

19.04.202521:37
07.04.202517:10
05.04.202501:36
31.03.202513:30
14.03.202505:26
09.03.202502:29
فائدة لغوية من تفسير الطبري و بيان الفرق بين العَدل و العِدل
قال الإمام أبو جعفر الطبري في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ :
قال الإمام أبو جعفر الطبري في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ :
«العدل» -في كلام العرب بفتح العين-: الفدية [...] وإنما قيل للفدية من الشيء والبدل منه«عدل»، لمعادلته إياه وهو من غير جنسه; ومصيره له مثلا من وجه الجزاء، لا من وجه المشابهة في الصورة والخلقة، كما قال جل ثناؤه: (وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا) [الأنعام: ٧٠] بمعنى: وإن تفد كل فدية لا يؤخذ منها. يقال منه: «هذا عدله وعديله». وأما«العدل» بكسر العين، فهو مثل الحمل المحمول على الظهر، يقال من ذلك: «عندي غلام عدل غلامك، وشاة عدل شاتك» -بكسر العين-، إذا كان غلام يعدل غلاما، وشاة تعدل شاة. وكذلك ذلك في كل مثل للشيء من جنسه. فإذا أريد أن عنده قيمته من غير جنسه نصبت العين فقيل: «عندي عدل شاتك من الدراهم». وقد ذكر عن بعض العرب أنه يكسر العين من «العدل» الذي هو بمعنى الفدية لمعادلة ما عادله من جهة الجزاء، وذلك لتقارب معنى العدل والعدل عندهم، فأما واحد «الأعدال» فلم يسمع فيه إلا«عدل» بكسر العين.تفسير الطبري جامع البيان 📚
11.04.202501:15
متى يحتج على الذنب بالقدر؟
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
ثم قال:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
الاحتجاج بالقدر على الذنب ينفع في موضع، ويضر في موضع، فينفع إذا احتُجَّ به بعد وقوعه والتوبة منه وتَرْك معاودته، كما فعل آدم عليه السلام، فيكون في ذكر القدر إذ ذاك من التوحيد ومعرفة أسماء الربّ وصفاته وذكرها ما ينتفع به الذاكر والسامع؛ لأنه لا يَدفع بالقدر أمرًا ونهيًا؛ ولا يُبْطِل به شريعة، بل يُخبر بالحق المحض على وجه التوحيد، والبراءة من الحول والقوة.يوضحه أن آدم عليه السلام قال لموسى: «أتلومني على أن عملتُ عملًا كان مكتوبًا عليَّ قبل أن أُخلق؟»، فإذا أذنب الرجل ذنبًا ثم تاب منه توبة نصوحًا، وزال أثره وموجبه حتى كأن لم يكن، فأنَّبه مؤنِّب عليه ولامه حَسُنَ منه أن يحتج بالقدر بعد ذلك، ويقول: هذا أمر كان قد قُدِّر عليَّ قبل أن أُخلق، فإنه لم يَدفع بالقدر حقًّا، ولا ذكره حجة له على الباطل، فلا محذور في الاحتجاج به.شفاء العليل ٥٨/١-٥٩ 📚
ثم قال:
وأما الموضع الذي يضرّ الاحتجاج به ففي الحال أو المستقبل؛ بأن يرتكب فعلًا محرمًا، أو يترك واجبًا فيلومه عليه لائم، فيحتج بالقدر على إقامته عليه وإصراره، فيُبطل بالاحتجاج به حقًّا، ويرتكب باطلًا، كما احتجَّ به المُصِرّون على شركهم وعبادتهم غير الله فقالوا: ﴿لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا﴾ [الأنعام: ١٤٨]، و﴿لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ﴾ [الزخرف:٢٠]، فاحتجوا به مُصَوِّبين لما هم عليه، وأنهم لم يندموا على فعله، ولم يعزموا على تركه، ولم يقروا بفساده، فهذا ضدُّ احتجاج مَن تبين له خطأ نفسه، وندم وعزم كل العزم على أن لا يعود، فإذا لامه لائم بعد ذلك قال: كان ما كان بقدر الله.شفاء العليل ٥٩/١ 📚
و نكتة المسألة: أن اللوم إذا ارتفع صحَّ الاحتجاج بالقدر، وإذا كان اللوم واقعًا فالاحتجاج بالقدر باطل.
06.04.202518:57
المقطع من تصميم الأخ : أبو عبد الله
رابط حساب الأخ على التيك توك : https://www.tiktok.com/@shra_153?_t=ZM-8vJXf9QEXWZ&_r=1
رابط حساب الأخ على التيك توك : https://www.tiktok.com/@shra_153?_t=ZM-8vJXf9QEXWZ&_r=1
01.04.202521:15
تهافت الزائفة و الكثيرية.
يقول الزائف : "أن القول بمخلوقية الصوت يقتضي القول بخلق القرآن إذ أن القرآن لا ينفك عن الصوت في الخارج فيلزم وقوع الخلق على القرآن."
قلت: قد بينت في مقال سابق أن هذه القاعدة يلزم منها لوازم كفرية لا محيد عنها إلا أني أريد بهذا المقال أن أبين أنّ هؤلاء يقعون في الذي يكفرون به الناس و أن قائل هذا الكلام لا يعي ما يقول فإنهم لا ينازعون في كون الصوت أثناء قراءة القرآن هو صوت القارئ كما دلت عليه الآثار :
قال يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير،عن ابن عباس رضي الله عنهما:
قال مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ التَّمَّارِ، عَنِ الْبَيَاضِيِّ
عن ابراهيم الحربي قال:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال ص77 📚
قال عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا صفوان بن عمرو بن قيس، قال: حدثني عاصم بن حميد، عن معاذ بن جبل، قال:
قلت: و الآثار في هذا الباب كثيرة و المقصود بيان أن الرسول ﷺ و الصحابة و السلف كانوا ينسبون الصوت للقارئ أثناء قراءة القرآن و دعاء الله بأسمائه، فإذا تبين هذا فاعلم أنه لا فرق بين قول القائل "الصوت مخلوق" و بين قوله "الصوت صوت القارئ" فمن جعل القول الأول كفرا لزمه ذلك في الثاني لا محالة.
