02.05.202519:54
[وبراهين علمه تعالى مشاهدة في خلقه وشرعه ، ومعلوم عند كل عاقل أن الخلق يستلزم الإرادة ولابد للإرادة من علم بالمراد]
علوي السقاف |صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة
مع سورة الكهف كل جمعة يتجدد في القلب معنى لا يجب أن يبلى أو يبهت أبدا، ذاك المعنى الذي أشربه قلب الإنسان منذ خُلق، بل دار حوله حتى قبل أن يُخلق، حين تساءل الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) فجاء الجواب من الرب العليم الحكيم (قال إني أعلم ما لا تعلمون)
لقد تكرر ذكر صفة علم الله عز وجل وأسمائه سبحانه وتعالى المتعلقة بها مثل اسم الله (العليم / عالم الغيب والشهادة/ علام الغيوب/ عالم الغيب/ عالم غيب السماوات والأرض) في مواضع كثيرة في كتاب الله، وارتبطت بها حقائق الإيمان من الإيمان باليوم الآخر والحساب والجزاء، والتسليم لشرع الله وقدره كله، واليقين في حكمته ورحمته في كل ما قدره وشرعه، وتلازم معها الإيمان بالكثير من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وارتبط بها كذلك كثير من تجليات هذا العلم الإلهي وآثاره في حياة الفرد المسلم والأمة المسلمة كما في تقويم كثير من السلوكيات والمعاملات في سورة المجادلة مثلا، وكما في التحذير من أعداء الأمة في سورتي آل عمران والنساء مثلا.
في سورة الكهف تتجلى هذه الصفة في أكثر من موضع وتتكرر بأساليب متنوعة، ففي قصة أصحاب الكهف يأتي التأكيد مرة بعد مرة على نفس المعنى بأساليب متقاربة: فأصحاب الكهف بعد يقظتهم يتساءلون (كم لبثتم) وبعد محاولات الإجابة المتأرجحة بين الظنون (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) يأتي اليقين(قالوا ربكم أعلم بما لبثتم) ليترتب على ذلك المبادرة إلى العمل بدلا من الاستغراق في الجدل، وكذلك أهل المدينة بعدما اطلعوا على حال الفتية في الكهف وتنازعوا بينهم أمرهم قالوا (ربهم أعلم بهم)، وحتى بعد ذكر الجدال في عدد الفتية وكيف اختلف الناس حوله يأتي الحسم (قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل) هكذا يجب أن يكون جواب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، هكذا يجب أن يغلق باب الجدل (فلا تمارِ فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفتِ فيهم منهم أحدا)، ورغم تحديد مدة مكثهم في الكهف إلا أن نفس المعنى يتكرر (قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض) وكأنها إشارة إلى أن كل معلومة متعلقة بهذه القصة ـ سواء من ناحية الفتية أنفسهم أو قومهم أو من سمع قصتهم ـ لا تثبت ولا تتأكد صحتها إلا بخبر من الله عز وجل، في كل جزء من القصة ومع كل شخصية من شخصياتها كان هناك خبر مفقود ومعلومة مختلف فيها وعلم لا يحاط به، كما تجده تماما في قصة يوسف عليه السلام، هناك شيء ما يغيب عن كل واحد فيهم، ولا يحيط بكل شيء إلا عالم غيب السماوات والأرض سبحانه وتعالى، هذا المعنى يترتب عليه بطريقة ما هذه الوصية في نهاية القصة والتي كانت من أحوال نزولها أصلا، فالإرادة مترتبة على العلم، وعلمك أيها الإنسان محدود ومن ثَمَّ قدرتك وإرادتك محدودة كذلك، لاتدري ماذا يحدث غدا من مستجدات، ومن ثم لا يمكنك الجزم بقدرتك على فعل ما، وهذا يترتب عليه ألا تنوي فعل شيء حتى تعلقه بمشيئة الله
{وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لأقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (٢٤)}
أما قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح الموصوف ب {وعلمناه من لدنا علما} فهي قصة في صلبها عن محدودية علم الإنسان أمام علم الله المحيط بكل شيء ظاهرا وباطنا، غيبا وشهادة،{قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما عُلِّمت رشدا} وما يترتب على ذلك من تسليم لأقدار الله وأمره وإرادته، ويقين في حكمته ورحمته {رحمة من ربك وما فعلته عن أمري}، في تأويل كل خطوة من خطوات الرحلة الثلاثة يتبين لك كم غاب عنك من أمور لو علمتها لتبين لك وجه الحكمة والرحمة في أفعال العبد الصالح! لكنك لم تعلمها، ولم يعلمها موسى عليه السلام، فتوالت الأسئلة وكانت الحيرة والاستنكار، في قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح نتعلم كل جمعة ألا نثق بعلمنا البشري المحدود ولا نكتفي به في الحكم على ما يواجهنا من أزمات الحياة وابتلاءاتها وتصاريف القدر فيها، لأن ذلك لن ينقذنا من الحيرة ولن يعيننا على الصبر (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) بل لابد أن نتعلق بعلم الله المحيط بكل شيء في عالمي الغيب والشهادة (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما)، ونثق فيه ثقة مطلقة يترتب عليها تسليم لإرادته ويقين في حكمته ورحمته (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك)
02.05.202505:11
🌟 هذا يوم الجمعة:
🌿 سورة الكهف نور وسكينة
🌿 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاية من الهم ومغفرة للذنب
🌿 ساعة الإجابة رجاؤنا الذي لا ينقطع والله نعم المولى ونعم النصير
ادعوا لأنفسكم أن يجعلنا الله من عباده المخلصين ومن جنده الغالبين، وادعوا لإخوانكم في غزة وكل فلسطين وسوريا والسودان وفي كل مكان أن ينصرهم الله على الجبارين المستكبرين وأن يلطف بهم ويهون عليهم ويفرج عنهم
وادعوا للمجاهدين في غزة وسوريا أن ينصرهم الله ويسدد رميهم ويثبت أقدامهم وينزل السكينة في قلوبهم
وادعوا للأسرى والمعتقلين أن يهون الله عليهم وأن يردهم سالمين لأهلهم
يارب آمين آمين
#طوفان_الأقصى
🌿 سورة الكهف نور وسكينة
🌿 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاية من الهم ومغفرة للذنب
🌿 ساعة الإجابة رجاؤنا الذي لا ينقطع والله نعم المولى ونعم النصير
ادعوا لأنفسكم أن يجعلنا الله من عباده المخلصين ومن جنده الغالبين، وادعوا لإخوانكم في غزة وكل فلسطين وسوريا والسودان وفي كل مكان أن ينصرهم الله على الجبارين المستكبرين وأن يلطف بهم ويهون عليهم ويفرج عنهم
وادعوا للمجاهدين في غزة وسوريا أن ينصرهم الله ويسدد رميهم ويثبت أقدامهم وينزل السكينة في قلوبهم
وادعوا للأسرى والمعتقلين أن يهون الله عليهم وأن يردهم سالمين لأهلهم
يارب آمين آمين
#طوفان_الأقصى
28.04.202520:52
شجرة الإيمان (شرح مثل سورة إبراهيم) | د.أحمد عبد المنعم
26.04.202505:40
لاحظت الجمعة قبل الماضية لأول مرة تكرر مشاهد البناء في قصص سورة الكهف، بدأت بمشهد في ختام قصة أصحاب الكهف بعد اطلاع القوم عليهم وتنازعهم في أمرهم فيقررون أن يبنوا عليهم بنيانا ﴿وَكَذَ ٰلِكَ أَعۡثَرۡنَا عَلَیۡهِمۡ لِیَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لَا رَیۡبَ فِیهَاۤ إِذۡ یَتَنَـٰزَعُونَ بَیۡنَهُمۡ أَمۡرَهُمۡۖ فَقَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ عَلَیۡهِم بُنۡیَـٰنࣰاۖ رَّبُّهُمۡ أَعۡلَمُ بِهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِینَ غَلَبُوا۟ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَیۡهِم مَّسۡجِدࣰا﴾، ثم مشهد العبد الصالح وهو يقيم جدار اليتيمين الذي أوشك على السقوط فيعيد بناءه﴿فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَیَاۤ أَهۡلَ قَرۡیَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَاۤ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡا۟ أَن یُضَیِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِیهَا جِدَارࣰا یُرِیدُ أَن یَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَیۡهِ أَجۡرࣰا﴾ثم مشهد ذي القرنين في ختام السورة وهو يبني سدا يحجز يأجوج ومأجوج فلا يستطيعون أن يظهروه ولا يستطيعون له نقبا﴿ءَاتُونِی زُبَرَ ٱلۡحَدِیدِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا سَاوَىٰ بَیۡنَ ٱلصَّدَفَیۡنِ قَالَ ٱنفُخُوا۟ۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارࣰا قَالَ ءَاتُونِیۤ أُفۡرِغۡ عَلَیۡهِ قِطۡرࣰا﴾
في كل مشهد من هذه المشاهد كانت الغاية من إقامة البنيان مختلفة، بل إن العمر المقدر له، ومن ثم مآله ومصيره كذلك كان مختلفا، ففي قصة أصحاب الكهف يحاول هؤلاء القوم استبقاء هذه الآية العظيمة التي شهدوها ببناء فوقهم بنيانا يحفظهم، لكن الحاصل أنهم اتخذوا عليه مسجدا مع ما في ذلك من عواقب خطرة، وفي قصة العبد الصالح مع موسى عليه السلام نجده في خطوة غير منطقية حسب الظاهر يقيم جدارا في قرية بلغ أهلها من اللؤم وانعدام المروءة حد عدم القيام بحق الضيف، مما يدهش موسى عليه السلام ويدفعه إلى سؤال خفي وتعليق أخير يفرق بينهما، لكن العبد الصالح في تأويله للأحداث يبين لموسى عليه السلام أن إقامة الجدار لم تكن عبثا ولا جهدا مهدورا، لأنه لغلامين يتيمين أراد الله أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما الذي تركه تحت الجدار أب صالح، لقد كانت إقامة الجدار في قرية لئيمة رحمة من ربك، على مدى الزمان سيتبين ذلك حتى لو لم تدركه أبدا الآن ولم تطب نفسك بما وقع.
