إضاءات شرعية منهجية فكرية ،،،
الجهاد فريضة هل يلغيها أم يقومهما الطوفان؟
دخلت القضية الفلسطينية في نفق مظلم واصطدمت بالجدار بعد ثلاثة أسابيع من عملية 7 أكتوبر!
دخلت الحركة الإسلامية بالأردن في نفق مظلم واصطدمت بالجدار بعد ثلاثة أيام من توجيه نداء الروابط العلمائية للأردنيون بالتوجه لفلسطين!
تحت عنوان صحيح ينطلق العاملون لهذا الدين باتجاه إحياء فريضة الجهاد، فيهلكون ويهلكون ويضطرب أصل المسار وتتراجع القضية، ويخسر الجميع ويصطد الكل بالجدار!
فهل الإشكالية بالفريضة أم العنوان أم المنهج والطريقة؟
لا جدال بأن الفريضة شرع ودين، ولكن المعضلة في المنهج والطريقة، وكثيرا ما يكون العنوان غير صحيح في ظل تغير الوقائع والموازين وبروز تحديات جديدة.
فهل ستدفعنا معارك الطوفان المتعثرة في غزة والضفة الغربية، ثم ارتداداتها على الضفة الشرقية لإعادة النظر في التعامل الصحيح مع فريضة الجهاد، والتي ما شرعت الا لتعمر الأرض، ولتهدم الباطل ولا تهدم الخير وتقتلع أهله، ثم تشكك الناس بمشروعيته بعد أن فقدت معقوليته في واقع الحال.
إن مفهوم الجهاد بحاجة إلى تنقيته مما علق به من غبش وقصور واضطراب، ولا يكون ذلك إلا بالعودة للقرآن والسنة والسيرة وفهم الصحابة الكرام، حيث يكتنز عقل المسلم بمفهوم الجهاد العظيم، والذي يتوسع في كل مناحي الحياة ليعمر الأرض.
أما فيما استقر في الذهنية الإسلامية من صورة الجهاد وحصرها بالأعمال القتالية، فهو انعكاس لغير دين الإسلام الذي جعل الجهاد كما القصاص فيه حياة لأولي العقول والألباب، فكيف يتم تغييب العقل الراشد عن فريضة الجهاد العظيمة لتضبط سلوكها وتتجه به نحو الفوز والربح والإعمار، وليس الهلاك والخسارة والدمار.
إن أقرب مثالين مطروحين يشيران الى غياب اللقاء بين الهدى الشرعي والفهم الواقعي السليم في معارك الطوفان - على سبيل الذكر لا الحصر-، هما استحضار مشروع تحرير الجزائر وسقوط مليون شهيد وتنزيل ذلك على معركة الطوفان بهدف تسويغ سقوط الشهداء بعشرات الآلاف في سياق راجح الخسارة وبين النتائج وواضح المآلات، وكذلك نقاش نازلة غزة والبحث عن مخرج واستصحاب واقعة حرب بيروت دون اعتبار فوارق الحال.
إن واقعة الأردن التي جزت عشب الدعوة وحركة الإخوان المسلمين، هي الشعرة التي قسمت منهج الإسلاميين الحركيين، فكشفت قصور تصوراته واضطراب خطواته وعوار مواقفه!
فهل من مراجعة، أم ننتظر حتى يأتينا رجل من أقصى المدينة يسعى قائلا لنا يا قومنا توقفوا وراجعوا واتبعوا المرسلين.
تحت المراجعة والتدقيق ..
مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 23/4/2025