05.02.202509:48
ما تفوه به ترمب هو أشبه شئ بوعد بلفور جديد.
لكننا في حال أحسن الآن:
١. فهو وعد علني ليس سرا ولا مختبئا، نتجادل في جديته وحقيقته كما فعل أجدادنا
٢. مصاغ بلهجة الغطرسة الأمريكية لا الدبلوماسية الإنجليزية، وهي لهجة تحفز المظلوم وتوقظه لا تخدره ولا تنومه!
٣. ومعنا خبرة ١٠٠ عام..
الحق أني أخاف من شى وحيد أن يتكرر: أن نصدق بأن فريق الخونة العملاء من حكام الأنظمة العربية رافضون حقا للتهجير.
هذه هي الخدعة المخيفة المرعبة حقا، ولو صدقناها فسيتم تهجير الفلسطينيين حقا بأيدي هؤلاء ومجهودهم، حتى بحروب زائفة يشنونها لاستيعاب الغضب الشعبي وتوجيهه لتكون نتيجة الحرب: تنفيذ التهجير!
مثلما قد فعلوا ذلك فعلا في النكبة؛ حاربوا ليقال: رفضوا إسرائيل، بينما هم حاربوا فعلا لتنفيذ وتثبيت إنشائها!
الأمل حقا ألا تنخدع النخب والشعوب بالخطاب العربي الرسمي، وأن تتعامل معهم كأدوات تنفيذ خطة ترمب..
خذوها من التاريخ وخذوها مني للتاريخ: لو بقيت هذه الأنظمة فستهجر غزة.. ولو زالت فستزول بعدها إسرائيل نفسها.
* لمزيد من فهم تاريخ هذه الخيانة، هذا كتاب مختصر https://t.me/melhamy/8216
وهاتان حلقتان مختصرتان لمن لا يصبر على القراءة
https://youtu.be/bwzN0da2bCw
https://youtu.be/E_s_v8BBVvM
لكننا في حال أحسن الآن:
١. فهو وعد علني ليس سرا ولا مختبئا، نتجادل في جديته وحقيقته كما فعل أجدادنا
٢. مصاغ بلهجة الغطرسة الأمريكية لا الدبلوماسية الإنجليزية، وهي لهجة تحفز المظلوم وتوقظه لا تخدره ولا تنومه!
٣. ومعنا خبرة ١٠٠ عام..
الحق أني أخاف من شى وحيد أن يتكرر: أن نصدق بأن فريق الخونة العملاء من حكام الأنظمة العربية رافضون حقا للتهجير.
هذه هي الخدعة المخيفة المرعبة حقا، ولو صدقناها فسيتم تهجير الفلسطينيين حقا بأيدي هؤلاء ومجهودهم، حتى بحروب زائفة يشنونها لاستيعاب الغضب الشعبي وتوجيهه لتكون نتيجة الحرب: تنفيذ التهجير!
مثلما قد فعلوا ذلك فعلا في النكبة؛ حاربوا ليقال: رفضوا إسرائيل، بينما هم حاربوا فعلا لتنفيذ وتثبيت إنشائها!
الأمل حقا ألا تنخدع النخب والشعوب بالخطاب العربي الرسمي، وأن تتعامل معهم كأدوات تنفيذ خطة ترمب..
خذوها من التاريخ وخذوها مني للتاريخ: لو بقيت هذه الأنظمة فستهجر غزة.. ولو زالت فستزول بعدها إسرائيل نفسها.
* لمزيد من فهم تاريخ هذه الخيانة، هذا كتاب مختصر https://t.me/melhamy/8216
وهاتان حلقتان مختصرتان لمن لا يصبر على القراءة
https://youtu.be/bwzN0da2bCw
https://youtu.be/E_s_v8BBVvM
06.02.202511:54
3. التكاتف والتراحم، فالمؤمنون إخوة يشد بعضهم بعضها في أوقات المحن وأزمنة الفتن، والله تعالى يقول -في سياق تعداده لصفات أهل الميمنة-: (وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)، أي: أن من صفات المؤمنين: تواصيهم بالتراحم والتعاطف في أوقات الشدة وأزمنة المسغبة. والنبي ﷺ يقول -في سياق الحث على التعاضد والتكاتف-: (مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل رجل واحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)، فالمؤمن بعامة –وبخاصة في أوقات الشدائد- لا يستقل بأمور دنياه ودينه إلا بمعونة أخيه ومعاضدته ومناصرته، فإن لم يكن ذلك عجز عن القيام بمصالحه، ولم يتمكن من مقاومة العوائق التي تقابله.
