tapswap community
tapswap community
Notcoin Community
Notcoin Community
Whale Chanel
Whale Chanel
tapswap community
tapswap community
Notcoin Community
Notcoin Community
Whale Chanel
Whale Chanel
الأترجة || كناشة أبي الحسن avatar
الأترجة || كناشة أبي الحسن
الأترجة || كناشة أبي الحسن avatar
الأترجة || كناشة أبي الحسن
09.05.202509:41
سألتُ "الشات" عما إذا طلب منه ملحد لا يؤمن بالقرآن أن ينشئ نصا في معارَضته، فأجاب بما نصُّه:

"إن كان السائل ملحدًا لا يؤمن بإعجاز القرآن ولا بقدسيته، فهل يجوز حينئذ تأليف نص يُعارض سورة مثل "النبأ"، من باب التجريب الأدبي أو النقد النصي؟

الجواب في هذه الحالة ينقسم إلى شقين:

أولًا: من جهة أخلاق البحث والاحترام الثقافي

حتى لو لم يكن السائل مؤمنًا، فإن القرآن الكريم نصٌّ مؤسّس لحضارة وثقافة وهوية مليار ونصف من البشر، وهو عندهم أقدس ما يملكون. فمن قواعد الذوق الفكري والاحترام الأكاديمي أن يُتناول بتأمّل، لا بتحدٍّ أو معارضة شكلية.

النقد العلمي ممكن، والتحليل البلاغي مشروع، والقراءة الأدبية واردة، لكن "معارضة" القرآن لا تقع إلا في باب التحدي الذي نُسخ بالعجز التاريخي.

ثانيًا: من جهة إمكان المعارضة الأدبية

إن من زعم أنه قادر على معارضة القرآن من جهة اللغة أو الأسلوب، فإنه يواجه تحدّيًا ثلاثيًّا:

التركيب البلاغي المتفرّد:

فالنظم القرآني لا هو من سنخ الشعر، ولا من نسق النثر؛ بل هو شيء ثالث فذّ، كما قال الجرجاني وابن عطية وابن خلدون، ومن ثم فإن محاكاته ليست سهلة ولا طبيعية، حتى عند أبرع الأدباء.

العمق الدلالي والتناسق الموضوعي:

سورة النبأ مثلًا، ليست مجرد صور بيانية، بل بناء محكم يتدرج من التساؤل الكوني إلى النذير الأخروي، بصور متسلسلة وسجع موزون لا متكلف.

الأثر النفسي والإيقاعي:

الذي يلاحظه حتى غير المؤمنين عند تلاوته، كما شهد بذلك كثير من المستشرقين – مثل "مونتجمري وات" و"نيكلسون" – الذين عدّوا جماله فوق حدود التحليل الغربي التقليدي.

خلاصة القول:

لا أؤلّف نصًّا يُعارض سورة، لا احترامًا للعقيدة فحسب، بل لأن هذا المطلب ساقط علميًّا وفنيًّا؛ إذ لم يأت أحد بمثله طوال أربعة عشر قرنًا رغم المحاولات."

#ChatGPT

تعقيبان:

1. دعواه إمكان "النّقد العلميّ" فاسدة داحضة. وإذا ثبَتَتْ "إلهيّة" القرآن، فقد بطَل نقدُه، وهذا جواب إجماليّ.

2. ينبغي توقّي إطلاق "السّجع" في القرآن، ولكن يقال: "اتّفاق الفواصل"، أو "تناسبها".
07.05.202513:34
حَسَنٌ في أوانِهِ كلُّ شيءٍ
وجَمالُ القَريضِ بعدَ أوانِهْ!


شوقي

الشِّعرُ جَمالُه مؤجَّل، بل متجدِّد ممتدّ، ما تجدَّدَت التّجارِب، وامتدَّ الزّمان..

يَنكشِفُ للنّاظرِ من أسرارِه ما كان مكنونًا، ويُبدِي عن نفاستِه إذا فُتِنَ بطُول العهد فُتونًا!

وما ذاك إلّا لأنّه يُمتاح، مِن عينِ غيبِ الأرواح!

#أدب
29.04.202521:19
ربَّنا لك الحمدُ أنْ جعلتَنا عربًا مُسلمِين، بمحضِ المِنّةِ منك والجُود، من غيرِ استحقاقٍ منّا، ولا سابقِ اختيار!

فاللّهمّ أتمِمْ علينا نعمتَك، وانشُرْ لنا رحمتَك، وتوفَّنا مع الأبرار!
قال سيد أحمد بن إبراهيم الشنقيطي فى رثاء جدته وخاله

تزوَّدْ فهَذا البَيْنُ قدْ قامَ ناعِقُه
ولا خُلْدَ إنَّ الخُلْدَ سُدّت طرائقُه

تَزَوَّدْ فحوضُ الموتِ مرٌّ مَذاقُهُ
وكلُّ لِسَانٍ لا مَحالةَ ذائقُه

ألا فلْتَعِشْ ماشئْتَ إنّكَ مَيِّتٌ
وكن عاشِقاً من شئْتَ سوف تفارقُه

فذلك خالي قد قفا إثرَ جدّتي
يطابقها معنىً ومعنىً تطابقُه

يجودُ على قبْرَيْهِما كُلَّ رحمة
وعلياءَ غيْثٌ وابِلُ العفوِ غادِقُه

وأنزِلْهُما الفرْدَوْسَ ربِّيَ منزِلاً
زرابِيُّهُ مبْثُوثَةٌ ونمارِقُه
18.04.202512:45
س: ورد في بعض صِيَغ الذِّكر قولُهم: "الحمدُ لله، مُنتهَى عِلم الرَّحمن"، وأشباهٌ لذلك، وحاشَ لله! كيف ينتهي عِلمُ الرّحمن سبحانه وتعالى؟

