Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
قناة مَسَار | محمود أبو عادي avatar

قناة مَسَار | محمود أبو عادي

أشارك هنا تحليلات شخصية من علم النفس والتحليل النفسي وعلم الاجتماع الثقافي والنقدي | هذه القناة هي محاولة لتأسيس أرضية معرفية لفهم الذات في العالَم المعاصر وتجريدها من هيمنة خطابات شائعة تُرهِق الذات بأعباء متوهّمة واستدخال مفاهيم التزكية والتربية الروحية
Рейтинг TGlist
0
0
ТипПублічний
Верифікація
Не верифікований
Довіреність
Не надійний
Розташування
МоваІнша
Дата створення каналуЛип 15, 2020
Додано до TGlist
Бер 31, 2025

Рекорди

20.04.202518:22
18.1KПідписників
05.09.202423:59
0Індекс цитування
12.04.202519:10
4.8KОхоплення 1 допису
12.04.202504:03
3.8KОхоп рекл. допису
10.04.202516:12
4.31%ER
10.04.202516:12
27.06%ERR

Популярні публікації قناة مَسَار | محمود أبو عادي

09.04.202520:53
قام البروفيسور الإسباني غاسبر مايرال، ببذل جُهد علمي عظيم وتنقيب تاريخي طويل بحثًا عن الجذر الّلغوي لكلمة "المُخاطرة" Risk بالإنجليزية، ليجد أنّها ترجع إلى كلمة "الرزق" Rizq عند المسلمين والعرب.

حيث تمّ تمرير الكلمة من العربية إلى الّلاتينية في القرن الثالث عشر ومن ثمّ إلى الّلغات الرومانسية الخمس كالفرنسية risque والإسبانية riesgo والإيطالية ونحوها.

تطرح هذه الخلاصة التاريخية العجيبة، سؤالًا جوهريًا:

ما العلاقة بين (المُخاطرة) وبين مفهوم (الرزق) لدى المسلمين؟

يفسّر الباحثون هذه العلاقة، بالإشارة إلى أنّ مفهوم الرزق عند المسلمين يُؤسّس بطبعه للمُجازفة والمخاطرة والتحرّر من قيود الخوف والقلق من المستقبل.

يقوم التصوّر العقدي بأن الله عزّ وجلّ وحده الرازق، وأن مَن سواه وإن كان مُديرك بالعمل أو مسؤولك المباشر في الوظيفة أو الزبون الذي تحتاجه وتتوسّله لشراء بضاعتك، هؤلاء جميعًا في نهاية المطاف.. ليسوا سوى "أكلة رزق" من أناس مرزوقين بالأساس، رَزَقهم الرزّاق وحده الذي يرزق جميع الخلق والمخلوقات والدواب فردًا فردًا وكيانًا كيانًا.

هذا التصوّر العميق للكسب والاكتفاء المالي والسعي للرزق بذهنية منعتقة من مخاوف الإنسان البدائي، قد دفع بتُجار المسلمين إلى المُجازفة لخوض مجاهل الصحارى وما وراء البحار وأطلق العنان لحركة سعي وتجارة عالمية، ظنًّا منهم أن رزقهم لن يفوتهم بالمخاطرة.

الخسارة والربح عمليتان غير مضمونتان بطبيعة الحال، لكن الرزاق جلّ في علاه.. مضمون دائمًا وأبدًا، يتكفّل بعبيده وعباده، مؤمنهم وكافرهم، مُقصّرهم ومجتهدهم، مُسيئهم ومُحسنهم.

بهذا المعنى، لم يكن تسرّب مفردة (الرزق) إلى اللغات الأخرى استنساخ صوتي محايد، لكنه انقلاب مفاهيمي لدى البشر يرمز إلى أن السعي لكسب المال وتأمين لقمة العيش بطبعه محفوف بالمخاطر.

ما المشكلة بالمخاطرة أو الخسارة، إن كان الله سيعوّض كلّ نقص بطبيعة الحال؟

وممّ يخاف المرء إن كان متوكّلًا على الرزّاق؟ فرزقته مقسومة بالأساس لن يحرمَهُ إيّاها أحد (اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعت) وقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ جبريل عليه السلام نَفَثَ في رَوعه الشريف: إنَّه لا تَموت نفسٌ حتى تستكمل رزقَها!