أما ذو القرنين فقد سخر علمه وقوته وكل الأسباب التي أوتيها من أجل بناء هذا السد الذي لم ينقذ فقط هؤلاء الضعفاء من يأجوج ومأجوج، بل أنقذ الناس جميعا، لقد أقام بنيانا متينا لا يؤثر فيه نقب ولا يمكن أن يظهروه، ولن ينهدم أبدا قبل ظهور علامات الساعة ومنها خروج يأجوج ومأجوج.
مشاهد البناء المتكررة في سورة الكهف غلب عليها إرادة الخير والسعي في نفع الناس، بل كانت آيات ونعما ورحمات بطريقة ما، بعضها كان فكرة جيدة انتهت بمآل مذموم، وبعضها كان خطوة مستغربة انتهت بمآل محمود، وبعضها كان في أول أمره ومنتهاه رحمة، وهي متفاوتة الأعمار غير معلوم لنا مكانها ولا زمانها، لكن هذه المشاهد ذكرتني بمشاهد أخرى على النقيض منها، كان البناء فيها للعبث واللهو والاستكبار في الأرض وتعذيب المؤمنين، كما فعل عاد وثمود وفرعون وقوم إبراهيم عليه السلام، هاهي أبنية متطاولة ومتينة ومحكمة تُبنى لمحاربة دين الله وفتنة الناس وقتل الأنبياء وتعذيب أتباعهم، أفكر في إبراهيم عليه السلام إذ يبني له قومه بنيانا ليحرقوه في ناره﴿قَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ﴾ [الصافات ٩٧]، أفكر في إبراهيم عليه السلام إذ ينجو ويهاجر إلى ربه ثم يرفع القواعد من البيت﴿وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَـٰعِیلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة ١٢٧]
بنوا له بنيانا ليحرقوه، فلما نجا بنى هو بيتا لله مباركا وهدى للعالمين، ما أوسع الشقة بين بنيان وبنيان!
لاحظت أن بعض الناس يبدأ شهر رمضان بحماس زائد ثم لا يلبث أن يفتر حماسه وتضعف عزيمته، بينما لا ينشط آخرون إلا في العشر الأواخر، فكرت إن كان المسلك الأمثل هو مسلك بينهما؟!، مسلك بنائي بالدرجة الأولى، فالإيمان يُبنى بداخلنا صلاة إثر صلاة، وصيام اليوم بعد اليوم، وسورة تلو السورة، كأن معانيه وحقائقه تُبنى لبنة لبنة حتى يقام بناء الإيمان داخلنا ويشتد في العشر الأواخر، وكأننا نتأهل لبلوغ ليلة القدر.
في كل مشهد من هذه المشاهد كانت الغاية من إقامة البنيان مختلفة، بل إن العمر المقدر له، ومن ثم مآله ومصيره كذلك كان مختلفا، ففي قصة أصحاب الكهف يحاول هؤلاء القوم استبقاء هذه الآية العظيمة التي شهدوها ببناء فوقهم بنيانا يحفظهم، لكن الحاصل أنهم اتخذوا عليه مسجدا مع ما في ذلك من عواقب خطرة، وفي قصة العبد الصالح مع موسى عليه السلام نجده في خطوة غير منطقية حسب الظاهر يقيم جدارا في قرية بلغ أهلها من اللؤم وانعدام المروءة حد عدم القيام بحق الضيف، مما يدهش موسى عليه السلام ويدفعه إلى سؤال خفي وتعليق أخير يفرق بينهما، لكن العبد الصالح في تأويله للأحداث يبين لموسى عليه السلام أن إقامة الجدار لم تكن عبثا ولا جهدا مهدورا، لأنه لغلامين يتيمين أراد الله أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما الذي تركه تحت الجدار أب صالح، لقد كانت إقامة الجدار في قرية لئيمة رحمة من ربك، على مدى الزمان سيتبين ذلك حتى لو لم تدركه أبدا الآن ولم تطب نفسك بما وقع.
أما ذو القرنين فقد سخر علمه وقوته وكل الأسباب التي أوتيها من أجل بناء هذا السد الذي لم ينقذ فقط هؤلاء الضعفاء من يأجوج ومأجوج، بل أنقذ الناس جميعا، لقد أقام بنيانا متينا لا يؤثر فيه نقب ولا يمكن أن يظهروه، ولن ينهدم أبدا قبل ظهور علامات الساعة ومنها خروج يأجوج ومأجوج.
مشاهد البناء المتكررة في سورة الكهف غلب عليها إرادة الخير والسعي في نفع الناس، بل كانت آيات ونعما ورحمات بطريقة ما، بعضها كان فكرة جيدة انتهت بمآل مذموم، وبعضها كان خطوة مستغربة انتهت بمآل محمود، وبعضها كان في أول أمره ومنتهاه رحمة، وهي متفاوتة الأعمار غير معلوم لنا مكانها ولا زمانها، لكن هذه المشاهد ذكرتني بمشاهد أخرى على النقيض منها، كان البناء فيها للعبث واللهو والاستكبار في الأرض وتعذيب المؤمنين، كما فعل عاد وثمود وفرعون وقوم إبراهيم عليه السلام، هاهي أبنية متطاولة ومتينة ومحكمة تُبنى لمحاربة دين الله وفتنة الناس وقتل الأنبياء وتعذيب أتباعهم، أفكر في إبراهيم عليه السلام إذ يبني له قومه بنيانا ليحرقوه في ناره﴿قَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ﴾ [الصافات ٩٧]، أفكر في إبراهيم عليه السلام إذ ينجو ويهاجر إلى ربه ثم يرفع القواعد من البيت﴿وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَـٰعِیلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة ١٢٧]
بنوا له بنيانا ليحرقوه، فلما نجا بنى هو بيتا لله مباركا وهدى للعالمين، ما أوسع الشقة بين بنيان وبنيان!
لاحظت أن بعض الناس يبدأ شهر رمضان بحماس زائد ثم لا يلبث أن يفتر حماسه وتضعف عزيمته، بينما لا ينشط آخرون إلا في العشر الأواخر، فكرت إن كان المسلك الأمثل هو مسلك بينهما؟!، مسلك بنائي بالدرجة الأولى، فالإيمان يُبنى بداخلنا صلاة إثر صلاة، وصيام اليوم بعد اليوم، وسورة تلو السورة، كأن معانيه وحقائقه تُبنى لبنة لبنة حتى يقام بناء الإيمان داخلنا ويشتد في العشر الأواخر، وكأننا نتأهل لبلوغ ليلة القدر.
