إخوان الأشعرية في المثالية ..
إن فلاسفة النصارى (اللاهوتيين) تاريخيا، كانوا إخوان المشائين -المنتسبين للإسلام- والأشعرية في المثالية؛ ولا عجب، فإن منبع الجميع واحد، وهي ميتافيزيقا اليونان كأرسطو وأفلاطون.
واستقصاء هذا يطول، وسأكتفي بضرب المثل في أمر الزمان:
فهذا أوغسطين (354–430م)، يرى أن معنى أزلية وأبدية الإله أنه لا يجري عليه زمان timeless، وأن الحاضر والماضي والمستقبل شيء واحد عنده (تناقض).
Augustine of Hippo. (1999). Confessions (E. B. Pusey, Trans.). Oxford University Press.
ثم جاء من بعده آنيسيوس بوثيوس (480 - 524م)، وقال نظير قوله هذا في كون "الأزلية" مفهوما فوق الزمان، لا أنها "مدة" لا نهائية من جهة الماضي!
Boethius. (1969). The Consolation of Philosophy (R. Green, Trans.). Harvard University Press.
وهو قول توما الأكويني (1225–1274م) من بعدهم، على تأثر فيه بعلم الكلام عند المسلمين أيضا.
Aquinas, T. (1948). Introduction to St. Thomas Aquinas. Random House.
ثم ذهب الفيلسوف النصراني المعاصر ويليام لين كريغ في مزيد من المثالية إلى اختراع مذهب جديد: إثبات إله لا زماني متزمن، كان قبل المخلوقات من غير زمان، ثم صحت عليه المعاني الزمانية بعد الخلق! ولا تسأل كيف ولا ما مرجح هذا الانتقال، وكيف يكون الماضي الذي هو "ما مضى" لم يمضي بل هو مجتمع مع الحاضر والمستقبل بمنزلة لحظة واحدة؛ ولكن لا عجب من مناصر للثالوث في النهاية! وتابعه على هذا التفصيل من أصحابنا المسلمين: د.سامي عامري وطوائف.
Craig, William Lane. (2001a). Time and Eternity: Exploring God’s Relationship to Time. Wheaton, IL: Crossway Books.
ويا لعجبي من قوم ينتسبون للسلفية، فروا من تقليد الأشعرية؛ فتشربوا نفس المادة المثالية من فلاسفة النصارى!
#نقد_الفلسفة@kab7md