سنةً، وتوفِّي سنةَ إحدىٰ وتسعين ومئةٍ، وبدَأ أصبغُ الطّلبَ وهو ابنُ ثمانٍ وعشرين سنةً، أو نحوِها، وهو شابٌّ كبيرٌ، ففاته مالكٌ واللّيثُ، ورحَل إلىٰ مالكٍ ليَسمَع منه فما وافى المدينةَ إلّا يومَ قُبِض سنة تسعٍ وسبعين، وكان بين وفاةِ مالكٍ وابنِ القاسمِ اثنتا عشْرة سنةً، وعلىٰ أبعدِ تقديرٍ يكونُ ابنُ القاسمِ قد قال ذٰلك سنةَ الوفاةِ، فقد بلَغ بأصبغَ أن يساويَ شيخَه بعد اثنتيْ عشْرةَ سنةً مِن طلَبه، وهو ابنُ الأربعين، وربّما كان ذٰلك قبلُ.
- وأنّ الكبيرَ إذا شرَع في الطّلب ــ وإن تأخَّر عمُرُه، وفاته الحفظُ والعلوُّ ــ يستدركُ بما يُرزَقُ مِن مَضاءِ الهمّةِ والحرصِ والعقلِ، ويكونُ أرشدَ وأبصرَ، فيطوي عن نفسِه المراحلَ، ويبلُغُ الغايةَ في المدّةِ الوجيزةِ الّتي تتطاوَلُ على الصّغير، ويتّقي العَثَرات، وتُسرِعُ فَيئتُه. وهٰذا مجرَّبٌ معروفٌ.
- وأنّ المجالسَ لا بدَّ أن يكونَ فيها الخاصُّ والعامُّ، فيتّسعُ مجلسُ الخاصّةِ للصّراحةِ والأخذِ والتّفتيشِ الّذي تذهبُه في مجلسِ العامّةِ الهَيبةُ والأدبُ ورعايةُ النّفوسِ وإبقاءُ التَّجِلّة.
- وأنّ بعضَ المواضعِ لا يصلحُ للمراجعةِ والمناقشة.
- وأنّ مَن سُدّ بابٌ دونَه فليتلطَّف في الوصولِ إلىٰ غايتِه مِن بابٍ غيرِه.
- وأنّ مَن تأهَّل مِن التّلامذةِ ينبغي أن يُخَصَّ بالمجالسِ الّتي لا يكونُ فيها غيرُه، وأن يُستعانَ على المشكلاتِ.
- وأنّ مراجعةَ التّلميذِ ونظَرَه بخلافِ نظرِ الشّيخِ: مِن نعمةِ اللهِ على الشّيخِ وتلميذِه، وفيها تمامٌ في النّظرِ، وجدارةٌ بالصّوابِ.
- وأنّ تأهُّلَ التّلميذِ لا يَقطَعُه عن عوائدِ شيخِه وفوائدِه ودوامِ سؤالِه.
- وأنّ مذاكرةَ العلمِ والمراجعةَ فيه والمناقشةَ لا تنافي الأدبَ.
- وصيانةُ العلمِ مِن فتنةِ التّابعِ وفتنةِ المتبوع.
- والاستعانةُ علىٰ قَبولِ الحقِّ ممّن جاء به، بإخفاءِ النّصيحةِ.
- وأنّ في العلمِ والفقهِ عويصًا لا ينفعُ معه النّظرُ البادئُ والحكمُ العاجلُ، وإنّما يوفّي به التّأمُّلُ والمثاقفةُ.
- وأنّ الحيلةَ في عويصِ العلمِ دوامُ النّظرِ، وتقليبُه، والتّلطُّفُ، ومذاكرةُ الرّجالِ، وابتغاءُ ما عندهم.
- وأنّ النّظَرَ في العلمِ والبحثَ فيه مِن أجلِّ وظائفِه، وأولىٰ حقوقِه علىٰ أهلِه، وهو وظيفةُ المتقدِّمِ مِن حملةِ العلمِ، لا يليقُ به الانتهابُ والابتدار.
- وأنّ المرءَ لا بدَّ أن يفوتَه مِن العلمِ ما لا قِبَل له به.
- وأنّ مِن العلمِ ما حقُّه أن يُكتَمَ عن غيرِ أهلِه ولا يُذاعَ.
- وأنّ المجالسَ العامّةَ لا تتهيَّأُ للبَوحِ بالعجزِ ومصافاةِ النّفسِ.
- وأنّ الحقَّ قد يظهرُ علىٰ لسانِك، وقد يظهرُ علىٰ لسانِ أخيك.
- وأنّ عجَلةَ العلمِ في دَوَرانٍ، لا تقبلُ السّكونَ، ولا تنتهي عند أمدٍ.