4. الحذر من اختراق الخصوم، بهدف تشتيت الصف، وتفتيت الكلمة، وتعديد المواقف، فالله تعالى يقول: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) ، ويقول سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)، والنبي ﷺ يقول: (يد الله على الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإنه من شذَّ شذَّ في النار)، وقال ﷺ: (إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا)، -وفيه-: (فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تنصحوا لمن ولاه الله أمركم)، ويقول ﷺ: (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا).
5. البدار إلى العمل، من خلال الجمع بين أمرين، أحدهما: البناء والتعمير بالجهود الذاتية بأقصى حد، فإن ديمومة الحصار هي الأداة الكبرى لمشاريع التهجير القسرية، والتي ستبدأ بالتهجير الاختياري، وتنتهي بالإجبار وإيقاع الناس في حالات اضطرار، وثانيهما: المطالبة للأمة بخاصة وللمجتمع الإنساني بعامة بأن يقوموا بدورهم في الوقوف مع إنسان غزة، وفي إسقاط مشروع التهجير القسري الذي يستهدف به فرعون العصر وطاغية الزمان إنسان غزة.
6. الوعي العالي بطبيعة المرحلة وأدوات الصراع فيها، والعمل الجاد على تمليك الأمة وأحرار العالم ما يبعث لديهم أهمية الوقوف العملي مع إنسان غزة وأحرارها ببكل رشد وحكمة، وأهمية الوقوف في وجه مشروع التهجير القسري الذي يطرحه ترامب، ومخاطره على إنسان غزة، وانتهاكه لكل دين رباني، وقانون عادل، وقيمة إنسانية، وخلق نبيل.
قلت له: فما المطلوب من عامة أبناء الأمة وشعوبها الحرة؟
فقال: المطلوب من عامة الأمة يمكن تلخيصه في ثلاثة أمور:
1. الوعي بخطورة المرحلة القادمة، وعظم حجم الإجرام الذي يراد لأهلنا في غزة، وإدراك أن المشروع الغربي لن يقف على إنسان غزة، بل سينتقل -بعد الانتهاء منه- إلى بقية المناطق المجاورة، لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، وعند ذلك سيصدق قول القائل: أكلت يوم أكل الثور البيض.
ومن المهم معرفة أن مثل هذه الأطروحات الكبيرة، قد لا تكون هي المقصودة بذاتها، بل المقصود مشاريع أقل منها، ولكن يراد تمريرها عبر طرح مثل هذه المشروعات المتعاظمة الخطر، من باب قول القائل: بشره بالموت يرضى بالحمى، وهو ما يتطلب من الأمة كما طرح – أحد كبار مفكريها- أن يقابل الطرح غير الواقعي بطرح غير واقعي حتى يتصادم غير الواقعي بمثله، ويتم إبعاد غزة بخاصة -والمنطقة بعامة- عما يراد بها من إجرام وطغيان.
2. استمرار الدعم المادي والعملي لأهلنا في غزة، ومقاومتها الباسلة، وتثبيت الناس هناك بكل سبيل متاح، لأن الحرب عليهم من جهة ما تزال في ذروتها، وإن انتهت المرحلة الأولى منها، ولأن القوة لا تردعها إلا القوة، والبأس لا يرده إلا البأس، والإصرار لا يرده إلا الإصرار، ومشاريع الشر لا يقف في وجهها غير مشاريع الخير، والاجتهاد الحثيث في الحيلولة دون تغول ترامب بمشاريعه الإجرامية عليهم، بكل سبيل متاح.
