دراسة الصفات الإلهية في الأروقة الحنبلية لعلاء حسن إسماعيل
الكتاب من أقوى ما كتب في الرد على نفاة الصفات وأذنابهم من الحنابلة الجدد، الذين يدعون أن الحنابلة مفوضة وأنهم ينكرون الأفعال الاختيارية
بين مصنفه إثبات العلماء للقدر المشترك ومعاني الصفات قبل ابن تيمية من الحنابلة وغير الحنابلة، وكذلك بين إثباتهم لقضية الأفعال الاختيارية، وثنى بعد ذلك بتحرير موقف متقدمي الحنابلة ومتوسطيهم ومتأخريهم من المسألتين
وتناول فيه بعض القضايا المهمة كالدفاع عن ابن قدامة، وبيان موقف أبي يعلى وابن عقيل وما تراجعا عنه، وشرح الفتنة التي وقعت بين ابن خزيمة وتلاميذه
وأبرز فائدة من الكتاب هي بيان تباين استعمال ألفاظ كـ"القدم" و"الحدوث" و"المعنى" ونحوها بين العلماء
وفيه بعض المواضع التي هي محل نقد منها:
1- أن المؤلف كرر أن تعامل ابن تيمية مع الأشاعرة أكثر وسطية واعتدالًا ممن سبقه من الحنابلة، وليس مطلق التسهيل يعني الاعتدال والوسطية، وقد يجوز أن يكون تحرير من سبقه من الحنابلة وشدتهم في هذه القضية هو الحق
2- ذكر من الأدلة على إثبات أبي يعلى للصفات أنه اعتد بمقاتل بن حيان وهو ممن عليه لغط في قضية التشبيه، ولعله يقصد مقاتل بن سليمان
3- ذكر أن إثبات ابن الزاغوني للمكان فيه زيادة حيث أن الشرع لم يطلق هذه اللفظة، وهي موجودة في الصحيح، كما ذكر ابن رجب كذلك وساق هو هذا النقل عنه في المواضع المتأخرة من الكتاب، وللشيخ عبدالله الخليفي بحث جيد في إثبات اللفظ في تقويم المعاصرين
4- الفصل الذي عقده في لفظ الجسم والتجسيم قد يتوهم منه أن ابن تيمية يقول أن الله لا يتميز منه جانب عن جانب
وهو قد قال في الدرء: "وإن عنيت بالتبعيض أنه يمكن أن يرى منه شيء دون شيء، كما قال ابن عباس وغيرهما من السلف ما يوافق ذلك، لم أسلم لك أن هذا ممتنع" الدرء 6/131
والله أعلم