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف


20.04.202511:57
إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
تفقد الجزائرُ وأمّةُ الإسلام، اليومَ الأحد الحادي والعشرين مِن شوّال 1446، الأستاذ الدّكتور الفاضل الكريم، صاحب الخلق الرّفيع، والسّمت الصّالح، المقرئ الجامع للقراءات العشر الكبرى، صاحب الرّحلة في الطّلب، والجهد في الدّعوة والتّعليم والإقراء، المتلقي للقراءاتِ إفرادًا وجمعًا للعشرِ الصّغرى والكبرى ... الشّيخ عبد الهادي بن حسن بن أحمد لَعْقاب، رحمه الله، وغفَر له، رحَل عن إحدى وخمسين سنةً، بعد أن هجَم عليه الدّاء المستحكم، في شهر رمضان المنصرم ...
لا حولَ ولا قوّة إلّا بالله!
نعزّي أنفسَنا والعلمَ والدّعوة والرّحلة والطّلب والقراءات والمروءة والنّبل!
ما أَسرَع ما يُتخطَّف مِن بيننا الأخيارُ، ثمّ لا نفيقُ مِن السَّكرة إلّا وقد فات الأوان!
رحمك الله يا عبد الهادي، وطهَّرك بما أصابك، وفسَح لك في قبرك، وجعَلك مِن أهلِ جنّاتِ النّعيم، وأخلف الأمّةَ الجزائريّةَ فيك خيرًا!
تفقد الجزائرُ وأمّةُ الإسلام، اليومَ الأحد الحادي والعشرين مِن شوّال 1446، الأستاذ الدّكتور الفاضل الكريم، صاحب الخلق الرّفيع، والسّمت الصّالح، المقرئ الجامع للقراءات العشر الكبرى، صاحب الرّحلة في الطّلب، والجهد في الدّعوة والتّعليم والإقراء، المتلقي للقراءاتِ إفرادًا وجمعًا للعشرِ الصّغرى والكبرى ... الشّيخ عبد الهادي بن حسن بن أحمد لَعْقاب، رحمه الله، وغفَر له، رحَل عن إحدى وخمسين سنةً، بعد أن هجَم عليه الدّاء المستحكم، في شهر رمضان المنصرم ...
لا حولَ ولا قوّة إلّا بالله!
نعزّي أنفسَنا والعلمَ والدّعوة والرّحلة والطّلب والقراءات والمروءة والنّبل!
ما أَسرَع ما يُتخطَّف مِن بيننا الأخيارُ، ثمّ لا نفيقُ مِن السَّكرة إلّا وقد فات الأوان!
رحمك الله يا عبد الهادي، وطهَّرك بما أصابك، وفسَح لك في قبرك، وجعَلك مِن أهلِ جنّاتِ النّعيم، وأخلف الأمّةَ الجزائريّةَ فيك خيرًا!
25.03.202522:15
اللهمّ، ربَّ المساكين، وناصرَ المستضعفين، ووليَّ المؤمنين، نسألُك بعلمِك وقدرتِك، وجبروتِك وعزّتِك، وبطشِك وقوّتِك، وعظمتِك وقبضتِك، وملكِك ونعمتِك ... أن تنجيَ عبادَك الغزّيّين، وتثّبتَ قلوبَهم، وتسكّن روعاتهم، وتستر عوراتهم، وتكشف ضرّهم، وتفرج كربهم، وتنزل عليهم السّكينة، وتعمّهم بالطّمأنينة، وتكون لهم بالوسيلة، وترزقهم تمام الحيلة، وتأخذ المجرمين أخذَك الأليم الشّديد.
ربَّنا، إنّهم مغلوبون، فانتصر، مُسلَمون، فانتقم، عبادٌ مِن عبادِك ما نقموا منهم إلّا أن وحَّدوك وحفظوا وصيَّتك، فامكر لهم، وأعنهم، واهدهم، وكن لهم بالتّيسير، والتّدبير، واقطعْ دابرَ اليهود، ومَن خان العهود، واجعل بأسهم بينهم شديدًا، وعذابك عليهم حديدًا.
اللهم أفرغْ علينا وعلى إخواننا صبرًا، وثبِّت أقدامنا، وأَرضِنا بقضائك، واجعل عاقبتَه خيرًا، وأنت فاعلٌ، برحمتِك أرحمَ الرّاحمين.
اللهم صلِّ على محمّدٍ عبدِك ورسولِك، وسلِّمْ تسليمًا.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
ربَّنا، إنّهم مغلوبون، فانتصر، مُسلَمون، فانتقم، عبادٌ مِن عبادِك ما نقموا منهم إلّا أن وحَّدوك وحفظوا وصيَّتك، فامكر لهم، وأعنهم، واهدهم، وكن لهم بالتّيسير، والتّدبير، واقطعْ دابرَ اليهود، ومَن خان العهود، واجعل بأسهم بينهم شديدًا، وعذابك عليهم حديدًا.