3. المجابهة الإعلامية الساعية لبث الوعي، والتعريف بالتهديدات والمخاطر، وتعرية مشاريع ترامب الإجرامية المراد تنفيذها على أرض غزة، وأنها جزء من منظومة حرب صليبية صهيونية ممتدة ضد أمة الإسلام، وأن اهل الإسلام مجتمعين مطالبين -حكومات وشعوب- بالوقوف في وجه هذه المخططات الإجرامية بكل سبيل.
والله الهادي
4. الحذر من اختراق الخصوم، بهدف تشتيت الصف، وتفتيت الكلمة، وتعديد المواقف، فالله تعالى يقول: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) ، ويقول سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)، والنبي ﷺ يقول: (يد الله على الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإنه من شذَّ شذَّ في النار)، وقال ﷺ: (إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا)، -وفيه-: (فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تنصحوا لمن ولاه الله أمركم)، ويقول ﷺ: (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا).
5. البدار إلى العمل، من خلال الجمع بين أمرين، أحدهما: البناء والتعمير بالجهود الذاتية بأقصى حد، فإن ديمومة الحصار هي الأداة الكبرى لمشاريع التهجير القسرية، والتي ستبدأ بالتهجير الاختياري، وتنتهي بالإجبار وإيقاع الناس في حالات اضطرار، وثانيهما: المطالبة للأمة بخاصة وللمجتمع الإنساني بعامة بأن يقوموا بدورهم في الوقوف مع إنسان غزة، وفي إسقاط مشروع التهجير القسري الذي يستهدف به فرعون العصر وطاغية الزمان إنسان غزة.
6. الوعي العالي بطبيعة المرحلة وأدوات الصراع فيها، والعمل الجاد على تمليك الأمة وأحرار العالم ما يبعث لديهم أهمية الوقوف العملي مع إنسان غزة وأحرارها ببكل رشد وحكمة، وأهمية الوقوف في وجه مشروع التهجير القسري الذي يطرحه ترامب، ومخاطره على إنسان غزة، وانتهاكه لكل دين رباني، وقانون عادل، وقيمة إنسانية، وخلق نبيل.
قلت له: فما المطلوب من عامة أبناء الأمة وشعوبها الحرة؟
فقال: المطلوب من عامة الأمة يمكن تلخيصه في ثلاثة أمور:
1. الوعي بخطورة المرحلة القادمة، وعظم حجم الإجرام الذي يراد لأهلنا في غزة، وإدراك أن المشروع الغربي لن يقف على إنسان غزة، بل سينتقل -بعد الانتهاء منه- إلى بقية المناطق المجاورة، لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، وعند ذلك سيصدق قول القائل: أكلت يوم أكل الثور البيض.
ومن المهم معرفة أن مثل هذه الأطروحات الكبيرة، قد لا تكون هي المقصودة بذاتها، بل المقصود مشاريع أقل منها، ولكن يراد تمريرها عبر طرح مثل هذه المشروعات المتعاظمة الخطر، من باب قول القائل: بشره بالموت يرضى بالحمى، وهو ما يتطلب من الأمة كما طرح – أحد كبار مفكريها- أن يقابل الطرح غير الواقعي بطرح غير واقعي حتى يتصادم غير الواقعي بمثله، ويتم إبعاد غزة بخاصة -والمنطقة بعامة- عما يراد بها من إجرام وطغيان.
2. استمرار الدعم المادي والعملي لأهلنا في غزة، ومقاومتها الباسلة، وتثبيت الناس هناك بكل سبيل متاح، لأن الحرب عليهم من جهة ما تزال في ذروتها، وإن انتهت المرحلة الأولى منها، ولأن القوة لا تردعها إلا القوة، والبأس لا يرده إلا البأس، والإصرار لا يرده إلا الإصرار، ومشاريع الشر لا يقف في وجهها غير مشاريع الخير، والاجتهاد الحثيث في الحيلولة دون تغول ترامب بمشاريعه الإجرامية عليهم، بكل سبيل متاح.
