على منهاج النبوة

من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

لقد استمر صلى الله عليه وسلم بعد وصوله أعلى مراتب السيطرة والسلطان بسيطاً في مأكله ومشربه وملبسه، وفي حياته كلها كما كان في أول أيامه، يتيما معدماً. استمر يأكل نفس النوع البسيط من الطعام، ويلبس نفس الرداء المتواضع، ويسلك في كل تفاصيل حياته نفس البساطة التي اعتادها في أيامه الأولى. حقاً، إنه كان يمتلك نفساً لا تتبدل!

ولكنه حرم الأنصار من الغنائم، لأنهم كانوا أغنياءَ بإيمانهم العظيم، وقد بكَوا حتى أَخضَلوا لحاهم حين قال لهم الرسول: «أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟» ... قال الأنصار: (رضينا بالله وبرسوله قسمًا).

ولولا شجاعة الرسولِ صلى الله عليه وسلم الشخصية التي أظهرها في هذه المواقف وفي غيرها، لما انتصر المسلمون أبداً.

إنَّ أصحابه كانوا يعاونونه في كل شيء، ولكنه وحده كان يتحمل مسؤولية كل شيء.