و بيان الأمر أن هؤلاء يزعمون أن قول القائل أن الصوت أثناء القراءة مخلوق يلزم منه وقوع الخلق على القرآن إذ أن هذا الصوت يشتمل على قرآن.
فعلى أصولهم نسبة هذا الصوت المشتمل على القرآن للعبد - كما فعله السلف - يلزم منه نسبة القرآن للبشر، و لا فرق بين القول الأول و الثاني، فالقائل بأن القرآن مخلوق كالقائل بأنه قول البشر.
قال الإمام أبو سعيد رحمه الله:
قلت: قد وضح الإمام أنه لا فرق بين قول القائل أن القرآن مخلوق و القول أنه قول البشر،
و نحن نقول لمن جعل القول بمخلوقية الأصوات كفرا، أنه لا فرق بين هذا و بين قول الصوت صوت البشر و على هذا يلزمكم:
١- إما جعل نسبة الصوت للقارئ كفرا و تضليل كل من نسبه للقارئ بل يلزمكم تضليل الرسول ﷺ ! و هذا الكفر البواح.
٢- و إما التوقف عن نسبة الصوت للقارئ فتكونون في أحسن الأحوال ضلال مخالفين لهدي الرسول و السلف.
٣- و إما تجويز إطلاق القول بخلق الأصوات حتى لا تقعوا في المحذورين و هو المطلوب.
هذا و الله أعلم
يقول الزائف : "أن القول بمخلوقية الصوت يقتضي القول بخلق القرآن إذ أن القرآن لا ينفك عن الصوت في الخارج فيلزم وقوع الخلق على القرآن."
قلت: قد بينت في مقال سابق أن هذه القاعدة يلزم منها لوازم كفرية لا محيد عنها إلا أني أريد بهذا المقال أن أبين أنّ هؤلاء يقعون في الذي يكفرون به الناس و أن قائل هذا الكلام لا يعي ما يقول فإنهم لا ينازعون في كون الصوت أثناء قراءة القرآن هو صوت القارئ كما دلت عليه الآثار :
قال يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير،عن ابن عباس رضي الله عنهما:
في قوله تعالى: ﴿ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها﴾. قال: نزلت ورسول الله ﷺ مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه ﷺ: ﴿ولا تجهر بصلاتك﴾ أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ﴿ولا تخافت بها﴾ عن أصحابك فلا تسمعهم ﴿وابتغ بين ذلك سبيلا﴾.صحيح البخاري حديث رقم ٤٤٤٥ 📚
قال مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ التَّمَّارِ، عَنِ الْبَيَاضِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ. وَقَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ بِمَا يُنَاجِيهِ بِهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ»موطأ مالك رواية يحيى بن يحيى الليثي حديث رقم ٢٩ 📚
عن ابراهيم الحربي قال:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ، قَالَ: يَعْنِي حَسِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ عَلَى قَدْرِ مَا يُمْكِنَكُمْ.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال ص77 📚
قال عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا صفوان بن عمرو بن قيس، قال: حدثني عاصم بن حميد، عن معاذ بن جبل، قال:
«لن تروا من الأئمة إلا غلظة، ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم إلا حضره بعده ما هو أشر منه، أكثر أمير وشر تأمير» . قال أبو عبد الله: اللهم رضينا، يمد بها صوته مرتين أو ثلاثة.السنة للخلال أثر رقم ٣٠ 📚
قلت: و الآثار في هذا الباب كثيرة و المقصود بيان أن الرسول ﷺ و الصحابة و السلف كانوا ينسبون الصوت للقارئ أثناء قراءة القرآن و دعاء الله بأسمائه، فإذا تبين هذا فاعلم أنه لا فرق بين قول القائل "الصوت مخلوق" و بين قوله "الصوت صوت القارئ" فمن جعل القول الأول كفرا لزمه ذلك في الثاني لا محالة.
و بيان الأمر أن هؤلاء يزعمون أن قول القائل أن الصوت أثناء القراءة مخلوق يلزم منه وقوع الخلق على القرآن إذ أن هذا الصوت يشتمل على قرآن.
فعلى أصولهم نسبة هذا الصوت المشتمل على القرآن للعبد - كما فعله السلف - يلزم منه نسبة القرآن للبشر، و لا فرق بين القول الأول و الثاني، فالقائل بأن القرآن مخلوق كالقائل بأنه قول البشر.
قال الإمام أبو سعيد رحمه الله:
فمن ذلك ما أخبر الله تعالى في كتابه عن زعيم هؤلاء الأكبر، وإمامهم الأكفر، الذي ادعى أولا أنه مخلوق، وهو الوحيد، واسمه الوليد بن المغيرة، فأخبر الله عن الكافر دعواه فيه، ثم أنكر عليه دعواه، وردها عليه، ووعده النار إن ادعى أن قول الله قول البشر.الرد على الجهمية للدارمي ١٨٤📚
وقوله: ﴿إن هذا إلا قول البشر﴾ [المدثر: ٢٥] . وقول هؤلاء الجهمية: هو مخلوق، واحد لا فرق بينهما، فبئس التابع، وبئس المتبوع قال الله تعالى: ﴿ذرني ومن خلقت وحيدا﴾ [المدثر: ١١] إلى قوله: ﴿ثم عبس وبسر، ثم أدبر واستكبر، فقال إن هذا إلا سحر يؤثر، إن هذا إلا قول البشر، سأصليه سقر﴾ [المدثر: ٢٣] . يعني أنه ليس بقول البشر كما ادعى الوليد، ولكنه قول الله عز وجل.
