اليوم، خرجت مظاهرات في غزة، حيث طالب المواطنون بوقف الإبادة ووضع حد لحكم خماس في القطاع، هؤلاء المتظاهرون لم يخرجوا بدافع العمالة كما يروج أنصار الحركة، ولم تحركهم أجندات خارجية، بل خرجوا لأنهم سئموا الجوع، القهر، والخذلان، خرجوا لأنهم فقدوا كل شيئ، أسرهم، منازلهم، كرامتهم، ومستقبلهم.
منذ بداية الإبادة، تُرك هؤلاء الناس ليواجهوا مصيرهم وحدهم، عاشوا تحت القصف بلا مأوى، ناموا في العراء دون خيمة تسترهم، جاعوا دون أن تصلهم مساعدات، وتحملوا البرد والقهر في انتظار من يمد لهم يد العون، ومع ذلك، لم تقدم لهم خماس سوى الشعارات، بينما استمرت في إحكام قبضتها على القطاع، متجاهلة معاناة أهل غزة الذين يدّعي قادتها تمثيلهم.
إن محاولات تشويه صورة المتظاهرين واتهامهم بالتخابر مع الاحتلال لا تختلف عن الأساليب التي استخدمتها أنظمة قمعية سابقة لتبرير قمع شعوبها، واليوم، في غزة، يتكرر السيناريو نفسه، حيث يُتهم الجائعون والناجون من الموت بالخيانة لمجرد أنهم تجرأوا على المطالبة بحياة كريمة.
منذ بداية الإبادة، ماذا قدمت خماس لتعزيز صمود الناس!؟ هل وزعت المساعدات!؟ هل وفرت لهم المأوى!؟ هل قدمت دعمًا اقتصاديًا للأسر التي فقدت كل شيء!؟ لا شيء سوى الشعارات.
لقد وصلت غزة إلى مرحلة لم تعد فيها الشعارات تكفي، ولم يعد بالإمكان إخماد غضب الناس بالخطب الحماسية، الغزيون اليوم يطالبون بحقهم في الحياة، في الأمن، في الكرامة، في ألا يُتركوا وحدهم أمام آلة القتل دون سند، إن كان هناك من يجب أن يُلام، فهو من أوصل الناس إلى هذه المرحلة، وليس من يصرخون من شدة الجوع واليأس