04.05.202518:34
إن أردت الورد الطائفي من مصدره
02.05.202520:41
الاحتساب والتطوع والصدقة بالسكوت
فيما لا يحسن العبد من القربات
وكم لهذا الصمت من الأثر الحسن على الناس من وجوه كثيرة:
منها
إراحتهم من اللغو
وسلامة جاهلهم من الخطأ
وإراحة عالمهم من الرد وبيان خطأ الجاهلين
وترك مزاحمة الحق بغثاء الباطل
وحشمة العلم وتعظيم مهابته في قلوب الناس فلا يجرئ بعضهم بعضا على الكلام فيه بلا حجة.
فاحتسب رحمك الله في الصمت في كل ما تجهله ولو كنت عالما بغيره
جاهد شهوة الكلام
وأفسح الطريق للحق
فإن فعلت
فوالله إنه صدقة منك على نفسك.
فيما لا يحسن العبد من القربات
وكم لهذا الصمت من الأثر الحسن على الناس من وجوه كثيرة:
منها
إراحتهم من اللغو
وسلامة جاهلهم من الخطأ
وإراحة عالمهم من الرد وبيان خطأ الجاهلين
وترك مزاحمة الحق بغثاء الباطل
وحشمة العلم وتعظيم مهابته في قلوب الناس فلا يجرئ بعضهم بعضا على الكلام فيه بلا حجة.
فاحتسب رحمك الله في الصمت في كل ما تجهله ولو كنت عالما بغيره
جاهد شهوة الكلام
وأفسح الطريق للحق
فإن فعلت
فوالله إنه صدقة منك على نفسك.
01.05.202512:12
عقل المعلم وفهمه
«قال أبو إسماعيل الترمذي سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنا بمكة والشافعي بها وأحمد بن حنبل بها، فقال لي أحمد بن حنبل: يا أبا يعقوب! جالس هذا الرجل -يعني الشافعي- قلت ما أصنع به سنه قريب من سننا؟ أترك ابن عيينة والمقرئ!
قال: ويحك إن ذاك لا يفوت، وذا يفوت، فجالسته».
وقال لآخر قال له: «يا أبا عبد الله تركت ابن عيينة عنده الزهري وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة والتابعون ما الله به عليم؟
فقال لي اسكت؛ فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول، ولا يضرك في دينك ولا في عقلك، وإن فاتك عقل هذا الفتى، أخاف ألا تجده إلى يوم القيامة».
«الجرح والتعديل» ٧/ ٢٠٢ -٢٠٣.
تأمل هذا الملحظ من الإمام أحمد، واحرص على الانتفاع ممن يكون كذلك؛ في مجلسه ودرسه، أو شروحه الصوتية، أو ما يكتب..
فإنه يشفي غليلك، ويسدد نظرك، ويوجه تفكيرك، ويفهمك سياسة العلم..
«قال أبو إسماعيل الترمذي سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنا بمكة والشافعي بها وأحمد بن حنبل بها، فقال لي أحمد بن حنبل: يا أبا يعقوب! جالس هذا الرجل -يعني الشافعي- قلت ما أصنع به سنه قريب من سننا؟ أترك ابن عيينة والمقرئ!
قال: ويحك إن ذاك لا يفوت، وذا يفوت، فجالسته».
وقال لآخر قال له: «يا أبا عبد الله تركت ابن عيينة عنده الزهري وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة والتابعون ما الله به عليم؟
فقال لي اسكت؛ فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول، ولا يضرك في دينك ولا في عقلك، وإن فاتك عقل هذا الفتى، أخاف ألا تجده إلى يوم القيامة».
«الجرح والتعديل» ٧/ ٢٠٢ -٢٠٣.
تأمل هذا الملحظ من الإمام أحمد، واحرص على الانتفاع ممن يكون كذلك؛ في مجلسه ودرسه، أو شروحه الصوتية، أو ما يكتب..
فإنه يشفي غليلك، ويسدد نظرك، ويوجه تفكيرك، ويفهمك سياسة العلم..
30.04.202502:07
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.
قال ابن تيمية في فوائد هذه الآية:
«الرابع: ألا يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم أو نهيهم أو هجرهم أو عقوبتهم؛ بل يقال لمن اعتدى عليهم عليك نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت، كما قال: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم﴾ الآية.
وقال: ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾،
وقال: ﴿فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين﴾؛ فإن كثيرا من الآمرين الناهين قد يتعدى حدود الله؛ إما بجهل، وإما بظلم.
وهذا باب يجب التثبت فيه، وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين.
الخامس: أن يقوم بالأمر والنهي على الوجه المشروع من العلم والرفق والصبر وحسن القصد وسلوك السبيل القصد؛ فإن ذلك داخل في قوله: ﴿عليكم أنفسكم﴾، وفي قوله: ﴿إذا اهتديتم﴾.
فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفيها المعنى الآخر؛ وهو إقبال المرء على مصلحة نفسه علما وعملا وإعراضه عما لا يعنيه، كما قال صاحب الشريعة: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، ولا سيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة؛ من أمر دين غيره ودنياه، لا سيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة.
وكذلك العمل؛ فصاحبه إما معتد ظالم وإما سفيه عابث، وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، ويكون من باب الظلم والعدوان.
فتأمُّلُ الآية في هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء، وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة علمائها وعبادها وأمرائها ورؤسائها؛ وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل، كما بغت الجهمية على المستنة في محنة الصفات والقرآن؛ محنة أحمد وغيره.