قلت: قد وضح الإمام أنه لا فرق بين قول القائل أن القرآن مخلوق و القول أنه قول البشر،
و نحن نقول لمن جعل القول بمخلوقية الأصوات كفرا، أنه لا فرق بين هذا و بين قول الصوت صوت البشر و على هذا يلزمكم:
١- إما جعل نسبة الصوت للقارئ كفرا و تضليل كل من نسبه للقارئ بل يلزمكم تضليل الرسول ﷺ ! و هذا الكفر البواح.
٢- و إما التوقف عن نسبة الصوت للقارئ فتكونون في أحسن الأحوال ضلال مخالفين لهدي الرسول و السلف.
٣- و إما تجويز إطلاق القول بخلق الأصوات حتى لا تقعوا في المحذورين و هو المطلوب.
هذا و الله أعلم
16.03.202505:57
الرد على من فوّض أو حرّف صفة الغيرة و المحبة.
حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
صحيح مسلم حديث رقم ٢٧٦١📚
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ ورَّاد كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ:
قال ابن تيمية رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية:
و قال:
ثم قال :
هذا و الله أعلم.
حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ .»
صحيح مسلم حديث رقم ٢٧٦١📚
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ ورَّاد كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ:
قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقال: (تعجبون مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حرَّم الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أجل ذلك وعد الله الجنة).صحيح البخاري حديث رقم ٦٩٨٠ 📚
قال ابن تيمية رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية:
أنه - ﷺ - قال : (لا أحد أغير من الله) وقال : (الله أغير مني) وصيغة أفعل التفضيل توجب الاشتراك في معنى اللفظ مع رجحان المفضل أو اختصاص المفضل بمعنى اللفظ ولا يجوز اختصاص المفضول بمعنى اللفظ وهذا يوجب أن يكون الله موصوفًا بالغيرة على كل تقدير ثم يقال التفضيل بصيغة أفعل ليس في مجرد اللفظ ولا يجوز أن يكون للفظ معنيان واللفظ يقال عليهما بالاشتراك اللفظي أو بالحقيقة والمجاز بل يجب أن يكون اللفظ دالًاّ عليهما بالتواطؤ أو التشكيك الذي هو نوع من المتواطئ فلا يقال هذا أجسم من هذا ويكون المراد بهما كثافة أحدهما وكبر قدر الآخر بل يكون اللفظ دالًاّ على المعنيين بالتواطؤ.ج/ص ٤١٨/٧ 📜
و قال:
أنه - ﷺ - قال (ما أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) و في اللفظ الآخر (من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) وهذا نص صريح في إثبات السبب الذي هو الغيرة والمسبب الذي هو المنع والزجر وأنه من أجل غيرته التي هي السبب كان هذا المسبب الذي هو التحريم فجَعْلُ معنى الغيرة هو معنى التحريم الذي هو المنع والزجر تكذيب صريح للرسول ﷺ وهو في الحقيقة قول الجهمية لكن منهم من يعلم بذلك فيكون منافقًا ومنهم جُهال لا يعلمون أنهم مكذبون له.ج/ص ٤٢١/٧ 📜
ثم قال :
أنه - ﷺ - قال (لا أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه ومن اجل ذلك وعد الله بالجنة ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث المنذرين) كما قال (ولا أحد أغير من الله ومن أجل غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) فجعل محبته للعذر سببًا لإرسال النذر ومحبته للمدح سببًا لمدح نفسه ولوعده عباده بالجنة وهذا يقرر أن المحبة والغيرة هي السبب في الأقوال المذكورة ليست هي نفس الأقوال التي هي الوعد والإرسال والمدح والنهي.ج/ص ٤٢١/٧ 📜
هذا و الله أعلم.
10.03.202505:51
و أيضا ما قرره الغزالي في كتابه إلجام العوام، قال:
قلت: هذا إقرار منه على أن النبي لم يصرح بالعقيدة التي يزعم أنها حق و الأمثلة على هذا من كلام أئمة هؤلاء كثيرة لا يحتملها المقال و المقصود بيان مشابهتهم لليهود فكما أن اليهود قالوا أن النبي مبعوث إلى باقي الأمم دونهم قال هؤلاء - الجهمية - أن الاعتقاد بظواهر النصوص يكون للعوام دونهم و معلوم بالضرورة من دين الإسلام أن الله خاطب الناس كافة بخطاب واحد كما أن الرسول ﷺ بعث للناس كافة فاليهود يكفرون بقوله تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) و هؤلاء الذين يزعمون أن الرسل عليهم السلام يقرون العوام على الباطل يكفرون بقوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فالرسول عندهم لم يبين لهم بل قولهم فيه رد لمضمون الشطر الثاني من الشاهدتين فالإقرار بأن محمد رسول الله يتضمن الإقرار بأنه بلغ الرسالة للعالمين على أكمل وجه لا خلاف على هذا بين المسلمين و هؤلاء الملاحدة يزعمون أنه أقرهم على الباطل و هذا كفر صريح و أي شيء بقي من الرسالة إذا جاز على الأنبياء هذا؟ فشابهوا بذلك منافقي أهل الكتاب و (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) و اليهود نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم و اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان و هؤلاء نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم و اتبعوا ما تتلوا عليهم شياطين اليونان و إن كان منهم من يمنع تحديث الناس بآيات الصفات إلا أنهم متفقون جميعا على أصل واحد و هو الكفر بظواهر النصوص و كما قال فيهم الإمام أحمد قدس الله روحه أنهم : مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب.
فالحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا
و جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
هذا و الله أعلم.