25.04.202505:32
🌟 هذا يوم الجمعة:
🌿 سورة الكهف نور وسكينة
🌿 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاية من الهم ومغفرة للذنب
🌿 ساعة الإجابة رجاؤنا الذي لا ينقطع والله نعم المولى ونعم النصير
ادعوا لأنفسكم أن يجعلنا الله من عباده المخلصين ومن جنده الغالبين، وادعوا لإخوانكم في غزة وكل فلسطين وسوريا والسودان وفي كل مكان أن ينصرهم الله على الجبارين المستكبرين وأن يلطف بهم ويهون عليهم ويفرج عنهم
وادعوا للمجاهدين في غزة وسوريا أن ينصرهم الله ويسدد رميهم ويثبت أقدامهم وينزل السكينة في قلوبهم
وادعوا للأسرى والمعتقلين أن يهون الله عليهم وأن يردهم سالمين لأهلهم
يارب آمين آمين
#طوفان_الأقصى
🌿 سورة الكهف نور وسكينة
🌿 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاية من الهم ومغفرة للذنب
🌿 ساعة الإجابة رجاؤنا الذي لا ينقطع والله نعم المولى ونعم النصير
ادعوا لأنفسكم أن يجعلنا الله من عباده المخلصين ومن جنده الغالبين، وادعوا لإخوانكم في غزة وكل فلسطين وسوريا والسودان وفي كل مكان أن ينصرهم الله على الجبارين المستكبرين وأن يلطف بهم ويهون عليهم ويفرج عنهم
وادعوا للمجاهدين في غزة وسوريا أن ينصرهم الله ويسدد رميهم ويثبت أقدامهم وينزل السكينة في قلوبهم
وادعوا للأسرى والمعتقلين أن يهون الله عليهم وأن يردهم سالمين لأهلهم
يارب آمين آمين
#طوفان_الأقصى
19.04.202519:21
حذر الموت (كيف تنهض الأمم) | خطبة | د. أحمد عبد المنعم
02.05.202519:54
قارن هذا بموقف موسى عليه السلام قبل التأويل ليتبين لك المعنى ﴿فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَیَاۤ أَهۡلَ قَرۡیَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَاۤ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡا۟ أَن یُضَیِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِیهَا جِدَارࣰا یُرِیدُ أَن یَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖقَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَیۡهِ أَجۡرࣰا﴾ [الكهف ٧٧]
هذا المعنى تجده كذلك في دعاء الاستخارة الذي تستفتحه بقولك: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب) أنت هنا لا تستسلم لإرادة الله فقط بل تختارها وتريدها، فتدع اختيارك لاختيار الله لك، وتتخلى عن إرادتك من أجل إرادة الله لك، وتتوسل في سبيل ذلك بعلم الله وقدرته وفضله العظيم، وتعترف بجهلك وعجزك (فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب) فتتجاوز علمك المنقوص إلى علم الله المحيط بكل شيء، وتتجاوز قدرتك المحدودة إلى قدرة الله المطلقة، جبر مدهش لنقصك البشري، وخروج عجيب من ضيق نفسك إلى سعة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى
في قصة صاحب الجنتين نجده بالإضافة إلى إعجابه بحاله واستكباره بما معه، يلج بابا من علم الغيب لا ينبغي له (ما أظن أن تبيد هذه أبدا) (وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا) وهو ما يمثل متلازمة متكررة مع الطغاة أفرادا وأمما، فهذا قارون مع تكبره بماله يرتكن إلى علم واهٍ (قال إنما أوتيته على علم عندي) وهذه الأمم المكذبة يعرضون عن دين الله بما فيه من بينات وحجج وبراهين فرحا بما عندهم من العلم ﴿فَلَمَّا جَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ فَرِحُوا۟ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ﴾ [غافر ٨٣]، في المقابل نجد نموذجا فريدا في الجمع بين العلم والقوة والإيمان وطاعة الله يتمثل في ذي القرنين هنا في سورة الكهف، وفي داود وسليمان عليهما السلام ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـٰنَ عِلۡمࣰاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [النمل ١٥]
هاهنا يتجلى الإيمان بعلم الله المحيط في التواضع له والتسليم لشرعه سبحانه وتعالى (كما التسليم لقدره من قبل) دون فرح بما أوتي الإنسان من علم ولا اكتفاء به، إن العالم اليوم يفخر أشد ما يفخر بعلمه المتعاظم وتقدمه المادي المؤسس عليه، وهو في خلال ذلك ينسى ربه العليم الحكيم الذي علم الإنسان ما لم يعلم، وشرفه بهذا العلم وأكرمه، فيظن أنه يمكنه الركون الى هذا العلم البشري والاكتفاء به دون علوم الوحي والشريعة، ودون التسليم لعلام الغيوب في ما لم يفهمه من أقداره، وهذا ما يفسر لنا حالة التخبط والاضطراب والانحطاط التي يعيشها أغلب الناس اليوم، إذ أن كل علم بشري انفصل عن مرجعيته الإلهية وأخلاقه الدينية فلابد أن يؤدي إلى طغيان واستكبار وإفساد في الأرض.
وبعد،
فكما افتتحنا كلامنا نختمه، فمنذ لحظة الخلق الأولى بل ومنذ ما قبلها كان أول ما يجب التسليم به هو أنه لا علم لك كمخلوق إلا ما علمك إياه خالقك (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) وهو ما تجد صداه متكررا في تعليم آدم عليه السلام (وعلم آدم الأسماء كلها) وتعليم العبد الصالح في سورة الكهف (وعلمناه من لدنا علما) وتعليم الإنسان ما لم يعلم في أول ما نزل من القرآن (علم الإنسان ما لم يعلم)، هذا التسليم يتبعه تسليم آخر لقدر الله وشرعه وحكمته ورحمته في كل ذلك مستصحبا قوله تعالى للملائكة في بداية قصة البشرية كلها (قال إني أعلم ما لا تعلمون)
#سورة_الكهف
#طوفان_الأقصى
هذا المعنى تجده كذلك في دعاء الاستخارة الذي تستفتحه بقولك: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب) أنت هنا لا تستسلم لإرادة الله فقط بل تختارها وتريدها، فتدع اختيارك لاختيار الله لك، وتتخلى عن إرادتك من أجل إرادة الله لك، وتتوسل في سبيل ذلك بعلم الله وقدرته وفضله العظيم، وتعترف بجهلك وعجزك (فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب) فتتجاوز علمك المنقوص إلى علم الله المحيط بكل شيء، وتتجاوز قدرتك المحدودة إلى قدرة الله المطلقة، جبر مدهش لنقصك البشري، وخروج عجيب من ضيق نفسك إلى سعة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى
في قصة صاحب الجنتين نجده بالإضافة إلى إعجابه بحاله واستكباره بما معه، يلج بابا من علم الغيب لا ينبغي له (ما أظن أن تبيد هذه أبدا) (وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا) وهو ما يمثل متلازمة متكررة مع الطغاة أفرادا وأمما، فهذا قارون مع تكبره بماله يرتكن إلى علم واهٍ (قال إنما أوتيته على علم عندي) وهذه الأمم المكذبة يعرضون عن دين الله بما فيه من بينات وحجج وبراهين فرحا بما عندهم من العلم ﴿فَلَمَّا جَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ فَرِحُوا۟ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ﴾ [غافر ٨٣]، في المقابل نجد نموذجا فريدا في الجمع بين العلم والقوة والإيمان وطاعة الله يتمثل في ذي القرنين هنا في سورة الكهف، وفي داود وسليمان عليهما السلام ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـٰنَ عِلۡمࣰاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [النمل ١٥]
هاهنا يتجلى الإيمان بعلم الله المحيط في التواضع له والتسليم لشرعه سبحانه وتعالى (كما التسليم لقدره من قبل) دون فرح بما أوتي الإنسان من علم ولا اكتفاء به، إن العالم اليوم يفخر أشد ما يفخر بعلمه المتعاظم وتقدمه المادي المؤسس عليه، وهو في خلال ذلك ينسى ربه العليم الحكيم الذي علم الإنسان ما لم يعلم، وشرفه بهذا العلم وأكرمه، فيظن أنه يمكنه الركون الى هذا العلم البشري والاكتفاء به دون علوم الوحي والشريعة، ودون التسليم لعلام الغيوب في ما لم يفهمه من أقداره، وهذا ما يفسر لنا حالة التخبط والاضطراب والانحطاط التي يعيشها أغلب الناس اليوم، إذ أن كل علم بشري انفصل عن مرجعيته الإلهية وأخلاقه الدينية فلابد أن يؤدي إلى طغيان واستكبار وإفساد في الأرض.