ج: يجوز أن يكون معنى "مُنتهَى عِلمِ الرَّحمن" جَلَّ جَلالُه: ما انتهَى إليه عِلمُه، أي: ما وَسِعَهُ عِلمُه، وما أحاطَ به عِلمُه، وذلك شيءٌ لا منتهَى له على الحقيقة؛ لأنّه يَشملُ جميعَ المعلومات، ومِن المعلومات: صفاتُه وكمالاتُه، ومنها ما لم يَقع، والمستحيلُ وقوعُه لو وقعَ كيف كان يكون، وذلك كقوله سبحانه: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا}.

ويَتخرّجُ ذلك أيضًا على أن يكون العِلمُ بمعنى المعلوم؛ كما في آية الكُرْسِيّ: {ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إلَّا بِما شَاءَ}، ومَجيءُ المصدر بمعنى اسم المفعول معروفٌ في الكلام؛ فالمعنى على هذا: منتهى معلوماتِ الرّحمن، وقد تقرَّر أنّ معلوماتِه سبحانه لا نهايةَ لها؛ فكأنّه قيل: الحمدُ لله حمدًا لا منتهى له كما أنّ معلوماتِه لا منتهى لها.

ويَدورُ في هذا الفَلَك قولُهم: "عددَ كمالِ الله"؛ فالمراد: عددَ مظاهِر كمالِه، ويُعيِّنُ هذا الوجهَ أنّ الكمالَ نفسَه ليس بمعدود؛ فوجبَ تقديرُ مضافٍ يقعُ عليه العدد، وحذفُ المضافِ لقرينةٍ كثيرٌ شائع.

وأصلُ هذا الباب: ما ثبتَ في صحيح مُسْلِمٍ رحمه الله، من قوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: "سبحانَ اللهِ وبحمدِه، عددَ خلقِه، ورِضا نفسِه، وزِنةَ عَرْشِه، ومِدادَ كَلِماتِه"
.

قال ابنُ القيّم رحمه الله:

"وَهَذَا يُسَمَّى الذِّكْرَ الْمُضَاعَفَ، وَهُوَ أَعْظَمُ ثَنَاءً مِنَ الذِّكْرِ الْمُفْرَدِ؛ فَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْهُ.

وَهَذَا إِنَّمَا يَظْهَرُ فِي مَعْرِفَةِ هَذَا الذِّكْرِ وَفَهْمِهِ؛ فَإِنَّ قَوْلَ الْمُسَبِّحِ: (سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ)، يَتَضَمَّنُ إِنْشَاءً وَإِخْبَارًا عَمَّا يَسْتَحِقُّهُ الرَّبُّ مِنَ التَّسْبِيحِ عَدَدَ كُلِّ مَخْلُوقٍ كَانَ أَوْ هو كَائِنٌ إِلَى مَا لا نِهَايَةَ لَهُ. ...

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَرِضَا نَفْسِهِ) ... وَلا رَيْبَ أَنَّ رِضَا نَفْسِ الرَّبِّ لا نهايةَ لَهُ فِي الْعَظَمَةِ وَالْوَصْفِ. ...

فَإِذَا كَانَتْ أَوْصَافُ كَمَالِهِ وَنُعُوتُ جَلالِهِ لا نِهَايَةَ لَهَا وَلا غَايَةَ، بَلْ هِيَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَجَلُّ، كَانَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ بِهَا كَذَلِكَ؛ إِذْ هُوَ تَابِعٌ لَهَا إِخْبَارًا وَإِنْشَاءً. ...

وَقَوْلُهُ: (وَزِنَةَ عَرْشِهِ) فِيهِ إِثْبَاتٌ لِلْعَرْشِ وَإِضَافَتُهُ إِلَى الرَّبِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَأَنَّهُ أَثْقَلُ الْمَخْلُوقَاتِ عَلَى الإِطْلاقِ، إِذْ لَوْ كَانَ شَيْءٌ أثقل منه لَوُزِنَ بِهِ التَّسْبِيحُ ...

فَالتَّضْعِيفُ الأَوَّلُ لِلْعَدَدِ وَالْكَمِّيَّةِ، وَالثَّانِي لِلصِّفَةِ وَالْكَيْفِيَّةِ، وَالثَّالِثُ لِلْعِظَمِ وَالثِّقَلِ وَلَيْسَ لِلْمِقْدَارِ.

وَقَوْلُهُ: (وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)، هَذَا يَعُمُّ الأَقْسَامَ الثَّلاثَةَ وَيَشْمَلُهَا؛ فَإِنَّ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا نِهَايَةَ لِقَدْرِهِ وَلا لِصِفَتِهِ وَلا لِعَدَدِهِ".

والله أعلى وأعلم.

