ثائرٌ طوباسيٌّ في أمةٍ لا تعرف الانكسار، جُرحُها أعمق من كلِّ مسافةٍ، وألمها يتردد صداه في كل مكان.
في كلّ زقاق وشارع، وفي كلّ قلب ينبض بحب الأرض، ارتفع اسم محمد دراغمة من مدينة طوباس ليصبح رمزًا للبطولة والفداء، ويمزج بين الدم والتاريخ ليكتب بحروف من نور سطورًا جديدة في سجل المقاومة الفلسطينية، سطورًا لن تُمحى أبدًا.
لقد تجسد في محمد دراغمة معنى المقاومة الحقيقية، حين تمكن من اقتحام برج المراقبة على حاجز تياسير في لحظة كان فيها البطل أكثر من مجرد فرد، كان عنوانًا للمجد في وجه الاحتلال.
في تلك اللحظات التي كانت مليئة بالخطر، لم يرتجف قلبه، بل كان يحمل قوة إرادة حديدية، عازمًا على مواجهة الظلم، ليوقع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، ويُسجل في التاريخ حضورًا خالدًا في قلب كل فلسطيني.
لقد رفع محمد دراغمة الحجة عن نفسه، وأثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن "رجلًا واحدًا قادر على التغيير".
وعندما تأتي لحظات الحسم، لا يكون البطل مجرد جيوش وقوى، بل هو قلب ينبض بالحرية، وعقلٌ يحترق بالعزيمة.
رسالته كانت واضحة كالشمس: إذا كان الفرد في فلسطين قادرًا على إشعال فتيل المقاومة، فما بالكم إذا اجتمعت هذه الجهود في صف واحد من أبناء الأمة؟!
في اللحظة التي ارتقى فيها محمد دراغمة إلى الجنان، ترك خلفه أسطورة تروى للأجيال، أسطورة لا يمحوها الزمان، ولا ينسها التاريخ. لقد صارت سيرته نبراسًا، وصار اسمه عنوانًا للفخر في قلب كل فلسطيني. رجالٌ قليلون في التاريخ من يستطيعون ترك هذه البصمة، لكن محمد دراغمة كان واحدًا منهم.
رحمكَ الله يا بطل، يا كوماندوز تياسير، باسمِكَ نبني مَجدنا، وبشجاعتك نستمد قوتنا.
•الضَـفاوِيَّـة 𓂆