Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
قناة د. محمد علي يوسف avatar
قناة د. محمد علي يوسف
قناة د. محمد علي يوسف avatar
قناة د. محمد علي يوسف
03.05.202510:41
التلاوة
30.04.202510:33
#ورد_القرآن_اليومي
الآيات من 262 إلى 264
29.04.202514:32
بعد صلاة العصر إن شاء الله موعدنا مع البث القرآني الأسبوعي ضمن سلسلة التدبر والمجلس السادس من مجالس تدبر سورة آل عمران
29.04.202511:02
28.04.202509:00
لأجل ذلك، يأتي الدعاء مُلحّاً، مُتضرعاً، من قلبٍ يدرك خطورة الطريق وحاجته الماسة إلى دليلٍ ومرشد
"اهدنا"
لكن أيّ صراطٍ هذا؟
إنه ليس طريقاً مجهولاً، بل هو سبيل واضح له معالم،
له روّادٌ سبقونا إليه وتركوا لنا آثارهم لنهتدي بها
"صراط الذين أنعمتَ عليهم".
فمن هم؟
إنهم الصفوة المختارة من الذين أنعم الله عليهم من "النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً".
هكذا أوضح القرآن ماهيتهم في سورة النساء
ويا له من شرفٍ أن تطلب السير على خطى هؤلاء ويا لها من مسؤولية أن تكون خير خلفٍ لخير سلف!
هذا التذكير اليومي في الدعاء الأكثر تكرارا في حياة المسلم؛ يربطنا بتاريخنا الإيماني
يُشعرنا بأننا لسنا وحدنا بل نحن جزءٌ من قافلة النور التي تسير إلى الله منذ بدء الخليقة.

لكن لأن الهداية ليست فقط في معرفة طريق الحق، بل أيضاً في معرفة طرق الباطل لتجنبها؛ فـ "بضدها تتميز الأشياء"، ومعرفة سبيل المجرمين ضروريةٌ لتجنبه والسير بأمانٍ على الصراط المستقيم.
من هنا يستمر الدعاء
"غير المغضوب عليهم ولا الضالين".
تعوذ بالله من السبل الأخرى
سبيل المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه فاستجلبوا غضب الله عليهم
وسبيل الضالين الذين عبدوا الله على جهلٍ فضلوا وأضلوا
دعاء جامع يعلمنا أن نميّز بين النور والظلام و بين الهداية والغواية وأن نتبرأ من كل سبيلٍ لا يرتضيه الله.

وهكذا تكتمل الصورة.
إذاً الفاتحة ليست فقط دعاء، وليست فقط ثناء.
إنها رحلةٌ روحية متكاملة في سبع آيات. تبدأ بالحمد والثناء والتمجيد لرب العالمين، ثم تنتقل إلى إعلان التوحيد الخالص والاستعانة الصادقة، لتصل إلى ذروتها في طلب أعظم نعمة
نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم، صراط المنعم عليهم،
مع البراءة من طرق المغضوب عليهم والضالين.
فيا لغبن من يقرأها بلسانه وقلبه غائب!
يا لحسرة من تمرّ عليه هذه الكلمات مرور الكرام دون أن يستشعر حلاوة مناجاة ربه، وعظمة ما يطلبه، وخطورة ما يتعوذ منه!
إن الفاتحة هي مفتاح الكنز، وباب السماء، وصلة العبد بمولاه
فلنحسن صحبتها، ولنتدبر معانيها، ولنجعلها نبراس حياتنا، لعلنا نكون ممن استجاب الله دعاءهم، وهداهم صراطه المستقيم، وألحقهم بالذين أنعم عليهم. آمين.
28.04.202506:17
#ورد_القرآن_اليومي
الآية 259 من سورة البقرة
02.05.202514:01
خطبة الجمعة👆
30.04.202510:33
29.04.202511:02
التلاوة
29.04.202505:40
مليء بالعرق والسهر والعثرات والتضحيات
قد يخبرك البعض أن هذه أشياء ممتعة ولا أنكر أن لها لذة في أحيان
لكنني لن أخدعك مدعيا أنها دائما كذلك
السهر والحرمان والتعب والألم ليس دائما لذيذا
قد يهونه الله برجاء الثمرة واستحضار الهدف
لكنها تظل تتصف بالوصف النبوي الجامع
"مكاره"
"حفت الجنة بالمكاره"