فإن قيل : فلِمَ لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله ولم يقل [الرسول ﷺ] أنه موجود ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا هو داخل العالم ولا خارجه ولا متّصل و لا مُنفصل ولا هو في مكان ولا هو في جهة ، بل الجهات كلّها خالية عنه. فهذا هو الحق عند قوم والإفصاح عنه كذلك كما فصح عنه المتكلّمون ممكن ، ولم يكن في عبارته قصور ولا في رغبته في كشف الحق فتور ولا في معرفته نقصان.إلجام العوام عن علم الكلام ١٣٣📚
قلنا: من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بأنّ هذا لو ذكره لنفَرَ الناس عن قبوله ، ولبادروا بالإنكار وقالوا : هذا عين المحال و وقعوا في التعطيل ، ولا خير في المبالغة في تنزيه ينتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلّين ، وقد بُعث رسول الله ﷺ داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمة للعالمين ، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين…وأمّا إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمّة الأمية.
قلت: هذا إقرار منه على أن النبي لم يصرح بالعقيدة التي يزعم أنها حق و الأمثلة على هذا من كلام أئمة هؤلاء كثيرة لا يحتملها المقال و المقصود بيان مشابهتهم لليهود فكما أن اليهود قالوا أن النبي مبعوث إلى باقي الأمم دونهم قال هؤلاء - الجهمية - أن الاعتقاد بظواهر النصوص يكون للعوام دونهم و معلوم بالضرورة من دين الإسلام أن الله خاطب الناس كافة بخطاب واحد كما أن الرسول ﷺ بعث للناس كافة فاليهود يكفرون بقوله تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) و هؤلاء الذين يزعمون أن الرسل عليهم السلام يقرون العوام على الباطل يكفرون بقوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فالرسول عندهم لم يبين لهم بل قولهم فيه رد لمضمون الشطر الثاني من الشاهدتين فالإقرار بأن محمد رسول الله يتضمن الإقرار بأنه بلغ الرسالة للعالمين على أكمل وجه لا خلاف على هذا بين المسلمين و هؤلاء الملاحدة يزعمون أنه أقرهم على الباطل و هذا كفر صريح و أي شيء بقي من الرسالة إذا جاز على الأنبياء هذا؟ فشابهوا بذلك منافقي أهل الكتاب و (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) و اليهود نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم و اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان و هؤلاء نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم و اتبعوا ما تتلوا عليهم شياطين اليونان و إن كان منهم من يمنع تحديث الناس بآيات الصفات إلا أنهم متفقون جميعا على أصل واحد و هو الكفر بظواهر النصوص و كما قال فيهم الإمام أحمد قدس الله روحه أنهم : مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب.
فالحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا
و جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
هذا و الله أعلم.
05.03.202500:09
بعض الأوجه القوية التي رد بها شيخ الإسلام على من تأول حديث الصورة من بيان تلبيس الجهمية
١ - بيان متانة رد الإمام أحمد على من جعل الضمير عائدا إلى آدم أو إلى غيره :
ثم قال في موضع آخر :
٢ - الرد على من زعم أن العلة من ضرب الوجه مشابهة وجه المضروب لوجه آدم :
و قال:
٣ - بيان فساد قول من زعم أن العلة كون آدم خلق من غير آباء أو من غير مادة - كما يزعمه بعض الجهمية - و أن هذا خاص بآدم عليه السلام :
٤ - الرد على من فسر "على صورته" بالصورة التي كانت في علم الله قبل خلقه:
هذا و الله أعلم.
١ - بيان متانة رد الإمام أحمد على من جعل الضمير عائدا إلى آدم أو إلى غيره :
ذرية آدم خلقوا على صورة آدم لم يخلق آدم على صورهم فإن مثل هذا الخطاب إنما يقال فيه خلق الثاني المتأخر في الوجود على صورة الأول المتقدم وجوده لا يقال إنه خلق الأول على صورة الثاني المتأخر في الوجود كما يقال خلق الخلق على غير مثال أو نسج هذا على مثال هذا ونحو ذلك فإنه في جميع هذا إنما يكون المصنوع المقيس متأخرًا في الذكر عن المقيس عليه وإذا قيل خلق الولد على صورة أبيه أو على خلق أبيه كان كلامًا سديدًا.ج/ص : ٤٢٧/٦ 📜
ثم قال في موضع آخر :
ما أبطل به الإمام أحمد هذا التأويل حيث قال من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه وهذا الوجه الذي ذكره الإمام أحمد يعم الأحاديث يعم قوله ابتداء إن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ويعم قوله لا تقبحوا الوجه وإذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته وذلك أن قوله خلق الله آدم على صورته يقتضي أنه كان له صورة قبل الخلق خلقه عليه فإن هذه العبارة لا تستعمل إلا في مثل ذلك وبمثل هذا أبطلنا من يقول إن الضمير عائد إلى المضروب فإن المضروب متأخر عن آدم ولا يجوز في مثل هذا الكلام أن تكون الصورة التي خلق عليها آدم متأخرة عن حين خلقه سواء كانت هي صورته أو صورة غيره فإذا قيل عملت هذا على صورة هذا أو على مثال هذا أو لم يعمل هذا على صورة غيره أو لم يعمل على مثال أو لم ينسج على منوال غيره كما يقال في تمجيد الله تعالى خلق الله العالم على غير مثال والإبداع خلق الشيء على غير مثال ونحو ذلك من العبارات كان معناها المعلوم بالاضطرار من اللغة عند العامة والخاصة أن ذلك على صورة ومثال متقدم عليه أو لم يعمل على صورة ومثال متقدم عليه وذلك أن هذا اللفظ تضمن معنى القياس فقوله خلق أو عمل أو صنع على صورة كذا أو مثاله أو منواله تضمن معنى قيس عليه وقدر عليه وإذا كان كذلك فجميع ما يذكر من التأويلات مضمونه أو صورته تأخرت عنه فتكون باطلة وأيضًا فمن المعلوم بالضرورة أنه لم تكن لآدم صورة خلق عليها قبل صورته التي خلقها الله تعالى.ج/ص : ٤٣٧/٦ 📜