وبعد،
فكما افتتحنا كلامنا نختمه، فمنذ لحظة الخلق الأولى بل ومنذ ما قبلها كان أول ما يجب التسليم به هو أنه لا علم لك كمخلوق إلا ما علمك إياه خالقك (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) وهو ما تجد صداه متكررا في تعليم آدم عليه السلام (وعلم آدم الأسماء كلها) وتعليم العبد الصالح في سورة الكهف (وعلمناه من لدنا علما) وتعليم الإنسان ما لم يعلم في أول ما نزل من القرآن (علم الإنسان ما لم يعلم)، هذا التسليم يتبعه تسليم آخر لقدر الله وشرعه وحكمته ورحمته في كل ذلك مستصحبا قوله تعالى للملائكة في بداية قصة البشرية كلها (قال إني أعلم ما لا تعلمون)
قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: إِنَّ مَثَلَ عِلْمِ الْعِبَادِ كُلِّهِمْ فِي عِلْمِ اللَّهِ كَقَطْرَةٍ مِنْ مَاءِ الْبُحُورِ كُلِّهَا، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾
#سورة_الكهف
#طوفان_الأقصى
Reposted from:
قناة د. عبداللطيف التويجري

01.05.202517:16
◉ ما معنى أن الله (عزوجل) يصلي عليك؟
إذا صليت على النبي ﷺ سيصلي الله عليك كما جاء ذلك في الحديث الصحيح «من صلىٰ عَلَيَّ صلاةً؛ صلىٰ اللهُ عليه بها عشْرًا» وإذا صلى الله عليك: رحمك وأثنى عليك في الملأ الأعلى، وأخرجك من الظلمات إلى النور، مصداق ذلك قوله تعالى: ﴿هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيمًا﴾.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (الصلاة من الله تعالى ثناؤه على العبد عند الملائكة، حكاه البخاري عن أبي العالية.. وقال غيره: الصلاة من الله عزوجل الرحمة.. وأما الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار.. وقوله تعالى: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ أي: بسبب رحمته بكم وثنائه عليكم ودعاء ملائكته لكم= يخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهدى واليقين).
إذا صليت على النبي ﷺ سيصلي الله عليك كما جاء ذلك في الحديث الصحيح «من صلىٰ عَلَيَّ صلاةً؛ صلىٰ اللهُ عليه بها عشْرًا» وإذا صلى الله عليك: رحمك وأثنى عليك في الملأ الأعلى، وأخرجك من الظلمات إلى النور، مصداق ذلك قوله تعالى: ﴿هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيمًا﴾.
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (الصلاة من الله تعالى ثناؤه على العبد عند الملائكة، حكاه البخاري عن أبي العالية.. وقال غيره: الصلاة من الله عزوجل الرحمة.. وأما الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار.. وقوله تعالى: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ أي: بسبب رحمته بكم وثنائه عليكم ودعاء ملائكته لكم= يخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهدى واليقين).
26.04.202517:40
كل من هذه الكتب يتضمن سيرة حياة ملهمة وقصة بطولة من نوع خاص
26.04.202505:40
في أحد الكتب طرح المؤلف نظريته بشأن بناء العلاقات الإنسانية بين البشر، الحب والصداقة وغيرها من العلاقات تحتاج إلى جهد متراكم ومستمر للحفاظ عليها، إنها بناء يحتاج إلى صبر واحترافية وحكمة لإقامته، فكرت أن الإيمان كذلك بناء، وأن المجتمع المسلم كله بناء، وأننا إذ نتباعد في واقعنا المعاصر ووسائل اتصاله الاجتماعي (لأنه اتصال وليس تواصلا) عن معاني الصبر والحكمة وتقدير قيمة الزمن وأهمية بذل الجهد، فإننا نفقد ثقافة البناء بمعناها الإيجابي، ومن ثَمَّ نفقد معها كثيرا من معاني اليقين وحقائق الإيمان، ونخسر كذلك علاقاتنا الإنسانية الفريدة، ودوائرنا الاجتماعية الآمنة.
وبعد،
فإن جميع البشر يسعون في بناء شيء ما، بعضهم يكتفي ببناء مادي على أساس متهاوٍ ولغاية دنيوية متهافتة، وبعضهم لا يشغله إلا بناء إيمانه ودينه وكل ما ينفع أمته، فيبني لله وعلى تقوى من الله ورضوان، حتى يصير هو نفسه في الصف المسلم لبنة في بنيان مرصوص.
ـ فقط أصلح نيتك وأسس بنيانك كما ينبغي:﴿أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنٍ خَیۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِی نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [التوبة ١٠٩]
ـ ثم أحكمه وساو بينه يشد بعضه بعضا
﴿إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلَّذِینَ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِهِۦ صَفࣰّا كَأَنَّهُم بُنۡیَـٰنࣱ مَّرۡصُوصࣱ﴾ [الصف ٤]
#سورة_الكهف
#طوفان_الأقصى
وبعد،
فإن جميع البشر يسعون في بناء شيء ما، بعضهم يكتفي ببناء مادي على أساس متهاوٍ ولغاية دنيوية متهافتة، وبعضهم لا يشغله إلا بناء إيمانه ودينه وكل ما ينفع أمته، فيبني لله وعلى تقوى من الله ورضوان، حتى يصير هو نفسه في الصف المسلم لبنة في بنيان مرصوص.
ـ فقط أصلح نيتك وأسس بنيانك كما ينبغي:﴿أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنٍ خَیۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِی نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [التوبة ١٠٩]
ـ ثم أحكمه وساو بينه يشد بعضه بعضا
﴿إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلَّذِینَ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِهِۦ صَفࣰّا كَأَنَّهُم بُنۡیَـٰنࣱ مَّرۡصُوصࣱ﴾ [الصف ٤]
#سورة_الكهف
#طوفان_الأقصى
Reposted from:
قناة | فيصل بن تركي

22.04.202519:35
•
🤎 الشِّكاية إلى الله ⏺
الشِّكاية إلى الله باب من أبواب الوصول إلى الله تعالى وعطائه وإمداده، الشِّكاية إلى الله أخصُّ من مطلق السؤال والطلب، هو نوعٌ من الحديث الخاصِّ بين العبد ومولاه؛ يُظْهِر فيه العبد لربِّه -وهو أعلم به- ما نَزَل به من المصيبة أو الحزن، ويقصُّ لربِّه -وهو أعلم- ما يجده من مشكلات وتحديات، ويعترف في شكواه بعجزه وفقره وفاقته لربِّه، ويُفوِّض في ذلك كلِّه الأمر لله، فأصلُ الشِّكاية: إخبار الشَّاكي لمن يشكو إليه ما وقع به من المكروه، ولو لم يسأل شيئًا معيَّنًا، فالدعاء في الأصل طلب الحاجة من الله تعالى، والشِّكاية إليه إظهار الحال إلى الله، وهذا النوع من الدعاء يُحبِّه الله تعالى، ويعطي عليه ما لا يعطي على مجرد السؤال، ولهذا قصَّ الله تعالى علينا في القرآن شكاية عباده وأوليائه له؛ ليُعلِّمنا كيف ندعوه، وكيف نطلبه.
تأمَّل شكاية نوح عليه السلام لربِّه: ﴿قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا﴾، إلى أنْ قال: ﴿قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا﴾.
فهل تجدُ في هذا كلِّه طلبًا معيَّنًا، أم أنَّه حديث العبد لمولاه، وشكواه لخالقه، وإخباره بما يعلمه سبحانه وتعالى من حاله. ولم يمنع نوحًا ’ مقامُ الدعاء من "تفصيل" هذه الأحوال التي وجدها من قومها.
وتأمَّل في قول يعقوب عليه السلام: ﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾، سيشكو إلى الله: بثَّه وحُزنه، سيخبر الله بحاله وشعوره.