في الصالة الرياضية ستجد التعب يتسلل إلى عضلاتك الضعيفة و عظامك المنهكة، وستشعر بالإرهاق يُخيم على روحك
وربما تجد الملل!
نعم، الملل القاسي البارد.
مللُ التكرار،
مللُ الروتين،
مللُ القيام بنفس الشيء مراراً وتكراراً دون رؤية نتائج فورية تُذكر.
دقائق التغيير والمران الحماسية في الأفلام أو أمثلة خطاب التحفيز = في الواقع هي شهورٌ وسنواتٌ من العمل الشاق والمملّ الذي لا يظهر على الشاشات لأنه ببساطة = ليس مُثيراً
وهنا قد يبدأ الشكّ في نسج خيوطه العنكبوتية حول عقلك:
هل أنا على الطريق الصحيح؟
هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟
لماذا لا أرى أي تقدم؟
ربما أنا فاشلٌ حقاً؟.
هذه هي الأصوات التي تُصاحب الرحلة، وليست هتافات الجماهير ولا الموسيقى الحماسية
الخطاب الذي يركز فقط على "الشغف" و"الحماس" و"التفكير الإيجابي" ويغفل بقصد أو غير قصد العنصر الجوهري في معادلة النجاح الحقيقية
عنصر "القدرة على تحمّل التضحيات والمشاق والآلام" = خدعة كبيرة ومؤذية

النجاح يا صديقي ليس مجرد ومضة إلهامٍ أو لحظة حماسٍ عابرة أو مونتاج سينمائي متقن.
إنه بناءٌ طويلٌ، وصبرٌ مرير، ومثابرةٌ عنيدة في وجه الإحباط والفتور.
اختر عشوائيا أي قصة نجاح حقيقي في أي مجال حتى لو كان في شيء تراه تافها وأنا على يقين أنك ستجد هذه القصة في أركانه
لا أتحدث هنا عن النجاح الجاهز بالوراثة ولكن عما يبرزه خطاب التحفيز
النجاح الذي جاد بعد تغيير حاد والإنجاز الذي عبر على جسر الفشل
أي إنجازٍ حقيقي من هذا النوع، سواء كان علمياً أو عملياً أو حتى رياضيا = هل تمّ في خمس دقائق تحت أنغام موسيقى حماسية؟
هل وصل العلماء إلى اكتشافاتهم ومنجزاتهم بقراءة تغريدةٍ مُلهمة؟
هل أحرز رياضي أعلى الميداليات بمران التقلب على فراشه والتهام أطنان الطعام غير الصحي؟
وهل بلغ الصالحون درجاتهم العالية بمجرد تمنّي الخير؟
أبداً!
كل إنجازٍ عظيم وراءه ساعاتٌ لا تُحصى من العمل الشاق، والتجارب الفاشلة، والسهر المضني، والملل الذي لا يُطاق، والصبر الذي يكاد ينفد.
سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي.. مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ
وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها.. أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ
وَأَلَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لِدَفِّها.. نَقري لِأُلقي الرَملَ عَن أَوراقي
وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ..في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ
وَأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ..نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي

هكذا تساءل الإمام الشافعي في أبياته ملخصا الفكرة
هل يستوى من سهر وبذل بمن نام ملأ جفونه حتى كادت الشمس أن تغيب؟
هل الأحلام تنال بالأماني أم بالتعب والتضحية؟
الإجابة معروفة

"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ"
هذه هي الحقيقة القرآنية التي يجب أن ندركها وأن تكون نقطة انطلاقنا.
هذه دار كبد
لا توجد فيها هدايا كثيرة
المشقة والتعب = جزءٌ أصيلٌ من رحلتنا في هذه الدار.
ومن يظن أنه يستطيع الوصول إلى غاياتٍ عظمى دون أن يمرّ بنصيبه من هذا الكبد، فهو يعيش في وهمٍ صنعه له "بائعو الأحلام" و"خبراء التحفيز السهل"

قد يظن متربص سيء الظن أن كلامي تثبيط يناقض خطاب التحفيز الجذاب وأنني أدعو للاستسلام للفشل والإحباط!

