عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة، فأمر بجهازه فأُخرج مِن تحتها، ثم أمر ببيتها فأُحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلَّا نملةً واحدةً؟» متفق عليه.
معنى الحديث أن نملة واحدة آذتك، فكيف تؤذي غيرها ممن لم يؤذوك؟
وفي رواية لمسلم: «فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمةً من الأمم تسبِّح؟».
فهذا في النمل فكيف بالبشر وهم مسلمون مثلك!
قد لا يكون هذا صادقاً، ولكن هذا النوع من التغريدات يكون حالة عامة واحتقان عند الناس، وينعكس على تصرفاتهم في الواقع، وهذا أمر شاهدته بنفسي في بلادنا.
فأمر التحريض بين الناس عظيم، وأذية من لا ذنب له عظيمة.
وتجد بعض السفهاء من كل شعب يقود حرباً على الشعوب الأخرى ويسيء لها، فيجلب السب لقومه من باب المجازاة.
وهذا أشبه ما يكون بحديث: «لعن الله من لعن والديه»، وجاء في تفسيره في حديث آخر أنك تسب والدي الشخص فيسب والديك.
وفي الحديث الذي رواه البخاري في «الأدب المفرد»: "إنَّ أعظمَ الناس جُرماً إنسانٌ شاعر يهجو القبيلةَ من أسرِها".
فكيف بمن خاض في فتنة وأذكى نارها يتشاتم فيها الشعوب؟ فشتم شعباً وجاء بالشتم لشعبه.
فأولى ما يكون هذه الأيام الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، رجاء نيل ثواب عن كل واحد منهم، والسعي بالمحتاج والمسكين وابن السبيل، لا مثل هذا التحريض.