tapswap community
tapswap community
Notcoin Community
Notcoin Community
Proxy MTProto
Proxy MTProto
tapswap community
tapswap community
Notcoin Community
Notcoin Community
Proxy MTProto
Proxy MTProto
قناة أبي إدريس avatar
قناة أبي إدريس
قناة أبي إدريس avatar
قناة أبي إدريس
29.04.202516:58
طريقة الملاحدة في إضلال الناس باستخدام الألفاظ المجملة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ولكن هؤلاء عمدوا إلى ألفاظ مجملة مشتبهة تحتمل في لغات الأمم معاني متعددة وصاروا يدخلون فيها من المعاني ماليس هو المفهوم منها في لغات الأمم، ثم ركبوها وألفوها تأليفًا طويلًا بنوا بعضه على بعض، وعظموا قولهم، وهولوه في نفوس من لم يفهمه، ولا ريب أن فيه دقة وغموضًا لما فيه من الألفاظ المشتركة والمعاني المشتبهة، فإذا دخل معهم الطالب وخاطبوه بما تنفر عنه فطرته فأخذ يعترض عليهم قالوا له: أنت لا تفهم هذا، وهذا لا يصلح لك، فيبقى ما في النفوس من الأنفة والحمية يحملها على أن تسلم تلك الأمور قبل تحقيقها عنده، وعلى ترك الاعتراض عليها خشية أن ينسبوه إلى نقص العلم والعقل، ونقلوا الناس في مخاطبتهم درجات، كما ينقل إخوانهم القرامطة المستجيبين لهم درجة حتى يوصلوهم إلى البلاغ الأكبر والناموس الأعظم، الذي مضمونه جحد الصانع، وتكذيب رسله، وجحد شرائعه، وفساد العقل والدين، والدخول في غاية الإلحاد المشتمل على غاية الفساد في المبدأ والمعاد.
وهذا القدر الذي وقع فيه ضلال المتفلسفة لم يقصده عقلاؤهم في الأصل، بل كان غرضهم تحقيق الأمور والمعارف، لكن وقعت لهم شبهات ضلوا بها، كما ضل من ضل ابتداء من المشركين منهم ومن غيرهم من الكفار ممن ضل ببعض الشبهات، ولهذا يجب على من يريد كشف ضلال هؤلاء وأمثالهم: أن لا يوافقهم على لفظ مجمل حتى يتبين معناه، ويعرف مقصوده، ويكون الكلام في المعاني العقلية المبينة، لا في معان مشتبهة بألفاظ مجملة.
درء تعارض العقل و النقل ١ /٢٩٥-٢٩٦ 📚
27.04.202521:01
قال أبو العباس رحمه الله:
وقوله تعالى ﴿ومن أعرض عن ذكري﴾ يتناول الذكر الذي أنزله، وهو الهدى الذي جاءت به الرسل، كما قال تعالي في آخر الكلام ﴿كذلك أتتك آياتنا فنسيتها﴾ أي تركت اتباعها والعمل بما فيها، فمن طلب الهدى بغير القرآن ضل، ومن اعتز بغير الله ذل، وقد قال تعالى ﴿اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء﴾ ، وقال تعالى: ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله﴾
درء تعارض العقل و النقل ١٦٧/١ 📚
07.04.202517:10
05.04.202501:36
31.03.202513:30
29.04.202516:57
27.04.202521:01
11.04.202501:15
متى يحتج على الذنب بالقدر؟

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
الاحتجاج بالقدر على الذنب ينفع في موضع، ويضر في موضع، فينفع إذا احتُجَّ به بعد وقوعه والتوبة منه وتَرْك معاودته، كما فعل آدم عليه السلام، فيكون في ذكر القدر إذ ذاك من التوحيد ومعرفة أسماء الربّ وصفاته وذكرها ما ينتفع به الذاكر والسامع؛ لأنه لا يَدفع بالقدر أمرًا ونهيًا؛ ولا يُبْطِل به شريعة، بل يُخبر بالحق المحض على وجه التوحيد، والبراءة من الحول والقوة.يوضحه أن آدم عليه السلام قال لموسى: «أتلومني على أن عملتُ عملًا كان مكتوبًا عليَّ قبل أن أُخلق؟»، فإذا أذنب الرجل ذنبًا ثم تاب منه توبة نصوحًا، وزال أثره وموجبه حتى كأن لم يكن، فأنَّبه مؤنِّب عليه ولامه حَسُنَ منه أن يحتج بالقدر بعد ذلك، ويقول: هذا أمر كان قد قُدِّر عليَّ قبل أن أُخلق، فإنه لم يَدفع بالقدر حقًّا، ولا ذكره حجة له على الباطل، فلا محذور في الاحتجاج به.
شفاء العليل ٥٨/١-٥٩ 📚