حاشا وكلا..
فقط أدعوك لأن تعيد تعريف "الحـ.ماس". الحـ.ماس الحقيقي ليس ذلك الفوران العاطفي المؤقت الذي يُشبه الفقاعات التي سرعان ما تتبدد
الحـ.ماس هو تلك الشعلة الداخلية الهادئة التي تظل متقدة وإن غاب الشغف وتأخرت الثمرة
حتى في أحلك الليالي وأكثر الأيام مللاً ستجد المخلص الصادق يعلم وجهته ويوقد شعلته
إنه ببساطة الإصرار الذي ينبع من وضوح الهدف، وقوة الإرادة، وعمق الإيمان بأن ما يسعى إليه يستحق كل هذا العناء.

أن تتعلم كيف تجلس في "ورشة الحياة" وسط ضجيج الآلات وزيت المحركات وغبار العمل وعرق الجبين، وأن تواصل الطرق على الحديد البارد حتى يلين.

أن تتقبل حقيقة أن "النتيجة الحلوة" غالباً ما يكون طريقها مُراً، وأن "الوصول" يتطلب "سيراً" طويلاً ومُضنياً.
أن تفهم أن "الصبر" ليس مجرد فضيلةٍ تتحلى بها، بل هو "زاد الطريق" الذي لا غنى عنه.
"وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة: 45).

ألا تيأس حين تجد أن الطريق أطول وأكثر مللاً مما كنت تتوقع وأن تتذكر كون كل خطوةٍ تخطوها بصبرٍ ومثابرة، حتى لو كانت صغيرة ومؤلمة = جزءٌ صغير أو لبنة في بناء نجاحك الحقيقي.
28.04.202509:00
الحلقة الأولى من سلسلة #قبل_أن_تتلو

ثمة كنز يتلألأ بين دفتي المصحف يطالعك بريقه بمجرد أن تفتحه
سورةٌ قصيرة في مبناها، عظيمةٌ في معناها، نرددها في صلواتنا مراتٍ ومرات كل يوم، حتى تكاد أن تكون جزءاً من أنفاسنا
إن سُئلتَ عن سورةٍ إن غابت، اختلّ عمود دينك، فما عساك تقول؟
نعم إنها هي
الفاتحة
أم الكتاب،
ركن الصلاة، ومفتاح الجنة
"وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ"
جمهور المفسرين على أن السبع المثاني هي الفاتحة،
وكأنها في كفة، وسائر القرآن في كفة!
كأنها خلاصة الخلاصة، زبدة الرسالات، المفتاح الذي يفتح لنا أبواب فهم كلام الله ومناجاته.
جاء بها جبريل الأمين من بابٍ في السماء فُتح خصيصاً لها، بشرى لنبينا بما لم يُؤت نبيٌ قبله: فاتحة الكتاب
يا له من تشريف! ويا لها من منزلة! أن تُوضع هذه السبع الآيات في كفةٍ ويُوضع القرآن العظيم في الكفة الأخرى!
كيف لا، وقد جمعت معاني الكتب السماوية، بل لم يُؤتَ نبي مثلها، كما في حديث ابن عباس عند مسلم: "أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة".
تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن؟" ثم قال: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" (البخاري).
وفي رواية عند أبي بن كعب: "ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها" (متفق عليه).
هي ليست مجرد بدايةٍ للكتاب، أو فاتحةٍ للصلاة.
هي ليست مجرد سورة؛ بل هي صلة بين العبد وربه، من تركها فقد نقصت صلاته، كما في حديث أبي هريرة عند مسلم: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج.. ثلاثاً – غير تمام".
وخداج أي صلاةٌ ناقصة، مبتورة، غير كاملة!
والأعجب على الإطلاق أن الله سمّاها "الصلاة"
في الحديث القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي".
باقي الحديث لم يذكر فيه ركوع ولا سجود
فقط كلمات من الفاتحة
حين تقرأ الفاتحة فأنت تخوض حواراً مباشراً، مع ملك الملوك!
حين تقول بقلبٍ حاضر: "الحمد لله رب العالمين"، لا يأتيك الصدى من جدران المسجد، بل يأتيك الردّ من فوق سبع سماوات: "حمدني عبدي".
يا إلهي!
أيّ شرفٍ هذا أن يسمعك رب العزة ويُجيبك باسمك، "عبدي"؟
وحين تتابع ثناءك: "الرحمن الرحيم"، يأتيك الرد من جديد: "أثنى عليّ عبدي". كأن الله يفرح بثنائك عليه بصفات رحمته التي وسعت كل شيء.
ثم حين تستحضر جلاله وملكه وعظمته فتقول: "مالك يوم الدين"، تشعر بهيبة الموقف، ويأتيك الردّ المهيب: "مجدني عبدي"، وفي رواية: "فوض إليّ عبدي". أي أنه أقرّ لك بالملك المطلق، وفوّض أمره إليك يا مالك يوم الدين.
بعد هذا التمهيد بالحمد والثناء والتمجيد، تصل إلى قلب السورة، إلى ذلك العهد العظيم، والاعتراف الصادق الذي هو خلاصة التوحيد: "إياك نعبد وإياك نستعين".
هنا، تصبح العلاقة أكثر قرباً
أكثر خصوصية.
فيأتيك الردّ الذي يفيض كرماً وحباً: "هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل".
يا لها من لحظة!
سرٌ بينك وبين مولاك!
ثم لقد أصبحتَ الآن في مقام الطلب، وقد وُعدتَ بالإجابة. لقد فتح لك الباب على مصراعيه لتسأل أهم وأعظم ما يمكن أن يسأله عبدٌ من ربه.
فماذا تسأل؟ هل تطلب مالاً؟ جاهاً؟ صحة؟ ولداً؟
لا، إن أعظم ما تحتاجه، ما يفتقر إليه كل إنسانٍ في رحلته القصيرة على هذه الأرض، هو: "اهدنا الصراط المستقيم".

