"سألقَاكِ يومًا وراء السَّديمِ، ضِفافًا من الضوءِ
يختالُ فيها شَمِيم العِرارِ ونَكهة مَاءِ المطر، سأَلقاكِ..
يا زمنًا يتجدَّدُ دومًا ويمتَدُّ فوقَ حُدُودِ القمر، سألقاكِ..
أَعرفُ أنَّ الطَّريقَ إليكِ مرافئَ للحُزنِ وأرصِفةً للسَّراب
وأنَّ مسافاتكِ الدَّائريةَ تتعبُ فيها جِيادُ السَّفَر
وأعلمُ أنّكِ هاجرتِ في ذَاكرةِ الرَّملِ
أَزمِنةً وعُصفورًا
تَعُبُّ لهُاثَ الهجيرِ ولم تَتعود شُرب الهَزِيمة
أعلَمُ أنَّكِ شببتِ في حَلَبَاتِ التَّحدَّيَ
صِرتِ وُعُودًا تُثيرُ الغضب وصرتِ وُجودًا يُحَرَّكُ في الليلِ أفقًا جديدًا
ويخفقُ أجنحةً من لَهَب
سألقاكِ، يا أنتِ
يا مَن شَرِبتُ وإيّاكِ نَخبَ البُطولةِ صرفًا
على رَقصاتِ السُّيُوفِ، ويا مَن نَقَشتُ خيالكِ وشمًا
على ساعِدَيًّ وصغتُ على شفتَيكِ الفَرح
رَبيعيَّةَ الشَّوقِ، يَسكُنُني الصَّمتُ والوجدُ
يَلتاثُ حرفي، أَبتلعُ الزَّمَنَ المُترهِّلِ
والخوفَ والاغتِرابَ، أثيرُ وراءَ الغُيومِ غباري
وأبعثُ مع كلَّ ريحٍ بَقايايَ،
هَمَّيَ، خَوفي
لألقاكِ عشقًا يُجسِّدُ عُمقَ انتمائي
فأنزفُ بين يديكِ العذابَ، لألقاكِ حُلمًا
أعانقُ فيهِ جُذورَ كياني:
التَّمرُّد والكبرياء وألثُم فيهِ سماءً مُضرجةً بالدِّماء
ربيعيَّة الحبِّ
حين تصيرُ المواسِمُ أشرِعةً تَلطُمُ الموج
كُوني أنتِ النَّسيم وحين تصيرُ الشواطئُ ظلًا
لعينيكِ
كُوني الرَّبابةَ واللحنَ
والذكرياتِ
وكُوني النَّديم."
||محمد الثبيتي .