اللهم أفرغْ علينا وعلى إخواننا صبرًا، وثبِّت أقدامنا، وأَرضِنا بقضائك، واجعل عاقبتَه خيرًا، وأنت فاعلٌ، برحمتِك أرحمَ الرّاحمين.
اللهم صلِّ على محمّدٍ عبدِك ورسولِك، وسلِّمْ تسليمًا.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
से पुनः पोस्ट किया:
إبراهيم المنوفي

27.03.202500:33
اللهم اجمع شمل أهل غزة، واربط على قلوبهم، ووحد كلمتهم، وانصرهم على عدوهم، واجعل بأسهم عليه، واجعل عاقبة بلائهم خيرًا عاجلا.
10.04.202507:59
•| الخلاص من الفتور |•
كنتَ شكَوتَ إليّ فتورًا أصابك في غيرِ وقتِ الفتورِ، وأنّك تجاهدُه ما استطعتَ، وسألتَ كيف ترفعُه عن نفسِك؟
فقلتُ لك يومئذٍ:
الجوابُ ما في السّؤالِ مِن المجاهدةِ، مع الاستعانةِ باللهِ سبحانه، وتجديد العهد به، وهو الواهبُ الهِمَمَ، المنجزُ الحوائجَ، القاضي الأمورَ.
وقد قدّر اللهُ تعالى أن لا يتمّ لابنِ آدمَ سعيٌ له فيه شِرّةٌ إلّا أن يَجتاحَه فتورٌ يأخذُ منه، ويخالجَه نقصٌ في عملِه يأتي علىٰ همّتِه وصنعِه، بلوىٰ مِن الله وتنبيهًا. ولو أنّ الإنسانَ كلّما أراد شيئًا فعَله، وكلّما عزَم علىٰ شيءٍ بلَغ منه آخرَه، لنسي اللهَ الّذي يرُبُّه بنعمتِه، ولطغىٰ بنفسِه وتجبَّر. ولكنّ اللهَ سبحانه وبحمده جعَل مشيئةَ العبدِ تابعةً لمشيئتِه ليدومَ تعلُّق العبدِ بمولاه، ويبتغيَ نجازَ حاجتِه عنده أبدًا.
فأنت وهمّتُك للهِ سبحانه يحكُمُ فيك بما يريدُ، وفي انصرافِك عمّا تحبُّ وانفساخِ عزيمتِك دليلٌ علىٰ أنّ لك رَبًّا يتصرَّفُ فيك، ويفعلُ بك ما يشاءُ، وأنّك له مِلكًا ومُلكًا، وأنّ ما شاء اللهُ كان وما لم يشأْ لم يكن ... كما قيل لبعضِ الغابرين: بم عرَفتَ ربَّك؟ قال: «بفسخِ العزمِ، ومنعِ الهمّ».
فأْتِ المطلبَ مِن بابِه، فعُدْ إلى اللهِ، واطّرحْ بين يديه، واعترفْ له بعجزِك وقدرتِه، وضعفِك وقوّتِه، وذلّتِك وعزّتِه، وفقرِك وغناه، وحاجتِك وصَمْدِه، وأَيقِن أنّ مَخلَصَك عندَه وحدَه، وأنّ حاجتَك منجزُها هو سبحانه وحده، وأن لا ملجَاْ لك ولا منجَىٰ منه إلّا إليه، وحَرِّك بذٰلك قلبَك تحريكَ التّوجُّه والتّعلُّق، فادخُلْ في حضرتِه، واجعَلْ مُرادَك تابعًا لمرادِه، ومَحِّضْ قلبَك لرضاه، وسَلْه أن يزيلَ عنك القاطعَ، ويرفعَ عنك المانعَ، وأن يجمعَ منك الشّملَ، ويَعزِمَ لك على الرُّشدِ، وأن يرزقَك الهمّةَ الماضيةَ، والعزيمةَ القعساء، وأن يقضيَ لك الأرَبَ كما يحبُّ، وأن يبارك لك في ما يؤتيك، واعقِدْ أن تَصرِفَ ما آتاك في ما يرضيه، ليباركَ لك فيه ويجعلَه ميمونًا، وأن تتبلّغَ بما فيه ابتلاك أن تكونَ في جوارِه وحمايتِه، ليُحِلَّ عليك رضاه، وتعلَّقْ بجنابِه أنّه ما مِن شيءٍ إلّا عنده سبحانه خزائنُه، وادعُه أنّه لا قابضَ لما بسَط، ولا باسطَ لما قبَض، ولا هاديَ لمَن أضلّ، ولا مضلّ لمَن هدىٰ، ولا مقرِّبَ لما باعد، ولا مباعدَ لما قرَّب، ولا خاذلَ لمَن وفَّق، ولا موفِّق لمَن خذَل، ولا محرِّك لما وقَف، ولا واقفَ لما حرَّك، وأنّه يخرجُ الحيَّ مِن الميِّت، ويخرجُ الميِّتَ مِن الحيِّ، وادعُ بدعوةِ النّبيِّ ﷺ: «اللهم إنّي أعوذُ بك مِن العجزِ، والكسَل، والجُبْنِ، والبَخَلِ، والهرَم، وضَلَعِ الدَّينِ وغلَبةِ الرّجالِ».