الفاتحة ليست كلمات تقرأ وحسب
بل حياة.
ثناء يرفعك إلى أعلى عليين يتبعه دعاء يحفظك في صراط الدنيا وينجيك على امتداده عبر صراط الآخرة.
هذه هي الفاتحة باختصار
وهذا هو الدعاء المحوري،
جوهر الفاتحة
الطلب الذي نُكرره سبعة عشر مرةً على الأقل في صلواتنا المفروضة يوميا، وعشرات المرات إن كنا من أهل النوافل.

لكن لماذا كل هذا الإلحاح على طلب الهداية لهذا الصراط المستقيم بالذات؟
ببساطة لأن هذا هو المطلب الأخطر على الإطلاق
الصراط، يا صديقي، ليس مجرد طريقٍ معبّد.
إنه سبيل الحياة والممات والمسار المحدد للمصير في الدنيا والآخرة.
في الدنيا هو طريقٌ محفوفٌ بالمكاره والشهوات والشبهات، تتربص بك على جنباته شياطين الإنس والجن، وتُزين لك نفسك الأمارة بالسوء الانحراف عنه نحو "السُبل" الأخرى التي تتفرق بك عن سبيل الله الواحد.
وفي الآخرة هو الجسر المنصوب على متن جهنم وصفه رسول الله صلى الله عليه بأنه "أدقّ من الشعر وأحدّ من السيف"
ومجاوزته ليست هينة إلا علي من هونها الله عليه
مجاوزته تحتاج إلى نور الهداية وثبات الأقدام وتوفيق الرحمن.
فمن لم يهدِه الله لهذا الصراط في الدنيا، فكيف يرجو الثبات عليه في الآخرة؟
28.04.202506:17
30.04.202510:34
التلاوة
29.04.202516:21
الحلقة الصوتية 👆

هنالك دعا زكريا ربه..

