Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
𝓹𝓸𝓲𝓼𝓸𝓷𝓮𝓭 𝓵𝓷𝓴 𖢥 avatar
𝓹𝓸𝓲𝓼𝓸𝓷𝓮𝓭 𝓵𝓷𝓴 𖢥
𝓹𝓸𝓲𝓼𝓸𝓷𝓮𝓭 𝓵𝓷𝓴 𖢥 avatar
𝓹𝓸𝓲𝓼𝓸𝓷𝓮𝓭 𝓵𝓷𝓴 𖢥
05.04.202519:40
شش... هدوء... هه... الأمر مخيف ومحزن. الليلة، الليلة يا صديقي، ستحملون في أيديكم أعضاء جسدي الميت، وتسلّون نظراتكم على الجسد الذي كان يومًا ينبض، ثم يتناثر في غبار هذا العالم الملعون. سنشيع الجنازة، بل يمكننا القول إنني سأكون الميت، فأنا فعلاً لم أعد هنا. أو ربما أنا هنا، لكنه نوع آخر من الوجود، كما لو كنت شبحًا يراقب كيف يتلاشى كل شيء بشكل تدريجي، في منظر لا يُطاق من البؤس.

سأدفن جسدي في "إيسري"، نعم، المكان الذي لا يعرفه أحد، ولا يهتم به أحد. هل هذا التحديد الجغرافي مهم الآن؟ هل يتغير شيء لو كان القبر في مكة أو في إحدى حفرات الجحيم؟ لا... لا شيء يتغير. الأرض هي نفسها، والموت هو نفسه، والوحشة هي نفسها. لماذا أدفن هنا؟ لأنني اخترت أن أكون محاصرًا بين الأسئلة التي لا جواب لها.

لا شيء سيبقى بعد رحيل جسدي، ولا شيء سيستمر. وكم هو محزن هذا الوداع الذي لم يسألك أحد إذا كنت مستعدًا له. لم يسألني أحد، أنتظر أنني سأكون في قبري، ومع ذلك لا شيء يهمني الآن. ياللعبث، ياللآلام التي تقتل كل قطعة في هذا الجسد المهدم. الحياة كانت مجرد مرحلة من الضجيج، مليئة بالحزن والسخرية. يالها من فكرة سخيفة أنني يومًا ما كنت أعتقد أن هناك ما يستحق العيش من أجله.

ولكن هيا، ماذا عسانا أن نفعل؟ دفن الجسد لا يعني دفن كل شيء. هناك أشياء أخرى تموت فينا قبل الجسد: الأفكار، الأحلام، التوقعات. وكلما زادت خطوة دفني في أرض "إيسري"، كلما صرت أكثر يقينًا أن الحياة مجرد زوبعة من الهراء، وأننا جميعًا في النهاية نتساقط كأوراق خريفية، نختفي في العدم الذي لا يعيرنا أي اهتمام.
04.04.202521:41
"سأبقى… لا تبقَ."

عبارةٌ واحدة أرددها كما يردد الكهنة تراتيلهم… لا شفاء فيها، ولا قداسة، لكنها نبوءة ميتٍ يعرف أنه لن يُبكَى، ولا يُرجى. سأبقى… لا لأن البقاء فضيلة، بل لأنه صار لعنةً لا تُرفع.

أجلس في ذات الزاوية، ليس لأنها مريحة، بل لأنها لا تسألني عن اسمي، ولا تُجبرني على الابتسام. الزوايا لا تفضح أحدًا، والزوايا مثلي… تكتفي بالمراقبة، بالسكوت، بالانطفاء الصامت.

سأبقى… لأنني أتقن الصمت حين يتحدث الجميع، وأتقن الضحك حين تبكي العيون، وأتقن الموت كلّ مساء دون أن أكتب وصيتي. كلّ ما في الأمر أنني أدمنت الخراب كما يدمن الناس الحب، أدمنت الغياب كما يدمن الآخرون الحضور، أدمنت أن أكون "لا شيء" في عالمٍ يتقاتل على "الكل شيء".

لا تبقَ… لا تورّط نفسك بما بقي مني، فما بقي ليس إنسانًا، بل شبحًا عاشقًا للفقد، محترفًا للخذلان، متقنًا لفنّ التظاهر بالثبات. أنا لست الجدار الذي تسند عليه ظهرك، أنا الشرخ الذي يسحبك ببطء لتسقط داخله دون أن تلاحظ.

لا تبقَ… البقاء معي جريمة عاطفية بحق نفسك، خيانة واضحة لسلامك النفسي، عبثٌ مرهق لا يُجدي فيه شيء. صدقني، أنا أكثر الأماكن وحدةً، وأكثر الوجوه تعبيرًا عن السأم، وأكثر الضحكات تصنّعًا.