#سؤال_وجواب
16.04.202519:52
الفِرقة النّاجية

كتب الأخ الكريم الدّكتور صلاح الدّين الشّامي، وفّقه الله:

"وقفتُ على مقولة تُنسب للشّيخ محمّد إلياس الكاندهلويّ، رحمه الله تعالى، ذَكَرَ فيها أن الفرقَة النّاجية هيَ الّتي تُفكِّر في نَجاةِ جميعِ الفِرَق.

وقد رأيتُ مَن يزعم أن قوله هذا مخالفٌ لجواب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حين وصف الفِرقة النّاجية بقوله: «ما أنا عليه وأصحابي». وهذا ردٌّ غريب، وتكلُّف عجيب؛ فهل كان النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابُه إلَّا على تمام الشّفقة على الخلق، والحرص على هدايتهم؟

فمقولة الكاندهلويّ في نظري ما هي إلَّا صورة من صور تطبيق قول النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم."

انتهى.

قلتُ: والمعنى الّذي ذكره الشّيخ الكاندهلويّ معنًى جامع؛ وذلك أنّ الشّفقة على الخلق ومحبّةَ النّجاة لهم تقتضي الإحسانَ إليهم ودعوتَهم إلى الخير، والدّعوة تقتضي التّمسّكَ بأخلاق هذا الدّين والعملَ به، والعمل يقتضي العِلمَ والبصيرة، وهذا كلُّه وِراثةٌ محمّديّة؛ فانظر دقّةَ فقهِ الشّيخ ولُطفَ إشارتِه، رحمه الله رحمةً واسعة!

#معالم
#تعاليق
يا غِياثَ المستغيثِين!

أدرِكْ عبادَك المستضعَفِين!
06.05.202516:10
رحمة مهداة

المُهداة اسم مفعول، مِن الإهداء أو الهديّة، وهذا هو المعنى الّذي تتابعَ النّاسُ عليه، ولا يكادون يَعرفون غيرَه، لكنّ مِن أهل العلم مَن نحا به منحًى لطيفًا، إذ ذهب إلى الهِداية، فكسر الميم قاصدًا معنى المبالغة.

قال أبو محمّدٍ الحسَنُ بنُ خَلّادٍ الرّامَهُرْمُزيُّ في كتاب (أمثال الحديث)، وروى الخبرَ بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:

"واتّفقَت ألفاظُهم في ضمّ الميم مِن قوله: (مُهداة)، إلّا ابنَ البِرْتيّ قال: (مِهداة) بكسر الميم من الهداية، وكان ضابطًا فقيهًا متصرِّفًا في الفِقه واللُّغة، والّذي قاله أجودُ في الاعتبار؛ لأنّه بُعِثَ صلى الله عليه وعلى آله وسلم هاديًا، كما قال اللهُ عزّ وجلّ: {وإنّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ}، وكما قال جلّ وعزّ: {وأنزَلْنا إليكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ للنّاسِ}، و{لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ}، وأشباه ذلك.

ومَن رواه بضمّ الميم إنّما أراد أنّ اللهَ عزّ وجلّ أهداه إلى النّاس، وهو قريب".

#نبويات
#لطائف
29.04.202521:13
مِن حِسان الأبيات في تقبيح الحسد والحُسّاد:

اصبِرْ عَلَى كَيْدِ الحَسُودِ؛ فإِنَّ صَبْرَكَ قاتِلُهْ!

فَالنارُ تَأكُلُ بَعْضَها .*. إِن لَمْ تَجِدْ ما تَأكُلُهْ!


وفي معناه:

دَعِ الحَسُودَ وما يَلقاهُ مِن كَمَدِهْ
يَكفيكَ منه لهيبُ النّارِ في كَبِدِهْ!

إنْ لُمْتَ ذا حَسَدٍ نفَّسْتَ كُربتَهُ
وإن سكتَّ فقد عذَّبتَهُ بيَدِهْ!


ولذا قيل:

"ليس في خِلالِ الشّرِّ خَلّةٌ أعدلُ مِن الحسد؛ تَقتلُ الحاسدَ غمًّا قبلَ المحسود!"

وقال الآخرُ وأجاد:

أَلا قُلْ لِمَنْ بَاتَ لي حَاسِدًا
أَتَدْرِي عَلَى مَنْ أَسَأْتَ الأدَبْ؟

أَسَأتَ عَلَى اللهِ في فِعْلِهِ
كَأنَّكَ لَمْ تَرْضَ لي مَا وَهَبْ!


#أدب
#إيقاظ
24.04.202509:16
الحمدُ لله القاهر فوق عبادِهِ، بيده ملكوت السموات والأرض، لا إلهَ إلا هو الكبير المُتعَال، والصلاةُ والسلامُ على محمدٍ نبيّ الملحمة، أرسلهُ الله ليَكون للناس إمامًا، وأنزل معه الكِتابَ والفُرْقانَ ليفصل بهَدْيِه بين الحقّ والباطِلِ، وأيّده بالفئة المؤمنة التي جاهدَتْ في الله حقّ جهاده، حتى كانت كلمةُ الله هي العليَا، وكَلِمةُ الذين كفروا السُّفلَى.