ثم قال:
وأما الموضع الذي يضرّ الاحتجاج به ففي الحال أو المستقبل؛ بأن يرتكب فعلًا محرمًا، أو يترك واجبًا فيلومه عليه لائم، فيحتج بالقدر على إقامته عليه وإصراره، فيُبطل بالاحتجاج به حقًّا، ويرتكب باطلًا، كما احتجَّ به المُصِرّون على شركهم وعبادتهم غير الله فقالوا: ﴿لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا﴾ [الأنعام: ١٤٨]، و﴿لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ﴾ [الزخرف:٢٠]، فاحتجوا به مُصَوِّبين لما هم عليه، وأنهم لم يندموا على فعله، ولم يعزموا على تركه، ولم يقروا بفساده، فهذا ضدُّ احتجاج مَن تبين له خطأ نفسه، وندم وعزم كل العزم على أن لا يعود، فإذا لامه لائم بعد ذلك قال: كان ما كان بقدر الله.
و نكتة المسألة: أن اللوم إذا ارتفع صحَّ الاحتجاج بالقدر، وإذا كان اللوم واقعًا فالاحتجاج بالقدر باطل.
شفاء العليل ٥٩/١ 📚
06.04.202518:57
المقطع من تصميم الأخ : أبو عبد الله
رابط حساب الأخ على التيك توك : https://www.tiktok.com/@shra_153?_t=ZM-8vJXf9QEXWZ&_r=1
01.04.202521:15
تهافت الزائفة و الكثيرية.

يقول الزائف : "أن القول بمخلوقية الصوت يقتضي القول بخلق القرآن إذ أن القرآن لا ينفك عن الصوت في الخارج فيلزم وقوع الخلق على القرآن."

قلت: قد بينت في مقال سابق أن هذه القاعدة يلزم منها لوازم كفرية لا محيد عنها إلا أني أريد بهذا المقال أن أبين أنّ هؤلاء يقعون في الذي يكفرون به الناس و أن قائل هذا الكلام لا يعي ما يقول فإنهم لا ينازعون في كون الصوت أثناء قراءة القرآن هو صوت القارئ كما دلت عليه الآثار :

قال يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير،عن ابن عباس رضي الله عنهما:
في قوله تعالى: ﴿ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها﴾. قال: نزلت ورسول الله ﷺ مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه ﷺ: ﴿ولا تجهر بصلاتك﴾ أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ﴿ولا تخافت بها﴾ عن أصحابك فلا تسمعهم ﴿وابتغ بين ذلك سبيلا﴾.
صحيح البخاري حديث رقم ٤٤٤٥ 📚

قال مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ التَّمَّارِ، عَنِ الْبَيَاضِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ. وَقَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ بِمَا يُنَاجِيهِ بِهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ»
موطأ مالك رواية يحيى بن يحيى الليثي حديث رقم ٢٩ 📚

عن ابراهيم الحربي قال:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ، قَالَ: يَعْنِي حَسِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ عَلَى قَدْرِ مَا يُمْكِنَكُمْ.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال ص77 📚

قال عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا صفوان بن عمرو بن قيس، قال: حدثني عاصم بن حميد، عن معاذ بن جبل، قال:
«لن تروا من الأئمة إلا غلظة، ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم إلا حضره بعده ما هو أشر منه، أكثر أمير وشر تأمير» . قال أبو عبد الله: اللهم رضينا، يمد بها صوته مرتين أو ثلاثة.
السنة للخلال أثر رقم ٣٠ 📚