افعَلْ هٰذا، وستجدُ بَرْدَ الطّاعةِ بين جنبيك، وحِسَّ اليقينِ يعلوك، وخِفَّتك إلى الخيرِ، ونقاءَ روحِك، بل تنفتحُ لك أبوابٌ تُغنيك عن الذّهابِ في ظاهرِ العلمِ الّذي لا عملَ فيه، وتشغلُك مَلَذّاتُها عن الجمادِ الّذي تظنُّ به السَّداد!
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
كنتَ شكَوتَ إليّ فتورًا أصابك في غيرِ وقتِ الفتورِ، وأنّك تجاهدُه ما استطعتَ، وسألتَ كيف ترفعُه عن نفسِك؟
فقلتُ لك يومئذٍ:
الجوابُ ما في السّؤالِ مِن المجاهدةِ، مع الاستعانةِ باللهِ سبحانه، وتجديد العهد به، وهو الواهبُ الهِمَمَ، المنجزُ الحوائجَ، القاضي الأمورَ.
وقد قدّر اللهُ تعالى أن لا يتمّ لابنِ آدمَ سعيٌ له فيه شِرّةٌ إلّا أن يَجتاحَه فتورٌ يأخذُ منه، ويخالجَه نقصٌ في عملِه يأتي علىٰ همّتِه وصنعِه، بلوىٰ مِن الله وتنبيهًا. ولو أنّ الإنسانَ كلّما أراد شيئًا فعَله، وكلّما عزَم علىٰ شيءٍ بلَغ منه آخرَه، لنسي اللهَ الّذي يرُبُّه بنعمتِه، ولطغىٰ بنفسِه وتجبَّر. ولكنّ اللهَ سبحانه وبحمده جعَل مشيئةَ العبدِ تابعةً لمشيئتِه ليدومَ تعلُّق العبدِ بمولاه، ويبتغيَ نجازَ حاجتِه عنده أبدًا.
فأنت وهمّتُك للهِ سبحانه يحكُمُ فيك بما يريدُ، وفي انصرافِك عمّا تحبُّ وانفساخِ عزيمتِك دليلٌ علىٰ أنّ لك رَبًّا يتصرَّفُ فيك، ويفعلُ بك ما يشاءُ، وأنّك له مِلكًا ومُلكًا، وأنّ ما شاء اللهُ كان وما لم يشأْ لم يكن ... كما قيل لبعضِ الغابرين: بم عرَفتَ ربَّك؟ قال: «بفسخِ العزمِ، ومنعِ الهمّ».
فأْتِ المطلبَ مِن بابِه، فعُدْ إلى اللهِ، واطّرحْ بين يديه، واعترفْ له بعجزِك وقدرتِه، وضعفِك وقوّتِه، وذلّتِك وعزّتِه، وفقرِك وغناه، وحاجتِك وصَمْدِه، وأَيقِن أنّ مَخلَصَك عندَه وحدَه، وأنّ حاجتَك منجزُها هو سبحانه وحده، وأن لا ملجَاْ لك ولا منجَىٰ منه إلّا إليه، وحَرِّك بذٰلك قلبَك تحريكَ التّوجُّه والتّعلُّق، فادخُلْ في حضرتِه، واجعَلْ مُرادَك تابعًا لمرادِه، ومَحِّضْ قلبَك لرضاه، وسَلْه أن يزيلَ عنك القاطعَ، ويرفعَ عنك المانعَ، وأن يجمعَ منك الشّملَ، ويَعزِمَ لك على الرُّشدِ، وأن يرزقَك الهمّةَ الماضيةَ، والعزيمةَ القعساء، وأن يقضيَ لك الأرَبَ كما يحبُّ، وأن يبارك لك في ما يؤتيك، واعقِدْ أن تَصرِفَ ما آتاك في ما يرضيه، ليباركَ لك فيه ويجعلَه ميمونًا، وأن تتبلّغَ بما فيه ابتلاك أن تكونَ في جوارِه وحمايتِه، ليُحِلَّ عليك رضاه، وتعلَّقْ بجنابِه أنّه ما مِن شيءٍ إلّا عنده سبحانه خزائنُه، وادعُه أنّه لا قابضَ لما بسَط، ولا باسطَ لما قبَض، ولا هاديَ لمَن أضلّ، ولا مضلّ لمَن هدىٰ، ولا مقرِّبَ لما باعد، ولا مباعدَ لما قرَّب، ولا خاذلَ لمَن وفَّق، ولا موفِّق لمَن خذَل، ولا محرِّك لما وقَف، ولا واقفَ لما حرَّك، وأنّه يخرجُ الحيَّ مِن الميِّت، ويخرجُ الميِّتَ مِن الحيِّ، وادعُ بدعوةِ النّبيِّ ﷺ: «اللهم إنّي أعوذُ بك مِن العجزِ، والكسَل، والجُبْنِ، والبَخَلِ، والهرَم، وضَلَعِ الدَّينِ وغلَبةِ الرّجالِ».