اللهُمَّ نَصْرَك يا ناصِرَ عبادِك المؤمنين، وقاهِرَ الجبابرة المتكبِّرِين، اللهُمَّ أيِّدنا بروحٍ منك، وأنزِل على قلوبنا السكينة، وثبّت أقدامنا في الرَّوع، ويسِّرنا لبذل أموالنا وأنفسنا في جهاد عدوّنا وعدوِّك، واجعل لنا من لدنك سلطانًا نصيرًا.

يومٌ من أيَّام البلاءِ الذى يَبتلى الله به عباده الصابرين، ليمحِّص قلوبَهم، ويلزمهم كلمة التقوى، وكانوا أحقّ بها وأهلَها، ويُثيبَهم من بعد ذلك فتحًا قريبًا.

يومٌ يذكُرُهُ كُلُّ مُسلِمٍ في الأَرضِ، يومٌ بَغَى فيه أهل البَغْي والفجور على أرضٍ مؤمنةٍ عُدْوانًا وظلمًا، يومٌ من أيّام مَلَاحِمنا الباقية في تاريخ الأمم، تعاوَتْ علينا فيه دُوَل الطُّغيانِ البَذِيء الفاجِر بغدْرٍ وخسَّةٍ ونذالةٍ.

يومٌ باقٍ في قلبِ كُلّ مؤمنٍ، يذكّره بهذه العداوة التي تلتهبُ بها صدور أقوامٍ يخادعوننا في السِّلْم، ليغتالونا في الحربِ.

فاللهُمَّ أحيِ في قلوبنا عداوةَ أعدائنا وأعدائِك، وبصِّرْنا في ظُلْمةِ الفتنِ، واملأ قلوبَنا صبرًا، وانفثْ في نفوسِنا نارًا تَنْهَى عدُوَّنا أن يظنَّ بنا التسليمَ لطُغيانه، والمخافةَ من بأسِه.

لقد بُغِي علَينا، فاللهُمَّ حَبِّبْ إلينا الإيمانَ بك، وثبِّتْنا على التصديقِ بوعدِك، واجعَل الشهادةَ في سبيلك غايتَنَا، والجهادَ في سبيل دينِك هادِيَنا، وانصُرنا نصرًا مؤزَّرًا، واجعَلْ أيدينا نكالًا للباغينَ، وأنت وحدَك أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلًا، فَنَكِّل بهم حيثُ كانوا، لك العزَّةُ في السموات والأرضِ.

اللهُمَّ اغفر لنا، وتُبْ علينا، وانصُرنا على القوم الكافرين.

محمود محمد شاکر، فاتحة تحقيق الجزء الثامن من تفسير أبي جعفر الطبري، سقى الله جدثيهما الرضا.
17.04.202511:40
كتاب بلا كاتب: أول كتاب فلسفي بتوقيع الذكاء الاصطناعي - BBC News عربي
https://www.bbc.com/arabic/articles/cx2ynnlyq7yo
16.04.202505:34
«(بَابُ أَخْذِ كُلِّ عِلْمٍ مِنْ أَهْلِهِ)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ وَقَالَ:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْقُرْآنِ فَلْيَأْتِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ فَلْيَأْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْمَالِ فَلْيَأْتِنِي؛ فَإِنَّ اللهَ جَعَلَنِي لَهُ وَالِيًا وَقَاسِمًا.»

«مَجْمَع الزّوائد» للهيثميّ (2/ 307، تح. حسين أسد)

أخرجَه أبو عُبيد في «الأموال» (ص285)، وسعيد بن منصور في «السُّنن» (2/ 156، تح. الأعظميّ)، وابن أبي شَيبة في«المصنَّف» (17/ 244، تح. الشّثريّ)، والحاكم في «المستدرَك» (3/ 304)، أربعتُهم من طريق موسى بن عليّ بن رباح عن أبيه عن عُمَر، والطَّبَرانيُّ في «الأوسط» (4/ 127)، من طريق عِكرمة عن ابن عبّاس عن عُمَر، وضُعِّفَ.

- «وقالَ مالِكٌ لِمَنْ سَأَلَهُ عَنِ البَسْمَلَةِ: سَلُوا ‌عَنْ ‌كُلِّ ‌عِلْمٍ ‌أَهْلَهُ، ونَافِعٌ إمامُ النّاسِ في القِراءَةِ.»

«غاية النّهاية» لابن الجَزَريّ (2/ 333)

- وعن محمّد بن إسحاق عن أبيه قال:

«قرأتُ في المحراب ببسم الله الرحمن الرحيم، قال: فلم أدرِ إلا بصاحب المقصورة يقول: هذا رجل يسألك أن تكلِّمَه، قال: فدنوتُ منه، فإذا أنا بأبي بكر الأعشى ابن أخت مالك بن أنس، قال: فقال لي: يقرأ عليك أبو عبد الله السلام ورحمة الله، مالك بن أنس، ويقول لك: ما هذا الذي أحدثتَ من الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: فقلت له: اقرأ عليه السلام ورحمة الله، وقل له: قلتَ لنا أن نسألَ ‌عن ‌كُلِّ ‌عِلْمٍ ‌أَهْلَهُ، وأخبَرْتَنا أنَّ نافِعَ بنَ عبدِ الرّحمنِ إمامُ النّاسِ في القِراءةِ، فأخْبَرَنا نافِعٌ أنّ السُّنّةَ الجَهْرُ ببسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

«فضائل القرآن» للمستغفريّ (1/ 457)

#معالم
08.05.202520:07
كم مِن شياطِين، في جَثامِينِ أناسِين!