لكن، بأي معنى يُؤمن المسلمون اليوم بمفهوم (الرزق)؟

يُربّي الناس أبناءهم على أسس تتعارض تمامًا مع مفهوم (الرزق) بصيغته التوحيدية.

تعيش في مجتمعات تسألك منذ صغر سنّك: ماذا تريد أن تصبح حين تكبر؟ وهي أسئلة تحصر اهتمامك وتعريفك لنفسك في "مُسمّاك الوظيفي" وكأنه غاية الحياة، ومأمولها، عن طريق إخبارك عن مدى روعة العمل لدى الشركات الكبرى: جوجل، ومايكروسوفت، وأمازون!

وهذه التنشئة الاجتماعية التي تمتدح الوظيفة لذاتها، تتحول في لاوعي الأفراد لتصورات عميقة عن أنفسهم وأهدافهم وطموحاتهم وهي طموحات ستصير لاحقًا هاجسًا عُصابيًا وأغلالًا ضدّ النزاهة الأخلاقية.

غني عن الذكر أن الوظيفة مهمة، والسعي لكسب المال مَسعى بشري أصيل ومشروع، لكن اختزال الإنسان لقيمته وغايته وحصر أثره في حياته بالعمل والوظيفة، ما هي إلا وصفة مضمونة لترويض الإنسان وتدجينه كدجاجة وبناء إنسان منزوع القيمة الأخلاقية، لا يدافع عن مظلوم، ولا ينتصر لزميل تواطأ باقي الموظفين ضدّه، خشيةً منه على خسارة مصدر رزقه.

هذا تحديدًا جوهر النقاش الذي أحاول عقده هنا، فعلاقة الإنسان مع مفهوم الرزق والمال، ليست مسألة هامشية. فالمال والطريقة التي تتصور بها طريقة كسبه، يشكّل موقفك الأخلاقي والوجودي من العالم ومن ذاتك ومن الآخرين.

في عام 2011 كتب الفيلسوف الإيطالي لزاراتو (Lazzarato) كتابًا مثيرًا بعنوان (صناعة الإنسان المَديون) يشرح فيه كيف يقوم النظام النيوليبرالي للعالم اليوم، على تحويل الناس إلى أشخاص مديونين بالضرورة، وهو ترويض تلقائي يحدّده شكل نظام العيش المعاصر، يجعلك على الدوام تركض في دوائر مفرغة من الاستدانة وسدّ الدّين، لتحقيق متطلّبات العيش المفروضة على الأفراد كمعايير أساسية للنجاح والتميّز.

ويمكن توصيف التحوّل الأساسي من الرأسمالية الكلاسيكية إلى النيوليبرالية بأنّ الإنسان لم يعد يعمل ليعيش، بل يقترض ليعيش، ثم يعمل ليُسدّد ديونه.

وهذا الوعي لا يقلب فقط منظور الإنسان عن نفسه وإنّما يقلب حتّى مفهوم الزمان لديه، ليصير الخط الزمني لحياة الفرد عبارة عن تواريخ استحقاقات الديون والأزمنة المُحدّدة لدفع الأقساط وسداد القروض.

وهي تحوّلات تؤول بالضرورة إلى اعتناق عقيدة الخلاص الفردي، وتكريس العجز وزيادة الجُبُن، وإشغال ذهن الفرد عن الاهتمام بقضايا أمّته وجماعته التي تتحوّل لشعور عميق بالذنب لا يزيد الفرد إلّا شلَلًا.

وخلاصة ما أريد قوله أنّ:

الرزق ليس مفهومًا عقديًا فحسب، لكنه منطق سلوكي يُحصّن التماسك الأخلاقي للمُسلم ويحمي فاعليته.

الرزق في أصله، ليس وعدًا بالغنى، بل انعتاقًا من الخوف الذي يجعلُكَ كائنًا وضيعًا وإنسانًا جبانًا.
30.03.202523:21
يشاركني صديق عزيز مشاهدات متكررة حول غرف مخصصة للعبادة في القارّة الأمريكية في الجامعات والمطارات والمستشفيات والتي تسمّى (مساحة متعدّدة الأديان) Multifaith Spaces وهي مساحات ذات طابع "مقدّس" مُخصّصة للصلاة، بحيث يستخدمها أشخاص من ديانات عدّة بالوقت نفسه سواء أكانوا مسلمين أو يهود أو مسيحيون أو بوذيون وغيرهم.