3. المجابهة الإعلامية الساعية لبث الوعي، والتعريف بالتهديدات والمخاطر، وتعرية مشاريع ترامب الإجرامية المراد تنفيذها على أرض غزة، وأنها جزء من منظومة حرب صليبية صهيونية ممتدة ضد أمة الإسلام، وأن اهل الإسلام مجتمعين مطالبين -حكومات وشعوب- بالوقوف في وجه هذه المخططات الإجرامية بكل سبيل.
والله الهادي
06.02.202511:54
غزة وتصريح الطاغية!!
قلت له: هزَّ ترامب الطاغية وجدان أمة الإسلام وإنسانية العالم بتصريحه الأخير حول غزة، والمتضمن بأن من الواجب على جميع سكان غزة مغادرة القطاع، وأنه لا خيار لهم إلا ذلك، واقترح الفرعون بأن تتولى دولا مثلا مصر والأردن استقبال عامتهم بصورة نهائية، ليكون هذا التصريح بمثابة نسخة مطورة من وعد بلفور سيء الذكر، والذي بموجبه أُقصى أهل الأرض وهجروا؛ ليحل محلهم متشردي الآفاق من صهاينة العالم، فكيف تقرأ هذا التعليق، وما الواجب حياله؟
فقال: الأمريكان شركاء حقيقيون لنتنياهو وحكومته المجرمة في إبادة غزة: إنسانها وعمرانها، -شركاء في التسليح والتمويل والرعاية الدولية- وهم بعد أن أخفقوا في كسر إرادة شعب غزة المسلم وقيادته المجاهدة، وفي تدمير روحهم المعنوية، وبعد أن فشلوا في تفتيت وحدتهم، وفي تهجيرهم من خلال القتل والتدمير والتجويع ومئات الآلاف من القنابل والصواريخ يسعون اليوم إلى تحقيق ذلك تحت غطاء تعمير غزة وتشييدها.
فهذه خلفية هذا التصريح الإجرامي وما يرمي إليه، وبعيدا عن إمكانية تحقيق ذلك على الأرض، فإن ما يكشف عنه في ظل نظام الاستكبار العالمي هذا: أن إنسان غزة أمام مشهد آخر من مشاهد الابتلاء الكبير، لا يقل عن مشهد الابتلاء الأول، إن من جهة إحكام قبضة التجويع والحصار عليه، وإن من جهة تأخير مشاريع الإعمار، وإن جهة التمهيد لفتح آفاق جديدة للحرب بصورة تبقي إنسانها الأعزل عرضة لضربات نتنياهو الإجرامية وتدمير جيشه للقطاع، أمام نظر العالم وتفرج شعوبه.
وفي المقابل، فقد جاء تصريح ترامب هذا، كمسمار أخير في نعش القانون الدولي، وبمثابة سقوط مريع للقيم الإنسانية، التي ظلت الدول الغربية ترفعها كشعار لحضارتها، مع أنها كانت تمارسه خارج بلدانها كأداة للهيمنة والابتزاز تحت أردية حقوق الإنسان والمرأة والطفل والأقليات والشواذ.
كما جاء هذا التصريح الأهوج مؤذن بانقلاب عالمنا، -والذي تقوده المكنة الغربية برئاسة أمريكا- من مرحلة حكم القانون -وإن كان تطبيقه من بداياته انتقائيا وأعرجا وغشوما- إلى مرحلة العنجهية والاستكبار الصريح، والذي تصبح فيه رغبة الحاكم الطاغية، وأطماع فريق دولته السفاك الفاجر، -من خلال أدواتهم الباطشة، ونفوذهم الطاغي-هي القانون الحاكم والإرادة النافذة.
قلت له: فما الواجب حيال ذلك؟!
فقال: ما لا يدركه الغرب وطلائعه في المنطقة بأنا أمة تمرض ولكن لا تموت، وبأن ما يمارسونه من قتل وبطش وطغيان يبث فينا روح الحياة من جديد، ويقودنا نحن الصلابة والتماسك والعزة، ويعيدنا إلى دوائر الإيمان والقيم، على خلاف ما يريدون ويكيدون.
