حتى لا تتّسع الشّقّة..
بين الأخطاء الممنهجة والخلل الطبيعي:
قلّ أن يكبُر سياقٌ أو مشروع إصلاحي وتتسع دائرة تأثيره إلا ويقع من بعض المنتسبين إليه غلوّ أو تضخيم خاطئ..
وهذا لا يحمل وزره القائمون على المشاريع ما داموا نصحوا لله ورسوله، وربطوا الطلّاب بالمرجعية الكبرى (مرجعيّة الوحي) ورسّخوا فيهم الانتماء الأكبر (الانتماء للإسلام وأهله) بعيدا عن الانتماءات الضّيّقة..
بين نصح المشفق وهجوم المشنّع:
رؤية الأخطاء التي سبق ذكرها، أحيانا تدفع بعض الغيورين على الجيل -بحسن نيّة- لتعامل غير راشد مع الخطأ، بين تعميم مجحف على الطّلاب بسبب حالات قليلة (قليلة نسبيًا، ولو قيست بعدد المنتمين للمشروع لن تتجاوز نسبة تحسب على أصابع يد واحدة بالمئة)..
وبين اتهام لمناهج المشروع بأنّها تخرّج هذه النماذج بلا بيّنة واضحة!
وبين نبذه بألقاب منفّرة، إلى غير ذلك من أساليب الهجوم التي يظنّ من يسلكها أنه ناصح.
- بين عدم قبول النصح تعصّبا، والشهادة بالحقّ وفاءً:
لا ينبغي إسقاط ناقد -ولو اشتدّ أو أجحف- ما دامت سيرته ومسيرته بالعموم شاهدة على إصلاحه وحرصه على الأمة والاهتمام بها، مع رشدٍ علمي وفكريّ ومنهجي، ولا الاعتداء عليه ولا تجاوز الأدب معه، ولا اتهامه بمعاداة المصلحين ولا غير ذلك من أساليب الإسقاط..
وفي الوقت ذاته: لا يصحّ أن يوصف انتماء الطلّاب إلى مشروع، ووفاؤهم له بشهادتهم شهادة حقّ له بحسن أثره عليهم بأنه: دفاع مستميت أو تشنيع على الناصحين (الهاجمين بين قوسين)!
فحق على الطالب الذي رأى من برنامجه خيرا ولم ير منه دفعا باتجاه عصبية أو تحزّب أن يشهد بذلك، وواجب الناقد حينئذ أن ينظر بعين منصفة لردود أولئك الذي هم أبناء المشروع المطّلعون على مناهجه!
والتشنيع على الانتماء لمشروع ما دام هذا الانتماء لا يدفعهم لنصره على باطل، ولا إلى تبرؤ من مخالف، هو انتماء صحيح، لا إشكال فيه..
ووصفه بأوصاف كالتصنيم والطاغوتية ظلم في التوصيف بلا شك..
أخيرًا.. شهادةٌ لله:
الذي يعرف الشّيخ جيّدا يعرف نفور الشّيخ من أي صورة من صور التمجيد والتقديس المنحرف، وأنه يسعى لصناعة مشروع للأمّة، لا ليكون طاغوتا أو صنما كما يتّهم..
هذا كلامٌ نقوله لا تعصّبا، بل نشهد بما علِمنا وندرأ عن المسلم المصلح ما يتّهم به باطلا، وهذا حقّ طبيعي، كما أن تعرّض المشروع للنقد طبيعيّ أيضا.. فحقّ الناقد أن ينقد وحقّنا أن نبيّن..
ولكن، فليكن ذلك كلّه بنفس سويّة رزينة ترى الصورة كاملة ولا تُغرق في رؤية الخطأ والتشنيع عليه..
نسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه..
#توحيد_لا_وساطة