08.04.202500:21
.
[حين تُطفأ الأنوار]
مثل كل عام، غربت شمس رمضان، فانفضّ الزحام، وخفّت عن المساجد الأقدام، وسكنت التراويح، وهدأت المآذن، كأن الصوت الذي ملأ الليل ما كان، وكأن العيون التي دمعت قد جفّت، وكأن القلوب التي وجلت قد نَسيت.
لم يكن العجب من ذلك، فما عهد الناس إلا كذلك؛ يقبلون إذا أقبل الجمع، ويدبرون إذا خلا الطريق.
لكن الفوز كلُّ الفوز في قلبٍ عرف ربه، فثبت إذا تفرّق الناس، وأقبل إذا أعرضوا، وتجرّد من مدحهم، فلم يُزِغه ثناؤهم، ولم يُقعده هجْرهم.
فإذا انقضت التراويح، وهدأ صخب الجماعة، وبقي الليل في ظلمته، فأنت هناك.
تستأنس بالخلوة، وتذوق حلاوة الطاعة بعد انفضاض الجمع.
وقد عظمت الشريعة مقام أولئك الأفراد البررة، الملتفتة قلوبهم أبداً إلى محبوبهم، والساعية نفوسهم إلى الوصال على كل حال.
ففي الحديث [العبادة في الهرج كهجرة إلي] و "المراد بالهرج هنا، الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا الأفراد" (١).
ليس في الأمر مواعيد ولا جمهور، إنما قلبٌ متجرد، وروحٌ تائهة تبحث عن موطنها.
نأتيه كما نحن خفيفون من الخلق، مثقلون بالشوق.
وهذا لعمري هو زاد المسير، ومفتاح الثبات، وجسر العبور إلى عمارة الأرض ونصرة الدين.
فمن لم يتصل بالله خالياً، كيف يصبر على الدعوة جهراً؟
ومن لم يأنس بالله في ظُلَم الليل، كيف يثبت في ميادين البذل والنصب؟
أيها العاملون في كل ميدان:
إن قلوبنا محتاجةٌ إلى هذا الاتصال، فما يصلح لنا عمل، ولا تستقيم لنا دعوة، ولا تنبت لنا ثمرة، ما لم نروتوي أولاً من نبع القرب.
فاللهمّ عونك… على الثبات بعد الوهج، والنور بعد انطفاء السُرُج، والصدق حين تخلو الطرق، ويبهت الصدى.
- - - -
(١): صحيح مسلم - ت عبد الباقي ٤/٢٢٦٨
[حين تُطفأ الأنوار]
مثل كل عام، غربت شمس رمضان، فانفضّ الزحام، وخفّت عن المساجد الأقدام، وسكنت التراويح، وهدأت المآذن، كأن الصوت الذي ملأ الليل ما كان، وكأن العيون التي دمعت قد جفّت، وكأن القلوب التي وجلت قد نَسيت.
لم يكن العجب من ذلك، فما عهد الناس إلا كذلك؛ يقبلون إذا أقبل الجمع، ويدبرون إذا خلا الطريق.
لكن الفوز كلُّ الفوز في قلبٍ عرف ربه، فثبت إذا تفرّق الناس، وأقبل إذا أعرضوا، وتجرّد من مدحهم، فلم يُزِغه ثناؤهم، ولم يُقعده هجْرهم.
فإذا انقضت التراويح، وهدأ صخب الجماعة، وبقي الليل في ظلمته، فأنت هناك.
تستأنس بالخلوة، وتذوق حلاوة الطاعة بعد انفضاض الجمع.
وقد عظمت الشريعة مقام أولئك الأفراد البررة، الملتفتة قلوبهم أبداً إلى محبوبهم، والساعية نفوسهم إلى الوصال على كل حال.
ففي الحديث [العبادة في الهرج كهجرة إلي] و "المراد بالهرج هنا، الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا الأفراد" (١).
ليس في الأمر مواعيد ولا جمهور، إنما قلبٌ متجرد، وروحٌ تائهة تبحث عن موطنها.
نأتيه كما نحن خفيفون من الخلق، مثقلون بالشوق.
وهذا لعمري هو زاد المسير، ومفتاح الثبات، وجسر العبور إلى عمارة الأرض ونصرة الدين.