٢ - الرد على من زعم أن العلة من ضرب الوجه مشابهة وجه المضروب لوجه آدم :
كون الوجه يشبه وجه آدم هو مثل كون سائر الأعضاء تشبه أعضاء آدم فإن رأس الإنسان يشبه رأس آدم ويده تشبه يده ورجله تشبه رجله وبطنه وظهره وفخذه وساقه يشبه بطن آدم وظهره وفخذه وساقه فليس للوجه بمشابهة آدم اختصاص بل جميع أعضاء البدن بمنزلته في ذلك فلو صلح أن يكون هذا علة لمنع الضرب لوجب أن لا يجوز ضرب شيء من أعضاء بني آدم لأن ذلك جميعه على صورة أبيهم آدم وفي إجماع المسلمين على وجوب ضرب هذه الأعضاء في الجهاد للكفار والمنافقين وإقامة الحدود مع كونها مشابهة لأعضاء آدم وسائر النبيين دليلٌ على أنه لا يجوز المنع من ضرب الوجه ولا غيره لأجل هذه المشابهة.ج/ص : ٤٣٠/٦ 📜
و قال:
الله خلق سائر أعضاء آدم على صورة آدم بأي وجه فسر ذلك فلا فرق بين الوجه وسائر الأعضاء في هذا الحكم فلو كان خلق آدم على صورة آدم مانعًا من ضرب الوجه أو تقبيحه لوجب أن يكون مانعًا من ضرب سائر الأعضاء وتقبيح سائر الصور وهذا معلوم الفساد في العقل والدين وتعليل الحكم الخاص بالعلة المشتركة من أقبح الكلام وإضافة ذلك إلى النبي ﷺ لا صدر إلا عن جهل عظيم أو نفاق شديد إذ لا خلاف في علمه وحكمته وحسن كلامه وبيانه.ج/ص : ٤٣٥/٦ 📜
٣ - بيان فساد قول من زعم أن العلة كون آدم خلق من غير آباء أو من غير مادة - كما يزعمه بعض الجهمية - و أن هذا خاص بآدم عليه السلام :
أن هذا تعليل للحكم بما يوجب نفيه وهذا من أعظم التناقض وذلك أنهم تأولوا الحديث على أن آدم لم يخلق من نطفة وعلقة ومضغة وعلى أنه لم يتكون في مدة طويلة بواسطة العناصر وبنوه قد خلقوا من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة وخلقوا في مدة من عناصر الأرض فإن كانت العلة المانعة من ضرب الوجه وتقبيحه كونه خلق على ذلك الوجه وهذه العلة منتفية في بنيه فينبغي أن يجوز ضرب وجوه بنيه وتقبيحها لانتفاء العلة فيها فإن آدم هو الذي خلق على صورته دونهم إذ هم لم يخلقوا كما خلق آدم على صورهم التي هم عليها بل نقلوا من نطفة إلى علقة إلى مضغة.ج/ص : ٤٣٦/٦ 📜
٤ - الرد على من فسر "على صورته" بالصورة التي كانت في علم الله قبل خلقه:
جميع ما يذكر من التأويل كقول القائل خلق آدم على صورة آدم موجود نظيره في جميع المخلوقات فإنه إن أريد بذلك على صورتها الثابتة في القدر في علم الله وكتابه أي على صفتها التي هي عليها أو غير ذلك فهذا موجود نظيره في سائر المخلوقات من السموات والأرض وما بينهما ومن الملائكة والجن والبهائم بل وذرية آدم كذلك فإنهم خلقوا على صورهم كما يذكرونه في معنى قولهم خلق الله آدم على صورة آدم.ج/ص : ٤٣٩/٦ 📜
هذا و الله أعلم.
07.04.202523:36
و قال:
قلت: و مما يدل على ذلك ما تواتر عن الإمام أحمد حيث قال: قراءة حمزة لا تعجبني، و معلوم أن الذي لا يعجبه غير القرآن فتكون القراءة على هذا التقدير غير المقروء. و لهذا مجرد موافقة البخاري للجهمية لفظا لا يوجب تبديعه فضلا عن تكفيره كما تفعله الزائفة، و من جعل قوله كفرا لزمه أن يجعل قول أحمد كفرا.
فإن اعترض معترض و قال: القول برداءة أو سوء القراءة ليس فيه إيهام كما في القول بمخلوقيتها.
قيل: هذا له حظ من النظر، و لكن كون القول مُوهِم لا يوجب كفره خصوصا إذا تبين مقصده فلو قال قائل أن الله ليس في السماء و كان يقصد أن الله غير محوي في سماءه المخلوقة كان كلامه صحيحا و لم يكن بقوله هذا كافرا، و المقصود هنا الرد على من جعل العلة من كفر القائل بخلق التلاوة وقوع الخلق على القرآن و إن كان قصده صحيحا، فهذا يلزمه في كل من قال أن القراءة سيئة أو رديئة فإن هذه المعاني لو وقعت على القرآن لكان كفرا باتفاق فمن جعل معنى يقع عليه دون الآخر كان فعله تفريق بين المتماثلات.
و من جعل مجرد الموافقة في اللفظ دون المعنى كفرا كان كمن جعل الصحابة الذين قالوا للنبي "راعنا" مثل اليهود الذين قالوها للنبي استهزاءً فقد اتفقت الألفاظ و اختلفت المقاصد، لكن لما أنزل الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) كان الواجب ترك استعمال هذا اللفظ و الامتثال لأمر الله حتى يمتاز الخبيث من الطيب. و أيضا حين ظهرت الجهمية صار أهل السنة يوجبون على الناس قول القرآن كلام الله غير مخلوق و لا يقفون فقط عند كلام الله.
قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ مُهَنَّا:
إذا تبين ذلك، لما كان من إطلاق الخلق على القراءة و التلاوة ما فيه من الإيهام و تناوله لمعاني عديدة و تستر الجهمية بتلك المعاني و التذرع بذلك إلى القول بخلق القرآن كما تقدم ذكره، كان الواجب اتباع إمام الأثرية أحمد بن حنبل قدس الله روحه و الامتناع عن هذه الإطلاقات لسد الذريعة و حتى يمتاز أهل السنة من الجهمية و ليميز الله الخبيث من الطيب، و إن كان لكل مقام مقال.
