إلى غيمةٌ أروت روحٌ كانت تايهة ما بين الظلمة!
«يُقال بأن الرسائل تتمزق عند الخلافات
وأقول بإنها تبقى بين كومة الذِكرى السابِع والعشرون ميلادًا!»
لنسترجع الطُرقات لثانيِة أُخرى عند الذِكرى الثامنة عشر؟ أم كانت السِادس عشر ميلاد؟ لُربما كانت ما بين العِامين! حين التقيت بك بين زوايا المقهى وبالتحديد بجوار رف كان يحمل بداخله كُتب أمتلأت بذرات الغُبار أو رُبما كانت محملة بالحُب والهَوى، وعلى غرارٍ أخر تتصفح الكراهية والسخرية صفحاتٍ عدة! ليس هُناك شكٌ أو هُراءٌ بحق! حينها تبادلنا الصفحات والهمسات ونظرةٌ أُخـرى بالانتماء، حينها لم أعد أشعر بي بل بك! ليس الموقف بُمحال ولكني تُهت بين طُرقات البُهتان وحُبٌ لم يَرى نورًا سواك! تداركت الأوضاع للتو لُربما كانت بعد فوات الآوان؟
عزيزي ذا عينّا البُن وشامات اللُطف، وعذِب الضحكات أعلم جيدًا ما الذي حدث وما الذي قد يَحدث لرُبما نعِود في الذكِرى القادمة؟ أو حين مولدي الثامِن والعشرون سرورًا!
هل اصبح فراقنا على حين مرور الضحكة أم كانت على حين مرور النِسمة؟ لن أعود لأكتب إليك رسائل تمتليء بهيامٍ باكي أو بحبٍ هارب! لن أعود لأضع ذكِرى الأعوام بحقيبة تلطخت بالسواد! هل كان سواد عيناي أم ليِلي المُظلم في حيِن غيابك؟
لُربما يجب علي أن أضعها بجوار كُرسي الغِياب الذي يحتضن صرير المِكابح في أضواء القِطار، حينها ليس علي أن أعود أدراجي لأحملها إليّ أو رُبما أفعل ذلك وأعود لطيفك المُعانق لي بشدة!
" يُقال بأن الغائب الأحب لقلبك
سيعود في أحد أيام أبريل؟ "
مُحال يُقال بأنها في أحد أيام أكتوبر ولكنك لم تَعد! هل علي أن أصنع الأساطير لِكُل شهرٍ يمر لأحظى بك؟ أن تعود وألتقي بك وأحدثك عن ذلك الغِياب الذي أنتزعني من داخلي؟ هل تعلم ما معنى أن ينتزعك شخص من داخلك! أن تهرب ولكنك لا تستطع النجاة! أن تتخبط هُنا وهُناك رغبةً في أن تعود إلى أمانك ولكن لرُبما كان مستحيلًا ذلك! أن ترغِب في أن تهدأ بين ضلالك ولكن صعب الوصول إليك! يجِب علي العودة إلى أين؟ لرُبما إلى نفسي! إلى ذلك المنزل الذي صنعته بداخلي مُثبت بالأضواء، إلى ذكِرى الضحكات وتمايل الأنغام بالمسرات.
« هُناك المزيد ولكن اقتحم المكان كارثة
ليس بالسهِل ترتيبها إلا ببعثرة بعض الإدمع»
قبل الانتهاء والبعثرات سأخبرك مرة أُخرى بأنني كُنت على عتبات ذلك القطار الذي سيسلك بداية الطُرقات أم الحياة؟ هذه المرة سأغادر قوقعة الذكريِات بحق وحقيقة! سأدع الماضي يأخذك برفقته فلم أحد أرغب بأن أبقيك بداخلي أكثر من ذلك، لقِد مرت أعوامٍ عدة على تلويحة الوداع « ليس عليك العودة بعد الآن ويجب عليك العودة في الذكِرى الثامنِة والعشرون ميلاد ».
جلُّنار.