اشتقتُ إليك
هذا كلُّ ما في الأمر،
أحاولُ إفلاتَ هذا الشوق واقتلاعُه من داخلي، لكنه متشبثٌ بي بطريقةٍ تخبرني أني عالقٌ هنا، وأني لن أنجوَ أبدًا من هذا الشوق إلا حين تأتي.
يتمدد الشوق داخلي كظلٍّ لا يفارقني، يكبر مع كل لحظة، يلتفّ حولي كعناق غائب، يرهقني ولا ينطفئ.
أشتاقكِ في هدوء الليل وصخب النهار، في الأماكن التي ضحكنا فيها، وفي تلك التي لم تطأها أقدامنا بعد. وكلما حاولتُ الفرار من هذا الشعور، لاحقني كطيف يمرُّ بين ضلوعي، يذكرني أنكِ رغم الغياب، لازلتِ الأقرب، لازلتِ الوطن الذي تأوي إليه روحي رغم المسافات، والدِفء الذي لا تخبو حرارته مهما امتدّ الشتاء بيننا.
أخبريني كيف يمكن لهذا الشوق أن يكون بهذا الاتساع؟ كأنكِ هنا رغم البعد، كيف يتجسد صوتكِ بين كلماتي، ونظرتكِ بين أفكاري؟ كيف استطعتِ أن تجعلي هذا الشعور يقبع بداخلي ليخبرني بأن هذا الدفء لن يبرُدَ ما حَييتُ؟
كيف لعينيكِ أن تبقي أثرها قويًا هكذا، ساطعًا، حادًا، يشعُّ بقوةٍ عليّ؟
𝑁لـ