ومن الظواهر المعروفة في هذه المساحات، خواؤُها من معظم الممارسات الدينية المتنوعة باستثناء المسلمين، الذين هُم وبحسب تقارير إحصائية عديدة، الأكثر حضورًا وارتيادًا لهذه المساحات والأكثر عناية بها حتى بالنظافة والتأهيل مقارنة بباقي الأديان.

للمفارقة، أدّى هذا الحضور العالي للمسلمين في دور العبادة متعددة الأديان إلى إشكالات وهواجس لدى صنّاع القرار، بسبب اختلال النسبة الإحصائية بين الأديان. وبالرغم من أنها مساحة مفتوحة للجميع، إلا أن المسلمين يهيمنون بشكل تلقائي وعفوي عليها، ما يخلق فجوة بين (المفترض) و(الواقع) وعدم تكافؤ بسبب أنماط التدّين الخاصة بكلّ ديانة على حدة.

أحد التفسيرات البديهية لتحليل هذه الفروقات، هي أنّ المسلمين ملتزمون بأداء صلواتهم خمس مرّات على الأقل، تبعًا لحركة الشمس خلال اليوم ولكن الجملة الطريفة التي يستخدمها التقرير:

"لا يمكن للمسلم أن يُعيد جدولة صلواته كي يقوم بأدائها في نهاية الأسبوع، بنفس السهولة التي يُعيد بها المرء جدولة اجتماعه الأسبوعيّ لنهاية الأسبوع"

يُصرّ الإسلام على نسج علاقة فاعلة بين المسلم ويومه، كما تُصرّ الشريعة على أن تجعل أي مسلم مجتهد ولو بالحدّ الأدنى، فهو يشتبك مع يومه اشتباكًا واعيًا ومسؤولًا يتحرّى أوقات صلاته، فالعلّة الأساسية الموجبة لأداء الصلاة هي "دخول الوقت" وهذا أمر لا مِزاح فيه.

أتابع بفضول معرفي وتأمّل ذهني، الجدل الذي يتبادله المسلمون حول ثبوت رؤية هلال شوال وتمام شهر رمضان، وتباين الدّول في تحديد المواقيت.

وبعيدًا عن المنافسة في أيّنا كان على صواب أو خطأ في حسبته وفي رصده، تظلّ فكرة حضور المسلمين كشهود على أزمانهم مثيرة للاهتمام بالنسبة لي. أقصد على وجه الخصوص، هذه العلاقة الفريدة التي تنسجها الشريعة بين المسلمين وأيّامهم وشهورهم، ليكون الزمان مفهوم رمزي وحيوي، وليس مجرّد تدّفق فيزيائي محايد لا طعم له ولا لون ولا رائحة، يبتلعنا كما يبتلع البهائم.

فالصلاة لا تنفكّ عن تذكيرنا بأنّ انهماكنا في هذه العجلة الطاحنة المدعوّة "الحياة" ليست الغاية النهائية من وجودنا.

إنّ الصلوات الخمس التي يفرضها الإسلام تجعله دينًا مقاومًا لعلمنة الإنسان واستباحته وسلبه مكنونه الروحيّ. سواء أكنتَ في منزلك أو خارجه، سواء أكنتَ في إجازة عن عملك أو في صُلب انشغالاتك، وسواء أكنت تقود مركبتك أو تتوسّد فراشك، يطلب منك الإسلام قطع ما تقوم به خلال نافذة زمنية محدودة، كي يحرّرك من وحشة الزمان ويُلقي بك إلى أمان الحنّان المنّان.

ومن اللطائف في سياق انشغال الإنسان وشروده والإقبال على الله بالرغم من التقصير، ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "النبوّات" عن تفسير اسميّ الحنّان المنّان:

"الحنّان: الذي يُقبل على من أعرض عنه
والمنّان: الذي يجود بالنوال قبل السؤال"

يأتي العيد، والعيد أبرز مظاهر توقّف "الزمان العاديّ" وإعادة تعريفه في إطار كثيف شعوريًا وزخم روحانيًا. إذ تفتح الأعياد مجالًا للأفراد لإعادة ترميم هويّاتهم، خاصّة ضمن سياق جَمعي تُعاد به الذات لأحضان الجماعة في علاقة حيّة، وبالأخصّ في عصر موحش للذات، تنهشها خطابات الفردانية وترهقها أصنام التفرّد.