وكما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة، وكما بغت الناصبة على علي وأهل بيته، وكما قد تبغي المشبهة على المنزهة.
وكما قد يبغي بعض المستنة؛ إما على بعضهم، وإما على نوع من المبتدعة؛ بزيادة على ما أمر الله به، وهو الإسراف المذكور في قولهم: ﴿ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا﴾.
وبإزاء هذا العدوان؛ تقصير آخرين فيما أمروا به من الحق، أو فيما أمروا به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الأمور كلها.
فما أحسن ما قال بعض السلف: «ما أمر الله بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين -لا يبالي بأيهما ظفر- غلو أو تقصير».
فالمعين على الإثم والعدوان؛ بإزائه تارك الإعانة على البر والتقوى.
وفاعل المأمور به وزيادة منهي عنها؛ بإزائه تارك المنهي عنه وبعض المأمور به.
والله يهدينا الصراط المستقيم ولا حول ولا قوة إلا بالله».
«مجموع الفتاوى» ٤٨١/١٤.
قال ابن تيمية في فوائد هذه الآية:
«الرابع: ألا يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم أو نهيهم أو هجرهم أو عقوبتهم؛ بل يقال لمن اعتدى عليهم عليك نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت، كما قال: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم﴾ الآية.
وقال: ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾،
وقال: ﴿فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين﴾؛ فإن كثيرا من الآمرين الناهين قد يتعدى حدود الله؛ إما بجهل، وإما بظلم.
وهذا باب يجب التثبت فيه، وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين.
الخامس: أن يقوم بالأمر والنهي على الوجه المشروع من العلم والرفق والصبر وحسن القصد وسلوك السبيل القصد؛ فإن ذلك داخل في قوله: ﴿عليكم أنفسكم﴾، وفي قوله: ﴿إذا اهتديتم﴾.
فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفيها المعنى الآخر؛ وهو إقبال المرء على مصلحة نفسه علما وعملا وإعراضه عما لا يعنيه، كما قال صاحب الشريعة: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، ولا سيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة؛ من أمر دين غيره ودنياه، لا سيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة.
وكذلك العمل؛ فصاحبه إما معتد ظالم وإما سفيه عابث، وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، ويكون من باب الظلم والعدوان.
فتأمُّلُ الآية في هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء، وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة علمائها وعبادها وأمرائها ورؤسائها؛ وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل، كما بغت الجهمية على المستنة في محنة الصفات والقرآن؛ محنة أحمد وغيره.
وكما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة، وكما بغت الناصبة على علي وأهل بيته، وكما قد تبغي المشبهة على المنزهة.
وكما قد يبغي بعض المستنة؛ إما على بعضهم، وإما على نوع من المبتدعة؛ بزيادة على ما أمر الله به، وهو الإسراف المذكور في قولهم: ﴿ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا﴾.
وبإزاء هذا العدوان؛ تقصير آخرين فيما أمروا به من الحق، أو فيما أمروا به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الأمور كلها.
فما أحسن ما قال بعض السلف: «ما أمر الله بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين -لا يبالي بأيهما ظفر- غلو أو تقصير».
فالمعين على الإثم والعدوان؛ بإزائه تارك الإعانة على البر والتقوى.
وفاعل المأمور به وزيادة منهي عنها؛ بإزائه تارك المنهي عنه وبعض المأمور به.
والله يهدينا الصراط المستقيم ولا حول ولا قوة إلا بالله».
«مجموع الفتاوى» ٤٨١/١٤.
28.04.202514:39
ما كل بيضاء الترائب زينب...
مع انفتاح الناس بوسائل التواصل على أحوال الأثرياء
يسمع ويرى الكثير منهم ما يتعجبون له
فيرون رجلا يذكر دعاءه لربه وتوكله عليه في أمور دنياه وكيف فتح الله عليه من الأرزاق والثروات والجاه والحضور.
بل ربما سمعوا من يحدث عن قصة دعائه لنجاح عمل في أصله محرم وكيف سهل الله أمره ويسر عليه حصول مقصوده عندما لجأ إلى الله واعتمد عليه
ويحدثون عن أمراض أو حوادث نجاهم الله منها أوصفقات ما تمت لهم إلا بدعاء ربهم وتوكلهم عليه.
فيعجب الخلق!
هؤلاء الناس مقصرون في الطاعة! متلبسون بكثير من المعاصي والذنوب بل والكبائر! وهم على هذه المنزلة من التعلق بربهم والتوكل عليه وإجابة الدعاء.
فينقسم الناس فيهم؛
فيقول بعضهم:
هؤلاء صالحون وعلامة صلاحهم استجابة الله لدعائهم فيستهين بما يرى من قصورهم أو معاصيهم وذنوبهم ويرى أن ما هم عليه من التوكل والتفويض الذي أجيب معه دعواتهم دليل على غلبة الصلاح فيهم ومحبة الله وقربهم منه وولايته لهم.
وبعضهم : يكذبونهم فيما يقصونه.
وقوم قالوا:
الله أعلم بأحوالهم وما يؤولون إليه عند ربهم فنكره ما أظهروه من معصية ولا نعلم أي موزازينهم أرجح عند ربهم
لكننا لا نحكم لهم بالصلاح لمجرد استجابة دعائهم فإن هذا توكل في أمور دنياهم واستعانة على شهواتهم وتوكل في تحصيل أهوائهم.