المجلس السادس من مجالس تدبر سورة آل عمران
الآيات من 33 إلي 44

#العودة_إلى_القرآن
رابط الحلقة على اليوتيوب 👇
https://youtu.be/G1Xf8Aj3lYk?si=zlMs0CZnAIAxqlLa
29.04.202511:02
29.04.202505:40
مشهد النجاح المبهر والوصول للهدف النهائي جميل ومثير للشغف والحـ.ماس بلا شك
وعلى هذا المشهد بتنوعاته يقوم الخطاب التحفيزي المثير الإقبال والدافع للتغيير والعمل
لكنه لا يخلو كثيرا من اختزال مخل جدا حين تتلخص الرحلة في النتيجة المبهرة فقط وتغفل أحيانا صعوبات الرحلة وتكلفة الوصول
وهي غالبا ما تكون تكلفة باهظة
ثمة صناعة كاملة تزدهرُ على بيع هذا الوهم مُغلّفا بورقٍ لامع من الشعارات البراقة التي تصوّر لك النجاح كأنه قمة جبلٍ يمكنك الوصول إليها بقفزةٍ بهلوانية واحدة، وأن الطريق إلي هذه النتيجة المبهرة مُعبّدٌ بالورود، ومُضاءٌ بكشافات ساطعة مبهجة، وتُعزف على جوانبه موسيقى تصويرية لألحان حماسية لا تتوقف.
يطلّ عليك عرابو ذلك الخطاب وأساطينه بعيون تلتمع بحماسٍ مُعدٍ، وصوتٍ جهوري يقطر شغفا ليُخبروك بأنك قادر على كل شيء وأن بإمكانك تحقيق المستحيل ولا يوجد ما يمكنه إيقافك أبدا وأن النجاح هو مجرد قرار تتخذه في لحظة وتحققه بعد ذلك مباشرة
ستمتليء عروقك بعد سماع هذا الخطاب بجرعة مُكثفة من الأدرينالين، وستشعر أنك قادرٌ على غزو العالم اليوم وليس غدا

السينما أيضا لعبت دورا في إعطاء هذه الجرعة ومؤخرا الإعلانات وأغانيها المتقنة
لعلك تعرف جيدا تلك التيمة المتكررة التي يمر فيها البطل بمرحلة الفشل والفقر والصدمات العاطفية والإحباط الكامل
ثم فجأة، تنطلق الموسيقى الحماسية أو الأغنية التي تدعوه للتقدم والإصرار غالبا تكون حبكة هذه الأفلام رياضية أو فنية فترى البطل بعد الفشل والإحباط يتدرب ويتمرن ويتفانى وتتوالى مشاهد العزيمة والتحدي صامتة إلا من الموسيقى التحفيزية التي تحرك الحجر
لعدة دقائق تعرض لنا رحلة البطل في الكفاح والتغيير للأفضل ثم يتحول في الفصل الختامي من فاشلٍ مُحبَط إلى بطلٍ أسطوريٍّ يهزم خصومه ويرفع كأس البطولة أو يصير فنانا مشهورا يشار إليه بالبنان وسط هتافات الجماهير ونظرات الإعجاب من البطلة الحسناء أو دموع حسرتها علي تفريطها فيه أيام فقره وفشله

حسنا.. وصفة سهلة هي
لتصل إلى النجاح لا تحتاج إلا إلى خمس دقائق من الحماسة والمونتاج السينمائي المكثف والسريع... ثم تأتي الثمرة
لا تتسرع في اتهام هذه الحبكة بالسطحية والإسفاف فهي يا عزيزي تيمة مضمونة النجاح ولولا عدم رغبتي في ذكر الأمثلة لسميت لك كثيرا من الأعمال الناجحة حتى وقتنا هذا تكاد تطابق نفس السيناريو مع بعد الرتوش المختلفة