وقول الله تعالى عن المرأة الصالحة: ﴿قَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها وَتَشتَكي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ﴾، وكان من شكواها إلى الله تعالى أنَّها كانت تقول: ((يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سنِّي، وانقطع ولدي؛ ظاهر منِّي، اللهم إنِّي أشكو إليك))، لم تطلب شيئًا معيَّنًا، فقط أخبرت بما نزل بها، فقضى الله حاجتها، وأنزل فيها وفي زوجها وحيًا يُتلى إلى يوم القيامة، وكانت -بشكواها هذه- سببًا للفرج عن كلِّ من كان في مثل حالها إلى يوم القيامة!
وتأمَّل شكاية أيوب عليه السلام: ﴿وَأَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾، وقوله: ﴿وَاذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الشَّيطانُ بِنُصبٍ وَعَذابٍ﴾ [ص: ٤١].
وتأمَّل شكاية زكريا عليه السلام لربِّه: ﴿إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا﴾.
وتأمَّل شكاية النبي ﷺ: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾، قال قتادة: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه"، وقال ابن عاشور: "وهذا القول واقع في الدنيا، والرسول هو محمد ﷺ. وهو خبر مستعمل في الشكاية، والمقصود من حكاية قول الرسول: إنذار قريش بأنَّ الرسول توجَّه إلى ربه في هذا الشأن، فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره، وتأكيده بـ (إن) للاهتمام به؛ ليكون التشكي أقوى".
وقوله: ﴿وَقيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنونَ﴾، قال قتادة في هذه الآية أيضًا: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه".
الشِّكاية تشبه ما يسميه الناس اليوم بـ (الفضفضة) والحديث عمَّا يلاقيه الإنسان من شؤون حياته، لكنَّهم كثيرًا ما يبذلونه للخلق، وقليل هم الذين يبذلونه لخالقهم ومولاهم، الذي بيده مقاليد كلِّ شيء، وهو أقرب إليهم من كلِّ أحد، وأقدر على تفريج ما هم فيه من كلِّ أحد.
الشِّكاية إلى الله تفتح للعبد بابًا عظيمًا من أبواب مناجاة الله تعالى، والقرب منه، والأنس به، والافتقار إليه، وتفويض الأمر له، ويحصِّل به العبد ما لا يحصِّله بمجرد السؤال والطلب -مع عظمته-؛ لِمَا يحتفُّ به من الانكسار بين يدي الله والتذلُّلِ له.
•
🤎 الشِّكاية إلى الله ⏺
الشِّكاية إلى الله باب من أبواب الوصول إلى الله تعالى وعطائه وإمداده، الشِّكاية إلى الله أخصُّ من مطلق السؤال والطلب، هو نوعٌ من الحديث الخاصِّ بين العبد ومولاه؛ يُظْهِر فيه العبد لربِّه -وهو أعلم به- ما نَزَل به من المصيبة أو الحزن، ويقصُّ لربِّه -وهو أعلم- ما يجده من مشكلات وتحديات، ويعترف في شكواه بعجزه وفقره وفاقته لربِّه، ويُفوِّض في ذلك كلِّه الأمر لله، فأصلُ الشِّكاية: إخبار الشَّاكي لمن يشكو إليه ما وقع به من المكروه، ولو لم يسأل شيئًا معيَّنًا، فالدعاء في الأصل طلب الحاجة من الله تعالى، والشِّكاية إليه إظهار الحال إلى الله، وهذا النوع من الدعاء يُحبِّه الله تعالى، ويعطي عليه ما لا يعطي على مجرد السؤال، ولهذا قصَّ الله تعالى علينا في القرآن شكاية عباده وأوليائه له؛ ليُعلِّمنا كيف ندعوه، وكيف نطلبه.
تأمَّل شكاية نوح عليه السلام لربِّه: ﴿قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا﴾، إلى أنْ قال: ﴿قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا﴾.
فهل تجدُ في هذا كلِّه طلبًا معيَّنًا، أم أنَّه حديث العبد لمولاه، وشكواه لخالقه، وإخباره بما يعلمه سبحانه وتعالى من حاله. ولم يمنع نوحًا ’ مقامُ الدعاء من "تفصيل" هذه الأحوال التي وجدها من قومها.
وتأمَّل في قول يعقوب عليه السلام: ﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾، سيشكو إلى الله: بثَّه وحُزنه، سيخبر الله بحاله وشعوره.
وقول الله تعالى عن المرأة الصالحة: ﴿قَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها وَتَشتَكي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ﴾، وكان من شكواها إلى الله تعالى أنَّها كانت تقول: ((يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سنِّي، وانقطع ولدي؛ ظاهر منِّي، اللهم إنِّي أشكو إليك))، لم تطلب شيئًا معيَّنًا، فقط أخبرت بما نزل بها، فقضى الله حاجتها، وأنزل فيها وفي زوجها وحيًا يُتلى إلى يوم القيامة، وكانت -بشكواها هذه- سببًا للفرج عن كلِّ من كان في مثل حالها إلى يوم القيامة!
وتأمَّل شكاية أيوب عليه السلام: ﴿وَأَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾، وقوله: ﴿وَاذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الشَّيطانُ بِنُصبٍ وَعَذابٍ﴾ [ص: ٤١].
وتأمَّل شكاية زكريا عليه السلام لربِّه: ﴿إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا﴾.
وتأمَّل شكاية النبي ﷺ: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾، قال قتادة: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه"، وقال ابن عاشور: "وهذا القول واقع في الدنيا، والرسول هو محمد ﷺ. وهو خبر مستعمل في الشكاية، والمقصود من حكاية قول الرسول: إنذار قريش بأنَّ الرسول توجَّه إلى ربه في هذا الشأن، فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره، وتأكيده بـ (إن) للاهتمام به؛ ليكون التشكي أقوى".
وقوله: ﴿وَقيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنونَ﴾، قال قتادة في هذه الآية أيضًا: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه".
الشِّكاية تشبه ما يسميه الناس اليوم بـ (الفضفضة) والحديث عمَّا يلاقيه الإنسان من شؤون حياته، لكنَّهم كثيرًا ما يبذلونه للخلق، وقليل هم الذين يبذلونه لخالقهم ومولاهم، الذي بيده مقاليد كلِّ شيء، وهو أقرب إليهم من كلِّ أحد، وأقدر على تفريج ما هم فيه من كلِّ أحد.
الشِّكاية إلى الله تفتح للعبد بابًا عظيمًا من أبواب مناجاة الله تعالى، والقرب منه، والأنس به، والافتقار إليه، وتفويض الأمر له، ويحصِّل به العبد ما لا يحصِّله بمجرد السؤال والطلب -مع عظمته-؛ لِمَا يحتفُّ به من الانكسار بين يدي الله والتذلُّلِ له.