وهذا هو الصواب:
قال ابن القيم رحمه الله:
في تقسيم الناس في العبادة والاستعانة:
القسم الرّابع: وهو من شهد تفرُّدَ الله بالضَّرِّ والنَّفع، وأنّه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولم يدُرْ مع ما يحبُّه ويرضاه، فتوكّل عليه، واستعان به على حظوظه وشهواته وأغراضه، وطَلبَها منه، وأنزلها به، فقُضِيت له، وأُسْعِفَ بها؛ ولكن لا عاقبة له، سواءٌ كانت أموالًا أو رياسات وجاهًا عند الخلق، أو أحوالًا من كشفٍ وتأثيرٍ وقوّةٍ وتمكينٍ، فإنّها من جنس المُلك الظّاهر والأموال، لا تستلزم الإسلام، فضلًا عن الولاية والقرب من الله؛
والحال يُعطاه البَرُّ والفاجر والمؤمن والكافر. فمن استدلَّ بشيءٍ من ذلك على محبّة الله لمن آتاه إيّاه ورضاه عنه وأنّه من أوليائه المقرَّبين، فهو من أجهلِ الجاهلين، وأبعدِهم معرفةً بالله ودينه، والتّمييز بين ما يحبُّه ويرضاه ويكرهه ويسخطه.
مع انفتاح الناس بوسائل التواصل على أحوال الأثرياء
يسمع ويرى الكثير منهم ما يتعجبون له
فيرون رجلا يذكر دعاءه لربه وتوكله عليه في أمور دنياه وكيف فتح الله عليه من الأرزاق والثروات والجاه والحضور.
بل ربما سمعوا من يحدث عن قصة دعائه لنجاح عمل في أصله محرم وكيف سهل الله أمره ويسر عليه حصول مقصوده عندما لجأ إلى الله واعتمد عليه
ويحدثون عن أمراض أو حوادث نجاهم الله منها أوصفقات ما تمت لهم إلا بدعاء ربهم وتوكلهم عليه.
فيعجب الخلق!
هؤلاء الناس مقصرون في الطاعة! متلبسون بكثير من المعاصي والذنوب بل والكبائر! وهم على هذه المنزلة من التعلق بربهم والتوكل عليه وإجابة الدعاء.
فينقسم الناس فيهم؛
فيقول بعضهم:
هؤلاء صالحون وعلامة صلاحهم استجابة الله لدعائهم فيستهين بما يرى من قصورهم أو معاصيهم وذنوبهم ويرى أن ما هم عليه من التوكل والتفويض الذي أجيب معه دعواتهم دليل على غلبة الصلاح فيهم ومحبة الله وقربهم منه وولايته لهم.
وبعضهم : يكذبونهم فيما يقصونه.
وقوم قالوا:
الله أعلم بأحوالهم وما يؤولون إليه عند ربهم فنكره ما أظهروه من معصية ولا نعلم أي موزازينهم أرجح عند ربهم
لكننا لا نحكم لهم بالصلاح لمجرد استجابة دعائهم فإن هذا توكل في أمور دنياهم واستعانة على شهواتهم وتوكل في تحصيل أهوائهم.
وهذا هو الصواب:
قال ابن القيم رحمه الله:
في تقسيم الناس في العبادة والاستعانة:
القسم الرّابع: وهو من شهد تفرُّدَ الله بالضَّرِّ والنَّفع، وأنّه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولم يدُرْ مع ما يحبُّه ويرضاه، فتوكّل عليه، واستعان به على حظوظه وشهواته وأغراضه، وطَلبَها منه، وأنزلها به، فقُضِيت له، وأُسْعِفَ بها؛ ولكن لا عاقبة له، سواءٌ كانت أموالًا أو رياسات وجاهًا عند الخلق، أو أحوالًا من كشفٍ وتأثيرٍ وقوّةٍ وتمكينٍ، فإنّها من جنس المُلك الظّاهر والأموال، لا تستلزم الإسلام، فضلًا عن الولاية والقرب من الله؛
والحال يُعطاه البَرُّ والفاجر والمؤمن والكافر. فمن استدلَّ بشيءٍ من ذلك على محبّة الله لمن آتاه إيّاه ورضاه عنه وأنّه من أوليائه المقرَّبين، فهو من أجهلِ الجاهلين، وأبعدِهم معرفةً بالله ودينه، والتّمييز بين ما يحبُّه ويرضاه ويكرهه ويسخطه.


26.04.202521:04
04.05.202517:52
عظم ذنب الزنا وعقوبته
في حديث رؤيا النبي ﷺ التي قصها على أصحابه -ورؤيا الأنبياء وحي وحق- ورأى فيها أصنافا من المعذبين..
قال ﷺ: «انطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع، يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها،
وفيها رجال ونساء عراة،
فقلت : من هذا؟»
فقالوا له: «هم الزناة».
رواه البخاري.
قال الإمام أحمد: «لا أعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم من الزنا».
وقال ابن تيمية: «قال الفقهاء: أكبر الكبائر: الكفر، ثم قتل النفس بغير حق، ثم الزنا».
وقال ابن القيم: «ليس في الذنوب أفسد للقلب من الزنا واللواط، ولهما خاصية في تبعيد القلب من الله فإنهما من أعظم الخبائث».
فالزنا لذة شيطانية عابرة.. ثم قد يبتلى الزناة في الدنيا بما ينكد عليهم حياتهم ما عاشوا،
مع ما هم متوعدون به في الآخرة!