ومما لا يدركه الغرب أن نصوص ملتنا الثابتة قد بشرتنا بأن المستقيل لهذا الدين، وأن جنده لهم المنصورون الباقون على هذه الأرض الطيبة بقيمها وثبات أهلها وشموخ شبابها، وأن الشام كلها، هي شام الإيمان وأرض الإسلام، رضي من رضي، وكاد من كاد.
أما عن المطلوب من إنسان غزة في هذه المرحلة بصفة خاصة، فيمكن إيجاز أبرزه في أمور، منها:
1. ضرورة الاعتصام بالله، والثقة بنصره، والرضى بحكمه، وحفظ أمره ونهيه، وحسن الظن به، والتواصي بذلك، فالله يقول: (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، أي: ومن يستمسك بدين الله فقد وفقه الله للسبيل الموصل إلى مرضاته سبحانه. ويقول تعالى:(وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)، أي: أوصى بعضهم بعضا بالاستقامة على القرآن، وملازمة هدي النبي ﷺ. ويقول سبحانه -في الحديث القدسي-: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء)، قال العلماء: فمن ظن أن الله ينصره نصره، ومن ظن أن الله يمكنه مكن له، ومن ظن أن الله يفرج عنه فرج عنه، ومن ظن أن الله يحيق بعدوه أحاق به. ويقول ﷺ: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت: فاسأل الله، وإذا استعنت: فاستعن بالله، فقد رفعت الأقلام، وجفت الكتب، فلو جاءت الأمة ينفعونك بشيء لم يكتبه الله عز وجل لك، لما استطاعت، ولو أرادت أن تضرك بشيء لم يكتبه الله لك، ما استطاعت)، فمن حفظ الله -بحفظ فرائضه وحدوده، وملازمة تقواه، واجتناب نهيه وما لا يرضاه- حفظه الله في نفسه وأهله ودنياه ودينه، إذ الجزاء من جنس العمل، ولا حكم في أرض الله إلا لله، (وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله).
2. الصبر على البلاء، والتواصي بالثبات، فإن ذلك مفتاح النصر وطريق التمكين والبوابة الكبيرة للأجر، فالله تعالى يقول في تعداده صفات أهل الفلاح: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، أي: وأوصى بعضهم بعضا بالثبات على الحق، والصبر عند نزول الشدائد والآلام. ويقول ﷺ: (واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)، ويقول ﷺ: (ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر).
قلت له: هزَّ ترامب الطاغية وجدان أمة الإسلام وإنسانية العالم بتصريحه الأخير حول غزة، والمتضمن بأن من الواجب على جميع سكان غزة مغادرة القطاع، وأنه لا خيار لهم إلا ذلك، واقترح الفرعون بأن تتولى دولا مثلا مصر والأردن استقبال عامتهم بصورة نهائية، ليكون هذا التصريح بمثابة نسخة مطورة من وعد بلفور سيء الذكر، والذي بموجبه أُقصى أهل الأرض وهجروا؛ ليحل محلهم متشردي الآفاق من صهاينة العالم، فكيف تقرأ هذا التعليق، وما الواجب حياله؟
فقال: الأمريكان شركاء حقيقيون لنتنياهو وحكومته المجرمة في إبادة غزة: إنسانها وعمرانها، -شركاء في التسليح والتمويل والرعاية الدولية- وهم بعد أن أخفقوا في كسر إرادة شعب غزة المسلم وقيادته المجاهدة، وفي تدمير روحهم المعنوية، وبعد أن فشلوا في تفتيت وحدتهم، وفي تهجيرهم من خلال القتل والتدمير والتجويع ومئات الآلاف من القنابل والصواريخ يسعون اليوم إلى تحقيق ذلك تحت غطاء تعمير غزة وتشييدها.
فهذه خلفية هذا التصريح الإجرامي وما يرمي إليه، وبعيدا عن إمكانية تحقيق ذلك على الأرض، فإن ما يكشف عنه في ظل نظام الاستكبار العالمي هذا: أن إنسان غزة أمام مشهد آخر من مشاهد الابتلاء الكبير، لا يقل عن مشهد الابتلاء الأول، إن من جهة إحكام قبضة التجويع والحصار عليه، وإن من جهة تأخير مشاريع الإعمار، وإن جهة التمهيد لفتح آفاق جديدة للحرب بصورة تبقي إنسانها الأعزل عرضة لضربات نتنياهو الإجرامية وتدمير جيشه للقطاع، أمام نظر العالم وتفرج شعوبه.