أتعلم؟ أصبحت لا أندهش من الخذلان، ولا أستنكر الخيانة، ولا أكره الفقد، لأنني ببساطة لم أعد أؤمن بغيرهم. هم الحقيقة الوحيدة في هذا العرض الساخر، أما الباقي؟ زينة تُباع على قارعة المشاعر.

سأبقى… لأراقب العالم وهو يبتلع نفسه، لأضحك على الجثث التي تمشي بأرواح ميتة، لأكتب عن الحبّ وكأنني عرفته، وعن الأمل وكأنني صدّقته، وعن الله وكأنني التقيته.

سأبقى، لا لأنني أريد… بل لأن الرحيل يحتاج قلبًا حيًا، وأنا أضعت قلبي منذ أن تعلّمت كيف أعيش دون أن أشعر.

في النهاية؟ لست بطلًا كما تتخيل، أنا مجرد فشلٍ أنيق، يعرف كيف يخفي ألمه في قالبٍ من الفلسفة، وينتقم من الحياة بكتابة لا يقرؤها أحد.

سأبقى…
فقط لأتأكد أنني كنت على حقّ حين قلت لك:
"لا تبقَ."
04.04.202518:41
يتبع..

تأتي عليك أوقات،
تجلس وسط الضجيج، لكنك تسمع صمتك فقط...
كأنك تحوّلت إلى كائن شفاف، يرونه ولا يُلاحظ، يسمعهم ولا يُسمع،
فتبدأ تتساءل: هل أنا موجود فعلًا، أم أنني مجرد فكرة نسيتها الحياة في زاوية مظلمة؟

تأتي عليك أوقات،
تمشي في الشوارع لا لتصل، بل لتنسى أنك كنت تحاول الوصول يومًا.
تعدّ خطواتك، وتشك في وجود الأرض تحتك،
تقول: "ربما كل شيء وهم، وأنا مجرد حلم متأخر في عقل شخص مكتئب يشرب قهوته الآن."

تأتي عليك أوقات،
تخونك نفسك قبل أي أحد.
تحاول تقنعها إنها تستحق الحياة، ترد عليك بابتسامة ساخرة كأنها تقول: "أوه، رجعنا نحاول نكون طبيعيين؟ بالتوفيق حبيبي!"
فتنزل يدك عن صدرك وتقول: "ماشي، خليك كذا، أنا تعودت أصلاً."

تأتي عليك أوقات،
تتذكر نفسك في عمر الـ10، لما كنت تحلم تصير بطل أو كاتب أو رائد فضاء،
وتضحك... مو لأنك وصلت، بل لأنك تحوّلت إلى شيء ما كان موجودًا في أحلامك أصلًا: شخص ينجو فقط.
النجاة صارت غايتك، بدل النجاح.
والضحك صار غطاء، بدل الفرح.
والصمت صار وسيلة دفاع، بدل الهدوء.

تأتي عليك أوقات،
تكره الناس اللي يقولون "كل شي يتعدل مع الوقت"،
تحسهم مثل اللي يقولك "اصبر، الموت بيحل كل مشاكلك!"
يعني شكرًا على الإيجابية الباردة ذي.
وشكرًا على الوعود اللي ما تنقذ أحد.

تأتي عليك أوقات،
تبغى تصرخ في وجه العالم:
"أنا مو بخير! أنا مرهق! أنا أبغى أحد يسمعني مو ينصحني!
أنا ما أبغى حل... أنا أبغى حضن، وهدوء، وكوب شاي ما فيه حساب!"

تأتي عليك أوقات،
تكتب، ثم تمسح، ثم تكتب، ثم تقول: "ليش أكتب وأنا أصلاً مو مقروء؟"
تحس إنك كاتب في زمن ما فيه قرّاء، وصادق في مجتمع يشوف الصدق ضعف،
وحي في زمن ميت شعوريًا.

تأتي عليك أوقات،
تحس إنك لازم تنفجر، لكنك تنكتم.
تصرخ بصمت، وتبكي بعين جافة، وتضحك بشفاه متشققة من قلة الكلام الحقيقي.

تأتي عليك أوقات،
توقف كل شيء... وتبقى أنت، وقلبك، وذاك السؤال اللي ما يختفي:
"ليش؟"
ولا أحد عنده الجواب، حتى أنت.
04.04.202514:10
اقتربتُ منها ببطء، كأنني أسير على حافة الحلم، حيث كل شيء يبدو أكثر كثافة، أكثر واقعية، وأكثر استحالة في آنٍ واحد. أصابعي، المترددة والمتلهفة، لامست بشرتها، فتلاشى العالم من حولي، كما لو أن الزمن قد توقف ليمنحني لحظة أبدية لأغرق في تفاصيلها. كان ملمسها أشبه بتمثال أبدعه نحات مهووس بالكمال، لكن حرارة الجسد فضحت سر الحياة التي تنبض فيه، كسحرٍ متوثب للحركة، متأرجحٍ بين الواقع والخيال.