فمن لم يتصل بالله خالياً، كيف يصبر على الدعوة جهراً؟
ومن لم يأنس بالله في ظُلَم الليل، كيف يثبت في ميادين البذل والنصب؟
أيها العاملون في كل ميدان:
إن قلوبنا محتاجةٌ إلى هذا الاتصال، فما يصلح لنا عمل، ولا تستقيم لنا دعوة، ولا تنبت لنا ثمرة، ما لم نروتوي أولاً من نبع القرب.
فاللهمّ عونك… على الثبات بعد الوهج، والنور بعد انطفاء السُرُج، والصدق حين تخلو الطرق، ويبهت الصدى.
- - - -
(١): صحيح مسلم - ت عبد الباقي ٤/٢٢٦٨
03.04.202518:37
الانتقال بالنفس من الثورة إلى الدولة
لقد كانت الثورة السورية زلزالاً مدوياً في تاريخ الأمة، قُدِّمَت فيه التضحيات الجسام، وسُطِّرت فيه ملاحم البطولة والفداء، وعصفت بمركب الثائرين موجات من الفتن والتقلبات، حتى استقر على قمة قاسيون يحمل جنوداً أضناهم الطريق وآخرون مضوا إلى مقام أعلى وأشرف.
ليطل اليوم رجال الثورة على واقع جديد يناديهم، غير متروكين ليأخذوا قسطهم من الراحة ويستنشقوا عبق الياسمين، وهكذا أهل المقامات العالية.
أطلوا على نصرهم بابتسامة الشاكر لربه، فلم يطل وقوفهم حتى شمروا عن ساعد البناء، بعد أن هدَّموا منظومة الفساد
وللواقع الجديد حالٌ لم يألفها رجال الثورة، فبدأتَ تسمع زفرات التعب والغم، تشتكي الوحشة وتطلب الأنس في دفاتر الماضي وصور الراحلين.
- - - -
يا رجال الدولة كلٌ في موقعه، للقاعدين منكم والقائمين :
إن التاريخ لا يتوقف عند لحظة الانتصار أو الانكسار، بل يمضي غير آبهٍ بمن تباطأ أو ضلَّ الطريق.
واليوم، إذ نعبر من مرحلة الثورة إلى مرحلة بناء الدولة، فإن المراجعة الجادة للذات أصبحت فريضة لا رفاهية، ومسؤولية لا خياراً.
فماذا بعد؟
وأين نقف نحن من هذه التحولات؟
وأي موقع نختار في هذا المستقبل الذي تُخطُّ معالمه الآن؟
مراجعة النفس بوابة الانتقال:
إن أعظم ما يواجه الإنسان بعد معركة ضارية هو معركة النفس؛ فالنصر لا يكون في ميدان السلاح وحده، بل في ميدان الوعي والبصيرة.
وإن أخطر ما قد يواجهه الثائر هو أن يبقى سجين الدور الذي اعتاده، غير قادر على إعادة تعريف نفسه وفق معطيات المرحلة الجديدة.
فهل نملك الشجاعة لمساءلة ذواتنا؟
هل نقوى على الاعتراف بأن الأدوات التي كانت نافعة بالأمس قد لا تكون مجدية اليوم؟
هل نعي معنى الانتقال من مرحلة الهدم إلى مرحلة البناء؟
المراجعة تعني: أن نقف مع أنفسنا وقفة جادة، بلا مكابرة ولا إنكار، نزن فيها اختياراتنا، ونحدد فيها مواطن قوتنا وضعفنا... ونتساءل:
هل ما نقدمه اليوم يخدم مشروع الدولة التي نطمح إليها؟ أم أننا ما زلنا ندور في فلك الفوضى وردود الأفعال؟
لم يعد المقياس اليوم هو عدد المعارك التي خضناها، بل عدد المؤسسات التي سننشئها، والمبادرات التي سنطلقها، والرؤى التي سنبلورها ونطرحها.
الدولة لا تُبنى بالعواطف وحدها، بل بالعقول النيرة، والتخطيط الحكيم، والالتزام العميق بمقتضيات المرحلة.
إن تحديد الاختيار المستقبلي لكل فرد منا هو الخطوة الأولى نحو البناء.
فكما كان لكل ثائر موقعه في الميدان، يجب أن يكون لكل فرد موقعه في معركة النهضة.
البعض سيجد دوره في العمل السياسي، والآخر في الاقتصاد، وغيرهم في التعليم والقضاء والإدارة والتنمية، (وكذلك العسكرة وأنتم رجالها)
والدولة الناجحة هي التي تستوعب طاقات أبنائها وتوظفها في مواضعها الصحيحة.
إن أخطر ما قد نواجهه في هذه المرحلة هو الجمود الذهني والبقاء أسرى الماضي.