•
19.04.202506:17
وبعد،
فإن المتدبر في آيات الكتاب، والمتفكر في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ليجد تأكيدا متكررا على أن (لله ملك السماوات والأرض) في سياقات متنوعة، توطئة لتقرير عقائد وبناء إيمان، وتعقيبا على أحكام وتشريعات، وردا على شبهات، فالله هو الملك الحق وهو سبحانه بيده الملك وهو سبحانه له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والمؤمن إذ تتناوشه مفاسد الجبابرة من كل ملة ودين ويكاد يحطم قلبه ويخرب حياته ظلمهم وطغيانهم لا ملجأ له إلا الاعتصام بمالك الملك ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِی ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَاۤءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاۤءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاۤءُۖ بِیَدِكَ ٱلۡخَیۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [آل عمران ٢٦]،ولا عياذ له إلا ب(ملك الناس)، ولا سلوى له إلا في انتظار يوم عظيم ينادي فيه الله (لمن الملك اليوم) فلا يجيب أحد فيقول (لله الواحد القهار)، ولا رجاء له إلا في جنة وصفها (وإذا رأيت ثَمَّ رأيت نعيما ومُلكا كبيرا)
﴿وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی لَمۡ یَتَّخِذۡ وَلَدࣰا وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ شَرِیكࣱ فِی ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ وَلِیࣱّ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِیرَۢا﴾
[الإسراء ١١١]
#سورة_الكهف
#طوفان_الأقصى
فإن المتدبر في آيات الكتاب، والمتفكر في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ليجد تأكيدا متكررا على أن (لله ملك السماوات والأرض) في سياقات متنوعة، توطئة لتقرير عقائد وبناء إيمان، وتعقيبا على أحكام وتشريعات، وردا على شبهات، فالله هو الملك الحق وهو سبحانه بيده الملك وهو سبحانه له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والمؤمن إذ تتناوشه مفاسد الجبابرة من كل ملة ودين ويكاد يحطم قلبه ويخرب حياته ظلمهم وطغيانهم لا ملجأ له إلا الاعتصام بمالك الملك ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِی ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَاۤءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاۤءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاۤءُۖ بِیَدِكَ ٱلۡخَیۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [آل عمران ٢٦]،ولا عياذ له إلا ب(ملك الناس)، ولا سلوى له إلا في انتظار يوم عظيم ينادي فيه الله (لمن الملك اليوم) فلا يجيب أحد فيقول (لله الواحد القهار)، ولا رجاء له إلا في جنة وصفها (وإذا رأيت ثَمَّ رأيت نعيما ومُلكا كبيرا)
﴿وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی لَمۡ یَتَّخِذۡ وَلَدࣰا وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ شَرِیكࣱ فِی ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ وَلِیࣱّ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِیرَۢا﴾
[الإسراء ١١١]
#سورة_الكهف
#طوفان_الأقصى
Reposted from:
تِلاواتٌ

02.05.202512:57
﴿النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ..﴾
أقرب ما للإنسان وأَوْلَى ما له: نفسُه، فالرسول ﷺ أولى به من نفسه، فهو ﷺ أعظم الخلق مِنَّةً عليه من كل أحد؛ فإنه لم يصل إليهم مثقال ذرة من الخير ولا اندفع عنهم مثقال ذرة من الشر: إلا على يديه وبسببه.
وهو ﷺ أبٌ للمؤمنين كما في قراءة بعض الصحابة ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَهُوَ أَبٌ لَّهُمْ..﴾: يُربِّيهم كما يُربِّي الوالدُ أولادَه. [السعدي]
أقرب ما للإنسان وأَوْلَى ما له: نفسُه، فالرسول ﷺ أولى به من نفسه، فهو ﷺ أعظم الخلق مِنَّةً عليه من كل أحد؛ فإنه لم يصل إليهم مثقال ذرة من الخير ولا اندفع عنهم مثقال ذرة من الشر: إلا على يديه وبسببه.
وهو ﷺ أبٌ للمؤمنين كما في قراءة بعض الصحابة ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَهُوَ أَبٌ لَّهُمْ..﴾: يُربِّيهم كما يُربِّي الوالدُ أولادَه. [السعدي]
وفي الصحيح: «أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله، والله لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي. فقال: لا يا عمر؛ حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك. فقال: يا رسول الله لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء، حتى من نفسي. فقال: الآن يا عمر».
🎙#أحمد_كاسب ⍿ #مرتل
30.04.202520:25
تلاوة ليلة ١٢ - ما تيسر من سورة هود - برواية رويس عن يعقوب الحضرمي
الشيخ محمد أحمد حسن
الشيخ محمد أحمد حسن
Reposted from:
| ترتيل وتأويل |

25.04.202512:29
﴿لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾ [التوبة: ١٢٨]
«يمتنُّ تعالى على عباده المؤمنين بما بعث فيهم النبيَّ الأميَّ، الذي من أنفسهم، يعرفون حاله، ويتمكَّنون من الأخذ عنه، ولا يأنفون عن الانقياد له، وهو ﷺ في غاية النُّصح لهم والسعي في مصالحهم. ﴿عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم﴾؛ أي: يَشُقُّ عليه الأمر الذي يَشُقُّ عليكم ويُعْنِتُكم. ﴿حريصٌ عليكم﴾: فيحبُّ لكم الخير، ويسعى جهدَه في إيصاله إليكم، ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان، ويكره لكم الشرَّ، ويسعى جهده في تنفيركم عنه. ﴿بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ﴾؛ أي: شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم، ولهذا كان حقُّه مقدمًا على سائر حقوق الخلق، وواجب على الأمة الإيمان به وتعظيمه وتوقيره وتعزيره.»
🎙 سعود الشريم
📚 تفسير السعدي (ص: ٣٥٦)
«يمتنُّ تعالى على عباده المؤمنين بما بعث فيهم النبيَّ الأميَّ، الذي من أنفسهم، يعرفون حاله، ويتمكَّنون من الأخذ عنه، ولا يأنفون عن الانقياد له، وهو ﷺ في غاية النُّصح لهم والسعي في مصالحهم. ﴿عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم﴾؛ أي: يَشُقُّ عليه الأمر الذي يَشُقُّ عليكم ويُعْنِتُكم. ﴿حريصٌ عليكم﴾: فيحبُّ لكم الخير، ويسعى جهدَه في إيصاله إليكم، ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان، ويكره لكم الشرَّ، ويسعى جهده في تنفيركم عنه. ﴿بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ﴾؛ أي: شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم، ولهذا كان حقُّه مقدمًا على سائر حقوق الخلق، وواجب على الأمة الإيمان به وتعظيمه وتوقيره وتعزيره.»
🎙 سعود الشريم
📚 تفسير السعدي (ص: ٣٥٦)
Reposted from:
تراثُ العلامة المصطفى البَحياوي

22.04.202515:45
وحّد قصدك وابذل جهدك، وستآتيك المواهب تترى!
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
19.04.202506:17
وبالطبع لا يمكن أن نغفل النموذج الأشهر في هذا السياق، فرعون ومواجهته الممتدة عبر القرآن مع موسى عليه السلام وقومه، ونظرا لتكرر القصة وطول الصراع فإن فرعون كثرت منه المقولات الشنيعة وتدرجت حتى وصلت إلى ادعاء الألوهية (فقال أنا ربكم الأعلى) لكنا لا يجب أن ننسى مقولته التي ربما مهدت لذلك العلو والاستكبار ﴿وَنَادَىٰ فِرۡعَوۡنُ فِی قَوۡمِهِۦ قَالَ یَـٰقَوۡمِ أَلَیۡسَ لِی مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَـٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَـٰرُ تَجۡرِی مِن تَحۡتِیۤۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ﴾ [الزخرف ٥١] إنه يعتبر أن ملك مصر وحدها يُخوِّل له كل فساد وإفساد (كأنها لعنة تتلبس كل من حكم هذا البلد البائس)، العجيب أن فتنة المُلك لم تصب فرعون وحده، بل طالت من يحكمهم كذاك [وربما زال العجب لو رجعنا لتكملة الآيات السابقة(فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)] ولذلك نجد مؤمن آل فرعون يخاطبهم في سورة غافر﴿یَـٰقَوۡمِ لَكُمُ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡیَوۡمَ ظَـٰهِرِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَمَن یَنصُرُنَا مِنۢ بَأۡسِ ٱللَّهِ إِن جَاۤءَنَاۚ قَالَ فِرۡعَوۡنُ مَاۤ أُرِیكُمۡ إِلَّا مَاۤ أَرَىٰ وَمَاۤ أَهۡدِیكُمۡ إِلَّا سَبِیلَ ٱلرَّشَادِ﴾ [غافر ٢٩]
وكأنه يشير إلى أبرز الدوافع التي أعرضت بهم عن الإيمان بموسى عليه السلام وسهلت لهم قتل الأبرياء والطغيان في الأرض والإفساد (فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) صيحة تحذير في وجه كل طاغية يتجبر بملكه اليوم وحتى قيام الساعة.
الملاحظ أن الملك ارتبط مع هؤلاء بسفك الدماء وإهدار حياة الأبرياء (قال أنا أحيي وأميت) (يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم) ومعاداة الأنبياء، والتكبر عن آيات الله، والتغرير بالضعفاء.