قلت: و الآثار في هذا الباب كثيرة و المقصود بيان أن الرسول ﷺ و الصحابة و السلف كانوا ينسبون الصوت للقارئ أثناء قراءة القرآن و دعاء الله بأسمائه، فإذا تبين هذا فاعلم أنه لا فرق بين قول القائل "الصوت مخلوق" و بين قوله "الصوت صوت القارئ" فمن جعل القول الأول كفرا لزمه ذلك في الثاني لا محالة.
و بيان الأمر أن هؤلاء يزعمون أن قول القائل أن الصوت أثناء القراءة مخلوق يلزم منه وقوع الخلق على القرآن إذ أن هذا الصوت يشتمل على قرآن.
فعلى أصولهم نسبة هذا الصوت المشتمل على القرآن للعبد - كما فعله السلف - يلزم منه نسبة القرآن للبشر، و لا فرق بين القول الأول و الثاني، فالقائل بأن القرآن مخلوق كالقائل بأنه قول البشر.
قال الإمام أبو سعيد رحمه الله:
فمن ذلك ما أخبر الله تعالى في كتابه عن زعيم هؤلاء الأكبر، وإمامهم الأكفر، الذي ادعى أولا أنه مخلوق، وهو الوحيد، واسمه الوليد بن المغيرة، فأخبر الله عن الكافر دعواه فيه، ثم أنكر عليه دعواه، وردها عليه، ووعده النار إن ادعى أن قول الله قول البشر.
وقوله: ﴿إن هذا إلا قول البشر﴾ [المدثر: ٢٥] . وقول هؤلاء الجهمية: هو مخلوق، واحد لا فرق بينهما، فبئس التابع، وبئس المتبوع قال الله تعالى: ﴿ذرني ومن خلقت وحيدا﴾ [المدثر: ١١] إلى قوله: ﴿ثم عبس وبسر، ثم أدبر واستكبر، فقال إن هذا إلا سحر يؤثر، إن هذا إلا قول البشر، سأصليه سقر﴾ [المدثر: ٢٣] . يعني أنه ليس بقول البشر كما ادعى الوليد، ولكنه قول الله عز وجل.
الرد على الجهمية للدارمي ١٨٤📚

قلت: قد وضح الإمام أنه لا فرق بين قول القائل أن القرآن مخلوق و القول أنه قول البشر،
و نحن نقول لمن جعل القول بمخلوقية الأصوات كفرا، أنه لا فرق بين هذا و بين قول الصوت صوت البشر و على هذا يلزمكم:
١- إما جعل نسبة الصوت للقارئ كفرا و تضليل كل من نسبه للقارئ بل يلزمكم تضليل الرسول ﷺ ! و هذا الكفر البواح.
٢- و إما التوقف عن نسبة الصوت للقارئ فتكونون في أحسن الأحوال ضلال مخالفين لهدي الرسول و السلف.
٣- و إما تجويز إطلاق القول بخلق الأصوات حتى لا تقعوا في المحذورين و هو المطلوب.

هذا و الله أعلم
16.03.202505:57
الرد على من فوّض أو حرّف صفة الغيرة و المحبة.

حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ .»

صحيح مسلم حديث رقم ٢٧٦١📚

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ ورَّاد كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ:
قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقال: (تعجبون مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حرَّم الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أجل ذلك وعد الله الجنة).
صحيح البخاري حديث رقم ٦٩٨٠ 📚

قال ابن تيمية رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية:
أنه - ﷺ - قال : (لا أحد أغير من الله) وقال : (الله أغير مني) وصيغة أفعل التفضيل توجب الاشتراك في معنى اللفظ مع رجحان المفضل أو اختصاص المفضل بمعنى اللفظ ولا يجوز اختصاص المفضول بمعنى اللفظ وهذا يوجب أن يكون الله موصوفًا بالغيرة على كل تقدير ثم يقال التفضيل بصيغة أفعل ليس في مجرد اللفظ ولا يجوز أن يكون للفظ معنيان واللفظ يقال عليهما بالاشتراك اللفظي أو بالحقيقة والمجاز بل يجب أن يكون اللفظ دالًاّ عليهما بالتواطؤ أو التشكيك الذي هو نوع من المتواطئ فلا يقال هذا أجسم من هذا ويكون المراد بهما كثافة أحدهما وكبر قدر الآخر بل يكون اللفظ دالًاّ على المعنيين بالتواطؤ.
ج/ص ٤١٨/٧ 📜

و قال:
أنه - ﷺ - قال (ما أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) و في اللفظ الآخر (من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) وهذا نص صريح في إثبات السبب الذي هو الغيرة والمسبب الذي هو المنع والزجر وأنه من أجل غيرته التي هي السبب كان هذا المسبب الذي هو التحريم فجَعْلُ معنى الغيرة هو معنى التحريم الذي هو المنع والزجر تكذيب صريح للرسول ﷺ وهو في الحقيقة قول الجهمية لكن منهم من يعلم بذلك فيكون منافقًا ومنهم جُهال لا يعلمون أنهم مكذبون له.
ج/ص ٤٢١/٧ 📜