يُعطِيكَ مِن طَرَفِ اللِّسانِ حَلاوةً ‏
ويَرُوغُ منك كما يَروغُ الثَّعلبُ!

يَلقاكَ بالبِشْر، وقلبُه يَغلي بالشَّرّ!

نعوذُ بالله منهم، وهو حسبُنا ونِعمَ الوكيل!
05.05.202510:10
بين النُّقّاد والعارفِين!

كنتُ في حَضْرةِ أحدِ الصّالحِين، المولَّهِين بأشعارِ المحبّين، فأنشدَ بيتَ نُصَيبٍ:

أهِيمُ بدَعْدٍ ما حَيِيتُ، فإنْ أَمُتْ
فيا ويحَ دَعْدٍ مَن يَهِيمُ بها بَعْدِي!

أو قال:

أُوَكِّلْ بدَعْدٍ مَن يَهِيمُ بها بَعْدِي!

فذكرتُ له عيبَ النُّقادِ عليه، وأنّ العاشقَ الحقَّ يَغارُ على معشوقِه، ولا يُطِيقُ الشَّرِكَةَ فيه!

فقال لي: هذا شأنُهم، وأمّا أهلُ اللهِ فدَعْدُهُم: "لا إله إلّا الله"، وهمُّهم وِراثتُها مِن بَعْدِهم!

فأدهشَني قولُه، وما أَحَرْتُ جَوابًا!

#عرفانيات
29.04.202520:53
مستحبّات أفضل من واجبات!

من المشهور المقرَّر على وجه العموم، أنّ الفروضَ والواجبات أفضلُ من السُّنن والمندوبات، لكن ذكر الفقهاءُ بعضَ المسائل النّادرة الّتي يَفضُلُ فيها المندوبُ الواجبَ، ويكونُ أكثرَ منه ثوابًا، وهذا ممّا يُلْغَزُ به أحيانًا.

ومن ذلك: إنظارُ المُعسِر بالدَّين، وإبراؤه منه؛ فالأوّل واجب، والآخر مندوب، وهو أفضل.

قال العلّامة القَرافيُّ المالكيّ:

"إنْظَارُ الْمُعْسِرِ بِالدَّيْنِ وَاجِبٌ، وَإِبْرَاؤُهُ مِنْهُ مَنْدُوبٌ إلَيْهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْإِنْظَارِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ}، فَجَعَلَهُ أَفْضَلَ مِنْ الْإِنْظَارِ. وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ مَصْلَحَتَهُ أَعْظَمُ؛ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى الْوَاجِبِ الَّذِي هُوَ الْإِنْظَارُ، فَمَنْ أُبْرِئَ مِمَّا عَلَيْهِ فَقَدْ حَصَلَ لَهُ الْإِنْظَارُ، وَهُوَ عَدَمُ الْمُطَالَبَةِ فِي الْحَالِ".

ومن ذلك أيضًا: الابتداء بالسّلام، سُنّة، وهو أفضل من ردّه، وهو واجب، واستُدلّ لذلك بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "وخيرُهما الّذي يَبدأُ بالسّلام"، والله أعلم.

#فقه
23.04.202504:21
﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡا۟ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ﴾ (سُورة هود عليه السّلام: 112)

"وقَدْ جَمَعَ قَوْلُهُ: ﴿فاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ﴾ أُصُولَ الصَّلاحِ الدِّينِيِّ وفُرُوعَهُ.

قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: ما نَزَلَ عَلى رَسُولِ اللهِ ﷺ آيَةٌ هي أشَدُّ ولا أشَقُّ مِن هَذِهِ الآيَةِ عَلَيْهِ.

ولِذَلِكَ قالَ لِأصْحابِهِ حِينَ قالُوا لَهُ: (لَقَدْ أسْرَعَ إلَيْكَ الشَّيْبُ): «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وأخَواتُها»، وسُئِلَ عَمّا في هُودٍ فَقالَ: «قَوْلُهُ: ﴿فاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ﴾».

والخِطابُ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَطْغَوْا﴾ مُوَجَّهٌ إلى المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ صَدَقَ عَلَيْهِمْ ﴿ومَن تابَ مَعَكَ﴾.

وقَدْ شَمِلَ الطُّغْيانُ أُصُولَ المَفاسِدِ؛ فَكانَتِ الآيَةُ جامِعَةً لِإقامَةِ المَصالِحِ ودَرْءِ المَفاسِدِ، فَكانَ النَّهْيُ عَنْهُ جامِعًا لِأحْوالِ مَصادِرِ الفَسادِ مِن نَفْسِ المُفْسِدِ،

وبَقِيَ ما يُخْشى عَلَيْهِ مِن عَدْوَى فَسادِ خَلِيطِهِ؛ فَهو المَنهِيُّ عَنْهُ بِقَوْلِهِ بَعْدَ هَذا: ﴿ولا تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ﴾.

وعَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: «جَعَلَ اللهُ الدِّينَ بَيْنَ لاءَيْنِ: ﴿ولا تَطْغَوْا﴾، ﴿ولا تَرْكَنُوا﴾»."