عقلية الثورة مختلفة عن عقلية الدولة، فالأولى تحشد الطاقات لهدم الاستبداد، والثانية تتطلب مهارة إعادة البناء وترميم ما تهدّم.
يجب أن نعي أن الصراعات التي خضناها لا ينبغي أن تتحول إلى عوائق تمنعنا من العمل معًا، وأن الانتماء الحقيقي للإسلام يفرض علينا تجاوز المصالح الضيقة، وتوحيد الجهود في سبيل غاية أسمى.
الدولة تحتاج إلى رجال دولة لا إلى مقاتلين فقط، إلى قادة لا إلى زعماء، إلى بناة لا إلى هدامين.
فإذا لم نستطع تطوير أدواتنا، وتوسيع مداركنا، واستيعاب مقتضيات المرحلة، فسنجد أنفسنا خارج سياق التاريخ، بينما يمضي من وعَى دوره ورسالته ليكون في صلب الميدان الجديد.
نحن اليوم أمام مفترق طرق:
إما أن نكون جزءًا من الحل، وإما أن نبقى عالقين في إشكالات الماضي.
إما أن نصنع التاريخ بوعي وحكمة، وإما أن نصبح ضحايا للشوق والحنين.
كل فرد منا يحمل في يده مفتاح دوره في هذه المرحلة، والقرار يحتاج لشجاعة وتضحية.
والسؤال الجوهري الذي يجب أن يطرحه كل واحد على نفسه:
- أين أنا من هذا المشروع؟
- هل أمتلك الجرأة لإعادة تعريف دوري؟
- وهل أملك الرؤية التي تؤهلني لأن أكون جزءًا من المستقبل؟
نحن أمام الاختيار، والاختيارات الفاصلة متعبة، لكنها ضرورية
لقد كانت الثورة السورية زلزالاً مدوياً في تاريخ الأمة، قُدِّمَت فيه التضحيات الجسام، وسُطِّرت فيه ملاحم البطولة والفداء، وعصفت بمركب الثائرين موجات من الفتن والتقلبات، حتى استقر على قمة قاسيون يحمل جنوداً أضناهم الطريق وآخرون مضوا إلى مقام أعلى وأشرف.
ليطل اليوم رجال الثورة على واقع جديد يناديهم، غير متروكين ليأخذوا قسطهم من الراحة ويستنشقوا عبق الياسمين، وهكذا أهل المقامات العالية.
أطلوا على نصرهم بابتسامة الشاكر لربه، فلم يطل وقوفهم حتى شمروا عن ساعد البناء، بعد أن هدَّموا منظومة الفساد
وللواقع الجديد حالٌ لم يألفها رجال الثورة، فبدأتَ تسمع زفرات التعب والغم، تشتكي الوحشة وتطلب الأنس في دفاتر الماضي وصور الراحلين.
- - - -
يا رجال الدولة كلٌ في موقعه، للقاعدين منكم والقائمين :
إن التاريخ لا يتوقف عند لحظة الانتصار أو الانكسار، بل يمضي غير آبهٍ بمن تباطأ أو ضلَّ الطريق.
واليوم، إذ نعبر من مرحلة الثورة إلى مرحلة بناء الدولة، فإن المراجعة الجادة للذات أصبحت فريضة لا رفاهية، ومسؤولية لا خياراً.
فماذا بعد؟
وأين نقف نحن من هذه التحولات؟
وأي موقع نختار في هذا المستقبل الذي تُخطُّ معالمه الآن؟
مراجعة النفس بوابة الانتقال:
إن أعظم ما يواجه الإنسان بعد معركة ضارية هو معركة النفس؛ فالنصر لا يكون في ميدان السلاح وحده، بل في ميدان الوعي والبصيرة.
وإن أخطر ما قد يواجهه الثائر هو أن يبقى سجين الدور الذي اعتاده، غير قادر على إعادة تعريف نفسه وفق معطيات المرحلة الجديدة.
فهل نملك الشجاعة لمساءلة ذواتنا؟
هل نقوى على الاعتراف بأن الأدوات التي كانت نافعة بالأمس قد لا تكون مجدية اليوم؟
هل نعي معنى الانتقال من مرحلة الهدم إلى مرحلة البناء؟
المراجعة تعني: أن نقف مع أنفسنا وقفة جادة، بلا مكابرة ولا إنكار، نزن فيها اختياراتنا، ونحدد فيها مواطن قوتنا وضعفنا... ونتساءل:
هل ما نقدمه اليوم يخدم مشروع الدولة التي نطمح إليها؟ أم أننا ما زلنا ندور في فلك الفوضى وردود الأفعال؟
لم يعد المقياس اليوم هو عدد المعارك التي خضناها، بل عدد المؤسسات التي سننشئها، والمبادرات التي سنطلقها، والرؤى التي سنبلورها ونطرحها.