افعَلْ هٰذا، وستجدُ بَرْدَ الطّاعةِ بين جنبيك، وحِسَّ اليقينِ يعلوك، وخِفَّتك إلى الخيرِ، ونقاءَ روحِك، بل تنفتحُ لك أبوابٌ تُغنيك عن الذّهابِ في ظاهرِ العلمِ الّذي لا عملَ فيه، وتشغلُك مَلَذّاتُها عن الجمادِ الّذي تظنُّ به السَّداد!
والله أعلم.
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
से पुनः पोस्ट किया:
إبراهيم المنوفي

03.04.202513:21
إذا لم تكن عندك القوة النفسية والقدرة على النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتخفف من مصاحبة الناس، وكثرة الانخراط معهم، والتزام جماعة منهم تُعرف بكثرة مخالطتهم، فحتما سيؤول أمرك إلى منطقة حرجة تُحوِجك إلى كثير من التأويل لنفسك ولغيرك بحجج واهية، فشرط المصاحبة: صدق النصح، والقوة في الحق.
وهنا أمر لا يلحظه كثير من الناس، وهو أن الأمر المندوب إليه من الشرع يكون له أعباء، من لم يقدر على تحملها ترك المندوب، وصار الفاضل في حقه مختارًا على الأفضل، كقوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنُ الذي يُخالِطُ الناسَ ويَصْبِرُ على أَذاهُمْ، خيرٌ مِنَ الذي لا يُخالِطُ الناسَ، ولا يَصْبِرُ على أَذاهُمْ». فقرَن أفضلية المخالطة بالقدرة على الصبر، أما حين العجز عن الصبر فتكون العزلة -بشروطها- أفضل.
والإنسان على نفسه بصيرة.
وهنا أمر لا يلحظه كثير من الناس، وهو أن الأمر المندوب إليه من الشرع يكون له أعباء، من لم يقدر على تحملها ترك المندوب، وصار الفاضل في حقه مختارًا على الأفضل، كقوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنُ الذي يُخالِطُ الناسَ ويَصْبِرُ على أَذاهُمْ، خيرٌ مِنَ الذي لا يُخالِطُ الناسَ، ولا يَصْبِرُ على أَذاهُمْ». فقرَن أفضلية المخالطة بالقدرة على الصبر، أما حين العجز عن الصبر فتكون العزلة -بشروطها- أفضل.
والإنسان على نفسه بصيرة.
से पुनः पोस्ट किया:
الدُّرّ النَّثِير

15.04.202512:17
ثم إياك أن تركَن إلى راحةِ اليأس، فتقعدَ عن استجلاء تلك الأسرار قائلا: أين أنا من فلان وفلان؟! كلا .. فرُبَّ صغيرٍ مفضولٍ قد فَطِن إلى ما لم يفطَن له الكبير الفاضل، ألا ترى إلى قصة ابن عُمر في الأُحجِية المشهورة(١)
فَجِدَّ في الطلب، وقل: رب زدني علما، فعسى أن يَفتح لك بابا من الفهم تَكشِف به شيئا مما عَمِيَ على غيرك، والله وليُّ الذين آمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النور.
- العلامة الشيخ محمد بن عبد الله دراز -
(١) يقصد حديثَ النخلة الذي ضرَبه النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للمؤمن، وكان ابن عمر يعرف الجواب ولكنه سكتَ لأن الحاضرين كانوا من كبار الصحابة، فاستحيى.
فَجِدَّ في الطلب، وقل: رب زدني علما، فعسى أن يَفتح لك بابا من الفهم تَكشِف به شيئا مما عَمِيَ على غيرك، والله وليُّ الذين آمنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النور.
- العلامة الشيخ محمد بن عبد الله دراز -
(١) يقصد حديثَ النخلة الذي ضرَبه النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للمؤمن، وكان ابن عمر يعرف الجواب ولكنه سكتَ لأن الحاضرين كانوا من كبار الصحابة، فاستحيى.