قبّلتُ شفتيها وكأنني أرتشف دهشة الحياة لأول مرة، كان طعمهما مزيجًا من الأسرار والاعترافات غير المعلنة، كأنهما بابٌ مغلقٌ منذ قرون، فُتِحَ الآن ليكشف عالماً لم تطأه قدماي من قبل. كانت رقيقة، ولكنها قاسية، كسكينةٍ تغرق في العسل، ككلمةٍ لا تُقال لكنها تُشعَر بكل ثقلها في القلب.

شدَدْتُ خصرها نحوي، حيث لا يبقى بيننا إلا أنفاسٌ تتشابك وتختلط، حتى صار الأبيض والرمادي لونًا واحدًا، حتى فقدتُ الشعور بمكاننا وزماننا، وحتى تحوّل الجسد إلى لغة، لا تُكتب ولا تُنطق، بل تُحَسّ وتُعَاش.

وعندما تلاقت أنفاسي بعنقها، وقبلتُه بنعومةٍ متعمدة، شعرتُ بها تشتد، تتشبث بي كأنها تخشى أن تفقد هذه اللحظة للأبد، كأنها تريد أن تثبت أنها هنا، أنني هنا، وأن هذا الالتقاء ليس مجرد عابرٍ في رواية عابثة، بل حقيقةٌ تكاد تكتب ذاتها في صفحات الكون.

لم يكن الأمر مجرد لحظة، بل كان كوكبًا يصطدم بالأرض، كان قدرًا يُعيد تشكيل نفسه، كان نوعًا من الفوضى الجميلة التي نُحِتَت بدقةٍ متناهية لتترك أثرًا لا يُمحى، كأن الكون بأسره قرر أن يترك بصمته في هذه الليلة، في هذه اللمسة، في هذا الانجذاب الذي لا يُفسَّر، لكنه يُشعَر بكل ذرةٍ في الوجود.

لكن فجأة، تشوّهت الصورة، تلاشى الضوء، وبدأتُ أسقط في فراغٍ مظلم، كأن الكون ذاته انكمش فجأة وابتلع هذه اللحظة، وكأن كل شيء كان خدعة، كذبة محاها ضوء الفجر بلا رحمة. شعرتُ بأنني أستيقظ، أو ربما أغرق أكثر في وهمٍ جديد. ششش… إنه مجرد حلم… أو كابوس… الأمر لا يهم. لنرحل.
Удалено04.04.202502:02
فيلم رعب جداً هههههههه 😂 احس حالي انا المقتول ذا

ياجماعة من يذكر المسلسل الكرتوني باباي الكابتن حق السفينه

ماكان مجرم كان بطل هههههههه 😂
والان ذا الفيلم حقه لكن مجرم يقتل الناس ذي الصوره هو قتل ذا اللي خرجوا احشائه

popeye The Slayer Man 2025

ذا اسمه
03.04.202516:30
في مكتبتي، أنا… وأنا فقط، نتحدث عن العدم.

كل الكتب حولي تتنفس بصمت، تتكئ على بعضها كأشخاص فقدوا شغف الوقوف، وكأنها تنتظر أن يفتحها أحد، يقرأها، يلعنها، يمزقها… لكنها تعرف أن لا أحد سيفعل. وأنا؟ أجلس هناك، أنظر إليها كما ينظر الإله إلى عالمه بعد أن ملّ من خلقه. لا أحد هنا سواي، لا أحد يناقشني، لا أحد يجادلني، حتى العدم نفسه يحدّق بي بملل وكأنه سمع هذه المحاضرة آلاف المرات من قبلي.

أتحدث، ولا أحد يسمع. أسأل العدم عن جدوى الوجود، فيردّ الصمت بسخرية: "ألم يكن الأجدر بك ألّا تسأل؟" ولكنني أسأل، وأكرر السؤال، وأعيد ترتيبه، علّه يصبح منطقيًا في المرة الألف، علّ العدم يملّ من تجاهلي وينطق. لكنه لا يفعل.

