نقض اول واجب على المكلف فيما زعمته الاشاعرة:
الاشاعرة في جل كتبهم العقدية يشيرون الى اول واجب على المكلف وافترقوا على 12 قول اهمها:
المعرفة,النظر الموصل الى المعرفة,الشك،القصد الى النظر،اول جزء من النظر،النطق بالشهادتين.
اما المعرفة فقال به اللقاني واما من قال بجزء النظر كاول واجب اي انه المعرفة لا تحصل الا بالنظر الباقلاني و الإسفراييني واشار العضد الايجي على اتفاقهم في النظر في معرفة الله،وقيل بانه ابي الحسن الاشعري قال بالنظر الموصل الى المعرفة،اما ابن فورك و امام الحرمين الجويني بالقصد للنظر،وقال ابو الجبائي المعتزلي بالشك وهذا مما نسب الى الجويني واشار الرازي الى انه هذا مجرد خلال لفظي بين المتكلمين وذكر هذا في كتاب محصل افكار المتاخرين و المتقدمين.
اما الرد عليهم في انه اول واجب هو النظر او القصد الى النظر او المعرفة فهو كالتالي:
فانه في الكتاب و السنة لم يرد هذا،قال تعالى:وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِىٓ إِلَيْهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعْبُدُونِ
فهذه الاية تشير الى انه اول واجب هو عبادة الله،قال تعالى:
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ بن جبل: لمَّا بَعَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعَاذَا نَحْوِ اليَمَنِ قالَ له: إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم زَكَاةً في أمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِن غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ علَى فقِيرِهِمْ، فَإِذَا أقَرُّوا بذلكَ فَخُذْ منهمْ، وتَوَقَّ كَرَائِمَ أمْوَالِ النَّاسِ.
فتبين في هذا الحديث خلاف ما زعمته الاشاعرة الجهمية،قال رسول صلى الله عليه وسلم: أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ.
فيظهر مخالفة المتكلمين لاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم و النصوص القرآنية وفساد طريقة استدلالهم ظهور منهجهم الخبيث.