حسن القول يفسده سوء الفعل ..
قال ابن ابي الدنيا في الزهد ٥٠٥ :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، وَكَانَ أَحَدَ الْعُلَمَاءِ قَالَ: قَدِمَ أَعْرَابِيٌّ الْمَدِينَةَ فَصَلَّى الْجُمُعَةَ، فَسَمِعَ الْخُطْبَةَ فَأَعْجَبَهُ مَا سَمِعَ، فَلَمَّا صَلَّى انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَدَخَلَ الْأَعْرَابِيُّ مَعَ مَنْ دَخَلَ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَرَأَى مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ مَا لَمْ يُشْبِهْ مَا تَكَلَّمَ بِهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
لَقَدْ رَابَنِي مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ أَنَّهُمْ ... يُهِمُّهُمُ تَقْوِيمنا وَهُمُ عُصْلُ
وَذَمُّوا لَنَا الدُّنْيَا وَهُمْ يَرْضَعُونَهَا ... أَفَاوِيقَ حَتَّى مَا يَدِرُّ بِهَا ثُعْلُ
إِذَا رَكِبُوا الْأَعْوَادَ قَالُوا فَأَحْسَنُوا ... وَلَكِنَّ حُسْنَ الْقَوْلِ يُفْسِدُهُ الْفِعْلُ.
يقال عَصَلَ العود إذا عوّجه.
يقول المروزي في السنة 19 :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ، سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ ، يَقُولُ : كَانَ يُقَالُ :
" مَا مِنْ مُسْلِمٍ إِلا وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى ثَغْرَةٍ مِنْ ثُغَرِ الإِسْلامِ ،
فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَلا يُؤْتَى الإِسْلامُ مِنْ ثَغْرَتِهِ فَلْيَفْعَلْ " .
اللهم أصلح أحوالنا أجمعين.