من وجهة نظري كساجدة:
الحياء مش مجرد خُلق بسيط نحطه في خانة الأدب ونمشي، لا! الحياء عندي هو عِفّة روح، وغِطاء قلب، وصوت داخلي يقولك "حرام وعيب" قبل لا يجيك حد يقولها !
الحياء أيضًا زينة البنت المؤمنة، وبدونه تولّي أرواحنا خالية..
بالنسبة لي، الحياء ما يعنيش الضعف، ولا خوف، ولا تردّد، حاشا وكلا، الحياء عزّة! الحياء قوّة تكاد تكون نادرة في زمن الكل فيه يركض ورا التصنّع والجرأة والتعري والتفاخر بالجُرأة، وكأنهم فاهمين الجرأة غلط !
أنا نحس إن الجرأة اليوم صارت مسخ في المجتمعات.. يسمّوها "حرية تعبير"، لكن في حقيقتها تمرد على الفطرة، تعدي على الأدب، وكسر لسور الحياء اللي أمرنا بيه ربنا، ومجرد تغييركم وتزيفكم للمسميات لا ينكر حقيقتها!
من منظوري: الحياء مش بس في اللبس أو في الكلام، بل في النظرة، في المشية، في الطريقة اللي نردّ بيها، في طريقة تواجدنا أصلاً!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء شعبة من الإيمان"، وكم من مؤمنة فقدت إيمانها تدريجيًا، يوم فقدت حياءها ورضيت تبرّره تحت اسم "التطور"!
لما نقرا في سير السلف والقدماء، نشوف كيف كانوا يتعاملوا مع الحياء وكأنه كنز!!!
مش مجرد قيمة... كنز!!
شفتهم يربّوا بناتهم على الحياء قبل لا يعلموهم القراءة والكتابة.
شفتهم يستحيوا من ربهم في الخلوات، كيف نستحي من أعين الناس ولا نستحي من عين الله؟
من وجهة نظري، البنت اللي عندها حياء، هي اللي فعلاً مسلمة، حتى لو ما تكلمتش، حتى لو ما ظهرتش في السوشيال ميديا، حتى لو الناس قالوا عليها "معقّدة" أو "قديمة".
الحياء مش موضة تنتهي، أو شي وليه وقته... الحياء فطرة، وإذا اختنقت الفطرة، ماتت الروح..
وأنا نحس، إن حفظ الحياء اليوم صار عبادة عظيمة، لأنك تقاوم سيل الانحلال، وتوقف ثابت، بوجه موجات تضحك على اللي لابسة عباية، وتستهزأ باللي يتكلم بأدب!
لكن والله، كل ما تمسّكت بالحياء، كل ما زادك الله رفعة في عين أهل السماء، حتى لو الناس ما شافوش فيك شي عظيم.
في الختام، نقولها بوضوح:
الحياء مش ضعف.
الحياء مش جريمة.
الحياء مش تخلّف.
الحياء عبادة.
الحياء سترة.
الحياء حياة.
فمن فقد الحياء؛ فقد الحياة.