ثم قال :
أنه - ﷺ - قال (لا أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه ومن اجل ذلك وعد الله بالجنة ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث المنذرين) كما قال (ولا أحد أغير من الله ومن أجل غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) فجعل محبته للعذر سببًا لإرسال النذر ومحبته للمدح سببًا لمدح نفسه ولوعده عباده بالجنة وهذا يقرر أن المحبة والغيرة هي السبب في الأقوال المذكورة ليست هي نفس الأقوال التي هي الوعد والإرسال والمدح والنهي.
ج/ص ٤٢١/٧ 📜

هذا و الله أعلم.
28.04.202519:03
قال أَبُو حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ:
«اللَّفْظِيَّةُ، وَالْوَاقِفَةُ زَنَادِقَةٌ عُتْقٌ»

الإبانة الكبرى ٢٩٦/٥ 📚
27.04.202504:41
نقض شيخ الإسلام لاستدلال الجهمية بقول إبراهيم عليه السلام : لا أحب الآفلين من درء التعارض.

١- بطلان تفسير الأفول بالحركة و التغير من ناحية لغوية:
أما قصة إبراهيم الخليل عليه السلام فقد علم باتفاق أهل اللغة والمفسرين أن الأفول ليس هو الحركة، سواء كانت حركة مكانية، وهو الانتقال، أو حركة في الكم كالنمو، أو في الكيف كالتسود والتبيض، ولا هو التغير، فلا يسمى في اللغة كل متحرك أو متغير آفلًا، ولا أنه أفل، لا يقال للمصلي أو الماشي إنه آفل، ولا يقال للتغير الذي هو استحالة، كالمرض واصفرار الشمس: إنه أفول، لا يقال للشمس إذا اصفرت: إنها أفلت، وإنما يقال أفلت إذا غابت واحتجبت، وهذا من المتواتر المعلوم بالاضطرار من لغة العرب: أن آفلًا بمعني غائب، وقد أفلت الشمس تأفل وتأفل أفولًا: أي غابت.
ج/ص ١٠٩/١ 📜

٢-
بيان أن السياق ينفي هذا الدليل:
ومعلوم أنه لما بزغ القمر والشمس كان في بزوغه متحركًا، وهو الذي يسمونه تغيرًا، فلو كان قد استدل بالحركة المسماة تغيرًا لكان قد قال ذلك من حين رآه بازغًا.
ج/ص ١١٠/١ 📜

٣-
قلب الدليل على من جعل الخليل يريد بقوله رب العالمين:
فإن قال المنازعون: بل الخليل إنما أراد أن هذا رب العالمين.
قيل: فيكون إقرار الخليل حجة على فساد قولكم، لأنه حينئذ يكون مقرًا بأن رب العالمين قد يكون متحيزًا متنقلًا من مكان إلي مكان، متغيرًا، وإنه لم يجعل هذه الحوادث تنافي وجوده، وإنما جعل المنافي لذلك أفوله، وهو مغيبه، فتبين أن قصة الخليل إلى أن تكون حجة عليهم أقرب من أن تكون حجة لهم، ولا حجة لهم فيها بوجه من الوجوه.
ج/ص ١١١/١ 📜

٤-
بيان فساد تفسير الأفول بالإمكان:
و أفسد من ذلك قول من جعل الأفول بمعني الإمكان، وجعل كل ما سوي الله آفلًا، بمعني كونه قديمًا أزليًا، حتى جعل السماوات والأرض والجبال والشمس والقمر والكواكب لم تزل ولا تزال آفلة، وأن أفولها وصف لازم لها، إذ هو كونها ممكنة، والإمكان لازم لها، فهذا مع كونه افتراء علي اللغة والقرآن افتراء ظاهرًا يعرفه كل أحد، كما افتري غير ذلك من تسمية القديم الأزلي محدثًا، وتسميته مصنوعًا - فقصة الخليل حجة عليه، فإنه لما رأي القمر بازغًا قال هذا ربي ولما رأي الشمس بازغة قال هذا ربي
فلما أفلت قال: لا أحب الآفلين فتبين أنه أفل بعد أن لم يكن آفلًا، فكون الشمس والقمر والكواكب وكل ما سوي الله ممكنا هو وصف لازم له، لا يحدث له بعد أن لم يكن.
ج/ص ١١١/١ 📜

