|مدينة إيكاروس الأخيرة|
في مدينةٍ بُنيت من ورق الصنفرة،
يمشي الناس حفاةً،
يبتسمون كأن الألم هوايةٌ نبيلة،
يتبادلون جراحهم مثل بطاقات بريدية،
ويكتبون عليها: "تمنياتي بسوء الحظ."
في تلك المدينة،
تُباع الأحلام في أكياسٍ صغيرة،
مكتوب عليها: "غير صالحة بعد الفتح."
وكلما فتحتَ واحدًا،
انسكب منه الفراغ،
برائحةٍ تشبه المطر لكن بلا مطر.
هنا، العقلُ طائرٌ بجناحين من شمع،
يحلق نحو شمسٍ مصنوعةٍ من مصابيح محترقة،
وحين يسقط،
يصفق الجميع بحرارة:
"يا له من سقوطٍ عظيم!"
أما القلب،
فهو ساعةٌ مكسورةٌ تُصرّ على العمل،
تدقُّ في أوقاتٍ لا تناسب أحدًا،
توقظك في منتصف الليل لتخبرك:
"لا شيء ينتظرك، عد للنوم."
وفي نهاية الشارع،
هناك مرآةٌ كبيرةٌ تبتلع من ينظر فيها طويلاً،
لكن لا تقلق،
فالجميع مشغولون بالتقاط صورٍ لأنفسهم،
غير مدركين أنهم قد اختفوا منذ زمن.
-حيدر رافد