هذا و الله أعلم.
وَالْبُخَارِيُّ إنَّمَا يُثْبِتُ خَلْقَ أَفْعَالِ الْعِبَادِ حَرَكَاتِهِمْ وَأَصْوَاتِهِمْ. وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ هِيَ فِعْلُ الْعَبْدِ يُؤْمَرُ بِهِ وَيُنْهَى عَنْهُ. وَأَمَّا الْكَلَامُ نَفْسُهُ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ. وَلَمْ يَقُلْ الْبُخَارِيُّ إنَّ لَفْظَ الْعَبْدِ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرَ مَخْلُوقٍ كَمَا نَهَى أَحْمَد عَنْ هَذَا وَهَذَا. وَاَلَّذِي قَالَ الْبُخَارِيُّ إنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنْ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَصِفَاتِهِمْ لَمْ يَقُلْ أَحْمَد وَلَا غَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ إنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَإِنْ سَكَتُوا عَنْهُ لِظُهُورِ أَمْرِهِ وَلِكَوْنِهِمْ كَانُوا يَقْصِدُونَ الرَّدَّ عَلَى الْجَهْمِيَّة. وَاَلَّذِي قَالَ أَحْمَد إنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ لَا صِفَةُ الْعِبَادِ لَمْ يَقُلْ الْبُخَارِيُّ إنَّهُ مَخْلُوقٌ. وَلَكِنَّ أَحْمَد كَانَ مَقْصُودُهُ الرَّدَّ عَلَى مَنْ يَجْعَلُ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقًا إذَا بُلِّغَ عَنْ اللَّهِ وَالْبُخَارِيَّ كَانَ مَقْصُودُهُ الرَّدَّ عَلَى مَنْ يَقُولُ: أَفْعَالُ الْعِبَادِ وَأَصْوَاتُهُمْ غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ. وَكِلَا الْقَصْدِينَ صَحِيحٌ لَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا.مجموع الفتاوى ٣٩٢/١٦ 📚
قلت: و مما يدل على ذلك ما تواتر عن الإمام أحمد حيث قال: قراءة حمزة لا تعجبني، و معلوم أن الذي لا يعجبه غير القرآن فتكون القراءة على هذا التقدير غير المقروء. و لهذا مجرد موافقة البخاري للجهمية لفظا لا يوجب تبديعه فضلا عن تكفيره كما تفعله الزائفة، و من جعل قوله كفرا لزمه أن يجعل قول أحمد كفرا.
فإن اعترض معترض و قال: القول برداءة أو سوء القراءة ليس فيه إيهام كما في القول بمخلوقيتها.
قيل: هذا له حظ من النظر، و لكن كون القول مُوهِم لا يوجب كفره خصوصا إذا تبين مقصده فلو قال قائل أن الله ليس في السماء و كان يقصد أن الله غير محوي في سماءه المخلوقة كان كلامه صحيحا و لم يكن بقوله هذا كافرا، و المقصود هنا الرد على من جعل العلة من كفر القائل بخلق التلاوة وقوع الخلق على القرآن و إن كان قصده صحيحا، فهذا يلزمه في كل من قال أن القراءة سيئة أو رديئة فإن هذه المعاني لو وقعت على القرآن لكان كفرا باتفاق فمن جعل معنى يقع عليه دون الآخر كان فعله تفريق بين المتماثلات.
و من جعل مجرد الموافقة في اللفظ دون المعنى كفرا كان كمن جعل الصحابة الذين قالوا للنبي "راعنا" مثل اليهود الذين قالوها للنبي استهزاءً فقد اتفقت الألفاظ و اختلفت المقاصد، لكن لما أنزل الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) كان الواجب ترك استعمال هذا اللفظ و الامتثال لأمر الله حتى يمتاز الخبيث من الطيب. و أيضا حين ظهرت الجهمية صار أهل السنة يوجبون على الناس قول القرآن كلام الله غير مخلوق و لا يقفون فقط عند كلام الله.
قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ مُهَنَّا:
سَأَلْتُ أَبَا يَعْقُوبَ الْخَزَّازَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمٍ عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: هُوَ كَلَامُ اللَّهِ وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّا إِذَا كُنَّا نَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَا نَقُولُ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْجَهْمِيَّةَ خِلَافٌ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: جَزَى اللَّهُ أَبَا يَعْقُوبَ خَيْرًا "السنة لعبد الله أثر رقم ٥٢٧📚
إذا تبين ذلك، لما كان من إطلاق الخلق على القراءة و التلاوة ما فيه من الإيهام و تناوله لمعاني عديدة و تستر الجهمية بتلك المعاني و التذرع بذلك إلى القول بخلق القرآن كما تقدم ذكره، كان الواجب اتباع إمام الأثرية أحمد بن حنبل قدس الله روحه و الامتناع عن هذه الإطلاقات لسد الذريعة و حتى يمتاز أهل السنة من الجهمية و ليميز الله الخبيث من الطيب، و إن كان لكل مقام مقال.
هذا و الله أعلم.
06.04.202518:50
01.04.202521:15
16.03.202505:57
10.03.202505:51
في قوله تعالى: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ)
قال الإمام الطبري رحمه الله :
قلت: قد ذكر الشيخ في تفسير الآية صنفين من كفار اليهود:
الأول: و هم الذين يظهرون التصديق بالنبي و يبطنون الكفر.
الثاني : من أقر بأنه نبي مرسل إلى غيرهم و يجحد أنه مبعوث إليهم.
و قد جاء في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شبرًا بشبر وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قال: (فمن).