فلا يظنوا أن السلامة تدوم، فالله تعالى يمهل، فإذا أخذ فـ{إن أخذه أليم شديد}!
في حديث رؤيا النبي ﷺ التي قصها على أصحابه -ورؤيا الأنبياء وحي وحق- ورأى فيها أصنافا من المعذبين..
قال ﷺ: «انطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع، يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها،
وفيها رجال ونساء عراة،
فقلت : من هذا؟»
فقالوا له: «هم الزناة».
رواه البخاري.
قال الإمام أحمد: «لا أعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم من الزنا».
وقال ابن تيمية: «قال الفقهاء: أكبر الكبائر: الكفر، ثم قتل النفس بغير حق، ثم الزنا».
وقال ابن القيم: «ليس في الذنوب أفسد للقلب من الزنا واللواط، ولهما خاصية في تبعيد القلب من الله فإنهما من أعظم الخبائث».
فالزنا لذة شيطانية عابرة.. ثم قد يبتلى الزناة في الدنيا بما ينكد عليهم حياتهم ما عاشوا،
مع ما هم متوعدون به في الآخرة!
فلا يظنوا أن السلامة تدوم، فالله تعالى يمهل، فإذا أخذ فـ{إن أخذه أليم شديد}!
02.05.202518:05
ومن الابتداءات القبيحة أن يقرأ الإمام في الركعة الأولى من قول الله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه..}.
وهي آية ختمت بها آيات الحج، والمراد بذكر الله في أيام معدودات أيام منى، ومن تعجل في يومين من أيامها.. إلخ
فلو أن هذا الإمام قرأ من أول آيات الحج؛ لفهم الكلام.
أما أن يبتدأ بها في الركعة الأولى؛ فلا يفهم منها ما أراد الله..
{يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا}.
وهي آية ختمت بها آيات الحج، والمراد بذكر الله في أيام معدودات أيام منى، ومن تعجل في يومين من أيامها.. إلخ
فلو أن هذا الإمام قرأ من أول آيات الحج؛ لفهم الكلام.
أما أن يبتدأ بها في الركعة الأولى؛ فلا يفهم منها ما أراد الله..
{يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا}.
01.05.202502:26
طريقة الخفافيش
قال ابن القيم: «فإن قلتَ: هذا خلاف مذهب سيبويه.
قلتُ: فكان ماذا؟!
وهل يرتضي محصِّل برد موجب الدليل الصحيح لكونه خلاف قول عالم معين؟!
هذه طريقة الخفافيش.
فأما أهل: البصائر فإنهم لا يردون الدليل وموجبه بقول معين أبدا، وقليل ما هم!
ولا ريب أن أبا بشر [سيبويه] رحمه الله ضرب في هذا العلم بالقِدح المعلى، وأحرز من قصبات سبقه، واستولى من أمده على ما لم يستول عليه غيره، فهو المصلي في هذا المضمار، ولكن لا يوجب ذلك أن يعتقد أنه أحاط بجميع كلام العرب، وأنه لا حق إلا ما قاله، وكم لسيبويه من نص قد خالفه جمهور أصحابه فيه، والمبرزون منهم، ولو ذهبنا نذكر ذلك لطال الكلام به».
«بدائع الفوائد» ٨٧٧/٣.
وقد كثرت طريقة الخفافيش -خاصة في الفقه- فارفع نفسك عنها، فإذا عظم في قلبك فلان وقوله؛ فاعلم أنه قد خالف من هو فوقه في العلم ممن قبله، وسيخالفه جمع ممن بعده، وليكن همك معرفة الحق والعمل به.
قال ابن القيم: «فإن قلتَ: هذا خلاف مذهب سيبويه.
قلتُ: فكان ماذا؟!
وهل يرتضي محصِّل برد موجب الدليل الصحيح لكونه خلاف قول عالم معين؟!
هذه طريقة الخفافيش.
فأما أهل: البصائر فإنهم لا يردون الدليل وموجبه بقول معين أبدا، وقليل ما هم!
ولا ريب أن أبا بشر [سيبويه] رحمه الله ضرب في هذا العلم بالقِدح المعلى، وأحرز من قصبات سبقه، واستولى من أمده على ما لم يستول عليه غيره، فهو المصلي في هذا المضمار، ولكن لا يوجب ذلك أن يعتقد أنه أحاط بجميع كلام العرب، وأنه لا حق إلا ما قاله، وكم لسيبويه من نص قد خالفه جمهور أصحابه فيه، والمبرزون منهم، ولو ذهبنا نذكر ذلك لطال الكلام به».
«بدائع الفوائد» ٨٧٧/٣.
وقد كثرت طريقة الخفافيش -خاصة في الفقه- فارفع نفسك عنها، فإذا عظم في قلبك فلان وقوله؛ فاعلم أنه قد خالف من هو فوقه في العلم ممن قبله، وسيخالفه جمع ممن بعده، وليكن همك معرفة الحق والعمل به.
29.04.202513:27
ما معنى «في مصلاه الذي صلى فيه»؟
قال ابن عبدالبر: «وأما قوله: «في مصلاه الذي صلى فيه»؛ فإنه أراد الصلاة المعروفة، وموضعها الذي تفعل فيه، هو المصلى، وهو المسجد، مسجد الجماعة؛ لأن فيه يحصل في الأغلب انتظار الصلاة».
«التمهيد» ٦٤٢/١١.
ونحوه في «الاستذكار» ٣٦٥/٤.