وفي المقابل، فقد جاء تصريح ترامب هذا، كمسمار أخير في نعش القانون الدولي، وبمثابة سقوط مريع للقيم الإنسانية، التي ظلت الدول الغربية ترفعها كشعار لحضارتها، مع أنها كانت تمارسه خارج بلدانها كأداة للهيمنة والابتزاز تحت أردية حقوق الإنسان والمرأة والطفل والأقليات والشواذ.
كما جاء هذا التصريح الأهوج مؤذن بانقلاب عالمنا، -والذي تقوده المكنة الغربية برئاسة أمريكا- من مرحلة حكم القانون -وإن كان تطبيقه من بداياته انتقائيا وأعرجا وغشوما- إلى مرحلة العنجهية والاستكبار الصريح، والذي تصبح فيه رغبة الحاكم الطاغية، وأطماع فريق دولته السفاك الفاجر، -من خلال أدواتهم الباطشة، ونفوذهم الطاغي-هي القانون الحاكم والإرادة النافذة.
قلت له: فما الواجب حيال ذلك؟!
فقال: ما لا يدركه الغرب وطلائعه في المنطقة بأنا أمة تمرض ولكن لا تموت، وبأن ما يمارسونه من قتل وبطش وطغيان يبث فينا روح الحياة من جديد، ويقودنا نحن الصلابة والتماسك والعزة، ويعيدنا إلى دوائر الإيمان والقيم، على خلاف ما يريدون ويكيدون.
ومما لا يدركه الغرب أن نصوص ملتنا الثابتة قد بشرتنا بأن المستقيل لهذا الدين، وأن جنده لهم المنصورون الباقون على هذه الأرض الطيبة بقيمها وثبات أهلها وشموخ شبابها، وأن الشام كلها، هي شام الإيمان وأرض الإسلام، رضي من رضي، وكاد من كاد.
أما عن المطلوب من إنسان غزة في هذه المرحلة بصفة خاصة، فيمكن إيجاز أبرزه في أمور، منها:
1. ضرورة الاعتصام بالله، والثقة بنصره، والرضى بحكمه، وحفظ أمره ونهيه، وحسن الظن به، والتواصي بذلك، فالله يقول: (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، أي: ومن يستمسك بدين الله فقد وفقه الله للسبيل الموصل إلى مرضاته سبحانه. ويقول تعالى:(وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)، أي: أوصى بعضهم بعضا بالاستقامة على القرآن، وملازمة هدي النبي ﷺ. ويقول سبحانه -في الحديث القدسي-: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء)، قال العلماء: فمن ظن أن الله ينصره نصره، ومن ظن أن الله يمكنه مكن له، ومن ظن أن الله يفرج عنه فرج عنه، ومن ظن أن الله يحيق بعدوه أحاق به. ويقول ﷺ: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت: فاسأل الله، وإذا استعنت: فاستعن بالله، فقد رفعت الأقلام، وجفت الكتب، فلو جاءت الأمة ينفعونك بشيء لم يكتبه الله عز وجل لك، لما استطاعت، ولو أرادت أن تضرك بشيء لم يكتبه الله لك، ما استطاعت)، فمن حفظ الله -بحفظ فرائضه وحدوده، وملازمة تقواه، واجتناب نهيه وما لا يرضاه- حفظه الله في نفسه وأهله ودنياه ودينه، إذ الجزاء من جنس العمل، ولا حكم في أرض الله إلا لله، (وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله).
2. الصبر على البلاء، والتواصي بالثبات، فإن ذلك مفتاح النصر وطريق التمكين والبوابة الكبيرة للأجر، فالله تعالى يقول في تعداده صفات أهل الفلاح: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، أي: وأوصى بعضهم بعضا بالثبات على الحق، والصبر عند نزول الشدائد والآلام. ويقول ﷺ: (واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)، ويقول ﷺ: (ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر).
