إنَّ المعارك الحاسمة في التاريخ؛ لم تصل درجة الحسم الفاصل؛ إلا بعد بلوغها "الحدَّ الصفري" الذي لا يُبقي للمجاهد إلا خيار قرع أبواب الجنة برؤوس الكفرة المعتدين، دون التفاتة لدنيا العبيد.
سيبلغ الظلم مداه وقد بلغ، وسيتألب العالَم الظالم وقد تألّب، وسيظهر للنفاق قرنُ إرجاف وقد ظهر، وستبلغ الزلزلة مبلغ مزاحمة القلوب للحناجر، وقد بلغت، ولكنّ نصر الله لأوليائه في المعركة لن يخطيءَ فسطاطهم يقيناً، ذلك أنَّ من أبرز دلالة الإيمان وقتها، ألا يزاحمه ارتباط بمقاليد الأرض وحساباتها ولو قيد أنملة، ﴿وَلَمّا رَأَى المُؤمِنونَ الأَحزابَ قالوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَما زادَهُم إِلّا إيمانًا وَتَسليمًا﴾ [الأحزاب: 22]
يساق المؤمن لقدره المكتوب، ووظيفته المجتباة، ويُدفع العدوّ الكفور قدراً مقدوراً لحتفه دفعَ المهزوم المغرور ﴿وَلَو شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلوهُ فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ﴾ [الأنعام: 112]
مَنْ ظنَّ أنَّ دولة الباطل يمكن أن تعلوَ طليعة الطائفة المنصورة المجتباة، فقد أساء الظنّ بربّه.
هي فتنة التمحيص التي اعترت كل عامل لدين الله تعالى، ولازالت في أولياء الله سنةً باقية ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَمحَقَ الكافِرينَ﴾ [آل عمران: 141]، وبها يعلو الحق علوَّ القاهر الظاهر على كل دينٍ غير الإسلام، بعد أن يتساقط من غربال محنتها كل خوار ضعيف مرتاب، ومرجف منافق كذاب !!
ستُقطع حبائل حياة الغزاة عمّا قريب، ذاك وعدٌ غير مكذوب؛ ولكنّ دعاة الإرجاف لا يعقلون.