23.03.202522:26
•| هموم مُناجٍ |•
❏ أرسل إليّ اليومَ أخي في الله الشّيخ العلّامة سيدي محمّد ابن شيخنا العلّامة الرّاحل محمّد بن محفوظ بن المختار فال:
إلى اللهِ أشكو مُقْلةً ماؤُها غَوْرُ
عصيًّا ـ علىٰ بَرْحِ الجَوىٰ ـ دمعُها النَّزرُ
وقلبًا أسيفًا صدَّع الهمُّ ركنَه
يُشَبُّ به جمرٌ يساعفُه جَمرُ
فللهِ قلبٌ لا يَعيجُ بمَشرَبٍ
كأنّ به وَقرًا وليس به وَقرُ
وكيف وقد رانتْ عليه ذنوبُه
وأَوحَش منه الجوُّ والبَرُّ والبحرُ
وأَثقَله حُوبٌ جديدٌ ودارسٌ
ولولا جَلالُ اللهِ ضاق به الصَّدرُ
عسى اللهُ يشفي بالمَتابِ سَقامَه
فيُورِقَ بعد الجَدبِ جانبُه القَفرُ
وتُسبِلَ عينٌ ضَنّ بالدَّمعِ جفنُها
طويلًا إلىٰ أن قيل: ليس بها قَطْرُ
❏ فأرسلتُ إليه معونةً لنفسي ولسامعه:
هو الذِّكرُ ذكرُ اللهِ جلّ جلالُه
يَلينُ به الجاسي ويَنهتِكُ السِّترُ
ولا طَبَعٌ بالذِّكرِ إلّا جَلَوتَه
وذكرُ لسانِ المَرءِ يُصلِحُه الفِكرُ
وما كان نفحُ اللهِ في ليلةِ النَّدىٰ
ليخطئَ قلبًا آسِفًا للنَّدىٰ يعرو
وما أَسَفُ المَهمومِ إلّا شهيدُه
وإن جَفَّ منه الدَّمعُ فلْيَثبُتِ الأجرُ
أَجَبنا إلى العلمِ المُعظَّمِ قَدْرُه
لتُحيا به الدُّنيا ويُعلىٰ به القَدْرُ
دروبٌ تَلَذُّ النّفسُ طاب ركوبُها
وكان لنا منها المَسرّةُ والفخرُ
مَدائنُ جهلٍ قد غَزَتها فظُفِّرتْ
جيوشٌ عَـُلاها الفقهُ والنّحوُ والشِّعرُ
وما كان إلّا أوّلَ الفتحِ غَرَّنا
شَواغِلُه حتّىٰ تَلهَّىٰ به السَّفْرُ
وللعملِ الأسنىٰ خُلِقنا وغايةٌ
لنا دونه العلمُ الّذي ضمَّه الصَّدرُ
ومَن يَتعبَّدْ يَزدَدِ الدَّهرَ قوّةً
وذو الكسلِ الواني ينوءُ به الدَّهرُ(*)
فمَن لك في يومِ الجليّةِ لبَّدت
غُيُومُ صروفِ الدَّهرِ إذْ أمرُنا إمرُ
وما العلمُ حقًّا غيرُ ما يُورِثُ الرِّضا
وما هو إلّا الوحيُ والنُّورُ والذِّكرُ
لَهِينا عن القرآنِ نهجُرُ درسَه
وفيه جميعُ العلمِ والدِّينُ والذِّكرُ
وإنّ كتابَ اللهِ يزكو به الفتىٰ
وفيه له التّقوىٰ وفيه له الذِّكرُ
وقد أُحكِمت آياتُه ثمّ فصّلتْ
فما فيه إلّا ما هو الحُكمُ والخُبْرُ
وكم آيةٍ فيها لنا كلُّ عِـَبرةٍ
وعاها لنا صدرٌ وطال بها هَجرُ
كتابٌ مِن الرّحمنِ يهدي قلوبَنا
فلا السِّرُّ منّا يبتغيه ولا الجَهرُ
ونَسرُدُه إن مّا قرأناه متقَنًا
به اللّفظُ لم يَنهَضْ بأعبائِه الظَّهرُ
وإنّك تتلو مِن أعاجيبِه الّتي
تَقاصَرَ عن تبيانِها الشِّعرُ والنَّثرُ
أتسلو نفوسُ النّاسِ عن قولِ ربِّها
وقد جلّ منه العلمُ والوعظُ والأمرُ
وفيه رِوَى الصَّدْيانِ والأُنسُ والهُدىٰ
وتثبيتُ يومِ الرَّوعِ والأيدُ والنَّصرُ
ومَن يَجعَلِ القرآنَ مِن دونِ همِّه
فقد فاته منه ـ وإن شَفَّه ـ العُمْرُ
ومَن يَجعَلِ القرآنَ غايةَ علمِه
ففي قِطَعِ اللّيلِ البهيمِ هُو البدرُ
ـــــــــــــــ
(*) يتضمّن قولَ وهب بن منبّه: «مَن يتعبَّد يزدَدْ قوّةً، ومَن يَكسَل يَزدَدْ فَترةً»، أخرجه الإمام أحمد في «الزّهد» (2191) ومن طريقِه أبو نعيم في «الحلية» (4: 58).
