دعوة إلى تعلم الفنون والمهارات اليدوية
كان صباحاً ممطراً جميلاً يظهر فيه قوس المطر بألوانه السبعة الجميلة المبهجة، نظرت إلى السماء: اللهم صيباً نافعاً، ما أجمل صفاء السماء والطقس بعد المطر! رددت: ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار.
حينها قررت الخروج لزيارة صديقتي المريضة والدعاء لها، كانت أول مرة أذهب فيها لمنزلها. عادة لا أعبأ بشكل المنازل وتفاصيل الأثاث وأعتبر هذا من الفضول إلا لو لمحت مكتبة من بعيد، هنا لا أخفي شغفي واستأذن صاحب المنزل للوقوف أمام صرح الكتب لحظات، وفي هذا شكر وامتنان لصاحب الدار لا أقدره بأية أثمان.
هذه المرة تسمّرت في مكاني أمام مكتبة الخيوط، كانت أول مرة أرى فيها مكتبة لأنواع وألوان الخيوط
وبعض فساتين الكروشيه الجميلة للأطفال شغلتها صاحبتي لتهديها لبنات صويحابتها الصغار ووعدتني أن تغزل لي شال مبهج الألوان. شعرت حينها أن الشغل بالخيوط والعمل اليدوي والرسم والفنون والماكيت والخياطة تلون حياتنا بجميل الألوان.
أهدت لي صديقتي خيطاً بلون البرتقال وإبرة صغيرة، وأرسلت لي مقطعاً للمبتدئين؛ فغزلت شالاً برتقالي اللون يخط فيه سواد الليل تعاريج وموجات. تذكرت شال جدتي ذا الورود بديعة الألوان والمفارش الجميلة التي تزين الطاولات والأسرّة والأثاث.
ما أجمل الغزل والتطريز والإيتامين والأوبيسون الكانفا والفنون الجميلة والكروشيه واللاسيه التريكو والمكرميات! ما أجمل نظم الأحجار وعمل الأساور والرسم على الزجاج وعلى القماش وعلى الجلود والفن في تقطيع الأخشاب والرسم بأشكاله وعمل لوحات الديكور سواء بالنسيج والخيوط أو الرسم بالألوان!
هيا يا فتيات، نغزل خيوط الشمس التي يشرق منها النهار، ونجمل الحياة بأبدع الألوان.
بقلم: افتتان أحمد
٢٠ شوال ١٤٤٦ هـ
١٨ نيسان ٢٠٢٥ م
#أسنة_الضياء
@AsennatAdiyaa