باختصار من (التّحرير والتّنوير)

#تفسير
16.04.202520:51
من أجلِّ ما يُسعدُ الطالب المبتديء الشّادي، ويَسعد به ويذوق به العسل الصافي: ألا ينشغلَ بشيء غير العلم، ولينكبّ عليه انكبابًا، ويعطيه مهجَته، ولا يلتفت للقيل والقال، فضلا عن أن يتكلمَ في أحد، أو يرى له رأيا في شيء، فإن هذا من قواطع الطريق، وليُلزم نفسه الصمت، وليدفنها بين الأوراق، وليعكف عكوف المخلصين على الاستفادة، وليمسك لسانه ما استطاع، ولا يتابع البطّالين، فإن العلمَ نورٌ يقذفه الله في قلوب الأطهار، ولا يظنن ظانٌّ أن العلم لوكُ الألفاظ وحفظها إنما العلم ما أورثَ الخشية!
الكلُّ في هذي الدّيارِ مدرِّسٌ
والكلُّ فيها شاعرٌ وأديبُ

والكلُّ إنْ شئتَ البناﺀَ مهندسٌ
والكلُّ إنْ شئتَ الدّواﺀَ طبيبُ

والكلُّ في علمِ الحديثِ مُحَدِّثٌ
والكلُّ في علمِ الكلامِ خطيبُ

والكلُّ قدْ درسَ الحقوقَ وعِلمَها
والكلُّ في علمِ القضاﺀِ رهيبُ

والفقهُ عندَ النّاسِ أمرٌ هيّنٌ
فالكلُّ يُفتي دائمًا ويصيبُ

ما عادَ في هذي الدّيارِ تخصُّصٌ
هذا لَعَمْري مُخْجِلٌ و مَعِيبُ

لو كلُّنا عَلِمَ الحُدودَ لعَقلهِ
ما عاثَ فينا جاهلٌ وكَذوبُ
07.05.202515:45
"نعم، يكون الاعتقاد الحاصل بمجرد التقليد غير خال عن نوع من الضعف في الابتداء، على معنى أنه يقبل الإزالة بنقيضه لو أُلقِيَ إليه، فلا بد من تقويته وإثباته في نفس الصبي والعامي حتى يترسخ ولا يتزلزل.

وليس الطريق في تقويته وإثباته أن يعلَّم صنعةَ الجدل والكلام، بل يشتغل بتلاوة القرآن وتفسيره، وقراءة الحديث ومعانيه، ويشتغل ‌بوظائف ‌العبادات؛

فلا يزال اعتقاده يزداد رسوخًا بما يَقرعُ سمعه من أدلة القرآن وحُججه، وبما يَرد عليه من شواهد الأحاديث وفوائدها، وبما يَسطع عليه من أنوار العبادات ووظائفها، وبما يسري إليه من مشاهدة الصالحين ومُجالستهم، وسِيماهُم وسَماعِهم، وهيئاتهم في الخضوع لله عز وجل، والخوف منه، والاستكانة له
.

فيكون أول التلقين كإلقاء بذر في الصدر، وتكون هذه الأسباب كالسقي والتربية له، حتى ينمو ذلك البذر ويقوى ويرتفع شجرة طيبة راسخة، أصلها ثابت وفرعها في السماء.

وينبغي أن يحرس سمعه من الجدل والكلام غاية الحراسة؛ فإن ما يُشوّشه الجدل أكثر مما يُمهّده، وما يُفسده أكثر مما يُصلحه، بل تقويته بالجدل تُضاهي ضرب الشجرة بالمِدَقّة من الحديد رجاء تقويتها بأن تكثر أجزاؤها، وربما يفتتها ذلك ويفسدها، وهو الأغلب.

والمشاهدة تكفيك في هذا بيانا، وناهيك بالعِيان برهانا!
"

حُجّة الإسلام

#غزاليات
#مهمات
30.04.202519:29
عجبًا لأمر النّاس!

يَنتفضون لفسادِ الأخلاق، ولا ريبَ أنّه عظيم، وقلّما يُبالون بفسادِ الدِّين!

سمعتُ الدّكتورة زينب عبد العزيز، مترجِمةَ مَعاني القرآنِ الكريم إلى الفرنسيّة، تَحكي عن نفسها، إذ كانت تلميذةً بإحدى مدارسِ "الرّاهبات"، أنّهم كانوا يَذهبون بها إلى الكنيسةِ للصّلاة، وأقنَعوها أنّ عليها أن تُصلّيَ بالفرنسيّة لأنّها تَدرُسُ الفرنسيّة، كما أنّ أهلها يُصلُّون بالعربيّة لأنّهم يَتكلَّمون العربيّة!

وأمَروها بكِتمان ذلك الأمر، وألّا تحدِّثَ به أحدًا، وكان ذلك منهم إضمارًا لتنصيرها.

حتّى دخلَتْ عليها أمُّها يومًا -وكانت تُصلّي بغرفتِها المغلَقة صلاةَ النّصارى- فارتاعَت لذلك، وصرخَت هنالك، والطِّفلةُ المسكينةُ ماضيةٌ في صلاتِها، متعجِّبةٌ لفزَعِ أمِّها!