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
❏ أرسل إليّ اليومَ أخي في الله الشّيخ العلّامة سيدي محمّد ابن شيخنا العلّامة الرّاحل محمّد بن محفوظ بن المختار فال:
إلى اللهِ أشكو مُقْلةً ماؤُها غَوْرُ
عصيًّا ـ علىٰ بَرْحِ الجَوىٰ ـ دمعُها النَّزرُ
وقلبًا أسيفًا صدَّع الهمُّ ركنَه
يُشَبُّ به جمرٌ يساعفُه جَمرُ
فللهِ قلبٌ لا يَعيجُ بمَشرَبٍ
كأنّ به وَقرًا وليس به وَقرُ
وكيف وقد رانتْ عليه ذنوبُه
وأَوحَش منه الجوُّ والبَرُّ والبحرُ
وأَثقَله حُوبٌ جديدٌ ودارسٌ
ولولا جَلالُ اللهِ ضاق به الصَّدرُ
عسى اللهُ يشفي بالمَتابِ سَقامَه
فيُورِقَ بعد الجَدبِ جانبُه القَفرُ
وتُسبِلَ عينٌ ضَنّ بالدَّمعِ جفنُها
طويلًا إلىٰ أن قيل: ليس بها قَطْرُ
❏ فأرسلتُ إليه معونةً لنفسي ولسامعه:
هو الذِّكرُ ذكرُ اللهِ جلّ جلالُه
يَلينُ به الجاسي ويَنهتِكُ السِّترُ
ولا طَبَعٌ بالذِّكرِ إلّا جَلَوتَه
وذكرُ لسانِ المَرءِ يُصلِحُه الفِكرُ
وما كان نفحُ اللهِ في ليلةِ النَّدىٰ
ليخطئَ قلبًا آسِفًا للنَّدىٰ يعرو
وما أَسَفُ المَهمومِ إلّا شهيدُه
وإن جَفَّ منه الدَّمعُ فلْيَثبُتِ الأجرُ
أَجَبنا إلى العلمِ المُعظَّمِ قَدْرُه
لتُحيا به الدُّنيا ويُعلىٰ به القَدْرُ
دروبٌ تَلَذُّ النّفسُ طاب ركوبُها
وكان لنا منها المَسرّةُ والفخرُ
مَدائنُ جهلٍ قد غَزَتها فظُفِّرتْ
جيوشٌ عَـُلاها الفقهُ والنّحوُ والشِّعرُ
وما كان إلّا أوّلَ الفتحِ غَرَّنا
شَواغِلُه حتّىٰ تَلهَّىٰ به السَّفْرُ
وللعملِ الأسنىٰ خُلِقنا وغايةٌ
لنا دونه العلمُ الّذي ضمَّه الصَّدرُ
ومَن يَتعبَّدْ يَزدَدِ الدَّهرَ قوّةً
وذو الكسلِ الواني ينوءُ به الدَّهرُ(*)
فمَن لك في يومِ الجليّةِ لبَّدت
غُيُومُ صروفِ الدَّهرِ إذْ أمرُنا إمرُ
وما العلمُ حقًّا غيرُ ما يُورِثُ الرِّضا
وما هو إلّا الوحيُ والنُّورُ والذِّكرُ
لَهِينا عن القرآنِ نهجُرُ درسَه
وفيه جميعُ العلمِ والدِّينُ والذِّكرُ
وإنّ كتابَ اللهِ يزكو به الفتىٰ
وفيه له التّقوىٰ وفيه له الذِّكرُ
وقد أُحكِمت آياتُه ثمّ فصّلتْ
فما فيه إلّا ما هو الحُكمُ والخُبْرُ
وكم آيةٍ فيها لنا كلُّ عِـَبرةٍ
وعاها لنا صدرٌ وطال بها هَجرُ
كتابٌ مِن الرّحمنِ يهدي قلوبَنا
فلا السِّرُّ منّا يبتغيه ولا الجَهرُ
ونَسرُدُه إن مّا قرأناه متقَنًا
به اللّفظُ لم يَنهَضْ بأعبائِه الظَّهرُ
وإنّك تتلو مِن أعاجيبِه الّتي
تَقاصَرَ عن تبيانِها الشِّعرُ والنَّثرُ
أتسلو نفوسُ النّاسِ عن قولِ ربِّها
وقد جلّ منه العلمُ والوعظُ والأمرُ
وفيه رِوَى الصَّدْيانِ والأُنسُ والهُدىٰ
وتثبيتُ يومِ الرَّوعِ والأيدُ والنَّصرُ
ومَن يَجعَلِ القرآنَ مِن دونِ همِّه
فقد فاته منه ـ وإن شَفَّه ـ العُمْرُ
ومَن يَجعَلِ القرآنَ غايةَ علمِه
ففي قِطَعِ اللّيلِ البهيمِ هُو البدرُ
ـــــــــــــــ
(*) يتضمّن قولَ وهب بن منبّه: «مَن يتعبَّد يزدَدْ قوّةً، ومَن يَكسَل يَزدَدْ فَترةً»، أخرجه الإمام أحمد في «الزّهد» (2191) ومن طريقِه أبو نعيم في «الحلية» (4: 58).