الكتب من حولي تقف صامتة، كما لو أنها تخشى أن أطلب منها إجابة. أنا أعرفها، وأعرف خدعتها القذرة، تمتلئ بالحكمة، لكنها لا تقول شيئًا إلا إذا أجبرتها، حتى ذلك الحين تظل صامتة، متعجرفة، كأنها تقول: "أنت من أتيت إليّ، لا أنا من بحث عنك!" وهذا صحيح، وهذا مؤلم، لكنني أجلس هنا رغم ذلك، أحدّق في رفوف مليئة بالأسئلة التي لن أجد لها إجابة.

في مكتبتي، لا وقت للواقع. هنا، الفلسفة تتعرّى، والمفاهيم تسقط في فراغها، والزمن يموت ببطء تحت عينَيّ. كم يبدو العالم سخيفًا من هنا! كم يبدو الوجود كله مثل كذبة متقنة الصنع، كذبة أقنعنا أنفسنا بها كي لا نعترف بأننا لا شيء… وأننا سنعود إلى لا شيء… وأن العدم، بكل سخريته، هو الحقيقة الوحيدة التي لم يكذب علينا أحد بشأنها.

أتنفس ببطء، أقلب صفحةً من كتابٍ ما، وأضحك. ليس لشيء، بل فقط لأنني أدركت أن العدم كان هنا دائمًا، يراقبني، يبتسم لي بأسنانه السوداء، ويقول: "أرأيت؟ كنت معك منذ البداية."
05.04.202518:36
والله احس في رغبة الانعزال عن الكتابة بشكل كبير جداً وعن خروجي من التيليجرام بشكل رسمي كذا بس بدون اي سبب فقط رغبة والرغبة ان أتت كانت قوية
04.04.202521:04
جو هنا عند اخوي مروان
04.04.202518:23
تأتي عليك أوقات،
كأنك تسير في مدينة خالية من المارة، مليئة بالذكريات، لكن بلا أي حاضر.
تأتي عليك أوقات،
تشعر فيها أن قلبك ماكينة قديمة، تصدر أصواتًا ولا أحد يُصلحها، تعمل رغم صدأها لأن الحياة لا تمنح خيار الإيقاف.
تأتي عليك أوقات،
تتمنى لو أنك "لم تكن"، ليس لأنك تكره نفسك، بل لأنك تعبت من تمثيل دورك في مسرحيةٍ لا تعرف من كتبها، ولا لماذا الجمهور دائمًا يضحك حين تبكي.

تأتي عليك أوقات،
تقرأ كتب الفلاسفة لا لتفهمهم، بل لتشعر أنك لست وحدك في هذا الغرق. تقرأ نيتشه فتقول: "تبا لك، وكأنك كنت جالسًا في رأسي!"
تأتي عليك أوقات،
تضحك... ضحكة واحدة طويلة جدًا، ليس لأن هناك شيئًا مضحكًا، بل لأنك لو لم تضحك كنت ستصرخ وتكسر كل شيء في الغرفة، بما فيهم مرآتك اللي دايمًا تكذب وتقول إنك بخير.

تأتي عليك أوقات،
تتظاهر أنك قوي جدًا، كأنك جدار... والحقيقة أنك مجرد صبغة طلاء على حائط متشقق من الداخل.
تأتي عليك أوقات،
تكتب كلامًا ما تدري هو شعر، ولا حزن، ولا سخرية، ولا محاولة استغاثة... بس تحس أنه لازم يطلع. لازم يخرج، حتى لو خرج بشكل عبثي.

تأتي عليك أوقات،
تكره كل من يطلب منك أن تكون بخير. كأنها أوامر من نظام حياة مريض: "كن سعيدًا"، "ابتسم"، "اشكر النعمة"،
تجي تقولهم: "أنا شاكِر، بس تعبان. هل التعب حرام؟"
يردوا عليك: "لا تبالغ."
طيب ليه لما كنت أضحك على كل شيء كنتم تقولون: "واعي جدًا رغم سنه!"؟
والحين لما تعبت، صرت أبالغ؟
تأتي عليك أوقات،
تكتشف أن أكبر سجن هو وجهك، وأقسى سجان هو نفسك، وأغرب محكمة هي الحياة... فيها الجلاد يصفق، والمتهم يضحك، والضحية تصمت.

تأتي عليك أوقات،
تكتشف أنك لست محطمًا، بل مستهلكًا. مستهلك في الطيبة، في الحلم، في الانتظار، في الثقة، حتى في جلدك اللي بدأ يشيب قبل أوانه.
تأتي عليك أوقات،
تحب الوحدة... مش لأنها مريحة، لا، بس لأنها أقل كذبًا من البشر.