وقال ابن رجب: «وليس في هذا الحديث، ولا في غيره من أحاديث الباب الاشتراط للجالس في مصلاه أن يكون مشتغلا بالذكر، ولكنه أفضل وأكمل.
ولهذا ورد في فضل من جلس في مصلاه بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب أحاديث متعددة.
وهل المراد بـ«مصلاه» نفس الموضع الذي صلى فيه أو المسجد الذي صلى فيه كله مصلى له؟
هذا فيه تردد.
وفي «صحيح مسلم» عن جابر بن سمرة، أن النبي ﷺ «كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء».
وفي رواية له: «كان النبي ﷺ لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام».
ومعلوم؛ أنه ﷺ لم يكن جلوسه في الموضع الذي صلى فيه؛ لأنه كان ينفتل إلى أصحابه عقب الصلاة ويقبل عليهم بوجهه..
وفي تمام حديث جابر بن سمرة الذي خرجه مسلم: «وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم».
وهذا يدل على أنه لم ينكر على من تحدث وضحك في ذلك الوقت.
فهذا الحديث يدل على أن المراد بمصلاه الذي يجلس فيه المسجد كله.
وإلى هذا ذهب طائفة من العلماء، منهم: ابن بطة من أصحابنا وغيره..».
«فتح الباري» ٤٢/٦.
وفي «طرح التثريب» ٣٧٣/٢: «ما المراد بمصلاه؟ هل المراد البقعة التي صلى فيها من المسجد حتى لو انتقل إلى بقعة أخرى في المسجد لم يكن له هذا الثواب المترتب عليه أو المراد بمصلاه جميع المسجد الذي صلى فيه؟
يحتمل كلا من الأمرين، والاحتمال الثاني أظهر وأرجح بدليل رواية البخاري المذكورة في الأصل «ما دام في المسجد»، وكذا في رواية الترمذي.
فهذا يدل على أن المراد بـ«مصلاه» جميع المسجد، وهو واضح.
ويؤيد الاحتمال الأول: قوله في رواية مسلم وأبي داود وابن ماجه «ما دام في مجلسه الذي صلى فيه».
وقد أحسن البخاري رحمه الله إذ بوب في صحيحه:
باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد.
حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة».
وفي تبويبه بيان للمعنى، وخلاصة الكلام أن تحرك المصلي من مصلاه لأخذ مصحف أو كرسي أو جلوس في مكان يكون أرفق به، لا يخرجه عن شيء من مقاصد الشريعة في الحث على الجلوس في المسجد «أحب البلاد إلى الله»، وما يحصل للجالس فيها من خير،
ولا يظهر معنى معقول لقول من التزم بظاهره -مع ما فيه من مشقة- وزعم أن من تحرك من مكانه، فاته الأجر المرتب على ذلك، والشريعة تنزه عن ذلك.
والله أعلم.
قال ابن عبدالبر: «وأما قوله: «في مصلاه الذي صلى فيه»؛ فإنه أراد الصلاة المعروفة، وموضعها الذي تفعل فيه، هو المصلى، وهو المسجد، مسجد الجماعة؛ لأن فيه يحصل في الأغلب انتظار الصلاة».
«التمهيد» ٦٤٢/١١.
ونحوه في «الاستذكار» ٣٦٥/٤.
وقال ابن رجب: «وليس في هذا الحديث، ولا في غيره من أحاديث الباب الاشتراط للجالس في مصلاه أن يكون مشتغلا بالذكر، ولكنه أفضل وأكمل.
ولهذا ورد في فضل من جلس في مصلاه بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب أحاديث متعددة.
وهل المراد بـ«مصلاه» نفس الموضع الذي صلى فيه أو المسجد الذي صلى فيه كله مصلى له؟
هذا فيه تردد.
وفي «صحيح مسلم» عن جابر بن سمرة، أن النبي ﷺ «كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء».
وفي رواية له: «كان النبي ﷺ لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام».
ومعلوم؛ أنه ﷺ لم يكن جلوسه في الموضع الذي صلى فيه؛ لأنه كان ينفتل إلى أصحابه عقب الصلاة ويقبل عليهم بوجهه..
وفي تمام حديث جابر بن سمرة الذي خرجه مسلم: «وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم».
وهذا يدل على أنه لم ينكر على من تحدث وضحك في ذلك الوقت.
فهذا الحديث يدل على أن المراد بمصلاه الذي يجلس فيه المسجد كله.
وإلى هذا ذهب طائفة من العلماء، منهم: ابن بطة من أصحابنا وغيره..».
«فتح الباري» ٤٢/٦.
وفي «طرح التثريب» ٣٧٣/٢: «ما المراد بمصلاه؟ هل المراد البقعة التي صلى فيها من المسجد حتى لو انتقل إلى بقعة أخرى في المسجد لم يكن له هذا الثواب المترتب عليه أو المراد بمصلاه جميع المسجد الذي صلى فيه؟
يحتمل كلا من الأمرين، والاحتمال الثاني أظهر وأرجح بدليل رواية البخاري المذكورة في الأصل «ما دام في المسجد»، وكذا في رواية الترمذي.
فهذا يدل على أن المراد بـ«مصلاه» جميع المسجد، وهو واضح.
ويؤيد الاحتمال الأول: قوله في رواية مسلم وأبي داود وابن ماجه «ما دام في مجلسه الذي صلى فيه».
وقد أحسن البخاري رحمه الله إذ بوب في صحيحه:
باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد.
حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة».