هذا و الله أعلم.
07.04.202523:36
و قال:
وَالْبُخَارِيُّ إنَّمَا يُثْبِتُ خَلْقَ أَفْعَالِ الْعِبَادِ حَرَكَاتِهِمْ وَأَصْوَاتِهِمْ. وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ هِيَ فِعْلُ الْعَبْدِ يُؤْمَرُ بِهِ وَيُنْهَى عَنْهُ. وَأَمَّا الْكَلَامُ نَفْسُهُ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ. وَلَمْ يَقُلْ الْبُخَارِيُّ إنَّ لَفْظَ الْعَبْدِ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرَ مَخْلُوقٍ كَمَا نَهَى أَحْمَد عَنْ هَذَا وَهَذَا. وَاَلَّذِي قَالَ الْبُخَارِيُّ إنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنْ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَصِفَاتِهِمْ لَمْ يَقُلْ أَحْمَد وَلَا غَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ إنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَإِنْ سَكَتُوا عَنْهُ لِظُهُورِ أَمْرِهِ وَلِكَوْنِهِمْ كَانُوا يَقْصِدُونَ الرَّدَّ عَلَى الْجَهْمِيَّة. وَاَلَّذِي قَالَ أَحْمَد إنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ لَا صِفَةُ الْعِبَادِ لَمْ يَقُلْ الْبُخَارِيُّ إنَّهُ مَخْلُوقٌ. وَلَكِنَّ أَحْمَد كَانَ مَقْصُودُهُ الرَّدَّ عَلَى مَنْ يَجْعَلُ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقًا إذَا بُلِّغَ عَنْ اللَّهِ وَالْبُخَارِيَّ كَانَ مَقْصُودُهُ الرَّدَّ عَلَى مَنْ يَقُولُ: أَفْعَالُ الْعِبَادِ وَأَصْوَاتُهُمْ غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ. وَكِلَا الْقَصْدِينَ صَحِيحٌ لَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا.
مجموع الفتاوى ٣٩٢/١٦ 📚

قلت: و مما يدل على ذلك ما تواتر عن الإمام أحمد حيث قال: قراءة حمزة لا تعجبني، و معلوم أن الذي لا يعجبه غير القرآن فتكون القراءة على هذا التقدير غير المقروء. و لهذا مجرد موافقة البخاري للجهمية لفظا لا يوجب تبديعه فضلا عن تكفيره كما تفعله الزائفة، و من جعل قوله كفرا لزمه أن يجعل قول أحمد كفرا.
فإن اعترض معترض و قال: القول برداءة أو سوء القراءة ليس فيه إيهام كما في القول بمخلوقيتها.
قيل: هذا له حظ من النظر، و لكن كون القول مُوهِم لا يوجب كفره خصوصا إذا تبين مقصده فلو قال قائل أن الله ليس في السماء و كان يقصد أن الله غير محوي في سماءه المخلوقة كان كلامه صحيحا و لم يكن بقوله هذا كافرا، و المقصود هنا الرد على من جعل العلة من كفر القائل بخلق التلاوة وقوع الخلق على القرآن و إن كان قصده صحيحا، فهذا يلزمه في كل من قال أن القراءة سيئة أو رديئة فإن هذه المعاني لو وقعت على القرآن لكان كفرا باتفاق فمن جعل معنى يقع عليه دون الآخر كان فعله تفريق بين المتماثلات.
و من جعل مجرد الموافقة في اللفظ دون المعنى كفرا كان كمن جعل الصحابة الذين قالوا للنبي "راعنا" مثل اليهود الذين قالوها للنبي استهزاءً فقد اتفقت الألفاظ و اختلفت المقاصد، لكن لما أنزل الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) كان الواجب ترك استعمال هذا اللفظ و الامتثال لأمر الله حتى يمتاز الخبيث من الطيب. و أيضا حين ظهرت الجهمية صار أهل السنة يوجبون على الناس قول القرآن كلام الله غير مخلوق و لا يقفون فقط عند كلام الله.
قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ مُهَنَّا:
سَأَلْتُ أَبَا يَعْقُوبَ الْخَزَّازَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمٍ عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: هُوَ كَلَامُ اللَّهِ وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّا إِذَا كُنَّا نَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَا نَقُولُ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْجَهْمِيَّةَ خِلَافٌ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: جَزَى اللَّهُ أَبَا يَعْقُوبَ خَيْرًا "
السنة لعبد الله أثر رقم ٥٢٧📚