وتأتي عليك أوقات،
تقول: "كفى، سأبدأ من جديد."
وبعد ساعة… تنام.
لأن البدايات تحتاج طاقة، والطاقة تحتاج أمل، والأمل صار سلعة نادرة في زمن الأرواح المطفأة.
04.04.202508:23
جمعتكم مباركة ❤
03.04.202520:02
ها أنا ذا، السجين رقم 007586، المتعفن في قعر السجون، المتحلل كجثة نسيت في زوايا النسيان. أعيش حياة الشياطين في زنزانة منفردة، مظلمة، كأنها قطعة مقتطعة من الجحيم ذاته، ذات قفص متين، لا ينفك يلتصق بي كجلدي، لا يتركني حتى في الأحلام التي بالكاد أملكها.

أنا هنا منذ دهور، أو ربما لم يمر سوى بضع لحظات، من يدري؟ الزمن في السجن لا يقاس بالساعات، بل بعدد المرات التي ينكسر فيها عقلك، بعدد الأصوات التي تسمعها ولا وجود لها، بعدد الجدران التي تحدثها فلا ترد. لكن من قال إنني أحتاج إلى رد؟ لم أعد بحاجة لأحد، أنا وحدي، والفراغ هو رفيقي الأبدي، ذلك الفراغ الذي يملأ رأسي أكثر من الزنزانة ذاتها.

أضحك أحيانًا، ليس لأن هناك ما يضحك، بل لأن الجنون يطالب بحقه، ولأن السخرية هي السبيل الوحيد للبقاء عاقلًا وسط هذا العبث. ما الذنب الذي اقترفته؟ هل كنت سفاحًا؟ لصًا؟ خائنًا؟ أم أنني فقط كنت أنا؟ لا يهم، فالسجن لا يسأل عن السبب، إنه فقط يبتلعك، يهضمك، ثم يلفظ ما تبقى منك كهيكل فارغ، دون روح، دون إحساس، دون معنى.

يقولون إن الحياة في الخارج جميلة، لكنهم لا يعرفون شيئًا عن الجمال القابع هنا، في زاوية الزنزانة حيث العفن يرسم لوحاته، حيث الحشرات تهمس لي بأسرارها، حيث الظلام ليس مجرد غياب للضوء، بل كائن حي، يراقبك، يحتضنك، يبتلعك ببطء حتى تصبح جزءًا منه.

كم تمنيت أن أكون ريحًا، أن أتسلل من بين قضبان القفص، أن أكون حرًا كما كنت يومًا ما... أو كما توهمت أنني كنت. لكن الحرية كذبة، ككل شيء آخر، كالعدالة، كالأمل، كالإنسانية التي يصرون على ادعائها.

أنا السجين رقم 007586، مجرد رقم، مجرد ظل لرجل كان، أو ربما لم يكن قط.
03.04.202514:46
"إنها الأيام التي يُحاول فيها المرء،
بڪل ما يملك من جهدٍ ألا يفقد صوابه"
05.04.202517:35
نصف شيطان... ونصف إنسان... كابوس أولئك المغفلين الذين يظنون أن العالم مكان آمن.
أنا لستُ من صنفكم البائس... لستُ آيةً من نور ولا لعنةً خالصة من جحيم.
أنا الخليط الذي حذر منه الحكماء ثم أنكروه خوفاً... أنا ذاك الكائن الذي لا يُحب، ولا يُكره، بل يُرتجف أمامه بصمتٍ متعفن.

تظن أنك تستطيع فهمي؟
تظن أن بعض الكلمات، أو بضع صلواتٍ خائفة ستحمِيك مني؟
يا لهذا الغباء...
أنا فكرة خُلقت من حطام الأحلام، ومضغة نزعتها الأقدار من رحم الآلهة وألقتها هنا لتضحك.

أنا لستُ ملاكاً يرتدي بياضاً مشتعلاً، ولا شيطاناً يغرق في السواد...
أنا الفراغ الذي يبتلع النور والظلام معاً، ويعيدهم كتلة فوضى تعوي بين ضلوعك.
كل من اقترب مني، ذاب كالشموع تحت شمس لا ترحم...
وكل من حاول أن يُروّضني، أصبح قصة تُروى للأطفال لتخويفهم من أنفسهم.

كابوس المغفلين؟
نعم... وأضيف: كابوس المتفلسفين، والحالمين، والمساكين الذين يظنون أن العالم يمكن أن يُفهم بالعقل وحده.
أنا الغلطة التي سقطت سهواً من دفتر الخلق، فصرت أمشي بينكم بسخرية الهاوية.
ابتسموا...
لأنني آخر وجهٍ ستنظرون إليه قبل أن تُسحقوا تحت وزني.