و من نظر في كلام الجهمية و فرقها وجد أنهم شابهوا هذين الصنفين من اليهود، فأما مشابهتهم للصنف الأول فله صور متعددة منها إقرارهم لألفاظ الآيات و الأحاديث التي فيها صفات الباري عز وجل و جحودهم لمعانيها و لهذا قال ابن تيمية رحمه الله :
و من صور ذلك أيضا إخفاؤهم لعقائدهم بعد افتضاح أمرهم أمام العامة كما فعلت فرقتي اللفظية و الواقفة في زمن السلف.
قال الإمام ابن بطة:
بل أظهر بعضهم الانتساب إلى السنة و المنافحة عنها و الرد على أسلافهم كما فعلته الأشعرية و ما أحسن وَصْفَ أبي إسماعيل الأنصاري رحمه الله لحالهم حيث قال :
و الأمثلة كثيرة لا يحتملها هذا المقال.
أما مشابهتهم للصنف الثاني الذي يقرون بإرسال النبي ﷺ إلى باقي الأمم دونهم فقد شابههم عليها أهل التخييل كما سماهم شيخ الإسلام و من سلك طريقهم من الملاحدة و المتكلمين و هم الذين يقولون أن ظواهر النصوص مخصصة للعوام و يجب إقرارهم عليها لأن فيه مصلحة أو أن الحق يتعسر على العوام فهمه و إن كانت باطلا في حد ذاتها كما صرح بذلك صاحب صيد الخاطر حيث قال:
قال الإمام الطبري رحمه الله :
إنه كان فيهم منافقون منهم يظهرون التصديق بمحمد ﷺ ويستبطنون الكفر به. وكان عُظْمُهم يقولون : محمد نبيٌّ مبعوث، إلا أنه مبعوث إلى غيرنا. فكان لَبْسُ المنافق منهم الحقَّ بالباطل، إظهارَه الحقّ بلسانه، وإقرارَه بمحمد ﷺ وبما جاء به جهارًا، وخلطه ذلك الظاهر من الحق بما يستبطنه. وكان لَبْسُ المقرّ منهم بأنه مبعوث إلى غيرهم، الجاحدُ أنه مبعوث إليهم، إقرارَه بأنه مبعوث إلى غيرهم، وهو الحق، وجحودَه أنه مبعوث إليهم، وهو الباطل، وقد بَعثه الله إلى الخلق كافة. فذلك خلطهم الحق بالباطل ولَبْسهم إياه به.تفسير الطبري جامع البيان ٥٦٧/١ 📚
قلت: قد ذكر الشيخ في تفسير الآية صنفين من كفار اليهود:
الأول: و هم الذين يظهرون التصديق بالنبي و يبطنون الكفر.
الثاني : من أقر بأنه نبي مرسل إلى غيرهم و يجحد أنه مبعوث إليهم.
و قد جاء في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شبرًا بشبر وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قال: (فمن).
و من نظر في كلام الجهمية و فرقها وجد أنهم شابهوا هذين الصنفين من اليهود، فأما مشابهتهم للصنف الأول فله صور متعددة منها إقرارهم لألفاظ الآيات و الأحاديث التي فيها صفات الباري عز وجل و جحودهم لمعانيها و لهذا قال ابن تيمية رحمه الله :
فالجهمية نفاة الصفات تنفي الجسم وملازمه نفاقهم في الإيمان بالله والرسول فإنهم يظهرون الإيمان بالقرآن وبما جاء فيه من أسماء الله وصفاته التي هي من آياته وهم عند التحقيق غير مؤمنين بذلك بل هم منافقون في كثير من ذلك يحرفون الكلم عن مواضعه ويلحدون في أسماء الله وصفاته وذلك مضموم إلى منافقتهم في المعقولات حيث يبغون اتباع المعقول وهم من أعظم الخلق جحودًا للمعقولات ففيهم من السفسطة في العقليات والقرمطة والنفاق في الشرعيات مما لاينضبط هنا وهذا من أعظم الأمور دناة وبطلانًا في العقل والدين بإجماع المسلمين.بيان تلبيس الجهمية ٣٨٧/٥ 📚
و من صور ذلك أيضا إخفاؤهم لعقائدهم بعد افتضاح أمرهم أمام العامة كما فعلت فرقتي اللفظية و الواقفة في زمن السلف.
قال الإمام ابن بطة:
اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ صِنْفًا مِنَ الْجَهْمِيَّةِ اعْتَقَدُوا بِمَكْرِ قُلُوبِهِمْ، وَخُبْثِ آرَائِهِمْ، وَقَبِيحِ أَهْوَائِهِمْ، أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، فَكَنَّوْا عَنْ ذَلِكَ بِبِدْعَةٍ اخْتَرَعُوهَا، تَمْوِيهًا وَبَهْرَجَةً عَلَى الْعَامَّةِ، لِيَخْفَى كُفْرُهُمْ، وَيُسْتَغْمَضَ إِلْحَادُهُمْ عَلَى مَنْ قَلَّ عِلْمُهُ.الإبانة الكبرى ٣١٧/٥ 📚
بل أظهر بعضهم الانتساب إلى السنة و المنافحة عنها و الرد على أسلافهم كما فعلته الأشعرية و ما أحسن وَصْفَ أبي إسماعيل الأنصاري رحمه الله لحالهم حيث قال :
ثقلت عليهم الوحشة، وطالت عليهم الذلة، وأعيتهم الحيلة إلا أن يظهروا الخلاف لأوليهم والرد عليهم، ويصفوا كلامهم صفًّا ، يكون ألوح للإفهام، وأنجع في العوام، من أساس أولهم، يجد ذلك المساغ، ويتخلصوا من خزي الشناعة، فجاءت بمخاريق تراءى للغبي بغير ما في الحشايا، ينظر الناظر الفهم في حذرها، فيرى مخ الفلسفة يكسى لحاء السنة، وعقد الجهمية ينحل ألقاب الحكمة.ذم الكلام و أهله 📚
و الأمثلة كثيرة لا يحتملها هذا المقال.
