كَانَ أَحْمَد مَعَ مَجْمُوعَةٍ مِنْ إِصْدِقَائِهِ بِتَجَمُّعٍ فِي بَيْتِ زَمِيلِهِمْ السَّيِّدِ مُرْتَضَىٰ الْمُوسَوِي وَكَانَ هَادِئًا بِغَيْرِ عَادَتِهِ وَأَحْتَضَنَ أَحْمَد زَمِيلَهُ مُرْتَضَىٰ أَكْثَرَ مِنْ مَرِّهِ وَكَأَنَّهُ يَعْلَم بِالْوَدَاع ، عِنْدَ خُرُوجِهِمْ تَفَرَّقَ أَحْمَد عَنْ إِصْدِقَائِهِ فِي سَاحَةِ الْخَلَانِي ، حَدَثَتْ أَحْدَاث غَامِضَة فِي السِّنْكِ مِنْ قِبَلِ عِصَابَاتٍ مَجْهُولَةٍ وَأَصَرَّ أَحْمَد إِنْ يَتَوَقَّفَ لِيُصَوِّرَ مَاحِدَثَ كَوْنَهُ مُصَوِّرٌ حَرْبِيٌّ يُحِبُّ تَوْثِيقَ الشّبّاكَات الْعَنِيفَةِ ، عِنْدَمَا عَلِمَ أَحَد مُدِيرِيِّينَ الْأَعْلَامِ بِتَوَاجُدِ أَحْمَدَ بِمَكَانِ الْأَشْتِبَاكِ أَصَرَّ بِالْأَتْصَالِ عَلَيْهِ لِلْأَطْمِئْنَانِ وَلِأَمْرِهِ بِالْأَنْسِحَابِ لِخُطُورَةِ الْمَكَانِ أَجَابَهُ أَحْمَد بِضِحْكَتِهِ الْخَاصَّة وَقَالَ "عَلَيَّ ، الْأَحْدَاث هنَا ذَكَّرَتْنِي بِمَعَارِك دَاعِش" وَبَعْدَهَا أَكْمَلَ أَحْمَد تَوْثِيقَه وَعَادَ صَدِيقُه لِلْأَتْصَالِ عَلَيْهِ لَكِنْ كَانَ جِهَازُ أَحْمَد مُغْلَق ! ، أَحْمَد أُصِيبَ بِطَلْقَةٍ بِمَكَانٍ حَسَّاسٍ بِالْعَمُودِ الْفِقْرِيِّ لَكِنَّ الْأَشْتِبَاكَ كَانَ أَمَامَهُ وَبَعِيد عَنْه وَالرَّصَاص يُسْمَع مِنْ بَعِيدٍ أَيْ أَنَّ إِصَابَتَهُ بِالطَّلْقَةِ لَمْ تَكُنْ طَائِشَة ، بَعْدَ إِصَابَةِ أَحْمَد وَنَقْلِهِ لِمَكَانِ الْأَسْعَافِ تَمَّ سَرِقَةُ مُوبَايِلْ أَحْمَد وَأُصِيبَتْ كَامِيرَتُه بِطَلْقَة وَتَمَّ سَرِقَةُ الرَّامِ بِدَاخِلِهَا ، أَحْمَد لَمْ يُفَارِقْ الْحَيَاةَ وَقْتَهَا وَعِنْدَمَا تَمَّ إِسْعَافُهُ لِلْمُسْتَشْفَىٰ عَرَفَ الْأَطِبَّاء بِأَسْمِهِ وَعَمَلِهِ وَعِنْدَمَا عَلِمُوا أَحْمَد لَمْ يُفَارِقْ الْحَيَاةَ قَامُوا بِجُرْح عَلَىٰ رَقَبَتِه بِالْمِشْرَط الطِّبِّيِّ جُرْح صَغِير لَكِنْ مَكَانَهُ إِسْتَهْدَفَ الشِّرْيَان الْأَسَاسِيّ للْدَم وَنَزَفَ أَحْمَد كَثِيرًا وَفَقَدَ دَمَهُ إِلَىٰ أَنْ إِلْتَحَقَتْ رُوحُهُ لِلْمَلْكُوتِ الْأَعْلَىٰ وَهُوَ مُلَوِّح بِإِشَارَةِ النَّصْرِ بِيَدِهِ ، إِسْتُشْهِدَ أَحْمَد بِسَبَبِ نَزِيفِ الشِّرْيَانِ فِي رَقَبَتِهِ لَكِنَّ شَهَادَةَ الْوَفَاةِ كُتِبَ بِهَا بِسَبَبِ الطَّلْقَةِ وَيَرْفُضُونَ تَعْدِيلَ أَيِّ نُقْطَة جَمِيع مَنْ كَان بِجَانِب أَحْمَد لَهُمْ يَد فِي قَتْلِهِ لِأَنَّهُ كَانَ ذُو شَخْصِيَّةٍ ثَوْرِيَّةٍ تَرْفُضُ الظُّلْم وَالْفَسَاد .