أخافُ أن يكونَ جيلُنا كالأبطالِ الّذينَ يموتونَ في الحلقةِ الأخيرة
بعد كفاحِهم الطّويل ،لا يرونَ الرّبيع على حقيقته ،ولا يعرفونَ طعم التّفّاح تحتَ ظلِّ شجرة.
يموتون هكذا....
لأنّه وببساطة قالت الأقدار كلمتها ،كان عليهم الركض الطويل ليعيش الغير ...كالأطفالِ الذينَ لم يولدوا بعد ،والفتيات اللواتي يحلُمْنَ الآن أن يَكُنَّ أُمّهات.
أخاف أن أموت....
ولا أشاهد قصيدةً واحدةً أُحبّها تلفُّ البلاد على قدمٍ واحدة وأقول أنا من صنع هذه الكلمات.
داخل هذا الرأس بيتٌ صغير خرجت منه قصيدة ،تلك التي تتفاخر أمامكم الآن.
أريدُ للطّبيب أن يصنع معجزة ،ويصلح عظام رجل مشوه
أريد للمحامي أن ينصر الحق بحق ،وأن لا يملأ ميزان عدله بالنقود
أريد أن أشاهد المهندس يُصمّم بناء يضحك
أريد لهذا الجيل أن لا يفوته الأوان...
أخاف أن نكون كالأبطال في الحلقة الأخيرة
أن لا يقول الجميع بعد موتنا ،ليت فلان رأى هذا
وليت فلانة كانت هنا معنا
أتخيل سوريا بريشة صديقتي التي تحب الرسم تنام على لوحة بيضاء فاتحة حدودها للغزلان ولعصافير السماء
للناس الذين يحبون الموسيقا.. يدخلون إليها بنغم وخفة
وأتخيل أننا كلنا جميعنا, أيها الأصدقاء بداخلها نضحك
فتكون أولى اللوحات
-المسموعة-
أيتها البلاد لا تخذلينا ...أيها الزمان أطل وقتك
قل للأرض بأشجارها وغاباتها ،بسناجبها الصغيرة ،وحقول عباد الشمس الأصفر ،للنحل الذي يسكن خلاياه ،أعطوا هؤلاء الناس فرصة للحياة لألّا يخجلوا بسوريّتهم.
- يعرب معروف