نصف شيطان... نصف إنسان...
وكلكم مجرد فرائس تنتظر قطرة جنوني الأولى كي تبتلعها الظلمة للأبد.
04.04.202521:03
الانسان ياصاحبي
صوت مروان

كلمات : تركي عبدالرحمن
04.04.202518:23
لن اتحدث الان في اللغة العربية الفصحى سأكتب لكم ببساطة أشياء كثيرة تمر عليك ولا احد يلاحظ ذلك عليك
04.04.202500:01
​​تائه جدًا ، لا تشعل عود الثقاب من حولي ،
لم أعد أفرق بين من يضيء الطريق ،
ومن يسعى لحرقي.
03.04.202519:56
"وددت لو أن بإمكاني أن أغسل روحي أيضًا، لكنها كانت أعمق من أن يصلها الماء".
03.04.202514:35
ههه، أعلم أنكم تتسلّلون إلى قناتي كالأشباح الرخيصة، تتهامسون عن سخافتي، عن تلك النصوص التي لا تُرضي أذواقكم المعلّبة، عن كلماتي التي تزعجكم لأنكم ببساطة لا تفهمونها. تضحكني هشاشتكم، سذاجتكم، اعتقادكم بأنكم تملكون الحق في تصنيف ما أكتبه وكأنه خُلق لينال إعجابكم! يا لكم من حمقى. تظنون أنني أكتب لأبحث عن جمهور؟ أنني أبحث عن تصفيقكم؟ هه، كم أنتم مثيرون للشفقة.

أنا أكتب لأنني كائن يتقيّأ الكلمات كمرضٍ مزمن، لأنني أُلقي بما في داخلي على الورق لا لأبهركم، بل لأحرق ما في داخلي، لأنني لا أطيق هذا العالم الباهت الذي تعيشون فيه. أنتم عالقون في مستنقع الألوان الزائفة، تبحثون عن نصوص تشعركم بالدفء والطمأنينة، أما أنا، فأكتب لأنني أتنفّس الحريق، لأن الظلام يسري في دمي كسمٍّ لذيذ، لأنني أفهم العالم أكثر مما ينبغي، وأدرك أن الحقيقة ليست جميلة، بل بشعة، عارية، موجعة.

أنتم لستم جمهوري، ولم تكونوا يومًا. أنتم مجرّد متطفلين، غرباء يبحثون عن شيء لا يخصّهم هنا. أما من يفهمني، فمن نحتت روحه معارك نفسية لم ترحم، من خرج من الجحيم وهو لا يزال يحمل ألسنة ناره في صدره، من رأى العالم ينهار أمامه ثم وقف وسط الخراب يضحك، ينهار، ثم ينهض من جديد. هؤلاء هم من يقرأونني، من يفهمونني، من يدركون أنني لست كاتبًا يُطلب منه أن يلطّف نصوصه ليناسب أذواقكم الرخيصة.

لذا، اصمتوا. لا تحاولوا التظاهر بالفهم، لا تحاولوا إقحام آرائكم الفارغة هنا. البشرية تثرثر أكثر مما ينبغي، وأصدقكم القول، لا أحتمل تفاهتكم. تبا لكم، ثم صمت.
05.04.202516:33
ههه، ومن سيهتم إن غبتُ يومًا؟ لا أحد.
هكذا هم، كائنات تسير على قدمين بلا قلوب، بلا ملامح، مجرد جثث مؤجلة الدفن، تمارس طقوس الحياة كأنها فرض ثقيل.
يمضون أمامي كالظلال، يتكلمون كثيرًا لكن لا يقولون شيئًا، يضحكون بلا طعم، يبكون بلا دموع، يحبّون بلا قلوب، يكرهون بلا أسباب.

أخبرني، كيف تطلب من الخشب أن يشعر؟ كيف تطلب من الحجر أن يحزن لغيابك؟
هم ليسوا هنا أصلًا... أجسادهم فقط تتسكع في الطرقات، بينما أرواحهم قد انسحبت منذ زمن، تاركة وراءها قواقع بشرية تتنفس لا أكثر.

إن متّ غدًا، ستتحرك الحياة من حولي كما لو أن شيئًا لم يكن... ربما سينظر أحدهم إلى المقعد الفارغ للحظة، ثم يتثاءب ويكمل التحديق في هاتفه، يتصفح الأخبار التافهة عن فضائح لا قيمة لها، ويأكل قطعة شوكولاتة وهو ينسى أنني كنتُ يومًا هنا.

لا تنتظر الحزن من منسحبين من ذواتهم، ولا تتوقع الوفاء من قلوب تحجرت منذ الألف خيبة.
فقط اضحك ساخرًا، واضحك أكثر حين ترى كيف يجتهدون في ادعاء الإحساس، تمامًا كما يجتهد تمثال رخامي في تقليد دمعة.