وفي تبويبه بيان للمعنى، وخلاصة الكلام أن تحرك المصلي من مصلاه لأخذ مصحف أو كرسي أو جلوس في مكان يكون أرفق به، لا يخرجه عن شيء من مقاصد الشريعة في الحث على الجلوس في المسجد «أحب البلاد إلى الله»، وما يحصل للجالس فيها من خير،
ولا يظهر معنى معقول لقول من التزم بظاهره -مع ما فيه من مشقة- وزعم أن من تحرك من مكانه، فاته الأجر المرتب على ذلك، والشريعة تنزه عن ذلك.
والله أعلم.
28.04.202514:21
لا تأس على من انتكس
روى مسلم في صحيحه في قصة صلح الحديبية بين النبي ﷺ ومشركي قريش أنهم:
«اشترطوا على النبي ﷺ أن من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاءكم منا رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول الله، أنكتب هذا؟!
قال: «نعم، إنه من ذهب منا إليهم؛ فأبعده الله، ومن جاءنا منهم؛ سيجعل الله له فرجا ومخرجا».
وكذلك نقول كما قال النبي ﷺ، فمن ترك الهدى ودين الحق إلى ضده؛ فأبعده الله.
ونستحضر أيضا قول الله تعالى: ﴿فلا تأس على القوم الفاسقين﴾،
وقوله تعالى: ﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون﴾،
وقوله تعالى: ﴿ومن كفر فلا يحزنك كفره﴾،
وقوله تعالى: ﴿ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم﴾.
فهذه الآيات وغيرها؛ تنهى عن الحزن والأسى على من اشتروا الضلالة بالهدى.
نسأل الله أن يثبتنا على دينه وهداه، وأن يعيذنا من الفتن.
روى مسلم في صحيحه في قصة صلح الحديبية بين النبي ﷺ ومشركي قريش أنهم:
«اشترطوا على النبي ﷺ أن من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاءكم منا رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول الله، أنكتب هذا؟!
قال: «نعم، إنه من ذهب منا إليهم؛ فأبعده الله، ومن جاءنا منهم؛ سيجعل الله له فرجا ومخرجا».
وكذلك نقول كما قال النبي ﷺ، فمن ترك الهدى ودين الحق إلى ضده؛ فأبعده الله.
ونستحضر أيضا قول الله تعالى: ﴿فلا تأس على القوم الفاسقين﴾،
وقوله تعالى: ﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون﴾،
وقوله تعالى: ﴿ومن كفر فلا يحزنك كفره﴾،
وقوله تعالى: ﴿ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم﴾.
فهذه الآيات وغيرها؛ تنهى عن الحزن والأسى على من اشتروا الضلالة بالهدى.
نسأل الله أن يثبتنا على دينه وهداه، وأن يعيذنا من الفتن.
04.05.202511:17
قبل أن تقول حدث كذا بسبب كذا..
اسأل نفسك: ما الدليل على أنه هو السبب؟
ستجد في كثير الأحوال أنه لا دليل!
وإنما هو ظن أو معلومات سابقة جعلتك تحيل السبب إليه.
وغاية الأمر أنه مجرد اقتران عادي، والسبب غير ما ظننت.
وأظن أن الأطباء هم أكثر من يسمع خطأ الناس في الأسباب.
اسأل نفسك: ما الدليل على أنه هو السبب؟
ستجد في كثير الأحوال أنه لا دليل!
وإنما هو ظن أو معلومات سابقة جعلتك تحيل السبب إليه.
وغاية الأمر أنه مجرد اقتران عادي، والسبب غير ما ظننت.
وأظن أن الأطباء هم أكثر من يسمع خطأ الناس في الأسباب.
02.05.202510:31
قاعدة عقلية شرعية
قال ابن مفلح: «وقال ابن عقيل في «الفنون»: لا ينبغي الخروج من عادات الناس إلا في الحرام؛ فإن الرسول ﷺ ترك الكعبة، وقال: «لولا حدثان قومك بالجاهلية».
وقال عمر: «لولا أن يقال عمر زاد في القرآن لكتبت آية الرجم».
وترك أحمد الركعتين قبل المغرب لإنكار الناس لها.
وذكر في «الفصول» عن الركعتين قبل المغرب: وفعل ذلك إمامنا أحمد ثم تركه بأن قال: رأيت الناس لا يعرفونه.
وكره أحمد قضاء الفوائت في مصلى العيد، وقال: أخاف أن يقتدي به بعض من يراه».
«الآداب الشرعية» ٤٣/٢، ونحوه في «الفروع» ١٩٢/٣.
فهذه قاعدة نافعة في مرعاة الناس والمصلحة ودفع الشرور والفتن..
وتطبيقاتها كثيرة، وقد ذكر الفقهاء مفردات كثيرة تدخل فيها من أوجه متعددة ترجع لأصل واحد، وهو: جلب المصالح ودفع المفاسد.
ومن أمثلتها:
الجهر بالتأمين، والإسرار بالبسملة، وتحريك الأصبع في التشهد، ورفع الصوت بالذكر بعد الصلاة، والقراءة برواية غير التي يعرفون، وتشمير الثوب إلى نصف الساق.. وغيرها.
ففعل هذه السنن في المكان الذي لا يعرف أهله أن هذه سنن، واعتادوا خلافها قد يحدث شرا وخلافا وفتنة وإساءة ظن بمن فعلها..
أتترك السنن لأجل الجهال؟
لا، لأن هذا ترك عارض لمصلحة، ويعالج بتعليمهم إن أمكن، ممن يسمع منه ويقبل..