والسؤال هو هل تنتهي الأفلام وتأثيرها بمجرد انتهاء (الفرجة) وإسدال تتر النهاية؟
قطعا لا
التأثير يكون لخطاب التحفيز وأفلامه بعد ذلك على مرحلتين
مرحلة أولى أسميها مرحلة الأدرينالين
مرحلة تطبيق ما حدث في الفيلم أو تكلم عنه المحاضر التحفيزي وتقمص شخصية البطل الذي سيحقق كل شيء
سيأكل النجيلة حرفيا في لعبة الكرة
وسيحطم الأرقام القياسية في رفع الأوزان بالصالة الرياضية (الجيم)
وسيحصل على كل الكورسات التي كان يؤجلها في تخصصه
سيجري كل يوم لساعات مستحضرا في أذنيه (اتقدم... اتقدم... وكفاية خلاص تتندم)
ستتحول الترهلات وتراكمات الدهون والوزن الزائد إلى غبار
لقد قرر وسرى الأدرينالين في روحه
وانتهى الأمر
لكن... هل انتهى فعلا؟
الحق أنه فقط قد بدأ
القرار هو البداية
فقط البداية
هو طبعا خطوة صعبة وتحتاج إلى تحفيز وهذه هي قيمة الخطاب التحفيزي فعلا
أن تدفعك للقرار والخطوة الأولى
لكن لا توهمك أبدا أن الأمر بعد ذلك هو محض هدية
منذ فترة انتشرت شباب يوقفونك في الشارع أو في محطات البنزين ليبشروك أنك قد ربحت هدية معهم
هكذا دون أن تفعل شيئا
فقط تذهب في اليوم الفلاني للمكان الفلاني وتدفع الرسوم التي تكون غالبا معقولة إذا قورنت بالهدية المنتظرة
رسوم.... الأمر عندئذ يتضح
لا توجد هدايا مجانية غالبا إلا بين متحابين
ومن يصدق أن هذه هدية حقيقية هو غالبا من سيصدق الخطاب التحفيزي الذي يوهمه أن النجاح قد أتى لا محالة بعد القرار
ثم يزول مفعول هذا "المُنشّط" الكلامي أو تلك الجرعة التحفيزية المُركزة
و يحدث ذلك حين تبدأ فعلاً في السير على الطريق
حين تبدأ الخطوات الأولى نحو ذلك الهدف الذي رسموه لك بألوانٍ زاهية
وعندئذ يُصدم مصدقو هذا الخطاب بحقيقة مُرّة
الحقيقة التي لا يُحبّ خبراء التحفيز ولا مخرجو الأفلام الحماسية أن يتحدثوا عنها كثيراً لأنها لا تبيع جيداً ولا تُحقق إيراداتٍ عالية
حقيقة كون الطريق ليس مفروشا بالورود، ولا تُعزف فيه موسيقى تصويرية ولا توجد جماهيرٌ تُصفق لك عند كل عقبةٍ تتجاوزها. ولا توجد تلك "اللحظة السينمائية" التي يتحول فيها كل شيءٍ ((فجأةً)) من حضيض الفشل إلى قمة النجاح.
الطريق على العكس غالباً هو مليءٌ بالحفر والأشواك والمنعطفات الحادة.
28.04.202506:18
التلاوة
27.04.202515:54
الحلقة الصوتية 👆

قل اللهم مالك الملك ..

المجلس الخامس من مجالس تدبر سورة آل عمران
الآيات من 26 الي 32

#العودة_إلى_القرآن
رابط الحلقة على اليوتيوب 👇
https://youtu.be/sv-a_Ivitf8?si=DrCGeaovJRH9W2_9
30.04.202510:33
29.04.202516:20
29.04.202511:02
#ورد_القرآن_اليومي
الآيتان 260 و 261
29.04.202505:40
وأن تدرك حقيقة أن "اللذة" ليست فقط في لحظة الوصول إلى القمة ورفع كأس النجاح تحت الأضواء الكاشفة، بل هي أيضاً حين تنظر إلى الوراء مبتسما برضا وقد تذكرت أنك لم تستسلم في منتصف الطريق، ولم تهرب من المشقة أو يثنيك الألم والملل، وأنك قد خضتَ غمار الرحلة بمثابرة وثبات حتى لو لم تصحبك في الطريق صيحات المشجعين والموسيقى التصويرية الحما.سية ولم تنتظرك في نهاية المضمار حسناء متهللة أو تنهال عليك باقات الورود..
28.04.202506:18
27.04.202515:53
Shown 1 - 24 of 101
Log in to unlock more functionality.