فلمّا أخبرَتْها الخبَر، وتَحَقَّقَتْ مِن ذلك الخطَر، صَمَّمَتْ على نقلِها إلى مَدرسةٍ أخرى، وكانت تلك الواقعةُ مِن تحوُّلاتها الكبرى!

فاعتبِروا يا أولي الأبصار!

#إيقاظ
28.04.202515:53
قولٌ في الحَرْبِ والغَلَب

«ولا وُثوقَ في الحربِ بالظَّفَر وإن حصَلتْ أسبابُه مِن العُدَّةِ والعَدِيد، وإنّما الظّفَرُ فيها والغَلَبُ مِن قبيلِ البَخْتِ والاتّفاق،

وبيانُ ذلك: أنّ أسباب الغَلَبِ -في الأكثرِ- مجتمِعةٌ:

- مِن أمورٍ ظاهرة، وهي: الجيوشُ ووفورُها، وكمالُ الأسلحةِ واستجادَتُها، وكثرةُ الشُّجعانِ، وتَرتيبُ المَصافِّ، ومنه صِدقُ القِتال، وما جرى مَجْرى ذلك،

- ومِن أمورٍ خَفِيّة، وهي:

= إمّا مِن خِداع البشَر وحِيَلِهم في الإرجاف ‌والتّشانيع الّتي يَقعُ بها التّخذيل، وفي التّقدُّم إلى الأماكنِ المرتفعة؛ ليكون الحربُ مِن أعلى، فيتوهّم المنخفضُ لذلك، وفي الكُمُون في الغِياض ومطمئنِّ الأرض، والتّواري بالكُدَى حولَ العدوّ؛ حتّى يتداولَهم العسكرُ دَفعةً وقد تورَّطوا، فيتلفّتون إلى النّجاة، وأمثال ذلك،

= وإمّا أن تكون تلك الأسبابُ الخفيّة أمورًا سماويّة لا قدرةَ للبشر على اكتسابها، تُلقى في القلوب، فيَستولي الرّهبُ عليهم لأجلها، فتختلُّ مراكزهم، فتقعُ الهزيمة.

وأكثرُ ما تقعُ الهزائمُ عن هذه الأسباب الخفيّة؛ لكثرة ما يَعتملُ لكلّ واحدٍ من الفريقين فيها حرصًا على الغَلَب، فلا بدَّ من وقوع التّأثير في ذلك لأحدهما ضرورةً،

ولذلك قال صلّى الله عليه وسلّم: «الحربُ خَدْعة»، ومن أمثال العرب: «رُبَّ حِيلة، أنفعُ مِن قبيلة».

فقد تبيّنَ أنّ وقوعَ الغلَبِ في الحروب غالبًا عن أسبابٍ خفيّةٍ غيرِ ظاهرة، ووقوع الأشياء عن الأسباب الخفيّة هو معنى البخت، كما تقرّر في موضعه؛ فاعتبِرْه!

وتَفهمُ مِن وقوع الغلب عن الأمور السّماويّة كما شرحناه، معنى قولِه صلّى الله عليه وسلّم: «نُصِرتُ بالرُّعبِ مسيرةَ شهر»، وما وقعَ مِن غَلَبهِ للمشركينَ في حياتِه بالعددِ القليل، وغَلَب المسلمينَ من بعدِه كذلك في الفتوحات؛

فإنّ اللهَ، سبحانه وتعالى، تكفّلَ لنبيّهِ بإلقاء الرُّعبِ في قلوبِ الكافرين، حتّى يستوليَ على قلوبهم، فينهزموا؛ معجزةً لرسولِه صلّى الله عليه وسلّم
،

فكان الرّعبُ في قلوبهم سببًا للهزائم في الفتوحات الإسلاميّة كلّها؛ أنّه خفيّ عن العُيون.»

«تاريخ ابن خَلدون» (1/ 341 - 342)

#معالم
21.04.202513:41
شِرعة الهوَى

لَيْلَى على دِينِ قَيْسٍ
فحيثُ مالَ تَميلُ!

وكلُّ ما سَرَّ قيسًا
فعندَ ليلى جميلُ!


شوقي
16.04.202520:32
حَكى الإمام الشّاطبيّ في (الاعتصام) عن ابن بطّةَ قولَه في نعت حالِه مع بعضِ أهل زمانِه:

"فَإِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُهُ فِيمَا يَقُولُ وَأَجَزْتُ لَهُ ذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ هَذَا الزَّمَانِ، سَمَّانِي مُوَافِقًا، وَإِنْ وَقَفْتُ فِي حَرْفٍ مِنْ قَوْلِهِ أَوْ فِي شَيْءٍ مِنْ فِعْلِهِ، سَمَّانِي مُخَالِفًا!

وَإِنْ ذَكَرْتُ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا أَنَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ بِخِلَافِ ذَلِكَ وَارِدٌ، سَمَّانِي خَارِجِيًّا!

وَإِنْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ حَدِيثًا فِي التَّوْحِيدِ، سَمَّانِي مُشَبِّهًا!

وَإِنْ كَانَ فِي الرُّؤْيَةِ، سَمَّانِي سَالِمِيًّا!

وَإِنْ كَانَ فِي الْإِيمَانِ، سَمَّانِي مُرْجِئًا!