الدولة لا تُبنى بالعواطف وحدها، بل بالعقول النيرة، والتخطيط الحكيم، والالتزام العميق بمقتضيات المرحلة.
إن تحديد الاختيار المستقبلي لكل فرد منا هو الخطوة الأولى نحو البناء.
فكما كان لكل ثائر موقعه في الميدان، يجب أن يكون لكل فرد موقعه في معركة النهضة.
البعض سيجد دوره في العمل السياسي، والآخر في الاقتصاد، وغيرهم في التعليم والقضاء والإدارة والتنمية، (وكذلك العسكرة وأنتم رجالها)
والدولة الناجحة هي التي تستوعب طاقات أبنائها وتوظفها في مواضعها الصحيحة.
إن أخطر ما قد نواجهه في هذه المرحلة هو الجمود الذهني والبقاء أسرى الماضي.
عقلية الثورة مختلفة عن عقلية الدولة، فالأولى تحشد الطاقات لهدم الاستبداد، والثانية تتطلب مهارة إعادة البناء وترميم ما تهدّم.
يجب أن نعي أن الصراعات التي خضناها لا ينبغي أن تتحول إلى عوائق تمنعنا من العمل معًا، وأن الانتماء الحقيقي للإسلام يفرض علينا تجاوز المصالح الضيقة، وتوحيد الجهود في سبيل غاية أسمى.
الدولة تحتاج إلى رجال دولة لا إلى مقاتلين فقط، إلى قادة لا إلى زعماء، إلى بناة لا إلى هدامين.
فإذا لم نستطع تطوير أدواتنا، وتوسيع مداركنا، واستيعاب مقتضيات المرحلة، فسنجد أنفسنا خارج سياق التاريخ، بينما يمضي من وعَى دوره ورسالته ليكون في صلب الميدان الجديد.
نحن اليوم أمام مفترق طرق:
إما أن نكون جزءًا من الحل، وإما أن نبقى عالقين في إشكالات الماضي.
إما أن نصنع التاريخ بوعي وحكمة، وإما أن نصبح ضحايا للشوق والحنين.
كل فرد منا يحمل في يده مفتاح دوره في هذه المرحلة، والقرار يحتاج لشجاعة وتضحية.
والسؤال الجوهري الذي يجب أن يطرحه كل واحد على نفسه:
- أين أنا من هذا المشروع؟
- هل أمتلك الجرأة لإعادة تعريف دوري؟
- وهل أملك الرؤية التي تؤهلني لأن أكون جزءًا من المستقبل؟
نحن أمام الاختيار، والاختيارات الفاصلة متعبة، لكنها ضرورية
05.04.202513:46
تعزَّ، فإنَّ الصبر بالحرِّ أجمل *** وليس على رَيب الزمان معولُ
فإن تكن الأيام فينا تبدلَّت *** بنُعمَى وبُؤسَى، والحوادث تفعلُ
فما ليَّـنت منا قناةً صَليـْبةً *** ولا ذلَّلتـْنا للذي ليس يَجـْملُ
ولكن رحلناها نفوسًـا كريمـةً *** تُحمَّل مالا يُستطاع فتَحملُ
#غزة
فإن تكن الأيام فينا تبدلَّت *** بنُعمَى وبُؤسَى، والحوادث تفعلُ
فما ليَّـنت منا قناةً صَليـْبةً *** ولا ذلَّلتـْنا للذي ليس يَجـْملُ
ولكن رحلناها نفوسًـا كريمـةً *** تُحمَّل مالا يُستطاع فتَحملُ
#غزة
31.03.202513:43
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين
"نداء البدايات"
لأن كل ثورة، كل فكرة، كل نهضة، تبدأ من نداء داخلي يستدعي النهوض.
للشباب الذين عاشوا التحولات الكبرى، هنا مساحة للاشتباك مع الواقع بالحرف والفكرة، بالسؤال الذي يكشف، والكلمة التي تضيء، نبتغي إدراك الواقع وقيادة المستقبل.
وبين زحام الفكرة ووهج المواجهة، هناك نبض أدبي، وحديث عن الكتاب حيث تهدأ الخطى قليلًا....