أما مشابهتهم للصنف الثاني الذي يقرون بإرسال النبي ﷺ إلى باقي الأمم دونهم فقد شابههم عليها أهل التخييل كما سماهم شيخ الإسلام و من سلك طريقهم من الملاحدة و المتكلمين و هم الذين يقولون أن ظواهر النصوص مخصصة للعوام و يجب إقرارهم عليها لأن فيه مصلحة أو أن الحق يتعسر على العوام فهمه و إن كانت باطلا في حد ذاتها كما صرح بذلك صاحب صيد الخاطر حيث قال:
إن إثبات الإله بظواهر الآيات والسنن ألزم للعوام من تحديثهم بالتنزيه، وإن كان التنزيه لازمًا، وقد كان ابن عقيل يقول: الأصلح لاعتقاد العوام ظواهر الآي والسنن؛ لأنهم يأنسون بالإثبات، فمتى محونا ذلك من قلوبهم؛ زالت السياسات والحشمة، وتهافت العوام في الشبهة أحب إلى من إغراقهم في التنزيه؛ لأن التشبيه يغمسهم في الإثبات، فيطمعون ويخافون شيئًا قد أنسوا إلى ما يخاف مثله ويرجى، والتنزيه يرمي بهم إلى النفي، ولا طمع ولا مخافة من النفي.صيد الخاطر ١٩٩ 📚
25.02.202508:17
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وكان الإمام أحمد رحمه الله تعالى ممن آتاه الله من الصبر واليقين بآيات الله ما استحق به الإمامة حتى اشتهر ذلك عند الخاصة والعامة فصار لفظ الإمامة مقرونًا باسمه أكثر وأشهر مما يقترن باسم غيره.بيان تلبيس الجهمية ١٢٢/٦ 📚
قال أبو بكر الخلال في أثناء كتاب السنة : قال أبو بكر المروذي قال وقال ابن دريد في قوله تعالى وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣) هم أهل السنة وقال عبد الوهاب الوراق إن لم يكونوا هذه العصابة فلا أدري أي عصابة هي.
قال أبو بكر الخلال فهي عصابة أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - الذابون عن السنة المحيون لما أماته الناس من السنن عن أهل الخلاف وإظهار ذلك وإحياء أمر المجانبة لأهل الزيغ والجدال والتمسك بما عليه إمام الناس في زمانه أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - .
07.04.202517:10
بشرى سارة لطلاب العلم، سيبدأ الشيخ عبد الله بن فهد الخليفي حفظه الله التعليق على تفسير مقاتل بن سليمان رحمه الله، انشروا القناة واحتسبوا الأجر، وفق الله الجميع.
05.04.202501:38
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
مجموع الفتاوى ٣١٨/١٢ 📚
ومن عمد إلى المعاني المعلومة بالشرع والعقل وسماها بأسماء منكرة لينفر الناس عنها قيل له: النزاع في المعاني لا في الألفاظ ولو كانت الألفاظ موافقة للغة فكيف إذا كانت من ابتداعهم؟ ومعلوم أن المعاني التي يعلم ثبوتها بالشرع والعقل لا تدفع بمثل هذا النزاع اللفظي الباطل.
مجموع الفتاوى ٣١٨/١٢ 📚
31.03.202513:31
الجواب عن مسألة أحرف المعجم هل يقال أنها مخلوقة أم غير مخلوقة؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فإن قيل: فالحرف من حيث هو مخلوق أو غير مخلوق مع قطع النظر عن كونه في كلام الخالق أو كلام المخلوق؟ فإن قلتم هو من حيث هو غير مخلوق لزم أن يكون غير مخلوق في كلام العباد وإن قلتم مخلوق لزم أن يكون مخلوقا في كلام الله؟مجموع الفتاوى ٧٠/١٢ 📚
قيل: قول القائل الحرف من حيث هو هو كقوله الكلام من حيث هو هو والعلم من حيث هو هو والقدرة من حيث هي هي والوجود من حيث هو هو ونحو ذلك. والجواب عن ذلك أن هذه الأمور وغيرها إذا أخذت مجردة مطلقة غير مقيدة ولا مشخصة لم يكن لها حقيقة في الخارج عن الأذهان إلا شيء معين فليس ثم وجود إلا وجود الخالق أو وجود المخلوق ووجود كل مخلوق مختص به وإن كان اسم الوجود عاما يتناول ذلك كله وكذلك العلم والقدرة اسم عام يتناول أفراد ذلك وليس في الخارج إلا علم الخالق وعلم المخلوق وعلم كل مخلوق مختص به قائم به واسم الكلام والحروف يعم كل ما يتناوله لفظ الكلام والحروف وليس في الخارج إلا كلام الخالق وكلام المخلوقين. وكلام كل مخلوق مختص به واسم الكلام يعم كل ما يتناوله هذا اللفظ. وليس في الخارج إلا الحروف التي تكلم الله بها الموجودة في كلام الخالق والحروف الموجودة في كلام المخلوقين. فإذا قيل: إن علم الرب وقدرته بكلامه غير مخلوق وحروف كلامه غير مخلوقة لم يلزم من ذلك أن يكون علم العبد وقدرته وكلامه غير مخلوق وحروف كلامه غير مخلوقة.
14.03.202505:29
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
الانتصار لأهل الأثر ص٥٢ 📚
والشيطانُ وسواسٌ خناسٌ إذا ذكر العبدُ ربَّه خَنَسَ، فإذا غَفَل عن ذكره وَسْوَس، فلهذا كان تركُ ذكر الله سببًا ومبدأً لنزول الاعتقاد الباطل والإرادة الفاسدة في القلب.
ومِن ذكر الله تعالى تلاوةُ كتابه وفهمُه ومذاكرةُ العلم.
الانتصار لأهل الأثر ص٥٢ 📚
10.03.202505:51
显示 1 - 23 共 23
登录以解锁更多功能。