إذا تبين ذلك، لما كان من إطلاق الخلق على القراءة و التلاوة ما فيه من الإيهام و تناوله لمعاني عديدة و تستر الجهمية بتلك المعاني و التذرع بذلك إلى القول بخلق القرآن كما تقدم ذكره، كان الواجب اتباع إمام الأثرية أحمد بن حنبل قدس الله روحه و الامتناع عن هذه الإطلاقات لسد الذريعة و حتى يمتاز أهل السنة من الجهمية و ليميز الله الخبيث من الطيب، و إن كان لكل مقام مقال.
هذا و الله أعلم.
06.04.202518:50
01.04.202521:15
16.03.202505:57
28.04.202519:03
27.04.202504:40
07.04.202517:10
بشرى سارة لطلاب العلم، سيبدأ الشيخ عبد الله بن فهد الخليفي حفظه الله التعليق على تفسير مقاتل بن سليمان رحمه الله، انشروا القناة واحتسبوا الأجر، وفق الله الجميع.
05.04.202501:38
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومن عمد إلى المعاني المعلومة بالشرع والعقل وسماها بأسماء منكرة لينفر الناس عنها قيل له: النزاع في المعاني لا في الألفاظ ولو كانت الألفاظ موافقة للغة فكيف إذا كانت من ابتداعهم؟ ومعلوم أن المعاني التي يعلم ثبوتها بالشرع والعقل لا تدفع بمثل هذا النزاع اللفظي الباطل.

مجموع الفتاوى ٣١٨/١٢ 📚
31.03.202513:31
الجواب عن مسألة أحرف المعجم هل يقال أنها مخلوقة أم غير مخلوقة؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فإن قيل: فالحرف من حيث هو مخلوق أو غير مخلوق مع قطع النظر عن كونه في كلام الخالق أو كلام المخلوق؟ فإن قلتم هو من حيث هو غير مخلوق لزم أن يكون غير مخلوق في كلام العباد وإن قلتم مخلوق لزم أن يكون مخلوقا في كلام الله؟
قيل: قول القائل الحرف من حيث هو هو كقوله الكلام من حيث هو هو والعلم من حيث هو هو والقدرة من حيث هي هي والوجود من حيث هو هو ونحو ذلك. والجواب عن ذلك أن هذه الأمور وغيرها إذا أخذت مجردة مطلقة غير مقيدة ولا مشخصة لم يكن لها حقيقة في الخارج عن الأذهان إلا شيء معين فليس ثم وجود إلا وجود الخالق أو وجود المخلوق ووجود كل مخلوق مختص به وإن كان اسم الوجود عاما يتناول ذلك كله وكذلك العلم والقدرة اسم عام يتناول أفراد ذلك وليس في الخارج إلا علم الخالق وعلم المخلوق وعلم كل مخلوق مختص به قائم به واسم الكلام والحروف يعم كل ما يتناوله لفظ الكلام والحروف وليس في الخارج إلا كلام الخالق وكلام المخلوقين. وكلام كل مخلوق مختص به واسم الكلام يعم كل ما يتناوله هذا اللفظ. وليس في الخارج إلا الحروف التي تكلم الله بها الموجودة في كلام الخالق والحروف الموجودة في كلام المخلوقين. فإذا قيل: إن علم الرب وقدرته بكلامه غير مخلوق وحروف كلامه غير مخلوقة لم يلزم من ذلك أن يكون علم العبد وقدرته وكلامه غير مخلوق وحروف كلامه غير مخلوقة.
مجموع الفتاوى ٧٠/١٢ 📚
14.03.202505:29
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
والشيطانُ وسواسٌ خناسٌ إذا ذكر العبدُ ربَّه خَنَسَ، فإذا غَفَل عن ذكره وَسْوَس، فلهذا كان تركُ ذكر الله سببًا ومبدأً لنزول الاعتقاد الباطل والإرادة الفاسدة في القلب.
ومِن ذكر الله تعالى تلاوةُ كتابه وفهمُه ومذاكرةُ العلم.

الانتصار لأهل الأثر ص٥٢ 📚
Shown 1 - 24 of 31
Log in to unlock more functionality.