وعلى الله قصد السبيل، ومنه العون والتسديد.
"نداء البدايات"
لأن كل ثورة، كل فكرة، كل نهضة، تبدأ من نداء داخلي يستدعي النهوض.
للشباب الذين عاشوا التحولات الكبرى، هنا مساحة للاشتباك مع الواقع بالحرف والفكرة، بالسؤال الذي يكشف، والكلمة التي تضيء، نبتغي إدراك الواقع وقيادة المستقبل.
وبين زحام الفكرة ووهج المواجهة، هناك نبض أدبي، وحديث عن الكتاب حيث تهدأ الخطى قليلًا....
وعلى الله قصد السبيل، ومنه العون والتسديد.


04.04.202523:46
.
العلوم الإنسانية، والحاجة إليها...
أ. أحمد سالم
📖 السبل المرضية
العلوم الإنسانية، والحاجة إليها...
أ. أحمد سالم
📖 السبل المرضية
04.04.202514:47
يا مَن لا تخفى عليه السرائرُ ولا تُغالبه الظواهرُ، إليك رفعتُ طَـْرفَ القلب، وبسطتُ راحَ التوكل، ونفساً ما تعلّقت إلا بك، ولا نزلت إلا بساحتك.
سبحانك، ما خذلتَ عبدًا قصدك، ولا رددتَ قلباً دعَاك.
وإن أبطأتَ بالفتح، ففي الإبطاء حِكَم، وإن بدّلتَ الطلب، ففي التبديل لُطف،
يا من بيده مفاتيح البلاء والرخاء، والضرّاء والسرّاء، إليك الشكوى من زمنٍ جار، ودهرٍ تتابعت فيه المحن، وشُقّت فيه القلوب من فرط ما ترى.
اللهم كن لأهل غزة حصنًا إذا انهارت الحصون، وسَندًا إذا نُكّس الأمل، وضياءً في ليلٍ أظلم، ورجاءً في ساعةٍ ضاقت فيها الأرواح واشتدّ الخطب.
اللهم قد بذلوا من الوسع ما لا يخفاك، ولم يشغلهم كربهم عن طلب رضاك.
خُذلوا وأنت الناصر، وضَعُف جنابهم وأنت القوي، فاشدد أزرهم يا عزيز، واقسم ظهر عدوهم يا منتقم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعل لهم من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، وكن لهم كما كنتَ لعبادك الصالحين: تأخذ بأيديهم إذا عثرت، وتربت على قلوبهم إذا انفطرت.
نعوذ بك اللهم من قسوة القلب، وإلف المصاب، والانقطاع عن النصرة، أحي اللهم قلوبنا بهمِّ إخواننا، ولا تشغلنا بدنيانا عن أُخرانا، واغفر اللهم وارحم.
آمين...آمين
#ساعة_الجمعة
سبحانك، ما خذلتَ عبدًا قصدك، ولا رددتَ قلباً دعَاك.
وإن أبطأتَ بالفتح، ففي الإبطاء حِكَم، وإن بدّلتَ الطلب، ففي التبديل لُطف،
يا من بيده مفاتيح البلاء والرخاء، والضرّاء والسرّاء، إليك الشكوى من زمنٍ جار، ودهرٍ تتابعت فيه المحن، وشُقّت فيه القلوب من فرط ما ترى.
اللهم كن لأهل غزة حصنًا إذا انهارت الحصون، وسَندًا إذا نُكّس الأمل، وضياءً في ليلٍ أظلم، ورجاءً في ساعةٍ ضاقت فيها الأرواح واشتدّ الخطب.
اللهم قد بذلوا من الوسع ما لا يخفاك، ولم يشغلهم كربهم عن طلب رضاك.
خُذلوا وأنت الناصر، وضَعُف جنابهم وأنت القوي، فاشدد أزرهم يا عزيز، واقسم ظهر عدوهم يا منتقم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعل لهم من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، وكن لهم كما كنتَ لعبادك الصالحين: تأخذ بأيديهم إذا عثرت، وتربت على قلوبهم إذا انفطرت.
نعوذ بك اللهم من قسوة القلب، وإلف المصاب، والانقطاع عن النصرة، أحي اللهم قلوبنا بهمِّ إخواننا، ولا تشغلنا بدنيانا عن أُخرانا، واغفر اللهم وارحم.
آمين...آمين
#ساعة_الجمعة
显示 1 - 6 共 6
登录以解锁更多功能。