من الطبيعي أن يزهد إنسان الحداثة بالابتهاج بالأعياد، بوصفها احتفاء غير مبرر بما هو قديم وتقليدي وجماعي ولكن من تمام الإيمان تعظيم الشعائر والمولى عزّ وجلّ يقول:

ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب

يملك المسلمون أفقًا حضاريًا وهُم على أعتاب تحوّلات تاريخية ضخمة إن هم أحسنوا تفعيل أدواتهم ورجعوا إلى ذواتهم. ومع هذا يواجه المسلمون السنّة تحدّيًا حقيقيًا في سؤال الفاعلية، خاصّة في ظلّ أكبر إبادة جماعية يشهدها التاريخ الحديث وعلى بُعد كيلومترات من أبرز العواصم العربية والمسلمة، دون أن يحرّكوا ساكنًا، ما يطرح أسئلة حقيقية لكلّ مسلم:

• ما هي حدودك في هذا الوجود؟ متى تشعر بالإهانة حدًّا لا يغسله إلّا سعي مشرّف أو تضحية خالصة؟

• ما هي "لحظة البطولة" التي تنتظرها والتي إن حلّت ستتخلّى فيها عن كل مشاغلك الدنيوية (الإخلاد والتثاقل) وتعقد فيها تجارة رابحة مع الله؟

أشارك في قابل الأيام بإذن الله عددًا من المنشورات التي أتناول فيها معالجات فكرية لتشخيص متعدد العوامل:

غياب فاعلية الذات المسلمة: تشخيص التثاقل إلى الأرض وهدر طاقات الأمّة

أملًا في أن يخلق النقد والتحليل أفقًا للعمل والاستعمال، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.

فالّلهم فرّج عن غزّة وانصر أهلها، وفرّج عن اليمن والمظلومين والمقهورين.

وكلّ عام وأنتم بخير
11.04.202519:23
أكرمني الأستاذ عبدالله المحيلان بهذه الاستضافة الكريمة خلال شهر رمضان في برنامج (سردية)، وعبدالله لمن لا يعرفه مثقّف ودود، وله ذائقة رفيعة في الأدب والشعر، وأقول هذا لأنّه أوجد بذكائه وإذكائه مساحة عفوية لتدفّق الأفكار ومراقصة التصوّرات التي أصوغها في ذهني من واقع العلاج النفسي وعلم النفس، وقد ترك لي فُسحة آمنة أوقدت الفضول المعرفي بأدبه وأسئلته الرشيقة وهي أمور أُجلّها في نفسي وأقدّرها لِمَن يُتيحها لضيفه بوضوح وثقة وارتياح.

بدأنا هذا اللقاء بأطروحة سفيند برينكمان في كتابه (الثقافات التشخيصية) وعن أنّنا نعيش بشكل متزايد في عالَم يتمّ فيه قراءة معاناتنا، وحزننا، وحتى خبراتنا من خلال عدسة التشخيصات النفسية وعبر منظور طبّي يختزل الإنسان كظاهرة طبّية.

والإنسان بهذا المعنى إمّا أن يكون مريضًا أو متعافي من مرض ما، ولا شيء غير ذلك. وهي قراءة تختزل وتسطّح الخبرة البشرية والظاهرة الإنسانية إلى مُجرّد تصنيفات طبّية، يجعل بعض الأفراد يتفاخرون بتشخيصاتهم بوصفها منتهى فهمهم لذواتهم وبوصف "المرض النفسي" فهم عميق وجديد، ولكنّه لا يعدو أن يكون مجرّد عنونة طبّية لغايات تشخيصية.

حاولت أن أتناول أكثر المخاوف الوجودية الأربع لدى الإنسان، بحسب العلاج النفسيّ الوجوديّ بوصفها جذور أساسية لكلّ علّة من الاعتلالات النفسية، وهي مخاوف تعيد إنتاج نفسها على الدوام، بدءًا من قلق الحرّية الذي يأتي منذ الّلحظة التي نُقذَف فيها خارج أرحام أمّهاتنا، ومرورًا بقلق المعنى والخواء وقلق العزلة والوحدة وانتهاءً بالخوف الوجوديّ الأبرز قلق الموت، العُقدة التي تطاردنا حين نعي أنّنا كائنات فانية (أغوى بها إبليس آدم عليه السلام، حين وعده بالخلود والمُلك الذي لا يبلى).