•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•
❁ النُّتف
से पुनः पोस्ट किया:
كناش الأنظار والفوائد

15.04.202517:44
من جعل نفسه شيخا لطائفة فهو في الحقيقة صار كالعبد القن لكل واحد منهم ، لا يلتذ إلا بالإقبال عليهم ، ولا يغتم إلا بإعراضهم وأما أولئك المريدون فإن كل واحد منهم ليس إلا في قيد ذلك الرجل الواحد ، فهذا المريد ليس إلا عبدا لرجل وأما ذاك المراد فهو عبد لكل واحد من أولئك المريدين ، فهكذا صاحب الجاه حاول ملك القلوب وهو في الحقيقة بلغ في المملوكية إلى أقصى الغايات وفي العبودية إلى أبلغ النهايات.
الفخر الرازي.
الفخر الرازي.
24.03.202513:32
أعتذر عن تخلّف المجلس أمس، وعن تخلّفه اليوم وسائر ما يأتي في هذا الشّهر، فإنّي أشكو ألم الحلق وذهاب الصّوت، على أن نعود إلى ما بقي علينا إن شاء الله بُعيدَ العيدِ، ونسأل الله أن يقضيَه لنا بخيرٍ وبركةٍ ورضًا وقَبولٍ وانتفاعٍ بكتاب الله العليّ العظيم. وحفظكم الله أجمعين.
اللهم أنجِ المستضعفين المؤمنين مِن عبادِك الغزّيّين، أنت أعلم بهم وأرحم، اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادَك الصّالحين، وتولَّهم بوَلايتك، وانصرْهم بقوّتك وعزّتك وقدرتِك، لا يُعجِزك شيءٌ. إنّه لا ملجأ منك إلّا إليك، سبحانك! وصلِّ على سيِّدنا محمّدٍ النّبيّ الأمّيّ، وعلى آلِ محمّدٍ، وسلِّم تسليمًا.
اللهم أنجِ المستضعفين المؤمنين مِن عبادِك الغزّيّين، أنت أعلم بهم وأرحم، اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادَك الصّالحين، وتولَّهم بوَلايتك، وانصرْهم بقوّتك وعزّتك وقدرتِك، لا يُعجِزك شيءٌ. إنّه لا ملجأ منك إلّا إليك، سبحانك! وصلِّ على سيِّدنا محمّدٍ النّبيّ الأمّيّ، وعلى آلِ محمّدٍ، وسلِّم تسليمًا.
से पुनः पोस्ट किया:
قناة الأحمدي-أمين قادري

25.03.202504:17
اللهم إن في الفم مرارة لا يحليها إلا ذكرك، وإن في النفس كسرة لا يطبّها إلا جَبرك، وإن في القلب خلة لا يذهبها إلا شكرك، وإن في الأمة ثلمة لا يسدها إلا نصرك..!
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
.
से पुनः पोस्ट किया:
الدُّرّ النَّثِير

12.04.202514:16
"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ":
إنما وُصِف خُلقه بالعِظَم مع أنَّ الغالب في وصفِ الخُلق أن يكون بالكرَم؛ لأنَّ كرَم الخُلق يُراد به: السماحة والأمانة والدَّمَاثة، ولم يكن خُلقه - صلى الله عليه وسلم- مقصورا على ذلك، بل كان رحيما بالمؤمنين رؤوفا بهم، شديدا على الكافرين غليظا عليهم، مَهِيبا في صدور الأعداء، منصورا بالرعب على مسيرة شهر، فكان وصفُ خُلقه بالعِظَم أَولى؛ ليشمل الإنعام والانتقام.
- أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي ( ت403 هـ) -
إنما وُصِف خُلقه بالعِظَم مع أنَّ الغالب في وصفِ الخُلق أن يكون بالكرَم؛ لأنَّ كرَم الخُلق يُراد به: السماحة والأمانة والدَّمَاثة، ولم يكن خُلقه - صلى الله عليه وسلم- مقصورا على ذلك، بل كان رحيما بالمؤمنين رؤوفا بهم، شديدا على الكافرين غليظا عليهم، مَهِيبا في صدور الأعداء، منصورا بالرعب على مسيرة شهر، فكان وصفُ خُلقه بالعِظَم أَولى؛ ليشمل الإنعام والانتقام.
- أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي ( ت403 هـ) -
अधिक कार्यक्षमता अनलॉक करने के लिए लॉगिन करें।