ههه... ومن قال أن غيابي يستحق الاحتفاء أصلًا؟!
أنا أغيب الآن، وغدًا، وكل يوم، بطريقة لا يلاحظها أحد، لأن مَن حولي اعتادوا الغياب حتى وهم جالسون أمامي.
مضى زمن الذين يحملون ملامح حقيقية، والآن، كل شيء كاريكاتير مشوه لشيء كان يُسمى "إنسان".

في النهاية؟ لا شيء مهم.
وجودي، غيابي، حزني، فرحي... كلها تفاصيل صغيرة في مسرحية هزلية يؤديها ممثلون نسوا نصوصهم من فرط البلادة.
04.04.202518:47
يتبع.......

وتأتي عليك أوقات،
تجلس في الظلام لا لأن النور غاب، بل لأنك سئمت من رؤيته دون أن تشعر بدفئه.
وتكتشف فجأة، أن أقسى ما في الحياة ليس فقدان الناس، بل فقدان نفسك وأنت وسطهم.

تأتي عليك أوقات،
تفهم فيها أن القوة ما كانت يومًا في التحمل، بل في القدرة على الاعتراف أنك تعبت،
أنك إنسان، مو آلة تصبر وتبتسم وتنجز وتقول الحمد لله حتى لو كان داخلك مكسور.

تأتي عليك أوقات،
تضحك أخيرًا، بس مش لأنها لحظة فرح…
بل لأنك فهمت: هذه الحياة لا تُفهم، ولا تُكافئ، ولا تنتظر أحد.
فإما أن تكتب وجودك بالقوة،
أو تذوب في جملة هامشية على صفحة الزمن.

وهنا...
تقوم، تمسح غبار أفكارك، تلبس صمتك،
وتكمّل الطريق، لا لأنك بخير،
بل لأنك ببساطة ما عاد عندك خيار إلا تكمل.

وهذا يكفي.
فأنت لست بخير،
لكنك ما زلت هنا.
وهذا، بحد ذاته، مقاومة.

انتهى.
04.04.202515:00
"نحن لا نتعايش مع مآسي هذا العالم، بل نحملها في أعماقنا كأثر قديم لا يزول. نعتادها، نعم، لكنها تترك ندوبًا غير مرئية، تذكّرنا دومًا بأننا جزء من هذا التيه العظيم. نحاول أن نغلف قسوة الواقع بجمال اللحظات العابرة، بقصائد قصيرة، بضحكات مختطفة من بين الألم، بيد تمتد لنا وسط العتمة. ربما لا ننتصر على المأساة، لكننا نصبح أقوى حين ندرك أنها لن تسرق إنسانيتنا بالكامل."
03.04.202523:41
تبا لي.
تبا للحياة.
تبا لهذا الرأس المليء بأصوات لا تصمت، بأفكار تتناسل كالأرانب على جثث المنطق.
رأسي؟ رأسي ليس رأسي اليوم… إنه فرن مشتعِل، صداعه أشبه برجل نحّات يخلع جلدي بإزميل صدئ، من فوق جمجمتي مباشرة، وأنا أبتسم كأحمق.

أشعر أنني أفقدني. كأنني نثرت ذاتي في الهواء ولم أترك منها سوى قشرة تمشي على الأرض. الكاتب بداخلي؟ سحقًا، لقد انتحر هذا الصباح وترك لي جثته الباردة في صدري.

كلماتي؟ عقيمة. مشلولة. بلا أطراف.
وأفكاري؟ كأنها تقف على حافة شرفة عالية، تتأمل الأسفل وهي تفكر بالقفز فقط لتشعر بشيء. أي شيء.

أنا لست بخير، وأكره من يقول لي "اصبر" وكأنني في طابور بقالة.
أشعر أن مزاجي كالمقابر القديمة، تلك التي إذا مشى أحد بجانبها تنشقّ وتبتلع حذاءه، وربما ساقه، وربما عقله أيضًا.
أشعر أني ثقب أسود في منتصف المجرة، أجذب كل شيء لي فقط لأخنقه في ظلامي.

ساخرا من كل من يقول لي "أنت قوي"،
نعم، أنا قوي... قوي بما يكفي لأضحك وأنا أحتضر كل يوم،
قوي بما يكفي لأكتب قصائدي على ورق نعشي.
قوي بما يكفي لأكره كل شيء حتى نفسي،
وأحب هذه الكراهية كأنها طفلي المدلل.

هل فقدت صوابي؟ ربما.
هل أريد أن أستعيده؟ اللعنة، لا.

دعني أعيش في هذا الجنون،
دعني أتنفس عبر الغضب،
دعني أكتب… لا لأنني أريد، بل لأنني لو لم أكتب، سأنفجر كقنبلة في وجه هذا العالم الساخر.