هذه إلماحة حول المسألة وهي جديرة بالتوسع في التقرير والأمثلة التي ذكرها أهل العلم، والتي تشبهها..
وشرح ذلك، وبيان التصرفات المناسبة فيها، وطرق العلاج.
قال ابن مفلح: «وقال ابن عقيل في «الفنون»: لا ينبغي الخروج من عادات الناس إلا في الحرام؛ فإن الرسول ﷺ ترك الكعبة، وقال: «لولا حدثان قومك بالجاهلية».
وقال عمر: «لولا أن يقال عمر زاد في القرآن لكتبت آية الرجم».
وترك أحمد الركعتين قبل المغرب لإنكار الناس لها.
وذكر في «الفصول» عن الركعتين قبل المغرب: وفعل ذلك إمامنا أحمد ثم تركه بأن قال: رأيت الناس لا يعرفونه.
وكره أحمد قضاء الفوائت في مصلى العيد، وقال: أخاف أن يقتدي به بعض من يراه».
«الآداب الشرعية» ٤٣/٢، ونحوه في «الفروع» ١٩٢/٣.
فهذه قاعدة نافعة في مرعاة الناس والمصلحة ودفع الشرور والفتن..
وتطبيقاتها كثيرة، وقد ذكر الفقهاء مفردات كثيرة تدخل فيها من أوجه متعددة ترجع لأصل واحد، وهو: جلب المصالح ودفع المفاسد.
ومن أمثلتها:
الجهر بالتأمين، والإسرار بالبسملة، وتحريك الأصبع في التشهد، ورفع الصوت بالذكر بعد الصلاة، والقراءة برواية غير التي يعرفون، وتشمير الثوب إلى نصف الساق.. وغيرها.
ففعل هذه السنن في المكان الذي لا يعرف أهله أن هذه سنن، واعتادوا خلافها قد يحدث شرا وخلافا وفتنة وإساءة ظن بمن فعلها..
أتترك السنن لأجل الجهال؟
لا، لأن هذا ترك عارض لمصلحة، ويعالج بتعليمهم إن أمكن، ممن يسمع منه ويقبل..
هذه إلماحة حول المسألة وهي جديرة بالتوسع في التقرير والأمثلة التي ذكرها أهل العلم، والتي تشبهها..
وشرح ذلك، وبيان التصرفات المناسبة فيها، وطرق العلاج.
已删除01.05.202519:51
30.04.202519:37
نزلت قبل قليل إلى مكة من طريق الهدا -وكان فيه زحام- فسألت العسكري عن دخول المواطن محرما أمسموح؟
فقال: نعم.
ومركز الضبط الأمني بعدها ما فيها أحد.
وسألت العسكري في مركز الضبط الثالثة والرابعة؟ فقالا: مسموح.
فقال: نعم.
ومركز الضبط الأمني بعدها ما فيها أحد.
وسألت العسكري في مركز الضبط الثالثة والرابعة؟ فقالا: مسموح.
29.04.202502:12
حكم اتصال الصفوف في المسجد
قال ابن قدامة: «ولا يعتبر اتصال الصفوف إذا كانا جميعا في المسجد.
قال الآمدي: (لا خلاف في المذهب أنه إذا كان في أقصى المسجد -وليس بينه وبين الإمام ما يمنع الاستطراق والمشاهدة- أنه يصح اقتداؤه به؛ وإن لم تتصل الصفوف).
وهذا مذهب الشافعي؛ وذلك لأن المسجد بني للجماعة، فكل من حصل فيه فقد حصل في محل الجماعة».
«المغني» ٤٤/٣.
وقال ابن مفلح في «النكت على المحرر»: «قوله: (ومن سمع التكبير ولم ير الإمام ولا من وراءه لم يصح أن يأتم به إلا في المسجد، وعنه: لا يصح بحال، وعنه: تصح بكل حال).
أطلق عدم الرؤية ونقض غير واحد بالأعمى.
ونقض المصنف في «شرح الهداية» فقال: (لو كان الحائل ظلمة أو اقتدى ضرير بضرير؛ صح مع سماع التكبير، والرؤية ممتنعة).
ونقض الشيخ وجيه الدين في «شرح الهداية» بسواري المسجد -وفيه نظر-.
وظاهر كلامه في «المحرر» أن الخلاف الذي ذكره سواء اتصلت الصفوف أم لا، وأنه لا يشترط اتصال الصفوف مطلقا، أما في غير المسجد فسيأتي الكلام فيه في المسألة بعدها.
وأما في المسجد فلا يعتبر حكاه في «شرح الهداية» إجماعا، وكذا قطع به الأصحاب.
وظاهر هذا أنه سواء كان بينهما حائل أم لا».
«النكت» ١١٩/١.
قال ابن قدامة: «ولا يعتبر اتصال الصفوف إذا كانا جميعا في المسجد.
قال الآمدي: (لا خلاف في المذهب أنه إذا كان في أقصى المسجد -وليس بينه وبين الإمام ما يمنع الاستطراق والمشاهدة- أنه يصح اقتداؤه به؛ وإن لم تتصل الصفوف).
وهذا مذهب الشافعي؛ وذلك لأن المسجد بني للجماعة، فكل من حصل فيه فقد حصل في محل الجماعة».
«المغني» ٤٤/٣.
وقال ابن مفلح في «النكت على المحرر»: «قوله: (ومن سمع التكبير ولم ير الإمام ولا من وراءه لم يصح أن يأتم به إلا في المسجد، وعنه: لا يصح بحال، وعنه: تصح بكل حال).