والانعكاسات السلوكية للأزمات الوجودية عديدة ومثيرة، منها سلوكيات السخافة والتهريج خوفًا من العزلة وضمن رغبة عصابية لإثارة إعجاب الآخرين، وهي محاولات توسّل صارخة للآخرين بألّا يتركوك وحيدًا. ومرورًا بانحرافات جنسية عديدة كالسادية والمازوخية، كردّ فعل سلوكي على القلق العميق من الحرّية.

أخيرًا، أودّ الإشارة لمقاربة (قلق الموت) ونظرية إدارة الذعر، بوصفها واحدة من أبرز الأمور الّلافتة في سياقنا الحضاري والأمّمي، حيث تُظهر دراسات متفرّقة ارتفاع مستويات (قلق الموت) لدى عيّنات المسلمين مقارنة بكثير من الحضارات الأخرى، وهو قلق لا أتناوله من منظور مَرَضي أو سريري فحسب، بل أحاول أن نظر للخطابات التي شكّلته، وللتشخيص النبويّ لعجز الأمّة في آخر الزمان، بالوَهَن. وما الوهن؟ قال ﷺ:

«حب الدنيا، وكراهية الموت»

هناك مقاربات ثقافية وحضارية هامّة، يمكن البناء عليها من هذا المنظور (ولم أتطرّق لهذه الأبعاد في هذا اللقاء) عبر 3 تشخيصات رئيسية لأي عجز أممي مُحتَمَل يضعه التصوّر النبوي في أحاديث آخر الزمان:

1. كراهية الموت (قلق الموت) ومحاولة تفاديه بشكل لاواعي وعصابي كحاصل من حواصل العلمنة

2. التعالق المَرَضي مع الحياة عبر الإخلاد والتثاقل إلى الأرض (ولكنّي أخشى أن تُبسَطَ عليكم الدّنيا فتنافسوها) كنتيجة طبيعية لنسيان اليوم الآخر.

3. فُرقة المسلمين وتشتّت أمرهم وقسوتهم على بعضهم (وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها) وهي مفارقة السؤال الخاصّ بتعريف (مَن هو المُسلِم اليوم؟) حيث لا ينفكّ المسلم من تأثيم إخوته، وحصر الخلافات الفقهية في رأي أحادي، واستعداء كل من يخالفه في طريقة عيشه وظروفه التي نشأ عليها.


من المفارقات المثيرة للاهتمام في دراسات قلق الموت، أنّ العلاقة بين التديّن وقلق الموت ليست علاقة خطية كما قد يُتوقّع (أيّ من غير الصحيح أنّه كلّما زاد تدّين المرء زاد قلق الموت لديه ولا العكس) فقد كشفت التحليلات المنهجية لأكثر من ١٠٠ دراسة عالمية (مثل دراسة جونغ وزملائه عام ٢٠١٨) أنّ العلاقة غالبًا ما تأخذ شكلًا منحنيًا على هيئة حرف U، حيث يظهر أنّ الأشخاص المتديّنين جدًا والملحدين بقناعات صارمة، هؤلاء، يُسجّلون مستويات أقل من قلق الموت، بينما يُعاني الأشخاص متوسطو التديّن أو المتذبذبون في معتقداتهم من مستويات قلق أعلى!

من شأن هذا التحليل أن يُساعدنا على الفهم، وعلى الإجابة عن السؤال القائل: لماذا قد نجد مسلمين متديّنين يعانون من قلق موت مرتفع؟

ليس لضعف إيمانهم بالضرورة، ولكنّ لتشوّهه، وتحديدًا تصوّراتهم المأزومة حول الدّين وعدم اليقين من مصيرهم النهائيّ من شدّة التلويم والإذناب، وهو أمر تكرّسه خطابات وعظية عديدة غير منضطبة أصوليًا، خلقت مسلمين متأرجحين بين يقين لا ينعكس على سلوكهم وحياتهم اليومية، وبين هواجس شخصية ونفسية لا تتطابق مع مضامين الخطاب الدّيني، للأسف. ولي عودة وتفصيل في هذا الجانب في منشورات أخرى بإذن الله.

وحتّى ذلك الحين، أرجو أن تكون مشاهدة ممتعة، وأن يكون الطرح مفيد ونافع، والله وليّ التوفيق.

https://www.youtube.com/watch?v=3WG6NC7AhlA
Увійдіть, щоб розблокувати більше функціональності.