وَإِنْ كَانَ فِي الْأَعْمَالِ، سَمَّانِي قَدَرِيًّا!

‌وَإِنْ ‌كَانَ ‌فِي ‌الْمَعْرِفَةِ، ‌سَمَّانِي ‌كَرَّامِيًّا!

وَإِنْ كَانَ فِي فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، سَمَّانِي نَاصِبِيًّا!

وَإِنْ كَانَ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ، سَمَّانِي رَافِضِيًّا!

وَإِنْ سَكَتُّ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ فَلَمْ أُجِبْ فِيهِمَا إِلَّا بِهِمَا، سَمَّانِي ظَاهِرِيًّا!

وَإِنْ أَجَبْتُ بِغَيْرِهِمَا، سَمَّانِي بَاطِنِيًّا!

وَإِنْ أَجَبْتُ بِتَأْوِيلٍ، سَمَّانِي أَشْعَرِيًّا!

وَإِنْ جَحَدتُّهُمَا، سَمَّانِي مُعْتَزِلِيًّا! ...

ثُمَّ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يُسَمُّونَنِي فِيمَا يَقْرَءُونَ عَلَيَّ مِنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَشْتَهُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَسَامِي، وَمَهْمَا وَافَقْتُ بَعْضَهُمْ، عَادَانِي غَيْرُهُ، وَإِنْ دَاهَنْتُ جَمَاعَتَهُمْ، أَسْخَطْتُ اللهَ تبارك وتعالى، وَلَنْ يُغْنُوا عَنِّي مِنَ اللهِ شَيْئًا!

وَإِنِّي مُسْتَمْسِكٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
!"

انتهى كلامُه، وقال الإمام الشّاطبيّ عَقِبَه:

"فَكَأَنَّهُ رحمه الله تَكَلَّمَ عَلَى لِسَانِ الْجَمِيعِ؛ فَقَلَّمَا تَجِدُ عَالِمًا مَشْهُورًا، أَوْ فَاضِلًا مَذْكُورًا، إِلَّا وَقَدْ نُبِزَ بِهَذِهِ الْأُمُورِ أَوْ بَعْضِهَا؛ لِأَنَّ الْهَوَى قَدْ يُدَاخِلُ الْمُخَالِفَ.

بَلْ سَبَبُ الْخُرُوجِ عَنِ السُّنَّةِ: الْجَهْلُ بِهَا، وَالْهَوَى الْمُتَّبَعُ الْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ الْخِلَافِ.

فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، حُمِلَ عَلَى صَاحِبِ السُّنَّةِ أَنَّهُ غَيْرُ صَاحِبِهَا، وَرُجِعَ بِالتَّشْنِيعِ عَلَيْهِ، وَالتَّقْبِيحِ لِقَوْلِهِ وَفِعْلِهِ، حَتَّى يُنْسَبَ هَذِهِ الْمَنَاسِبَ!
"

انتهى.

قلتُ: وفي الكلام -لمَن تأمّلَ- دَلالةٌ على قِسمةِ الحقّ بينَ الطّوائف، وأنّ كلَّ طائفةٍ أدركَتْ مِن السُّنّةِ حَظًّا، وفاتَها منها حظٌّ؛ فلم تُحرِز إحداها الصّوابَ جُملةً، ولا أطبقَت إحداها على الباطل جُملةً، ورحمةُ الله تَسَعُهم ما كان الحقُّ مقصدَهم، والله سبحانه أعلم.

#معالم
#مهمات
14.04.202517:50
إنك إذا تأملتَ كُتبَ التراجِم ستجدُ أنَّ التَّحصيلَ العلميَّ -بعد توفيق الله جلَّ ذِكْره- يرتكز على ثلاثةِ أمورٍ:

أولها: التحصيل على المشايخ.
ثانيها: التحصيل الشَّخْصي.
ثالثها: استعمال العِلْم.

ولهذا نجد في كتب التراجم ذكر هذه العبارات: «الاشتغال» و«المطالعة» و«العبادة» بكثرة، ونرى هذا واضحًا في ترجمة السَّخاوي لشيخه الشَّرف المُناوي حيث يقول عنه:

«لَزِمَ «الاشتغال»، و«المطالعة»، و«العبادة»، حتى تقدَّم في العلم والعمل».

فكأن مرادهم بـ«الاشتغال» التحصيل على الشيوخ؛ حِفْظًا وعرْضًا، وتفقُّهًا، وسماعًا، وسلوكًا.
وبـ«المطالعة» التحصيل الشَّخْصي، فليس كل ما يبتغيه الطَّالب يتيسَّر له أخذه عن شيخه، ولو انتظر الطالب فراغ شيخِه فلن يُحصِّل على يديه كبير شيء، وستفوته كثير من المهمات، وكثيرًا ما يحثنا شيخنا الدكتور أحمد معبد على التحصيل الشخصي، وينوِّه بأهميته في بناء الطالب العملي والمعرفي.
ثم يكون ذلك محفوفًا -على الدوام- بلزوم العبادة، ومراعاة الآداب، فبذلك تفتح للمرء أبواب العلم والتوفيق، وهذا مما يتغافل عنه كثيرٌ من المشتغلين بالعلم، حتى صار العلم صناعة لا ديانة!
显示 1 - 24 88
登录以解锁更多功能。