أطلق عدم الرؤية ونقض غير واحد بالأعمى.
ونقض المصنف في «شرح الهداية» فقال: (لو كان الحائل ظلمة أو اقتدى ضرير بضرير؛ صح مع سماع التكبير، والرؤية ممتنعة).
ونقض الشيخ وجيه الدين في «شرح الهداية» بسواري المسجد -وفيه نظر-.
وظاهر كلامه في «المحرر» أن الخلاف الذي ذكره سواء اتصلت الصفوف أم لا، وأنه لا يشترط اتصال الصفوف مطلقا، أما في غير المسجد فسيأتي الكلام فيه في المسألة بعدها.
وأما في المسجد فلا يعتبر حكاه في «شرح الهداية» إجماعا، وكذا قطع به الأصحاب.
وظاهر هذا أنه سواء كان بينهما حائل أم لا».
«النكت» ١١٩/١.
28.04.202502:05
أطول من جادة المطوع


26.04.202501:50
قال الشافعي في علم الصحابة 👆


04.05.202510:45
مقص السواك
已删除04.05.202520:01
01.05.202516:32
30.04.202517:14
28.04.202515:10
الليلة مثال عملي للرد على من يزعم أن حجم الهلال وارتفاعه يدل على أنه لليلة الثانية..
انظر بنفسك فإنه سيمكث في الأفق إلى نصف المغرب.
انظر بنفسك فإنه سيمكث في الأفق إلى نصف المغرب.
27.04.202510:03
ما هو النفاق الذي خافه الصحابة؟
قال ابن تيمية: «واسم النفاق والكفر ونحوهما قد يعبر به عن بعض شعب الكفر والنفاق، وهذا هو النفاق الأصغر وهو الذي خافته الصحابة على أنفسهم، كما في صحيح مسلم أن حنظلة الكاتب لقي أبا بكر الصديق فقال: «نافق حنظلة، نافق حنظلة».
وذكر البخاري عن ابن أبي مليكة قال: «أدركت ثلاثين من أصحاب محمد كلهم يخاف النفاق على نفسه».
وقد صنف جعفر بن محمد الفريابي الحافظ كتابا في «صفة المنافق»، ذكر فيه من الأحاديث والآثار ما لا يتسع له هذا الموضع.
وقد قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، {فأولئك هم الفاسقون}، {فأولئك هم الظالمون}.
قال: «كفر دون كفر، وفسوق دون فسوق، وظلم دون ظلم».
وفي الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: «الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، والرياء شرك»، وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: «اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب والاستسقاء بالأنواء».
وفي حديث آخر: «لا ترغبوا عن آبائكم، فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم»، ونظائر ذلك كثيرة، والله أعلم».
«جامع المسائل» ١٣٤/٤.
وقرره الحافظ ابن رجب في «فتح الباري» ١٩٥/١.
واستظهره في «جامع العلوم والحكم» ص٨٠٨.
وقال ابن حجر: «ارتضاه القرطبي.. وأحسن الإجوبة ما ارتضاه القرطبي».
«فتح الباري» ٩١/١.
وكلام القرطبي في «المفهم» ٢٥٠/١.
قال ابن تيمية: «واسم النفاق والكفر ونحوهما قد يعبر به عن بعض شعب الكفر والنفاق، وهذا هو النفاق الأصغر وهو الذي خافته الصحابة على أنفسهم، كما في صحيح مسلم أن حنظلة الكاتب لقي أبا بكر الصديق فقال: «نافق حنظلة، نافق حنظلة».
وذكر البخاري عن ابن أبي مليكة قال: «أدركت ثلاثين من أصحاب محمد كلهم يخاف النفاق على نفسه».
وقد صنف جعفر بن محمد الفريابي الحافظ كتابا في «صفة المنافق»، ذكر فيه من الأحاديث والآثار ما لا يتسع له هذا الموضع.
وقد قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، {فأولئك هم الفاسقون}، {فأولئك هم الظالمون}.
قال: «كفر دون كفر، وفسوق دون فسوق، وظلم دون ظلم».
وفي الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: «الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، والرياء شرك»، وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: «اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب والاستسقاء بالأنواء».
وفي حديث آخر: «لا ترغبوا عن آبائكم، فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم»، ونظائر ذلك كثيرة، والله أعلم».
«جامع المسائل» ١٣٤/٤.
وقرره الحافظ ابن رجب في «فتح الباري» ١٩٥/١.
واستظهره في «جامع العلوم والحكم» ص٨٠٨.
وقال ابن حجر: «ارتضاه القرطبي.. وأحسن الإجوبة ما ارتضاه القرطبي».
«فتح الباري» ٩١/١.
وكلام القرطبي في «المفهم» ٢٥٠/١.
25.04.202514:48
الباحث القرآني
https://furqan.co/
خير صاحب في هذه الليالي.
فهو كنز عظيم من أعظم وسائل تيسير العلم وأحسنها:
سرعة هائلة في البحث، كتب كثيرة، فنون متنوعة تفسير وإعراب ومعاجم ..
https://furqan.co/
خير صاحب في هذه الليالي.
فهو كنز عظيم من أعظم وسائل تيسير العلم وأحسنها:
سرعة هائلة في البحث، كتب كثيرة، فنون متنوعة تفسير وإعراب ومعاجم ..
显示 1 - 24 共 294
登录以解锁更多功能。