فِي هذا اليَوم مِن شهر أبرِيل قبل ستّة عشر عاماً، وُلدت أنا، فاطِمة!
فتاةً أضاءَت الحياة بقدُومها، غرّدت الحَياةُ مُهللة لمجيئِها، وكأنها شعَرت بأنّ هُنالك روحاً ستأتِي وسَتنطق بأوّل صرخاتِها لتُعلن بدَايتها فِي هذه الحيَاة .
كبرت الفتاةُ ونَشأت بالأفكارِ، كانت غارقةً فِي عالم خيَالها، تُبدع بِفنّها، ترسُم مُستقبلها بأقلامِها، وتُلوّن الحيَاة بألوانهَا، لكنّ رُوح تِلك الطّفلة لازلت تسكُنها، تِلك الإبتسَامة التي كانت لاتُفارق وجنتَيها، رُغم قسَاوة الحيَاة إلاّ أنهّا لاتعرفُ معناً للحُزن، كانت روحاً مَرحة، بشوشة، ذاتَ قلبِ طيّب، تَزرعُ البَسمة فِي وجهِ مَن رآهَا، يحبُ الجميع ضحكاتِها التِي كَانت رمزاً لِ سعادتِها .
ثمّ إنّ الأيّام تمرّ مُسرعة وكأنّها فِي عجَلة مِن أمرِها؛
وهَا أنَا اليَوم أستقبِل عاميَ الجدِيد، بأحلامِي التّي كبُرت معي، حتّى إنّي حققتُ أكبَرها فِي عاميَ هذا، ألا وَهو حفظِي لكتاب اللّٰه، لحظاتُ هذَا اليُوم ستظلّ مَحفورةً فِي قلبِي، تغمُرنِي السّعادة بأنّي كُنتُ سبباً في ارتداء والديّ لِ تاج الوَقار، كلّي فخرٌ بِي، فَ يَاربّ اجعَله حُجة لي لا عليّ .
ختاماً سأخبِرُ نفسِي أنّي أحبّها وأتمنّى لهَا عاماً جدِيداً فِي طاعة اللّٰه، أسأل اللّٰه أن تكُون سنة ملِيئة بالإنجَازات والسّعادة والخير، ألا أنّني سأحدّث أحلامِي وأخبِرها، انتظري فتاتُك..... إنّها قادِمة .