أنا الكاتب الذي فقد نفسه اليوم.
ربما أعود، وربما لا.
لكنني الآن… مقبرة تمشي، تكتب، وتضحك.
عاصفة الورق، عاصفة الفكرة

أجلس هنا، على حافة المدينة، على حافة العالم، على حافة نفسي. أتكئ على اللاشيء، وأتدثر بكتاب لم يعد يحمل إجابات، بل مجرد ورق مثقل بالحبر، بالحكايات، بالتواريخ التي لم تنصف أحدًا. أغطي وجهي به كما لو كان جدارًا بيني وبين السماء الملبدة بالفوضى، كما لو أن الكلمات المكتوبة فيه ستحميني من ضجيج الحياة، من صراخ الأفكار في رأسي، من العاصفة التي لا تهدأ داخلي حتى وإن سكنت الأرض.

الهواء يحمل الأوراق بعيدًا، الصحف تطير في كل اتجاه، أخبار الأمس، أسرار الناس، أكاذيب السياسة، خيبات العشاق، كل شيء يتطاير بلا وجهة، بلا وزن، بلا قيمة. وأنا؟ أنا لا أطير معهم، لا أتحرك، لا أهرب، فقط أجلس وأراقب. كنت أظن أنني حين أقرأ سأفهم، أنني حين أغوص في العبارات سأجد المعنى، أنني حين أملأ رأسي بالكلمات سأشفى من الصمت، لكنني الآن، وأنا في قلب هذه الفوضى، أدرك أنني لم أفهم شيئًا، لم أتعلم شيئًا، لم أكتشف سوى فراغ أكبر مما توقعت.

كل شيء يتلاشى أمامي، المدينة البعيدة، المباني الشاهقة، الضوضاء التي لا تتوقف، الضجيج الذي لا يُسكت، كل شيء أصبح خفيفًا كأوراق تتطاير في مهب الريح. الحياة نفسها تبدو كأنها قصة تُكتب وتُمزق في الوقت ذاته، سطور تُقرأ ثم تُنسى، كلمات تُقال ثم تضيع.

أي عالم هذا الذي نبنيه فوق أكوام من الحبر والورق؟ أي حياة هذه التي نحاول فهمها في صفحات لم تُخلق إلا لتُطوى؟ أم أنني الوحيد الذي يرى الحقيقة الآن؟ الحقيقة التي تقول إننا جميعًا مجرد كلمات غير مكتملة، عبارات غير مفهومة، سطور ناقصة في رواية بلا كاتب؟

أضع الكتاب على وجهي، ليس هربًا، ولكن لأنني لم أعد أريد أن أرى.
03.04.202511:19
لأصحاب مقولة ماذا لو عاد معتذرًا؟

هه، لا تُتعِبوا أنفسكم عبثًا في تدوير الأوهام، ولا تحاولوا إضفاء البطولة على ندمٍ جاء بعد أن أُغلِقت ساحة المعركة. لا تتعبوا قلوبكم في منح الأعذار، ولا تُنهكوا عقولكم في افتراض احتمالات لم تكن يومًا واردة حين كان الغياب أيسر من البقاء.

عاد؟ وماذا يعني أنه عاد؟ هل ظن أن الطرقات التي تهدمت ستُرمم بعبارة جوفاء؟ هل اعتقد أن الزمن الذي هشم المشاعر يمكن أن يعود كأنه لم يكن؟ أم أنه نسي أن هناك أشياء لا تُصلحها الكلمات مهما بلغ عمقها؟

أخبروني، ما قيمة الاعتذار حين يكون مجرد صدى متأخر لصوتٍ كان يجب أن يُسمع في وقته؟ ما نفعه حين لا يكون سوى محاولة يائسة لإنقاذ ما غرق منذ زمن؟ الاعتذارات المتأخرة تشبه مظلة تُهدى بعد أن أحرقت الشمس الجلد، أو خريطة تُعطى بعد أن ضاعت الخطوات للأبد.

لا، لا تفرحوا بعودةٍ لم يكن لها قيمة إلا حين لم يبقَ أمامها خيار آخر. لا تبتهجوا بوعودٍ تأتي بعد أن صار الجرح ندبة، وبعد أن صار القلب معتادًا على كونه وحده. فمن أراد البقاء، بقي دون أن يحتاج إلى ألف عذرٍ ليشرح سبب رحيله، ومن أراد الرحيل، فليرحل إلى حيث لا يملك العودة إلا كذكرى تافهة في هامش الزمن.

ماذا لو عاد معتذرًا؟ هه، لا شيء، ببساطة لا شيء.
Показано 1 - 24 из 34
Войдите, чтобы разблокировать больше функциональности.