في مقابل هذه النماذج شديدة السوء في التعامل مع فتنة المُلك نجد النماذج التي نجت منها وتغلبت عليها إما لأنبياء أو أولياء، منها نموذج ذي القرنين الذي افتتحنا به حديثنا، ومنها نموذج داود وابنه سليمان عليهما السلام، فقد جُمع لهما بين الملك والنبوة وفضلهما الله على كثير من عباده المؤمنين
﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا یَشَاۤءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [البقرة ٢٥١]
﴿قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَهَبۡ لِی مُلۡكࣰا لَّا یَنۢبَغِی لِأَحَدࣲ مِّنۢ بَعۡدِیۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ﴾ [ص ٣٥]
والحقيقة أن هذين النموذجين يحتاجان إلى وقفات تأمل عديدة يضيق المقام عنها، لكن اللافت للنظر هنا أن هذا الملك جاء عقب استضعاف مهول تعرض له بنو إسرائيل بعد موسى عليه السلام ﴿وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا﴾وبدأت أولى خطوات الخروج منه ببعث طالوت ملكا يقاتلون معه في سبيل الله
يمكن القول بعد تتبع هذه النماذج المضيئة في سياقاتها القرآنية أن هذا النوع الأمثل من الملك قد تأسس على إيمان عظيم ومعرفة عميقة بالله، واعتراف بنعمه وافتقار إليه، وجهاد في سبيله وتضحية وبذل، ثم امتد وتوسع على قاعدة من العمل الدائب من أجل تعبيد الناس لله، ونصرة دينه بكل ما مكنوا فيه من علم وقوة وسلطان، وحكم بين الناس بالعدل والقسط، وربما تكون هذه العوامل هي ما يمكن تسميته (مقومات النجاة من فتنة الملك) على ما فيها من مشقة تحصيل وصعوبة اجتماع، مما يفسر لنا شيوع فساد الملوك ومن شاكلهم من أصحاب السلطة وإفسادهم في الأرض، ومما يذكرنا (ولا أعلم صحة الربط) بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ ) فهاهنا لم يُذكر المُلك قط بخير، فهو إما ملك عاض أو ملك جبرية، بينما يكون شكل الحكم الأمثل هو خلافة على منهاج النبوة، ولا خيار ثالث، هذا على تفاوت درجات الفساد والظلم والقهر واختلاف مناهج هذا الملك.
وكأنه يشير إلى أبرز الدوافع التي أعرضت بهم عن الإيمان بموسى عليه السلام وسهلت لهم قتل الأبرياء والطغيان في الأرض والإفساد (فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) صيحة تحذير في وجه كل طاغية يتجبر بملكه اليوم وحتى قيام الساعة.
الملاحظ أن الملك ارتبط مع هؤلاء بسفك الدماء وإهدار حياة الأبرياء (قال أنا أحيي وأميت) (يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم) ومعاداة الأنبياء، والتكبر عن آيات الله، والتغرير بالضعفاء.
في مقابل هذه النماذج شديدة السوء في التعامل مع فتنة المُلك نجد النماذج التي نجت منها وتغلبت عليها إما لأنبياء أو أولياء، منها نموذج ذي القرنين الذي افتتحنا به حديثنا، ومنها نموذج داود وابنه سليمان عليهما السلام، فقد جُمع لهما بين الملك والنبوة وفضلهما الله على كثير من عباده المؤمنين
﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا یَشَاۤءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [البقرة ٢٥١]
﴿قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَهَبۡ لِی مُلۡكࣰا لَّا یَنۢبَغِی لِأَحَدࣲ مِّنۢ بَعۡدِیۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ﴾ [ص ٣٥]
والحقيقة أن هذين النموذجين يحتاجان إلى وقفات تأمل عديدة يضيق المقام عنها، لكن اللافت للنظر هنا أن هذا الملك جاء عقب استضعاف مهول تعرض له بنو إسرائيل بعد موسى عليه السلام ﴿وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا﴾وبدأت أولى خطوات الخروج منه ببعث طالوت ملكا يقاتلون معه في سبيل الله
يمكن القول بعد تتبع هذه النماذج المضيئة في سياقاتها القرآنية أن هذا النوع الأمثل من الملك قد تأسس على إيمان عظيم ومعرفة عميقة بالله، واعتراف بنعمه وافتقار إليه، وجهاد في سبيله وتضحية وبذل، ثم امتد وتوسع على قاعدة من العمل الدائب من أجل تعبيد الناس لله، ونصرة دينه بكل ما مكنوا فيه من علم وقوة وسلطان، وحكم بين الناس بالعدل والقسط، وربما تكون هذه العوامل هي ما يمكن تسميته (مقومات النجاة من فتنة الملك) على ما فيها من مشقة تحصيل وصعوبة اجتماع، مما يفسر لنا شيوع فساد الملوك ومن شاكلهم من أصحاب السلطة وإفسادهم في الأرض، ومما يذكرنا (ولا أعلم صحة الربط) بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ ) فهاهنا لم يُذكر المُلك قط بخير، فهو إما ملك عاض أو ملك جبرية، بينما يكون شكل الحكم الأمثل هو خلافة على منهاج النبوة، ولا خيار ثالث، هذا على تفاوت درجات الفساد والظلم والقهر واختلاف مناهج هذا الملك.
02.05.202505:11
26.04.202505:41
بينما كنت مشغولة بتأمل معنى ما في سورة الكهف بالأمس تعذر عليّ تتبعه وبسطه كما أريد، إذا بملاحظة عابرة في قصص السورة منذ أسبوع تقرر ألا تكون عابرة :))
25.04.202505:33
#أحمد_كاسب
Reposted from:
إنه القرآن ( القناة الرسمية )

21.04.202514:43
هل تُزكي نفسك؟! | د.أحمد عبد المنعم
🎬 مقطع من مجلس:
بصائر في أحداث غزة ٣ | إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَ
#إنه_القرآن
19.04.202506:17
بينما تفتتح قصة ذي القرنين في سورة الكهف بقوله تعالى﴿وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِی ٱلۡقَرۡنَیۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُوا۟ عَلَیۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا﴾ لتسرد علينا القصة بعد ذلك خطوات هذا الملك الصالح في طريق التمكين متوسعا في الأرض متبعا سببا بعد سبب مجاهدا أعداء الله ومواليا المؤمنين، نجد قبلها بآيات فقط في خواتيم قصة موسى عليه السلام العبد الصالح وهو يشرع في تأويل ما لم يستطع موسى عليه صبرا يشير إلى سبب خرقه السفينة ﴿أَمَّا ٱلسَّفِینَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَـٰكِینَ یَعۡمَلُونَ فِی ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِیبَهَا وَكَانَ وَرَاۤءَهُم مَّلِكࣱ یَأۡخُذُ كُلَّ سَفِینَةٍ غَصۡبࣰا﴾
حسنا، يبدو وكأنه ثمة مفارقة هنا بين موقف هذا الملك الظالم الذي يأخذ كل سفينة غصبا، وموقف ذي القرنين كملك صالح يجاهد في سبيل الله وينصر المستضعفين ويصد عن الأرض عيث المفسدين، وربما دفعت هذه المفارقة بعض المتدبرين لسورة الكهف -من زاوية عصمتها للمؤمن من الفتن- أن يرى في قصة ذي القرنين اختصاصا بالكلام عن فتنة الملك وكيفية العصمة منها بالإيمان والعلم النافع والعمل الصالح وإقامة العدل بين الناس، أما بالنسبة لي فقد دفعتني هذه المفارقة للتأمل في أمرين:
الأول: أن مسألة اختصاص كل قصة من قصص سورة الكهف بمواجهة فتنة بعينها وتجلية الطريقة المثلى في التعامل معها، وإن كانت في الإجمال تساعدنا على فهم السورة بشكل أعمق، ومعايشتها في واقعنا إلا أنها لا يجب أن تحجبنا عن بقية المعاني والمقاصد التي فاضت بها السورة التي ختمت بقوله تعالى﴿قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادࣰا لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّی لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبِّی وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدࣰا﴾
أيضا لا ينبغي أن نفكر بطريقة أحادية النظرة في القصة الواحدة حتى على مستوى مقصد الفتنة بمفرده، بمعنى أن كل قصة يبدو وكأنها تعرض مجموعة من الفتن متداخلة ومتراكبة يؤثر بعضها في بعض ويدفع بعضها إلى بعض، والأولى ـ والله أعلم ـ أن يقال أن طريقة التعامل مع الفتنة في كل قصة كانت مختلفة بما يناسب ظروف أصحابها وأحوالهم لتظل الآية الجامعة لكل ذلك﴿إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِینَةࣰ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَیُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰا﴾ بذلك الإجمال الذي تندرج تحته كل التفاصيل، وبذلك الشمول الذي يسع مستجدات الزمان والمكان، ومن هنا يمكننا أن ندلف إلى الأمر الثاني وهو متعلق بفتنة الملك تحديدا، فرغم أن قصة ذي القرنين كان بارزا فيها هذا المعنى أكثر من غيره، إلا أنه يمكننا الإشارة إلى لمحات منها في قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح في الملك الذي يأخذ كل سفينة غصبا، هاهنا الوجه الأبشع لطغيان الملك وبطشه بالضعفاء وتجبره في الأرض (قارنه بموقف ذي القرنين من القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا حين يجيبهم إلى بناء السد دون أجر ويبذل في ذلك كل جهد)
وفي قصة أصحاب الكهف نعرف أن الفتية فروا من قومهم المشركين ومن المَلك الظالم ـ حسب الأخبار المذكور في التفاسير ـ الذي كان يبطش بالمؤمنين في زمانهم، وحتى في مَثَل صاحب الجنتين فإن المُلك بحده الأدنى أو نموذجه المصغر المتمثل في حوزة الجنتين والمال والولد قد كان سببا في فتنة هذا الرجل حتى وصل إلى الكفر، إذن يمكننا أن نلمح طرفا من فتنة الملك في كل قصة بشكل ما، والغالب أنه شكل سلبي للأسف، وأعتقد أنه في كل فتنة أخرى كفتنة العلم وفتنة المال يمكننا أن نطبق ذات الأسلوب من كونها ممتدة عبر القصص جميعا بتشكلات مختلفة وأساليب تعامل متنوعة.
