-"لمَن تَكْتُبِين"؟
- للغائِبِين.
- "ومَن سَيَقْرَأ؟"
هَذا لَيْسَ مُهِم، الأهَم أَنْ أَفرَغ قَلبِي مِن مَا يُؤَرقُه، وَمِنْ كُلّ مَا يَكُنَهُ: مِنْ شَوْقٍ، وَحَنِينٍ، فَقد أَهلكتنِي مشَاعِرِي، ومَزقتْ مَا تَبَقَّى مِنِي. أَنَا بِكتَابَاتِي لا أَكتُبُ فَقَط، بَلْ أُفَضحُ مَا يَحتَوِيهِ قَلبِي، وَأَرمِي بِكلِماتي كَأَمْوَاجٍ تَرتطِمُ بِصُخُورِ اليَابِسَة، تِلكَ الصُّخُور البَآسَة التِي لا يَجلِس عليهَا سُوَى الطيور. فَعِندما لا أَجدُ مَكَانا يَحتَوِينِي، أَجِدُ نَفسِي أَغرَق بَيْنَ أَمْوَاجِ الشَّوقِ الْمُظلِمَة، وَلَكِن فِي نِهَايَة المُطَاف، أَخرُج مَحْطُمَة، وَيَنْتَابُنِي الْيَأْسُ أَكثَر مِن ذِي قَبل، فَإِنْ غَيَّابُهُمْ جَعَلَ مِنِي شَخْصًا أَنَا بِحَدَّ ذَاتِي لأاعَرِفهَ.