لكني في الحقيقة لم أقطع هذا الطريق إليكم إلا لانشغالي بفتنة الملك بشكل خاص، في شهر رمضان الماضي كانت الفكرة في ذهني تنمو بشكل مطرد، بدأت بالبغي الواقع علينا ممن يظنون أنفسهم ملكوا الدنيا بما فيها، فيتحكمون في دول وشعوب، فيرسمون خرائطها ويقررون مصيرهم وكأنهم آلهة، فكرت كثيرا ما الذي يدفع البشر إلى هذا الحد من الجنون والطغيان؟! وما الذي نملكه نحن في مواجهة ذلك؟!
البداية كانت عجيبة جدا، وقديمة للغاية، منذ الأيام الأولى في الجنة تسلل الشيطان من هذه الفُرجة وأعمل غوايته عبر هذه الأمنية﴿فَوَسۡوَسَ إِلَیۡهِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكࣲ لَّا یَبۡلَىٰ﴾ [طه ١٢٠]
وللأبد سيظل حب الخلود والرغبة في الملك كامنين في نفوس البشر يتسلط بهما الشيطان عليهم ليكشف أسوأ ما فيهم، ولذلك ستجد الملك غالبا مرتبطا في كتاب الله بأقسى الطغاة وأفجر المفسدين، ففي مواجهة النمرود مع إبراهيم عليه السلام يأتي من البداية سبب المنازعة المروعة التي سلكها هذا الطاغية (أن آتاه الله الملك) وتأمل التأكيد (آتاه الله) وتفكر ما الذي يثيره في نفسك هذا التعبير، يؤتيه الله الملك فينازعه في ملكه ويكفر به،قُتل الإنسان ما أكفره!
حسنا، يبدو وكأنه ثمة مفارقة هنا بين موقف هذا الملك الظالم الذي يأخذ كل سفينة غصبا، وموقف ذي القرنين كملك صالح يجاهد في سبيل الله وينصر المستضعفين ويصد عن الأرض عيث المفسدين، وربما دفعت هذه المفارقة بعض المتدبرين لسورة الكهف -من زاوية عصمتها للمؤمن من الفتن- أن يرى في قصة ذي القرنين اختصاصا بالكلام عن فتنة الملك وكيفية العصمة منها بالإيمان والعلم النافع والعمل الصالح وإقامة العدل بين الناس، أما بالنسبة لي فقد دفعتني هذه المفارقة للتأمل في أمرين:
الأول: أن مسألة اختصاص كل قصة من قصص سورة الكهف بمواجهة فتنة بعينها وتجلية الطريقة المثلى في التعامل معها، وإن كانت في الإجمال تساعدنا على فهم السورة بشكل أعمق، ومعايشتها في واقعنا إلا أنها لا يجب أن تحجبنا عن بقية المعاني والمقاصد التي فاضت بها السورة التي ختمت بقوله تعالى﴿قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادࣰا لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّی لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبِّی وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدࣰا﴾
أيضا لا ينبغي أن نفكر بطريقة أحادية النظرة في القصة الواحدة حتى على مستوى مقصد الفتنة بمفرده، بمعنى أن كل قصة يبدو وكأنها تعرض مجموعة من الفتن متداخلة ومتراكبة يؤثر بعضها في بعض ويدفع بعضها إلى بعض، والأولى ـ والله أعلم ـ أن يقال أن طريقة التعامل مع الفتنة في كل قصة كانت مختلفة بما يناسب ظروف أصحابها وأحوالهم لتظل الآية الجامعة لكل ذلك﴿إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِینَةࣰ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَیُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰا﴾ بذلك الإجمال الذي تندرج تحته كل التفاصيل، وبذلك الشمول الذي يسع مستجدات الزمان والمكان، ومن هنا يمكننا أن ندلف إلى الأمر الثاني وهو متعلق بفتنة الملك تحديدا، فرغم أن قصة ذي القرنين كان بارزا فيها هذا المعنى أكثر من غيره، إلا أنه يمكننا الإشارة إلى لمحات منها في قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح في الملك الذي يأخذ كل سفينة غصبا، هاهنا الوجه الأبشع لطغيان الملك وبطشه بالضعفاء وتجبره في الأرض (قارنه بموقف ذي القرنين من القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا حين يجيبهم إلى بناء السد دون أجر ويبذل في ذلك كل جهد)
وفي قصة أصحاب الكهف نعرف أن الفتية فروا من قومهم المشركين ومن المَلك الظالم ـ حسب الأخبار المذكور في التفاسير ـ الذي كان يبطش بالمؤمنين في زمانهم، وحتى في مَثَل صاحب الجنتين فإن المُلك بحده الأدنى أو نموذجه المصغر المتمثل في حوزة الجنتين والمال والولد قد كان سببا في فتنة هذا الرجل حتى وصل إلى الكفر، إذن يمكننا أن نلمح طرفا من فتنة الملك في كل قصة بشكل ما، والغالب أنه شكل سلبي للأسف، وأعتقد أنه في كل فتنة أخرى كفتنة العلم وفتنة المال يمكننا أن نطبق ذات الأسلوب من كونها ممتدة عبر القصص جميعا بتشكلات مختلفة وأساليب تعامل متنوعة.
لكني في الحقيقة لم أقطع هذا الطريق إليكم إلا لانشغالي بفتنة الملك بشكل خاص، في شهر رمضان الماضي كانت الفكرة في ذهني تنمو بشكل مطرد، بدأت بالبغي الواقع علينا ممن يظنون أنفسهم ملكوا الدنيا بما فيها، فيتحكمون في دول وشعوب، فيرسمون خرائطها ويقررون مصيرهم وكأنهم آلهة، فكرت كثيرا ما الذي يدفع البشر إلى هذا الحد من الجنون والطغيان؟! وما الذي نملكه نحن في مواجهة ذلك؟!
البداية كانت عجيبة جدا، وقديمة للغاية، منذ الأيام الأولى في الجنة تسلل الشيطان من هذه الفُرجة وأعمل غوايته عبر هذه الأمنية﴿فَوَسۡوَسَ إِلَیۡهِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكࣲ لَّا یَبۡلَىٰ﴾ [طه ١٢٠]
وللأبد سيظل حب الخلود والرغبة في الملك كامنين في نفوس البشر يتسلط بهما الشيطان عليهم ليكشف أسوأ ما فيهم، ولذلك ستجد الملك غالبا مرتبطا في كتاب الله بأقسى الطغاة وأفجر المفسدين، ففي مواجهة النمرود مع إبراهيم عليه السلام يأتي من البداية سبب المنازعة المروعة التي سلكها هذا الطاغية (أن آتاه الله الملك) وتأمل التأكيد (آتاه الله) وتفكر ما الذي يثيره في نفسك هذا التعبير، يؤتيه الله الملك فينازعه في ملكه ويكفر به،قُتل الإنسان ما أكفره!
Shown 1 - 24 of 91
Log in to unlock more functionality.